جميع الأشياء كاملة في ظلّ سلطان الخالق

2019 مارس 12

جميع الأشياء كاملة في ظلّ سلطان الخالق

جميع الأشياء التي خلقها الله، بما في ذلك تلك الأشياء التي كان بإمكانها ولم يكن بإمكانها الحركة، مثل الطيور والأسماك والأشجار والزهور، وبما في ذلك الماشية والحشرات والحيوانات البريّة المخلوقة في اليوم السادس، كانت جميعها جيّدةً في نظر الله، وعلاوة على ذلك، فإن هذه الأشياء في نظر الله ووفقًا لخطّته بلغت جميعها ذروة الكمال ووصلت إلى المعايير التي أراد الله تحقيقها. أتمّ الله العمل الذي كان يعتزم عمله خطوةً بخطوةٍ وفقًا لخطّته. وبالتدريج ظهرت الأشياء التي كان يقصد خلقها وكان ظهور كلّ منها انعكاسًا لسلطان الخالق وإيضاحًا لسلطانه، وبسبب هذه الإيضاحات لم يكن بوسع جميع المخلوقات سوى شكر نعمة الخالق وتدبيره. وكما أظهرت أعمال الله العجيبة نفسها تضخّم هذا العالم، قطعةً قطعة، مع جميع الأشياء التي خلقها الله، وتغيّر من الفوضى والظلام إلى الوضوح والإشراق، ومن السكون المميت إلى الطاقة والحيويّة بلا حدودٍ. من بين جميع أشياء الخليقة، من كبيرها إلى صغيرها، ومن صغيرها إلى المجهريّ فيها، لم يكن هناك أيّ شيءٍ لم يخلقه سلطان الخالق وقوّته، وكانت هناك ضرورةٌ وقيمة فريدتان وضروريّتان لوجود كلّ مخلوقٍ. وبغضّ النظر عن الاختلافات في شكلها وتركيبها، كان يتعيّن أن يصنعها الخالق لتكون موجودة في ظلّ سلطان الخالق. أحيانًا ما يرى الناس حشرةً، وتكون قبيحة للغاية، فيقولون: "هذه الحشرة كريهة للغاية، ومن المستحيل أن يكون هذا الشيء المريع قد خلقه الله، فليس من الوارد أن يصنع شيئًا قبيحًا مثل هذا". يا له من رأي مغفّل! ولكن ما يجب أن يقولوه هو: "على الرغم من أن هذه الحشرة قبيحة جدًّا، إلّا أنه الله صنعها ولذلك لا بدّ أن يكون لها هدفها الفريد". كان الله يقصد في أفكاره إضفاء كلّ مظهرٍ وجميع أنواع المهام والاستخدامات على الكائنات الحيّة المختلفة التي خلقها، وهكذا لا يوجد أيّ شيءٍ من الأشياء التي صنعها الله مأخوذٌ من النسيج نفسه. من تركيبها الخارجيّ إلى الداخليّ، ومن عاداتها المعيشيّة إلى موقع إقامتها – فإن كلًّا منها مختلف. فالأبقار لها مظهر الأبقار والحمير لها مظهر الحمير والغزلان لها مظهر الغزلان والأفيال لها مظهر الأفيال. هل يمكنك تحديد أيّها الأجمل وأيّها الأقبح؟ هل يمكن أن تقول أيّها الأكثر فائدة ووجود أيّها هو الأقلّ ضرورة؟ يحبّ بعض الناس مظهر الأفيال، ولكن أحدًا لا يستخدم الأفيال في زراعة الحقول؛ ويحبّ بعض الناس مظهر الأسود والنمور لأن مظهرها هو الأكثر إثارة للإعجاب من بين جميع الأشياء، ولكن هل يمكنك الاحتفاظ بها كحيواناتٍ أليفة؟ باختصارٍ، عندما يتعلّق الأمر بأمور الخلق التي لا تحصى، يجب أن يخضع المرء لسلطان الخالق، أي أن يذعن للنظام الذي عيَّنه الخالق؛ هذا هو الموقف الأكثر حكمة. فموقف البحث عن النوايا الأصليّة للخالق والخضوع له هو وحده القبول والتأكيد الحقيقيّين لسلطان الخالق. وهذا أمر جيد في نظر الله، فما السبب الذي يجعل الإنسان يتصيّد الأخطاء؟

وهكذا، فإن المفروض بجميع الأشياء الخاضعة لسلطان الخالق أن تعزف سيمفونيّة جديدة لسلطان الخالق، وأن تبدأ مُقدّمةً رائعة لعمله في اليوم الجديد، وفي هذه اللحظة يفتح الخالق أيضًا صفحةً جديدة في عمل تدبيره! وفقًا للقانون الذي عينه الخالق للبراعم الجديدة في الربيع والتي تنضج في الصيف والحصاد في الخريف والمخزون في الشتاء، تردد جميع الأشياء أصداء خطّة تدبير الخالق وتُرحّب بقدوم يومها الجديد وبدايتها الجديدة ودورة حياتها الجديدة، كما أنها سوف تستمر في العيش وتتكاثر في تعاقبٍ لا نهاية له من أجل الترحيب بكلّ يومٍ في ظلّ سيادة سلطان الخالق...

– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (1)

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

اترك رد