1 بعد أن يُخضِع اللهُ البشرَ، ميزة العقل الأساسية التي يجب أن يتسلّحوا بها هي الحرص على عدم الكلام بتعجرف. يجب أن يتّخذوا مكانة متواضعة، "كدمنة على الأرض"، وأن يتكلّموا بعض الحق؛ سيكون هذا الأفضل. خصوصًا عند الشهادة لله، إن أمكنك قول شيء جوهريّ من القلب بدون كلام فارغ أو مبالغة ولا أكاذيب خيالية، فستكون شخصيتك قد تغيّرت، وهذا هو التغيير الذي يجب أن يحصل عندما يُخضِعك الله. إن لم تستطع أن تمتلك حتى هذا الكم من العقل، فأنت فعلًا لا تبدو إنسانًا. منذ الآن، يجب أن تتصرّف دائمًا بطريقة مناسبة، وتتعرّف إلى مكانتك ومنصبك، وألّا تنتكس إلى عاداتك القديمة.

2 تتجلّى صورة الشيطان بأكثر طريقة كلاسيكية في تغطرس البشر وغرورهم. إن لم تغيّر هذا الجانب من نفسك، فلن تشبه أبدًا الإنسان، وستتمتّع دائمًا بوجه الشيطان. لن يكفي مجرد امتلاك معرفة في هذا المجال لبلوغ تحوّل كامل؛ سيكون عليك أن تجتاز عدة تنقيات. من دون أن يُتعامل معك وتُهذَّب، ستبقى في خطر على المدى البعيد. لمنع نفسك من الانجراف من جديد إلى عاداتك القديمة، يجب أن تدرك أولًا أنّ شخصيتك لم تتغيّر بعد وأنّ طبيعتك التي تخون الله ما زالت مترسّخة بعمق. ما زلت في خطر كبير أن تخون الله وأنت تواجه الاحتمال المتواصل بالهلاك.

3 ثمة مسألة أخرى وهي ألّا تتّخذوا أبدًا منصب شخص يشهد لله؛ لا يمكنكم الكلام سوى عن اختباركم الشخصي. يمكنكم الكلام عن كيفية خلاص الله لكم، وإقامة شركة عن كيفية إخضاع الله لكم، والكلام عن النعمة التي وهبها لكم. لا تنسوا أبدًا أنّكم أكثر الناس فسادًا، ولم يرفعكم سوى الله. بما أنّكم الأكثر فسادًا وقذارةً، فقد خلّصكم الله المتجسّد، وقد منحكم نعمةً هائلةً. ومن ثمَّ، ليس لديكم ما يستحقّ التباهي، ولا يمكنكم أن تسبّحوا وتشكروا سوى الله. يعود الفضل في خلاصكم إلى نعمة الله وحدها.

مقتبس من الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. السعي وراء الحق وحده يمكنه إحداث تغيير في شخصيتك