قصتي عن الترحيب بالرب

2023 يونيو 10

في طفولتي، لم أستطع المشي بسبب ألم مزمن في ساقيّ، لذلك جلبتني أمي أمام الرب. وفوجئت عندما شفيت ساقاي بأعجوبة بعد شهر فحسب. ولكي أجازي محبة الله، تركت الدراسة في عام 1998، وبدأت أبذل نفسي بحماس للرب. بعد ذلك بوقت قصير، اختارتني الكنيسة كمرشحة مُهمَّة للتدريب، وأصبح الشيخ كو يأخذني إلى الكنائس المختلفة التي يعظ فيها. وكثيرًا ما كان القساوسة والشيوخ يقولون إن يوم عودة الرب قريب، وأننا يجب أن نكون كالعذارى الحكيمات، ونُحضر زيت المصباح، وننتظر عودة الرب. ويقولون أيضًا: "يقول الكتاب المقدس: "هُوَذَا يَأْتِي مَعَ ٱلسَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَٱلَّذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ ٱلْأَرْضِ" (رؤيا 1: 7). في الأيام الأخيرة، سيعود الرب مجددًا بمجد عظيم على السحاب ويختطفنا في الهواء لنكون معه. وسندخل ملكوت السموات ونستمتع بالبركات الأبدية. وسيبكي غير المؤمنين، وسيُصرون بأسنانهم، بينما يستسلمون للمصائب". بعد سماع العظات القوية للشيوخ والقساوسة، كنت أتخيل فورًا مشهدًا مجيدًا سنجتمع فيه جميعًا حول الرب، وهو ينزل إلى الأرض على سلسلة من السحاب. يمكنك تصور مدى الإثارة التي شعرت بها، عندما فكرت في هذا المشهد المؤثر.

ثم، ذات يوم في بداية عام 1999، دعا الشيخ كو والشيخ وانغ لعقد اجتماع لزملاء العمل وقالا: "ظهرت كنيسة جديدة تسمى البرق الشرقي وتدَّعي أن الرب تجسَّد وعاد بالفعل، ويقول كلمات ويؤدي أعمال الدينونة بدءًا من بيت الله. لكن كيف يمكن هذا؟ تذكُر الكتب المقدسة بوضوح أن الله سينزل على السحاب، لكنهم يقولون إن الله عاد متجسدًا. وهذا لا يتفق مع الكتاب المقدس، لذلك يجب ألا نستمع إلى عظاتهم أو نقرأ كتبهم، ناهيك عن استضافتهم. وأي شخص سيقوم باستضافتهم سيُطرد من الكنيسة".

عندما قالا هذا، فكرت: "الشيوخ مؤمنون منذ وقت طويل، وعلى اطلاع جيد بالكتاب المقدس، لذا لابد أنهم محقون. بالإضافة لذلك، تذكُر الكتب المقدسة بوضوح أن الرب سينزل على السحاب، إذن كيف يمكن أن يتجسَّد؟ لا تزال قامتي صغيرة، لذا يجب ألا أتواصل مع أشخاص من البرق الشرقي، وإلا من الممكن أن أتعرض للتضليل". لكن لم يمض وقت طويل على هذا حتى تحوَّل العديد من زملاء العمل والمؤمنين إلى البرق الشرقي. أكد الشيخ وانغ على أننا يجب أن نقطع صلتنا بهؤلاء الزملاء والمؤمنين، وجعلنا ننشر في جميع الكنائس أنه يجب ألا يتحول أحد إلى البرق الشرقي. بعد ذلك، ذهبت إلى جميع أماكن الاجتماعات وأخبرتهم بعدم الترحيب بالغرباء. أكدتُ أيضًا مرارًا وتكرارًا: "عندما يأتي الرب، سيكون على السحاب، وليس عن طريق التجسد. وأي شائعات عن تجسد الرب هي محض ادعاءات كاذبة". عندما سمع المؤمنون هذا، أومأوا جميعًا برؤوسهم، وقالوا بأنه إذا أتى أي شخص آخر لينشر الإنجيل سيطردونه. ولكي أمنع الأخوة والأخوات من سماع عظات البرق الشرقي سعيت بكل الطرق لعدم الترحيب بالغرباء. ورغم كل ما بذلته من جهد، كان لايزال هناك تيار مستمر من زملاء العمل والمؤمنين الذين يتحولون إلى البرق الشرقي.

وذات يوم، بينما كنت في منزل زميل أخبرني أن الزميل لي وزملاء آخرين يتقصون أمر البرق الشرقي. فأسرعت أنا وبعض الزملاء إلى منعهم. وأخبرتهم: "تقول الكتب المقدسة إن الرب سينزل على السحاب، وسيشهد الجميع نزوله. لذلك لا يمكن أن نصدق هؤلاء الأشخاص من البرق الشرقي عندما يقولون إن الرب تجسد". لكن حالما انطلقت الكلمات من فمي، قال أحدهم: "إن ما يعظون به فيه بصيرة هائلة، ويتفق مع جاء في الكتاب المقدس! إذن، لماذا لا نستمع له؟ مَن ذا الذي يستطيع فهم مجمل عمل الله؟ أعتقد أننا يجب أن نستمر في التقصي". أصابني سماع هذا بالتوتر، وكنت على وشك الاستمرار في إثنائهم عن رأيهم، لكن فجأة تشنج حلقي، وأصابتني نوبة سعال. واحمَّر وجهي، وبدأت الدموع تنهمر من عينيَّ – لم أستطع التفوه بكلمة واحدة. كان الجميع يحدقون إليَّ فحسب وهم في صدمة. سارع زملائي إلى صب كوب من الماء لي، لكني استمررت في السعال بعد أن تناولته. كنت مذعورة أكثر من قطة فوق صفيح ساخن واستمررت أصلي إلى الرب وأطلب منه أن يوقف سعالي. بعد رؤية حالتي، أكمل زميل آخر التحدث مكاني، لكنهم، بعد بعض التعليقات، أنهوا الاجتماع بسرعة. كان مشهدًا غريبًا للغاية. بعد الاجتماع، لم يسعني سوى التساؤل: "كنت أحمي طريق الرب، وأحمي القطيع، فلماذا أصابتني نوبة السعال في أكثر اللحظات أهمية؟ لماذا لم يستجب الرب لصلاتي؟ هل كان ما أقوله لا يتفق مع مشيئته؟" بعد ذلك بوقت قصير، مرضتُ. أصابني الصداع، وشعرت بالدوار، وكان هناك ألم في معدتي. دعوت الرب مرارًا وتكرارًا، وأنا راقدة في السرير في ضعف ووهن. لكن مهما تضرعت إليه، لم تتغير حالتي. لم يسعني سوى التفكير: "ألستُ مخلِصةً كفاية للرب؟ لقد بذلت قصارى جهدي لحماية قطيعنا، فلماذا أصابني المرض؟" قدحت زناد فكري بحثًا عن إجابة، لكني لم أستطع الوصول لشيء. في خريف 1999، تعرض الشيخ وانغ لحادث في طريق عودته للمنزل بعد إغلاق الكنيسة. أغمي عليه في الحادث، وأصيب بجرح خطير في الرأس، ثم أصبحت حالته حرجة لعدة أيام قبل أن تستقر في النهاية. صُدمت عندما سمعت هذا: كان الشيخ وانغ قد عمل في خدمة الرب لسنوات عديدة في السراء والضراء، وعانى ضيقات شديدة من أجل حماية القطيع ومنْع المؤمنين من قبول البرق الشرقي. لماذا يحدث له شيء كهذا؟ لكن في ذلك الوقت، لم أكن أدرك أن العمل ضد البرق الشرقي خطأ. وذات ظهيرة بعد عدة شهور، سمعت أن المزيد من المؤمنين يبحثون أمر البرق الشرقي، لذلك أسرعت أنا وأختان على دراجاتنا وأخبرتهم بالعديد من الشائعات والأكاذيب لكي أهددهم وأمنعهم. فخاف كل هؤلاء الإخوة والأخوات وقالوا إنهم لن يستمعوا إلى عظات البرق الشرقي مرة أخرى. بعدما سمعت هذا شعرت بقليل من الارتياح. لكن في طريق عودتي للمنزل، عندما وصلت إلى جزء منحدر، فقدتُ توازني على الدراجة، وفقدت الرؤية، ووقعت عن الدراجة، وسقطت من على ارتفاع ياردتين. شعرت بالدوار على الفور، وأصاب الألم جسدي كله. تسببت السقطة في كسر بالترقوة. أصابني الحادث المفاجئ بالحيرة والارتباك: ألم ينعم علينا الرب بالسلام والبهجة؟ لماذا تصيبني هذه الحوادث وأنا أحمي طريق الرب؟ هل من الممكن أن يكون البرق الشرقي الذي أعارضه هو عودة الرب حقًّا؟ لكن الكتاب المقدس يذكر بوضوح أن الرب سينزل على السحاب، إذن لا يمكن أن يكون البرق الشرقي هو الطريق الحق. هل كان الرب يمتحني لأنني لم أكن مُخلِصة له بما فيه الكفاية؟ أم هل أسأتُ إليه بطريقة ما؟ أصابتني الحيرة بالفعل، ولم أستطع فهم مشيئة الرب.

بعد ذلك، شعرت بالمزيد من الظلام والتعب. عندما قرأت الكتاب المقدس، لم أربح أي بصيرة، ولم أجد شيئًا لأقوله في العظات. وأصبحت دعواتي أيضًا تبدو مملة وتافهة. بدا أنني خسرت حضور الرب وأصبح إيمان معظم المؤمنين لدينا فاترًا. خلال الاجتماعات، أصبح معظم الناس يثرثرون أو يغفون، وترك العديد من زملاء العمل والمؤمنين الكنيسة كلية، وعادوا للانغماس في العالم. وكان أكثر ما أحبطني هو كثرة الغيرة بين زملاء العمل. خلال اجتماعات الزملاء، كان الشيوخ والزملاء يتشاجرون على أتفه المشكلات ويفترقون على خلاف، عندما رأيت كل هذا، لم استطع فهم الأسباب التي جعلت الكنيسة هكذا. بدأت أسأم الاجتماعات، وأفكر في العودة إلى الحياة العلمانية.

ثم، ذات يوم في عام 2002، أخبرتني أمي بحماس: "لقد عاد الرب يسوع وتجسد ليقول كلماته ويؤدي عمل الدينونة". صدمت عندما سمعت هذا. أليس هذا ما يبشر به البرق الشرقي؟ هل تحولت أمي إلى البرق الشرقي؟ قبل أن تنهي حديثها، سألتها: "مَن أخبرك أن الرب يسوع قد عاد؟ هل نسيتِ أن الكتاب المقدس يذكر بوضوح أنه عندما يعود الرب، فإنه سينزل بمجد على السحاب وأن هذا سيزلزل السماوات والأرض؟ وأنت تقولين إن الرب قد عاد، فلماذا لم نرَ أيًّا من هذه العلامات؟ وأنتِ تقولين أيضًا إن الرب تجسد ليؤدي عمل الدينونة، لكن كيف يمكن أن يحدث هذا؟ يجب ألا تصدقي أي شيء تسمعينه". عندما رأت أمي عنادي، ذهبت إلى غرفتها وأتت بكتاب مجلد بإتقان. قالت بلهفة: "الله القدير هو الرب يسوع العائد. في هذا الكتاب يمكن أن تجدي الكلمات الجديدة التي يعبِّر بها الرب يسوع. اقرئيه وستفهمين". كان الكتاب جديدًا والعنوان "الكلمة يظهر في الجسد" مطبوع بحروف ذهبية كبيرة على الغلاف. تذكرت فورًا تحذير رجال الدين: "يجب ألا تقرأي كتابهم. إن قرأتِه، فستُخدعين". قلت: "أمي، يجب ألا تصدقي هذه الأشياء. أنت لم تقرأي الكثير من الكتاب المقدس؛ لكني على اطلاع جيد به وحضرت عددًا من اجتماعات الصحوة. هل تعتقدين فعلًا أنك تعرفين أكثر مني؟ إن ضللتِ في إيمانك، ألن تذهب كل سنواتك في الكنيسة سدى؟" لكن في ذلك الوقت، لم أكن مستعدة للسعي، واستمررت في محاولة إقناع أمي بعدم الانضمام إلى البرق الشرقي. لكن مهما قلتُ، لم ترجع أمي عن قرارها، ولم تغيِّر رأيها مطلقًا. حتى إنها قالت لي بجدية: "الله القدير هو بالفعل الرب يسوع الذي كنا نشتاق إليه منذ زمن طويل. إنه روح الله الذي تجسَّد مرة أخرى لكي يتحدث ويؤدي عمله. "الكلمة يظهر في الجسد" هو كلمة الله في الأيام الأخيرة ويكشف جميع أسرار الكتاب المقدس. أنت لم تقرأي أبدًا كلمات الله القدير، كيف إذن تعرفين أنها ليست كلمات الرب العائد؟ يقول الكتاب المقدس: "ٱلْإِيمَانُ يتحقق بِٱلْخَبَرِ" (روما 10: 17). أنت لم تفتحي عينيكِ أو أذنيك، كيف تتوقعين إذن أن ترحبي بالرب؟ تأملي الأمر: لو كان الرب قد عاد بالفعل، وأنت لم تحييه، ألن تندمي على خسارة الفرصة؟" بعد أن سمعت ما قالته، لم أستطع التفكير في رد جيد، لذلك أجبت بعبوس فحسب: "لن أقرأ هذا الكتاب، أنا أقرأ الكتاب المقدس فقط. لقد تمتعنا كثيرًا بنعمة الرب – لا يمكن أن أكون جاحدة. ومهما تقولين، لن أخون الرب". عندما رأت موقفي، تنهدتْ بإحباط فحسب، وذهبتْ لإعداد العشاء. وبعد وقت قليل، سمعت أصوات موسيقى خافتة تأتي من المطبخ. كان للأغنية لحن جذاب، لكن عندما استمعت عن قرب، أدركت أنها ليست إحدى الترانيم التي تعلمتها في السابق. عرفت أن أمي شغَّلتها لأسمعها، لذلك غادرت على الفور. بعد ذلك، بدأت أمي تشغِّل الترانيم في المنزل كثيرًا، وفي الليل، غالبًا ما سمعتها تصلي من أجلي وهي تبكي. في ذلك الوقت، خطر لي أنها إنسانة تجيد التفكير، ولابد أنها قامت ببعض السعي الدؤوب عندما تعلق الأمر بالترحيب بالرب. هل من الممكن أن يكون البرق الشرقي بالفعل هو عودة الرب يسوع؟ إن لم يكن الأمر كذلك، فلماذا تبدو أمي قلقة ومتوترة في صلاتها من أجلي؟ لكني بعد ذلك فكرت فيما سيقوله القساوسة والشيوخ وقررت أن ألتزم بطريق الرب ولا أرجع عن قراري. بعد ذلك، ازددت ابتعادًا عن أمي.

وذات يوم، بينما كنت أجلس على الأريكة في غرفة المعيشة، شغَّلت أمي ترنيمة في غرفتها. جذبتني كلمات الترنيمة: "في هذه المرَّة، صار الله جسدًا ليؤدي العمل الذي لم يُكمله بعد، ويُدين هذا العصر وينهيه، ويُخلِّص الإنسان من بحر المعاناة، ويُخضِع البشرية تمامًا، ويُغيِّر شخصيات الناس الحياتية. تحمَّل الله الكثير من الليالي الساهرة لتحرير الإنسان من المعاناة ومن قُوى الظلام السوداء كالليل، ومن أجل عمل البشرية. لقد نزل من أعلى الأماكن إلى أدناها ليعيش في جحيم البشر هذا ويقضي أيامه مع الإنسان. لم يشكُ الله قط من الرثاثة بين البشر، ولم يطلب الكثير منهم بتاتًا؛ بل تحمَّل القدر الأعظم من الخزي أثناء أداء عمله. تحمَّل الله الإذلال وعانى الظلم ليأتي إلى الأرض حتى تنعم البشرية جمعاء بالراحة قريبًا، ودخل بنفسه إلى عرين النمر لخلاص البشر. واجه النجوم مرَّات عديدة، وكان يغادر عند الفجر ويعود عند الغسق كثيرًا. تحمَّل عذابًا أليمًا وتعرَّض لهجمات الناس وقطيعتهم. جاء الله إلى أرض القذارة هذه، وهو يحتمل بهدوء تخريب الإنسان وظلمه في الخفاء، ومع ذلك لم يقاوم قط أو يطالب الناس بأي مطالب مفرطة! لقد أدى كل العمل الضروري للبشر: تعليم الناس، واستنارتهم، وتوبيخهم، وتهذيبهم بكلامه، وكذلك تذكيرهم ونصحهم وتعزيتهم وإدانتهم وكشفهم. وكل خطوة يُجريها هي من أجل حياة الناس، وتهدف إلى تطهيرهم. وعلى الرغم من أنه حسم حظوظهم ومصيرهم، فإن كل ما يفعله الله هو من أجل البشر. وكل خطوة يُجريها هي من أجل بقائهم حتى يتمكن الناس من الحصول على غاية جميلة على الأرض" (اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة، يعاني الله عذابًا عظيمًا من أجل خلاص الإنسان). أثرت فيَّ كلمات الترنيمة بعمق. ولم يسعني سوى التفكير في كيفية تجسد الرب يسوع ليفدي البشرية. كان يتعرض للمطاردة والاضطهاد على يد الحكومة الرومانية، والإدانة والهجر من العالم الديني، والسخرية والافتراء من العامة ولا يملك مكانًا ليستريح فيه أو بيتًا يطلق عليه بيته. ورغم كل هذا، لا يزال يعبِّر عن الحق ليقدم الحياة للناس، ويشفيهم، ويطرد الشياطين، ويُصلب في النهاية ذبيحة خطيئة أبدية، لافتداء البشرية كلها من الخطيئة. عندما فكرت في حب الرب للبشرية، وقارنته بالعذاب الذي أصابه على يد الإنسان، اهتز قلبي الغبي والقاسي وانهمرت الدموع من عيني هل من الممكن أن يكون الله القدير هو الرب يسوع العائد؟ مَن غير الله يستطيع قول مثل هذه الكلمات؟ مَن غيره يستطيع أن يدفع الثمن عن الإنسان؟ بعد ذلك، سمعت ترنيمة أخرى: "صار البريء، في المقام الأول، فاقدًا للحس؛ لماذا يجب أن يُصعِّب الله عليهم دائمًا الأمور؟ يفتقر الإنسان الضعيف بشدة إلى المثابرة؛ لماذا ينبغي على الله دائمًا أن يخفف حدة غضبه تجاهه؟ لم يعد لدى الإنسان الضعيف العاجز أدنى حيوية؛ لماذا ينبغي على الله دائمًا أن يوبخه على عصيانه؟ مَن يمكنه أن يصمد أمام تهديدات الله في السماء؟ الإنسان، في المقام الأول، هشٌّ وفي وضع صعب، لقد دفع الله غضبه بعمق داخل قلبه لكي يمكن للإنسان أن يتأمل رويدًا في نفسه" (اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة، مدى صعوبةِ عملِ اللهِ). أثَّرت الكلمات فيَّ تأثيرًا عميقًا. تحدَّثت الكلمات عن اهتمام الله الشديد بالبشرية وعنايته بهم. كان الأمر يشبه عندما يؤذي طفل عاق مشاعر أمه، ورغم ذلك تواصل الأم الطِلبة من أجله، وتأمل أن يستطيع طفلها الخروج من الضباب والعودة إلى جانبها. شعرتُ بأن هذه الكلمات كانت صوت الله. ولم يسعني سوى التفكير في جميع خلافاتي مع أمي خلال ذلك الوقت: مهما حاولتْ إقناعي، لم أستمع إليها وعندما شغَّلتْ قراءات وترانيم كلام الله من أجلي، عارضت الاستماع أيضًا وتجنبته دون أدنى اهتمام بتقصي الحق. لم يكن لديَّ أدنى مظهر من مظاهر المسيحي. بعد ذلك، عندما شغَّلتْ أمي الترانيم، لم أعارض.

وذات يوم، سمعت هذه الترنيمة: "إن عودة يسوع خلاص عظيم لأولئك الذين يستطيعون قبول الحق، أما بالنسبة إلى أولئك العاجزين عن قبول الحق فهي علامة دينونة. عليك أن تختار طريقك، ولا ينبغي أن تجدّف على الروح القدس وترفض الحق. لا ينبغي أن تكون شخصًا جاهلًا ومتغطرسًا، بل شخصًا يطيع إرشاد الروح القدس ويشتاق إلى الحق ويسعى إليه؛ بهذه الطريقة وحدها تكون منفعتكم" (اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة، كن شخصًا يقبل الحق). بعدما سمعت هذه الترنيمة، أصابني القلق فجأة: "لو كان الله القدير هو الرب يسوع العائد حقًا، ألن أُدان على عدم قبوله؟ الإساءة لله مشكلة خطيرة – إنها خطيئة لا تغتفر في هذا العالم ولا العالم الآخر". وفكرت أيضًا في أن الرب يسوع قال: "طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَٱلْعِطَاشِ إِلَى ٱلْبِرِّ، لِأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ" (متى 5: 6). علمنا الرب يسوع أنه عن طريق السعي للحق والتعطش إليه فقط نستطيع أن نتلقى قوت الله الوفير. لكن لو بحثتُ عن البرق الشرقي، وخُدعت، ألن تذهب كل سنوات إيماني سدى؟ واستمرت الأفكار تتضارب في عقلي، ولم أستطع أن أقرر، لذلك لجأت إلى الرب بالصلاة: "إلهي، أشعر بالارتباك حقًا. تبدو هذه الكلمات هي صوتك، لكني أخشى أن أخطئ وربما أخونك. إلهي، لست متأكدة مما إذا كنت قد عدت كالله القدير، أم لا. إن كان هذا عملك حقًا، أرجوك امنحني الاستنارة. وإن لم يكن كذلك، أرجوك ساعدني على الثبات".

بعد أيام قليلة، أخرجت أمي كتاب "الكلمة يظهر في الجسد" مرة أخرى وقالت لي: "اقرأي بتمعن كلام الله القدير، وستعرفين أنه هو الرب يسوع العائد. إذا لم تتقصي، فكيف ستعرفين ما إذا كان هو الرب العائد؟ إنها مثل المأدبة: إذا نظرتِ فحسب، ولم تجربي أي نوع من أنواع الطعام، فلن تعرفي مذاقه أبدًا. نحن نؤمن بالله الحق، ما الذي تخشينه إذن؟ أنا أمك – هل تعتقدين حقًا أنني سأضرك؟" كانت كلمات أمي مقنعة تمامًا: فكرت: "هذا صحيح، لقد استمعت إلى القساوسة والشيوخ فقط، وكررت كلماتهم كالببغاء، لكني لم أستمع مطلقًا إلى عظات البرق الشرقي، ولم أقرأ كلمات الله القدير. إذن، كيف سأعرف ما إذا كان الله القدير هو الرب يسوع العائد أم لا؟ ألم أتأكد من أن الرب يسوع هو الفادي عن طريق قراءة الكتاب المقدس؟" عندما فكرت في هذا، التقطت الكتاب وبدأت أتصفحه. رأيت أن الله القدير يقول: "لَعلّك بعد سماعك لطريق الحق وقراءتك لكلمة الحياة، تؤمن أن واحدةً فقط من بين 10000 كلمة من هذه الكلمات متوافقة مع قناعاتك والكتاب المقدس، لذلك عليك أن تستمر في البحث عن تلك الكلمة التي نسبتها واحد من عشرة آلاف من هذه الكلمات. لا أزال أنصحك أن تكون متواضعًا، وألّا تكون مُفرطًا في ثقتك بنفسك، وألّا تبالغ في الاستعلاء. كلّما تمسّك قلبُك بالتقوى لله، ولو بقدر يسير، حصلت على نور أعظم. إن تفحّصتَ هذه الكلمات بدقة وتأملت فيها بصورة متكررة، ستفهم ما إذا كانت هي الحقَّ أم لا، وما إذا كانت هي الحياةَ أم لا" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. حينما ترى جسد يسوع الروحاني، سيكون الله قد صنع سماءً وأرضًا جديدتين). بعدما قرأت هذه العظة الحماسية، بدأت أشعر بالتوتر والخوف: "هل من الممكن أن تكون هذه فعلًا كلمات الله؟ لماذا إذن تقول إنها كلمات الحياة والطريق الحق وتنصح الناس بالاستمرار في السعي للحق حتى لو كانت كلمة واحدة من بين عشرة آلاف كلمة تتفق مع قناعاتهم والكتاب المقدس". قررت أن أتقصى. وإلا سأندم وقت لا ينفع الندم، إذا فاتتني فرصة الترحيب بالرب. بعد أن حزمت أمري استمررت في القراءة، ووصلت إلى هذا المقطع. "رجائي ألا يُكرّر الإخوة والأخوات الذين يطلبون ظهور الله هذه المأساة التاريخية. يجب ألا تكونوا فريسيي الأزمنة المعاصرة وتصلبوا الله على الصليب ثانيةً. يجب أن تفكروا بتأنٍ في كيفية استقبال عودة الله، ويجب أن تدركوا بوضوح الكيفية التي بها تصيرون أشخاصًا يخضعون للحق. هذه هي مسؤولية كل شخص ينتظر عودة يسوع على السحاب. يجب أن ننظّف أعيننا الروحية، وألا نقع فريسة للكلمات البرّاقة. يجب علينا التفكير بشأن عمل الله العملي وننظر إلى الجانب الحقيقي لله. لا تأخذكم الحماسة المفرطة أو تتوهوا في أحلام اليقظة، دائمًا متطلعين إلى اليوم الذي ينزل فيه الرب يسوع فجأةً بينكم على السحاب ليأخذكم معه، أنتم يا من لم تعرفوه أو تنظروه أبدًا، ولا تعرفون كيفية إتمام مشيئته. من الأفضل التفكير في أمور عملية!" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تمهيد). أصابتني قراءة هذا بشيء من الارتباك. في الكتاب المقدس، يُذكر بوضوح أن الرب سيعود بمجد عظيم على السحاب، إذن لماذا يقول هذا المقطع ما يلي؟ "يجب أن ننظّف أعيننا الروحية، وألا نقع فريسة للكلمات البرّاقة". "لا تأخذكم الحماسة المفرطة أو تتوهوا في أحلام اليقظة، دائمًا متطلعين إلى اليوم الذي ينزل فيه الرب يسوع على السحاب فجأةً بينكم". ألن يعود الرب حقًا على السحاب؟ ماذا يحدث؟ فكرت في الأمر مرارًا وتكرارًا لكني لم أصل لشيء. ثم خطر ببالي أن المؤمنين بالله القدير يأتون إلى منزلنا كثيرًا، لذا قررت أن أسألهم وأرى ما يقولون.

وذات يوم، أتت الأخت مويو من كنيسة الله القدير إلى منزلنا لذلك أخبرتها بحيرتي. فابتسمت وقالت: "صحيح أن الكتاب المقدس يذكر أن الرب سيعود على السحاب، لكن بالنسبة لكيفية عودة الرب، يحتوي الكتاب المقدس على نبوات أخرى بجانب النبوات التي تتحدث عن عودته على السحاب. "لِأَنَّهُ كَمَا أَنَّ ٱلْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ ٱلْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى ٱلْمَغَارِبِ، هَكَذَا يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ" (متى 24: 27). "لِأَنَّهُ كَمَا أَنَّ ٱلْبَرْقَ ٱلَّذِي يَبْرُقُ مِنْ نَاحِيَةٍ تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ يُضِيءُ إِلَى نَاحِيَةٍ تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ، كَذَلِكَ يَكُونُ أَيْضًا ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ فِي يَوْمِهِ. وَلَكِنْ يَنْبَغِي أَوَّلًا أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا وَيُرْفَضَ مِنْ هَذَا ٱلْجِيلِ" (لوقا 17: 24-25). و"فَكُونُوا أَنْتُمْ إِذًا مُسْتَعِدِّينَ، لِأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لَا تَظُنُّونَ يَأْتِي ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ" (لوقا 12: 40). "فَإِنِّي إِنْ لَمْ تَسْهَرْ، أُقْدِمْ عَلَيْكَ كَلِصٍّ، وَلَا تَعْلَمُ أَيَّةَ سَاعَةٍ أُقْدِمُ عَلَيْكَ" (رؤيا 3: 3). "هَا أَنَا آتِي كَلِصٍّ!" (رؤيا 16: 15). "فَفِي نِصْفِ ٱللَّيْلِ صَارَ صُرَاخٌ: هُوَذَا ٱلْعَرِيسُ مُقْبِلٌ، فَٱخْرُجْنَ لِلِقَائِهِ!" (متى 25: 6). أيضًا، "هَأَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى ٱلْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ ٱلْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي" (رؤيا 3: 20). في هذه الآيات، لماذا يستمر الرب في تأكيد "مجيء ابن الإنسان"، و"يأتي ابن الإنسان"، و"يكون ابن الإنسان في يومه"؟ إلام تشير عبارة "ابن الإنسان"؟ إنها تشير إلى أن روح الله تجسَّد وأصبح ابن الإنسان. لا يمكن أن نصف روح الله وحده بأنه ابن الإنسان. أيضًا، يذكر الرب مرارًا وتكرارًا أنه سيعود "كَلِصٍّ"، ويقول: "فَفِي نِصْفِ ٱللَّيْلِ صَارَ صُرَاخٌ". يشير هذا إلى أنه عندما يعود الرب، فإنه سيفعل ذلك بهدوء وسرًّا، وأنه سيتجسد، ويصبح ابن الإنسان، وينزل سرًّا دون أن يكتشف أحد ما حدث. يشبه هذا ما حدث عندما تجسد روح الله بصفته الرب يسوع ليظهر ويؤدي عمله. يبدو الرب يسوع كشخص عادي، وعندما ارتحل في جميع الأرجاء ليعظ، لم يدرك أحد أنه الله المتجسِّد، وأنه تجلٍّ للمسيح. لذلك، نستطيع أن نتأكد تمامًا أنه عندما يعود الرب، فإنه يفعل ذلك متجسدًا كابن الإنسان ليظهر ويؤدي عمله". فوجئت عندما قالت مويو هذا. غالبًا ما يقول القساوسة والشيوخ إن "ابن الإنسان" إشارة إلى الرب يسوع، وليس الرب يسوع العائد. القساوسة والشيوخ على اطلاع جيد بالكتاب المقدس، لذا لا يمكن أن يخطئوا. استنتجت أن مويو ربما تكون قد أساءت فهم الكتاب المقدس وتتحدث بشكل خاطئ. عندما أدركت هذا، قلت بسرعة: "مويو، أخبرنا القساوسة والشيوخ أن "ابن الإنسان" إشارة إلى الرب يسوع، وليس الرب العائد المتجسد". فأجابت بصبر: "أختاه، تذكر هذه الآيات بوضوح أن هذه نبوات عودة الرب يسوع. أي شخص لديه تمييز سيفهم هذا تمامًا. كيف يمكن أن يشير هذا إلى الرب يسوع؟ ألا يخطئ رجال الدين هؤلاء في تفسير كلام الرب؟ أيضًا، انظري الانجيل، إصحاح لوقا، 17: 24-25: "لِأَنَّهُ كَمَا أَنَّ ٱلْبَرْقَ ٱلَّذِي يَبْرُقُ مِنْ نَاحِيَةٍ تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ يُضِيءُ إِلَى نَاحِيَةٍ تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ، كَذَلِكَ يَكُونُ أَيْضًا ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ فِي يَوْمِهِ. وَلَكِنْ يَنْبَغِي أَوَّلًا أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا وَيُرْفَضَ مِنْ هَذَا ٱلْجِيلِ". في هذه الآيات، يتنبأ الرب بالظروف التي ستكون موجودة عند عودته. إذا عاد الرب في مجد عظيم على السحاب، من المؤكد أن الجميع سيصاب بالرعب ويسقط على الأرض. مَن ذا الذي سيجرؤ على معارضة الله وإهماله عندئذ؟ ثم، كيف يمكن للنبوة "وَلَكِنْ يَنْبَغِي أَوَّلًا أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا وَيُرْفَضَ مِنْ هَذَا ٱلْجِيلِ" أن تتحقق؟ إذن حسب كلام الله، ليس هناك شك في أن الرب العائد هو ابن الإنسان المتجسِّد. ظهور الله القدير وعمله يحققان تمامًا نبوات الرب يسوع".

بعد سماع شركتها، شعرت بالخجل بالفعل. كانت شركتها منطقية للغاية، وأقنعتني تمامًا. وأدركتُ أخيرًا الأسباب التي تجعل الرب يسوع يذكر دائمًا، عندما يتحدث عن عودته، "مجيء ابن الإنسان"، و"يأتي ابن الإنسان"، و"يكون ابن الإنسان في يومه". لقد أكد مرارًا وتكرارًا على "ابن الإنسان" ليخبرنا بأنه سيعود في الجسد، ويظهر ويؤدي عمله كابن الإنسان. لم أتخيل قط أنه رغم معرفتي الجيدة بالكتاب المقدس وقيامي كثيرًا بتفسيره للآخرين، أنني لم أفهم أن الكتاب المقدس يذكُر بوضوح أن الرب العائد سيصبح ابن الإنسان ليظهر ويؤدي عمله. كنت أؤمن بما يخبرني به القساوسة والشيوخ بطريقة عمياء. كنت بالفعل مشوشة جدًّا في إيماني، وذهبت كل سنوات دراستي للكتاب المقدس سدى. لم يكن لديَّ أدنى فهم لكلام الرب وكنت مغرورة ومقيدة بطريقة عمياء. كم كنت غير عقلانية! أسعدني أن استطعت تهدئة قلبي والاستماع إلى شركة مويو. بخلاف ذلك، لو استمعت إلى عظات القساوسة والشيوخ فقط، لظللت أحدق في السحاب منتظرة نزول الرب. وفي النهاية، لن يقوم الله إلا بطردي والتخلي عني! استمرت مويو في شركتها قائلة: "تحدث عودة الله في الأيام الأخيرة على مرحلتين. أولًا: إنه يتجسد ويصل سرًّا، ثم لاحقًا يأتي فوق السحاب ويظهر علانية أمام الناس. وبالنسبة للوقت الحالي، يمثل ظهور الله القدير وعمله في الجسد المرحلة الأولى التي يصل فيها الرب سرًّا. يعبر الله عن الحق ليؤدي عمل الدينونة، ويطهر الإنسانية ويخلصها، ويسمح للبشرية بالتحرر من الخطيئة كلية. الذين يؤمنون بالله حقًا ويشتاقون لظهوره يستطيعون التعرف على صوت الله في كلام الله القدير، ويتيقنون من أنه الرب يسوع العائد ويأتون أمامه. هؤلاء هم العذارى الحكيمات الذين يطربون أمام عرش الله والآن يتلقون ويختبرون دينونة وتطهير كلمات الله. إذن خلال هذا الوقت، لا يمكن أن نرى الرب يظهر فوق سلسلة من السحاب. لكن بعد أن يكمل الله مجموعة من الغالبين وينهي عمله السري في الجسد، سوف يُنزل الكوارث، ويكافئ الأخيار، ويعاقب الأشرار، وفي النهاية يهبط على سلسلة من السحاب، ويكشف نفسه أمام الناس جميعًا. في ذلك الوقت، الذين أدانوا الله القدير وعارضوه في السابق سوف يبكون، ويضربون صدورهم، ويصِّرون بأسنانهم بندم، خلال الكوارث، عندما يدركون أنهم كانوا يعارضون الرب يسوع العائد. ويحقق هذا كلية النبوءة المذكورة في الإعلان: "هُوَذَا يَأْتِي مَعَ ٱلسَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَٱلَّذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ ٱلْأَرْضِ" (رؤيا 1: 7)".

بعد ذلك، قرأت عليَّ مويو مقطعًا من كلام الله القدير. "قد لا يبالي العديد من الناس بما أقول، لكنني لا أزال أود أن أقول لكل قدّيسٍ مزعومٍ يتّبع يسوع إنكم حين ترون بأعينكم يسوع ينزل من السماء على سحابة بيضاء، وقتها سيكون الظهور العلني لشمس البر. ربما يكون ذلك وقتًا ينطوي على تشويق كبير لك، ولكن يجب أن تعرف أن الوقت الذي تشهد فيه نزول يسوع من السماء هو نفس الوقت الذي ستهبط فيه للجحيم لتنال عقابك. سوف يكون ذلك وقت نهاية خطة تدبير الله، ووقتها سيكافئ الله الصالحين ويعاقب الأشرار. ذلك لأن دينونة الله ستكون قد انتهت قبل أن يرى الإنسان الآيات، حين لا يوجد إلا التعبير عن الحق. أولئك الذين يقبلون الحق ولا يسعَون وراء الآيات، ويكونون بذلك قد تطهروا، سيكونون قد عادوا أمام عرش الله ودخلوا في كنف الخالق. إن الذين يُصِرّون على الإيمان بأن "يسوع الذي لا يأتي على سحابة بيضاء هو مسيح كاذب" هم وحدهم من سيخضعون لعقاب أبدي؛ لأنهم لا يؤمنون إلا بيسوع الذي يُظهر الآيات، ولكنهم لا يعترفون بيسوع الذي يعلن العقاب الشديد، وينادي بالطريق الحق للحياة. ولذلك لا يمكن سوى أن يتعامل معهم يسوع حين يرجع علانيةً على سحابة بيضاء. إنهم موغِلونَ في العِناد، ومُفرِطون في الثقة بأنفسهم وفي الغرور. كيف يمكن لهؤلاء المنحطين أن يكافئهم يسوع؟ إن عودة يسوع خلاص عظيم لأولئك الذين يستطيعون قبول الحق، أما بالنسبة إلى أولئك العاجزين عن قبول الحق فهي علامة دينونة. عليك أن تختار طريقك، ولا ينبغي أن تجدّف على الروح القدس وترفض الحق. لا ينبغي أن تكون شخصًا جاهلًا ومتغطرسًا، بل شخصًا يطيع إرشاد الروح القدس ويشتاق إلى الحق ويسعى إليه؛ بهذه الطريقة وحدها تكون منفعتكم" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. حينما ترى جسد يسوع الروحاني، سيكون الله قد صنع سماءً وأرضًا جديدتين). بعدما سمعت كلام الله القدير، وضعت كبريائي جانبًا وأدركت أخيرًا أن لديَّ جميع أنواع المفاهيم والتصورات التي تتعلق بعودة الرب. ليس من المستغرب أنني لم أرَ الرب ينزل على السحاب بعد كل هذه السنوات. لقد تجسد وأتى سرًّا، ليقول كلماته ليخلص الإنسانية، وسوف يظهر في السحاب فقط بعد أن يكمل مجموعة من الغالبين. لكني خُدعت على يد رجال الدين، الذي يُخرجون المقاطع من سياقها ويلتزمون بالمعنى الحرفي لكلمات الكتاب المقدس. وكادت أن تفوتني فرصة الترحيب بالرب، وكدت أن يتخلى عني الله. كدت أهلك بالفعل!

أكملت مويو شركتها قائلة: "نعرف جميعًا أنه منذ ألفي عام، كان كل بني إسرائيل ينتظرون المسيح لكن عندما أتى الرب يسوع، وعمل، تشبث الفريسيون بالمعنى الحرفي لكلمات الكتب المقدسة، وكانوا يمتلئون بالمفاهيم المتعلقة بوصول المسيا. كانوا يعتقدون أنه عندما يأتي الله، سيكون اسمه المسيا، وأنه سيولد في عائلة أرستقراطية، ويمتلك مكانة وسلطة ملكية، ويحررهم من سيطرة الحكومة الرومانية. لكن عندما أتى الرب يسوع، لم يكن يسمى المسيا. وولد في عائلة من عامة الناس، ولد في إسطبل ولم يكن طويلًا أو مهيبًا بشكل خاص. بل تعرض للظلم والاضطهاد. فأنكروه وأدانوه وفي النهاية تسببوا في أن يسمر على الصليب، وارتكبوا خطيئة شنيعة جلبت عليهم لعنات الله وعقابه وأدت إلى إخضاع بني إسرائيل لألفي عام. كان هذا درسًا قاسيًا. يجدر بنا أن نتأمل السبب الرئيسي لفشلهم. إذا فشلنا في ربح البصيرة من هذا، إذن، فيما يتعلق بعودة الرب، من المحتمل أن نتبع نفس طريق معارضة الله الذي سار فيه الفريسيون من قبل". عندما أنهت الأخت، قرأت عليَّ مقطعًا آخر من كلام الله القدير: "هل تبتغون معرفة أساس معارضة الفريسيين ليسوع؟ هل تبتغون معرفة جوهر الفريسيين؟ كانوا مملوئين بالخيالات بشأن المسيَّا. بل وأكثر من ذلك أنهم آمنوا فقط أن المسيا سيأتي، ولكنهم لم يسعوا طالبين حق الحياة. وعليه، فإنهم، حتى اليوم، ما زالوا ينتظرون المسيا؛ لأنه ليس لديهم معرفة بطريق الحياة، ولا يعرفون ما هو طريق الحق. كيف يا تُرى كان يمكن لمثل هؤلاء الأشخاص الحمقى المعاندين والجاهلين نيل بركة الله؟ كيف كان يمكنهم رؤية المسيا؟ لقد عارضوا يسوع لأنهم لم يعرفوا اتّجاه عمل الروح القدس، ولأنهم لم يعرفوا طريق الحق الذي نطق به يسوع، وعلاوةً على ذلك، لأنهم لم يفهموا المسيا. وبما أنهم لم يروا المسيا مطلقًا، ولم يكونوا أبدًا بصحبة المسيا، فقد ارتكبوا خطأ مجرد التمسك باسم المسيا، في حين أنهم كانوا يعارضون جوهر المسيا بجميع الوسائل الممكنة. كان هؤلاء الفريسيون في جوهرهم معاندين ومتغطرسين، ولم يطيعوا الحق. كان مبدأ إيمانهم بالله هو: مهما كان عُمق وعظك، ومهما كان مدى علو سلطانك، فأنت لست المسيح ما لم تُدْعَ المسيا. أليس هذا الاعتقاد منافيًا للعقل وسخيف؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. حينما ترى جسد يسوع الروحاني، سيكون الله قد صنع سماءً وأرضًا جديدتين). أكملت مويو شركتها قائلة: "كشف الله القدير الجوهر والسبب الرئيسي لمعارضة الفريسيين للرب يسوع. لقثد كان بسبب طبيعتهم العنيدة المتعجرفة، ولأنهم سئموا الحق، وكرهوه. علاوة على ذلك، لم يفهموا عمل الله، وتشبثوا بالمعنى الحرفي لكلمات الكتب المقدسة، وحصروا ظهور الله وعمله في مفاهيمهم. وعندما قال الرب يسوع العديد من الحقائق، وقام بالكثير من المعجزات، لم يسعوا للحق ولم يقبلوه مطلقًا. بل تشبثوا بالمعنى الحرفي لكلمات الكتب المقدسة، وحاولوا دائمًا التفوق على الرب، وإدانته، ومعارضته، وفي النهاية تسببوا في صلبه. إذن، عند التفكير في قدوم الرب في الأيام الأخيرة، فقط عن طريق التعلم من الدرس القاسي لفشل الفريسيين، والتحرر من مفاهيمنا والتحقق من ظهور الله وعمله، نستطيع أن نأمل أن نرحب بالرب. في الوقت الحاضر، القساوسة والشيوخ في العالم الديني يشبهون الفريسيين تمامًا. عندما يسمعون الناس يقدمون شهادة عن عودة الرب، فإنهم لا يسعون للحق ولا يتقصون عنه مطلقًا بل يتشبثون بعناد بمقطع الكتاب المقدس عن عودة الرب في السحاب. ويقولون: "مَن يدعي أنه الرب يسوع لكنه لم يأت في السحاب فإنه مسيح زائف"، ويعارضون الله القدير باستهتار، ويمنعون المؤمنين عن تقصي الطريق الحق. وإذا لم يتوبوا، فسوف يكشفهم الله في الأيام الأخيرة كمؤمنين زائفين وأعداء للمسيح، وعندما ينتهي عمل الله في الخلاص، سوف يصرخون ويصِّرون بأسنانهم بينما يقعون في كوارث غير مسبوقة".

أصابني ما سمعته بالخوف والارتجاف. كنت أفكر فيما قالته في ضوء سلوكي: لقد تشبثت بالمعنى الحرفي لكلمات الكتاب المقدس في الترحيب بالرب، واعتقدت، اعتمادًا على مفاهيمي، أن الرب سيصل على سلسلة من السحاب. عندما سمعت الناس يقولون إن الرب يسوع قد عاد، لم أتقصَّ الحق، ووافقت القساوسة والشيوخ على إدانتهم بطريقة عمياء، ونشرت جميع أنواع الشائعات للتشهير بالله القدير، والطعن فيه، ومنعت المؤمنين عن تقصي الطريق الحق. لم يكن هناك فارق بين سلوكي وسلوك الفريسيين الذين عارضوا الرب يسوع. كنت فريسية عصرية، حجر عثرة يمنع المؤمنين من تقصي الطريق الحق. ولولا رحمة الله، التي ظهرت عبر مشاركة مويو للحق، وسمحت لي بسماع صوت الله، لانتهى الأمر بإنسانة عنيدة لا تقبل الحق كما كنت، إلى أن يتخلى الله عنها، ويطردها، ويلعنها، ويعاقبها. بعد ذلك، سألتها: "إن كان الرب قد تجسد ليؤدي عمله سرًّا، فكيف نتأكد أن الله القدير هو الله المتجسد، مسيح الأيام الأخيرة؟" قرأت عليَّ بعض الفقرات من كلام الله القدير. "معنى التجسُّد هو أنَّ الله يظهر في الجسد، ويأتي ليعمل بين خليقته من البشر في صورة جسد. لذلك، لكي يتجسَّد الله، يجب أولًا أن يكون جسدًا، جسد له طبيعة بشرية عادية؛ وهذا هو الشرط الأساسي. في الواقع، يشمل تجسُّد الله أن يعيش الله ويعمل في الجسد، وأن يصير الله في جوهره جسدًا، يصير إنسانًا" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. جوهر الجسد الذي سكنه الله). "يُسمَّى الله المُتجسِّد بالمسيح، والمسيح هو الجسد الذي ارتداه روح الله. هذا الجسد لا يُشبه أي إنسان من جسدٍ. هذا الاختلاف هو بسبب أن المسيح ليس من لحمٍ ودمٍ؛ بل إنه تَجسُّد الروح. له طبيعة بشرية عادية ولاهوت كامل. لاهوته لا يمتلكه أي إنسان. تحتفظ طبيعته البشرية بكل أنشطته الطبيعية في الجسد، في الوقت الذي يضطلع فيه لاهوته بعمل الله نفسه" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. جوهر المسيح هو الطاعة لمشيئة الآب السماوي). "ذاك الذي هو الله المُتجسّد يحمل جوهر الله، وذاك الذي هو الله المُتجسّد يحمل تعبير الله. بما أنَّ الله يصير جسدًا، فسوف يُنجِز العمل الذي ينوي أن يُتمِّمَهُ. وحيث إن الله يصير جسدًا، فسوف يعبِّر عن ماهيته، وسيكون قادرًا على جلب الحق للبشر، ومنحهم الحياة، وإظهار الطريق لهم. الجسد الذي لا يحتوي على جوهر الله هو بالتأكيد ليس الله المُتجسّد؛ هذا أمرٌ لا شك فيه. للتحقق ممّا إذا كان هذا جسد الله المُتجسّد، يجب على الإنسان أن يحدّد هذا من الشخصية التي يعبِّر عنها والكلمات التي يتحدَّث بها. أي أنه سواء كان جسد الله المُتجسّد أم لا، وسواء كان الطريق الحق أم لا، فيجب الحُكم على هذين الأمرين من جوهره. ومن ثمّ، من أجل تحديد إذا ما كان هذا هو جسد الله المُتجسّد، السرُّ يكمن في جوهره، (عمله، وكلامه، وشخصيته، وجانب أخرى كثيرة)، بدلاً من مظهره الخارجي. إن نظر الإنسان لمظهره الخارجي فقط وتغاضى عن جوهره، فهذا يُظهر جهل الإنسان وسذاجته" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تمهيد). بعدما انتهت مويو من القراءة، شاركت قائلة: "يخبرنا كلام الله القدير بوضوح أن التجسد يعني أن روح الله حلت في الجسد، وأنه أصبح شخصًا عاديًّا، يظهر في العالم ليقول الحق ويؤدي عمله. في الظاهر، يبدو المسيح شخصًا عاديًّا، لكن روح الله بداخله – إنه تجسيد لروح الله. لذلك ليس المسيح إنسانًا عاديًا فحسب، بل إنه لاهوت كامل أيضًا، وهذا يعني: شخصية الله المتأصلة وما لديه ومن هو، وسلطانه، وقدرته، وحكمته تتحقق جميعًا داخل الجسد المتجسد. المسيح هو الله نفسه، رب الخلق. لذلك، يستطيع المسيح التعبير عن الحق، وكشف الأسرار في أي لحظة، ويعبر عن شخصية الله وكل من هو، ويؤدي عمل افتداء البشرية وتخليصها. يشبه هذا تمامًا كيف كان الرب يسوع تجسيدًا لله – كان المسيح. ورغم أن الرب كان يبدو شخصًا عاديًّا في الظاهر فقد عاش بين البشر على الأرض، فإنه استطاع التعبير عن الحق وكشف أسرار ملكوت السماوات في أي وقت، وقدم للبشرية طريق التوبة. غفر الرب يسوع خطايا الناس، وعبر عن شخصية الله المحبة الرحيمة. وأدى أيضًا العديد من المعجزات: شفى المرضى، وأخرج الشياطين، وأحيى الموتى، وهدأ الرياح والبحار، وأطعم 5,000 شخص بخمسة أرغفة خبز وسمكتين. كانت كلمات الرب يسوع وعمله تجليًا كاملًا لسلطان الله وقدرته. تأكدنا جميعًا أن الرب يسوع كان المسيح، الله المتجسد، اعتمادًا على كلامه وعمله. لذا عند التأكد مما إذا كان شخص ما هو الله المتجسد أم لا، يجب ألا يعتمد تقييمنا على مظهره الخارجي، أو العائلة التي ولد فيها، أو ما إذا كان يمتلك المكانة أو السلطة أم لا، أو ما إذا كان الآخرون يدعمونه أم يرفضونه، بل يعتمد كلية على ما إذا كان يعبر عن الحق ويؤدي عمل الله أم لا. هذا هو المهم. طالما يستطيع التعبير عن الحق وأداء عمل تخليص البشرية، إذن بصرف النظر عن ظهوره كشخص عادي، وبصرف النظر عن مدى ما قد يتعرض له من إدانة ورفض، فإنه رغم ذلك يظل بلا شك الله المتجسد، يظل المسيح. منذ ظهور الله القدير ليؤدي عمله، قال ملايين الكلمات وكشف جميع أسرار خطة تدبيره. وكشف الهدف من خطة تدبيره، والقصة الكامنة وراء المراحل الثلاث لعمله، وأسرار تجسد الله وأسمائه، والقصة الكامنة وراء الكتاب المقدس، والكيفية التي سيؤدي من خلالها عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة إلى تطهير البشرية وتخليصها، وعواقب وغايات كل نوع من الأشخاص، وكيفية إقامة ملكوت المسيح على الأرض إلى جانب أشياء أخرى. وفوق كل هذا، يدين الله القدير ويكشف الطبيعة الشيطانية المعارضة لله لدى الناس، وجميع أنواع الشخصيات الفاسدة. ويظهر أيضًا للناس الطريق لتحرير أنفسهم من الخطيئة ونيل الخلاص. الحقائق التي عبر عنها الله القدير كثيرة – لقد أظهر جميع جوانب الحق التي نحتاجها لنيل الخلاص الكامل ولم تُسمع أي من هذه الأسرار والحقائق من قبل. اختبر مختارو الله دينونة كلام الله وتوبيخه، ويمتلكون بعض الفهم الحقيقي لشخصياتهم الفاسدة، ويميزون شخصية الله البارة المهيبة، ويتحررون تدريجيًّا من أغلال الخطيئة وقيودها، ويغيرون شخصياتهم الحياتية بدرجات متفاوتة. فقط عن طريق كلام الله القدير واختبار عمله بشكل شخصي في الأيام الأخيرة عرفنا أن الله القدير هو الله المتجسد، مسيح الأيام الأخيرة".

أنارتني كلمات الله القدير وشركة مويو. أدركت أن مفتاح تحديد ما إذا كان شخص ما هو الله المتجسد أم لا يعتمد على ما إذا كان يستطيع أن يعبر عن الحق، ويؤدي عمل الخلاص، وما إذا كان يستطيع أن يعبر عن شخصية الله وكل من هو. إذن الله القدير هو الله المتجسد، الرب يسوع العائد، بخلاف ذلك، مَن غيره استطاع أن يفتح الصحيفة والأختام السبعة ليكشف جميع الأسرار والحقائق الخفية؟ من غير الله استطاع أن يخلص البشرية عن طريق تحريرنا من أغلال الخطيئة؟

أكملت مويو قائلة: "في هذا الظهور، يعبر الله عن كلماته بشكل أساسي ليكشف الذين يتعطشون لوصوله ويستطيعون سماع صوته. قال الرب يسوع، "خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي" (يوحنا 10: 27). كل مَن هم خراف الله يتوقون إلى الحق ويوقرن الله. عندما يسمعون شخصًا يقول إن الرب قد عاد، فإنهم يسعون للحق ويتقصون الطريق الحق. عندما يقرأون كلام الله القدير، يميزون صوت الله، ويقبلون الله القدير، ويحصلون على فرصة الخلاص. الذين ليسوا خراف الله يتشبثون جميعًا بغرور وعناد بالمفاهيم الدينية، ويرفضون الاستماع إلى صوت الله، بل ويدينون عمل الله في الأيام الأخيرة أيضًا. وفي النهاية، يحصلون على العقاب الذي يستحقونه. لذلك، يستخدم الله كلماته ليكشف كل نوع من الأشخاص في الأيام الأخيرة، ويصنف كل واحد حسب نوعه، ويكافئ الأخيار، ويعاقب الأشرار. هذا يظهر بر الله بشكل كامل".

عندما سمعت هذا، أحنيت رأسي وانهمرت الدموع على وجهي. عرفت أنني كنت أعارض الله بالفعل. وعندما تذكرت أن الناس شهدوا أن الرب قد عاد، لم أسعَ للحق أو أتقصاه، لكن أطعت بطريقة عمياء القساوسة والشيوخ، ونشرت الأكاذيب وروعت المؤمنين لأمنعهم من تقصي الطريق الحق. نتيجة لذلك، أصبت بنوبة سعال لدرجة أنني لم أستطع أن أتحدث، ومرضت، وكُسرت عظمة الترقوة أيضًا. وأصيب الشيخ وانغ أيضًا في حادث سيارة. أدركت أن أيًّا من هذا لم يكن مجرد حادث. بل كانت جميعًا عقابًا وجزاءً على معارضة الله، لكني كنت مخدرة، ولم أعرف أنني بحاجة إلى صحوة. بل استمررت في إدانة ومعارضة ظهور الله وعمله، واعتقدت أنني أحمي طريق الرب وأحمي القطيع. كنت مخدرة تمامًا! وحتى في أكثر أحلامي جنونًا لم أتخيل قط أن البرق الشرقي الذي أُشهِّر به وأعارضه باستمرار، كان في الحقيقة الرب يسوع الذي انتظرته منذ وقت طويل. شعرت بالحزن والندم بدرجة يعجز الكلام عن وصفها وكرهت نفسي لأني كنت عمياء وحمقاء جدًّا. كنت أؤمن بالله دون أن أميز عمله، واتبعت أيضًا الشيوخ في معارضة الله ومنع المؤمنين عن تقصي الطريق الحق. بناءً على سلوكي، فإنني أستحق فعلًا أن يعاقبني الله. لكن الله لم يتصرف تجاهي بناءً على تعدياتي، بل استخدم أمي لتشغل ترانيم كلماته مرارًا وتكرارًا لأسمعها وشركة مويو عن الحق ليسمح لقلبي الغبي العنيد بالاستيقاظ تدريجيًّا واكتساب البصيرة، لكي أقبل ظهور الله وعمله. الشكر لله القدير على رحمته وخلاصه.

بعد ذلك، التهمت بجوع كلام الله القدير. وعن طريق كلماته، تعلمت معنى كل اسم من أسماء الله في العصور المختلفة، والقصة الكامنة وراء الكتاب المقدس، وكيف أفسد الشيطان البشرية وكيف يخلصنا الله. وعرفت أيضًا أن الطبيعة الشيطانية لدى الناس هي السبب الرئيسي لخطايانا ومعارضتنا لله، وعرفت أيضًا كيفية السعي لتخليص نفسي من الفساد ونيل الخلاص. أدركت أن كلمات الله القدير وعمله يحققان تمامًا كلام الرب يسوع: "إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا لِأَقُولَ لَكُمْ، وَلَكِنْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا ٱلْآنَ. وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ ٱلْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ ٱلْحَقِّ، لِأَنَّهُ لَا يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ" (يوحنا 16: 12-13). بددت كلمات الله القدير الكثير من الارتباك والمفاهيم الزائفة لديَّ وأصبحت متيقنة تمامًا من أن هذه هي الأقوال الشخصية لله. الله القدير هو الرب يسوع الذي كنت أنتظره منذ زمن طويل. شعرت بأني طفلة ضاعت لسنوات عديدة وفي النهاية عادت إلى أمها مرة أخرى. لم يسعني سوى أن أحتضن كتاب كلمات الله وأنفجر باكية. كرهت نفسي لأني كنت عمياء، ولم أعرف الله، وعارضت بإهمال عمل الله في الأيام الأخيرة، وأدنته، وأصبحت عقبة أمام المؤمنين الذين يسعون للحق ويتقصون الطريق الحق. أصبحت متمردة وعدوة لله. عندما أدركت هذا، شعرت بالندم الشديد وقررت البدء في نشر الإنجيل بأسرع ما يمكن، لأجلب الذين خدعتهم وأعدتهم إلى الحظيرة وأعوض تعدياتي السابقة لأريح قلب الله. بعد ذلك، انضممت إلى صفوف الذين ينشرون الإنجيل. خلال مشاركة الإنجيل، غالبًا ما أخبر الناس كيف كنت معتادة على التشبث بالمعنى الحرفي لكلمات الكتاب المقدس وأرتكب الأفعال الشريرة في معارضة الله. وأخبرتهم بأن يتعلموا الدروس من أخطائي السابقة وشاركت كلمات الله القدير معهم لكي يستطيعوا سماع صوت الله. عندما رأيت المزيد والمزيد من الناس يقبلون عمل الله في الأيام الأخيرة، شعرت بأنني في غاية السعادة والسكينة والسلام.

عندما أنظر إلى الطريق الذي قطعته بدءًا من معارضة الله وحتى الخضوع لكلام الله، أدركت الجهود المضنية التي بذلها الله من أجلي. ورغم أنني كنت متمردة، فإن الله لم يتخل عني بل وسمح لي بأن أسمع صوته وأرحب به. هذا هو الحب العظيم لله وخلاصه لي! الشكر لله القدير!

السابق: بركة مسلوبة

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

لن أُحِدَّ الله بعد اليوم

لقد مارستُ الإيمان بالرب يسوع أنا وأمي منذ الصِّغر واستمتعتُ بنعمته الوفيرة. وهذا منحني إحساسًا عميقًا برحمة الرب يسوع ومحبّته للإنسانية....