السؤال 5: أنت تشهد أنّ الرب يسوع سبق أن عاد بصفته الله القدير، وأنّه يعبّر عن الحق ويقوم بعمل الدينونة. كيف نستطيع تمييز صوت الله وتأكيد أنّ الله القدير هو عودة الرب يسوع؟

2019 مايو 26

الإجابة:

يتّسم السؤال الذي طرحتموه للتو بأهمية قصوى. لقبول عمل الله في الأيام الأخيرة ورؤية ظهور الله، يجب أن نعرف كيفية تمييز صوت الله. في الحقيقة، يعني التعرف على صوت الله تمييز كلمات الله وأقواله، وتمييز سمات كلمات الخالق. بغض النظر عمّا إذا كانت كلمات الله المتجسّد أو أقوال روح الله، تعد جميعها كلمات خاطب بها الله البشرية من عليائه. هذا هو أسلوب كلمات الله وخصائصها. يظهر سلطان الله وهويته هنا بوضوح. أي يمكننا القول إنها الوسيلة الفريدة التي يتحدث بها الخالق. تغطي أقوال الله في كل مرة يصير فيها جسدًا مجالات عدّة بالتأكيد. وتتعلق في المقام الأول بمتطلبات الله وتوبيخه للإنسان، وكلمات مراسيم الله الإدارية ووصاياه، وكلماته للدينونة والتوبيخ واستعلانه للبشرية الفاسدة. وهناك أيضًا كلمات النبوءات ووعود الله للبشرية، إلخ. تمثل هذه الكلمات جميعها إعلان الحق والطريق والحياة. وتمثل جميعها استعلان جوهر حياة الله. وتمثل شخصية الله وما لدى الله وماهية الله. وبالتالي يمكننا أن نرى من الكلمات التي أعلنها الله أن كلمات الله هي الحق، وأن لها سلطان وقوة. ولذلك، إذا أردتم أن تحدّدوا ما إذا كانت الكلمات التي أعلنها الله القدير هي صوت الله أم لا، يمكنكم تأمل كلمات الرب يسوع وكلمات الله القدير. ويمكنكم مقارنتها وتحديد ما إذا كانت كلمات معلنة من روح واحد أم لا، وما إذا كانت هي العمل الذي أكمله إله واحد أم لا. إذا كان مصدرها واحدًا، يبرهن ذلك أن كلمات الله القدير هي أقوال الله، وأن الله القدير هو ظهور الله. لنتأمل كلمات يهوه في عصر الناموس وكلمات يسوع في عصر النعمة. كان كلاهما إعلان مباشر للروح القدس وعمل إله واحد. يبرهن ذلك أنّ الرب يسوع كان ظهور يهوه وظهور الخالق. يعرف كل من قرأ الكتاب المقدس أنه في الكلمات التي أعلنها الرب يسوع في عصر النعمة، كانت هناك كلمات توبيخ، وكلمات عن متطلبات الله من الإنسان، والكلمات التي تتناول مراسيم الله الإدارية. كما كانت هناك كلمات لنبواءت ووعود كثيرة، إلخ. كانت هذه مرحلة كاملة واحدة من العمل الذي قام به الله أثناء عصر النعمة.

خراف الله تسمع صوته. عندما يتعلق الأمر بكيفية التعرف إلى صوت الله تحديدًا، سيتضح كل شيء إذا تأملنا كلمات الرب يسوع. أولًا، سنتأمل متطلبات الرب يسوع وتوبيخه للإنسان. قال الرب يسوع، "تُوبُوا لِأَنَّهُ قَدِ ٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ ٱلسَّمَاوَاتِ" (متى 4: 17). "تُحِبُّ ٱلرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. هَذِهِ هِيَ ٱلْوَصِيَّةُ ٱلْأُولَى وَٱلْعُظْمَى. وَٱلثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. بهَاتَيْنِ ٱلْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ ٱلنَّامُوسُ كُلُّهُ وَٱلْأَنْبِيَاءُ" (متى 22: 37-40). قال الرب يسوع: "طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِٱلرُّوحِ، لِأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ. ... طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَٱلْعِطَاشِ إِلَى ٱلْبِرِّ، لِأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ. ... طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ ٱلْبِرِّ، لِأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ. طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُم ْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ، مِنْ أَجْلِي، كَاذِبِينَ. افْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا، لِأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ" (متى 5: 3، 6، 10-12).

لنتأمل ما قاله الرب يسوع بشأن المراسيم الإدارية. متى 12: 31-32 قال الرب يسوع، "لذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ خَطِيَّةٍ وَتَجْدِيفٍ يُغْفَرُ لِلنَّاسِ، وَأَمَّا ٱلتَّجْدِيفُ عَلَى ٱلرُّوحِ فَلَنْ يُغْفَرَ لِلنَّاسِ. وَمَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ، لَا فِي هَذَا ٱلْعَالَمِ وَلَا فِي ٱلْآتِي." كما قال الرب يسوع في متى 5: 22: "وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلًا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ ٱلْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لِأَخِيهِ: رَقَا، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ ٱلْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ."

بالإضافة إلى كلمات المراسيم الإدارية السابق ذكرها، هناك أيضًا كلمات الرب يسوع التي تدين الفريسسين وتكشفهم. قال الرب يسوع، "لكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ! لِأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ قُدَّامَ ٱلنَّاسِ، فَلَا تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلَا تَدَعُونَ ٱلدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ" (متى 23: 13). "وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ! لِأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ ٱلْبَحْرَ وَٱلْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلًا وَاحِدًا، وَمَتَى حَصَل تَصْنَعُونَهُ ٱبْنًا لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفًا" (متى 23: 15).

نطق الرب يسوع أيضًا بنبوءات ووعود للإنسان. من فضلكم، افتحوا مرجع يوحنا 14: 2-3. قال الرب يسوع، "أَنَا أَمْضِي لأعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا." وهناك أيضًا يوحنا 12: 47-48، قال الرب يسوع أيضًا، "وَإِنْ سَمِعَ أَحَدٌ كَلَامِي وَلَمْ يُؤْمِنْ فَأَنَا لَا أَدِينُهُ، لِأَنِّي لَمْ آتِ لِأَدِينَ ٱلْعَالَم بَلْ لِأُخَلِّصَ ٱلْعَالَمَ. مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كَلَامِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكَلَامُ ٱلَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ هُوَ يَدِينُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ." وهناك أيضًا رؤيا 21: 3-4: "هُوَذَا مَسْكَنُ ٱللهِ مَعَ ٱلنَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ، وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْبًا، وَٱللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلَهًا لَهُمْ. وَسَيَمْسَحُ ٱللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَٱلْمَوْتُ لَا يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلَا يَكُونُ حُزْنٌ وَلَا صُرَاخٌ وَلَا وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لِأَنَّ ٱلْأُمُورَ ٱلْأُولَى قَدْ مَضَتْ."

بفضل الحقائق المختلفة التي أعلنها الرب يسوع أثناء عصر النعمة، نستطيع أن نرى أن الرب يسوع كان ظهور المخلص، وأن كلمات الرب يسوع كانت أقوال الله لجميع البشر. فقد أعلن بشكل مباشر شخصية الله ومشيئته للبشرية، لكي يرشد البشرية ويرعاها ويخلصها بنفسه. يمثّل ذلك هوية الله ذاته وسلطانه بشكل مثالي. عندما نقرأ هذه الكلمات، نشعر في الحال أنها الحق، وأنها تمتلك السلطان والقوة. هذه الكلمات هي صوت الله وأقواله للبشرية. عاد الرب يسوع في الأيام الأخيرة: أتى الله القدير ليتمم عمل الدينونة في الأيام الأخيرة. وبدأ عصر الملكوت وأنهى عصر النعمة. وعلى أساس عمل الرب يسوع الفدائي، أتمّ الله القدير مرحلة عمل الدينونة بدءًا من بيت الله، وأعلن كل الحقائق لتطهير البشرية وخلاصها. إن الكلمات التي أعلنها الله القدير غنية في مضمونها وشاملة كليًا. كما يقول الله القدير، "من الإنصاف أن نقول إن هذه هي أول مرة يخاطب فيها الله كل البشرية منذ بداية الخليقة. لم يتكلم الله أبدًا من قبل إلى الجنس البشري المخلوق بهذه الطريقة المنظمة والمفصلة. بالطبع، كانت هذه أيضًا هي أول مرة يتكلم فيها الله كثيرًا، ولمدة طويلة، للبشرية كافة. هو أمر غير مسبوق كليًّا. فضلاً عن أن هذه الأقوال كانت أول نص عبَّر عنه الله بين البشرية وفيه كشف الناس وأرشدهم وأدانهم وتكلم إليهم بصورة قلبية، ولذلك كانت هذه هي أول أقوال يدع الله فيها الناس يعرفون خطاه، والمكان الذي يظل فيه، وشخصية الله، وما لديه ومن هو، وأفكاره، واهتمامه بالجنس البشري. يمكن أن يُقال إن هذه هي أول أقوال قالها الله للجنس البشري من السماء الثالثة منذ بداية الخليقة، وهي أول مرة يستخدم فيها الله هويته المتأصلة ليظهر ويعبر عن صوت قلبه للبشرية من خلال كلمات" الزمن الحاضر هو الأيام الأخيرة، وكلمات الله القدير شاملة وغنية ولا مثيل لها. تجد فيها بشكل أساسي الدينونة واستعلان الإنسان والمراسيم الإدارية ووصايا عصر الملكوت، بالإضافة إلى توبيخ الله ومتطلباته ووعوده للإنسان والنبوءات وما إلى ذلك. بعد ذلك، لنقرأ مقاطع عدّة من كلمات الله بشأن توبيخ الله للإنسان ومتطلباته بالإضافة إلى عمله.

يقول الله القدير، "اليوم، أولئك الذين لديهم محبة أصيلة لي، سيتباركون؛ مباركون أولئك الذين يخضعون لي، بالتأكيد سيمكثون في ملكوتي؛ مباركون أولئك الذين يعرفوني، بالتأكيد سيتقلدون القوة في ملكوتي؛ مباركون أولئك الذين يسعون ورائي، بالتأكيد سيهربون من قيود الشيطان ويتمتَّعون بالبركة فيَّ؛ مباركون أولئك القادرون على إنكار ذواتهم، بالتأكيد سيدخلون إلى أملاكي ويرثون غنى ملكوتي. أولئك الذين يسعون من أجلي سأذكرهم، أولئك الذين يدفعون ثمنًا من أجلي سأحتضنهم بفرح، أولئك الذين يقدمون ذبائح لي، سأعطيهم متعًا. أولئك الذين يجدون متعة في كلماتي سأباركهم؛ بالتأكيد سيكونون الأعمدة التي تحمل رافدة مملكتي، بالتأكيد سيحصلون على غنى لا يضاهيه غنى في بيتي، ولا يمكن أن يتقارن أحد معهم" ("الفصل التاسع عشر" "كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد").

"مع أن يسوع قام بالكثير من العمل بين البشر، إلا أنه لم يكمل سوى فداء الجنس البشري بأسره وصار ذبيحة خطية عن الإنسان، ولم يخلص الإنسان من شخصيته الفاسدة. إن خلاص الإنسان من تأثير إبليس خلاصًا تامًا لم يتطلّب من يسوع أن يحمل خطايا الإنسان كذبيحة خطية فحسب، بل تطلّب الأمر أيضًا عملاً ضخمًا من الله لكي يخلص الإنسان تمامًا من شخصيته التي أفسدها إبليس. ولذلك بعدما نال الإنسان غفران الخطايا عاد الله ليتجسَّد لكي ما يقود الإنسان إلى العصر الجديد، ويبدأ عمل التوبيخ والدينونة، وقد أتى هذا العمل بالإنسان إلى عالم أسمى. كل مَنْ يخضع سيادة الله سيتمتع بحق أعلى وينال بركات أعظم، ويحيا بحق في النور، ويحصل على الطريق والحق والحياة.

"إن بقي الناس في عصر النعمة فلن يتحرروا أبدًا من شخصيتهم الفاسدة، ناهيك عن أنَّهم لن يعرفوا الشخصية المتأصّلة لله. إن عاش الناس دائمًا في وافر النعمة ولكنهم بدون طريق الحياة الذي يسمح لهم بمعرفة الله وإرضائه، فلن يحصلوا على الله أبدًا على الرغم من إيمانهم به. يا له من شكل بائس من الإيمان!" (– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تمهيد).

"قبل أن يُفتدى الإنسان، كان العديد من سموم الشيطان قد زُرِعَت بالفعل في داخله. وبعد آلاف السنوات من إفساد الشيطان، صارت هناك طبيعة داخل الإنسان تقاوم الله. لذلك، عندما افتُدي الإنسان، لم يكن الأمر أكثر من مجرد فداء، حيث تم شراء الإنسان بثمن نفيس، ولكن الطبيعة السامة بداخله لم تُمحَ. لذلك يجب على الإنسان الذي تلوث كثيرًا أن يخضع للتغيير قبل أن يكون مستحقًّا أن يخدم الله. من خلال عمل الدينونة والتوبيخ هذا، سيعرف الإنسان الجوهر الفاسد والدنس الموجود بداخله معرفًة كاملة، وسيكون قادرًا على التغير تمامًا والتطهُّر. بهذه الطريقة فقط يمكن للإنسان أن يستحق العودة أمام عرش الله" ("سر التجسد (4)" في الكلمة يظهر في الجسد).

"لا يبحث أحد جديًا عن خُطى الله أو ظهوره، ولا يرغب أحد في الوجود في رعاية الله وحفظه. بل بالأحرى هم على استعداد للاعتماد على فساد الشيطان والشرير من أجل التكيف مع هذا العالم ومع قواعد الحياة التي تتبعها البشرية الشريرة. عند هذه النقطة، يتم تقديم قلب الإنسان وروحه ذبيحة للشيطان ويصبحان طعامه. وعلاوة على ذلك، يصبح قلب الإنسان وروحه مكانًا يمكن للشيطان أن يقيم فيه، وملعبًا مناسبًا له. وبهذه الطريقة، يفقد الإنسان دون وعي فهمه لمبادئ كينونته كإنسان، وقيمة الوجود الإنساني والغرض منه. تتلاشى في قلب الإنسان تدريجيًا القوانين التي تأتي من الله والعهد الذي بينه وبين الإنسان، ولا يعد يسعى الإنسان في طلب الله أو يعيره الانتباه. ومع مرور الوقت، لا يفهم الإنسان لماذا خلق الله الإنسان، ولا يفهم الكلمات التي تأتي من فم الله أو يدرك كل ما يأتي من الله. يبدأ الإنسان في مقاومة قوانين الله وأحكامه؛ ويتقسى قلب الإنسان وروحه.... يفقد الله الإنسان الذي هو خلقته من الأصل، ويفقد الإنسان جذور بدايته. هذا هو حزن هذه البشرية" ("الله مصدر حياة الإنسان" في الكلمة يظهر في الجسد).

"تقدمت البشرية عبر عشرات الآلاف من السنين على امتداد التاريخ لتصل ‏لمكان وجودها اليوم. ‏ومع ذلك، فإن البشرية التي خلقتها في الأصل قد غرقت في الانحطاط منذ فترة طويلة. لقد توقفوا بالفعل عن أن يكونوا ما أريد، وبالتالي لم تعد الإنسانية، كما تظهر أمام عيني، تستحق اسم البشرية. بل بالأحرى هي حثالة البشرية التي أسرها الشيطان، والجثث الفاسدة المتحركة التي يسكنها الشيطان ويكتسي بها. الناس لا يؤمنون بوجودي مُطلقًا، ولا يرحبّون بمجيئي. لا تستجيب البشرية لطلباتي إلا على مضض، ولا تتقبلها إلا مؤقتًا، ولا تشاركني بصدق في أفراح الحياة وأحزانها. ولأن الناس يرونني غامضًا، فإنهم يتظاهرون بالابتسامة على مضض في وجهي، ويتبنون موقف التودد لمَنْ هو في السلطة. السبب في هذا أن الناس لا يعرفون عملي، ناهيك عن إرادتي في الوقت الحاضر. سأكون صادقًا معكم: عندما يأتي اليوم، ستكون معاناة أي شخص يعبدني أسهل من تلك التي تعانوها أنتم. في واقع الأمر، إن درجة إيمانكم فيَّ لا تتجاوز درجة إيمان أيوب، بل إن إيمان اليهود الفريسيين يفوق إيمانكم، ولهذا عندما يأتي يوم النار، فإن معاناتكم ستكون أشد من معاناة الفريسيين عندما وبخهم يسوع، ومن معاناة المائتين وخمسين قائدًا الذين عارضوا موسى، ومن معاناة سدوم تحت ألسنة النيران الحارقة التي دمرتها" ("ماذا يعني أن تكون إنسانًا حقيقيًا" في الكلمة يظهر في الجسد).

"لقد فقد الإنسان قلبه الذي يتقي الله بعد أن أفسده الشيطان وفقد الوظيفة التي يجب أن يمتلكها أحد مخلوقات الله، وأصبح عدوًا غير مطيع لله. عاش الإنسان تحت مُلك الشيطان واتبع أوامر الشيطان؛ وهكذا، لم يكن لدى الله طريقة للعمل بين مخلوقاته، ولم يعد قادرًا على تلقي المخافة من مخلوقاته. خلق الله الإنسان، وكان عليه أن يعبد الله، لكن أدار الإنسان ظهره لله وعَبَد الشيطان. أصبح الشيطان معبودًا في قلب الإنسان. وهكذا فقد الله مكانته في قلب الإنسان، أي أنه فقد معنى خلقته للإنسان، وهكذا لاستعادة معنى خلقته للإنسان، فعليه أن يعيد صورة الإنسان الأصلية ويُخلِّص الإنسان من شخصيته الفاسدة. لاسترداد الإنسان من الشيطان، عليه أن يُخلِّص الإنسان من الخطيئة. وبهذه الطريقة فقط يمكن استعادة صورة الإنسان الأصلية واستعادة وظيفة الإنسان الأصلية تدريجيًا، وفي النهاية يستعيد مملكته. سوف يتم أيضًا الهلاك النهائي لأبناء المعصية من أجل السماح للإنسان أن يعبد الله عبادةً أفضل وأن يعيش حياة أفضل على الأرض. بما أن الله خلق الإنسان، فيجب أن يجعل الإنسان يعبده؛ ولأنه يرغب في استعادة وظيفة الإنسان الأصلية، فيجب عليه استعادتها بالكامل، ودون أي غش. استعادة سلطانه تعني جعل الإنسان يعبده وجعل الإنسان يطيعه؛ هذا يعني أنه سوف يجعل الإنسان يعيش بسببه، ويُهلك أعداءه بسبب سلطانه؛ هذا يعني أنه سوف يجعل كل جزء منه يظل قائمًا بين الإنسانية ودون أي مقاومة من الإنسان. المملكة التي يرغب في إقامتها هي مملكته الخاصة. إن البشرية التي يرغب فيها هي بشرية تعبده، بشرية تطيعه طاعةً كاملةً وتحمل مجده. إذا لم يُخلِّص البشرية الفاسدة، فلن يتحقق معنى خلقته للإنسان؛ لن يكون له سلطان مرة أخرى بين البشر، ولن يعود لملكوته وجود على الأرض. إن لم يُهلك هؤلاء الأعداء الذين لا يطيعونه، فلن يكون قادرًا على الحصول على مجده الكامل، ولن يكون قادرًا على تأسيس مملكته على الأرض. هذه هي رموز الانتهاء من عمله ورموز إنجاز عمله العظيم: أن يُهلك تمامًا أولئك الذين لا يطيعونه بين البشر، وأن يُحضر أولئك الذين تَكَمَّلوا إلى الراحة" ("الله والإنسان سيدخلان الراحة معًا" في الكلمة يظهر في الجسد).

"أنتَ تعرف فقط أن يسوع سينزل في الأيام الأخيرة، ولكن كيف سينزل؟ خاطئ مثلك، نال الفداء للتو، ولم يغيره الله أو يكمِّله. هل يمكنه أن يكون بحسب قلب الله؟ إنك ترى، كإنسان محصور في ذاتك العتيقة، أن يسوع خلّصك حقًا، وأنك لا تُحسب خاطئًا بسبب خلاص الله، ولكن هذا لا يثبت أنك لست خاطئًا أو نجسًا. كيف يمكنك أن تكون مقدسًا إن لم تتغير؟ أنت في داخلك نجس وأناني ووضيع، وما زلت ترغب في النزول مع يسوع – لا بد من أنك محظوظ للغاية! لقد فقدتَ خطوة في إيمانك بالله: أنت مجرد شخص نال الفداء ولكنك لم تتغير. لكي تكون بحسب قلب الله، يجب على الله أن يقوم شخصيًا بعمل تغييرك وتطهيرك؛ إن لم تنل سوى الفداء، ستكون عاجزًا عن الوصول للقداسة. وبهذه الطريقة لن تكون مؤهلاً لتتشارك في بركات الله الصالحة، لأنك فقدت خطوة من عمل الله في تدبير البشر، وهي خطوة أساسية للتغيير والتكميل. ولذلك أنت، كخاطئ فُديت فحسب، عاجز عن ميراث إرث الله مباشرةً" ("بخصوص الألقاب والهوية" في الكلمة يظهر في الجسد).

"يجب أن تعرف النوعية التي أرغب فيها من الناس؛ فليس مسموحًا لغير الأنقياء بدخول الملكوت، وليس مسموحًا لغير الأنقياء بتلويث الأرض المقدسة. مع أنك ربما تكون قد قمتَ بالكثير من العمل، وظللت تعمل لسنواتٍ كثيرة، لكنك في النهاية إذا ظللتَ دنسًا بائسًا، فمن غير المقبول بحسب قانون السماء أن ترغب في دخول ملكوتي! منذ تأسيس العالم وحتى اليوم، لم أقدم مطلقًا مدخلاً سهلاً إلى ملكوتي لأولئك الذين يتملقوني؛ فتلك قاعدة سماوية، ولا يستطيع أحد أن يكسرها! يجب أن تَسْعَى نحو الحياة. إن الذين سوف يُكمَّلون اليوم هم أولئك الذين من نفس نوعية بطرس؛ إنهم أولئك الذين ينشدون تغييرات في شخصيتهم، ويرغبون في الشهادة لله والاضطلاع بواجبهم بوصفهم خليقته. لن يُكمَّل إلا أناس كأولئك. إذا كنتَ فقط تتطلع إلى مكافآتٍ، ولا تنشد تغيير شخصية حياتك، فسوف تذهب كل جهودك سُدى، وهذه حقيقة راسخة!" ("النجاح أو الفشل يعتمدان على الطريق الذي يسير الإنسان فيه" في الكلمة يظهر في الجسد).

فيما يتعلق بعمل دينونة الله القدير في عصر الملكوت، لنقرأ مقاطع متعددة من كلمات الله القدير. "في الأيام الأخيرة سيستخدم المسيح مجموعة من الحقائق المتنوعة لتعليم الإنسان كاشفًا جوهره ومُمحّصًا كلماته وأعماله. تضم هذه الكلمات حقائق متنوعة مثل واجب الإنسان، وكيف يجب عليه طاعة الله، وكيف يكون مواليًا لله، وكيف يجب أن يحيا بحسب الطبيعة البشرية، وأيضًا بحكمة الله وشخصيته، وما إلى ذلك. هذه الكلمات جميعها موجَّهة لجوهر الإنسان وشخصيته الفاسدة؛ وبالأخص تلك الكلمات التي تكشف كيفية ازدراء الإنسان لله، تعبّر عن كيفية تجسيد الإنسان للشيطان وكونه قوة معادية لله. في قيام الله بعمل الدينونة، لا يكتفي بتوضيح طبيعة الإنسان من خلال بضع كلمات؛ وحسب، إنما يكشفها ويتعامل معها ويهذّبها على المدى البعيد. ولا يمكن الاستعاضة عن طرق الكشف والتعامل والتهذيب هذه بكلمات عادية، بل بالحق الذي لا يقتنيه الإنسان على الإطلاق. تعتبر الوسائل من هذا النوع دون سواها دينونة ومن خلال هذه الدينونة وحدها يمكن إخضاع الإنسان واقتناعه اقتناعًا كاملاً بالخضوع لله؛ لا بل ويمكن للإنسان نفسه اكتساب معرفة حقيقية عن الله. يؤدي عمل الدينونة إلى تعرُّف الإنسان على الوجه الحقيقي لله وعلى حقيقة تمرّده أيضًا. يسمح عمل الدينونة للإنسان باكتساب فهمٍ أعمق لمشيئة الله وهدف عمله والأسرار التي يصعب على الإنسان فهمها. كما ويسمح للإنسان بمعرفة وإدراك جوهره الفاسد وجذور فساده، إلى جانب اكتشاف قبح الإنسان. هذه هي آثار عمل الدينونة، لأن جوهر هذا العمل هو فعليًا إظهار حق الله وطريقه وحياته. لكل المؤمنين به، وهذا العمل هو عمل الدينونة الذي يقوم به الله" ("المسيح يقوم بعمل الدينونة بالحق" في الكلمة يظهر في الجسد).

"الله يعمل عمل الدينونة والتوبيخ حتى يعرفه الإنسان، ومن أجل شهادته. بدون دينونته لشخصية الإنسان الفاسدة، لن يعرف الإنسان شخصية الله البارة التي لا تسمح بالإثم، ولن يمكنه تحويل معرفته القديمة بالله إلى معرفة جديدة. ومن أجل شهادته، ومن أجل تدبيره، فإنه يجعل كينونته معروفة بكليتها، ومن ثمَّ يُمكِّن الإنسان من الوصول لمعرفة الله وتغيير شخصيته، وأن يشهد شهادة مدوية لله من خلال ظهور الله على الملأ. يتحقق التغيير في شخصية الإنسان من خلال أنواع مختلفة من عمل الله. وبدون هذه التغييرات في شخصية الإنسان، لن يتمكن الإنسان من الشهادة لله، ولا يمكن أن يكون بحسب قلب الله. تدل التغييرات التي تحدث في شخصية الإنسان على أن الإنسان قد حرَّر نفسه من عبودية الشيطان، وقد حرَّر نفسه من تأثير الظُلمة، وأصبح حقًا نموذجًا وعينة لعمل الله، وقد أصبح بحق شاهدًا لله، وشخصًا بحسب قلب الله" ("لا يستطيع الشهادة لله إلا أولئك الذين يعرفون الله" في الكلمة يظهر في الجسد).

"في عمله الأخير باختتام العصر، شخصية الله هي شخصية توبيخ ودينونة، وفيها يكشف كل ما هو آثم بهدف إدانة جميع الشعوب علانيةً، وتكميل أولئك الذين يحبونه بقلب مخلص. شخصية مثل هذه فقط يمكنها إنهاء العصر. الأيام الأخيرة قد حلَّت بالفعل. كل الأشياء في الخليقة ستُصنف وفقًا لنوعها، وستُقسم إلى فئات مختلفة بناءً على طبيعتها. هذا هو الوقت الذي يكشف الله فيه عن مصير الناس ووجهتهم. لو لم يخضع الناس للتوبيخ والدينونة، لن تكون هناك طريقة لكشف عصيانهم وعدم برهم. فقط من خلال التوبيخ والدينونة يمكن أن يُعلن بوضوح مصير الخليقة كلها. يُظهِر الإنسان فقط ألوانه الحقيقية عندما يُوبَّخ ويُدان. الشرير سيُوضعُ مع الأشرار، والصالح مع الصالحين، وسيُصنَّف جميع البشر بحسب نوعهم. من خلال التوبيخ والدينونة، ستُعلن نهاية كل الخليقة، حتى يُعاقب الشرير ويُكافأ الصالح، ويصير جميع الناس خاضعين لسيادة الله. يجب أن يتحقق كل العمل من خلال التوبيخ والدينونة البارَين. لأن فساد الإنسان قد بلغ ذروته وعصيانه قد صار خطيرًا على نحو متزايد، فقط شخصية الله البارة، التي تشمل التوبيخ والدينونة، والتي ستنكشف أثناء الأيام الأخيرة، يمكنها أن تغيِّر الإنسان وتكمّله. فقط هذه الشخصية بإمكانها كشف الشر ومن ثمّ تعاقب بشدة كل الأشرار. ... في الأيام الأخيرة، فقط الدينونة البارة يمكنها أن تصنف الإنسان بحسب نوعه وأن تُحضِرُ الإنسان إلى عالم جديد. بهذه الطريقة، ينتهي العصر بأكمله من خلال شخصية الله البارة القائمة على التوبيخ والدينونة" ("رؤية عمل الله (3)" في الكلمة يظهر في الجسد).

"هل تدركون الآن ماهية الحق والدينونة؟ إن أدركتم هذا فأنا أحثكم على أن تخضعوا بطاعة للدينونة وإلا فلن تنالوا الفرصة أبداً كي تُزكّوا من قبل الله أو تدخلوا ملكوته. أما أولئك الذين يقبلون الدينونة فقط ولكن لا يمكن أبدًا تطهيرهم، أقصد الذين يهربون في منتصف عمل الدينونة، سيمقتهم الله ويرفضهم إلى الأبد. خطاياهم أكثر وأعظم من خطايا الفريسيين؛ لأنهم خانوا الله وتمرّدوا عليه. أولئك الأشخاص الذين ليسوا أهلاً حتى لأن يؤدوا الخدمة سينالون أشد، عقاب أبدي. لن يعفو الله عن أي خائن أظهر ولاءه بالكلمات وخان الله بعد ذلك. فمثلُ هؤلاء سينالون عقاب الروح والنفس والجسد. أوليس هذا بالتحديد إعلان عن شخصية الله البارّة؟ أوليس هذا هو الهدف الإلهي من دينونة الإنسان وإظهار حقيقته؟ إن الله في وقت الدينونة يودع جميع من قاموا بمثل هذه الأعمال الأثيمة مكانًا يضج بالأرواح الشريرة، ويسمح لتلك الأرواح الشريرة بسحق أجسادهم لتفوح منها روائح الجثث الكريهة، وهذا عقابهم العادل. يُدوّن الله في أسفار هؤلاء المؤمنين المزيّفين الخائنين، والرسلَ والعاملين الكذبة كلَّ ما اقترفوه من خطايا؛ وعندما يحين الوقت المناسب يلقي بهم وسط الأرواح النجسة لتنجس أجسادهم كما يحلو لها فلا يعودوا يأخذون أجسادًا من جديد ولا يرون النور أبدًا. أولئك المراؤون الذين خدموا لبعض الوقت ولم يستطيعوا البقاء أوفياء حتى النهاية يحسبهم الله من بين الأشرار ليتبعوا مشورتهم ويصبحوا جزءًا من جماعتهم المتمرّدة وفي النهاية يقوم بإبادتهم. لا يبالي الله بأولئك الأشخاص بل يطرحهم جانبًا الذين لم يكونوا أوفياء أبدًا للمسيح ولم يبذلوا أي جهد يُذكر، إذ أن الله سيبيدهم جميعًا بتغيير العصور. لن يستمرّوا في البقاء على الأرض ولن يدخلوا ملكوت الله. أولئك الأشخاص الذين لم يكونوا أوفياء أبدًا لله ولكن أجبرتهم الظروف على التعامل معه بصورة روتينية يُحسبون من بين الأشخاص الذين قدموا خدمة لشعب الله، وفقط عدد صغير منهم سينجو بينما ستفنى الأغلبية مع أولئك غير المؤهلين حتى لأداء الخدمة. وفي النهاية سُيدخل الله إلى ملكوته من تحلّوا بفكره برفقة شعبه وأبناءه والذين سبق فعيّنهم ليكونوا كهنةً. هذه هي ثمرة عمل الله. أما أولئك الأشخاص الذين لا يندرجون تحت أية فئة سبق فوضعها الله سيُحسبون مع غير المؤمنين، ويُمكنكم تخيُّل نهايتهم. لقد قلت لكم بالفعل كل ما يجب عليَّ قوله؛ الطريق الذي ستختارونه هو قراركم الخاص. وما عليكم إدراكه هو أن عمل الله لا ينتظر أبدًا من يتخلّفون عن اللحاق به وشخصية الله البارة لن تُظهر أية رحمة لأي إنسان" ("المسيح يقوم بعمل الدينونة بالحق" في الكلمة يظهر في الجسد).

لنقرأ مقطعًا من المراسيم الإدارية الصادرة عن الله القدير في عصر الملكوت.

"المراسيم الإدارية العشرة التي يجب على شعب الله المختار طاعتها في عصر الملكوت

1. لا يجب على الإنسان أن يعظم نفسه ولا يمجدها. ينبغي أن يعبد الله ويمجده.

2. ينبغي عليك أن تفعل أي شيء نافع لعمل الله، ولا تفعل أي شيء ضار لمصالح عمل الله. ينبغي عليك أن تدافع عن اسم الله وشهادته وعمله.

3. المال والأشياء المادية وكل الممتلكات في بيت الله هي تقدمات ينبغي على الإنسان تقديمها. هذه التقدمات لا ينبغي أن يتمتع بها أحد إلا الله والكاهن، لأن تقدمات الإنسان هي مسرة لله، والله يشارك هذه التقدمات فقط مع الكاهن، ولا أحد غير ذلك مؤهل أو يحق له التمتع بأي جزء منها. كل تقدمات الإنسان (بما في ذلك المال والأشياء التي يمكن التمتع بها ماديًّا) تُقدم لله وليس للإنسان. لذلك لا ينبغي على الإنسان التمتع بهذه الأشياء؛ وإن كان الإنسان ليتمتع بها، فهو بذلك يسرق التقدمات. أي شخص يفعل ذك هو بمثابة يهوذا الإسخريوطي، لأنه بالإضافة لكونه خائنًا، كان يهوذا يسرق مما يوضع في الخزانة.

4. للإنسان شخصية فاسدة بالإضافة إلى أن المشاعر تمتلكه. ومن ثم، ممنوع قطعًا على عضوين من جنسين مختلفين (ذكر وأنثى) أن يعملا معًا أثناء خدمة الله. إن تم اكتشاف شخص يفعل هذا سيتم طرده، بلا استثناء - ولا أحد مستثنى من هذا.

5. لا يجب عليك إصدار حكم على الله، ولا مناقشة الأمور المتعلقة بالله بصورة عرضية. ينبغي عليك أن تفعل ما ينبغي على الإنسان فعله، وتتكلم كما ينبغي على الإنسان أن يتكلم، ولا يجب عليك أن تتجاوز حدودك أو تتعداها. احفظ لسانك واحرص على خطاك. كل هذا سيمنعك من أن تفعل أي شيء يسيء لشخصية الله.

6. ينبغي عليك أن تفعل ما ينبغي على الإنسان فعله، وتؤدي التزاماتك، وتوفي بمسؤولياتك، وتلتزم بواجبك. بما أنك تؤمن بالله، ينبغي عليك أن تساهم في عمله؛ وإن لم تفعل، فأنت لا تصلح لأكل وشرب كلمات الله، ولا تصلح للعيش في بيت الله.

7. في عمل وشؤون الكنيسة، إلى جانب طاعة الله، يجب عليك أن تتبع إرشادات الإنسان الذي يستخدمه الروح القدس في كل شيء تفعله. حتى أدنى مخالفة غير مقبولة. يجب أن تقدم امتثالك المطلق، ولا تحلل ما هو صواب وما هو خطأ؛ الصواب والخطأ لا يتعلق بك. عليك فقط أن تهتم بطاعتك الكاملة.

8. ينبغي على الناس الذين يؤمنون بالله أن يطيعوا الله ويعبدوه. لا ينبغي عليك أن تُمَجِد أي شخص أو تُرفِّعه؛ ولا ينبغي عليك أن تعطي المكانة الأولى لله، والمكانة الثانية للناس الذين تقدرهم، والمكانة الثالثة لنفسك. لا ينبغي لأي شخص أن يشغل مكانًا في قلبك، ولا يجب عليك اعتبار الناس – وبالأخص الذين تُبَجِلَهم – ليكونوا على قدم المساواة مع الله. هذا أمر لا يتسامح الله معه.

9. يجب أن تنصب أفكارك على عمل الكنيسة. وينبغي عليك أن تتخلى عن تطلعات جسدك، وتكون حاسمًا في الأمور العائلية، وتكرس قلبك بالكامل لعمل الله، وتضع عمل الله أولاً وحياتك الشخصية ثانيًا. هذه هي لياقة القديس.

10. لا ينبغي إجبار القريب غير المؤمن (أبناؤك، زوجتك/ زوجك، أخواتك، أبواك، وخلافه) على دخول الكنيسة. بيت الله لا ينقصه أعضاء، ولا حاجة لتشكيل أعضاء من أناس بلا منفعة. كل من لا يؤمنون يجب إخراجهم من الكنيسة بسرور. هذا المرسوم موجه لكل الناس. في هذا الأمر يجب عليكم فحص وتدقيق وتذكير بعضكم البعض، ولا يجب على أحد انتهاك هذا المرسوم. وحتى عندما يدخل أقرباء غير مؤمنين إلى الكنيسة باستياء، لا يجب إصدار كتب لهم أو إعطاؤهم اسمًا جديدًا؛ هؤلاء الناس ليسوا من عائلة الله، ويجب منعهم من دخول الكنيسة بأية وسيلة ضرورية. إن حدثت متاعب في الكنيسة بسبب هجوم الشياطين، فأنت نفسك ستُطرد من الكنيسة، أو سيتم فرض قيود عليك. باختصار، كل شخص يتحمل مسؤولية تجاه هذا الأمر، ولكن عليك أيضًا ألا تكون متهورًا، أو تستغل هذا الأمر لتصفية حساباتك الشخصية. ("المراسيم الإدارية العشرة التي يجب على شعب الله المختار طاعتها في عصر الملكوت" في الكلمة يظهر في الجسد).

"سأعجِّل بغضبي على أممه، وأعلن مراسيمي الإدارية في أرجاء الكون، وألقي بالتوبيخ على كل مَنْ ينتهكها.

"ما أن ألتفت بوجهي للكون لأتكلم، تسمع البشرية جميعها صوتي، فترى كافة الأعمال التي فعلتها عبر الكون. أولئك الذين يسيرون ضد مشيئتي، أي أولئك الذين يقاوموني بأعمال الإنسان، سيقعون تحت توبيخي. سآخذ النجوم العديدة في السماوات وأجعلها جديدة، وبفضلي ستتجدد الشمس ويتجدد القمر – لن تعود السماوات كما كانت؛ إذ ستتجدّد أشياء لا تُحصى على الأرض. الكل سيصير كاملاً من خلال كلماتي. سوف تُقسّم الشعوب العديدة داخل الكون من جديد وتُستبدل بشعبي، حتى تختفي الشعوب الموجودة على الأرض إلى الأبد وتصير أمةً واحدةً تعبدني؛ ستفنى جميع الشعوب على الأرض، ولن توجد فيما بعد. أما من جهة البشر الذين في الكون، فسيفنى كل مَنْ ينتمون للشيطان؛ وسيسقط كل مَنْ يعبدون الشيطان تحت ناري الحارقة، أي إنه، باستثناء مَنْ هم الآن داخل التيار، سيتحول الباقون إلى رماد. عندما أوبخ العديد من الشعوب، سيعود أولئك الذين في العالم الديني إلى ملكوتي بدرجات مختلفة، وتُخضعهم أعمالي، لأنهم سيرون مجيء القدوس راكبًا على سحابة بيضاء. كل البشرية ستتبع نوعها، وستنال توبيخات تختلف وفقًا لما فعله كل واحد. أولئك الذين وقفوا ضدي سيهلكون جميعًا؛ وأولئك الذين لم تتضمني أعمالهم على الأرض، سيستمرون في الحياة على الأرض تحت حكم أبنائي وشعبي، بسبب الطريقة التي برّؤوا بها أنفسهم. سأعلن عن نفسي للعديد من الشعوب والأمم، وسأصدر صوتي على الأرض لأعلن اكتمال عملي العظيم لجميع البشر ليروا بأعينهم" ("الفصل السادس والعشرون" "كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد").

"في الملكوت، تبدأ أمور الخليقة التي لا تحصى في الانتعاش وإعادة اكتساب قوة حياتها. بسبب التغيرات في حالة الأرض، تبدأ الحدود بين أرض وأخرى في الانتقال. لقد تنبأت في السابق: عندما تنفصل أرض عن الأخرى، وتتحد أرض مع أخرى، سيكون قد حان وقت سحق الأمم لقطع صغيرة. في هذا الوقت، سأجدد كل الخليقة وأعيد تقسيم الكون بأسره، وأقوم بترتيب الكون، وتحويله من حالته القديمة إلى حالة جديدة. هذه هي خطتي. هذه هي أعمالي. عندما ترجع كل شعوب وأمم العالم أمام عرشي، سآخذ كل غنى السماء وأمنحه للعالم البشري، فينعم بوفرة لا مثيل لها بفضلي" ("الفصل السادس والعشرون" "كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد").

"عندما يكتمل كلامي، يتشكّل الملكوت على الأرض تدريجيًا، ويعود الإنسان تدريجيًا إلى الحالة الطبيعية، وهكذا يتأسس هناك على الأرض الملكوت الموجود في قلبي. وفي الملكوت، يستردّ كل شعب الله حياة الإنسان العادي. يمضي الشتاء القارس، ويحل محله عالم من مدن الربيع، حيث يمتد الربيع طوال العام. ولا يعود الناس يواجهون عالم الإنسان الكئيب البائس، ولا يعودون إلى تحمُّل البرودة الشديدة لعالم الإنسان. لا يتقاتل البشر مع بعضهم بعضًا، ولا تشن الدول حروبًا ضد بعضها بعضًا، ولا توجد أشلاء ودماء تتدفق منها مرة أخرى؛ تمتلئ كل الأراضي بالسعادة، ويسود الدفء بين البشر في كل مكان" ("الفصل العشرون" "كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد").

"عندما يتم استعادة البشرية إلى شكلها الأصلي، وعندما تستطيع البشرية أن تؤدي واجباتها، وأن تحتفظ بمكانها وتطيع كل ترتيبات الله، سيكون الله قد حصل على مجموعة من الناس الذين يعبدونه على الأرض، وسيكون قد أسس أيضًا مملكة تعبده على الأرض. سيكون قد حقق انتصارًا أبديًا على الأرض، وسيهلك إلى الأبد أولئك الذين يعارضونه. هذا سوف يُعيد قصده الأصلي من خلق الإنسان؛ وسوف يُعيد قصده من خلق كل الأشياء، وسوف يُعيد أيضًا سلطانه على الأرض، وسلطانه وسط كل الأشياء وسلطانه بين أعدائه. هذه هي رموز انتصاره الكامل. من الآن فصاعدًا ستدخل البشرية الراحة وتدخل إلى حياة تتبع الطريق الصحيح، وسوف يدخل الله أيضًا الراحة الأبدية مع الإنسان ويدخل في حياة أبدية يشترك فيها الله والإنسان. سيختفي الدنس والعصيان على الأرض، كما سيختفي العويل على الأرض. لن يُوجد كل ما يعارض الله على الأرض. سيبقى الله وحده وهؤلاء الناس الذين خلَّصهم؛ وحدها خليقته ستبقى" ("الله والإنسان سيدخلان الراحة معًا" في الكلمة يظهر في الجسد).

الآن بعد أن سمعنا كلمات الله القدير، رأينا أن الله القدير والرب يسوع واحد. فكلاهما الله المتجسد الذي يسكن في الأعالي ويخاطب البشرية. ويكشف كلاهما عن شخصية الله وجوهره القدوس. ويعلنان بذلك عن سلطان الله وهويته بشكل كامل. من كلمات الرب يسوع لدينونة الفريسيين وكشفهم وكلمات الله القدير لدينونة البشرية الفاسدة وكشفها، نرى أن الله يكره الخطيئة ويزدري فساد البشرية. ونرى شخصية الله البارّة والمقدسة، وندرك أن الله يلاحظ أعماق قلب الإنسان. ففسادنا مألوف لديه ويعرفه جيدًا. من توبيخ الرب يسوع والله القدير ومتطلباتهما من البشر، نرى توقعات الله للبشرية، يحب الله الصادقين ويبارك أولئك الذين يكرسون أنفسهم له بصدق. يُظهر لنا ذلك اهتمام الله بالبشرية وخلاصها. من وعود الرب يسوع والله القدير للبشرية، نرى محبة الله للبشرية، وأيضًا نرى السلطان والقوة التي يحكم بها الله على مصير البشرية ويسيطر على كل شيء. تتشابه أقوال الرب يسوع والله القدير في أسلوبها وطريقة الحديث، وكلاهما إعلان لشخصية الله. يظهر ذلك هوية الله وجوهره بوضوح. لنفكر: من غير الخالق يستطيع أن يعلن الكلام لجميع البشر؟ من يستطيع أن يعلن بشكل مباشر عن إرادة الله ويأمر البشر؟ من يستطيع تحديد نهاية الإنسان؟ من بامكانه التحكم في حياة الإنسان أو موته؟ من يستطيع التحكم في نجوم الكون، وله السيادة على كل الأشياء؟ من غير الله يستطيع أن يرى حقيقة جوهر البشرية الفاسدة؟ من يستطيع أن يكشف عن الطبيعة الشيطانية الكامنة في أعماق قلوبنا؟ من يستطيع أن يتمم عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة ويخلصنا كليًا من تأثير الشيطان؟ يملك الخالق وحده هذا السلطان والقوة! تكشف كلمات الله القدير بشكل مثالي عن سلطان الله وهويته الفريدة. بعد سماع كلمات الله القدير، نشعر جميعنا بهذا اليقين في قلوبنا: أعلن الله جميع هذه الكلمات، إنها صوت الله. إنّها كلّها الحقائق التي أعلنها الخالق أثناء عمل الدينونة في الأيام الأخيرة. ولد في قلوبنا على الفور خشوع حقيقي لله. هل لديكم نفس الشعور بعد سماع كلمات الله القدير؟ يبرهن ذلك بشكل كاف أن كلمات الله القدير وكلمات الرب يسوع تأتي من نفس المصدر. فكلاهما إعلان لروح واحد. إنها أقوال إله واحد موجهة للبشرية في عصور مختلفة. يتمّم الله القدير عمل الدينونة في الأيام الأخيرة بدءًا من بيت الله على أساس عمل الرب يسوع الفدائي. يعلن الله القدير عن كل الحقائق لخلاص البشرية وتطهيرها، ويكشف جميع أسرار خطة تدبير الله لخلاص البشرية، ويخبرنا بوضوح عن جوهر جوانب الحق المختلفة. تفتح هذه الأمور عيوننا وتقنعنا تمامًا. أتمّت كلمة الله القدير وعمله كل النبوءات عن الرب يسوع وأكملتها. في جميع الكلمات التي أعلنها الله القدير لعمل الدينونة في الأيام الأخيرة، نتعرف إلى صوت الله، ونتيقن أنّ الله القدير هو عودة الرب يسوع، الإله الوحيد الحقيقي الذي خلق السموات والأرض وكل الأشياء، والذي يأتي ليتمم عمل الدينونة في الأيام الأخيرة. يأتي لينهي حكم الشيطان على الأرض، عصر الشر والظلمة، وليبدأ حكم الله على الأرض، عصر المُلك الألفي. وهذا يحقق أمنيتنا الجميلة للدخول إلى ملكوت السماوات.

من "أسئلة وأجوبة كلاسيكية عن إنجيل الملكوت"

الإجابة: كيف يمكننا أن نسمع صوت الله؟ لا يعتمد هذا الأمر على سمو صفاتنا أو طول خبرتنا. عندما نؤمن بالرب يسوع، ما الذي نشعر به عندما نسمع الكثير من كلماته؟ بالرغم من أننا نفتقر إلى الخبرة والمعرفة بكلمات الرب، متى سمعناها نشعر أنها هي الحق، وأن لها قوة وسلطان. فكيف ينشأ هذا الشعور؟ هل هو نتاج خبرتنا؟ إنها نتيجة للإلهام والحدس. يكفي هذا للتدليل على أن الناس الذين لهم قلوب وأرواح يستطيعون أن يشعروا أن كلمات الله لها قوة وسلطان، وهذا هو سماع صوت الله. فضلاً عن ذلك، يكمن أكبر فرق بين صوت الله وصوت الإنسان في أن صوت الله هو الحق وفيه قوة وسلطان، ونستطيع أن نشعر به حالما سمعناه. وبغض النظر عما إذا كنا نستطيع أن نعبر عنه بالكلمات، فهذا الشعور واضح. من الأسهل أن نميِّز صوت الإنسان، فحالما سمعناه نشعر أنه واضح ومفهوم. ولا نشعر بأي قوة أو سلطان في كلمات الإنسان، كما أننا لا نستطيع أن نؤكد أنها هي الحق. هذا هو أكبر فرق بين كلمات الله وكلمات الإنسان. على سبيل المثال، نحن نرى أن كلمات الرب يسوع فيها قوة وسلطان، وحالما نسمعها نستطيع أن نؤكد أنها هي الحق. فهي عميقة وعجيبة وتفوق مقاييس البشر. والآن دعونا نقرأ كلمات الرسل في الكتاب المقدس. فبالرغم من أن معظمها نتيجة لاستنارة الروح القدس ليس لها قوة أو سلطان. فهي ببساطة كلمات صحيحة، وليست أكثر من كلمات تفيد البشر. دعونا أيضًا نتساءل: هل يستطيع أي إنسان أن ينطق بالكلمات التي قالها الرب يسوع؟ إنسان يستطيع ذلك. وهذا يؤكد أن كلمات الرب يسوع هي صوت الله. من خلال عقد مثل هذه المقارنات، ألا يمكننا أن نميِّز بين صوت الله وصوت الإنسان؟

دعونا نقرأ بعض كلمات الله القدير، ونسمع ما إذا كانت هي الحق وصوت الله أم لا، يقول الله القدير، "إنني أقوم بعملي في جميع أنحاء الكون، وفي الشرق، تنطلق صدامات مُدوّية بلا توقف، لتهز كل الأمم والطوائف. إن صوتي هو الذي قاد كل الناس إلى الحاضر. سأجعل كل الناس يخضعون لصوتي، وينجرفون في هذا التيار، ويخضعون أمامي، لأنه قد مرّ وقت طويل منذ أن اسْتَعَدْتُ مجدي من كل الأرض وأعدت إطلاقه من جديد في الشرق. من ذا الذي لا يشتاق لرؤية مجدي؟ من ذا الذي لا ينتظر بفارغ الصبر عودتي؟ مَن ذا الذي لا ينتظر مُتعطّشًا لظهوري الثاني؟ مَن ذا الذي لا يشتاق لجمالي؟ مَن ذا الذي لن يأتي إلى النور؟ مَن ذا الذي لن يتطلَّع لغنى كنعان؟ من ذا الذي لن يشتاق لعودة الفادي؟ من ذا الذي لا يُعجب بالقدير العظيم؟ سينتشر صوتي عبر الأرض؛ إنني أرجو، عندما يقف أمامي شعبي المختار، أن أتحدَّث إليهم بالمزيد من الكلمات.إنني أتكلم بكلماتي للكون كله وللبشرية مثل الرعود القوية التي تهز الجبال والأنهار. وهكذا صارت الكلمات في فمي كنزًا للإنسان، وكل البشر يقدّرون كلامي. يومض البرق من الشرق قاطعًا طريقه إلى الغرب. وهكذا هي كلماتي حتى أنَّ الإنسان يكره أن يتخلَّى عنها، وفي ذات الوقت يُدرِكُ أنه لا يستطيع سبر أغوارها، لكنَّهُ يبتهج بها أكثر فأكثر. يبتهج ويفرح جميع البشر احتفالًا بقدومي كاحتفالهم بمولود جديد. وبواسطة صوتي، سأجمع كل البشر أمامي. ومن ذلك الحين فصاعدًا، سأدخل رسميًا في الجنس البشري لكي يأتوا ليعبدوني. ومع المجد الذي يسطع مني والكلمات التي ينطقها فمي، سأجعل كل الناس يأتون أمامي ويرون أن البرق يومض من الشرق وأنني قد نزلتُ أيضًا على 'جبل الزيتون' في الشرق. سيرون أنني كنت لفترة طويلة على الأرض، ليس كابن اليهود فيما بعد بل كبرق الشرق. لأنه قد مر زمنُ طويل منذ أن قُمتَ من الأموات، وقد رحلت من وسط البشر، ثم عدتُ للظهور بمجد بين الناس. أنا هو مَن كان يُعبَدُ لعصور لا تُحصى قبل الآن، كما أنني أيضًا الرضيع المهجور من قِبَل بني إسرائيل منذ أزمنة لا حصر لها قبل الآن. كذا فإنني أنا الله القدير كلي المجد في العصر الحاضر! ليأت الجميع أمام عرشي ويرون وجهي المجيد، ويسمعون صوتي، ويتطلَّعون إلى أعمالي. هذا هو مُجمَل إرادتي؛ إنها نهاية خطَّتي وذروتها، وكذا فهي غاية تدبيري. لتتعبَّد ليّ كل أمَّةٍ، ويعترف بيّ كل لسانٍ، وليضع كل إنسانٍ إيمانه بيّ، وليخضع ليّ كل شعبٍ!" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. دويُّ الرعود السبعة – التنبؤ بأن إنجيل الملكوت سينتشر في جميع أنحاء الكون).

"ما أن ألتفت بوجهي للكون لأتكلم، تسمع البشرية جميعها صوتي، فترى كافة الأعمال التي فعلتها عبر الكون. أولئك الذين يسيرون ضد مشيئتي، أي أولئك الذين يقاوموني بأعمال الإنسان، سيقعون تحت توبيخي. سآخذ النجوم العديدة في السماوات وأجعلها جديدة، وبفضلي ستتجدد الشمس ويتجدد القمر – لن تعود السماوات كما كانت؛ إذ ستتجدّد أشياء لا تُحصى على الأرض. الكل سيصير كاملاً من خلال كلماتي. سوف تُقسّم الشعوب العديدة داخل الكون من جديد وتُستبدل بشعبي، حتى تختفي الشعوب الموجودة على الأرض إلى الأبد وتصير أمةً واحدةً تعبدني؛ ستفنى جميع الشعوب على الأرض، ولن توجد فيما بعد. أما من جهة البشر الذين في الكون، فسيفنى كل مَنْ ينتمون للشيطان؛ وسيسقط كل مَنْ يعبدون الشيطان تحت ناري الحارقة، أي إنه، باستثناء مَنْ هم الآن داخل التيار، سيتحول الباقون إلى رماد. عندما أوبخ العديد من الشعوب، سيعود أولئك الذين في العالم الديني إلى ملكوتي بدرجات مختلفة، وتُخضعهم أعمالي، لأنهم سيرون مجيء القدوس راكبًا على سحابة بيضاء. كل البشرية ستتبع نوعها، وستنال توبيخات تختلف وفقًا لما فعله كل واحد. أولئك الذين وقفوا ضدي سيهلكون جميعًا؛ وأولئك الذين لم تتضمني أعمالهم على الأرض، سيستمرون في الحياة على الأرض تحت حكم أبنائي وشعبي، بسبب الطريقة التي برّؤوا بها أنفسهم. سأعلن عن نفسي للعديد من الشعوب والأمم، وسأصدر صوتي على الأرض لأعلن اكتمال عملي العظيم لجميع البشر ليروا بأعينهم

... عندما خلقتُ العالم، شكَّلتُ كل الأشياء وفقًا لنوعها، وجمعتُ كل الأشياء التي لها هيئة مرئية مع بعضها في نفس النوع. وإذ توشك خطة تدبيري على النهاية، سأستعيد حالة الخليقة السابقة، وسأستعيد كل شيء للطريقة التي كان عليها بالأصل، وأغيّر كل شيء تغييرًا عميقًا، حتى تعود كل الأشياء إلى مهد خطتي. لقد حان الوقت! وأوشكت المرحلة الأخيرة من خطتي على التحقق. آه، أيها العالم القديم النجس! ستقع بالتأكيد تحت كلامي! ستصير إلى العدم بالتأكيد بسبب خطتي! آه، يا أيتها الأشياء التي لا تحصى في الخليقة! ستحصلين على حياة جديدة داخل كلامي، إذ لكِ الآن إله متسيّد! آه، أيها العالم الجديد النقي الذي بلا عيب! ستحيا بكل تأكيد في مجدي! آه، يا جبل صهيون! لن تسكت فيما بعد. لقد عدتُ في نصرة! من وسط الخليقة، سأمحّص الأرض كلها. قد بدأت الخليقة على الأرض حياةً جديدة، ونالت رجاءً جديدًا. آه، يا شعبي! كيف لا يمكنك أن ترجع إلى الحياة وسط نوري؟ كيف لا تطفر في فرح تحت إرشادي؟ الأراضي تصرخ في ابتهاج، والمياه تغني ضاحكة في مرحٍ! آه، يا إسرائيل المُقام! كيف لا تشعر بفخر بفضل سبْق تعييني؟ مَنْ بكى؟ مَنْ انتحب؟ إسرائيل القديم لم يعد موجودًا، وإسرائيل اليوم قد نهض في قلوب جميع البشر. سيحصل إسرائيل اليوم بالتأكيد على مصدر الوجود من خلال شعبي! آه، يا مصر الكريهة! بالتأكيد لن تصمدي ضدي؟ كيف يمكنكِ أن تستغلي رحمتي وتحاولي الهرب من توبيخي؟ كيف لا توجدين في وسط توبيخي؟ سيعيش كل مَنْ أحبهم بالتأكيد إلى الأبد، وسأوبّخ إلى الأبد بالتأكيد جميع مَنْ وقفوا ضدي. ولأنني إله غيور، لن أعفي البشر من كل ما فعلوه. سأراقب الأرض كلها، وبظهوري في شرق العالم ببرٍ وجلالٍ ونقمةٍ وتوبيخٍ، سأعلن عن ذاتي لحشود البشر التي لا تحصى!" ("الفصل السادس والعشرون" "كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد").

عند قراءة كلمات الله القدير ينتابنا جميعًا الشعور نفسه، كلنا نشعر أن هذا هو الله مخاطبًا البشر. فمَنْ غير الله يستطيع أن يخاطب البشر جميعًا؟ ومَنْ الذي يستطيع أن يخبر البشر عن نية الله لتخليص البشرية؟ ومَنْ الذي يستطيع أن يعلن بوضوح للبشرية جمعاء خطة الله لعمله في الأيام الأخيرة ومصير البشرية ونهايتها؟ ومَنْ يستطيع أن يعلن بطريقة رسمية عن قرارات الله التدبيرية؟ لا يستطيع أحد غير الله أن يفعل ذلك. يتحدث الله القدير إلى البشرية جمعاء ويجعل الإنسان يشعر بقوة كلمات الله وما فيها من سلطان؛ فكلمات الله القدير هي كلمات الله المباشرة وهي صوت الله! جميع هذه الكلمات ينطق بها الله القدير كأن الله يقف في السماء الثالثة ويتحدث إلى البشرية، فالله القدير يحدث البشر هنا كخالق، مظهرًا للبشرية بره وسلطانه. عندما يسمع خراف الله كلمات الله القدير، بالرغم من أنهم لا يفهمون الحق فيها في البداية، وبالرغم من أن ليس لهم خبرة فيها، يشعرون أن كل كلمة من كلمات الله القدير لها قوة وسلطان ويستطيعون أن يؤكدوا أنها صوت الله وأنها كلمات روح الله المباشرة. يحتاج مختارو الله فقط إلى أن يسمعوا كلمات الله ليتأكدوا أنها صوت الله. لماذا يدين الرعاة والشيوخ في الدوائر الدينية الله القدير؟ بالنسبة لأضداد المسيح الكثيرين الذين لا يعترفون بتجسد الله، ولا يعترفون أن الله يقول الحق، بالرغم من أنهم يرون كل الحقائق التي يقولها الله ويشعرون أن كلماته لها قوة وسلطان، إلا أنهم لا يزالون غير مؤمنين أن الله يمكن أن يتكلم بهذه الطريقة ولا يعترفون أن كل شيء يقوله الله هو الحق. ما المشكلة هنا؟ هل بإمكانكم أن تجيبوا؟ إنّ لله القدير المتجسد في الأيام الأخيرة يتحدث إلى جميع البشر، ولكن كم منا يستطيعون سماع صوت الله؟ هناك كثيرون في الدوائر الدينية يرون الله القدير يتحدث لكنهم لا يستطيعون أن يميِّزوا أن هذا هو صوته. بل يتعاملون مع كلمات الله وكأنها كلمات الإنسان، بل ويذهبون لأبعد من ذلك إلى درجة استخدام مفاهيم البشر في إدانته وإهانته. هل لدى هؤلاء الناس قلوب تخاف الله؟ أليسوا مثل الفريسيين الذين عاشوا فيما مضى؟ إنهم جميعًا يكرهون الحق ويدينون الله. كلمات الله لها سلطان عظيم وقوة عظيمة لكنهم لا يسمعون فيها صوت الله أبداً. هل يمكن أن يكون هؤلاء الناس خراف الله؟ لقد عميت قلوبهم فهم سامعون غير عارفين وناظرون غير فاهمين. كيف يمكن أن يكون هؤلاء الناس مستحقين للاختطاف؟ قد قال الله المتجسد في الأيام الأخيرة الحق وفضح جميع مَنْ في الدوائر الدينية؛ المؤمنون الحقيقيون والمزيفون، ومحبو الحق ومبغضوه، والعذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات. جميع الناس مقسمون بطريقة طبيعية، كل حسب طباعه. وكما يقول الله القدير: "سينال كل الأشرار توبيخًا بكلام فم الله، وكل الأبرار سيتباركون بكلام فمه …" ("لقد جاء المُلك الألفي" في الكلمة يظهر في الجسد). إذًا مَنْ يستطيعون أن يسمعوا صوت الله قد التقوا عند المجيء الثاني للرب، واختطفوا أمام عرش الله ويحضرون عشاء عُرس الحَمَل. هؤلاء هم العذارى الحكيمات، وأفضل الناس حظًا.

لكي نسمع صوت الله ينبغي أن ننصت بقلوبنا وأرواحنا. فأصحاب العقول المتشابهة يفهمون بعضهم بعضًا بسهولة. كلمات الله هي الحق ولها قوة وسلطان، ومَنْ يتمتعون بقلوب وأرواح يستطيعون بالطبع أن يشعروا بها. كثير من الناس بعد أن سمعوا كلمات الله القدير لأيام قليلة، يستطيعون أن يؤكدوا أنها صوت الله وأنها خارجة من فمه. فكل مرة يتجسد فيها الله يأتي ليكمل مرحلة من العمل، بخلاف الأنبياء، الذين ينقلون بعض الكلمات في سياق معين من خلال توجيهات الله لهم. فعندما يتجسد الله ليكمل مرحلة من العمل ينبغي أن يقول كلمات كثيرة وينطق بحقائق عدة، ويكشف أسرارًا ويتنبأ. ويحتاج ذلك الأمر إلى سنوات بل وإلى عقود كي يكتمل. فعلى سبيل المثال، لكي يكمل عمل الفداء، كرز الرب يسوع أولاً: "تُوبُوا لِأَنَّهُ قَدِ ٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ ٱلسَّمَاوَاتِ" وعلَّم الإنسان كيف يعترف وكيف يتوب ويسامح ويتحمل ويتألم ويحمل صليبه، وكل ما يتعلق بالطريق الذي ينبغي أن يسلكه الإنسان في عصر النعمة. فقد أظهر محبة الله ورحمته، كما كشف أسرار ملكوت السموات والشروط التي بمقتضاها ندخل الملكوت، وفقط بعد صلبه وقيامته وصعوده إلى السماء اكتمل عمل الله في الفداء. والكلمات التي نطق بها الرب يسوع هي الحقائق التي أعطاها الله للبشر في عمل الفداء الذي أكمله. وفي الأيام الأخيرة جاء الله القدير، وقال الحق كله ليطهِّر الإنسان ويخلِّصه. وقد عمل عمل الدينونة ابتداءً من بيت الله، وكشف للبشرية مقصده الذي جوهره البر. كما كشف جميع الأسرار العظيمة الخاصة بخطته التدبيرية على مدار ستة آلاف عام، وقد فتح عهد الملكوت وأنهى عهد النعمة. كلمات الله القديرهي التدفقات الطبيعية لجوهر حياة الله والتعبير عن شخصيته، إنها مرحلة كاملة من عمل الكلمة الذي يعمله الله في الأيام الأخيرة لأجل تطهير البشرية وخلاصها. دعونا نقرأ بعض كلمات الله القدير، ونسمع ما إذا كانت هي الحق وصوت الله أم لا، ما رأيكم؟

يقول الله القدير، "حين يصير الله جسدًا هذه المرة، فسيعبّر عمله عن شخصيته من خلال التوبيخ والدينونة في المقام الأول. وباستخدامه هذا الأساس سيأتي بالمزيد من الحق للإنسان ويُظهر له المزيد من طرق الممارسة، وهكذا يحقق هدفه من إخضاع الإنسان وتخليصه من شخصيته الفاسدة. هذا هو ما يكمن وراء عمل الله في عصر الملكوت" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تمهيد).

"في الأيام الأخيرة سيستخدم المسيح مجموعة من الحقائق المتنوعة لتعليم الإنسان كاشفًا جوهره ومُمحّصًا كلماته وأعماله. تضم هذه الكلمات حقائق متنوعة مثل واجب الإنسان، وكيف يجب عليه طاعة الله، وكيف يكون مواليًا لله، وكيف يجب أن يحيا بحسب الطبيعة البشرية، وأيضًا بحكمة الله وشخصيته، وما إلى ذلك. هذه الكلمات جميعها موجَّهة لجوهر الإنسان وشخصيته الفاسدة؛ وبالأخص تلك الكلمات التي تكشف كيفية ازدراء الإنسان لله، تعبّر عن كيفية تجسيد الإنسان للشيطان وكونه قوة معادية لله. في قيام الله بعمل الدينونة، لا يكتفي بتوضيح طبيعة الإنسان من خلال بضع كلمات؛ وحسب، إنما يكشفها ويتعامل معها ويهذّبها على المدى البعيد. ولا يمكن الاستعاضة عن طرق الكشف والتعامل والتهذيب هذه بكلمات عادية، بل بالحق الذي لا يقتنيه الإنسان على الإطلاق. تعتبر الوسائل من هذا النوع دون سواها دينونة ومن خلال هذه الدينونة وحدها يمكن إخضاع الإنسان واقتناعه اقتناعًا كاملاً بالخضوع لله؛ لا بل ويمكن للإنسان نفسه اكتساب معرفة حقيقية عن الله. يؤدي عمل الدينونة إلى تعرُّف الإنسان على الوجه الحقيقي لله وعلى حقيقة تمرّده أيضًا. يسمح عمل الدينونة للإنسان باكتساب فهمٍ أعمق لمشيئة الله وهدف عمله والأسرار التي يصعب على الإنسان فهمها. كما ويسمح للإنسان بمعرفة وإدراك جوهره الفاسد وجذور فساده، إلى جانب اكتشاف قبح الإنسان. هذه هي آثار عمل الدينونة، لأن جوهر هذا العمل هو فعليًا إظهار حق الله وطريقه وحياته. لكل المؤمنين به، وهذا العمل هو عمل الدينونة الذي يقوم به الله" ("المسيح يقوم بعمل الدينونة بالحق" في الكلمة يظهر في الجسد).

"الأيام الأخيرة قد حلَّت بالفعل. كل الأشياء في الخليقة ستُصنف وفقًا لنوعها، وستُقسم إلى فئات مختلفة بناءً على طبيعتها. هذا هو الوقت الذي يكشف الله فيه عن مصير الناس ووجهتهم. لو لم يخضع الناس للتوبيخ والدينونة، لن تكون هناك طريقة لكشف عصيانهم وعدم برهم. فقط من خلال التوبيخ والدينونة يمكن أن يُعلن بوضوح مصير الخليقة كلها. يُظهِر الإنسان فقط ألوانه الحقيقية عندما يُوبَّخ ويُدان. الشرير سيُوضعُ مع الأشرار، والصالح مع الصالحين، وسيُصنَّف جميع البشر بحسب نوعهم. من خلال التوبيخ والدينونة، ستُعلن نهاية كل الخليقة، حتى يُعاقب الشرير ويُكافأ الصالح، ويصير جميع الناس خاضعين لسيادة الله. يجب أن يتحقق كل العمل من خلال التوبيخ والدينونة البارَين. لأن فساد الإنسان قد بلغ ذروته وعصيانه قد صار خطيرًا على نحو متزايد، فقط شخصية الله البارة، التي تشمل التوبيخ والدينونة، والتي ستنكشف أثناء الأيام الأخيرة، يمكنها أن تغيِّر الإنسان وتكمّله. فقط هذه الشخصية بإمكانها كشف الشر ومن ثمّ تعاقب بشدة كل الأشرار. ... في الأيام الأخيرة، فقط الدينونة البارة يمكنها أن تصنف الإنسان بحسب نوعه وأن تُحضِرُ الإنسان إلى عالم جديد. بهذه الطريقة، ينتهي العصر بأكمله من خلال شخصية الله البارة القائمة على التوبيخ والدينونة" ("رؤية عمل الله (3)" في الكلمة يظهر في الجسد).

"هل تدركون الآن ماهية الحق والدينونة؟ إن أدركتم هذا فأنا أحثكم على أن تخضعوا بطاعة للدينونة وإلا فلن تنالوا الفرصة أبداً كي تُزكّوا من قبل الله أو تدخلوا ملكوته. أما أولئك الذين يقبلون الدينونة فقط ولكن لا يمكن أبدًا تطهيرهم، أقصد الذين يهربون في منتصف عمل الدينونة، سيمقتهم الله ويرفضهم إلى الأبد. خطاياهم أكثر وأعظم من خطايا الفريسيين؛ لأنهم خانوا الله وتمرّدوا عليه. أولئك الأشخاص الذين ليسوا أهلاً حتى لأن يؤدوا الخدمة سينالون أشد، عقاب أبدي. لن يعفو الله عن أي خائن أظهر ولاءه بالكلمات وخان الله بعد ذلك. فمثلُ هؤلاء سينالون عقاب الروح والنفس والجسد. أوليس هذا بالتحديد إعلان عن شخصية الله البارّة؟ أوليس هذا هو الهدف الإلهي من دينونة الإنسان وإظهار حقيقته؟ إن الله في وقت الدينونة يودع جميع من قاموا بمثل هذه الأعمال الأثيمة مكانًا يضج بالأرواح الشريرة، ويسمح لتلك الأرواح الشريرة بسحق أجسادهم لتفوح منها روائح الجثث الكريهة، وهذا عقابهم العادل. يُدوّن الله في أسفار هؤلاء المؤمنين المزيّفين الخائنين، والرسلَ والعاملين الكذبة كلَّ ما اقترفوه من خطايا؛ وعندما يحين الوقت المناسب يلقي بهم وسط الأرواح النجسة لتنجس أجسادهم كما يحلو لها فلا يعودوا يأخذون أجسادًا من جديد ولا يرون النور أبدًا. أولئك المراؤون الذين خدموا لبعض الوقت ولم يستطيعوا البقاء أوفياء حتى النهاية يحسبهم الله من بين الأشرار ليتبعوا مشورتهم ويصبحوا جزءًا من جماعتهم المتمرّدة وفي النهاية يقوم بإبادتهم. لا يبالي الله بأولئك الأشخاص بل يطرحهم جانبًا الذين لم يكونوا أوفياء أبدًا للمسيح ولم يبذلوا أي جهد يُذكر، إذ أن الله سيبيدهم جميعًا بتغيير العصور. لن يستمرّوا في البقاء على الأرض ولن يدخلوا ملكوت الله. أولئك الأشخاص الذين لم يكونوا أوفياء أبدًا لله ولكن أجبرتهم الظروف على التعامل معه بصورة روتينية يُحسبون من بين الأشخاص الذين قدموا خدمة لشعب الله، وفقط عدد صغير منهم سينجو بينما ستفنى الأغلبية مع أولئك غير المؤهلين حتى لأداء الخدمة. وفي النهاية سُيدخل الله إلى ملكوته من تحلّوا بفكره برفقة شعبه وأبناءه والذين سبق فعيّنهم ليكونوا كهنةً. هذه هي ثمرة عمل الله. أما أولئك الأشخاص الذين لا يندرجون تحت أية فئة سبق فوضعها الله سيُحسبون مع غير المؤمنين، ويُمكنكم تخيُّل نهايتهم. لقد قلت لكم بالفعل كل ما يجب عليَّ قوله؛ الطريق الذي ستختارونه هو قراركم الخاص. وما عليكم إدراكه هو أن عمل الله لا ينتظر أبدًا من يتخلّفون عن اللحاق به وشخصية الله البارة لن تُظهر أية رحمة لأي إنسان" ("المسيح يقوم بعمل الدينونة بالحق" في الكلمة يظهر في الجسد).

بعد قراءة كلمات الله القدير، ألم يتضح أمامكم كيف يجري الله عمل الدينونة في الأيام الأخيرة؟ إن لم يكشف الله هذا ويذكره بوضوح، كيف كنا سنستنير وتدركه بصيرتنا؟ في الأيام الأخيرة يقول الله القديرالحق ويعمل عمل الدينونة الخاص به. وتكشف كلماته الحالة الحقيقية للفساد المتوغل في أعماق البشرية، كما تعرض بشكل كامل كل مظاهر مقاومة الإنسان لله، وسيطرة التصرفات الشيطانية عليه، كما توضح للبشرية طبيعة الله التي هي البر والقداسة. لذا توقع الناس ظهور الله وعمله واتجهوا إلى الله واحد تلو الآخر، وقبلوا خلاص الله.

لقد أدركنا من دينونة كلمات الله القدير ورأينا كبرياءنا وأهميتنا عند ذواتنا وخداعنا وأننا نخون في كل شيء طبعنا الشيطاني. وبالرغم من أننا قد نضحي بأنفسنا ونحتمل المشقات وندفع الثمن لله، إلا أننا لا نخضع لله بصدق كامل، بل ومحبتنا له ليست كاملة. وعندما تأتي الضيقات والتجارب، ربما نشتكي على الله ونشك بالله بل وننكر الله. ويسمح لنا ذلك أن ندرك أننا نحن البشر الفاسدون لنا طبيعة إبليس. إذا كانت طبيعتنا الشيطانية وتصرفنا الشيطاني يعوقان تطهيرنا، فلن يكون هناك سبيل إلى تحقيق الخضوع الحقيقي لله والمحبة الحقيقية لله. في الماضي، ظللنا لسنوات عدة نظن أننا نؤمن بالله، وأننا قد تخلينا عن أشياء عدة وأنفقنا أنفسنا لأجل الله، وأننا عملنا جاهدين، وأصبحنا أناسًا خيرين، وصرنا أناسًا خاضعين ومحبين لله. ولكن بعد أن اختبرنا دينونة الله القدير وتوبيخه، أصبحنا على دراية، بالرغم من أننا ظاهريًا نجاهد ونعمل باجتهاد لأجل الرب، أننا لا نزال نكذب على الله ونخدعه، ونقدم لله خدمة شفهية، تتحكم فينا آرائنا، ولا نزال نهتم بأنفسنا ونظهر بما ليس فينا. وفي النهاية أدركنا أن جهودنا ونفقاتنا كانت فقط لأجل نوال البركة، وللحصول على المكافأة ودخول ملكوت السموات، التي هي كلها مساومة مع الله. فكيف يكون هذا خضوعًا حقيقيًا لله؟ لا يرقى حتى لأن يكون تعبيرًا عن محبة الله! ومع ذلك كنا نقول دون خجل كيف أننا أكثر الناس محبة لله وخضوعًا له. هذا حقًا أمر لا معنى له، وليست هذه معرفة الله أبداً. في الإعلان والحكم اللذين نراهما في كلمات الله، نعرف أن الله يطلع على أعماق كل شيء، ونخاف ونرتعد في قلوبنا عندما نشعر بقداسته المطلقة وبره وأن شخصيته كاملة لا يشوبها شيء. ونشعر أننا إذ نحن شيطانيون، نخجل من رؤية الله، وغير مستحقين للحياة أمامه، لذا نسقط على وجوهنا إلى الأرض، وننتحب تائبين، لاعنين أنفسنا، ولاطمين وجوهنا. عندها فقط ندرك أننا كنا نسلك مسلكًا شيطانيًا كل يوم، ولم نعش قط كبشر، ولا نستحق أن ندعى بشرًا. فقط عندما اختبرنا الكثير من أعمال الدينونة والتوبيخ والتجارب والتنقية ورأينا بعضًا من تعاملات الله، أصبحنا نفهم بعض الحقائق تدريجيًا، وصرنا ندرك حقيقة فسادنا. في ذلك الوقت، أصبحت لدينا معرفة حقيقية يسيرة بالله، وبدأنا أخيرًا نخشى الله ونخضع له في قلوبنا. وهذا فقط هو المدخل إلى المسار الصحيح للإيمان بالله. وهذه كلها نتيجة اختبار دينونة الله وتأديبه. وإن لم نرَ ما تحمله كلمات الله من دينونة وتوبيخ، لم نستطع أن ندرك الصورة الحقيقية لطبيعتنا التي أفسدها إبليس، ولم نكن لنعرف مصدر خطيئتنا ومقاومتنا لله، ولم نكن لنعرف كيف نحرِّر أنفسنا من روابط الخطية وسيطرتها علينا كي نطيع الله حقًا. وإن لم نرَ ما تحمله كلمات الله من دينونة صارمة، لم نكن لنعرف شخصيته الباره وجلاله وصلاحه، ولم نستطع أن نخشى الله بقلوبنا ونخافه ونبتعد عن الشر. هذه حقيقة. إن لم يتجسد الله، فمَنْ كان سيقوم بعمل الدينونة الخاص بالأيام الأخيرة؟ مَنْ كان سيستطيع أن يظهر للبشر قداسة الله وبره وصلاحه؟ إن لم يتجسد الله، فأي كلمات سيكون لها نفس القوة والسلطان لتديننا وتطهرنا وتخلصنا من فسادنا ومن خطيئتنا؟ كلمات الله القدير وعمله يظهران مقامه الإلهي وطبيعته الإلهية بالتمام، وتوضح أنه هو الخالق وتكشف عن وظهور الله الحق الواحد! لقد تعرفنا على صوت الله من خلال حديث الله القدير، ورأينا ظهور الله.

من "أسئلة وأجوبة كلاسيكية عن إنجيل الملكوت"

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.