8. معرفة سلطان الله وسيادته في الحياة
يقول الله القدير، "لا يمكن بلوغ معرفة سلطان الله وقوّة الله وهويّة الله وجوهر الله بالاعتماد على خيالكم. بما أنك لا تستطيع الاعتماد على الخيال لمعرفة سلطان الله، فبأيّة طريقةٍ يمكنك بلوغ معرفة حقيقيّة لسلطان الله؟ من خلال التغذّي على كلام الله، ومن خلال الشركة، ومن خلال اختبار كلام الله، سوف يكون لديك اختبارٌ وتحقّق تدريجيّان لسلطان الله وبالتالي سوف تكتسب فهمًا تدريجيًّا ومعرفةً متزايدة له. هذه هي الطريقة الوحيدة لبلوغ معرفة سلطان الله؛ فلا توجد طرقٌ مختصرة. ومطالبتكم بعدم التخيّل لا تعني مطالبتكم بالركون السلبيّ في انتظار الدمار أو منعكم عن عمل أيّ شيءٍ. كما أن عدم استخدام عقلك في التفكير والتخيّل يعني عدم استخدام المنطق في الاستنتاج وعدم استخدام المعرفة في التحليل وعدم استخدام العلم بصفته الأساس، ويعني بالأحرى التقدير والتحقّق من والتأكيد على أن الله الذي تؤمن به يملك السلطان، والتأكيد على أنه يملك السيادة على مصيرك وأن قوّته في جميع الأوقات تُثبِت أنه الله الحقيقيّ نفسه من خلال كلام الله ومن خلال الحقّ ومن خلال كلّ ما تختبره في الحياة. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن لأيّ شخصٍ بها بلوغ فهمٍ لله" [الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (1)]. كنت أظن أن المرور بحدث كبير أو مشاهدة المعجزات هما الطريقان الوحيدان لمعرفة سلطان الله. فهمي لسلطان الله كان محدودًا جدًا. استنتجت من كلام الله أن أهم شيء لمعرفة سلطانه هو اختبار كلامه في الحياة اليومية، وباختبارنا كلامه، سنرى سلطته وسيادته على كل شيء. هكذا ينمو إيماننا بالله.
في العام الماضي حصل غزو مفاجئ وكثيف من الحشرات لربع فدان تقريبًا كانت قد زرعتها عائلتي بالطماطم وأكلت الحشرات كل شيء – الثمار والزهور والأوراق. كنت قلقًا حقًا حيال ذلك وناقشت مع عائلتي كيفية التخلص منها. استخدام المبيدات من شأنه أن يدمر التربة ويخلّف موادًا مسرطنة، مما يجعل تناول أي شيء مزروع هناك خطيرًا. حاولنا التقاطها باليد لكنها كانت تتكاثر بسرعة كبيرة. عملنا لمدة ثلاثة أو أربعة أيام بلا فائدة. فأعدادها ازدادت. جربت على عجل وسائل أخرى للتخلص منها. ومع أنني صليت إلى الله عندما حدث هذا، إلا أنّني لم أكن افهم كلام الله وسلطانه وحكمه، لذلك لم يكن له مكان في قلبي. لم أكن أعرف كيف أعتمد على الله فعلًا وأطلب مشيئته. لم أواجه هذا النوع من الحشرات من قبل لكنني كنت أزرع منذ عقود ولدي الكثير من الخبرة في مكافحة الآفات. كنت أحسب أنني أستطيع تجاوز هذه المشكلة إذا واصلت البحث فيها. جربت كل حل عرفته واحدًا تلو الآخر، لكنني جربت ستة أو سبعة طرق دون تحقيق نتيجة. في كل العقود التي أمضيتها كمزارع، لم أر قط حشرة يصعب التخلص منها كهذه. لطالما كنت قادرًا على التخلص من الآفات الزراعية في السابق، لكن هذه المرة لم يعمل أي أسلوب من أساليبي التي تعبت في تطويرها. لاحقًا، أخبرني صديق أن أستاذًا في الجامعة الزراعية قال إن زيت النيم رادع جيد للآفات، لذلك اشتريت بعضًا منه على الفور، لكن ذلك لم ينجح أيضًا. نفذت منّي الأفكار وكنت ما زلت لم أجد حلًّا. وكنت أذهب للتحقق من وضع الزرع كل صباح في الأيام اللاحقة ورأيت كل نباتات الطماطم تلك وقد دمرتها الحشرات. بعضها كانت يخسر زهوره، وذبلت أطراف بعض الأوراق، وتعفّنت بعض الثمار. كنت بائسًا. كان الإخوة والأخوات قد ساعدوا كلّ يوم في زراعة تلك الطماطم. لقد قاموا بالكثير من العمل، كبناء تعريشات وتقليم وتثبيت النباتات، ولكن عندما بدأت الطماطم بالازدهار وكان هناك حصاد واعد في الأفق، غزتها هذه الحشرات فجأة. أدركتُ أن حصاد ذلك العام سيكون فاشلًا. رؤية النباتات مغطاة كلها بالحشرات، جعلتني في ضياع تام. كان جاري وانغ لديه خبرة واسعة بالمحاصيل وكان يعرف الكثير عن الآفات، لذلك فكّرت أنه قد يكون لديه حلّ. ذهبت لأسأله، لكنه قال، "لم أرَ شيئًا كهذا طوال 30 عامًا قضيتها في الزراعة. كنت أقوم برش المبيدات ثلاث مرات في اليوم ولكن هذا قضى على الطماطم، وليس الحشرات". قال جار آخر، تشانغ، باستسلام: "لقد قمت بخلط ثلاثة أو أربعة مبيدات معًا ولكن لا شيء يمكنه قتلها!". سماع هذا أغرقني حقًا في اليأس. كان هذا وباءً من الحشرات، ولم يكن هناك طريقة للتخلص منه. بدا لي أن طماطمي ستدمّر بشكل كامل. شعرت بالعجز فصليت إلى الله: "يا رب! لا أعرف ماذا أفعل حيال هذا التفشي. أنا في حيرة. أرجو أن تنورني وتوجهني حتى أعرف كيف أخوض هذه التجربة وما الدرس الذي يجب أن أتعلمه".
قرأت كلام الله التالي في اجتماع مرة. "في ظلّ سيادة الله وتحكّمه توجد جميع الأشياء أو تختفي وفقًا لأفكاره، كما أن حياتها جميعًا محكومةٌ بقوانين مُعيّنة وتنمو وتتكاثر وفقًا لها. لا إنسان ولا شيء هو فوق هذه القوانين. لماذا؟ الجواب الوحيد هو سلطان الله. أو، بأسلوبٍ آخر، بسبب أفكار الله وكلمات الله؛ لأن الله ذاته يفعل هذا كله. هذا معناه أن سلطان الله وعقل الله يُحدِثان هذه القوانين؛ وهذه سوف تتحوّل وتتغيّر وفقًا لأفكاره، وهذه التحوّلات والتغييرات تحدث كلها أو تختفي من أجل خطته. فكّر في الأوبئة على سبيل المثال. تظهر دون سابق إنذارٍ، فلا أحد يعرف أصولها أو الأسباب الدقيقة لحدوثها، ومتى وصل الوباء إلى مكانٍ معين، لا يمكن للمنكوبين الهروب من الكارثة. يُدرِك العلم البشريّ أن الأوبئة تنجم عن انتشار الميكروبات الخبيثة أو الضارة، ولا يمكن أن يتنبأ العلم البشريّ بسرعتها أو نطاقها أو طريقة انتقالها أو يتحكّم بها. على الرغم من أن البشر يقاومونها بجميع الوسائل الممكنة، إلا أنهم لا يمكنهم التحكّم في نوعيّة الأشخاص أو الحيوانات التي تتأثّر حتمًا عندما تظهر الأوبئة. الشيء الوحيد الذي يمكن أن يفعله البشر هو محاولة منعها ومقاومتها ودراستها. ولكن لا أحد يعرف الأسباب الجذريّة التي تُفسّر بداية أيّ وباءٍ أو نهايته، ولا يمكن لأحدٍ أن يتحكّم بها. في مواجهة ظهور الوباء وانتشاره، فإن أول إجراءٍ يتّخذه البشر هو تطوير لقاحٍ، ولكن غالبًا ما يختفي الوباء من تلقاء نفسه قبل أن يصبح اللقاح جاهزًا. لماذا تختفي الأوبئة؟ يقول البعض إن الجراثيم أصبحت قيد التحكّم، بينما يقول آخرون إنها تختفي بسبب التغييرات في المواسم... أما فيما إذا كانت هذه التخمينات صحيحة أم لا، لا يمكن للعلم أن يُقدّم أيّ تفسيرٍ أو يعطي إجابة مُحدّدة. إن ما يواجهه البشر ليس مُجرّد هذه التخمينات، بل عدم فهم البشر للأوبئة وخوفهم منها. لا أحد يعلم، في المُحصّلة النهائيّة، سبب بداية الأوبئة أو سبب نهايتها. ونظرًا لأن البشر لا يؤمنون سوى بالعلم ويعتمدون عليه تمامًا ولا يعترفون بسلطان الخالق أو يقبلون سيادته، فلن تكون لديهم أيّة إجابةٍ" [الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (3)]. الله يحكم كل الأشياء. كل شيء بين يديه. سواء أكانت أمورًا كبيرة أم صغيرة، مرئية أم لا، شيء حي أم ميت، كل شيء يوجد أو يختفي مع تغير إرادة الله. كل كارثة هي تحت حكم الله. لا يعرف البشر من أين تأتي الأوبئة والآفات أو كيفية منعها. ليس لدينا فكرة متى ستختفي. كل هذا يحكمه الله. لكنني لم أكن أفهم حقًا سلطان الله وسيادته، لذلك عندما غزت تلك الحشرات طماطمي لم أحضر أولًا أمام الله لأطلبه وأتكل عليه، ولكن حاولت إيجاد حل بأساليبي الخاصة. لم يكن ذلك مثمرًا، ومع ذلك لم ألجأ إلى الله أو أتكل عليه. شعرت باليأس والعجز عندما اكتشفت أن حتى المبيدات الحشرية لا تعمل. كنت أؤمن بالله وأخاطبه عبر الصلوات، لكن لم يكن له مكان في قلبي. اعتقدت أنه يمكنني التخلص من هذه الحشرات بنفسي. يا للغطرسة والجهل! ثم أدركت أن الله يقرر متى تظهر ومتى تذهب. الأمر خارج عن سيطرتنا. ما زلت لا أفهم ماذا كانت مشيئة الله في هذا التفشي لكنني علمت أنني كنت بحاجة فقط للقيام بدوري وترك الحشرات لله. كان علي الخضوع لترتيبات الله. هذا الإدراك جلب لي السلام. دعوت الله، راغبًا في الخضوع واختبار ما رتّب.
ذهبت إلى الحقل بعد يومين ورأيت الكثير من شباك العنكبوت في نباتات الطماطم. تساءلت من أين أتت كلّها. نظرت عن كثب ورأيت الكثير من العث الصغير في الشباك وتذكرت أن العناكب تحب أكلها. بدون العث لن يكون هناك بيض، لذلك سيكون هناك عدد أقل من الحشرات بشكل طبيعي. أدركت أن عدد الحشرات كان أقل بكثير مما كان عليه من يومين. كنت أعلم أن هذا من صنع الله، أنه جلب العناكب لتأكل الحشرات. كنت ممتنًا جدًا لله! بعد سبعة أو ثمانية أيام أخرى رأيت أن كل تلك الحشرات قد اختفت من ثمار نباتات الطماطم وأغصانها وزهورها وأوراقها. لقد كنت متحمسا جدا. لم أتخيل أنه في غضون أيام قليلة فقط ستأكل العناكب كل تلك الحشرات. الله حقا قدير! لو لم أرَ ذلك بأمّ عيني، لما كنت صدقت أنه حصل حقًا. كنت ممتلئًا بالشكر والحمد لله. لا يفهم غير المؤمنين حكم الله وسلطانه. إنهم يؤمنون بالعلم ويعتمدون عليه فقط للتعرف على الكوارث وتجنّبها لكنهم لا يستطيعون فهمها بشكل كامل. ليس لديهم ما يعتمدون عليه، ولا حول لهم ولا قوة في مواجهة الكوارث، لذلك تعاني غلة محاصيلهم كثيرًا. ولكن عندما التفتّ إلى الله، راغبًا في الخضوع له والاتكال عليه، استخدم هذه العناكب المتواضعة لتأكل الحشرات كلّها، متوليًا بسهولة تامة أمر الآفة. لقد أظهر لي هذا حقًا أن الله يحكم كل شيء ويحشد كل شيء. كم هو حكيم وقدير! عندما حان الوقت لتنضج الطماطم، ظننت أن الحصاد سيكون سيئًا بسبب الآفة، لكن لدهشتي، كان المحصول وفيرًا. الله يعمل بطرق عجيبة! إن الأمر تمامًا كما هو مذكور في كلام الله القدير: "أعماله في كل مكان، وقوته تملأ كل مكان، وحكمته تتجلَّى في كل مكان، وسلطانه يسود على كل مكان. كل هذه القوانين والقواعد هي تجسيد لعمله، وكل منها يعلن عن حكمته وسلطانه. مَنْ ذا يستطيع أن يعفي نفسه من سيادته؟ ومَنْ ذا يستطيع أن يطرح عنه خططه؟ كل شيء موجود تحت نظره، كما أن كل شيء يعيش خاضعًا لسيادته. لا يترك عمله وقوته للبشر خيارًا سوى الاعتراف بحقيقة أنه موجود حقًا وبيده السيادة على كل الأشياء" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. ذيل مُلحق 3: لا يمكن خلاص الإنسان إلا وسط تدبير الله). الشكر لله! لقد اختبرت حقًا من خلال هذا أن سلطة الله وحكمته في كل مكان. الله يحكم الطقس والشمس والمطر وكذلك أيضًا كل أنواع الحشرات. لا يمكن لأي كائن مخلوق التحكم في أي من ذلك. في كل تفصيل صغير في خلق الله وتدبيره لكل الأشياء، يمكننا حقًا أن نرى سلطان الله الفريد. كم هو حكيم وقدير! فكرت في نفسي أنه مهما حدث في المستقبل، يجب أن أعتمد على الله وأفهم أعماله بصورة أفضل.
بعد شهرين زرعنا كمية من القطيفة، وبعد أسبوعين ظهرت رقعة خضراء لطيفة. اعتقدت أنه سيكون لدينا حصاد كبير. لكن ذات صباح أخبرتني زوجتي أن هناك يرقات عث على النباتات وطلبت مني التعامل معها. سماع هذا أخافني. هذه اليرقات نشطة حقًا ويصعب اصطيادها باليد وهي تتكاثر بسرعة جنونية. فهي تبلغ في يوم أو يومين فقط. لقد نمت على بعض البطيخ الذي زرعناه من قبل وقد جربت أكثر من عشرة حلول، لكن لم ينجح شيء. لقد أكلت كل خضرواتنا في غضون أيام قليلة وتحولت حديقتنا المزدهرة إلى أرض قاحلة. كنت قلقا بعض الشيء، أتساءل عما إذا كانت ستأكل كل بقعة القطيفة في غضون أيام معدودة. لم أعرف ماذا أفعل. صليت سريعًا إلى الله وطلبت منه أن يرشدني لفهم مشيئته.
قرأت هذا لاحقًا في كلام الله: "كان أيُّوب يتّسم بهذه الأشياء ويسعى في طريقها مع أنه لم يكن قادرًا على رؤية الله أو سماع كلماته. مع أن أيُّوب لم يرَ الله قط، إلا أنه تعرّف على الوسائل التي يسود بها الله على جميع الأشياء، وفهم الحكمة التي يفعل بها الله ذلك. ومع أن أيُّوب لم يسمع قط الكلمات التي تكلّم بها الله، إلا أنه عرف أن أفعال مباركة الإنسان وأخذ البركات منه تأتي جميعها من الله. ومع أن سنوات حياته لم تختلف عن سنوات حياة أيّ شخصٍ عاديّ، إلا أنه لم يسمح لنمط حياته العاديّ أن يؤثر في معرفته بسيادة الله على جميع الأشياء أو أن يؤثر في اتّباعه طريق اتّقاء الله والحيدان عن الشرّ. رأى أيُّوب أن قوانين جميع الأشياء كانت ممتلئة بأفعال الله، وأن سيادة الله يمكن رؤيتها في أيّ جانب من جوانب حياة الشخص. لم يرَ الله، لكنه استطاع أن يُدرِك أن أعمال الله في كلّ مكانٍ، وأنها ظاهرة خلال حياته العاديّة على الأرض، وفي كلّ ركنٍ من أركان حياته، استطاع رؤية أعمال الله غير العاديّة والعجيبة وإدراكها، وتمكّن من رؤية ترتيبات الله الرائعة. اختباء الله وصمته لم يمنعا أيُّوب من إدراك أعمال الله، ولم يُؤثّرا في معرفته بسيادة الله على جميع الأشياء. كانت حياته تحقيقًا لسيادة الله، الذي كان مخفيًّا بين جميع الأشياء، وترتيباته خلال حياته اليوميّة. وفي حياته اليوميّة سمع أيضًا وفهم صوت قلب الله وكلام الله، الذي هو صامتٌ بين كلّ شيءٍ ولكنه يُعبّر عن صوت قلبه وكلماته من خلال السيادة على قوانين كلّ شيءٍ. ترى، إذًا، أنه إذا كان لدى الناس الإنسانيّة نفسها والسعي نفسه مثل أيُّوب، فبإمكانهم نيل الإدراك نفسه والمعرفة نفسها مثل أيُّوب، وبإمكانهم اقتناء الفهم نفسه والمعرفة نفسها بسيادة الله على جميع الأشياء مثل أيُّوب" [الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته (2)]. رأيت في كلام الله أن أيوب ركز على فهم سلطان الله في حياته اليومية واختبار حكم الله وقدرته. من خلال هذا، رأى أن كل شيء يأتي من الله، وأن الله يحكم ويتحكم في كل شيء وفي مصير البشرية. عرف أيوب بلا شك أن امتلاكه لكل تلك الثروة سببه بركات الله وحكمه وأنها لم تأت من عمله الشاق. عندما أُخذَت منه ثروته، اعتقد أيضًا أن الأمر بأكمله بإذن الله. ما يُعطى وما يؤخذ يحكمه ويقرره الله. لهذا لم يشتكِ، بل مجّد الله. ولكن عندما حدث معي أمر صعب أو أمر لم يعجبني، لم أتمكن من قبوله والخضوع لله. رأيت أن الله ليس له مكان في قلبي وكنت أفتقد إلى الإيمان. هذا الفكرة جعلتني أشعر بالخجل وفهمت أن الله كان يسمح بحدوث كل هذا. أراد الله أن أعرف قدرته وحكمه وأن أخضع له حقًا في حياتي اليومية. التخلص من الحشرات وما إذا كان زرع القطيفة سينجح كانا في يد الله. تمامًا كما يقول القول المأثور: "الزراعة بيد الإنسان، أما الحصاد فمن عند السماء". كنت أعلم أنني يجب أن أتقبّل التجربة، وأن أتعلّم أن أطلب مشيئة الله، وأن أخضع لترتيباته. شعرت بتحسن كبير جراء هذه الفكرة ودعوت الله بهدوء، "يا إلهي، أعتقد أن نجاح زرع القطيفة بين يديك. سأترك خططي ومخاوفي، وأختبر كلامك في هذه البيئة وأطيعك". بعد ذلك جرّبنا بعض الأمور للتخلص من اليرقات، لكن لم ينجح شيء. مع ذلك كنت هادئا. علمت أن كل شيء بيد الله وحتى لو لم نحصل على حصاد جيد، فستكون هذه مشيئة الله. خضعت لتدبيره. ذهبت إلى حقل الخضار بعد يومين ورأيت أسرابًا من العصافير تأكل البق من القطيفة. لقد اندهشت لرؤية ذلك وكيف فتح الله أمامي طريقًا وحلّ مشكلة لم أستطع حلها بنفسي. كنت ممتنًا جدًا لله! بعد يومين آخرين، أكلت عصافير الدوري اليرقات كلها. شعرنا بسعادة غامرة وشكرنا وحمدنا الله مرات ومرات. الله قدير حقًا!
لاحقًا، قرأت هذا في كلام الله: "عندما خلق الله جميع الأشياء، استخدم جميع أنواع الوسائل والطُرق لتحقيق التوازن بينها، وتحقيق التوازن للظروف المعيشيَّة للجبال والبحيرات، وتحقيق التوازن للظروف المعيشيَّة للنباتات وجميع أنواع الحيوانات والطيور والحشرات – كان هدفه السماح لجميع أنواع الكائنات الحيَّة بالعيش والتكاثر في سياق النواميس التي قرَّرها. لا يمكن لأي من الكائنات الخروج عن هذه النواميس ولا يمكن مخالفتها. لا يمكن للبشر البقاء والتكاثر بأمانٍ جيلًا بعد جيلٍ إلَّا ضمن هذا النوع من البيئة الأساسيَّة" [الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (9)]. رأيت من كلام الله أنه عندما خلق كل الأشياء، وازن ظروف حياتها بكل أنواع الطرق حتى أن كل شيء حي تحت حكمه يعيش ويتكاثر بطريقة منظمة للغاية، تدعم الأشياء بعضها البعض، وتبقي بعضها البعض في توازن، كما حدد الله. لا يمكن لشيء أن يتعارض مع هذه القواعد التي وضعها الله. خلق الله كل الحيوانات والنباتات والحشرات من أجل التوازن البيئي لحماية بيئتنا المعيشية وتوفير الاستقرار. بدون هذه الترتيبات التي رتبها الله، بدون القواعد التي وضعها، ستقع الحيوانات والحشرات في حالة من الفوضى وهذا من شأنه أن يلقي بحياتنا في حالة من الفوضى. لا يمكننا البقاء على قيد الحياة. إن اعتبارات الله دقيقة. كل الأشياء تكشف عن قوته العظيمة وحكمته وعجائبه، بل وأكثر من ذلك، حبه للبشرية. كما رأينا، لم يكن هناك حل للحشرات التي ظهرت على خضرواتنا، ولكن الله استخدم العصافير والعناكب لتأكلها حتى نتمتع بالطعام الذي قدمه لنا الله. كل شيء خلقه الله له سبب، حتى العناكب والعصافير المتواضعة لها مهمتها الخاصة. يستخدمها الله لموازنة البيئة. يجعل الله كل الأشياء مترابطة. كل هذا حتى نتمكن من العيش بشكل أفضل. ظهرت بعض الحشرات السوداء الصغيرة والبق على الخضروات التي زرعناها لاحقًا وصليت إلى الله، ثم فكرت في العدو الطبيعي لتلك الحشرات، العلجوم. أطلقنا خمسة من ضفادع العلجوم في الحقل وخلال شهرين فقط، نما عددها إلى حوالي الـ 30. كان هناك عدد أقل من الحشرات وكان لدينا حصاد كبير. كنت ممتنًا جدًا لله على هذا. فكرت في كلام الله، "على الرغم من أن تعبير "سلطان الله" قد يبدو مبهمًا، إلا أن سلطان الله ليس مُجرّدًا على الإطلاق. إن الله حاضرٌ مع الإنسان في كل لحظةٍ من لحظات حياته ويقوده كل يومٍ. ولذلك، سوف يرى كلُّ شخصٍ في الحياة اليوميّة ويشهد بالضرورة الجانب الملموس في سلطان الله. وهذا الجانب الملموس دليلٌ كافٍ على أن سلطان الله موجودٌ فعلًا، ويسمح للمرء بشكلٍ كامل أن يُدرِك ويفهم حقيقة أن الله يملك هذا السلطان" [الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (3)]. كنت أعتقد أنني ينبغي أن أمر بأحداث كبرى لفهم سلطان الله لذلك لم أهتم باختبارها من خلال الأشياء الصغيرة في الحياة اليومية. بعد ذلك رأيت أن سلطان الله ليس عصيًا على الفهم كما كنت أعتقد. سلطانه وقوته جلية ودائمًا ومعنا في حياتنا اليومية. سواء أكانت في الأمور الكبيرة أم الصغيرة، طالما أننا نركز على اختبار كلام الله، فسنرى سلطانه.
عندما أعود وأفكر في تلك الأشهر القليلة عندما واجهت تلك الآفات، في البداية لم أعرف سوى الاعتماد على خبرتي ومعرفتي العلمية، لكن هذا لم يوصلني إلى نتيجة. عندما سلّمت نفسي واختبرت كلام الله، رأيت أعماله واكتسبت فهما عمليا عن سلطان الله وسيادته. وقد نما إيماني بالله أيضًا. الشكر لله!