لقد قوَّت محبة الله قلبي

2019 نوفمبر 10

بقلم تشانغ كان – مقاطعة لياونينغ

لطالما كان جميع أفراد عائلتي منسجمين معًا. فزوجي رجل متفهِّمٌ جدًّا ويهتم بالآخرين، وابني عاقلٌ جدًّا ودائمًا يحترم من هم أكبر منه سنًّا. وفوق ذلك كله نحن أثرياء جدًّا. من الناحية النظرية، كان يُفتَرَضُ أن أكون سعيدةً جدًّا، لكن الواقع لم يكن كذلك؛ فبغض النظر عن مدى حسن معاملة زوجي وابني لي، وعن كوننا ميسوري الحال، إلا أن أيًّا من ذلك لم يجعلني سعيدة. لم أكن أتمكن من النوم ليلًا أبدًا لأنني أُصِبتُ بمرض التهاب المفاصل وكنت أعاني أيضًا من الأرق الشديد مما أدى إلى ضعف دورتي الدموية وانخفاض تدفُّقِ الدم إلى دماغي وإلى ضعف كُليٍّ في أطرافي. الألم الناجم عن هذه الأمراض بالإضافة إلى الضغط المتواصل الناجم عن إدارة الأعمال جعلاني أعيش في معاناة لا توصف. وقد حاولت التغلب عليها بعدة طرق مختلفة، لكن لم يبدُ بأن أيًّا منها نجح.

في آذار/مارس من عام 1999، بشَّرتني صديقةٌ لي بإنجيل الله القدير في الأيام الأخيرة. ومن خلال قراءة كلمة الله يوميًّا وحضور الاجتماعات باستمرار والشركة مع إخوتي وأخواتي فهمتُ بعض الحقائق، وعرفتُ الكثير من الألغاز التي لم أكن أعرفها حتى تلك اللحظة، وأصبح لدي إيمان راسخٌ بأن الله القدير هو الرب يسوع العائد. لقد كنت متحمسة جدًّا لهذا كله والتهمتُ كلمات الله يوميًّا بِنَهَم. كما شاركتُ أيضًا في حياة الكنيسة، وكنت كثيرًا ما أحضر الاجتماعات وأُصلِّي وأرنّم وأرقصُ تسبيحًا لله مع إخوتي وأخواتي. انتابني شعور بالسلام والسعادة في قلبي وتحسَّنتْ معنوياتي ونظرتي للحياة مع كُلِّ يومٍ يمُرّ. كما بدأتُ أتعافى من أمراضي المختلفة ببطءٍ ولكن بثبات. وكثيرًا ما قدَّمتُ شُكريَ وتسبيحي لله على هذه التطورات الإيجابية في حياتي وأردتُ أن أنشر إنجيل الله القدير بين المزيد من الناس حتى يتمكنوا جميعًا من نيلِ خلاص الله. وبعد ذلك بفترة قصيرة، جعلتني الكنيسة مسؤولة عن عمل نشر الإنجيل. وبذلت نفسي في هذا العمل بحماسٍ شديد، لكن حدث شيء لم أتخيَّلهُ أبدًا ...

في مساء يوم الخامس عشر من كانون الأول/ديسمبر عام 2012، وبعد أن انتهيتُ من اجتماع عقدتُهُ مع أربع أخواتٍ وكنت على وشك المغادرة، سمعنا ضجيجًا شديدًا، فقد رُكِلَ الباب الأمامي حتى فُتِح واقتحم سبعةٌ أو ثمانيةٌ من رجال الشرطة الذين يرتدون الملابس المدنية الغرفة صارخين في وجوهنا: "لا تتحرَّكن، ارفَعْنَ أيديكُنّ!" ودون إظهار أي وثائق بدئوا يُفتِّشوننا بشكل قسري واستولوا على بطاقة هويَّتي وفاتورة بقيمة سبعين ألف يوان صيني من أموال الكنيسة. لقد تحمَّسوا حقًا بمجرد رؤيتهم للإيصال وبدئوا يدفعوننا ويجُرُّننا إلى سيارة الشرطة ونقلونا إلى المركز. في مركز الشرطة، صادروا هواتفنا المحمولة ومُشغِّلات "MP5" الخاصة بنا ومِئَتيّ يوان نقدًا أخذوها من حقائبنا. في ذلك الوقت، كانوا يشتبهون في كوننا أنا وإحدى الأخوات قائدتين في الكنيسة، لذا نقلونا نحن الاثنتين إلى وحدة التحقيقات الجنائية في مكتب الأمن العام التابع للبلدية في تلك الليلة.

عندما وصلنا، فَصَلَ رجال الشرطة بيننا واستجوبوا كُلّا منا على انفراد، كما قيَّدوا يديَّ إلى كرسيًّ معدني ثم سألني أحد الضباط بقسوة: "ما هي قصة السبعين ألف يوان؟ من أرسل المال؟ وأين هو الآن؟ من هو قائد كنيستك؟" صلَّيتُ لله بشكل متواصل في قلبي قائلة: "يا الله! يحاول هذا الشرطي إرغامي على أن أشِيَ بقادَةِ الكنيسة وأُسلِّمَ أموال الكنيسة. بالتأكيد لا يمكنني أن أكون يهوذا وأخونك. يا الله! أنا مُستعدَّة لِوَضعِ نفسي بين يديك. أتوسَّل إليك أن تمنحني الإيمان والشجاعة والحكمة. مهما حاولت الشرطة أن تنتزعَ المعلومات مني، فأنا مستعدة للتمسُّكِ بالشهادة لك". ثم قلت لهم بحزم: "لا أعرف!" أغضبَ ذلك الشرطي فالتقط نعلاً من الأرض وبدأ يضربني به على الرأس بوحشية وهو يُعنِّفني بغضب قائلاً: "جرِّبي أن تبقي صامتة. جرِّبي أن تؤمني بالله القدير! سوف نرى إلى متى ستظلِّينَ مؤمنة!" آلمني وجهي من كثرة الضرب وسرعان ما بدأ يتورم وأُصبتُ بصداع نابض. وقام أربعة أو خمسة من رجال الشرطة بالتناوب على ضربي ليجبروني على إخبارهم بمكان الاحتفاظ بأموال الكنيسة. بعضهم ركلَ ساقيَّ، والبعض الآخر أمسك بشعري وشدَّه وحرَّكَهُ جيئة وذهابًا، وضربني آخرون على الفم. بدأ فمي ينزف، لكنهم اكتفوا فقط بمسح الدم واستمروا في ضربي. كما صعقوني عشوائيًا بعصا صعق كهربائية، وبينما هم يضربونني كانوا يصرخون قائلين: "هل ستتكلمين أم لا؟ اعترفي!" عندما أدركوا أنني ما زلت أرفض التكلُّم، صعقوني في منطقة الأُربِيَّة والصدر – كان الألم مبرحًا. كان قلبي يخفق بقوة وبدأتُ أجدُ صعوبة في التنفس فكوَّرتُ جسدي وأنا أرتجف. شعرتُ كما لو أن الموت يقتربُ مني خطوة فخطوة. وعلى الرغم من أنني أبقيتُ فمي مغلقًا ولم أتفوه بكلمة واحدة، إلا أنني شعرت بضعفٍ شديدٍ في قلبي وكنت أعتقد أنني لن أتمكن من الصمود لفترة أطول. وفي خضم معاناتي، لم أتوقف أبداً عن الصلاة لله قائلة: "يا الله! على الرغم من أنني قد عقدتُ العزم على إرضائك، فإن جسدي ضعيف وعاجز. أصلي لكَ يا الله أن تمنحني القوة حتى أتمسك بالشهادة لك". في تلك اللحظة فكرت فجأة في كيف أن الرب يسوع قبل أن يُسمَّر على الصليب قد ضُربَ ضربًا مُبرِّحًا على أيدي الجنود الرومان، لقد تعرض للضرب والتشويه حتى أصبح أشبه بعجينة مليئة بالدم، وصارَ جسده كله مغطّى بالجروح ... ومع ذلك لم ينطِق بكلمة واحدة. الله قدوس وبلا ذنوب، ومع ذلك عانى هوانًا وعذابًا هائلين وكان مُستعدًّا أن يُصلَبَ من أجل فداءِ البشرية. قلتُ لنفسي: "إذا كان الله قد تمكَّنَ من تقديم جسده ليُخَلِّصَ البشرية الفاسدة، فعليَّ أن أعاني أيضًا لمبادلة الله المحبَّة". وبتشجيع محبة الله، استعدتُ ثقتي وأقسمتُ لله قسمًا قائلة: "يا الله، أيًّا كانت المعاناة التي تتعرض أنتَ لها، فإنه عليَّ التعرض لها أنا أيضًا. عليَّ أن أشرب من نفس كأس المعاناة التي شربتَ منها. سأُقدِّمُ حياتي لكي أتمسَّكَ بالشهادة لك!"

بعد استمرار هذا التعذيب معظم الليل كُنتُ قد ضُرِبتُ لدرجة أنني لم أعد أملك أيَّ ذرَّةٍ من القوة. كنتُ متعبةً للغاية لدرجة أنني بالكاد أستطيع إبقاء عينيَّ مفتوحتين، لكن بمجرد أن أبدأ بإغماضِ عينيَّ، كانوا يرشُّونني بالماء. كنت أرتعد من البرد. عندما رآني أفراد جماعة الوحوش أولئك في تلك الحالة زمجروا بوحشية قائلين: "ما زلتِ لا تريدين أن تفتحي فمكِ؟ يُمكننا تعذيبك حتى الموت في هذا المكان ولن يعرف أحد بذلك أبدًا!" وتجاهلتهم. بعد ذلك أخذ أحد رجال الشرطة الأشرار قشرة من بذور عباد الشمس وأدخلها في ظفري، كان ذلك مؤلمًا بشكل لا يطاق ولم أستطع منعَ إصبعي من الارتجاف. ثم بدئوا يرشون الماء على وجهي وصبُّوهُ على رقبتي. جعلتني المياه المثلجة شديدة البرودة أرتعش من البرد. كُنتُ في حالة عذاب مطلق. في تلك الليلة، صليت لله بشكل متواصل خوفًا من ألا أتمكن من البقاء حيَّةً إذا تخلَّيتُ عنه. كان الله دائمًا إلى جانبي، وكانت كلماته تمدُّني بتشجيع دائم:"عندما يكون الناسُ مُستعدين لأن يضحّوا بحياتهم يصبح كلُّ شيء تافهاً" ("الفصل السادس والثلاثون" في "تفسيرات أسرار كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد"). "الإيمان أشبه بجسرٍ خشبيّ مؤلف من جذع واحد، بحيث يجد الذين يتشبّثون بالحياة في وضاعةٍ صعوبةً في عبوره، أمّا أولئك الذين يستعدّون للتضحية بأنفسهم فيمكنهم المرور عليه دون قلقٍ" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل السادس). منحتني كلمات الله قوة لا تنضب، ففكرت قائلة لنفسي: "هذا صحيح، الله يحكم بسيادةٍ على كُلِّ شيء وكُلُّ الأشياء في يديه. وحتى لو عذَّبَ رجال الشرطة الأشرار جسدي حتى الموت، فإن روحي تحت سيطرة الله". بوجود الله إلى جانبي لدعمي لم أعد أخاف الشيطان، وكذلك لم أكن أرغب في أن أكون خائنةً وأعيشُ حياة بلا معنى قائمة على إرضاء الجسد. وهكذا أقسمتُ لله في الصلاة قائلة: "يا الله! على الرغم من أن أولئك الشياطين يُعذِّبون جسدي، إلا أنني ما زلت مُستعدَّةً لإرضائك ووضع نفسي بالكامل بين يديك. سأتمسَّكُ بالشهادة لك ولن أركع أبدًا أمام الشيطان حتى لو كان ذلك يعني موتي!" وبتوجيه من كلمات الله، شعرت بأنني مليئة بالثقة والإيمان. على الرَّغم من أن الشرطة كانت تُعذِّبُ جسدي وتتسبَّبُ لي بالألم وأنني كُنتُ قد بلغتُ أقصى حدود قدرتي على التحمُّل، إلا أنني وبفضلِ كلمة الله التي تدعمني، قلَّ شعوري بالألم بسرعة كبيرة.

في صباح اليوم التالي، استمر رجال شرطة الأشرار في استجوابي وهددوني أيضًا قائلين: "إذا لم تتكلَّمي اليوم، فسوف نُسلِّمُكِ إلى وحدة الشرطة الخاصة – ولديها ثماني عشرة وسيلةِ تعذيب في انتظارك هناك". عندما سمعت أنهم سيسلمونني إلى وحدة الشرطة الخاصة، لم يسعني سوى أن أشعر بالخوف وفكَّرتُ قائلة لنفسي: "رجال الشرطة الخاصة بالتأكيد أكثر تشدُّدًا من هؤلاء الرجال، فكيف يمكنني البقاء على قيد الحياة بعد الخضوع لثماني عشرة نوعٍ مختلفٍ من أنواع التعذيب؟" وعندما بدأت أشعر بالذعر، فكَّرتُ في فقرة من كلمة الله تقول:"ما هو الغالب؟ يجب أن يتحلى جنود المسيح الصالحون بالشجاعة، وأن يعتمدوا عليَّ حتى يكونوا أقوياء روحيًا. لا بد أن يجاهدوا حتى يصبحوا محاربين ويقاتلوا الشيطان حتى الموت" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل الثاني عشر). سرعان ما هدَّأَتْ كلماتُ الله قلبي المحموم والمذعور. لقد ساعدتني كي أُدرِكَ أنها كانت معركة روحيَّةً وأن اللحظة التي أراد الله فيها أن أُقدِّمَ الشهادة له قد جاءت. وبفضل دعم الله لي، لم يكن هناك ما أخشاه. مهما كانت أنواع الطرق المزعجة التي استخدمها رجال الشرطة الأشرار، كان علي الاعتماد على الله لكي أكون جنديًّا صالحًا من جند المسيح وأقاتل الشيطان حتى الموت دون أن أستسلم أبدًا.

بعد ظهر ذلك اليوم، جاء ضابطان مكلفان بالشؤون الدينية من مكتب الأمن العام التابع للبلدية لاستجوابي وسألاني: "من هو قائد كنيستك؟" فأجبتهما: "لا أعرف". عندما أدركا أنني أرفض الكلام، تناوبا على استخدام الأساليب اللينة والقاسية معي. قام أحدهما بالضغط بقبضة يده على كتفي بشدة بينما بدأ الآخر في إطلاق نظريات سخيفة تُنكر وجود الله في محاولة لخداعي فقال: "كل الأشياء في الكون تنشأ عن عمليات طبيعية. يجب أن تكوني عمليَّةً أكثر، الإيمان بالله لن يُساعدكِ في حلِّ أي مشكلة في حياتك، يمكنك القيام بذلك فقط من خلال الاعتماد على نفسكِ والعمل بجِدّ. يمكننا مساعدتك في العثور على وظائف لك ولابنِكِ..." استمرَّرتُ في التواصل مع الله في قلبي، ثم فكرت في فقرة من كلمته تقول: "يجب أن تكونوا ساهرين ومنتظرين في كل لحظة، ويجب أن تُكثِروا من الصلاة أمامي. يجب أن تفطنوا إلى حيل الشيطان المختلفة ومكائده الماكرة، وأن تعرفوا الروح، وأن تعرفوا الناس، وأن تكونوا قادرين على تمييز كل نوعيات الناس والأمور والأشياء" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل السابع عشر). لقد زودتني كلمات الله بالاستنارة على الفور مما مكنني من إدراك مخطط الشيطان الخبيث. فكرت قائلة لنفسي: "يحاول الشرطيُّ الشرير أن يخدعني بنظرياته السخيفة وأن يرشُوَني بالمعاملة اللطيفة – لا يجب أن أنخدع بِحِيَلِ الشيطان، والأكثر من ذلك، يجب ألا أخون الله وأصبح يهوذا". لقد مكنتني الاستنارة التي زودني الله بها من رؤية نوايا رجالِ الشرطة الشريرة، لذا تجاهلتُهم مهما كان نوع الأساليب اللينة والقاسية التي استخدموها معي. في تلك الليلة، سمعت أن شخصًا آخر سيأتي لاستجوابي وأنهم يزعمون أنه كان لديَّ سِجِلٌّ إجرامي. لم أكن أعرف ماذا عليَّ أن أتوقع أو ما الذي سيحدث، لذلك كان كُلُّ ما يمكنني فِعلُهُ هو أن أدعو الله في قلبي لكي يرشدني. كنت أعرف أنه لا يمكنني أن أخون الله مهما كان نوع الاضطهاد والصعوبات التي أواجهها. بعد ذلك بقليل، وعندما كنت أستخدم الحمام، بدأتُ أشعر فجأةً بخفقان في القلبِ وأُصِبتُ بدوارٍ وغِبْتُ عن الوعي ووقعتُ على الأرض. وعندما سمع رجال الشرطة صوت شيءٍ غير طبيعي، دخلوا على الفور وتجمَّعوا حولي. سمعتُ أحدهم يقول بأسلوب شرير: "خُذوها إلى المحرقة وأحرقوها وانتهوا من هذا الأمر!" ومع ذلك، وبدافع خوفهم من أنني قد أموت ومن تحميلهم مسؤولية موتي اتصلوا بخدمات الطوارئ في نهاية المطاف واستعانوا بسيارة إسعاف تنقلني إلى المستشفى لفحصي. وكما اتضح، كنتُ قد أُصبتُ في السابق بنوبة قلبية وأعاني آثار نقص تروية عضلة القلب. وبما أنه كان يجب إلغاء الاستجواب فقد أخذوني إلى مركز احتجاز. عندما رأيت نظرات الإحباط على وجوه رجال الشرطة الأشرار، شعرت بسعادة غامرة – لقد هيأ الله لي مَخرَجًا حتى لا أُضطرَّ للخضوع إلى أي استجواب إضافي في الوقت الحالي. لقد مكنتني قُدرتي على تفادي تلك الرصاصة من أن أشهد أعمال الله، فقدَّمتُ الشُّكرَ والتَّسبيحَ لله من أعماق قلبي.

خلال الأيام العشرة التالية أو ما يقاربها، لأنني عرفتُ أن حكومة الحزب الشيوعي الصيني لن تستسلم قبل أن تعرف مني مكان الاحتفاظ بأموال الكنيسة، كنتُ أصلي لله كل يوم وأطلبُ منه أن يحفظ لساني وقلبي حتى أتمكن في كُلِّ الظروف من أن أقفَ إلى جانب الله ومن ألا أخونه مطلقًا وألا أتخلى عن الطريق الصحيح. وذات يوم بعد الصلاة، زوَّدني الله بالاستنارة ومكَّنني من تذكُّرِ ترنيمة مستوحاة من كلماته تقول:"مهما طَلَبَ مِنك الله، أعطِهِ ما لديك. أظهر ولاءَك لهُ وحدهُ إلى النِّهايَةِ. إذا رأيْتَهُ على العرشِ ببسمتِهِ السّعيدة، في ذاك اليَوْمِ اِترُكْ العالمَ خلفك، اضحكْ في سعادةٍ وأنتَ مُغْمَضُ العَيْنيْنِ. ما دمتَ هنا على الأرضِ بكاملِ قواكَ، أَدِّ واجبَكَ الأخيرَ لله وارضِهِ، مثلَ بُطْرُس الذي أحبَّ اللهَ حتى المماتِ، وصُلِبَ لأجلِه" ("يجب أن يكون المخلوق في رحمة الله" في "اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة"). رتّلت الترنيمة وتأمَّلتُ في كلماتها مرارًا وتكرارًا في قلبي، ومن خلال كلمات الله، فهمتُ مطالِبَهُ وتوقُّعاته مني. لقد فكَّرتُ في كيف أنه من بين جميع مخلوقات الكون التي تعيش تحت حكم الله، ومن بين جميع الناس الذين يتَّبِعونَ الله على الأرض، قِلَّةٌ صغيرةٌ للغاية يمكنها الوقوف حقًّا في وجه الشيطان وتقديم الشهادة لله. وكوني محظوظة بما فيه الكفاية لأواجه مثل هذا النوع من المواقف يعني أن الله يرفعني بطريقة استثنائية، وقد أظهر ذلك إنعامَهُ عليّ. لقد كانت كلمات الله تلك تحديدًا مشجعة للغاية بالنسبة لي: "مثلَ بُطْرُس الذي أحبَّ اللهَ حتى المماتِ، وصُلِبَ لأجلِه. في كلِّ ما تفعل أرضِهِ". لم أستطع منع نفسي من الصلاة لله قائلة: "يا الله القدير! في الماضي، تمكَّنَ بطرس من أن يُسمَّر على الصليب منكّسًا من أجلك، ومن أن يُقدِّمَ الشهادة على محبته لك أمام الشيطان. والآن، اعتقالُ الحزبِ الصينيِّ الحاكم لي يَحوِي مقاصِدَكَ الطيبة. على الرَّغم من أن قامتي صغيرة جدًّا ولا يمكنني مقارنتها بقامة بطرس، إلا أنه يشرفني جدًّا أن أنال الفرصة للتمسك بالشهادة لك. أنا على استعداد لتقديم حياتي لك وسأموت طوعًا من أجل تقديم الشهادة لكَ حتى تتمكن من الحصول على بعض الرَّاحة من خلالي".

في صباح يوم الثلاثين من كانون الأول/ديسمبر، أرسل مكتب الأمن العام التابع للبلدية بعض الضباط لاستجوابي. وبمجرد دخولي غرفة الاستجواب، جعلني شرطي شرير أخلع سروالي المبطن بالقطن وسترتي، وقال لي: "أختُكِ الصغيرة وابنُكِ محتجزان لدينا الآن. نحن نعلم أن جميع أفراد عائلتك مؤمنون. ذهبنا إلى مكان عمل زوجك واكتشفنا أنكم بدأتم تؤمنون بالله القدير في عام 2008..." لقد استغل بكلامه أهم نقاط الضعف لديَّ ودمَّرَ حالتي الذهنية؛ إذ لم أعتقد أبدًا أنهم سيحتجزون ابني وأُختي أيضًا. وحين تغلَّبَتْ عليَّ المشاعر فجأة، بدأت أشعر بالقلق عليهما وانحرفَ قلبي عن الله عن غير قصد. ظللت أتساءل مرارًا وتكرارًا: "هل يتعرضانِ للضرب؟ هل يستطيع ابني تحمُّلَ مثلِ هذه المعاملة؟ ..." وحينها فقط ، تذكَّرتُ فقرةً من كلمة الله تقول:"مهما كان مقدار المعاناة التي يمر بها أي شخص، ومهما كان بعد المسافة التي يجب أن يسيرها في طريقه فإن ذلك أمر كتبه الله، وليس هناك من يستطيع أن يساعد أي شخص آخر" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الطريق... (6)). انتزعتني كلمات الله من حالتي العاطفية على الفور ومكَّنتني من أن أُدرك أن الله قد حدد طريق الإيمان الخاص بكل شخص مُسبقًا. على الجميع أن يتمسَّكُوا بالشهادة لله أمام الشيطان – ألن تكون بركة كبيرة لهم أن يتمسَّكوا بالشهادة لله أمام الشيطان؟ بعد أن فكَّرتُ في هذا، لم أعُد أشعرُ بالقلق ولم يَعُد بالي مشغولاً بهم؛ إذ شعرتُ بأنني على استعدادٍ لتسليمهم إلى الله لِيَحكُمَ ويقوم بترتيباته بشأنهم. حينها تمامًا ذكَرَ شرطي آخر أسماء بعض الأخوات الأخريات وسألني إن كنتُ أعرف تلك الأسماء. وحين قُلتُ إنني لا أعرف أيًّا من تلك الأسماء قفزَ من كُرسِيِّه وسحبني بغضبٍ إلى كرسيٍّ معدنيٍّ بجانب نافذة وقيَّدني إليه وفتح النافذة على عجلٍ حتى بدأ الهواء البارد يهبُّ عليّ. ثم بدأ يرشقني بماء بارد وهو يشتمني بألفاظ نابية قبل أن يضربني بِنَعلٍ على وجهي عشرات المرات على التوالي. لقد ضربني بشدَّةٍ لدرجة أنني بدأت أرى النجوم، وكانت أُذنايَ تطنَّان والدَّم ينزفُ من فمي.

في تلك الليلة، نقلني بعضُ رجال الشرطة إلى أبرد غرفة حيث كانت النوافذ مغطاة بالكامل بالجليد. ونزعوا عني كُلَّ ملابسي بالقوَّة وأجلسوني عاريةً تمامًا على كُرسيٍّ معدني بجانب النافذة. وقيَّدوا يداي خلف ظهري إلى مسندِ ظهرِ الكُرسيِّ لكي لا أستطيع التحرك لمسافة بوصة واحدة. قال لي أحدُ رجال الشرطة الأشرار بنبرة باردة وشريرة: "نحن لا نُغيِّرُ أساليب تحقيقنا بناء على جنسِ مَن نُحقق معه". وفتحَ النافذة وهو يقول ذلك واجتاحتني رياحٌ تقشعرُّ لها الأبدان، وشعرتُ كما لو أنَّ ألف سكِّينٍ تحفِرُ جسدي. قلتُ وأنا أرتجفُ من البرد وأسناني تصطكّ: "لا يمكنني التعرض لهذا القَدرِ من البرد، فقد أُصبتُ بالتهاب المفاصل الروماتويدي بعد الولادة". أجاب بوحشية: "آه، هذا سيعالج التهاب المفاصل جيدًا! وستُصابين بمرضيّ السكَّري والكلى خلال ذلك أيضًا! ولَن تتعافي أبدًا مهما زُرتِ من أطباء!" وبعد ذلك طلبَ من أحدِهِم إحضار دلوٍ مليء بالماء البارد وجعلني أضع قدميَّ فيه. ثم أمرني قائلاً: "لا تدعي قطرة ماء واحدة تتناثر خارج ذلك الدلو". ورشَّ المزيد من الماء البارد على ظهري وهوَّى عليه باستخدام قطعة من الورق المقوى. كانت درجة الحرارة سالب 20 درجة مئوية، وقد جمَّدتني تلك المياه الباردة التي تقشعر لها الأبدان حتى سحبتُ قدميَّ من الدلو بشكل غريزيّ، لكن أحد الضباط أعادهما بالقوَّة على الفور ومنعَني من إخراجهما مرة أخرى. كنتُ أشعرُ بالبرد الشديد لدرجة أن جسمي بالكامل قد تجمد ولم أستطع التوقف عن الارتجاف. شعرتُ كما لو أنَّ الدم قد تجمَّدَ داخل عروقي. وقد شعروا بسعادة غامرة لرؤيتي على هذه الحال وانفجروا ضاحكين بشكل فظيع وهم يسخرون مني قائلين: "أنتِ ترقصين على الإيقاع!" كرِهتُ عصابة الشياطين والوحوش البعيدين كل البعد عن الإنسانية إلى أقصى حد، وذُكَّرتُ فجأة بمقطع فيديو يُصوِّرُ شياطين الجحيم الذين يُعذِّبونَ الناس من أجل المتعة ويستمدون المتعة من معاناة الآخرين. كانوا خالينَ من المشاعر والإنسانية، ولا يعرفون سوى العنف والتعذيب. لم يكُن رجال الشرطة الأشرار هؤلاء مختلفين عن شياطين الجحيم – بل كانوا أسوأ في الواقع. على مدار يوم وليلة، صفعوني على وجهي مرات لا تحصى محاولين إجباري على الكشف عن معلومات متعلقة بأموال الكنيسة. وعندما تورَّم وجهي من كثرة الضرب، استخدموا الثلج للتقليل من التورم ثم واصلوا ضربهم لي، ولولا حماية الله لكُنتُ قد مِتُّ قبل ذلك بوقت طويل. وعندما رأى أولئك الضباط الأشرار أنني ما زلت غير مستعدة للتكلُّم، بدأوا يصعقون فخذيَّ ومنطقة الأُربِيَّة بعصا صعقٍ كهربائية. وفي كُلِّ مرَّةٍ يصعقونني فيها كان جسمي كُلُّه يتشنج من الألم. نظرًا لأنهم قد قيَّدوا يديَّ إلى الكُرسيِّ المعدنيِّ لم يَكُن من الممكن تفادي ضرباتهم، ولذلك كان عليَّ تلقي كُل ضرباتهم ودَوسِهِم وإذلالهم لي. لا يمكن للكلمات أن تصِفَ العذاب الشديد الذي كنتُ أعاني منه، ومع ذلك كان رجال الشرطة يضحكون بشكل صاخب خلال كل ذلك. والأمر الأكثر رعبًا هو أن شرطيًا شابًّا أمسك حلمة ثديي بزوج من عيدان تناول الطعام ثم قام بِلَيِّها بأقصى قوة ممكنة. لقد تألمت بشدة لدرجة أنني كنت أصرخ بأعلى صوتي. ووضعوا أيضًا زجاجة ماء بارد مثلج بين ساقيَّ على منطقة الأُربِيَّة، ثم سكبوا في أنفي عنوةً ماءً مذابًا فيه مسحوق الوسابي الحارّ. واشتعل تجويف أنفي بالكامل وبدا لي أن الحرارة الشديدة كانت تنطلق مباشرة إلى دماغي. ولم أجرؤ على استنشاق الهواء. أخذ شرطي شريرٌ آخر نَفَسًا عميقًا من سيجارته ونَفَثَ الدخان في أنفي، مما أدخلني في نوبة سعال مخيفة. وقبل أن تتاح لي فرصة التقاط أنفاسي، قام آخرٌ برفع كُرسيٍّ خشبيٍّ ووضع ساقيَّ عليه بشكل يجعل باطِنَي قدميَّ مكشوفَين. ثم أخذ قضيبًا من الفولاذ وضرب باطِنَي قدميَّ عشرات المرات. كان ذلك مؤلمًا جدًّا لدرجة أنني اعتقدتُ أن قدميَّ ستنكسران، وصرخت من شدَّة الألم مرارًا وتكرارًا. لَم يَمضِ وقت طويل حتى تضخم باطِنا قدميَّ وتحول لونهما إلى الأحمر.لقد عذبني رجال الشرطة الأشرار دون كلل. كان قلبي يدقُّ بقوَّة وظننت أنني على وشك الموت. ثم أعطوني نوعًا من أدوية القلب الصينية التقليدية سريعة المفعول، وبمجرد أن بدأت في التعافي، بدأوا يضربونني ويهددونني قائلين: "إذا لم تتكلَّمي فسنُجَمِّدُكِ ونضربك حتى الموت! ففي النهاية، لا أحد سيدري بذلك! إذا لم تعترفي اليوم، فبإمكاننا مواصلة الانتظار لبضعة أيام أخرى لنعرف من منا سيصمُدُ لمدة أطول من الآخر. سنأتي بزوجكِ وابنكِ إلى هنا ليريا كيف تبدين الآن، وإذا أصرَّيتِ على عدم التكلُّم، فسنتأكد من طردِ كِلَيهِما من وظيفتيهما!" حتى إن أحدهم لكزني بسخرية قائلاً: "ألا تؤمنين بالله؟ لماذا لا يأتي إلهك وينقذك؟ أظن أن إلهك ليس بتلك العظمة في النهاية!" احتقرتُ عصابة الوحوش العدائية والشريرة والمتوحشة تلك من كُلِّ قلبي وروحي. كان من الصعب جدًّا تحمُّلُ تعذيبهم القاسي والأصعب من ذلك تحمُّل افترائهم على الله. وهكذا، دعوتُ الله يائسة وتوسلتُ إليهِ لكي يحميني ويمنحني الإيمان والقوة والإرادة لِتحَمُّلِ المعاناة حتى أتمكن من الصمود بثبات. وحينها فقط، خطرَتْ ببالي كلمات الله التالية: "أثناء هذه الأيام الأخيرة يجب أن تحملوا الشهادة لله. بغض النظر عن مدى حجم معاناتكم، عليكم أن تستمروا حتى النهاية، وحتى مع أنفاسكم الأخيرة، يجب أن تظلوا مخلصين لله، وتحت رحمته. فهذه وحدها هي المحبة الحقيقية لله، وهذه وحدها هي الشهادة القوية والمدوّية" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. اختبار التجارب المؤلمة هو السبيل الوحيد لكي تعرف روعة الله). فكرت قائلة لنفسي: "هذا صحيح! مشيئة الله لي هي أن أُقدِّمَ الشهادة له أمام الشيطان، لذلك يجب أن أتحمَّل كُلَّ هذا الألم والإذلال لإرضاء الله. حتى لو لَم يتبقَّ لي سوى نَفَسٌ واحد، يجب أن أظلَّ مخلصةً لله لأن هذا هو المكوِّنُ الأساسيُّ للشهادة القوية والمدوية، وهذا ما سيُخزي الشيطان القديم". بتوجيه من كلمة الله انتابني شعور متجدد بالثقة والإيمان في قلبي. وكنتُ على استعدادٍ لاختراق قوى الظلام حتى لو كان ذلك يعني موتي، وكان عليَّ إرضاءُ الله هذه المرة. ثم خطرَتْ ببالي ترنيمة كنسية تقول: "سأقدِّم محبتي وإخلاصي لله، وأُتمِّم واجبي لتمجيد الله. أنا عازم على الصمود في الشهادة لله، ولا أستسلم أبدًا للشيطان. أوه، قد ينكسر رأسي ويسيل الدم مني، ولا يفقد شعب الله حماسته. نصائح الله تستهدف القلب، وأنا عازم على إذلال إبليس الشيطان. الألم والمصاعب قد سبق وعيَّنها الله، وسأتحمَّل الإهانة لأكون أمينًا له. لن أكون سببًا في بكاء الله أو قلقه مرة أخرى" ("أتمنى أن أرى يوم مجد الله" في "اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة"). فكّرت قائلة لنفسي: "هذا صحيح! لا يجب أن أنقادَ لِجسدي. ما دامت الفرصة متاحة أمامي لإذلال الشيطان وإرضاء قلب الله فأنا على استعداد لتقديم حياتي لله". بِمُجرَّد أن أصبحتُ حازمة في نواياي، أصبحتُ أعتمدُ على الله في قلبي من البداية إلى النهاية بغض النظر عن كيفية تعذيب أولئك الشياطين لي أو محاولة خداعهم لي بمؤامراتهم. لقد زوَّدَتني كلمات الله بالاستنارة وأرشدتني من الداخل، ومنحَتْني الإيمان والقوة، ومكَّنتني من التغلب على ضعف جسدي. واصل رجال الشرطة الأشرار تعذيبي بالبرودة: لقد فركوا جسدي كُلَّهُ بمكعبات الثلج مما جعلني أشعر بالبرد الشديد وأرتجف لدرجة أنني شعرت كما لو أنني محبوسة في كهف جليدي. كانت أسناني تصطكُّ بصوت عالٍ وتحوَّلَ لون بشرتي إلى اللون الأزرق والأرجواني. وفي حوالي الساعة الثانية صباحًا، وبعد تعذيبي لدرجة أنني أصبحت أتوق إلى الموت، لم يسعني سوى الشعور بالضعف مرة أخرى. لم أكن أعرف إلى متى يجب عليَّ أن أتحمَّل تلك المعاناة، لذا لم يسعني سوى التضرُّع إلى الله مرارًا وتكرارًا في قلبي قائلة: "يا الله، جسدي ضعيفٌ جدًّا ولا أستطيع التحمُّل أكثر من ذلك. أرجوك خلِّصني!" الشكر لله لإنه استجاب لصلاتي، فعندما لم أَعُدْ قادرةً على التحمُّل أكثر قررت الشرطة الشريرة إلغاء الاستجواب لأنه لم يُسفِرْ عن أيِّ نتائج.

بعد الساعة الثانية من بعد ظهر يوم الحادي والثلاثين من كانون الأول/ديسمبر، جرَّني رجال الشرطة الأشرار ثانية إلى زنزانتي. كانت الكدمات والضربات تملأ جسدي من الرأس إلى أخمص القدمين. كانت يداي متورمتان مثل البالونات ولونيهما أزرق وأرجواني. وكان حجمُ التورُّم في وجهي ثلثُ حجم وجهي الطبيعي أو أكثر، وكان لونه أخضر مزرقّ ويصعب لمسُه ومخدَّرًا تمامًا. كما أصيبت عدة أماكن في جسدي بحروق بسبب الصعق بالكهرباء. كان هناك أكثر من عشرين سجينةً في الزنزانة في ذلك الوقت، وقد بَكَينَ جميعًا عندما رأينَ كيف عُذبت على أيدي أولئك الشياطين. البعض منهُنَّ لم يجرؤنَ حتى على النظر إليّ، وقالت عضوٌ شابة في الحزب الشيوعي: "عندما أخرج من هنا سأسحب عضويتي من الحزب". وسألتني ممثلة قانونية: "بأي قسم شرطة يعمل الأشخاص الذين ضربوكِ؟ ما هي أسماؤهم؟ أخبريني، سأنشر كُلَّ شيء على مواقع إلكترونية أجنبية وأفضحهم. يقولون إن الصين بلد الإنسانية، لكن أين الإنسانية في هذا؟ هذه وحشية خالصة!" أشعلَتْ مِحنتي غضبَ العديد من السجيناتِ فصرخْنَ بغضبٍ قائلات:" لم نتخيَّل أبدًا أن الحزب الشيوعي يمكن أن يكون بهذه القسوة – لا يمكننا أن نُصدِّق أنهم ارتكبوا مثلَ هذه الأفعال الغادرة. الإيمان بالله أمر جيد، فهو يمنع الناس من ارتكاب الجرائم. ألا يقولون إن الصين تتمتع بالحرية الدينية؟ هذه بالتأكيد ليست حرية دينية! في الصين، إذا كنتَ تملك المال والقوة، فأنت تملك كل شيء.

لا يزال المجرمون الحقيقيون طُلقاء ولا أحد يجرؤ على إلقاء القبض عليهم. يُطلَقُ سراح السجناء المحكوم عليهم بالإعدام بِمُجرَّد أن يدفعوا المال للمسؤولين الحكوميين. لا توجد عدالة أو مساواة في هذه الدولة! ..." في تلك اللحظة، لم يسعني سوى تذكر هذه الكلمات من كلام الله: "هذا هو الوقت المناسب: قد جمع الإنسان كلّ قواه منذ زمن بعيد، وكرّس كل جهوده دافعًا الثمن كله من أجل هذا، ليمزّق وجه الشيطان القبيح، ويسمح للناس الذين أصابهم العمى، والذين تحملوا جميعَ أنواع الآلام والمشقات للنهوض من آلامهم وإدارة ظهورهم لهذا الشيطان القديم الشرير" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. العمل والدخول (8)). "هل تكرهون حقًا التنين العظيم الأحمر؟ هل تكرهونه حقًا وبصدق؟ لماذا وجهت إليكم هذا السؤال مرات عديدة؟ لماذا أظل أسألكم هذا السؤال مرارًا وتكرارًا؟ ما الصورة التي توجد في قلبكم للتنين العظيم الأحمر؟ هل أُزيلت بالفعل؟ ألا تعتبرونه حقًا أباكم؟ ينبغي على جميع الناس إدراك مقاصدي من أسئلتي. إن هذا ليس لإثارة غضب الناس، ولا للتحريض على التمرد بين البشر، ولا حتى لكي يجد الإنسان مخرجًا له، بل للسماح لجميع الناس بتحرير أنفسهم من عبودية التنين العظيم الأحمر" ("الفصل الثامن والعشرون" "كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد"). كانت كلمات الله بمثابة تعزية كبيرة لي. لم أتصوَّر أبدًا أن جوهر حكومة الحزب الشيوعي الصيني القاسي والشرير والشيطاني يُمكن أن يُكشَفَ من خلال التعذيب القاسي الذي تعرضتُ له، وأن هذا قد يسمح لِغَيرِ المؤمنين بأن يروا حكومة الحزب الشيوعي الصيني على حقيقتها وينهضوا معًا ليعبِّروا عن كراهيتهم لهذا الشيطان القديم وتخلِّيهم عنه. لقد كان ذلك حقًا عمل حكمة الله وقدرته. في الماضي، كُنتُ أرى الحزب الشيوعي الصيني على أنه الشمس الحمراء العظيمة وأنه منقذ للشعب، ولكن بعد الوقوع كضحيةٍ لاضطهاد حكومة الحزب الشيوعي الصيني وتعذيبه غير الإنسانيين تغيَّرتْ نظرتي لها تمامًا. لقد رأيت حقًا استخفافها التامَّ بالحياة الإنسانية وكيف تؤذي من اختارهم الله بوحشية وتعارض السماء، وكيف أنها روح شريرة ترتكب جرائم وحشية – إنها تجسيد للشيطان وروح شرير يقاوم الله. الله رب الخلق، والبشر مخلوقات، فمن الطبيعي والصواب أن نؤمن بالله، ومع ذلك، فإن حكومة الحزب الشيوعي الصيني تُلفِّقُ التهم المزيفة لكي تعتقل أتباع الله بوحشية وتعذِّبُهم على أمل التخلُّص التام من كُلِّ المُتبقِّينَ من أتباع الله. وخلال قيام أعضائها بذلك، كشفوا تمامًا عن الطبيعة الشيطانية لأساليبهم الكارهة لله والمعادية له. ونظرًا لأن حكومة الحزب الشيوعي الصيني هي النقيض، فقد أصبح جوهرُ صلاح الله ومحبته أكثر وضوحًا بالنسبة لي. لقد تجسَّد الله في الجسد مرتين، وفي كلتا الحالتين، عانى من اضطهادٍ وصعوباتٍ كبيرةٍ وكذلك من ملاحقة الشيطان له. ومع ذلك، وخلال كُلِّ ذلك، تحمل الله بهدوء جميع الهجمات والمعاناة، وأدى عمله من أجل تخليص البشرية. محبة الله للبشرية عظيمة حقًّا! في تلك اللحظة، احتقرتُ جماعة الشياطين تلك من كُلِّ قلبي وروحي وشعرتُ بالنَّدم الحقيقيّ لأنني في السابق لم أسعَ إلى الحقِّ بجدية أو أؤدي واجبي لأبادل الله المحبة. فكرتُ بيني وبين نفسي قائلة إنني إذا خرجتُ حيَّة يومًا ما من هذا المكان فسأُكرِّس نفسي أكثر لأداء واجباتي وأدَعُ الله يكسِبُ قلبي.

في وقت لاحق، استجوبني رجال الشرطة الأشرار أربع مرات ولم يتمكنوا من الحصول على أي معلومات مني، لذلك لفَّقُوا لي تهمة "الإخلال بالنظام العام" وأطلقوا سراحي بكفالةٍ لمدة عام واحد في انتظار المحاكمة بلغت قيمتها خمسة آلاف يوان. وأخيرًا تم إطلاق سراحي في الثاني والعشرين من كانون الثاني/يناير عام 2013 بعد أن دفعَتْ عائلتي الكفالة نيابة عني. وبعد عودتي إلى المنزل، كان قلبي يخفق بسرعة كُلَّما رأيت الجليد على النوافذ. وضَعُفَ بصري إلى حد كبير، وازدادت إصابتي بمرض التهاب المفاصل سوءًا أيضًا، كما أصبحتُ أعاني من مشكلة في الكلى. كنتُ أشعرُ بالبرد باستمرار، كما كنت عرضة لنوبات الذعر، وكان ينتابني شعور بالخدر في يديّ، وخسرتُ طبقة من جلدِ وجهي، وكثيراً ما كُنتُ أشعر بألم لا يطاق في فخذيَّ من الداخل لدرجة أنه كان يوقظني من النوم. كان كُلُّ ذلك دليلاً على تعذيب أولئك الشياطين.

بعد الخضوع لاضطهاد حكومة الحزب الشيوعي الصيني الوحشي وغير الإنساني، وعلى الرغم من أنني تعرَّضتُ لِكُلِّ أشكال التعذيب الجسديِّ، إلا أنني أصبحتُ أقرب إلى الله في علاقتي به، واكتسبتُ فهمًا عمليًا أكثر لِحكمة الله وقدرته ومحبته وخلاصه، وعزَّزتُ من عزمي على اتباع الله القدير. لقد عقدتُ العزم على اتباع الله لبقية حياتي والسعي إلى أن أصبح مُحِبَّةً لله. ومن خلال اضطهاد حكومة الحزب الشيوعي الصيني الوحشي، اختبرتُ شخصيًّا محبَّةَ الله ورعايته وحمايته. لو لم توجهني كلمة الله في كُلِّ خطوة على الطريق وتمنحني القوة والإيمان لما تمكَّنتُ أبدًا من تحمُّل كُلِّ الألم والتعذيب غير الإنسانيين الذين تعرَّضتُ لهما. من خلال تجربتي في هذا الموقف الفريد من نوعه، أدركتُ تمامًا أن حكومة الحزب الشيوعي الصيني ليست سوى الشيطان إبليس المقاوم لله والمُعادي له، وأنها في سعيها إلى تحويل الصين إلى بلد مُلحدٍ والسيطرة على العالم لا تتوقف عند أي حدٍّ، وتفعل كُلَّ ما في وسعها لِطَردِ الله من هذا العالم. إنها تلاحق مَن يتَّبِعون الله وتتعقبهم وتضطهدهم بشكلٍ مسعور بهدف القضاء على جميع أتباع الله، وتجتاحهم جميعًا لِتُوقِعهُم في شباكها وبذلك تُلغي عمل الله بالكامل. حكومة الحزب الشيوعي الصيني هي حقًّا شريرة بشكل لا يُصدَّق! هي ليست أكثر من وحش شيطاني يبتلع الناس كاملين – إنها قوة شيطانية مظلمة ومنحرفة تتحدى السماوات وتُعيقُ العدالة وتعملُ على تمكينِ الشر. تسمح حكومة الحزب الشيوعي الصيني في الصين لِمُرتكبي الشرور الذين يضطهدون الناس العاديين الخيِّرين ويسيئون معاملتهم بالانطلاق بحرية، حتى إنها تمنحُهم حصة في السلطة القانونية والسياسية. أعضاء الحكومة يتآخون ويتصادقون مع رجال العصابات والمحتالين الذين يمارسون البغاء والمقامرة وتهريب المخدرات، حتى إنهم يساعدون في حماية مصالحهم. أتباع الله هم وحدهم الذين يمشون في الطريق الصحيح في الحياة والذين تتخذهم حكومة الحزب الشيوعي الصيني كعدو لها وتقوم بقمعهم وباعتقالهم بشكل تعسُّفي، وتضطهدهم بقسوة لدرجة أن العديد من أسر المؤمنين قد تمزَّقت وافترقَ أحباؤهم عنهم وذهبوا مع الريح وهم غير قادرين على العودة إلى ديارهم. كثيرون منهم غير قادرين على الاستقرار بل مضطرون لأن يعيشوا حياة التشرد بعيدًا عن الوطن. ولا يزال آخرون يتعرَّضون للتعذيب القاسي وحتى إنهم يُضرَبون إلى درجة الإصابة بالشلل أو الموت بسبب إيمانهم بالله. ... من الواضح تمامًا أن حكومة الحزب الشيوعي الصيني هي الشيطان إبليس غير الإنساني وقاتل الإنسان. وفي النهاية، لن تُفلِتَ من عقاب الله البارِّ بسبب الخطايا الوحشية التي ارتكبتها. لقد قال الله القدير منذ زمن بعيد: "سيمزق الله عش الشياطين إلى أشلاء، وستقفون إلى جانب الله، أنتم تنتمون لله، ولا تنتمون لإمبراطورية العبيد هذه. لقد مقت الله هذا المجتمع المظلم طويلاً من أعماقه. إنه يصر بأسنانه، ويرغب أن يطأ بقدمه هذه الحية القديمة الشنيعة الشريرة لكي لا تقوم مجددًا أبدًا، ولا تسيء إلى الإنسان أبدًا من جديد. لن يتسامح مع أفعالها في الماضي، ولن يتسامح مع خداعها للإنسان، وسيصفي حساب كل خطيّة من خطاياها عبر العصور؛ لن يكون الله متساهلاً ولو قليلاً مع زعيم كل الشرور[1] هذا، سيهلكه بالكامل" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. العمل والدخول (8)). يستحقُّ بِرُّ الله الثناء والإشادة وسوف ينفي مملكة الشيطان ويدمرها. سيتأسس ملكوت الله هنا على الأرض وسوف يسود مجد الله بكل تأكيد على الكون بأسره!

حواشي:

[1] "زعيم كل الشرور" تشير إلى الشيطان القديم. تعبر هذه العبارة عن كراهية مفرطة.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

الآلام هي بركات الله

بقلم وانغ غانغ، الصينفي عصر أحد أيام الشتاء لعام 2008، وبينما كنتُ أشهد مع اثنتين من الأخوات لعمل الله في الأيَّام الأخيرة لأحد أهداف...

الله قوّتي في الحياة

بقلم شاو– هي – مقاطعة خنان اتّبعت الله القدير لأربع عشرة سنة، مرّت وكأنها في طرفة عين. خلال هذه السنوات، اختبرت تقلبات الزمان، وكانت...

اترك رد