مارس الحق حتى لو أغضب الآخرين

2022 أغسطس 1

في مايو 2020، قبلت عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. غالبًا ما كنت أقرأ كلام الله، وأشارك في الكنيسة بنشاط، وأؤدي من الواجبات ما أمكنني. لاحقًا، تم اختياري كقائدة للكنيسة. ذات مرة، كانت كنيستنا بحاجة ماسة إلى تدريب شماسَين إنجيليين. وكانت لدي قائمة بجميع الأشخاص المؤهلين، وجدت أن مقدرة الأخ كيفن كانت جيدة نسبيًّا، ولم يكن مشغولًا جدًّا بالعمل، وكان يشارك بنشاط في الاجتماعات ويفهم مباديء نشر الإنجيل، لذا بدا أنه مناسب للمهمة. أيضًا كانت هناك الأخت جانيل، التي كانت نشيطة في واجباتها وحققت بعض النتائج. مقارنة بالآخرين، بدا أن هذين الاثنين مناسبين للواجب، ووافقتني قائدتي الرأي. وهكذا، عينتهما كشماسَين إنجيليين. بعد مدة، فهما واجبات الشماس الإنجيلي وأصبحا على دراية بها، لذا سمحت لهما بالبدء في أداء واجبيهما بشكل مستقل ووضعت كل طاقتي في سقاية العمل. بعد بضعة أسابيع، اكتشفت أن بعضًا ممن تلقوا الإنجيل غادروا مجموعة الاجتماع، وبعضًا ممن ينشرون الإنجيل واجهوا صعوبات لم يعرفوا كيف يحلونها. وحين رأيت تلك المشاكل في عمل الإنجيل، تساءلت. "هل يقوم الشماسَين الإنجيليين بعمل عملي؟" ذهبت لتحري بعض تفاصيل العمل واكتشفت أن الشماسَين الإنجيليين رتبا الأمور فقط، ولم يقوما بالعمل بنفسيهما. لم يحُلَّا المشاكل العملية في الاجتماعات، وحثّوا الإخوة والأخوات على القيام بواجبهم. بعد أن عرفت حقيقة الوضع، خاب أملي كثيرًا. بصفتهما شماسي كنيسة، أليس إهمالًا ألا يحُلَّا المشاكل العملية؟ كما اكتشفت أن الأخ كيفن لم يكن يقوم بعمل جيد، وأحيانًا كان يذهب ليلعب، بينما أصبحت الأخت جانيل كسولة وغير مسؤولة في واجباتها في ذلك الوقت. ذهبت للشركة معهما، والإشارة إلى المشاكل في واجبيهما، لكن بما أن علاقتنا كانت طيبة، لم أرغب في إفساد علاقتنا. تمنيت أن يراني إخوتي وأخوتي إنسانة جيدة، ومتفهمة وعطوفة. إن أشرت لمشاكلهما مباشرة، قد يؤذي ذلك سمعتي الطيبة. ماذا سيظن الشماسان بي؟ أسيقولان إنني لم أنظر إلى جهودهما بل إلى عيوبهما فحسب، وأنني غير محبة؟ أيضًا، إن أشرت إلى مشاكلهما، ولم يتقبلا الأمر وأصبحا سلبيين، أسيعتقد إخوتي وأخواتي أنني عاجزة عن عمل القائدة؟ وأنني قائدة سيئة؟ إن سأني قائدي عن ذلك، قد يتم التعامل معي. بالتفكير في ذلك، لم أُشِر إلى مشاكلهما. أحيانًا، ظننت أنني ما دمت مسؤولة عن عمل الكنيسة، عليّ الإشارة إلى مشاكلهما ليفكرا فيها. لكنني لم أستطع قول ذلك. بدلًا من ذلك، أرسلت لهما بعضًا من كلام الله الذي يشجعهما ويريحهما وتحدثت معهما بلطف حول كيفية أداء الواجب جيدًا وكيفية التعاون مع الآخرين بانسجام. لم أُشِر إلى المشاكل في واجبيهما. بعد ذلك، شعرت بذنب شديد. شعرت بأنني غير صادقة ومخادعة.

ذات ليلة، لم أستطع النوم وأنا أفكر في أنني السبب في كون عمل الإنجيل غير فعال. رأيت أن شماسَين إنجيليين غير مسؤولين في واجبيهما، ولا يحلان مشاكل الإخوة والأخوات الذين يعظون بالإنجيل، مما وضع الإخوة والأخوات تحت الكثير من الضغط، وتسبب في مغادرة بعض الوافدين الجدد لمجموعة الاجتماع، لكنني لم أُشر إلى مشاكلهما. شعرت بالذنب الشديد لدرجة أنني لم أعرف ماذا أفعل، لذا صليت إلى الله بصدق. "يا الله، أشعر بالذنب الشديد لأنني عاجزة عن قيادة الإخوة والأخوات جيدًا. يا الله، أرجوك أنرني وأرشدي لحل هذه المشكلة". بعد أن صليت، شاهدت فيديو لشهادة اختبار، يحتوي على بعض كلام الله الذي ألهمني كثيرًا. تقول كلمات الله، "يجب أن تتكون إنسانية المرء من الضمير والعقل. إنهما العنصران الأكثر جوهريةً وأهميةً. أي نوع من الأشخاص هو الذي ينقصه الضمير ولا يتمتّع بعقل الطبيعة البشرية العادية؟ عمومًا، إنّه شخص يفتقر إلى الإنسانية أو شخص ذو طبيعة بشرية ضعيفة للغاية. دعونا نحلل هذا بشكل وثيق. ما مظاهر الإنسانية المفقودة التي يبينها هذا الشخص؟ جرب أن تحلل السمات التي يمتلكها هؤلاء الناس، والمظاهر المحددة التي يُبدونها. (إنهم أنانيون وحقراء). والأنانيون والحقراء يقومون بأفعالهم بلا مبالاة ولا يأبهون لأي شيء لا يعنيهم شخصيًا. لا يفكّرون في مصالح بيت الله، ولا يُبدون أي اعتبار لمشيئة الله. لا يحملون أي عبء للشهادة لله أو لأداء واجباتهم، ولا يمتلكون حسًا بالمسؤولية. ... هناك بعض الأشخاص الذين لا يتحملون أي مسؤولية بغض النظر عن الواجب الذي يؤدونه. إنهم لا يبلغون رؤسائهم كذلك عن المشاكل التي يكتشفونها. عندما يرون الناس يقومون بالتدخل والتخريب، يغضون الطرف، وعندما يرون الأشرار يرتكبون الشر، لا يحاولون منعهم. إنهم لا يولون أدنى اعتبار لمصالح بيت الله، ولا لواجبهم ومسؤوليتهم. عندما يؤدي مثل هؤلاء الناس واجبهم، لا يقومون بأي عمل حقيقي؛ فهم يوافقون دائمًا على كل شيء ويتلهفون على الراحة. يتحدثون ويتصرفون فقط من أجل غرورهم وكرامتهم ومكانتهم ومصالحهم، ومن المؤكد أنهم يكرسون وقتهم وجهدهم لكل ما يفيدهم" ("هَبْ قلبك الصادق لله ليمكنك كسب الحق" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). قرأت كلام الله مرتين، وشعرت بحزن شديد. ظننت أنني أتمتع بإنسانية، وأنني أساعد إخوتي وأخواتي بصبر، وأنني اهتممت بالشماسَين الإنجيليين. في أفعالي، كنت دائمًا أراعي مشاعر الآخرين ولا أريد أن أؤذيهم. ظننت أن ذلك مراعاة لمشيئة الله، وظننت أنني إنسانة جيدة. لكن عندما رأيت الشماسَين لا يتحملان مسؤولية عمل الكنيسة، لم أُشِر إلى مشاكلهما لأجعلهما يدركان أنهما غير مسؤولين في واجبيهما. وبدلًا من ذلك تساهلت معهما لأنني خشيت أن الإشارة إلى مشاكلهما ستدمر علاقتنا. وقلقت أيضًا من أن يوبخني قائدي إذا جعلتهما سلبيين ومن أن ينظر إليَّ إخوتي وأخواتي على أنني سيئة، فاخترت حماية علاقتي بهما، وصورتي ومكانتي واكتفيت بإرسال كلام الله الذي يشجعهما ويريحهما للشركة معهما. وكنتيجة لذلك، فشلا في إدراك مشاكلهما وفي التوبة والتغير مع الوقت. من أجل صورتي ومصالحي الشخصية، فشلت في مراعاة عمل الكنيسة. لم تكن تلك مراعاة لمشيئة الله، ولم أكن إنسانة جيدة. في الحقيقة، من يتحلون بالإنسانية ومن هم صادقون، قادرون على ممارسة الحق وحماية مصالح بيت الله، ويجرؤون على الشركة وكشف المشاكل للآخرين لمساعدتهم على التغير، ويعاملون إخوتهم وأخواتهم بقلب صادق. لكن ماذا عني؟ حين رأيت مشاكل الشماسَين، لم أقل شيئًا، وفضلت ترك مصالح بيت الله تتأثر لحماية مصالحي الشخصية. لم تكن لدي إنسانيتي!

لاحقًا، قرأت مقطعًا من كلام الله وربحت بعض الفهم لنفسي. يقول الله القدير، "عندما يرى بعض قادة الكنيسة الإخوة أو الأخوات يُؤدِّون واجبهم بلا مبالاة وبطريقةٍ روتينيَّة لا يُوبِّخونهم، رغم أنه يجب عليهم توبيخهم. عندما يرون شيئًا من الواضح أنه يضرّ بمصالح بيت الله يغضّون الطرف ولا يجرون أيَّة استفساراتٍ لئلا يتسبَّبوا في أدنى إساءةٍ للآخرين. إنهم في الواقع لا يراعون نقاط ضعف الآخرين، بل غرضهم الحقيقيّ هو كسب الناس في صفهم، وهذا ما يعونه جيدًا. "إذا واصلتُ هذا ولم أتسبَّب في الإساءة لأيّ شخصٍ، فسيظنون أنني قائدٌ جيِّد. سوف يُكوِّنون رأيًا جيِّدًا عني. سيمنحونني التقدير ويحبّونني". بصرف النظر عن مقدار الضرر الذي يلحق بمصالح بيت الله، وبصرف النظر عن مدى إعاقة شعب الله المختار عن دخول حياتهم، أو مدى اضطراب حياتهم الكنسيَّة، فإن أمثال هؤلاء القادة يصرّون على فلسفتهم الشيطانيَّة ولا يتسببون في أيَّة إساءة لأحد. لا يوجد شعورٌ بتوبيخ الذات في قلوبهم مطلقًا؛ فعندما يرون شخصًا يتسبب في تعطيل وإزعاج، على الأكثر، قد يشيرون إشارةً عابرة إلى هذا الأمر بصفةٍ عرضيَّة ثم ينتهون منه. إنهم لا يقدمون شركة حول الحقّ، ولا يبرزون جوهر المشكلة لذلك الشخص، وبالأكثر لا يشرّحون حالاتهم. إنهم لا يُبلِغون أبدًا مشيئة الله للآخرين. لا يكشف القادة الكذبة أبدًا نوع الأخطاء التي يرتكبها الناس كثيرًا، أو الشخصيات الفاسدة التي يكشف عنها الناس في كثير من الأحيان، أو يُشرِّحوها، فهم لا يحلون أي مشاكل حقيقية، ولكن بدلًا من ذلك يتسامحون دائمًا مع سوء سلوك الناس والفساد المستشري، ويظلون غير مبالين مهما كانت سلبية الناس أو ضعفهم، ويعظون فقط بقليل من النظريات أو التعاليم، ويقدمون بعض النصائح الروتينية، محاولين تجنب الصراع. ونتيجة لذلك، لا يتأمل من اختارهم الله أو يحاولون معرفة أنفسهم، فهم لا يحصلون على حل لاستشراء مختلف أنواع الفساد، ويعيشون وسط الكلمات والعبارات والمفاهيم والتصورات، دون أي دخول في الحياة، بل إنهم يؤمنون في قلوبهم قائلين لأنفسهم: "قائدنا يفهم نقاط ضعفنا أكثر مما يفهمها الله. قد تكون قامتنا أصغر من أن ترقى إلى مستوى متطلبات الله، لكننا نحتاج فقط إلى تلبية متطلبات قائدنا؛ لأننا إذا تبعنا قائدنا، فنحن نتبع الله. إذا جاء يوم يحل فيه الله العليّ محل قائدنا، فسنجعل صوتنا مسموعًا؛ ولنحافظ على قائدنا ونمنع الله العليّ من أن يحل محله، سنتفاوض مع الله العليّ ونجبره على الموافقة على مطالبنا. هكذا نعطي قائدنا حقه". عندما يكون لدى الناس مثل هذه الأفكار في قلوبهم، وعندما تكون لديهم مثل هذه العلاقة مع القائد، وفي قلوبهم، يشعرون بالتبعية والإعجاب والتبجيل تجاه قائدهم، عندها سيزداد إيمانهم بهذا القائد، فلا يرغبون في سماع كلمات سوى كلمات القائد، ويتوقفون عن البحث عن الحق في كلام الله. لقد كاد مثل هذا القائد أن يحل محل الله في قلوب الناس. إذا كان أحد القادة عازمًا على الحفاظ على مثل هذه العلاقة مع شعب الله المختار، وإذا كان يستمد منها شعورًا بالبهجة في قلبه، وكان يؤمن بأن مختاري الله يجب أن يعاملوه بهذه الطريقة، فلا فرق بينه وبين بولس، وقد وضع قدمه بالفعل على أول طريق أضداد المسيح. لا يقوم أضداد المسيح بعمل حقيقي، ولا يقدمون شركة حول الحق أو يحلون المشاكل، ولا يرشدون الناس في أكل كلام الله وشُربه والدخول إلى واقع الحق، إنهم يعملون فقط من أجل المكانة والشهرة، ولا يهتمون سوى بصنع مكانة لأنفسهم، وحماية المكانة التي يحتلونها في قلوب الناس، بحيث يجعلون الجميع يعبدونهم، ويبجلونهم، ويتبعونهم. هذه هي الأهداف التي يريدون تحقيقها. هكذا يحاول أضداد المسيح كسب الناس في صفهم والسيطرة على من اختارهم الله. أليست هذه الطريقة في العمل شريرة؟ إنها مقيتة!" ("يحاولون ربح الناس" في "كشف أضداد المسيح"). بعد قراءة هذا المقطع من كلام الله، شعرت بحرج شديد. كشف كلام الله حالتي بدقة. رأيت بوضوح أن الشماسَين لم يقوما بعمل فعلي، والمشكلة خطيرة، كان عليَّ استخدام كلام الله الذي يدين شخصيات الناس الفاسدة ويكشفها للشركة حتى يعرفا مشاكلهما ويغيرا سلوكيهما في واجبيهما. كان ذلك سيمنعهما من التأثير على عمل الكنيسة. لكن من أجل الحفاظ على علاقتي معهما وإعطائهما انطباعًا جيدًا عني، لم أكشف جوهر مشاكلهما، واستخدمت كلام الله المريح لأشجعهما. ظننت أنه بفعل ذلك، سيظنان أنني قائدة جيدة ويكون رأيهما بي جيدًا، ويمنحانني موافقتهما ويحبانني. كنت أنانية جدًّا ومخادعة! لأنني لم أُشر إلى مشاكل الشماسَين وأكشفها في الوقت المناسب، لم يتمكن الوافدون الجدد من حل مشاكل مفاهيمهم في الوقت المناسب، وترك آخرون ممن قبلوا الإنجيل الأم مجموعة الاجتماع. أدركت أنني السبب في ذلك. واجب القائد هو أن يشرف على عمل شماسي الكنيسة وقادة المجموعات ويتابعه، ويحل المشاكل في الوقت المناسب. علينا معرفة أوضاع إخوتنا وأخواتنا، وعندما يخرق أحدهم المباديء أو يؤثر على عمل الكنيسة، علينا الشركة معه بمحبة ومساعدته. وإن لم تغير شركتنا الوضع، علينا تهذيبه، والتعامل معه، أو حتى فصله. بهذه الطريقة فقط نحمي عمل بيت الله. لكنني كقائدة، كنت غير مسؤولة، وكذلك تصرفت كخادمة للشيطان وعطلت عمل بيت الله. كان ذلك مخزيًا! كان من المهين والمحزن أن أرى الأمور تسير على هذا النحو. حدثت تلك المشاكل لأنني لم أتصرف كما ينبغي للقائد التصرف. لو أنني شاركت حول مشاكلهما وكشفتها، لما تسببت بتلك الخسارة لعمل الكنيسة، كنت قائدة كاذبة ولم أقم بعمل فعلي. لم أساعد إخوتي وأخواتي في فهم الحق ولم أتمكن من جلبهم أمام الله. أردتهم دائمًا أن يوافقوا عليّ ويدافعوا عني، لتكون صورتي ومكانتي جيدتين في قلوبهم. كنت أسير في طريق ضد المسيح في مقاومة الله. لولا دينونة كلام الله، لا أعرف ما الشر الذي قد أرتكبه. بمجرد أن أدركت هذا، ندمت على أفعالي، وصليت إلى الله بصدق: "يا الله، لم أدرك أن أنانيتي ستتسبب بهذا الضرر لعمل الكنيسة وتعرض حيوات إخوتي وأخواتي للخطر. أنا لا أستحق هذه الإرسالية المهمة. يا الله، أتمنى أن أتوب. آمل أن أُرجع الإخوة والأخوات الذي قبلوا الإنجيل. أرجوك أرشدني لأتأمل في نفسي كي لا أرتكب الأخطاء ذاتها ثانية". بعد الصلاة، تحسنت حالتي قليلًا، لكنني كنت لا أزال أشعر بالذنب. شعرت بأنني خاطئة، وبأن كل ما أفعله يمثل الشيطان، وبأن من مثلي لا يمكن أن يخلُصوا، ولا أمل لي.

في ذلك الوقت، أرسلت لي أخت مقطعًا من كلام الله في مجموعة دردشة. يقول كلام الله: "يمكن القول إنَّ تجاربك العديدة من فشل وضعف وأوقات سلبيَّة هي تجارب من الله؛ هذا لأن كل شيء يأتي من الله، وكل الأشياء والأحداث في يديه. سواء أكنت فاشلاً أم ضعيفًا ومتعثرًا، فالأمر كلّه يعتمد على الله وهو في قبضته. في نظر الله، هذه تجربة لك، وإذا كنت لا تستطيع أن تدرك ذلك، فسوف تكون غواية. هناك نوعان من الحالات يجب أن يعرفهما الناس: حالة تأتي من الروح القدس، والمصدر المرجَّح للأخرى هو الشيطان. الحالة الأولى ينيرك فيها الروح القدس ويسمح لك أن تعرف نفسك، وأن تكره نفسك وتتحسَّر على نفسك وتكون قادرًا على أن تُكِنَّ محبة حقيقية لله، وتوجِّه قلبك لإرضائه. والحالة الأخرى هي حالة تعرف فيها نفسك، لكنّك تكون فيها سلبيًّا وضعيفًا. يمكن القول إنّ هذه الحالة هي تنقية الله، وهي أيضًا غواية من الشيطان. إذا أدركت أن هذا هو خلاص الله لك وشعرت بأنَّك الآن مدين له بشدة، وإذا حاولت من الآن فصاعدًا أن ترد له الجميل ولم تعد تسقط في هذا الفساد، وإذا اجتهدت في أكل كلامه وشربه، وإذا اعتبرت نفسك مفتقرًا دائمًا، وامتلكت قلبًا توَّاقًا، فهذه تجربة من الله. بعد أن تنتهي المعاناة وتبدأ في المسير إلى الأمام مرة أخرى، فسيظل الله يقودك ويرشدك وينيرك ويغذِّيك. ولكن إذا لم تتعرَّف على هذا وكنت سلبيًا، واستسلمتَ ببساطة لليأس، إذا كنت تفكر بهذه الطريقة، فقد غلبت عليك غواية الشيطان" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أولئك المُزمَع تكميلهم لا بدّ أنْ يخضعوا للتنقية). بعد قراءة هذا المقطع من كلام الله، شعرت بالراحة، وامتلكت الثقة للمضي قدمًا. حين قرأت سابقًا كلام الله القاسي، الذي كشف فيه فسادي، كان ذلك مؤلمًا ومزعجًا. وشعرت كما لو أنني أُدِنت ولا أمل لي في الخلاص، فأصبحت سلبية وضعيفة. لكن حين قرأت هذا المقطع من كلام الله فهمت مشيئته. إن لم يدافع الناس عن مصالح بيت الله في واجباتهم وتم كشفهم والتعامل معهم، فمن الطبيعي أن يشعروا بالسلبية والضعف. لكن إذا سعيت إلى الحق في فشلي وتأملت في نفسي، فهذه فرصتي لتعلم الدرس. إذا أصبحت سلبية وانسحبت أو تخليت عن نفسي، فسأقع في حِيلة الشيطان وأستسلم للغواية. فهمت أنه وراء دينونة الله وكشفه لشخصيات الناس الفاسدة توجد محبة الله. يريدنا الله أن نعرف أنفسنا، ونتعلم من فشلنا، وألا تسيطر علينا الشخصيات الشيطانية. وهذا شيء جيد، وفرصة للنمو. بإدراكي لهذا، لم أعد أشعر بالسلبية أو بسوء الفهم. كان عليَّ تأدية واجبي وفقًا لكلام الله ومبادئه. لم يعد يمكنني اتباع مشاعري الجسدية وحماية سمعتي ومكانتي.

لاحقًا، قرأت مقطعًا من كلام الله: "عليكم أن تعرفوا أن الله يحب الإنسان الصادق. لدى الله جوهر الأمانة، وهكذا يمكن دائمًا الوثوق بكلمته. فضلاً عن ذلك، فإن أفعاله لا تشوبها شائبة ولا يرقى إليها شك. لهذا، يحب الله أولئك الذين هم صادقون معه صدقًا مطلقًا. يعني الصدق أن تهب قلبك لله، وألا تكذب عليه أبدًا في أي شيء، وأن تنفتح عليه في كل شيء، وألَّا تخفي الحق، وألَّا تقوم أبدًا بتصرّفاتٍ تخدع الذين هم أعلى منك وتضلِّل الذين هم أقل منك، وألَّا تقوم أبدًا بتصرّفاتٍ الهدف منها هو التودُّد إلى الله فحسب. باختصار، حتى تكون صادقًا، ابتعد عن النجاسة في أفعالك وأقوالك وعن خداع الله أو الإنسان" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الإنذارات الثلاثة). "لا تفعل دائمًا أشياءَ لمصلحتك ولا تُفكِّر دائمًا في مصالحك ولا تنظر في وضعك أو كبريائك أو سُمعتك. ولا تُولِ أيَّ اعتبارٍ لمصالح الناس. ينبغي أن تراعي أوَّلًا مصالح بيت الله وتجعله في رأس أولوياتك؛ ويجب أن تراعي مشيئة الله وتبدأ بالتأمل فيما إذا كنت تفتقر إلى النقاء في أداء واجبك أم لا، وما إذا كنت مخلصًا ولتتم أداء مسؤولياتك، وبذلت أقصى ما لديك، وما إذا اهتممت بإخلاص أم لا بواجبك وبعمل بيت الله. أنت بحاجة لأن تفكر بهذه الأمور" ("هَبْ قلبك الصادق لله ليمكنك كسب الحق" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). ساعدني كلام الله هذا. فهمت من كلام الله أنه يكره المخادعين، لكنه يحب الصادقين. الصادقون يحمون مصالح بيت الله، ودخول الحياة لإخوتهم وأخواتهم. حين يكون الصادقون قادة، لا يتأخر عمل الكنيسة. كان عليَّ وضع مصالح بيت الله أولًا ومواجهة مشاكل الشماسَين بصدق. كان عليَّ الشركة معهما وكشف أفعالهما لجعلهما يفهمان خطورة مشاكلهما، ويتوبان بصدق، ويبدآ بتحمل المسؤولية ثانية. وإذا لم يتمكنا من التغير بعد شركتي، علي أن أفصلهما لحماية عمل الكنيسة.

لاحقًا، وجدت مقطعًا من كلام الله وشاركت أولًا مع الأخ كيفن، لجعله يعرف أن تلك الاتجاهات الاجتماعية هي غوايات من الشيطان وأن عليه ترك ميوله الجسدية. ثم شاركت مع الأخت جانيل، وأشرت إلى افتقارها لتحمل العبء في واجباتها، وطلبت منها مراعاة مشيئة الله. ولدهشتي، بعد شركتي معهما، كانا عازمين على تغيير موقفيهما تجاه واجبيهما وتصحيح سلوكيهما. لاحقًا، قام الأخ كيفن أيضًا ببعض التغييرات، وعندما تم إغواؤه ثانية، تمكن من التخلي عن جسده بوعي، وتمكنت الأخت جانيل من أن تكون أكثر نشاطًا في واجبها. حين رأيت هذه النتيجة، لُمت نفسي لأنني لم أُشِر إلى مشاكلهما مسبقًا. كما رأيت أن مَن يقبلون الحق لا يكونون سلبيين حين يُكشَفون ويُنصَحون. ويصبحون قادرين على معرفة أنفسهم، والتوبة بصدق، والتعاون مع الله بشكل أفضل. أنا سعيدة جدًّا لأنني خضت هذاالاختبار. اختبار دينونة كلام الله وإعلانه منحني بعض الفهم لفسادي. كما أنني اختبرت أن الكلام الذي عبر عنه الله القدير هو الحق، ويمكنه تغير الناس وتخليصهم. الشكر لله القدير!

السابق: نتائج التملق

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

كيف غيّرتُ طُرُقي المُتكبِّرة

سالفًا، لطالما اعتبرتُ نفسي شخصًا في غاية الذكاء. ظننتُ أنه يمكنني دائمًا فعل أي شيء دون الحاجة لمساعدة الآخرين. سواء في المدرسة أو المنزل،...

اترك رد