صعوبة التحرُّر من الكبرياء
وفي يوليو 2020، نظرًا لاحتياجات أعمال الفيديوهات، رتب لي مشرفي لتصوير مقاطع فيديو. في ذلك الوقت، كنت سعيدةً جدًا، لكنني أدركت أيضًا أنني سأواجه بعض المشكلات والصعوبات في واجبي الجديد، لذلك يجب أن أتعلَّم وأسأل عندما لا أفهم. ولكن عندما قامت الأخت ليو، التي صنعت مقاطع الفيديو، بتسليم عملها لي، قالت لي إن لديها واجبًا جديدًا بعبء عملٍ كبير، وأرادت أن تنتهي معي بسرعة. خمَّنتُ إنها لا تخطط للانتظار حتى أتقن العمل قبل المغادرة. لم يسعني سوى القلق. "هذا العمل معقد للغاية. هل يمكنني حقًا تولي مسؤوليته دفعة واحدة؟" قبل انتهاء المكالمة، سألتني الأخت ليو عما إذا كنت أواجه أي صعوبات. كنت على وشك التعبير عن مخاوفي، ولكني فكرتُ: "لقد حادثتها للتو، والانطباعات الأولى مهمة. وهي تتعجل لتولي واجبها الجديد، لذلك لا يمكنني تعطيلها. إذا سألت عن الصعوبات وعبرتُ عن مطالب قبل أن أبدأ العمل، فماذا سيكون انطباعها عني؟ ألن تعتقد أنها تسلّم وظيفتها لحمقاء، وأنني لا أصلح للوظيفة؟" لذا، قلتُ رغمًا عني، "ليست لدي أسئلة". لأثبت أن لديَّ المقدرة وأنني أستطيع اكتشاف المشكلات، كما قدمتُ أيضًا بعض الاقتراحات حول الإجراءات المهنية التي قدمتها لي. عندئذٍ، أدركتُ أنني كنت أستخدم قوَّتي لإخفاء عيوبي. إذا كانت قد ظنت خطأً أن لدي مقدرة جيدة فاختصرتْ الوقت المخصص لتعليمي، فماذا لو أن إتقاني البطيء للعمل أخر سريان الأمور؟ لكن بعد ذلك اعتقدتُ أنه بما أنني قلت ذلك بالفعل، لم يعد باستطاعتي التراجع. يمكنني طلب المساعدة منها إذا واجهت مشكلات في المستقبل.
في اليوم التالي، أخبرتني الأخت ليو أنه في المستقبل، ستكون الأخت وانغ هي شريكتي في واجبي. وقالت إن الأخت وانغ بدأت في صنع مقاطع فيديو منذ أقل من شهر، وقد تعلَّمت بسرعة، ويمكنها الآن القيام بواجبها بمفردها. فيما بعد، عندما ناقشت العمل مع الأخت وانغ، شرحت لي سير العمل بمهارة شديدة، وناقشت معي كيفية تقسيم العمل والتعاون وما إلى ذلك. بدت بالتأكيد وكأنها تعرف ما كانت تفعله. كنت أعرف أنني أقل كفاءة من الأخت وانغ، ولكن لمنع الأخت ليو من رؤية الفجوة بيني وبين الأخت وانغ، أصبحت حذرةً جدًا في وجودها، وقلقت من فضح عيوبي. عندما واجهتُ مشكلات لا أستطيع حلها، حاولت قراءة أكبر قدر ممكن من المعلومات وحل المشكلة بنفسي بدلًا من سؤالها. رغم أنني كنت أعمل بجد، كان تقدمي بطيئًا. عندما جاءت قائدتنا للنظر في عملنا، كانت هناك العديد من التفاصيل التي لم أستطع فهمها. أجابت الأخت وانغ على جميع أسئلة قائدتنا تقريبًا. مما أشعرني بالاكتئاب، وأحسستُ أنني عديمة الفائدة. سرعان ما مرَّ أكثر من أسبوع، ولأنني لم أستطع العمل بشكل مستقل، لم تكن الأخت ليو قادرة على بدء واجبها الجديد. مما جعلني أشعر بالحرج أكثر. ولكني فكرتُ أيضًا، إذا علمت أنني أصبت بالاكتئاب بسهولة لأنني لم أتعلَّم بسرعة، فربما كانت ستعتقد أن قامتي ضئيلة ومقدرتي محدودة، وأنني غير كفء. خلال ذلك الوقت، إذ لم أرغب في السماح لأي شخص برؤية حالتي بالغة السوء. أردت فقط أن أجيد الأمور وأبدأ العمل في المجموعة في أسرع وقت ممكن، حتى تتمكن الأخت ليو من المغادرة أخيرًا، ولا أضطر لإحراج نفسي أمامها كل يوم. لكن كان نموي لا يزال بطيئًا جدًا، ولم أستطع الشعور بإرشاد الله مطلقًا. متألمة، صليت وسعيت أمام الله، وطلبتُ منه مساعدتي في معرفة ذاتي. وفي أحد الأيام، قرأتُ في كلام الله، "أي شخصية تلك عندما يضع الناس قناعًا، ويبيضون وجوههم دائمًا، ويتظاهرون دائمًا حتى ينظر إليهم الآخرون بإجلال، ولا يمكنهم رؤية عيوبهم أو أوجه قصورهم، عندما يحاولون دائمًا تقديم أفضل جانب لديهم للناس؟ هذه غطرسة، وتزييف، ومرائية، إنها شخصية الشيطان، وهي شيء شرير" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. المبادئ التي يجب أن يتحلّى بها المرء في تصرفه). "البشر أنفسهم هم أشياء مخلوقة. فهل يمكن للأشياء المخلوقة أن تصبح ذات قدرة مطلقة؟ هل يمكنهم أن يحققوا الكمال ويصبحوا بلا شوائب؟ هل يمكنهم أن يحققوا البراعة في كل شيء، ويتوصلوا إلى فهم كل شيء وإدراك حقيقة كل شيء، وامتلاك القدرة على كل شيء؟ لا يمكنهم فعل ذلك. لكن ثمة موطن ضعف داخل البشر، فهناك شخصيات فاسدة ونقطة ضعف قاتلة: فما إن يتعلم البشر مهارة أو مهنة ما، حتى يشعروا بأنهم مقتدرون، وبأنهم أشخاص يتمتعون بالمكانة والقيمة، وبأنهم مهنيون. وبصرف النظر عن مدى عدم تميزهم، فإنهم جميعًا يرغبون في تسويق أنفسهم كشخصيات مشهورة أو رفيعة المستوى، والتحول إلى شخصيات تتمتع ببعض الشهرة، وجعل الناس يعتقدون أنهم مثاليون، وبلا عيوب، ولا تشوبهم شائبة واحدة. ويرغبون أن يصبحوا في عيون الآخرين مشهورين وأقوياء و عظماء، ويريدون أن يمتلكوا المقدرة بحيث يمكنهم تحقيق أي شيء ولا يعجزهم شيء. إنهم يشعرون أنهم إذا طلبوا مساعدة الآخرين، فسيبدون عاجزين وضعفاء ودونيين، وأن الناس سينظرون إليهم بازدراء. لهذا السبب، يريدون دائمًا إخفاء حقيقتهم. عندما يُطلَب من بعض الناس أداء شيءٍ ما، يقولون إنهم يعرفون كيفيَّة عمله في حين أنهم في الواقع لا يعرفون ذلك. وبعد ذلك، يبحثون عنه في الخفاء ويحاولون تعلُّم كيفيَّة عمله، ولكن بعد دراسته لعدَّة أيَّامٍ، يظلون لا يفهمون كيف يفعلونه. وعند سؤالهم عن مدى تقدُّمهم فيه، يقولون: "قريبًا، قريبًا!" ولكن يفكرون في أنفسهم قائلين: "لم أتوصل إلى فهمه بعد، لا فكرة لدي، ولا أعرف ماذا أفعل! يجب ألّا أكشف أمري، بل يجب أن أستمر في التظاهر؛ إذ لا يمكنني أن أدع الناس يرون نقاط قصوري وجهلي، ولا يمكنني أن أدعهم يزدرونني!" ما هذه المشكلة؟ إنه بمثابة جحيم حيّ أن أنقذ كرامتي بأي ثمن. أي نوع من الشخصية هذا؟ غرور أمثال هؤلاء الناس لا حدود له، لقد فقدوا كل منطق! إنهم لا يرغبون في أن يكونوا مثل كل الناس الآخرين ولا يريدون أن يكونوا أناسًا طبيعيّين أو أناسًا عاديّين بل خارقين، أو أشخاصًا يتمتعون بنوع من السمو أو البراعة. وهذه مشكلةٌ كبيرة! وفيما يتعلق بالضعفات وأوجه القصور والجهل والحماقة وعدم القدرة على الفهم في الطبيعة البشرية العادية، فسيتجاهلونها جميعًا، ويستمرون بعدئذ في التنكّر والظهور بغير مظهرهم الحقيقي" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الشروط الخمسة التي يتعين الوفاء بها للانطلاق في المسار القويم للإيمان بالله). كشفت كلمة الله حالتي بدقة. بعد أن توليت المهمة، كل ما فكرت فيه هو كيفية إتقان العمل في أقرب وقت ممكن، حتى يتمكن الجميع من رؤية أن لدي مقدرة جيدة ويمكنني القيام بالعمل. عندما توليت المسؤولية، علمت أن الأخت ليو كانت في عجلة من أمرها للمغادرة. من الواضح أنني لم أستطع إتقان الكثير من المهارات والإجراءات في مثل هذه الفترة القصيرة، ولكن حتى شيء مثل "لا أستطيع أن أتذكر الكثير، أود منك أن تعلميني لبضعة أيام أخرى"، كان شيئًا لم أجرؤ على قوله. حتى أنني كنت أتحايل وتعمدت تقديم اقتراحات لأختي لإثبات أن لدي مقدرة مهنية. لم أكن أريد أن ترى الأخت ليو أنني كنت أقل من الأخت وانغ، لذلك تقنَّعت وتخفيّتُ أكثر، وكنت حذرة جدًا في وجود الأخت ليو، لقلقي من فضح عيوبي دون قصد. أيضا، شعرت أن هذه هي اللحظة المناسبة لتولي الوظيفة، لذلك كانت القائدة، وكذلك إخوتي وأخواتي، يراقبون أدائي، وبمجرد الكشف عن مقدرتي وقامتي الحقيقية، سينظر الناس إليَّ بازدراء. إذا لاحظت القائدة أنه ليست لدي مقدرة وأنني غير مناسبة لتصوير مقاطع فيديو وفصلتني، سيكون ذلك محرجًا للغاية. لذلك، لم أرغب في طرح الأسئلة عندما كنت أواجه معضلات وصعوبات. لطالما تقنُّعتُ وتخفَّيت هكذا، فكيف يمكنني إحراز تقدم؟ عندما يبدأ الناس واجبًا جديدًا، يكون كل شيء غير مألوف، لذلك، فمن الطبيعي أن تكون هناك العديد من الأشياء التي لا يفهمونها. بالإضافة إلى ذلك، لم تكن قدراتي العملية بالجودة المطلوبة، لذلك كنت بحاجة إلى طرح الأسئلة والسعي أكثر، لكنني كنت متعجرفة أكثر من اللازم. أردت إثبات أنني أتدبر الأمر بمفردي ويمكنني تولي العمل، فتظاهرت دائمًا بفهم الأشياء وأخفيتُ حقيقتي، مما أعاق فهمي للأشياء التي كان يجب أن أعرفها، وأخرَّ تسليم العمل، وجعل من المستحيل على الأخت ليو المغادرة. في الواقع، ما فعلتُه كان ضارًا. لقد عطلتُ عملنا ولم أشعر بالذنب قط، وفي الوقت نفسه، كنتُ قلقة من أن يرى الناس قدراتي الحقيقية، أو أن يستهين بي الآخرون. لم أكن عقلانية بالمرة.
فيما بعد، وجدتُ طريقًا للممارسة في كلمة الله. يقول الله القدير، "يجب أن تسعى إلى الحق لحل أي مشكلة تنشأ، بغض النظر عن ماهيتها، ولا تتنكر بأي حال من الأحوال أو تضع وجهًا مزيفًا أمام الآخرين. كن صريحًا تمامًا بشأن جميع عيوبك، ونقائصك، وأخطائك، وشخصياتك الفاسدة، وأقم شركة بشأنها جميعًا. لا تحتفظ بها بالداخل. إن تَعلُّم كيفية التصريح بما في داخلك هو الخطوة الأولى نحو الدخول إلى الحياة، وهو العقبة الأولى، وهي أصعب عقبة يجب التغلب عليها. وبمجرد أن تتغلب عليها، يصبح دخول الحق أمرًا سهلاً. علام يدل اتخاذ هذه الخطوة؟ إنه يعني انفتاح قلبك وإظهارك لكل ما لديك، سواء كان جيدًا أم سيئًا، إيجابيًا أم سلبيًا؛ وأنك تكشف نفسك ليراك الآخرون ويراك الله؛ وأنك لا تخفي شيئًا، أو تستر شيئًا، أو تحجب شيئًا عن الله، خاليًا من الخداع والغش، وبالمثل تكون منفتحًا وصادقًا مع الآخرين. بهذه الطريقة، تعيش في النور، ولن يتفحصك الله فحسب، بل سيتمكن الآخرون أيضًا من رؤية أنك تتصرف بمبدأ ودرجة من الشفافية. لستَ بحاجة إلى استخدام أي طرق لحماية سمعتك وصورتك ومكانتك، ولا تحتاج إلى التستُّر على أخطائك أو تمويهها. لا تحتاج إلى الانخراط في هذه الجهود غير المجدية. إذا كان بوسعك التخلي عن هذه الأشياء، فستكون مستريحًا جدًا، وستعيش بلا قيود أو ألم، وستعيش بالكامل في النور. إن تعلُّم كيف تفتح قلبك عندما تعطي شركة هو الخطوة الأولى للدخول في الحياة. بعد ذلك، يجب أن تتعلّم كيفية تحليل أفكارك وأعمالك لترى ما الأمور الخاطئة التي تقوم بها وما التصرفات التي لا يحبّها الله، وسيكون عليك أن تعكسها وتصححها على الفور. ما الغرض من تصحيحها؟ إنّه قبول الحق واعتناقه، ورفض الأشياء التي فيك والتي تنتمي إلى الشيطان واستبدالها بالحق. قبلًا، كنت تفعل كل شيء بحسب شخصيتك الماكرة، التي هي كاذبة ومخادعة، وشعرت أن بوسعك الحصول على شيء دون كذب. والآن، وقد صرت تفهم الحق وتحتقر سُبل الشيطان في القيام بالأمور، لم تعد تتصرف على هذا النحو. تتصرف بعقلية صادقة وطاهرة ومطيعة. إذا لم تُخفِ أي شيء، وإذا لم تضع قناعًا خارجيًا، أو تظاهرًا، أو واجهة، أو إذا كشفت نفسك أمام الإخوة والأخوات، فلا تُخفِ أفكارك وتأملاتك الداخلية، بل اسمح للآخرين برؤية موقفك الصادق، وسيتجذَّر الحق تدريجيًا فيك، وسيزدهر ويؤتي ثماره، وسيسفر عن نتائج شيئًا فشيئًا. إذا كان قلبك ينمو في الصدق، ويزداد توجهه نحو الله، وإذا كنت تعرف كيف تحمي مصالح بيت الله عندما تؤدي واجبك، ويضطرب ضميرك عندما تفشل في حماية هذه المصالح، فهذا دليل على أن الحق قد أثّر فيك، وأصبح حياتك" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمتلك قلوبًا تتقي الله إلّا الذين يخضعون له بصدق). بعد قراءة كلام الله أدركتُ أنه إذا كان لديك عيوب أو شخصية فاسدة، وتتخفى دائمًا لخلق وهم أمام الآخرين، يُعد هذا مكرٌ وخداع، وهذا ينبع من طبيعةٍ شيطانية. وإذا فعلت هذا، فلن تدخل أبدًا في الحق. يجب أن أكون منفتحة وصريحة بشأن جوانبي الصالحة والشريرة على حدٍ سواء. وأن أكون صادقة مع الآخرين ومع الله. هكذا، سيصبح قلبي أكثر صدقًا، ويمكنني العيش في محضر الله، ويمكن علاج مشكلاتي وانحرافاتي في الوقت المناسب، كما يمكنني تحاشي اتخاذ الطريق الخاطئ للسعي وراء الشهرة والمكانة. بعد أن عرفتُ طريق الممارسة، فتحتُ قلبي وتحدثت إلى الأخت ليو عن حالتي. على عكس ما توقعتُ، قالت لي الأخت ليو، إنها أدركت بعد أن فتحتُ قلبي، أنها أيضًا لم تفِ بمسؤولياتها. إذ لم تكن تفكر إلا في تولي واجبها الجديد، لذلك لم تسلِّم العمل بشكل صحيح. كما قالت أيضًا إنها لن تغادر إلا بعد أن أفهم الأمور. لقد تأثرتُ كثيرا عندما سمعت هذا. لقد اختبرت كيف أن فتح قلبك وإظهار عيوبك وأوجه قصورك للآخرين، يساعدك في الحصول على المساعدة والدعم من إخوتك وأخواتك، ويمكنك أن تشترك مع إخوتك وأخواتك في واجباتك، والأهم من ذلك، يمكنك القيام بالأشياء بسلوكٍ صادق وممتثل. هذا هو العيش في وجود الله وتحمُّل مسؤولية إرسالية الله، الذي جزاؤه رضاء الله. بعد ذلك، أخبرت أختي بصدق عن مدى إلمامي بالعمل، فساعدتني بطريقة هادفة، مما علمني الكثير. أدركت أيضًا سبب صعوبة قيامي بواجبي قبلًا، وهو أنني أردت أن آلف العمل وأتقنه دفعة واحدة، لأثبت أن لدي القدرة على القيام بالعمل، مما أفقدني القدرة على تحديد أولويات المهام وأخّر تقدمي. بعد ذلك، قمت بتصنيف العمل وتحديد أولوياته، لأتمكن من تنفيذ المهام بطريقة مستهدفة ومنظمة، وسرعان ما أصبحت على دراية بالعمل. من خلال هذه التجربة، تذوقت حلاوة ممارسة الحق والتصرف بحسب كلمة الله. كما شهدتُ أهمية سلامة النية والسلوك الصادق في واجبي. وبهذه الطريقة فقط يمكنني الحصول على إرشاد الله وبركاته. بعد ذلك، عندما كنتُ أواجه مشكلات لا أفهمها، كنتُ أسعى استباقيًا مع إخوتي وأخواتي لإيجاد حلول. بعد الممارسة هكذا لفترة، اعتقدت أن رغبتي في السمعة والمكانة قد انخفضت، وفي ممارستي للمصارحة وأن أكون صادقة، حققتُ بعض الدخول. لكن سرعان ما غيّرت وجهة نظري عن نفسي.
بعد حوالي شهر، ولأنني لم أكن على مستوى الوظيفة، وبسبب خفض عدد الموظفين فور انخفاض عبء عمل الفيديو، رتبت لي قائدتي مواصلة سقاية الوافدين الجدد. أشعرني هذا بالحرج الشديد. ولم أرغب في مواجهة الإخوة والأخوات الذين كنت أسقي معهم الوافدين الجدد. أردت الهروب والوعظ بالإنجيل بدلًا من ذلك، لكن العودة إلى عملي في سقاية الوافدين الجدد كان قرارًا حاسمًا. شعرت وكأنني كرة مفرغة، ورأسي متدلية، غير قادرة على رفع نفسي. في هذه اللحظة، رأت أخت بالقرب مني أن حالتي لم تكن بخير، فأرسلت لي مقطعًا من كلمة الله عن الطاعة، وقالت إنها تريد الدردشة معي. فتأهبت على الفور. "هل رأت أختي أنني في حالة سيئة؟ هل ستستهين بي إذا علمت أنني نُقلت بسبب تخفيض أعداد الموظفين؟ إذا عرفت أن سبب سلبيتي هو عدم استطاعتي التخلي عن صورتي، فهل قد تعتقد أنني آمنت بالله لسنوات دون ربح أي من وقائع الحق؟ هل قد تعتقد أنني شخص لم يسعَ وراء الحق؟" لذا، دافعت عن نفسي بتهذُّب، "الآن بعد تقليل عدد العاملين بالفيديو، سأُنقل عاجلًا أم آجلًا. وكذلك عادت الأخت تشو لموقعها". ذكرتُ الأخت تشو لأنها في الأصل كانت تشرف على أعمال السقاية. وإذا عادت، فمن الطبيعي أن أعود أنا أيضًا. بعد أن سمعت أختي هذا، لم تسأل عن أي شيء آخر. فقُلت لنفسي إنني في هذه المرحلة، لا يسعني أن أضعَف. بل كان عليَّ أن أكون قوية وأؤدي واجبي بنشاط، ليتمكن الجميع من رؤية أنني لا أمانع في نقلي، وأنه يمكنني الخضوع لذلك. بذلتٌ قصارى جهدي لأتخفى وأتظاهر بأنني قوية، لكنني في الواقع شعرت بالبؤس والاكتئاب. فكرتُ أحيانًا كيف رفضتُ مساعدة أختي وندمت على ذلك: "لقد عرضت عليَّ المساعدة بلطف، فلماذا رفضتها لحماية صورتي؟ لماذا لم أفتح لها قلبي ببساطة؟"
فيما بعد، منحني مقطع من كلام الله كانت أختٌ قد أرسلته لي بعض البصيرة عن حالتي. يقول الله القدير، "يجيد الناس الفاسدون التنكُّر. فبصرف النظر عمَّا يفعلونه أو ما يُظهِرونه من فسادٍ، لا بدّ لهم دائمًا من التنكُّر. وإذا حدث خطأ ما أو فعلوا شيئًا خاطئًا، فإنهم يريدون إلقاء اللوم على الآخرين؛ يريدون أن يكون المديح من نصيبهم عن الأشياء الجيِّدة، وأن يكون اللوم من نصيب الآخرين على الأشياء الرديئة. ألا يحدث الكثير من مثل هذا التنكُّر في الحياة الواقعيَّة؟ يوجد الكثير جدًّا. ارتكاب الأخطاء أو التنكُّر: أيُّهما يرتبط بالشخصيَّة؟ التنكُّر مسألةٌ من مسائل الشخصيَّة، فهو ينطوي على شخصيَّةٍ مُتكبِّرة وعلى الشرّ والخيانة؛ وهو مرذولٌ بصفةٍ خاصَّة من الله. في الواقع، عندما تتنكَّر، يفهم الجميع ما يحدث، لكنك تعتقد أن الآخرين لا يرون ذلك، وتبذل قصارى جهدك للجدال وتبرير نفسك، في محاولةٍ لحفظ ماء الوجه، وجعل الجميع يعتقدون أنك لم تفعل شيئًا خاطئًا. أليس هذا غباءً؟ ما هو رأي الآخرين في هذا؟ كيف يشعرون؟ يشعرون بالقرف والتقزز. إذا ارتكبت خطأً، وأمكنك التعامل معه بشكلٍ صحيح، والسماح لأيّ شخصٍ آخر بالتحدُّث عنه، والسماح بالتعليق عليه وتمييزه، وكذلك كشفه وتحليله، فماذا سيكون رأي الجميع عنه؟ سوف يقولون إنك شخصٌ صادق لأن قلبك مفتوح لله. ومن خلال أفعالك وسلوكك، سوف يتمكَّنون من رؤية قلبك. ولكن إذا حاولت التنكُّر وخداع الجميع، فسوف يُقلِّل الناس من شأنك، ويقولون إنك شخصٌ أحمق وغير حكيمٍ. إذا لم تحاول تقديم ذريعةٍ أو اختلاق أعذارٍ، وإذا كان بإمكانك الاعتراف بأخطائك، فسوف يقول الجميع إنك صادقٌ وحكيم. وما الذي يجعلك حكيمًا؟ الجميع يخطئون. فكلّ شخصٍ لديه أخطاء وعيوب. وفي الواقع، كلّ شخصٍ لديه الشخصيَّة الفاسدة نفسها. فلا تظنَّ نفسك أكثر نبلًا وكمالًا وطيبةً من الآخرين؛ فهذا أمرٌ غير معقولٍ على الإطلاق. بمُجرَّد أن تتَّضح لك شخصيَّات الناس الفاسدة، وجوهر فساد الإنسان ووجهه الحقيقيّ، لن تحاول التستُّر على أخطائك، ولن تمارس الضغوط على الآخرين عندما يرتكبون خطأً، ولكنك ستواجه كليهما بشكلٍ صحيح. وعندئذٍ ستكون ثاقب البصيرة ولن تفعل أشياء غبيَّة، وهذا ما سيجعلك شخصًا حكيمًا. أما أولئك الذين ليسوا حكماء فهم أناسٌ حمقى، ودائمًا ما يركزون على أخطائهم الصغيرة بينما يتستَّرون من وراء الكواليس، فرؤيتهم تثير الاشمئزاز. في الواقع، ما تفعله يكون واضحًا للآخرين على الفور، ومع ذلك لا تزال تتظاهر. يبدو الأمر للآخرين وكأنه أداء بهلوانٍ. أليس هذا غباءً؟ إنه كذلك حقًّا. فالأغبياء ليست لديهم أيّ حكمةٍ. مهما يكن عدد العظات التي يسمعونها، لا يزالون لا يفهمون الحقّ ولا يرون أيّ شيءٍ على حقيقته. ودائمًا ما يتصرَّفون بطريقةٍ مغرورة معتقدين أنهم مختلفون عن الآخرين جميعًا وأنهم أكثر احترامًا. يعدّ هذا كبرياءً وحماقة واعتدادًا بالبر الذاتي" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. المبادئ التي يجب أن يتحلّى بها المرء في تصرفه). كنتُ أنا الحمقاء التي تكلَّم عنها الله. أؤدي عملي دائمًا أمام الآخرين، كالمهرج. خلال تلك الأيام، بسبب نقلي، اعتقدتُ أنني فقدت الشهرة والمكانة، وطورت سوء فهم وسلبية. أرادت أختي مساعدتي، لكنني لم أصارحها لأسعى إلى الحق معها لحل مشكلاتي وصعوباتي. بدلًا من ذلك، تحفَّظتُ على الفور. كنت أشك أنها رأت أنني سلبية وغير ممتثلة، لذلك حاولت معرفة كيفية التستر على ضعفي وتيسير الأمور لنفسي. كنتُ مخادعة للغاية! ورغم خداعي لأختي بفعلي هذا، ورغم حفظي لصورتي ومكانتي، لم أحصل على الدعم ولا المساعدة منها. لم يكن من الممكن علاج حالتي السلبية في الوقت المناسب، فعشتُ في الظلمة والألم. ألم يكن هذا حمقًا؟ فعلتُ هذا لنفسي، فاستحققتُ المعاناة! طوال سنوات إيماني بالله، لم تتغير شخصيتي الفاسدة كثيرًا، وكلما اختص الأمر بصورتي أو مكانتي، كنتُ أتقنُّع وأتخفى تلقائيًا. ولم أثق أبدًا بإخوتي وأخواتي، وقضيتُ كل يوم في ظلمة مثل سجين تحت عبودية الشيطان. كنت بائسة وضعيفة، ولم أستطع الهروب. كنتُ في حالة يُرثى لها. صليتُ إلى الله مرارًا وتكرارًا، "يا إلهي، أنا أخفي دائمًا حقيقتي لأحظى بالإعجاب، وها أنا أعيش في بؤس. أرجوك ساعدني وقدني، لأستطيع أن أفهم نفسي وأكرهها، وأتوب وأتغيَّر بصدق".
ذات يوم، قرأت مقطعًا من كلمة الله يكشف عن أضداد المسيح. يقول الله القدير، "بغض النظر عن السياق، ومهما يكن الواجب الذي يؤديه ضدُّ المسيح، فسيحاول أن يعطي انطباعًا بأنه ليس ضعيفًا، وأنه دائمًا قوي، ومملوء بالثقة، وليس سلبيًا أبدًا. إنه لا يكشف أبدًا عن قامته الحقيقية أو موقفه الحقيقي تجاه الله. هل يعتقد حقًا في صميم قلبه أنه لا يوجد شيء لا يمكنه عمله؟ هل يعتقد حقًا أنه بلا ضعف أو سلبية أو فيض من الفساد؟ بالطبع لا. إنه يجيد التظاهر، وبارع في إخفاء الأشياء. يحب إظهار جانبه القوي والمشرِّف للناس؛ ولا يريدهم أن يروا الجانب الضعيف والحقيقي منه. هدفه واضح: إنه، بكل بساطة، الحفاظ على ماء وجهه، لحماية المكانة التي يحتلها في قلوب الناس. يعتقد ضد المسيح أنه إذا كشف أمام الآخرين سلبيته وضعفه، وإذا أعلن عن الجانب المتمرد والفاسد منه، فسيمثّل ذلك ضررًا جسيمًا لمكانته وسمعته؛ أي متاعب أكبر مما يستحقه الأمر. لذلك يفضِّل الاحتفاظ بضعفه وتمرده وسلبيته لنفسه حصرًا. وإذا حدث فعلًا أن جاء يوم رأى فيه الجميع الجانب الضعيف والمتمرد منه، عندما يرون أنه فاسد، وأنه لم يتغير مطلقًا، فسوف يستمر مع ذلك في التظاهر؛ إذ يعتقد أنه إذا اعترف بأن لديه شخصية فاسدة، وبأنه شخص عادي، شخص صغير وغير مهم، فسيفقد مكانته في قلوب الناس، وسيخسر احترام الجميع وتوقيرهم، وبذلك سيكون قد فشل تمامًا. وهكذا، مهما حدث، لن يكون منفتحًا ببساطة على الناس. ومهما حدث، فلن يعطي سلطته ومكانته لأي شخص آخر؛ بل يحاول المنافسة بكل ما أوتى من قوة، ولن يستسلم أبدًا. ... إنهم لا يكشفون أبدًا ضعفاتهم للإخوة والأخوات، ولا يدركون أبدًا أوجه القصور والعيوب لديهم؛ بل يبذلون قصارى جهدهم لإخفائها. يسألهم الناس: "أنت تؤمن بالله منذ سنوات عديدة، هل كانت لديك أي شكوك بشأن الله؟" فيجيب: "كلا". فيسألونه: "هل سبق وندمت على التخلي عن كل شيء ببذله لله؟"، فيجيب: "لا". فيسألونه: "عندما كنت مريضًا وبائسًا، هل افتقدت الوطن؟"، فيجيب: "أبدًا". وهكذا ترى أن أضداد المسيح يصورون أنفسهم على أنهم صامدون وأقوياء الإرادة وقادرون على التخلي والمعاناة كما هو ببساطة حال الشخص الكامل والخالي من أي عيوب أو مشكلات. إنْ أشار شخص ما إلى فسادهم ونقائصهم، وعاملهم على قدم المساواة كأخ عادي أو كأخت عادية، وانفتح عليهم وتشارك معهم، فكيف يتعاملون مع الأمر؟ يبذلون قصارى جهدهم لتبرئة أنفسهم وتبريرها، ولإثبات أنهم على صواب، ولجعل الناس في نهاية المطاف يرون أنهم ليست لديهم مشكلات، وأنهم أشخاص روحانيون مثاليون. أليس هذا كله مجرد ذريعة؟ فجميع من يعتقدون أنهم بلا عيب ومقدسون يكونون محتالين. لماذا أقول إنهم جميعًا محتالون؟ قل لي: هل يوجد من هو بلا عيب وسط البشرية الفاسدة؟ هل يوجد شخص مقدس حقًا؟ (لا). بالطبع لا. فكيف يمكن للإنسان أن يصل إلى الكمال بينما يفسده الشيطان بشدة ولا يملك الحق بالفطرة؟ الله وحده قدوس والبشرية الفاسدة كلها مدنسة. إذا قدم المرء نفسه على أنه مقدس قائلًا إنه بلا عيب، فماذا سيكون هذا الشخص؟ سوف يكون هو الشيطان وإبليس ورئيس الملائكة – وسوف يكون أحد أضداد المسيح الحقيقيين. فضد المسيح وحده هو الذي يزعم أنه شخص مقدس بلا عيب" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع: لا يُؤدِّون واجبهم سوى لتمييز أنفسهم ولإرضاء مصالحهم وطموحاتهم؛ فهم لا يراعون أبدًا مصالح بيت الله، بل يبيعون حتَّى تلك المصالح مقابل المجد الشخصيّ (الجزء العاشر)). بعد قراءة كلام الله، شعرتُ بالاضطراب الشديد. للحفاظ على منصبهم وصورتهم بين الناس، يستخدم أضداد المسيح التخفي والزيف لخداع الناس وتضليلهم، ويجعلون أنفسهم يبدون كأناس مثاليين وروحيين، لا يشعرون أبدًا بالضعف أو يتعرضون للفساد. إنهم يفعلون ذلك لشغل منصب بين الناس وجعل الناس يتطلعون إليهم. فنظرت إلى سلوكي ورأيت أنه نفس تصرف أضداد المسيح. فأنا دائمًا أتظاهر وأتقنُّع عندما أتحدث وأتصرف. عندما كنت أصنع مقطع فيديو، لم أنفتح للبحث عن أسئلتي وصعوباتي، وفضلتُ تأخير العمل للحفاظ على مكانتي وصورتي. عندما نُقلت، كنت أخشى أن تكتشف أختي أنني استُبعِدتُ لكون مهاراتي دون المستوى، لذلك تذرعتُ بعذرٍ للتغطية على حالتي السلبية، وألمحتُ إلى أنني نُقلت لوجود حاجة لي في أعمال السقاية. كان أسلوبي وضيعًا وشريرًا. كما أني راجعتُ نفسي بشأن عدد المرات، التي واجهت فيها صعوبات وحالات سلبية على حدٍ سواء، ونادرًا ما فتحتُ قلبي خوفًا من أن يُستهان بي، وحتى لو فعلت ذلك، فقد كان تصرفًا روتينيًا لا أكثر. في معظم الأوقات، تحدثت فقط عن ممارستي الإيجابية، لأوحي للناس بأن لدي القامة ويمكنني ممارسة الحق بمجرد فهمه. لقد عملت بجهد لإدارة صورتي وحالتي، كل ما قلته وفعلته كان تخفيًا وتظاهرًا. وعندما واجهتُ إخفاقات ونكسات، كان علي أن أظهر قامة أكبر من الآخرين، لجعل الناس يتطلعون إليَّ. فكرت في أضداد المسيح المطرودين. كان هناك الكثير منهم يتكلمون في كثير من الأحيان كلمات العقيدة، ويرددون الشعارات، ويتظاهرون بأنهم ساعون مخلصون للحق، وكأنهم لم يفسدهم الشيطان. رغم الإعجاب بهم وعبادتهم لفترة من الوقت، في النهاية، بسبب طبيعة كراهية الحق واحتقاره، وفعلهم الكثير من الشر، كشفهم الله وطردهم الله. الله لا يتسامح مع أي إهانة لشخصيته. يدين الله مثل هؤلاء المنافقين، وهو لا يخلِّص مثل هؤلاء الناس على الإطلاق. إذا رفضتُ السعي وراء الحق، وكنت دائما أتخفى على أساس تصرفي الشيطاني، لم يتوقف الأمر فقط عند الضرر الذي يلحقه ذلك بحياتي، بل كان سيدينني الله وينبذني! حينئذٍ، أدركت أن حالتي خطيرة للغاية. لم أعد أريد أن أكون منافقةً بعد الآن. لم أُرِد سوى التوبة والتغيير.
في الأيام التي تلت، بحثتُ بوعيٍ عن مقاطع من كلمة الله تتعلق بالسعي وراء السمعة والمكانة وأن تكون شخصًا أمينًا. وقد وجدتُ مقطعًا يقول: "بصرف النظر عمَّا يحدث، إذا كنت لا تكذب، وإذا كنت تريد أن تكون شخصًا صادقًا، فينبغي عليك أن تضع كبرياءك وغرورك جانبًا. وإذا كنت لا تفهم شيئًا، فعبِّر عن ذلك؛ وإن كان ثمّةَ شيءٌ غير واضحٍ لك، فعبِّر عن ذلك. لا تخف من تقليل الناس من شأنك أو من نظرتهم إليك بازدراءٍ. إذا كنت تتحدَّث دائمًا من قلبك وكنت صادقًا، فسوف يوجد الفرح والسلام في قلبك، وسوف توجد الحريَّة والانطلاق، ولن تعود تحت سيطرة غرورك وكبريائك. فموقف الصدق يعني أنه بصرف النظر عمَّن تتفاعل معه يمكنك التعبير عمَّا في قلبك، ويمكنك أن تكشف قلبك، ولا تتظاهر أبدًا عندما لا تفهم شيئًا. وماذا يجب أن تفعل إذا كانت توجد أوقاتٌ ينظر فيها الناس إليك بازدراءٍ، ويقولون إنك غبيٌّ؛ لأن كلّ ما تقوله صادقٌ؟ قل: "حتَّى لو قلتم جميعًا إنني غبيٌّ، سوف أكون صادقًا وليس ماكرًا، وسوف أتحدَّث بصدقٍ. وعلى الرغم من أنني سفيهٌ وفاسد ولست شيئًا أمام الله، فإنني مع ذلك لن أكذب ولن أتظاهر ولن أكون زائفًا". عندما تتحدَّث بهذه الطريقة، ستكون مطمئن القلب، ثابت الجأش. يتطلَّب الصدق منك أن تتجاهل غرورك وكبرياءك، وألَّا تخشى سخرية الآخرين أو نظرتهم إليك بازدراءٍ؛ لأن كلماتك صادقة ومنطوقة من القلب. وهذا يعني عدم الجدال أو محاولة تبرير نفسك عندما يعاملك الناس كشخصٍ أحمق. إذا استطعت ممارسة الحقّ بهذه الطريقة، فسوف تتمكَّن من أن تصبح شخصًا صادقًا" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن للمرء أن يحيا كإنسان حقيقي إلا بالصدق). أعطتني كلمة الله سبيلًا للممارسة. مهما كان الفساد أو الضعف الذي نحمله، أو إذا كانت هناك أشياء لا نفهمها، ومهما كان رأي الآخرين، فقط من خلال مكاشفتنا، والسعي إلى الحق، والاستمرار في كوننا أشخاص صادقين يمكننا الهروب تدريجيًا من العبودية وسيطرة شخصياتنا الفاسدة، والعيش بحرية وعِتق. أقسمت لنفسي أنني مستعدة للممارسة وفقًا لكلمة الله، ومتابعة كوني مستعدة للمكاشفة. بعد العودة إلى سقاية الوافدين الجدد، لم أرغب في التخفي بالطريقة التي اعتدت عليها. وفي الاجتماعات، فتحتُ قلبي لإخوتي وأخواتي حول حالتي الحقيقية خلال هذه الفترة. ورغم أني كشفت الحقيقة القبيحة لكيفية حفاظي على صورتي ومكانتي للجميع، فعلى الأقل تعرفوا على حالتي الحقيقية. ومن خلال القيام بذلك، كان الأمر كما لو أن عبئًا ثقيلًا قد رُفع عن قلبي، وشعرت بإحساس كبير بالعتق والراحة. أيضًا، لم ينظر إخوتي وأخواتي إليَّ بازدراء، وتمكنوا من تعلم بعض الدروس من اختباري. قامت قائدتي بالشركة معي ومساعدتي ودعمي بعد أن علمت بحالتي. مما منحني بعض الوعي بمخاطر وعواقب سعيي وراء الشهرة والمكانة.
من خلال هذه التجربة، أدركتُ أن المكاشفة ليست مجرد سلوكًا ظاهريًا، بل هي ممارسة الحق بإخلاص، وهي تمثل موقفًا من التوبة الحقيقية أمام الله. وهي الطريق العملي للبحث عن طريق النور. وفقط من خلال الأمانة وممارسة الحق يمكن أن يصبح الطريق أكثر اتساعًا وإشراقًا.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.