رابعًا التجسُّد

كلمات الله اليومية اقتباس 99

معنى التجسُّد هو أنَّ الله يظهر في الجسد، ويأتي ليعمل بين خليقته من البشر في صورة جسد. لذلك، لكي يتجسَّد الله، يجب أولًا أن يكون جسدًا، جسد له طبيعة بشرية عادية؛ وهذا هو الشرط الأساسي. في الواقع، يشمل تجسُّد الله أن يعيش الله ويعمل في الجسد، وأن يصير الله في جوهره جسدًا، يصير إنسانًا. يمكن تقسيم حياته وعمله في التجسُّد إلى مرحلتين. المرحلة الأولى هي الحياة التي عاشها قبل أداء خدمته، حيث عاش في أسرة بشرية عادية، في طبيعة بشرية كاملة، يطيع الأخلاقيات والقوانين العادية للحياة الإنسانية، مع وجود احتياجات إنسانية عادية (المأكل، الملبس، المأوى، النوم)، وجوانب ضعف بشرية عادية، ومشاعر بشرية عادية. بمعنى آخر، أثناء هذه المرحلة الأولى لم يعش كإله، بل عاش حياة بشرية عادية تمامًا، منخرطًا في كافة الأنشطة الإنسانية الطبيعية. المرحلة الثانية هي الحياة التي عاشها بعد أن بدأ أداء خدمته. لا يزال يسكن في طبيعة بشرية عادية بمظهر إنساني عادي، ولم يُظهر أية علامة خارجية على أية قوة خارقة للطبيعة. ومع ذلك فهو يحيا حياةً خالصة من أجل خدمته، وآنذاك توجد طبيعته البشرية العادية بصورة كاملة من أجل خدمة العمل العادي للاهوته؛ لأنه منذ ذلك الوقت نضجت طبيعته البشرية إلى مستوى أصبح فيه قادرًا على أداء خدمته. لذلك فإن المرحلة الثانية من حياته كانت لأداء خدمته في طبيعته البشرية؛ وهي حياة تتّسم بكلًا من الطبيعة البشرية العادية ولاهوت كامل. السبب وراء كونه قد عاش في طبيعة بشرية عادية كاملة أثناء المرحلة الأولى من حياته هو أن طبيعته البشرية لم تكن بعد مساوية لعمله الإلهي الكليّ، لم تكن ناضجة بعد؛ لكن بعدما نضجت طبيعته البشرية، صار قادرًا على تحمّل مسؤولية خدمته، واستطاع أداءها. وحيث أنَّه يحتاج كجسد إلى أن ينمو وينضج، فأوّل مرحلة من حياته كانت في طبيعة بشرية عادية، بينما في المرحلة الثانية، حيث كانت طبيعته البشرية قادرة على الاضطلاع بعمله وأداء خدمته، فإن حياة الله المُتجسِّد التي عاشها أثناء خدمته هي حياة تجمع بين طبيعته البشرية ولاهوته الكامل. إن كان الله المُتجسِّد قد بدأ خدمته بحماسةٍ منذ لحظة ميلاده، وقام بآيات وعجائب فائقة للطبيعة، لما كان له جوهر جسدي. لذلك، فإن طبيعته البشرية موجودة من أجل جوهره الجسدي؛ فلا يمكن أن يوجد جسد بلا طبيعة بشرية، وشخص بلا طبيعة بشرية ليس إنسانًا. بهذه الطريقة، فإن الطبيعة البشرية لجسد الله هي ملكية جوهرية لجسد الله المُتجسّد. إن قلنا "حين يصير الله جسدًا، فإنَّه إله بصورة كاملة، وليس هو إنسان البتَّة" فهذا تجديف، لأن هذه العبارة ببساطة ليس لها وجود، وتخالف مبدأ التجسّد. حتى بعدما يبدأ أداء خدمته، يظل ساكنًا في لاهوته بمظهر بشري خارجي حين يقوم بعمله؛ كل ما في الأمر هو أن طبيعته البشرية تخدم حينها غرضًا واحدًا وهو السماح للاهوته أن يؤدي العمل في جسد عادي. لذلك فإن القائم بالعمل هو لاهوته الساكن في طبيعته البشرية. إن لاهوته هو العامل، وليس طبيعته البشرية، ومع ذلك فإنه لاهوت محتجب داخل طبيعته البشرية. إنَّ لاهوته الكامل، وليست طبيعته البشرية، هو بصفة أساسية الذي يقوم بعمله، ولكن مُنفِّذ العمل هو جسده. يمكن أن يقول المرء إنه إنسان وهو أيضًا الله، لأن الله يصير إلهًا يحيا في الجسد، له مظهر بشري وجوهر بشري، ولكن أيضًا جوهر الله. ولأنه إنسان بجوهر الله، فهو أسمى من كل البشر المخلوقين وفوق أي إنسان يمكنه أن يؤدي عمل الله. وعليه، من بين كل أولئك الذين لديهم مظهر بشري مثل مظهره، ومن بين كل من لديهم طبيعة بشرية، هو وحده الله المُتجسِّد بذاته – وجميع المخلوقات الأخرى هم بشر مخلوقون. ومع أن جميع البشر المخلوقين لديهم طبيعة بشرية، إلا أنهم لا يمتلكون سوى بشريتهم، بينما الله المُتجسِّد مختلف، فإنَّه لا يحمل في جسده طبيعة بشرية فحسب، بل بالأحرى يمتلك لاهوتًا. يمكن أن تُرى طبيعته البشرية في المظهر الخارجي لجسده وفي حياته اليومية، أمَّا لاهوته فيصعب تصوّره. ولأن لاهوته لا يُعبَّر عنه إلا حين يتَّخذ طبيعة بشرية، وهي ليست خارقة للطبيعة كما يتخيّلها الناس، فمن الصعب للغاية على الناس أن يروه. حتى اليوم يصعب على الناس إدراك الجوهر الحقيقي لله المُتجسِّد. حتى بعدما تحدَّثت حديثًا مطولاً كهذا عنه، أتوقع أن يظل غامضًا بالنسبة إلى معظمكم. وهذه المسألة، في الواقع، في غاية البساطة: منذ أن يصير الله جسدًا، يصير جوهره اتحادًا بين الطبيعة البشرية واللاهوت. وهذا الاتحاد يُدعى الله نفسه، الله بذاته على الأرض.

من "جوهر الجسد الذي سكنه الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 100

كانت الحياة التي عاشها يسوع على الأرض هي حياة الجسد العادية. عاش في الطبيعة البشرية التي لجسده. لم يظهر سلطانه في القيام بعمله والتحدُّث بكلمته أو شفاء المرضى وإخراج الأرواح الشريرة، والقيام بمثل هذه الأمور الخارقة، في غالبية حياته حتى بدأ خدمته. كانت حياته قبل عُمر التسعة والعشرين، أي قبل أن يؤدي خدمته، دليلًا كافيًا على أنَّه كان جسدًا عاديًا. ولهذا السبب ولأنه لم يكن قد بدأ بعد أداء خدمته، لم يرَ الناس فيه إلهًا، لم يروا أكثر من مجرَّد إنسان عادي، إنسان طبيعي، كما اعتقد بعض الناس آنذاك أنه ابن يوسف في ذلك الحين. اعتقد الناس أنه ابن رجل عادي، ولم يدركوا أنه جسد الله المُتجسِّد؛ حتى حين صنع العديد من المعجزات أثناء قيامه بخدمته، ظل معظم الناس يقولون إنَّه ابن يوسف، لأنه كان المسيح بمظهر خارجي لطبيعة بشرية عادية. وُجدت طبيعته البشرية وعمله لإتمام المغزى من تجسّده الأول، مُثبتًا أن الله قد جاء في الجسد على نحو كامل، وصار إنسانًا عاديًا جدًّا. إنَّ اتّخاذه طبيعة بشرية عادية قبل أن يبدأ عمله كان دليلًا على أنَّه جسد عادي؛ وما قام به من عمل بعد ذلك أثبت أيضًا أنَّه جسد عادي، لأنه صنع آيات وعجائب، وشفى مرضى، وأخرج أرواحًا شريرة في الجسد بطبيعة بشرية عادية. السبب في أنَّه استطاع أن يصنع معجزات هو أن هذا جسده كان يحمل سُلطان الله، كان جسدًا يلبسه روح الله. لقد امتلك هذا السلطان بسبب روح الله، وهذا لا يعني أنَّه لم يكن جسدًا. كان شفاء المرضى وطرد الأرواح الشريرة هو العمل الذي يحتاج إلى أن يقوم به لأداء خدمته، وتعبيرًا عن اللاهوت المُحتجب في طبيعته البشرية، وبغض النظر عن الآيات التي بيَّنها أو كيف أظهر سلطانه، فقد ظل يحيا في طبيعة بشرية عادية وظل جسدًا عاديًا. لقد استمر يسكن جسدًا عاديًا حتى فترة قيامته بعد الموت على الصليب. كان منْح النعمة، وشفاء المرضى، وطرد الأرواح الشريرة جميعها جزءًا من خدمته، والعمل الذي أدَّاه في جسده العادي. قبل أن يذهب إلى الصليب، لم يفارق أبدًا جسده البشري العادي، بغض النظر عمَّا كان يفعله. كان هو الله نفسه، وكان يقوم بعمل الله، ولكن لأنَّه كان جسد الله المُتجسِّد، فقد كان يأكل طعامًا ويلبس ثيابًا، وله احتياجات إنسانية عادية، ولديه المنطق والفكر البشريين العاديين، وكل هذا أثبت أنَّه كان إنسانًا عاديًا، وبرهن أن جسد الله المُتجسِّد كان جسدًا من طبيعة بشرية عادية، وليس جسدًا خارقًا للطبيعة. كان عمله أن يُكمِّل عمل تجسُّد الله الأول، وأن يُتمم خدمة التجسُّد الأول. إن التجسُّد في مغزاه هو أن يؤدي إنسان عادي وطبيعي عمل الله ذاته؛ أي أن الله يؤدي عمله الإلهي في طبيعة بشرية، وبهذا يقهر الشيطان. يعني التجسُّد أن روح الله يصير جسدًا، أي أن الله يصير جسدًا؛ والعمل الذي يقوم به في الجسد هو عمل الروح، الذي يتحقق في الجسد، ويُعبَّر عنه بالجسد. لا أحد غير جسد الله يمكنه أداء خدمة الله المُتجسِّد؛ أي أن جسد الله المُتجسِّد وحده، أي هذه الطبيعة البشرية العادية – وليس سواها – يمكنه التعبير عن العمل الإلهي. لو لم يكن لله الطبيعة البشرية العادية قبل عمر التاسعة والعشرين أثناء مجيئه الأول، وكان بمجرد أن وُلد بإمكانه صنع معجزات، وبمجرَّد أن تعلَّم كيف يتكلم استطاع أن يتكلَّم لغة السماء، وبمجرَّد أن وطأت قدمه الأرض استطاع أن يدرك كافة الأمور العالمية ويميز أفكار كل شخص ونواياه، لما دُعي مثل هذا الإنسان إنسانًا عاديًا، ولما دُعي مثل هذا الجسد جسدًا بشريًّا. لو كان هذا هو الحال مع المسيح، لضاع معنى تجسُّد الله وجوهره. إنَّ ما له من طبيعة بشرية يبرهن على أنَّه الله المُتجسِّد في الجسد؛ وتوضِّح أيضًا حقيقة أنَّه خضع لعملية نمو بشرية عادية أنَّه كان جسدًا عاديًا؛ وإضافةً إلى ذلك، عمله هو دليل كاف على أنَّه كلمه الله وروح الله الذي صار جسدًا. يصير الله جسدًا بسبب احتياجات العمل، أو بمعنى آخر، تحتاج هذه المرحلة من العمل إلى أن تتم في الجسد، أي في طبيعة بشرية عادية. هذا هو الشرط اللازم "للكلمة الذي يصير جسدًا"، أي "للكلمة الذي يظهر في الجسد" وهي القصة الحقيقية وراء تجسُّديّ الله. قد يؤمن الناس أنَّ حياة يسوع بأكملها كانت مقترنة بالعجائب، وأنَّه لم يُظهِر حتى نهاية عمله على الأرض أي مظهر من مظاهر الطبيعة البشرية العادية، ولم تكن له احتياجات إنسانية عادية أو مواطن ضعف أو مشاعر إنسانية، وأنه لم يكن في احتياج إلى ضروريات الحياة الأساسية، و لم يكن يتفكَّر بالأفكار الإنسانية العادية. هم يتخيَّلون أنَّه لم يكن له إلا عقلًا بشريًا خارقًا، وطبيعة بشرية فائقة. إنَّهم يعتقدون أنَّه طالما هو الله، فلا يجب عليه أن يفكر ويعيش كالبشر العاديين، فالإنسان العادي وحده، الكيان الإنساني الحقيقي، يمكنه التفكير في أفكار بشرية عادية وعيش حياة بشرية عادية. هذه كلّها أفكار الإنسان وخواطره، المضادة لمقاصد عمل الله الأصلية. يغذي التفكير البشري العادي المنطق البشري العادي والطبيعة البشرية العادية، وتُبقي الطبيعة البشرية على وظائف الجسد العادية؛ وتمكِّن وظائف الجسد العادية الحياة العادية للجسد برمّته. لا يمكن لله أن يحقق هدف تجسّده إلَّا من خلال العمل في مثل هذا الجسد. إن كان الله المتجسّد لا يملك إلَّا مظهر الجسد الخارجي، ولكنَّه لا يفكِّر أفكارًا بشرية عادية، لما تمتَّع هذا الجسد بمنطق إنسانيّ، ولا حتى طبيعة بشرية حقيقية. كيف يمكن لجسد مثل هذا، بلا طبيعة بشرية، أن يتمِّم الخدمة التي من المفترض أن يؤديها الله المُتجسِّد؟ يُبقي العقل العادي على كافة مظاهر الحياة الإنسانية؛ بدون عقل عادي، لا يستطيع المرء أن يكون إنسانًا. بمعنى آخر، الشخص الذي لا يفكر في إفكار عادية هو معتل عقليًّا. ومسيح بلا طبيعة بشرية بل لاهوت فحسب لا يمكن أن يُقال عنه إنَّه جسد الله المُتجسِّد. لذلك، كيف لا يكون لجسد الله المُتجسِّد طبيعة بشرية؟ أليس تجديفًا أن نقول إن المسيح ليست له طبيعة بشرية؟ تعتمد كافة الأنشطة التي ينخرط فيها البشر العاديون على أداء العقل البشري العادي. بدونه، سيتصرَّف البشر بصورة شاذة؛ وربما يكونون غير قادرين على التمييز بين الأسود والأبيض، والخير والشر، ولما كان لديهم أخلاقيات إنسانية ومبادئ أخلاقية. بالمثل، لو لم يفكر الله المُتجسِّد كإنسان عادي، لما كان جسدًا حقيقيًا، جسدًا عاديًا. مثل هذا الجسد غير المفكِّر لم يكن ليقدر أن يتولَّى العمل الإلهي. ما كان ليقدر على المشاركة بشكل طبيعي في أنشطة الجسد العادي، فضلًا عن أن يعيش مع البشر على الأرض. وبذلك كان سيُفقد المغزى من تجسُّد الله، أي جوهر مجيء الله في الجسد. توجد الطبيعة البشرية لله المتجسد للحفاظ على العمل الإلهي العادي في الجسد؛ يحفظ تفكيره البشري العادي طبيعته البشرية وكافة أنشطته الجسدية العادية. يمكن للمرء أن يقول إن تفكيره البشري العادي موجود للإبقاء على كل عمل الله في الجسد. لو لم يكن لدى هذا الجسد عقل بشري عادي، لما استطاع الله العمل في الجسد، ولما كان ما يحتاج إلى أن يقوم به في الجسد قد تحقق أبدًا. ومع أن الله المُتجسِّد يملك عقلًا بشريًا عاديًّا، إلَّا أنَّ عمله لم يتنجس بالفكر البشري؛ أي أنَّه يتولَّى العمل في الطبيعة البشرية بعقل عادي وفقًا للشرط الأساسي بأن يملك طبيعة بشرية عاقلة، وليس من خلال ممارسة التفكير البشري العادي. وبغض النظر عن مدى سمو أفكار جسده، فعمله لا يحمل طابع المنطق أو التفكير. بمعنى آخر، لا يدرك عقل جسده عمله، بل هو تعبير مباشر عن العمل اللاهوتي في طبيعته البشرية. كل عمله هو الخدمة التي يحتاج إلى أن يتمِّمها، ولا يوجد فيها ما يمكن لعقله أن يدركه. على سبيل المثال، شفاء المرضى، وطرد الأرواح الشريرة، والصَلب هي أمور لم تكن من نتاج عقله البشري، ولما استطاع أي إنسان له عقل بشري أن يحققها. بالمثل، عمل الإخضاع اليوم هو خدمة يجب أن يؤديها الله المُتجسِّد، ولكنها ليست عمل مشيئة إنسانية، بل هو العمل الذي يجب على لاهوته القيام به، فهو عمل لا يقدر إنسان جسداني على القيام به. لذلك يجب على الله المُتجسِّد أن يملك عقلًا بشريًا عاديًّا، وطبيعة بشرية عادية، لأنه يجب أن يؤدي عمله في الطبيعة البشرية بعقل عادي. هذا هو جوهر عمل الله المُتجسِّد، الجوهر الحقيقي لله المتجسِّد.

من "جوهر الجسد الذي سكنه الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 101

قبل أن يؤدي يسوع العمل، عاش فقط في طبيعته البشرية العادية. لم يستطع أحد أن يقول إنَّه الله، ولم يكتشف أحد أنَّه الله المُتجسِّد؛ عرفه الناس فقط كإنسان عادي للغاية. كانت طبيعته البشرية العادية والطبيعية للغاية دليلًا على أنَّ الله تجسَّد في جسدٍ وأنَّ عصر النعمة كان عصر عمل الله المُتجسِّد، وليس عصر عمل الروح. كان دليلًا على أنَّ روح الله قد حلَّ بالكامل في الجسد، وأنَّه في عصر تجسُّد الله، قام جسده بأداء كل عمل الروح. المسيح بطبيعته البشرية العادية هو جسد يحلَّ فيه الروح، ويملك طبيعة بشرية عادية، إحساسًا عاديًّا، وفكرًا بشريًّا. "الحلول" يعني صيرورة الله إنسانًا، وصيرورة الروح جسدًا؛ لأوضح الأمر، حين يسكن الله نفسه في جسد بطبيعة بشرية عادية، ويُعبِّر من خلاله عن عمله الإلهي – فهذا معناه أن يَحلَّ أو يتجسَّد. أثناء تجسُّد الله الأول، كان من الضروري لله أن يشفي المرضى ويُخرِج الأرواح الشريرة لأن عمله كان الفداء. لكي يفدي الجنس البشري بأسره، كان يحتاج إلى أن يكون شفوقًا ورحيمًا. العمل الذي قام به قبل أن يُصلب كان شفاء المرضى وطرد الأرواح الشريرة، وهذا العمل بشَّر بخلاصه للإنسان من الخطيئة والنجاسة. لأن العصر كان عصر النعمة، كان من الضروري له أن يشفي المرضى، ويظهر الآيات والعجائب، والتي كانت تُمثِّل النعمة في ذلك العصر؛ لأن عصر النعمة تمركز حول منح النعمة، المتمثِّلة في السلام والفرح والبركات المادية وكافة رموز إيمان الناس بيسوع. أي أن شفاء المرضى وطرد الأرواح الشريرة ومنح النعمة كانت قدرات غريزية لجسد يسوع في عصر النعمة، كانت العمل الذي حقَّقه الروح في الجسد. لكن مع أنَّه كان يؤدي مثل هذا العمل، كان يحيا في جسده، ولم يتجاوز حدود الجسد. بغض النظر عن أعمال الشفاء التي كان يؤدّيها، كان لا يزال يملك طبيعة بشرية عادية، ويحيا حياة بشرية عادية. السبب وراء قولي إنَّه أثناء عصر تجسُّد الله قام الجسد بأداء كل عمل الروح هو أنَّه مهما كان العمل الذي قام به فقد قام به في الجسد. ولكن بسبب عمله، لم يعتبر الناس جسده ذا جوهر مادي خالص، لأن هذا الجسد استطاع صنع العجائب، وفي لحظات خاصة معيَّنة استطاع أن يفعل أمورًا فاقت قدرات الجسد. بالطبع كل هذه الأحداث وقعت بعد أن بدأ خدمته، مثل التجربة لمدة أربعين يومًا، أو التجلّي على الجبل. لذلك، لم يكن معنى تجسُّد الله كاملًا في يسوع، ولكنه تحقَّق جزئيًّا. فالحياة التي عاشها في الجسد قبل بدء عمله كانت عادية تمامًا في كافة المظاهر. وبعدما بدأ العمل، احتفظ فقط بالمظهر الخارجي لجسده. ولأن عمله كان تعبيرًا عن اللاهوت، فقد تجاوز وظائف الجسد العادية. على أي حال، كان جسد الله المُتجسِّد مختلفًا عن البشر المخلوقين من لحم ودم. بالطبع، في حياته اليومية، كان يحتاج إلى طعام وملبس ونوم ومأوى مثل أي شخص آخر، وكان يحتاج إلى كافة الاحتياجات العادية، وكان يفكر مثل أي إنسان عادي. كان الناس لا يزالون ينظرون إليه كإنسان عادي، فيما عدا أن العمل الذي قام به كان خارقًا للطبيعة. فعليًّا، بغض النظر عمَّا فعله، كان يعيش في طبيعة بشرية عادية وطبيعية، وبقدر ما أدى العمل، كان تفكيره عاديًا على نحو خاص، وكانت أفكاره على وجه الخصوص واضحة، أكثر من أفكار أي إنسان عادي آخر. كان من الضروري على الله المُتجسِّد أن يعقِل ويفكِّر بهذه الطريقة، لأن العمل الإلهي كان يحتاج إلى أن يُعبَّر عنه بجسد له تفكير عادي للغاية وأفكار في غاية الوضوح. بهذه الطريقة فحسب أمكن لجسده التعبير عن العمل الإلهي. طيلة الثلاثة والثلاثين عامًا ونصف التي عاشها يسوع على الأرض، احتفظ بطبيعته البشرية العادية، ولكن بسبب العمل الذي قام به أثناء الخدمة التي استمرت ثلاث سنوات ونصف، اعتقد الناس أنه خارق، أي أنه فائق للطبيعة بدرجة أكبر من ذي قبل. في الواقع، بقيت طبيعة يسوع البشرية غير متغيِّرة قبل وبعد أن بدأ خدمته؛ ظلت طبيعته البشرية كما هي طيلة الوقت، ولكن بسبب ما وُجد من اختلاف قبل أن يبدأ خدمته وبعد أن بدأها، ظهر رأيان بشأن جسده. بغض النظر عمّا اعتقده الناس، احتفظ الله المُتجسِّد بطبيعته البشرية الأصلية طيلة الوقت، فمنذ أن تجسَّد الله، عاش في الجسد، أي الجسد الذي كانت له طبيعة بشرية عادية. وبغض النظر عمَّا إذا كان يؤدي خدمته أم لا، كان لا يمكن أن تُمحى طبيعة جسده البشرية، لأن الطبيعة البشرية هي الجوهر الأساسي للجسد. قبل أن يؤدي يسوع خدمته، بقي جسده عاديًا تمامًا، وانخرط في كافة النشاطات الإنسانية العادية؛ ولم يظهر أبدًا في وضع فائق للطبيعة، ولم يُظهر أية علامات خارقة. كان آنذاك إنسانًا عاديًا للغاية عَبَدَ الله، ومع أن سعيه كان صادقًا ومخلصًا أكثر من سعي أي شخصٍ. هكذا أظهرت طبيعته البشرية الكاملة نفسها. ولأنه لم يقم بأي عمل مطلقًا قبل أن يباشر خدمته، لم يكن أحد على دراية بهويته، ولم يستطع أحد أن يقول إنَّ جسده كان مختلفًا عن الآخرين جميعًا، لأنَّه لم يقم بعمل معجزة واحدة، ولم يؤدِّ ولو جزءًا صغيرًا من عمل الله. مع ذلك، بعد أن بدأ تأدية خدمته، احتفظ بالمظهر الخارجي للطبيعة البشرية وظل يعيش بالمنطق البشري العادي، ولكن لأنَّه كان قد بدأ القيام بعمل الله نفسه، وتولَّى القيام بخدمة المسيح، وقام بعمل لم يكن في استطاعة البشر الفانين المخلوقين من لحم ودم القيام به، افترض الناس أنَّه لم تكن لديه طبيعة بشرية، وأنَّه لم يكن جسدًا عاديًا بصورة كاملة، بل جسدًا غير كامل. بسبب العمل الذي أدَّاه، قال الناس إنَّه إلهٌ في جسد ليست له طبيعة بشرية عادية. كان هذا فهمًا خاطئًا، لأن الناس لم تفهم معنى تجسُّد الله. نشأ سوء الفهم هذا من حقيقة أن العمل الذي عبَّر عنه الله في الجسد كان عملًا إلهيًا عبَّر عنه في جسد كان له طبيعة بشرية عادية. تسربل الله بجسد، حلَّ في جسد، وعمله في طبيعته البشرية جعل طبيعة بشريته غامضة. لهذا السبب آمن الناس أن الله لم تكن له طبيعة بشرية عادية، وإنما لاهوتًا فحسب.

من "جوهر الجسد الذي سكنه الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 102

لم يكْمل الله عمل التجسُّد في تجسُّده الأول؛ إنه لم يكمل سوى الخطوة الأولى من العمل، والتي كان من الضروري أن يقوم الله بها في الجسد. لذلك، لكي ينهي عمل التجسُّد، عاد الله للجسد من جديد، وعاش كل ما هو حقيقي وطبيعي للجسد، أي أنَّه جعل كلمة الله ظاهرًا في جسد عادي وطبيعي للغاية، وأنهى من خلاله العمل غير المُتمَّم في الجسد. إن جسد التجسُّد الثاني مُشابه في جوهره للأول، ولكنَّه حقيقي وعادي بدرجة أكبر من التجسُّد الأول. ونتيجة لذلك فإنَّ المعاناة التي يتحمَّلها الجسد المُتجسِّد الثاني أعظم من معاناة الأول، ولكن كانت هذه المعاناة نتيجة لخدمته في الجسد وهي تختلف عن معاناة الإنسان الفاسد. إنَّها تنبع كذلك من الطبيعة الحقيقية والعادية التي لجسده. لأنه يؤدي خدمته في جسد حقيقي وعادي تمامًا، فيجب على الجسد أن يتحمَّل قدرًا كبيرًا من المشقَّة. كلَّما كان الجسد طبيعيًّا وحقيقيًا، عانى المزيد في أداء خدمته. يُعبّر عن عمل الله في جسد عادي للغاية، جسد غير فائق للطبيعة على الإطلاق. ولأن جسده عادي ويجب أيضًا أن يضطلع بعمل خلاص الإنسان، فإنه يعاني بمقدار أعظم من الجسد الفائق للطبيعة؛ كل هذه المعاناة ناشئة من كون جسده حقيقيًّا وطبيعيًّا. من المعاناة التي اجتاز فيها الجسدان المتجسِّدان أثناء أداء خدماتهما، يمكن للمرء أن يرى جوهر الجسد المُتجسِّد. كلَّما كان الجسد عاديًا، عَظُمت المشقَّة التي يجب عليه تحمُّلها أثناء أداء العمل؛ وكلَّما كان الجسد الذي ينفِّذ العمل حقيقيًا، زادت قسوة الأفكار التي تراود الناس، وكثرت الأخطار التي قد تلحق به. ومع ذلك، كلَّما كان الجسد حقيقيًا، وكلَّما كانت له الاحتياجات والعقل الكامل التي للإنسان العادي، كان أكثر قدرةً على تولي عمل الله في الجسد. كان جسد يسوع هو ما سُمِّر على الصليب، جسده الذي قدَّمه كذبيحة خطيئة؛ من خلال جسد له طبيعة بشرية عادية هزم الشيطان وخلّص الإنسان خلاصًا تامًا من الصليب. وإنّما يؤدي الله كجسد كامل في تجسُّده الثاني عمل الإخضاع ويهزم الشيطان. لا يمكن إلَّا لجسد عادي وحقيقي تمامًا أن يقوم بعمل الإخضاع برمّته وأن يقدِّم شهادة قوية. أي أن عملإخضاع الإنسان يصير فعالًا من خلال كون الله في الجسد حقيقيًّا وطبيعيًّا، وليس من خلال المعجزات والإعلانات الخارقة للطبيعة. إن خدمة هذا الإله المُتجسِّد هي التكلُّم، ومن خلال التكلُّم يُخضِع الإنسان ويُكمِّله؛ بمعنى آخر، عمل الروح الحالّ في الجسد، أي واجب الجسد، هو التحدُّث ومن خلال التحدُّث يُخضع الإنسان ويكشفه ويُكمِّله ويبيده بالتمام. وهكذا، سوف يتحقَّق عمل الله في الجسد على أكمل وجه في عمل الإخضاع. لم يكن العمل الفدائي الأوليّ سوى بداية عمل التجسُّد؛ الجسد الذي يؤدي عمل الإخضاع سيُكْمل العمل الكليّ للتجسُّد. في تصنيف الجنس، هناك ذكر وهناك أنثى، وفي هذا قد اكتمل معنى تجسُّد الله، بحيث يزيل تصوّرات الإنسان عن الله: يمكن أن يصير الله ذكرًا وأنثى، والله المُتجسِّد في جوهره بلا جنس. لقد خلق الرجل والمرأة، وبالنسبة إلى الله، لا يوجد تمييز بين الجنسين. في هذه المرحلة من العمل، لا يقوم الله بعمل آيات وعجائب، لذلك فإن العمل سيحقق نتائجه من خلال الكلمات. إضافة إلى ذلك، يرجع السبب في هذا إلى أنَّ عمل الله المتجسِّد هذه المرة ليس شفاء المرضى وطرد الأرواح الشريرة، بل إخضاع الإنسان من خلال الكلام، أي أن القدرة الفطرية الموجودة لدى جسد الله المُتجسِّد هذا هي قول الكلمات وإخضاع الإنسان، وليس شفاء المرضى وطرد الأرواح الشريرة. إن عمله في الطبيعة البشرية ليس صنع المعجزات ولا شفاء المرضى وطرد الأرواح الشريرة، بل التكلُّم، ولذلك فإن الجسد المُتجسِّد الثاني يبدو للناس أنه عادي أكثر من الجسد الأول. لا يرى الناس أن تجسُّد الله أكذوبة؛ لكن هذا الإله المُتجسِّد يختلف عن يسوع المُتجسِّد، ومع أن كليهما هما الله المُتجسِّد، إلا أنهما ليسا متشابهين بالكامل. امتلك يسوع طبيعة بشرية عادية وطبيعية، لكن كانت تلازمه آيات وعجائب عديدة. في هذا الإله المُتجسِّد، لن ترى العيون البشرية أية آيات أو عجائب، أو شفاء مرضى أو طردًا للأرواح الشريرة، أو مشيًا على المياه، أو صومًا لأربعين يومًا... إنَّه لا يقوم بنفس العمل الذي قام به يسوع، ليس لأن جسده يختلف في جوهره بأية حال عن جسد يسوع، بل لأن خدمته ليست شفاء المرضى وطرد الأرواح الشريرة. إنَّه لا يهدم عمله ولا يشوِّش عليه. وحيث أنَّه يُخضع الإنسان بكلماته الحقيقية، فلا حاجة أن يُخضعه بمعجزات، ولذلك فإن هذه المرحلة هي لتكميل عمل التجسُّد. الله المُتجسِّد الذي تراه اليوم هو جسد بالكامل، ولا يوجد فيه ما هو خارق للطبيعة. إنه يمرض كما يمرض الآخرون، ويحتاج إلى طعام وملبس مثلما يحتاج الآخرون، فهو جسد بالكامل. لو صنع الله المتجسِّد في هذا الوقت آيات وعجائب فائقة للطبيعة، ولو شفى مرضى وطرد أرواحًا شريرة، أو كان بإستطاعته القتل بكلمة واحدة، فكيف يمكن تنفيذ عمل الإخضاع؟ كيف يمكن أن ينتشر العمل بين الأمم؟ كان شفاء المرضى وطرد الأرواح الشريرة عمل عصر النعمة، كان أول خطوة من خطوات العمل الفدائي، والآن وبعد أن خلَّص الله الإنسان من الصليب، لم يعد ينفِّذ ذلك العمل. لو في الأيام الأخيرة ظهر "إله" مثل يسوع، شفى المرضى، وطرد الأرواح الشريرة، وصُلب من أجل الإنسان، فإن هذا "الإله"، ومع مطابقته لوصف الله في الكتاب المقدَّس وسهولة قبول الإنسان له، فلن يكون، في جوهره، الجسد الذي يلبسه روح الله، بل روح شريرة. لأن مبدأ عمل الله ألَّا يكرَّر أبدًا ما قد أكمله بالفعل. وعليه فإنَّ عمل التجسُّد الثاني لله يختلف عن عمل التجسُّد الأول. في الأيام الأخيرة، يحقق الله عمل الإخضاع في جسد عادي وطبيعي؛ لا يشفي المرضى، ولن يُصلب من أجل الإنسان، بل ببساطة يقول كلمات في الجسد، ويُخضع الإنسان في الجسد. هذا الجسد هو وحده جسد الله المُتجسِّد؛ وهذا الجسد فحسب يمكنه إكمال عمل الله في الجسد.

من "جوهر الجسد الذي سكنه الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 103

سواء أكان الله المُتجسِّد في هذه المرحلة يتحمَّل المشقَّة أم يؤدي خدمته، فإنه يفعل هذا لإكمال معنى التجسّد، لأن هذا هو تجسُّد الله الأخير. يمكن لله أن يتجسّد مرتين فقط، ولا توجد مرة ثالثة. كان التجسُّد الأول ذكرًا، والتجسد الثاني أنثى، وبذلك تصبح صورة جسد الله مُكتملة في ذهن الإنسان؛ بالإضافة إلى هذا، أكمل التجسّدان بالفعل عمل الله في الجسد. في المرَّة الأولى كان لله المُتجسِّد طبيعة بشرية لإكمال معنى التجسّد. وهذه المرَّة له أيضًا طبيعة بشرية، ولكن معنى هذا التجسُّد مختلف: إنه أعمق، وعمله له مغزى أعمق. السبب وراء صيرورة الله جسدًا مرةً أخرى هو إكمال معنى التجسُّد. حين يكون الله قد أنهى بالكامل هذه المرحلة من عمله، سيكتمل المعنى الكامل للتجسُّد، أي عمل الله في الجسد، ولن يوجد المزيد من العمل الذي يُعمل في الجسد. أي أنَّه منذ الآن فصاعدًا لن يأتي الله مجددًا أبدًا في الجسد ليقوم بعمله. فإنَّ الله لا يقوم بعمل التجسُّد إلا لكي يُخلِّص البشرية ويُكمِّلها. بمعنى آخر، ليس من العادي بأية حال أن يأتي الله في الجسد إلَّا من أجل العمل. من خلال مجيئه في الجسد، أظهر للشيطانأنَّ الله جسد، وشخص عادي وطبيعي، ولكنه مع ذلك يستطيع أن يملك منتصرًا على العالم، ويبيد الشيطان، ويفدي البشرية ويُخضِعها! هدف عمل الشيطان هو إفساد البشرية، بينما هدف عمل الله هو خلاصها. يوقع الشيطان الإنسان في هاوية سحيقة، بينما ينقذه الله منها. يجعل الشيطان كل الناس يعبدونه، بينما يجعل الله كل الناس يخضعون لسلطانه، لأنه هو رب الخليقة. كل هذا العمل الذي يتحقَّق من خلال تجسّدي الله. إن جسده في جوهره هو اتحاد الطبيعة البشرية والطبيعة اللاهوتية، وامتلاك طبيعة بشرية عادية. لذلك بدون جسد الله المُتجسّد، لما استطاع الله تحقيق نتائج في خلاص البشرية، وبدون الطبيعة البشرية العادية لجسده، لما حقّق عمله في الجسد النتائج. إن جوهر تجسُّد الله هو وجوب ملكيَّته لطبيعة بشرية عادية؛ وما عدا ذلك يكون مخالفًا لقصد الله الأصلي من تجسُّده.

من "جوهر الجسد الذي سكنه الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 104

لماذا أقول إن عمل التجسُّد لم يكتمل في عمل يسوع؟ لأن الكلمة لم يصر جسدًا كليّةً. فما فعله يسوع لم يكن إلا جزءًا من عمل الله في الجسد؛ قام فقط بعمل الفداء ولم يقم بعمل ربح الإنسان بالكامل. لهذا السبب صار الله جسدًا مرةً أخرى في الأيام الأخيرة. هذه المرحلة من العمل تتم أيضًا في جسد عادي، وبواسطة إنسان عادي للغاية، إنسان طبيعته البشرية ليست خارقة على الإطلاق. بمعنى آخر، قد صار الله إنسانًا كاملًا، وشخصًا هويته هي هوية الله، إنسانًا كاملًا، وجسدًا كاملًا يقوم بأداء العمل. بالنسبة للعين البشرية، هو مجرَّد جسد غير فائق على الإطلاق، شخص عادي جدًّا يستطيع التحدُّث بلغة السماء، لا يُجري أية آيات خارقة، ولا يصنع معجزات، ولا حتى يكشف عن الحق الداخلي للدين في قاعات الاجتماعات الكبرى. إن عمل جسد التجسُّد الثاني يبدو للناس مختلفًا كليَّةً عن الأول، لدرجة أنَّه يبدو أنَّ الاثنين ليس بينهما أي شيء مشتركٍ، ولا يمكن أن يُرى أي شيءٍ من عمل الأول في هذه المرَّة. مع أنَّ عمل جسد التجسُّد الثاني يختلف عن عمل الأول، فهذا لا يثبت أن مصدرهما ليس واحدًا. يعتمد تحديد ما إذا كان مصدرهما واحدًا من عدمه على طبيعة العمل الذي يقوم به الجسدان وليس على مظهرهما الخارجي. أثناء المراحل الثلاث لعمل الله، تجسّد الله مرتين، وفي كل مرة منهما يدشِّن عمل الله عصرًا جديدًا، ويبدأ عملًا جديدًا؛ التجسّدان يكمِّلان بعضهما البعض. من المستحيل للأعين البشرية أن تقول إنَّ الجسدين يأتيان فعليًا من نفس المصدر. إنَّ الأمر بطبيعة الحال يتجاوز قدرة العين البشرية أو العقل البشري. ولكن التجسّدين في جوهرهما سواسية، ذلك لأن عملهما ينبع من نفس الروح. سواء أكان الجسدان المتجسِّدان ينشآن من نفس المصدر أم لا فإن هذا الأمر لا يمكن الحكم عليه بناءً على العصر الذي وُلِدا فيه أو مكان مولديهما أو أية عوامل أخرى كهذه، بل بالعمل الإلهي الذي يعبِّران عنه. لا يؤدي جسد التجسُّد الثاني أي عمل قام به يسوع، لأن عمل الله لا يلتزم بتقليدٍ، ولكنَّه في كل مرَّة يفتتح طريقًا جديدًا. لا يهدف جسد التجسُّد الثاني إلى تعميق انطباع الجسد الأول في أذهان الناس أو تقويته، بل ليُتمِّمه ويُكمِّله، وليُعمِّق معرفة الإنسان بالله، وليكسر جميع القواعد الموجودة في قلوب الناس، وليزيل من قلوبهم الصور الوهمية عن الله. يمكن أن يقال إنَّه لا توجد مرحلة واحدة من عمل الله يمكنها أن تعطي الإنسان معرفةً كاملةً عنه؛ كل مرحلة تعطي الإنسان جزءًا فقط وليس الكل. ومع أن الله قد عبَّر عن شخصيته تعبيرًا كاملًا، إلَّا أنَّه بسبب قدرات فهم الإنسان المحدودة، لا تزال معرفته عن الله ناقصة. من المستحيل التعبير عن شخصية الله برمّتها باستخدام اللغة البشرية؛ فكم بالأحرى يمكن لمرحلة واحدة من مراحل عمله أن تُعبِّر عن الله تعبيرًا كاملًا؟ إنَّه يعمل في الجسد تحت غطاء طبيعته البشرية العادية، ولا يمكن للمرء إلَّا أن يعرفه من خلال تعبيرات لاهوته، وليس من خلال مظهره الجسدي. يأتي الله في الجسد ليسمح للإنسان بأن يعرفه من خلال عمله المتنوِّع، ولا تتشابه أي مرحلتين من مراحل عمله. بهذه الطريقة وحدها يمكن أن يقتني الإنسان معرفة كاملة عن عمل الله في الجسد، معرفة غير مقصورة على جانب واحد. مع أن عمل الجسدين المُتجسِّدين مختلف، إلَّا أنَّ جوهر الجسدين، ومصدر عملهما، متطابقان؛ كل ما في الأمر هو أنَّهما يوجدان لأداء مرحلتين مختلفتين من العمل، ويظهران في عصرين مختلفين. ومهما كان الأمر، فإن جسدي الله المُتجسِّدين يتشاركان نفس الجوهر والأصل – هذه حقيقة لا يستطيع أحد إنكارها.

من "جوهر الجسد الذي سكنه الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 105

يُسمَّى الله المُتجسِّد بالمسيح، والمسيح هو الجسد الذي ارتداه روح الله. هذا الجسد لا يُشبه أي إنسان من جسدٍ. هذا الاختلاف هو بسبب أن المسيح ليس من لحمٍ ودمٍ، بل هو تَجسُّد الروح. له طبيعة بشرية عادية ولاهوت كامل. لاهوته لا يمتلكه أي إنسان. تحتفظ طبيعته البشرية بكل أنشطته الطبيعية في الجسد، في الوقت الذي يضطلع فيه لاهوته بعمل الله نفسه. وسواء أكانت طبيعته البشرية أم لاهوته، فكلاهما يخضعان لإرادة الآب السماوي. إن جوهر المسيح هو الروح، أي اللاهوت. لذلك، فإن جوهره من جوهر الله نفسه، ولن يعطِّل هذا الجوهر عمله، ولا يمكنه أن يفعل ما يدمّر عمله، كما أنه لن ينطق بأي كلمات تتعارض مع مشيئته الخاصة. لهذا، لن يفعل الله المُتجسِّد أبدًا أي عمل يعطّل تدبيره. هذا ما يجب أن يفهمه كل إنسان. إن جوهر عمل الروح القدس هو خلاص الإنسان، وهذا لأجل تنفيذ تدبير الله. وبالمثل، فإن عمل المسيح هو خلاص الإنسان، وهذا لأجل إنفاذ مشيئة الله. عندما يصير الله جسدًا، فإنه يُحقِّق‏ جوهره في جسده، حتى يكون جسده كافيًا للاضطلاع بعمله. لذلك، فإن عمل المسيح أثناء زمن التجسُّد يحل محل كل عمل لروح الله، ويوجد عمل المسيح في قلب كل عمل طوال زمن التجسُّد، ولا يمكن خلطه بعمل من أي عصرٍ آخر. وبما أن الله يصير جسدًا، فإنه يعمل في هيئته الجسدية؛ ولأنه يحلّ في الجسد، فإنه يكمل في الجسد العمل الذي يتعيّن عليه القيام به. وسواء أكان روح الله أم المسيح، فكلاهما الله نفسه، وهو يقوم بالعمل الذي يجب أن يقوم به ويؤدي الخدمة التي يجب أن يؤديها.

من "جوهر المسيح هو الطاعة لمشيئة الآب السماوي" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 106

إن جوهر الله نفسه يتمتَّع بالسلطان، لكنه قادر على الخضوع الكامل للسلطان المستمد منه. فسواء أكان ذلك عمل الروح أم عمل الجسد، فلا يتصارع أحدهما مع الآخر. روح الله هو السلطان السائد على كل الخليقة. إن الجسد مع جوهر الله يمتلك أيضًا سلطانًا، لكن الله الذي يحلّ في الجسد قادر على القيام بكل العمل الذي يُطيع مشيئة الآب السماوي. لا يمكن لأي إنسان أن يدرك هذا أو يتصوّره. الله نفسه سلطان، لكن يمكن لجسده أن يخضع لسلطانه. هذا هو المعنى الباطن للكلمات التي تقول إن: "المسيح يُطيع مشيئة الله الآب". إن الله روح ويمكنه أن يقوم بعمل الخلاص، حيث يمكن أن يصير الله إنسانًا. على أي حال، الله نفسه يقوم بعمله، وهو لا يعارض ولا يتدخل، كما لا يقوم بأعمال متضاربة مع بعضها بعضًا، لأن جوهر العمل الذي يقوم به الروح والجسد متشابهان. سواء أكان الروح أم الجسد، فكلاهما يعملان على إنفاذ مشيئة واحدة وتدبير العمل نفسه، ومع أن الروح والجسد لهما صفات متباينة، إلا أن جوهرهما واحد؛ كلاهما يتمتَّعان بجوهر الله نفسه، وهوية الله نفسه. ليس لدى الله نفسه أوجه عصيان؛ لأن جوهره صالحٌ. إنه التعبير عن كل الجمال والصلاح، وكذلك كل المحبة. حتى في الجسد، لا يقوم الله بأي شيء يعصي الله الآب. حتى إلى حد التضحية بحياته، سيكون مستعدًا من كل قلبه ولن يُقِدم على أي خيار آخر. ليس لدى الله أوجه بر ذاتي وأنانية، أو غرور وغطرسة؛ وليس لديه اعوجاج. فكل عصيان لله يأتي من الشيطان؛ فالشيطان هو مصدر كل قُبحٍ وشرٍ. السبب في أن الإنسان يتَّسِم بصفاتٍ مشابهة لتلك التي يتَّسِم بها الشيطان هو أن الشيطان قد أفسد الإنسان وحوّله. لكن الشيطان لم يُفسد المسيح، ومن ثمَّ فهو لا يمتلك سوى سمات الله، ولا يمتلك أيًا من سمات الشيطان. وبغض النظر عن مدى صعوبة العمل أو ضعف الجسد، فلن يفعل الله أبدًا، وهو يحيا في الجسد، أي شيء يعطِّل عمل الله نفسه، ولاسيّما إهمال إرادة الله الآب بالعصيان. فهو يُفضّل بالأحرى أن يعاني آلام الجسد عن أن يعارض مشيئة الله الآب، تمامًا كما قال يسوع في الصلاة: "يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ ٱلْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لَا إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ". سيظل الإنسان مخيَّرًا في هذا، أما المسيح فلن يكون كذلك. مع أنه يمتلك هوية الله نفسه، فإنه لا يزال يطلب مشيئة الله الآب، ويتمّم ما أوكل به الله الآب له، من ناحية الجسد. هذا أمرٌ لا يمكن للإنسان أن يدركه. ذاك الذي يأتي من الشيطان لا يمكن أن يكون له جوهر الله، بل يكون لديه فقط ما يعصي الله ويقاومه. ولا يمكنه أن يطيع الله طاعةً كاملةً، كما لا يمكنه طاعة إرادة الله عن طيب خاطر. كل ما يمكن للإنسان عمله بعيدًا عن المسيح هو أن يقاوم الله، ولا يمكن لأحد أن يتحمَّل مباشرةً العمل الذي يوكله له الله. لا يقدر أحد على اعتبار تدبير الله واجبه الخاص الذي يتعيَّن عليه القيام به. إن الخضوع لمشيئة الله الآب هو جوهر المسيح؛ وعصيان الله هو سمة الشيطان. هاتان الصفتان غير متوافقتين، وأي شخص يمتلك صفات الشيطان لا يمكن أن يُسمّى بالمسيح. السبب في أن الإنسان لا يستطيع القيام بعمل الله بدلاً عنه هو أن الإنسان لا يملك أيًا من جوهر الله؛ فالإنسان يعمل لله من أجل مصالحه الشخصية وتطلعاته المستقبلية، لكن المسيح يعمل لإتمام مشيئة الله الآب.

من "جوهر المسيح هو الطاعة لمشيئة الآب السماوي" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 107

إن الطبيعة البشرية التي للمسيح خاضعة للاهوته. ومع أنه يحلّ في الجسد، إلا أن طبيعته البشرية لا تشبه تمامًا الطبيعة البشرية التي للإنسان الذي من الجسد. فلديه شخصيته الفريدة، وهي أيضًا خاضعة للاهوته، ولا يوجد أي ضعفٍ في لاهوته؛ أمَّا ضعف المسيح فيرجع إلى ضعف طبيعته البشرية، ويقيِّد هذا الضعف لاهوته إلى حدٍ مُعيَّن، ولكن هذه الحدود تقع في نطاق مُعيَّن ووقت مُعيَّن، وليست مُطلقة. عندما يحين الوقت لتنفيذ عمل لاهوته، فإن ذلك يتم دون عائق من طبيعته البشرية. إن الطبيعة البشرية للمسيح تخضع بالكامل لتوجيه لاهوته. وبعيدًا عن الحياة العادية لطبيعته البشرية، تتأثر جميع الأفعال الأخرى الصادرة عن طبيعته البشرية بلاهوته، وتُوجَّه به مع أن للمسيح طبيعة بشرية، إلا أنها لا تعطِّل عمل لاهوته. هذا بالتحديد لأن الطبيعة البشرية للمسيح يوجهها لاهوته؛ ومع أن طبيعته البشرية ليست ناضجة في سلوكه أمام الآخرين، إلا أنها لا تؤثر في العمل الطبيعي للاهوته. عندما أقول إن طبيعته البشرية لم تَفْسد، أعني أن الطبيعة البشرية للمسيح يمكن أن تُوَجَّه مباشرةً من قِبَل لاهوته، وأنه يمتلك عقلاً أرقى من عقل الإنسان العادي. إن طبيعته البشرية هي الأكثر ملاءمة للخضوع لتوجيه اللاهوت في عمله. إن طبيعته البشرية هي الأقدر على التعبير عن عمل اللاهوت، وكذلك الأقدر على الخضوع لهذا العمل. وبينما يعمل الله في الجسد، فإنه لا يغفل أبدًا الواجب الذي يتعيَّن على الإنسان في الجسد أن يقوم به؛ إنه قادر على عبادة الله في السماء بقلبٍ صادق. لديه جوهر الله، وهويته من هوية الله نفسه. كل ما في الأمر أنه قد أتى إلى الأرض وأصبح كائنًا مخلوقًا، له الهيئة الخارجية لكائن مخلوق، ولديه الآن طبيعة بشرية لم تكن لديه من قبل؛ وبهذا فهو قادر على عبادة الله في السماء. هذه هي ماهية الله نفسه التي لا يضاهيها إنسان، وهويته هي الله نفسه. إنه يعبد الله من منظور الجسد. لذلك فإن قولنا: "المسيح يعبد الله في السماء" لا يأتى عن طريق الخطأ. ما يطلبه من الإنسان هو بالتحديد ماهيته. لقد حقق بالفعل كل ما يطلبه من الإنسان قبل أن يطالبه به؛ فلن يطلب من الآخرين ما يتجنّبه هو نفسه، لأن كل هذا يشكِّل ماهيته. وبغض النظر عن الطريقة التي ينفِّذ بها عمله، فإنه لن يتصرَّف بطريقة تخالف الله. وبغض النظر عمَّا يطلبه من الإنسان، لا يوجد طلب يتجاوز ما يمكن أن يُنجزه الإنسان. كل ما يفعله هو إتمام مشيئة الله وهو لأجل تدبيره. إن لاهوت المسيح يعلو جميع البشر، لذا فهو أعلى سلطانًا من جميع الكائنات المخلوقة. هذا السلطان هو لاهوته، أي شخصية الله نفسه وماهيته، والذي يحدد هويته. لذلك، مهما بَدَت طبيعته البشرية عاديَّة، فلا يمكن إنكار أن له هوية الله نفسه. وبغض النظر عن وجهة النظر التي يتكلم منها والكيفية التي يطيع بها مشيئة الله، فلا يمكن القول إنه ليس الله نفسه. غالبًا ما ينظر الأشخاص الحمقى والجهَّال إلى طبيعة المسيح البشرية العادية على أنها نقيصة. وبغض النظر عن الكيفية التي يعبِّر ويعلن بها عن ماهية لاهوته، فلا يستطيع الإنسان أن يسلِّم بأنَّه هو المسيح. وكلَّما أظهر المسيح طاعته وتواضعه، ازداد الأشخاص الحمقى استخفافًا بالمسيح. حتى أنه يوجد مَنْ يتبنّون تجاهه موقفًا من الاستبعاد والازدراء، لكنهم يقدّمون أولئك "الرجال العظماء" أصحاب الصور الشامخة لكي تُقدَّم لهم العبادة. تأتي مقاومة الإنسان لله وعصيانه إياه من حقيقة أن جوهر الله المُتجسِّد يخضع لإرادة الله، وكذلك من حقيقة الطبيعة البشرية العادية التي للمسيح؛ وهنا يكمن مصدر مقاومة الإنسان لله وعصيانه إياه. إذا لم يكن المسيح قد احتجب خلف طبيعته البشرية ولم يطلب إرادة الله الآب من منظور أنه كائن مخلوق، بل بالأحرى امتلك طبيعة بشرية خارقة، فلن يوجد على الأرجح أي عصيان داخل أي إنسان. إن السبب الذي يجعل الإنسان دائمًا على استعداد للإيمان بإله غير مرئي في السماء هو أن الله في السماء ليس له طبيعة بشرية وليست له صفة واحدة من صفات أي كائن مخلوق. لذلك ينظر إليه الإنسان دائمًا بأعظم تقدير، لكنه يتبنى موقفًا ازدرائيًا تجاه المسيح.

من "جوهر المسيح هو الطاعة لمشيئة الآب السماوي" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 108

مع أن المسيح على الأرض قادر على العمل نيابةً عن الله نفسه، إلا أنه لا يأتي بنية أن يُظهر لكل الناس صورته في الجسد. لا يأتي بهدف أن يراه جميع البشر؛ بل جاء ليسمح للإنسان أن يُقاد بيده، وبذلك يدخل في العصر الجديد. إن وظيفة جسد المسيح هي القيام بعمل الله نفسه، أي من أجل عمل الله في الجسد، وليس لتمكين الإنسان من الفهم الكامل لجوهر جسده. بغض النظر عن الكيفية التي يعمل بها، فإنه لا يتجاوز ما يمكن للجسد تحقيقه. وبغض النظر عن الطريقة التي يعمل بها، فهو يفعل ذلك في الجسد بطبيعة بشرية عادية، ولا يعلن للإنسان إعلانًا كاملا عن ملامح الله. بالإضافة إلى ذلك، فإن عمله في الجسد ليس خارقًا للطبيعة أبدًا أو لا يمكن تقديره كما يتصوَّر الإنسان. مع أن المسيح يمثل الله نفسه في الجسد ويُنفِّذ شخصيًا العمل الذي يجب على الله أن يفعله بنفسه، إلا أنَّه لا ينكر وجود الله في السماء، ولا يسعى سعيًا حثيثًا لنشر أعماله. بل بالأحرى فإنه لا يزال محتجبًا داخل جسده باتضاعٍ. وبعيدًا عن المسيح، لا يملك أولئك الذين يزعمون كذبًا أنّهم المسيح صفاته. وبمقارنته مع التصرّف المتعجرف والمتكبّر لأولئك المسحاء الكذبة، يصبح من الواضح أي نوع من الجسد كان حقًا للمسيح. وكلّما ازداد هؤلاء المسحاء الكذبة كذبًا، تفاخروا بأنفسهم أكثر، وأصبحوا أكثر قدرة على عمل الآيات والعجائب لخداع الإنسان. ليس لدى المسحاء الكذبة صفات الله؛ ولا يشوب المسيح أي شائبة من تلك التي للمسحاء الكذبة. يصير الله جسدًا ليكمل عمل الجسد فحسب، وليس لمجرَّد السماح لجميع البشر أن يروه. ولكنه بالأحرى يدع عمله يؤكد هويّته، ويسمح لما يعلنه أن يشهد لجوهره. فجوهره ليس بلا أساس؛ ولم تحجِّم يده هويته، بل يحددها عمله وجوهره. ومع أن له جوهر الله نفسه وقادر على القيام بعمل الله نفسه، إلا أنه لا يزال، في النهاية، جسدًا مختلفًا عن الروح. إنه ليس الله بصفات الروح؛ بل هو الله في هيئة الجسد. لذلك، مهما كانت طبيعته العادية ومهما كان ضعفه، ومهما كانت الكيفية التي يسعى بها إلى إتمام مشيئة الله الآب، لا يمكن إنكار لاهوته. لا توجد في الله المُتجسِّد طبيعة بشرية عادية بما فيها من ضعفات فحسب، بل يوجد أيضًا روعة لاهوته الفائق الإدراك، وكذلك جميع أعماله في الجسد. لذلك، تجتمع في المسيح فعليًا وعمليًا كلتا الطبيعتين البشرية واللاهوتية. ليس هذا بالأمر الفارغ أو الخارق على الإطلاق. إنَّه يأتي إلى الأرض بهدف أساسي يتمثل في القيام بالعمل؛ ولا بد من أن يمتلك طبيعة بشرية عادية لتنفيذ العمل على الأرض؛ وإلا فمهما كانت عظمة قوة لاهوته، فلن يستطيع أن يحقِّق المهمة الأصلية منها على نحو جيد. مع أن طبيعته البشرية على درجة كبيرة من الأهمية، إلا أنها ليست جوهره. فجوهره هو اللاهوت؛ لذلك، فاللحظة التي يبدأ فيها مباشرة خدمته على الأرض هي اللحظة التي يبدأ فيها التعبير عن ماهية لاهوته. إن طبيعته البشرية هي فقط للحفاظ على الحياة الطبيعية لجسده حتى يتسنى للاهوته القيام بالعمل في الجسد بطريقة طبيعية. إن اللاهوت هو الذي يوجِّه عمله بأكمله. وعندما يكمل عمله، فسيكون قد أنجز خدمته. ما يجب أن يعرفه الإنسان هو مجمل عمله، ومن خلال عمله يُمكّن الإنسان من معرفته. إنَّه طوال مدة عمله، يعبر تعبيرًا تامًا عن ماهية لاهوته، وليس هو شخصية مشوبةً بالطبيعة البشرية، أو كائنًا يتأثَّر بالفكر والسلوك البشري. عندما يحين الوقت الذي تنتهي فيه كل خدمته، فسيكون قد عبّر بالفعل تعبيرًا تامًا وكاملًا عن الشخصية التي يجب أن يعبّر عنها. وعمله لا يخضع لأي توجيه من أي إنسان؛ كما أن التعبير عن شخصيته هو تعبيرٌ حرٌ تمامًا، ولا يسيطر عليه العقل أو يحركه التفكير، ولكن يُعلن عنه إعلانا تلقائيًا. لا يمكن لأي إنسان أن يحقِّق هذا. حتى إذا كانت الأوضاع المحيطة قاسية أو لا تسمح الظروف بذلك، فهو قادر على التعبير عن شخصيته في الوقت المناسب. المسيح وحده هو مَنْ يعبر عن ماهية المسيح، في حين أن أولئك الذين ليسوا كذلك لا يتَّسموا بشخصية المسيح. لذلك، فحتى لو قاومه الجميع أو كانت لديهم تصوُّرات عنه، لا يمكن لأحد أن ينكر على أساس مفاهيم البشر أن الشخصية التي عبَّر عنها المسيح هي تلك التي لله. كل أولئك الذين ينشدون المسيح بقلبٍ صادقٍ أو يسعون إلى الله بعزمٍ سيعترفون أنه المسيح بناءً على التعبير عن لاهوته. لن ينكروا المسيح أبدًا على أساس أي جانب من جوانبه لا يتوافق مع مفاهيم البشر. مع أن البشر حمقى للغاية، إلا أن جميعهم يعرفون بالضبط ما هي إرادة الإنسان وما يصدر من الله. كل ما في الأمر أن العديد من الناس يقاومون المسيح عن قصدٍ بسبب نواياهم الخاصة. إن لم يكن لهذا السبب، فلن يكون لدى أي إنسان سبب لإنكار وجود المسيح، لأن اللاهوت الذي عبَّر عنه المسيح موجود بالفعل، ويمكن لأعين الجميع المجرَّدة أن تشهد عمله.

من "جوهر المسيح هو الطاعة لمشيئة الآب السماوي" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 109

كلًا من عمل المسيح وتعبيره يحددان جوهره. إنه قادر على أن يكمل بقلبٍ صادق ما أُوكل إليه، وهو قادر على عبادة الله في السماء بقلبٍ صادق، وطلب إرادة الله الآب بقلبٍ صادق. إن جوهره هو الذي يحدد كل هذا، ويحدد كذلك إعلانه الطبيعي؛ والسبب في أن إعلانه الطبيعي يُسمى هكذا هو أن تعبيره ليس محاكاةً، أو نتيجة لتعليم إنسان، أو نتيجة لسنوات عديدة من التربية بواسطة الإنسان. فهو لم يتعلَّمه أو يزيِّن نفسه به، بل إنه بالأحرى مُتأصِّل في داخله. قد ينكر الإنسان عمله وتعبيره وطبيعته البشرية والحياة الكاملة لطبيعته البشرية العادية، لكن لا أحد يستطيع أن ينكر أنه يعبد الله في السماء بقلبٍ صادق. لا أحد يستطيع أن ينكر أنه قد جاء ليكمل مشيئة الآب السماوي، ولا يمكن لأحد أن ينكر إخلاصه في طلب الله الآب. ومع أن صورته لا تُسر بها الحواس، ولا يملأ حديثه أجواءً غير عادية، ولا يزعزع عمله الأرض أو يهز السماء كما يتخيَّل الإنسان، إلا أنَّه بالفعل المسيح الذي يحقِّق مشيئة الآب السماوي بقلبٍ صادق، ويخضع خضوعًا كاملًا للآب السماوي، ويطيع حتى الموت. هذا لأن جوهره هو جوهر المسيح. يصعب على الإنسان تصديق هذا الحق، ولكنه قائم بالفعل. عندما تكتمل خدمة المسيح بالكامل، سيكون الإنسان قادرًا على أن يرى من خلال عمله أن شخصيته وماهيته تمثلّان شخصية الله وماهيته في السماء. في ذلك الوقت، يمكن أن يبرهن مجمل عمله على أنه هو بالفعل الكلمة الذي يصير جسدًا، وليس مثل الإنسان الذي من لحمٍ ودمٍ. لكل خطوة من خطوات عمل المسيح على الأرض دلالتها التمثيلية، لكن الإنسان الذي يختبر العمل الفعلي لكل خطوة غير قادر على فهم دلالة عمله. وهذا ينطبق انطباقًا خاصًا على الخطوات المتعددة للعمل الذي قام به الله في تجسّده الثاني. معظم أولئك الذين سمعوا كلمات المسيح أو رأوها فقط ولكنهم لم يروه قط ليس لديهم أي أفكارٍ عن عمله؛ وأولئك الذين رأوا المسيح وسمعوا كلماته، وقد اختبروا كذلك عمله، يجدون صعوبة في قبول عمله. أليس هذا لأن مظهر المسيح وطبيعته البشرية العادية لا يروقان للإنسان؟ أولئك الذين يقبلون عمله بعد أن مضى المسيح لن يواجهوا مثل هذه الصعوبات، لأنهم يقبلون فقط عمله ولا يتواصلون مع طبيعة المسيح البشرية العادية. ليس بإمكان الإنسان أن يتخلَّى عن أفكاره فيما يخص الله، بل بالأحرى يتفحّصه فحصًا مكثفًا؛ وهذا يرجع إلى حقيقة أن الإنسان يركِّز فقط على ظهور الله ولا يستطيع التعرّف على جوهره من خلال عمله وكلماته. عندما يغض الإنسان طرفه عن ظهور المسيح أو يتجنّب مناقشة الطبيعة البشرية للمسيح، ويتحدَّث فقط عن لاهوته، الذي لا يمكن لأي شخص الوصول إلى عمله أو كلماته، فإن مفاهيم الإنسان ستنخفض إلى النصف، حتى تصل إلى الحد الذي يتغلَّب عنده الإنسان على جميع الصعوبات.

من "جوهر المسيح هو الطاعة لمشيئة الآب السماوي" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 110

ذاك الذي هو الله المُتجسّد يحمل جوهر الله، وذاك الذي هو الله المُتجسّد يحمل تعبير الله. بما أنَّ الله يصير جسدًا، فسوف يُنجِز العمل الذي يجب أن يُتمِّمَهُ. وحيث إن الله يصير جسدًا، فسوف يعبِّر عن ماهيته، وسيكون قادرًا على جلب الحق للبشر، ومنحهم الحياة، وإظهار الطريق لهم. الجسد الذي لا يحتوي على جوهر الله هو بالتأكيد ليس الله المُتجسّد؛ هذا أمرٌ لا شك فيه. للتحقق ممّا إذا كان هذا جسد الله المُتجسّد، يجب على الإنسان أن يحدّد هذا من الشخصية التي يعبِّر عنها والكلمات التي يتحدَّث بها. أي أنه سواء كان جسد الله المُتجسّد أم لا، وسواء كان الطريق الحق أم لا، فيجب الحُكم على هذين الأمرين من جوهره. ومن ثمّ، من أجل تحديد إذا ما كان هذا هو جسد الله المُتجسّد، علينا أن ننتبه إلى جوهره (عمله وكلامه وشخصيته والعديد من الأمور الأخرى) بدلاً من مظهره الخارجي. إن رأى الإنسان فقط مظهر الله الخارجي، وتغاضى عن جوهره، فهذا يُظهر جهل الإنسان وسذاجته. المظهر الخارجي لا يحدد الجوهر؛ كما أن عمل الله لا يمكنه أبدًا أن يتماثل مع تصورات الإنسان. أَوَلَمْ يتعارض مظهر يسوع الخارجي مع تصورات البشر؟ أوليس مظهره وملبسه لم يوضحا هويته الحقيقية؟ أوليس السبب وراء معارضة الفريسيين الأوائل ليسوع كان راجعًا لأنهم نظروا فقط إلى مظهره الخارجي ولم يدركوا صميم الكلمات التي تحدث بها؟ رجائي ألا يُكرّر الإخوة والأخوات الذين يطلبون ظهور الله هذه المأساة التاريخية. يجب ألا تكونوا فريسيي الأزمنة المعاصرة وتصلبوا الله على الصليب ثانيةً. يجب أن تفكروا بتأنٍ في كيفية استقبال عودة الله، ويجب أن تدركوا بوضوح الكيفية التي بها تصيرون أشخاصًا يخضعون للحق. هذه هي مسؤولية كل شخص ينتظر عودة يسوع على السحاب. يجب أن ننظّف أعيننا الروحية، وألا نقع فريسة للكلمات البرّاقة. يجب علينا التفكير بشأن عمل الله العملي وننظر إلى الجانب الحقيقي لله. لا تأخذكم الحماسة المفرطة أو تتوهوا في أحلام اليقظة، دائمًا متطلعين إلى اليوم الذي ينزل فيه الرب يسوع فجأةً بينكم على السحاب ليأخذكم معه، أنتم يا من لم تعرفوه أو تنظروه أبدًا، ولا تعرفون كيفية إتمام مشيئته. من الأفضل التفكير في أمور عملية!

من تمهيد "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 111

يُظهر الله الصائر جسدًا نفسه فقط لبعض الناس الذين يتبعونه خلال هذه الفترة إذ ينفذ عمله بصورة شخصية، وليس للمخلوقات كافة. لقد صار جسدًا فقط لإكمال مرحلة من العمل، وليس لإظهار صورته للإنسان. ولكن يجب تنفيذ عمله بنفسه، لذلك من الضروري عليه أن يقوم بذلك في الجسد. عندما يُختتم عمله، سيرحل من الأرض؛ لا يمكنه أن يبقى لمدة طويلة بين البشر خوفًا من الوقوف في طريق العمل القادم. ما يُظهره للجموع هو شخصيته البارة فقط وكل أعماله، وليس صورة ما كان عليه عندما صار جسدًا مرتين، لأن صورة الله يمكن أن تظهر فقط من خلال شخصيته، ولا يمكن أن يحل محلها صورة جسد الله المتجسِّد. تظهر صورة جسده فقط لعدد محدود من الناس، فقط لأولئك الناس الذين يتبعونه إذ يعمل في الجسد. هذا هو السبب وراء أن العمل الذي يُنفذ الآن يُنفذ في السر. بالضبط كما أن يسوع أظهر نفسه فقط لليهود عندما قام بعمله، ولم يظهر نفسه علانيةً قط لأية أمم أخرى. لذلك، بمجرد أن أكمل عمله، رحل عن الإنسان في عجالة ولم يمكث؛ في الوقت الذي تلا ذلك، لم يظهر صورته للإنسان، بل كان الروح القدس يقوم بالعمل مباشرةً. بمجرد أن اكتمل عمل الله المتجسد بالتمام، رحل عن العالم الفاني، ولم يقم بعمل مشابه مرة أخرى قط منذ الوقت الذي كان فيه في الجسد. العمل الذي جاء بعد ذلك قام به كله الروح القدس مباشرة. أثناء هذا الزمن، كان الإنسان بالكاد قادرًا على أن يرى صورته في الجسد؛ إنه لا يُظهر نفسه للإنسان على الإطلاق، بل يظل مستترًا. هناك وقت محدد لعمل الله الصائر جسدًا، وهو يُنَفَذ في عصر وزمن محدديْن وسط أمة محددة وبين أناس محددين. يمثل هذا العمل فقط العمل أثناء زمن الله الصائر جسدًا، وهو مختص بالعصر ويمثل عمل روح الله في عصر واحد محدد، وليس كلية عمله. لذلك، صورة الله الصائر جسدًا لن تظهر لكل الشعوب. ما يظهر للجموع هو بر الله وشخصيته في كليتها، بدلًا من صورته عندما صار جسدًا مرتين. إنها ليست صورة واحدة التي تظهر للإنسان ولا الصورتين مجتمعتين. لذلك، من الإلزام على جسد الله المتجسِّد أن يرحل عن الأرض عند اكتمال العمل الذي يحتاج إلى القيام به، لأنه قد جاء فقط ليقوم بالعمل الذي ينبغي عليه القيام به وليس ليظهر للناس صورته. مع أن أهمية التجسُّد قد تمت بالفعل من خلال صيرورة الله جسدًا مرتين، إلا أنه ما زال لا يظهر نفسه علنًا لأية أمة لم تَرَهُ قط من قبل. لن يُظهِر يسوع نفسه أبدًا من جديد لليهود كشمس البر، ولن يصعد إلى جبل الزيتون ويظهر لكل الشعوب؛ كل ما يراه اليهود هو صورته أثناء زمانه في اليهودية. هذا لأن عمل يسوع الصائر جسدًا انتهى منذ وقت طويل قبل ألفي عام؛ لن يعود إلى اليهودية في صورة رجل يهودي، فضلًا عن أنه لن يظهر نفسه في صورة رجل يهودي لأي من الشعوب الأممية، لأن صورة يسوع الصائر جسدًا هي مجرد صورة ليهودي، وليست صورة ابن الإنسان التي قد رآها يوحنا. مع أن يسوع وعد أتباعه أنه سيأتي مجددًا، لن يظهر نفسه ببساطة في صورة يهودي لكل الشعوب الأممية. ينبغي عليكم أن تعرفوا أن الله الصائر جسدًا سيفتتح عصرًا. هذا العمل مقصور على سنوات قليلة، ولا يمكنه إنجاز كل عمل روح الله. هذا مطابق لكيفية تمثيل صورة يسوع كيهودي لصورة الله عندما عمل فقط في اليهودية، وكان بإمكانه فقط أن يقوم بعمل الصلب. أثناء الوقت الذي كان يسوع فيه في الجسد، لم يمكنه القيام بعمل افتتاح عصر أو إنهاء البشرية أو تدميرها. لذلك بعد أن صُلب وأنهى عمله، صعد إلى أعلى وحجب نفسه إلى الأبد عن الإنسان. منذ ذلك فصاعدًا، استطاع أولئك المؤمنون الأمناء في الشعوب الأممية أن يروا فقط صورته التي نسخوها على الجدران، وليس ظهور الرب يسوع. هذه الصورة ليست إلا صورة رسمها الإنسان، وليست الصورة التي أظهرها الله نفسه للإنسان. لن يظهر الله نفسه علانيةً للجموع في الصورة التي ظهر فيها حينما تجسَّد مرتين. العمل الذي يقوم به بين البشرية يقوم به لكي يسمح لهم أن يفهموا شخصيته. هذا كله يَظهر للإنسان من خلال عمل العصور المختلفة. إنه يتحقّق من خلال الشخصية التي جعلها معروفة والعمل الذي قد قام به بدلًا من توضيحها من خلال إظهار يسوع. أي إن صورة الله لا تُعرف للإنسان من خلال الصورة المتجسدة، بل من خلال العمل المنفذ من قِبَل الله المتجسِّد في صورة وشكل؛ ومن خلال عمله، تتضح صورته وشخصيته تُعلن. هذه هي أهمية العمل الذي يرغب في القيام به في الجسد.

بمجرد أن ينتهي العمل الذي فيه تجسد مرتين، سيبدأ في إظهار شخصيته البارة وسط الشعوب الأممية، سامحًا للجموع أن ترى صورته. يرغب في إظهار شخصيته، ومن خلال هذا يوضح نهاية أنواع الإنسان المختلفة، وبهذا ينهي العصر القديم كليًّا. عمله في الجسد لا يمتد لمدى واسع (بالضبط كما أن عمل يسوع كان فقط في اليهودية، واليوم أنا أعمل فقط بينكم) لأن عمله في الجسد له تخوم وحدود. إنه ينفذ فقط فترة قصيرة من العمل في صورة جسد عادي وطبيعي، بدلًا من القيام بعمل الأبدية أو القيام بعمل الظهور لكل الشعوب الأممية من خلال هذا الجسد المتجسِّد. يمكن للعمل الذي في الجسد أن يكون محدودًا في نطاق (بالضبط مثل العمل فقط في اليهودية أو العمل بينكم)، ثم يتوسع من خلال العمل المنفذ داخل هذه الحدود. بالطبع عمل هذا التوسع يُنَفَذ من خلال الروح القدس مباشرة وليس من خلال عمل جسده المتجسِّد. لأن العمل في الجسد له حدود ولا يمتد إلى كل أركان الكون. هذا لا يمكنه تحقيقه. من خلال العمل في الجسد، ينفذ روحه العمل الذي يليه. لذلك، العمل الذي يتم في الجسد هو مبادرة تُنفَّذ داخل حدود؛ روحه يستمر تباعًا مع هذا العمل ويتوسع فيه.

من "سر التجسُّد (2)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 112

يأتي الله إلى هذه الأرض فقط ليقوم بعمل قيادة العصر؛ وافتتاح عصر جديد وإنهاء عصر قديم. لم يأتِ ليعيش مسار حياة الإنسان على الأرض، أو يختبر بنفسه أفراح وأحزان الحياة كإنسان، أو ليكمِّل شخصًا معينًا بيده أو يراقب شخصًا ما وهو ينمو شخصيًّا. هذا ليس عمله؛ عمله فقط هو افتتاح عصر وإنهاء عصر آخر. بمعنى أنه سوف يفتتح عصرًا، وينهي عصرًا آخر، ويهزم الشيطان من خلال تنفيذ العمل شخصيًّا. في كل مرة ينفذ فيها العمل شخصيًّا، يبدو الأمر كما لو أنه يطأ بقدمه في أرض المعركة. في الجسد، هو يغلب هذا العالم أولًا ويتغلب على الشيطان؛ وينال كل المجد ويزيح الستار من على عمله الذي امتد على مدى ألفي عام، معطيًا جميع البشر على الأرض الطريق الصحيح ليتبعوه، وحياة السلام والفرح ليحيوها. مع ذلك، لا يمكن لله أن يحيا مع الإنسان على الأرض لمدة طويلة، لأن الله هو الله، وهو في المقام الأول ليس مثل الإنسان. لا يمكنه أن يحيا عمر الإنسان العادي؛ أي إنه لا يمكنه أن يسكن على الأرض مثل إنسان عادي، لأنه لا يملك سوى أبسط جزء من الطبيعة البشرية للبشر العاديين للإبقاء على حياة بشرية كهذه. بمعنى آخر، كيف يمكن لله أن يكوِّن أسرة، ويمتهن إحدى المهن، ويربي أطفالًا على الأرض؟ ألا يكون هذا عارًا له؟ إنه يملك طبيعة بشرية فقط بهدف تنفيذ العمل بأسلوب عادي، وليس لتمكينه من تكوين أسرة والعمل بإحدى المهن كما يفعل الإنسان العادي. منطقه العادي، وعقله العادي وإطعامه لجسده وكسوته هي أمور كافية لإثبات أن له طبيعة بشرية عادية؛ لا يحتاج إلى أن يكوِّن أسرة أو يمتهن مهنة ليثبت أن له طبيعة بشرية عادية. هذا أمر غير ضروري تمامًا! مجيء الله إلى الأرض يعني أن الكلمة يصير جسدًا؛ إنه يسمح للإنسان ببساطة أن يفهم كلمته ويراها، أي إنه يسمح للإنسان أن يرى العمل المنفذ من قبل الجسد. مقصده ليس أن يتعامل الناس مع جسده بطريقة محددة، بل فقط أن يكون الإنسان مطيعًا حتى النهاية، أي يطيع كل الكلمات التي ينطقها فمه، ويخضع لكل العمل الذي يقوم به. إنه يعمل فقط في الجسد، ولا يطلب من الإنسان عمدًا أن يمجد عظمة جسده وقدسيته، لكنه يُظهر للإنسان ببساطة حكمةَ عمله وكل السلطان الذي يتقلده. لذلك، مع أن له طبيعة بشرية غير عادية، إلا أنه لا يقدم أية إعلانات ويركز فقط على العمل الذي يجب عليه فعله. ينبغي أن تعرفوا لماذا صار الله جسدًا ومع ذلك لا يُظهر طبيعته البشرية العادية أو يشهد لها، بل ينفذ العمل الذي يرغب في تنفيذه ببساطة. لهذا، كل ما يمكنكم رؤيته من الله الصائر جسدًا هو ماهيته من الناحية اللاهوتية، وهذا لأنه لا ينادي أبدًا بكيانه الناسوتي لكي يحاكيه الإنسان. فقط عندما يكون الإنسان هو القائد يتكلم عن كيانه الإنساني، لكي يستطيع قيادة الآخرين من خلال إبهارهم وإقناعهم. على النقيض، يُخضع الله الإنسان من خلال عمله وحده (أي، العمل الذي لا يمكن للإنسان تحقيقه)، فلا يمكن أن يعجب به الإنسان، أو يجعل الإنسان يعبده. كل ما يفعله هو أنه يغرس في الإنسان شعورًا بالتبجيل له ويجعله على دراية بغموضه. لا يحتاج الله إلى أن يبهر الإنسان. كل ما يحتاج إليه هو أن تبجله بمجرد أن تشهد شخصيته. العمل الذي يقوم به الله هو عمله الخاص؛ ولا يمكن لإنسان أن يقوم به بدلًا منه، ولا يمكن لإنسان إنجازه. الله وحده فقط هو القادر على القيام بعمله الخاص وقيادة عصر جديد ليقود الإنسان إلى حياة جديدة. العمل الذي يقوم به إنما يقوم به لتمكين الإنسان من استقبال حياة جديدة والدخول في عصر جديد. يُقدَّم كل العمل الآخر لأولئك البشر الذين لديهم طبيعة بشرية عادية ويُعجب بهم آخرون. لذلك، في عصر النعمة، أكمل عمل ألفي عام في ثلاثة أعوام ونصف فقط أثناء الثلاثة والثلاثين عامًا التي عاشها في الجسد. عندما يأتي الله إلى الأرض لينفذ عمله، عادةً ما يكمل عمل ألفي عام أو عمل عصر كامل في غضون أقصر من بضعة أعوام. إنه لا يضيع وقتًا، ولا يتأخر؛ هو ببساطة يكثف عمل العديد من السنوات لكي يكتمل في سنوات قليلة قصيرة. هذا لأن العمل الذي يقوم به شخصيًّا يفتتح ببساطة طريقًا جديدًا ويقود عصرًا جديدًا.

من "سر التجسُّد (2)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 113

عندما ينفذ الله عمله، لا يأتي للاشتراك في أية عملية بناء أو حركات؛ بل يأتي ليتمّ خدمته. في كل مرة يصير فيها جسدًا، إنما يفعل هذا لتحقيق مرحلة من العمل وافتتاح عصر جديد. وقد أتى الآن عصر الملكوت وكذلك التدريب لأجل الملكوت. ليست هذه المرحلة من العمل عملَ الإنسان وليست العمل في الإنسان إلى درجة معينة؛ بل هي لإكمال جزء من عمل الله. فما يعمله ليس عمل الإنسان، وليس لتحقيق نتيجة محددة في العمل في الإنسان قبل مغادرة الأرض؛ بل لإتمام خدمته وإنهاء العمل الذي يتعيّن عليه فعله، أي للقيام بعمل ترتيبات مناسبة من أجل عمله على الأرض، وبذلك يتمجّد. لا يشبه عملُ الله المتجسِّدِ عملَ الأشخاص الذين يستخدمهم الروح القدس. عندما يأتي الله ليقوم بعمله على الأرض، لا يهتم إلا بإتمام خدمته. أما بالنسبة إلى كل الأمور الأخرى غير المتعلقة بخدمته، فهو لا يكاد يشارك فيها، بل ويتغاضى عنها. وهو ببساطة ينفذ العمل الذي يجب عليه تنفيذه، وأقل الأشياء التي يهتم بها هو العمل الذي ينبغي على الإنسان القيام به. فالعمل الذي يقوم به هو ذلك المرتبط بالعصر الموجود فيه والخدمة التي ينبغي عليه إتمامها فحسب، كما لو أن كل الأمور الأخرى تقع خارج اختصاصه. وهو لا يُمِدّ نفسه بالمزيد من المعرفة الأساسية عن العيش كإنسان وسط البشر، ولا يتعلم المزيد من المهارات الاجتماعية أو يزوّد نفسه بأي شيء آخر يفهمه الإنسان. لا يهمه مطلقًا كل ما ينبغي أن يملكه الإنسان، ويقوم ببساطة بالعمل الذي هو واجبه. وعليه، فإن الله المتجسِّد، كما يراه الإنسان، يفتقر إلى الكثير من الأمور، إلى درجة لا يكترث فيها بكثير من الأشياء التي ينبغي أن يمتلكها الإنسان، وليس لديه فهم لمثل هذه الأمور؛ فأمور مثل معرفة الحياة العامة، وكذلك المبادئ التي تحكم السلوك الشخصي والتفاعل مع الآخرين، تبدو كما لو أنها لا صلة لها به. لكنك ببساطة لا يمكنك أن تشعر بأدنى ما يمكن من السلوك غير العادي من الله المتجسِّد. أي إن طبيعته البشرية تحفظ حياته كإنسان عادي والتفكيرَ الطبيعي لعقله، بحيث تعطيه القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ. لكنه ليس مُزودًا بأي شيء آخر، مما هو كله من شأن الإنسان (المخلوق) وحده أن يمتلكه. إنما يصير الله جسدًا فقط ليتم خدمته، وعمله موجّه نحو عصر بالكامل وليس إلى أي شخص أو مكان محدد، بل إلى الكون بأسره. هذا هو اتجاه عمله والمبدأ الذي يعمل به. لا يمكن لأحد أن يغير هذا، ولا يمكن للإنسان أن يشترك فيه. في كل مرة يصير فيها الله جسدًا، يجلب معه عمل ذلك العصر، ولا ينوي أن يعيش إلى جانب الإنسان لعشرين أو ثلاثين أو أربعين أو حتى سبعين أو ثمانين عامًا لكي يفهمه الإنسان ويحصل على بصيرة عنه بصورة أفضل. لا حاجة إلى ذلك! إن فعل هذا، فهذا لن يعمِّق المعرفة التي لدى الإنسان عن شخصية الله المتأصلة على الإطلاق؛ بل لن يكون دوره سوى أن يضيف إلى تصوراته ويجعل مفاهيمه وأفكاره عتيقة. ولذلك فإنه حريٌّ بكم جميعًا أن تفهموا بالضبط ما هو عمل الله المتجسد. من المؤكد أنه لا يمكن أن يكون قد فاتكم فهم ما قلته لكم: "لم آتِ لأختبر حياة إنسان عادي"؟ هل نسيتم الكلمات التي تقول: "لم يأتِ الله على الأرض ليعيش حياة إنسان عادي"؟ أنتم لا تفهمون هدف الله من أن يصير جسدًا، ولا تعرفون معنى "كيف يمكن لله أن يأتي إلى الأرض بنية اختبار حياة كيان مخلوق؟" يأتي الله إلى الأرض فقط ليكمل عمله، وبالتالي فعمله على الأرض قصير الأجل. لا يأتي إلى الأرض بنية أن يتعهد روحُ الله جسدَه كقائد غير عادي للكنيسة. عندما يأتي الله إلى الأرض، فهو الكلمة الذي يصير جسدًا؛ لكنَيعرف الإنسان لا يعرف شيئًا عن عمله وينسب الأمور إليه مُرغَمًا. لكن يجب عليكم جميعًا أن تدركوا أن الله هو "الكلمة الصائر جسدًا"، وليس الجسد الذي صقله روح الله ليقوم بدور الله في الوقت الحالي. الله نفسه ليس نتاجًا لعملية صقل، بل هو الكلمة الصائر جسدًا، واليوم ينفذ عمله رسميًّا بينكم جميعًا. تعرفون جميعًا وتقرون بأن تجسد الله حقيقة واقعية، ولكنكم تتصرفون كما لو أنكم تفهمونها. إنكم عاجزون تمامًا عن استيعاب هذه الأمور، بما فيها عمل الله المتجسد وأهمية وجوهر تجسّده، وتقلدون الآخرين عفويًا في ترداد كلمات من الذاكرة. هل تؤمن أن الله المتجسد هو كما تتصوره؟

من "سر التجسُّد (3)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 114

يصير الله جسدًا فقط ليقود العصر ويطلق عملًا جديدًا. من الضروري أن تفهموا هذه النقطة. هذا يختلف كثيرًا عن وظيفة الإنسان، ولا يمكن مقارنة الاثنين ببعضهما في الوقت نفسه. يحتاج الإنسان إلى مدة طويلة من التهذيب والتكميل قبل أن يُستخدم لتنفيذ عمل، وينبغي أن يكون نوع الطبيعة البشرية اللازمة لذلك من مستويات عالية على نحو استثنائي. لا يجب أن يكون الإنسان قادرًا على الحفاظ على حسه البشري العادي فحسب، بل يجب أيضًا أن يفهم العديد من قواعد ومبادئ السلوك أمام آخرين، بالإضافة إلى أنه يجب عليه أن يتعلم المزيد من حكمة وأخلاقيات الإنسان. هذا ما يجب أن يتحلى به الإنسان. لكن الأمر ليس كذلك بالنسبة إلى الله الصائر جسدًا؛ لأن عمله لا يمثل إنسانًا ولا هو عمل الإنسان؛ بل هو تعبير مباشر عن كيانه وتنفيذ مباشر للعمل الذي ينبغي عليه القيام به. (بطبيعة الحال، يُنفَّذ عملُه في الوقت المناسب، وليس عرّضًا أو عشوائيًّا، ويبدأ عمله عندما يحين وقت إتمام خدمته). وهو لا يشارك في حياة الإنسان أو عمله، أي إن طبيعته البشرية لا تتحلى بأي من هذا (علمًا أن هذا لا يؤثر في عمله). فهو لا يُتمُّ خدمته إلّا عندما يحين وقت إتمامها؛ وأيًّا كانت حالته، فإنه ببساطة يمضي قُدُمًا في العمل الذي يجب أن يفعله. وأيًّا كان ما يعرفه الإنسان عنه أو رأيه فيه، فإن عمله لا يتأثر بتاتًا. على سبيل المثال، عندما نفَّذ يسوع عمله، لم يكن أحدٌ يعرف بالضبط مَن هو، ولكنه ما كان منه إلّا أن مضى قُدُمًا في عمله. لم يُعِقْهُ أيٌّ من هذا عن تنفيذ العمل الذي يتعيّن عليه القيام به. لذلك، لم يعترفْ بهُويّته في البداية أو يعلنْ عنها، بل جعل الإنسان يتّبعه فقط. بالطبع، لم يكن هذا تواضعًا من الله فحسب؛ بل كان أيضًا الطريقة التي عمل بها الله في الجسد. كان بإمكانه فقط أن يعمل بهذه الطريقة؛ لأنه لم يكن باستطاعة الإنسان مطلقًا أن يتعرف عليه بالعين المجردة. وحتى لو تعرف عليه الإنسان، لما استطاع أن يساعده في عمله. وبالإضافة إلى ذلك، فهو لم يَصِر جسدًا ليجعل الإنسان يعرف جسده؛ بل كان ذلك لتنفيذ عمله وأداء خدمته. لهذا السبب، لم يُولِ أهمية لإعلان هويته. وعندما أكمل كل العمل الذي وجب عليه القيام به، اتضحت هويته ومكانته للإنسان بطبيعة الحال. يظل الله الصائر جسدًا صامتًا ولا يقوم بأية إعلانات أبدًا، ولا يلقي بالًا للإنسان أو لكيفية تَدَبُّرِه أمرَه في اتباعه، لكنه ببساطة يمضي قدمًا في أداء خدمته وتنفيذ العمل الذي ينبغي عليه القيام به. لا يمكن لأحد أن يقف في طريق عمله. وعندما يحين الوقت لاختتام عمله، فسيتم بالتأكيد اختتامه وإنهاؤه، ولا يمكن لأحد أن يُمليَ ما هو خلاف ذلك. ولن يفهم الإنسان العمل الذي يقوم به إلّا بعد أن يترك الإنسانَ عند إتمام عمله، ومع ذلك فلن يفهمه بوضوح تام، وسوف يحتاج الإنسان إلى مدة طويلة لكي يفهم مقصده تمامًا عندما نفَّذ عمله لأول مرة. بمعنىً آخر، ينقسم عمل عصر الله المتجسد إلى جزئين. يتكون الجزء الأول من العملِ الذي يقوم به الله الصائر جسدًا نفسُه وكلاِمهِ الذي ينطق به. وبمجرد أن يُتمَّ أداء خدمته في الجسد بالكامل، يتبقى تنفيذ الجزء الآخر من العمل من قِبَل أولئك الذين يستخدمهم الروح القدس، وحينئذ يحين وقت الإنسان لأداء وظيفته؛ لأن الله قد افتتح الطريق، ويجب على الإنسان الآن أن يسير فيه بنفسه. أي إن الله الصائر جسدًا ينفذ جزءًا واحدًا من عمله، ثم بعد ذلك يتبعه الروح القدس وأولئك الذين يستخدمهم الروح القدس في هذا العمل. لذلك ينبغي على الإنسان أن يعرف العمل الرئيسي الذي سيُنفذ من قبل الله الصائر جسدًا في هذه المرحلة من العمل، ويجب عليه أن يفهم بالضبط أهمية تجسّد الله والعمل الذي ينبغي عليه القيام به، وألّا يطلب من الله ما يُطلَب من الإنسان. هنا يكمن خطأ الإنسان وأيضًا تصوره، بل بالأحرى عصيانه.

من "سر التجسُّد (3)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 115

لا يصير الله جسدًا بنية أن يجعل الإنسان يعرف جسده، أو ليسمح للإنسان بتمييز الاختلافات الموجودة بين جسد الله المتجسِّد وجسد الإنسان؛ كما لا يصير الله جسدًا ليدرب قدرة الإنسان على التمييز، فضلًا عن أنه لا يفعل ذلك بنية السماح للإنسان أن يعبد جسد الله المتجسِّد، لينال من ذلك مجدًا عظيمًا. لا يمثل أيٌّ من هذه الأمور مقصد الله الأصلي من تجسده. وكذلك لا يصير الله جسدًا ليُدين الإنسان أو لكي يكشفَه عمدًا أو يصعِّبَ الأمور عليه. ليس أيٌّ من هذه الأمور يمثل المقصد الأصلي لله. ففي كل مرة يصير الله فيها جسدًا، يكون ذلك شكلًا حتميًا من أشكال العمل. إنه يفعل ذلك من أجل عمله الأكبر وتدبيره الأعظم، وليس من أجل الأسباب التي يتخيلها الإنسان. لا يأتي الله إلى الأرض إلّا كما يتطلب عمله، وحسب الضرورة فقط. إنه لا يأتي إلى الأرض بقصد مجرد التجوال، بل لتنفيذ العمل الواجب عليه تنفيذه، وإلا لماذا كان سيتحمل مثل هذا العبء الثقيل ويتجشّم مثل هذه المخاطر لتنفيذ هذا العمل؟ لا يصير الله جسدًا إلّا عندما يتعيّن عليه ذلك، وعندما يكون لهذا دائمًا أهمية فريدة. لو كان يفعل ذلك فقط ليجعل الناس ينظرون إليه ويوسّعوا آفاقهم، فبكل تأكيد، لَمَا جاء قط بين البشر بهذه البساطة. إنه يأتي إلى الأرض من أجل تدبيره وعمله الأعظم، ولعله يكسب المزيد من البشر. إنه يأتي ليمثل العصر ويهزم الشيطان، وفي داخل الجسد يأتي ليهزم الشيطان. وبالإضافة إلى ذلك فإنه يأتي ليرشد الجنس البشري في حياتهم. كل هذا يتعلق بتدبيره، ويتعلق بعمل الكون بأسره. لو صار الله جسدًا فقط ليسمح للإنسان أن يتعرف على جسده ويفتح أعين الناس، فلماذا لا يسافر إذًا إلى كل أمة من الأمم؟ أليس هذا أمرًا بمنتهى السهولة؟ لكنه لم يفعل ذلك، بل اختار مكانًا مناسبًا ليستقر فيه ويبدأ العمل الذي ينبغي عليه القيام به. هذا الجسد وحده له أهمية عظيمة. إنه يمثل عصرًا بأسره وينفذ أيضًا عمل عصر بأسره؛ إنه ينهي العصر السابق ويستهل عصرًا جديدًا. كل هذا أمر مهم يتعلق بتدبير الله، ويمثل أهمية مرحلة العمل التي يأتي الله إلى الأرض لينفذها.

من "سر التجسُّد (3)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 116

لا يتم خلاص الله للإنسان مباشرةً من خلال طريقة الروح وهوية الروح، لأن روحه لا يمكن للإنسان أن يلمسه أو يراه، ولا يمكن للإنسان الاقتراب منه. إن حاول تخليص الإنسان مباشرةً من منظور الروح، لما استطاع الإنسان أن ينال خلاصه. ولو لم يتسربل الله بالشكل الخارجي لإنسان مخلوق، لما استطاع البشر أن ينالوا هذا الخلاص. لأن الإنسان لا يمكنه بأية وسيلة الاقتراب منه، بالضبط مثلما لم يستطع أحد الاقتراب من سحابة يهوه. فقط من خلال صيرورته إنسانًا مخلوقًا، أي من خلال وضْع كلمته في الجسد، يستطيع أن يعمل عمل الكلمة بصورة شخصية في كل من يتبعه. وقتها فقط يمكن للإنسان أن يسمع كلمته ويراها وينالها، ومن خلال هذا يَخلُص بالتمام. لو لم يصر الله جسدًا، لما استطاع أي إنسان ذو جسد أن ينال مثل هذا الخلاص العظيم، ولما استطاع أي شخص أن يخلُص. إن كان روح الله يعمل مباشرةً بين البشر، لطُرِح الإنسان واستحوذ عليه إبليس كأسير بالتمام لأن الإنسان غير قادر على الارتباط بالله. كان الغرض من التجسُّد الأول هو فداء الإنسان من الخطية، فدائه من خلال جسد يسوع، أي إنَّه خلّص الإنسان من الصليب، ولكن الشخصية الشيطانيَّة الفاسدة لا تزال بداخل الإنسان. لم يعد التجسّد الثاني بمثابة ذبيحة خطية بل الهدف منه هو خلاص أولئك الذين نالوا الفداء من الخطية خلاصًا كاملًا. هذا يتم حتى يمكن لمَن نالوا الغفران أن يخلصوا من خطاياهم ويصيروا أطهارًا بصورة كاملة، ومن خلال إحراز تغيير في شخصيتهم، يتحرَّرون من تأثير ظلمة الشيطان ويعودون أمام عرش الله. بهذه الطريقة فقط يمكن للإنسان أن يتقدس بالتمام. بعدما انتهى عصر الناموس، بدأ الله عمل الخلاص في عصر النعمة، الذي يستمر حتى الأيام الأخيرة، عندما يقوم الله، من خلال إدانة الجنس البشري وتوبيخه على تمرّده، بتطهير البشريّة تطهيرًا كاملًا. وحينئذٍ فقط سيختتم الله عمل الخلاص ويدخل إلى الراحة. لذلك، في مراحل العمل الثلاث، صار الله جسدًا مرتين فقط لينفذ عمله بين البشر بنفسه. هذا لأن هناك مرحلة واحدة من مراحل العمل الثلاث تقود البشر في حياتهم، بينما المرحلتان الأخرتان هما عمل الخلاص. لا يمكن لله أن يعيش جنبًا إلى جنب مع الإنسان، ويختبر آلام العالم، ويعيش في جسد عادي، إلا بأن يصير جسدًا. فقط من خلال هذه الطريقة يمكنه أن يمدَّ البشر خليقته بالطريق العملي الذي يحتاجون إليه. ينال الإنسان الخلاص الكامل من الله من خلال تجسُّد الله، وليس مباشرةً من خلال صلواته إلى السماء. لأن الإنسان مخلوق من جسد؛ فهو غير قادر على رؤية روح الله ولا حتى على الاقتراب منه. كل ما يمكن أن يتواصل الإنسان معه هو جسم الله المُتجسّد؛ وفقط من خلاله يمكن للإنسان أن يفهم كل الطرق وكل الحقائق، وينال خلاصًا كاملًا. التجسُّد الثاني يكفي للتخلُّص من خطايا الإنسان وتطهيره بالتمام. لذلك، سيُنهي التجسُّد الثاني كل عمل الله في الجسد ويكمل مغزى تجسُّد الله. بعد ذلك، سينتهي عمل الله في الجسد كليًّا. بعد التجسُّد الثاني لن يصير جسدًا مرةً أخرى من أجل عمله، لأن تدبيره الكلي سيكون قد انتهى. سيكون تجسده في الأيام الأخيرة قد ربح شعبه المختار بالتمام، وكل البشر في الأيام الأخيرة سينقسمون بحسب نوعهم. لن يعود يقوم بعمل الخلاص، ولن يعود في الجسد لتنفيذ أي عمل.

من "سر التجسُّد (4)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 117

ما حققه الإنسان اليوم – قامة الإنسان اليوم ومعرفته ومحبته وولاؤه وطاعته وأيضًا رؤيته – هي النتائج التي تم تحقيقها من خلال دينونة الكلمة. كونك قادرًا على أن يكون لديك ولاء وأن تبقى صامدًا حتى هذا اليوم، فهذا تحقق من خلال الكلمة. يرى الإنسان الآن أن عمل الله المتجسد هو في الواقع غير عادي. به الكثير مما لا يستطيع الإنسان تحقيقه؛ وهو مملوء بالأسرار والعجائب. لذلك، قد خضع العديد. لم يخضع البعض أبدًا لأي إنسان منذ يوم ولادتهم، ومع ذلك حين يرون كلمات الله هذا اليوم، يخضعون بالتمام دون أن يلاحظوا أنهم فعلوا ذلك، ولا يدققون أو يتفحصون أو يقولون أي شيء آخر. لقد سقط البشر تحت الكلمة ويرقدون خاضعين تحت الدينونة بالكلمة. إن تكلم روح الله مباشرةً مع البشر، لخضع البشر كافة لصوته، وسقطوا على وجوههم دون كلمات من الوحي، مثلما سقط بولس على الأرض من النور عندما كان مسافرًا إلى دمشق. إن استمر الله في العمل بهذه الطريقة، لما استطاع الإنسان أبدًا أن يعرف فساده من خلال دينونة الكلمة ومن ثمَّ يحصل على الخلاص. فقط من خلال صيرورته جسدًا يستطيع أن يقدم كلماته بصورة شخصية لآذان كل إنسان، حتى يسمع جميع مَن لهم آذان كلامه ويقبلون عمل ديونته بالكلمة. هذه فقط هي النتيجة التي حققتها كلمته، بدلًا من ظهور الروح الذي يخيف الإنسان فيخضع. فقط من خلال هذا العمل العملي غير العادي يمكن لشخصية الإنسان القديمة، المستترة عميقًا بداخله للعديد من السنوات، أن تنكشف فيدركها الإنسان ويغيرها. هذا هو العمل العملي لله المتجسِّد؛ إنه يتكلم وينفذ الدينونة بأسلوب عملي لتحقيق نتائج الدينونة على الإنسان بالكلمة. هذا هو سلطان الله المتجسِّد ومغزى تجسُّد الله. يتم هذا العمل لإعلان سلطان الله المتجسِّد، والنتائج التي يقوم عمل الكلمة بتحقيقها، والروح الذي أتى في جسد؛ إنه يبين سلطانه من خلال الدينونة على الإنسان بالكلمة. مع أن جسده له الشكل الخارجي للطبيعة البشرية العادية والطبيعية، فإن النتائج التي تحققها كلماته هي التي توضح للإنسان أنه مملوء سلطانًا، وأنه هو الله بذاته وأن كلماته هي تعبير عن الله بذاته. هذا يوضح للناس كافة أنه هو الله بذاته، الله بذاته الذي صار جسدًا، وأنه لا يمكن لأحد الإساءة إليه، ولا أحد يستطيع أن يتخطى دينونته بالكلمة، ولا قوى الظلمة يمكنها أن تسود على سلطانه. يخضع الإنسان له بالكامل لأنه هو الكلمة الصائر جسدًا، وبسبب سلطانه وبسبب دينونته بالكلمة. العمل الذي تحقق بجسمه المتجسد هو السلطان الذي يمتلكه. إنه يصير جسدًا لأن الجسد يمكنه أيضًا أن يمتلك سلطانًا، وهو قادر على تنفيذ عمل بين البشر بأسلوب عملي، وهو مرئي وملموس بالنسبة للإنسان. هذا العمل أكثر واقعية من أي عمل قام به روح الله الذي يملك كل السلطان مباشرةً، ونتائجه واضحة أيضًا. هذا لأن جسم الله المتجسِّد يمكنه التحدث والقيام بالعمل بطريقة عملية: الشكل الخارجي لجسده لا يملك سلطانًا ويمكن للإنسان الاقتراب منه. يحمل جوهره سلطانًا، ولكن هذا السلطان غير مرئي لأحد. عندما يتكلم ويعمل، لا يستطيع الإنسان تمييز وجود سلطانه؛ وهذا أمر يسهِّل عليه عملًا له طبيعة عملية. وكل هذا العمل العملي يمكنه تحقيق نتائج. حتى على الرغم من أنه لا يوجد إنسان يدرك أنه يحمل سلطانًا أو يرى أنه لا يمكن الإساءة إليه أو النظر لغضبه، من خلال سلطانه وغضبه المستترين وحديثه العلني، يحقق نتائج كلمته المرجوة. بمعنى آخر، من خلال نبرة صوته وصرامة خطابه وحكمة كلماته كلها، يقتنع الإنسان تمامًا. بهذه الطريقة يخضع الإنسان لكلمة الله المتجسِّد، الذي يبدو بلا سلطان، ومن ثمّ يتمّم هدف الله في خلاص الإنسان. وهذه أهمية أخرى لتجسُّده: أن يتكلم بصورة أكثر واقعية وأن يدع واقعية كلماته تؤثر على الإنسان لكي يشهد عن قوة كلمة الله. لذلك فإن هذا العمل، لو لم يتم من خلال التجسد، لما حقق أقل نتائج ولما استطاع تخليص الخطاة بالكامل. لو لم يصر الله جسدًا، لظل الروح غير المرئي وغير الملموس بالنسبة للإنسان. الإنسان مخلوق من جسد، والله والإنسان كل منهما ينتمي إلى عالمين مختلفين وهما مختلفان في الطبيعة. روح الله لا يُقارن مع الإنسان المخلوق من جسد، ولا يمكن تأسيس علاقة بينهما؛ بالإضافة إلى أن الإنسان لا يمكن أن يصير روحًا. ومن ثمَّ فإن روح الله يجب أن يصير من المخلوقات ويقوم بعمله الأصلي. يمكن لله أن يصعد إلى أعلى مكان ويتضع ويصير إنسانًا من الخليقة، ويقوم بالعمل ويحيا بين البشر، ولكن الإنسان لا يمكنه الصعود إلى أعلى مكان ولا يمكنه أن يصير روحًا فضلًا عن أنه لا يمكنه النزول إلى أدنى مكان. وهذا هو السبب وراء حتمية أن يصير الله جسدًا لينفذ عمله. مثلما حدث في التجسُّد الأول، وحده جسم الله المتجسِّد كان يمكنه أن يفدي الإنسان من خلال الصلب، ولكن لم يكن ممكنًا أن يُصلب روح الله كذبيحة خطية عن الإنسان. أمكن لله أن يصير جسدًا مباشرةً ليكون ذبيحة خطية من أجل الإنسان، ولكن لا يمكن للإنسان أن يصعد إلى السماء ليأخذ ذبيحة خطية قد أعدها الله له. وعليه، يجب على الله أن يرتحل جيئة وذهابًا بين السماء والأرض بدلًا من أن يجعل الإنسان يصعد إلى السماء ليأخذ هذا الخلاص، لأن الإنسان قد سقط ولا يمكنه الصعود إلى السماء، فضلًا عن عدم إمكانية حصوله على ذبيحة خطية. لذلك كان من الضروري أن يأتي يسوع بين البشر ويقوم بالعمل الذي لا يمكن لأي إنسان ببساطة تحقيقه بصورة شخصية. في كل مرة صار فيها الله جسدًا، كان من الضروري بشكل مطلق أن يفعل هذا. لو نُفِّذت أية مرحلة من المراحل مباشرةً من قبل روح الله، لما استطاع تحمل إهانات التجسُّد.

من "سر التجسُّد (4)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 118

صار الله جسدًا لأن الهدف من عمله ليس روح الشيطان، أو أي شيء غير مادي، بل الإنسان المخلوق من جسد، والذي قد أفسده الشيطان. ولأن جسد الإنسان قد فسد، فإن هذا على وجه التحديد هو السبب الذي لأجله جعل الله الإنسان الجسدي هدف عمله؛ وإضافة إلى ذلك، لأن الإنسان هو مَنْ يستهدفه الفساد، فقد جعل الله الإنسان الهدف الوحيد من عمله على امتداد جميع مراحل عمله الخلاصي. الإنسان كائن فانٍ من جسد ودم، والله هو الوحيد الذي يستطيع أن يخلّصه. بهذه الطريقة، يجب على الله أن يصير جسدًا يحمل نفس سمات الإنسان لكي يقوم بعمله، حتى يحقق عمله أفضل النتائج. يجب أن يصير الله جسدًا ليقوم بعمله، والسبب في ذلك بالتحديد هو أنَّ الإنسان مخلوق من جسد، وعاجز عن التغلُّب على الخطية والتجرُّد من الجسد. ومع أن جوهر الله المتجسِّد وهويته يختلفان اختلافًا كبيرًا عن جوهر الإنسان وهويته، إلَّا أنَّ مظهره مطابق لمظهر الإنسان، وله مظهر الشخص العادي، ويحيا حياة الشخص العادي، ومَن يرونه لا يُميِّزون أي فرق بينه وبين الشخص العادي. هذا المظهر العادي وهذه الطبيعة البشرية العادية يكفيانه للقيام بعمله الإلهي في البشرية العادية؛ إذ يسمح له جسده بالقيام بعمله في الطبيعة البشرية العادية، ويساعده على القيام بعمله بين البشر، وتساعده طبيعته البشرية العادية أيضًا على تنفيذ عمل الخلاص بين البشر. مع أنَّ طبيعته البشرية تسببت في الكثير من الاضطراب بين البشر، إلَّا أنَّ هذا الاضطراب لم يؤثر على التأثيرات العادية لعمله. باختصار، عمل جسده الطبيعي ذو منفعة عظمى للإنسان. ومع أنَّ معظم الناس لا يقبلون طبيعته البشرية، إلَّا أن عمله لا يزال مؤثرًا، وتتحقق هذه التأثيرات بفضل طبيعته البشرية. لا شك في هذا. من خلال عمله في الجسد، ينال الإنسان عشرة أضعاف أو عشرات أضعاف الأمور فوق ما هو موجود في تصوّرات الإنسان عن طبيعته البشرية، وسيقضي عمله على كل هذه التصورات نهائيًا. وقد تجاوز التأثير الذي حققه عمله، أي معرفة الإنسان عنه، تصوّرات الإنسان بمراحل. لا توجد وسيلة لتخيل العمل الذي قام به في الجسد أو قياسه، لأن جسده لا يشبه جسد أي إنسان جسداني؛ ومع أن مظهره الخارجي مطابق، إلَّا أن جوهره ليس كذلك. يثير جسده العديد من التصوّرات بين البشر عن الله، ولكن جسده يمكن أيضًا أن يسمح للإنسان باكتساب الكثير من المعرفة، ويمكنه أيضًا أن يُخضع أي إنسان يملك مظهرًا خارجيًّا مشابهًا. لأنه ليس مجرَّد إنسان، بل هو الله بمظهر إنسان خارجي، ولا يمكن لأحد أن يدركه أو يفهمه فهمًا كاملًا. الله غير المرئي وغير الملموس يحبّه الجميع ويرحِّبون به. إن كان الله ليس إلَّا روحًا غير مرئي للإنسان، لكان من السهل على الإنسان جدًّا أن يؤمن بالله. يمكن للإنسان أن يطلق العنان لخياله، ويختار الصورة التي يود أن يرى الله عليها ليرضي نفسه ويُشعِر نفسه بالسعادة. بهذه الطريقة، ربما يفعل الإنسان أكثر ما يحبه إلهه الخاص ويرغبه من أجل الإنسان، بلا أي تردد. إضافةً إلى ذلك، يؤمن الإنسان أن لا أحد أكثر ولاءً وتكريسًا منه لله، وأن الآخرين ما هم إلَّا كلاب أمميَّة غير مُخلصة لله. يُمكن أن يُقال إن هذا هو ما يسعى نحوه أولئك الذين إيمانهم بالله مُبهم ومبني على عقيدة؛ كل ما يسعون نحوه هو نفس الشيء، مع قليل من التنوّع. فالصور الموجودة في مخيلاتهم لله مختلفة فحسب، ولكن جوهرها فعليًّا نفس الشيء.

من "أحوج ما تكون إليه البشرية الفاسدة هو خلاص الله المتجسِّد" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 119

السبب الوحيد الذي جعل الله المُتجسِّد يأتي في جسد هو احتياجات الإنسان الفاسد. فالسبب هو احتياجات الإنسان وليس الله، وكل تضحياته ومعاناته هي من أجل البشرية، وليس من أجل منفعة تعود على الله نفسه. لا توجد إيجابيات وسلبيات أو مكافآت لله؛ ولن يجني الله حصاد ما في مستقبل، بل سيجني ما كان لديه في الأصل. كل ما يفعله ويضحِّي به من أجل البشرية ليس من أجل الحصول على مكافآت عظيمة، بل يقدّمه خالصًا من أجل البشرية. ومع أن عمل الله في الجسد ينطوي على العديد من الصعوبات التي لا يمكن تخيّلها، إلَّا أنَّ النتائج التي يحققها في النهاية تتجاوز العمل الذي يقوم به الروح مباشرةً. عمل الجسد تستتبعه الكثير من المشقات، ولا يمكن للجسد أن تكون لديه نفس هوية الروح العظيمة، ولا يمكنه تنفيذ نفس الأفعال الخارقة للطبيعية، فضلًا عن أنَّه لا يمكن أن يكون له نفس سلطان الروح. ومع ذلك فإن جوهر العمل الذي يقوم به هذا الجسد غير الملحوظ يفوق بكثير العمل الذي يقوم به الروح مباشرةً، وهذا الجسد نفسه هو الإجابة عن كافة احتياجات البشرية جمعاء. لمَنْ سيخلُصون، فإن قيمة الفائدة التي يحقِّقها الروح أقل بكثير من تلك التي يحقِّقها الجسد: عمل الروح قادر على تغطية الكون بأسره، وعبر كافة الجبال والأنهار والبحيرات والمحيطات، ومع ذلك فإن عمل الجسد يرتبط بأكثر فاعلية بكل شخص يتصل به. بالإضافة إلى هذا، يمكن للإنسان أن يفهم جسد الله بصورته الملموسة ويثق به بصورة أفضل، ويمكنه أيضًا تعميق معرفة الإنسان بالله، ويترك لدى الإنسان انطباعًا أكثر عمقًا عن أعمال الله الفعلية. إن عمل الروح مُغلَّف بالأسرار، ومن الصعب على الكائنات الفانية إدراكه، ومن الأصعب عليهم رؤيته، ولذلك يمكنهم فقط الاعتماد على خيالات جوفاء. ولكن عمل الجسد طبيعي ويعتمد على الواقعية، ويملك حكمة غنية، وهو واقع يمكن لعين الإنسان الجسدية رؤيته؛ يمكن للإنسان أن يختبر حكمة عمل الله اختبارًا شخصيًا، ولا حاجة له لاستخدام خياله الخِصْب. هذه هي دقّة عمل الله في الجسد والقيمة الحقيقية له. يمكن للروح فقط أن يقوم بعمل الأشياء غير المرئية للإنسان والتي يصعب عليه تخيّلها، على سبيل المثال، استنارة الروح، وتحريك الروح، وإرشاد الروح، ولكن ينظر الإنسان الذي يعتمد على عقله إلى هذه الأمور على أنَّها لا تقدم أي معنى واضح. إنَّها لا تقدم سوى حركة، أو معنى واسعًا، ولا يمكنها تقديم إرشاد من خلال كلمات. مع ذلك فإن عمل الله في الجسد مختلف اختلافًا عظيمًا: به كلمات إرشاد دقيقة، ومشيئة واضحة، وأهداف واضحة منشودة. ولذلك لا يحتاج الإنسان أن يتلمَّس طريقه ولا أن يستخدم خياله، ولا حتى أن يقوم بعمل تخمينات. هذا هو وضوح العمل في الجسد، واختلافه الكبير عن عمل الروح. عمل الروح غير مناسب إلَّا لنطاق محدود، ولا يمكن أن يحل محل عمل الجسد. يعطي عمل الجسد الإنسان أهدافًا ضرورية ومحددة بدرجة أكبر، وأكثر واقعية، ومعرفة قيِّمة أكثر من عمل الروح. العمل الذي له قيمة عُظمى للإنسان الفاسد هو العمل الذي يقدم كلمات دقيقة، وأهداف واضحة للسعي وراءها، والذي يمكن أن يُرى ويُلمس. فقط العمل الواقعي والإرشاد في الوقت المناسب هما ما يناسبان أذواق الإنسان، ولا شيء سوى العمل الحقيقي يمكنه أن يخلِّص الإنسان من فساده وشخصيته المنحرفة. لا يستطيع أحد أن يحقق هذا إلَّا الله المتجسِّد؛ الله المتجسِّد وحده هو الذي يستطيع أن يخلِّص الإنسان من شخصيته الفاسدة المنحرفة السابقة. ومع أن الروح هو جوهر الله المتأصِّل، فإنه لا يمكن أن يتم عملًا مثل هذا إلَّا من خلال جسده. إنْ عمل الروح منفردًا، لما أمكن لعمله أن يكون مؤثرًا – هذا هو الحق الخالص. ومع أن معظم الناس قد أصبحوا أعداء الله بسبب هذا الجسد، فإنه حين يُنهي عمله، لن يكف أولئك الذين كانوا يعادونه عن أن يصبحوا أعدائه فحسب، بل على العكس سيصبحون شهودًا له. سيصيرون الشهود الذين أخضعهم؛ شهودٌ متوافقون معه ولا ينفصلون عنه. سيعطي الإنسان أن يعرف أهمية عمله في الجسد من أجل البشر، وسيعرف الإنسان أهمية هذا الجسد لمعنى الوجود الإنساني، ويعرف القيمة الحقيقية لنمو حياته، إضافة إلى أنه سيعرف أن هذا الجسد سيصبح ينبوع حياة لا يطيق الإنسان الانفصال عنه. مع أن جسد التجسُّد الذي اتخذه الله لا يطابق على الإطلاق هويته ومكانته، ويبدو للإنسان أنه لا يتماشى مع مكانته الفعلية، إلَّا أنَّ هذا الجسد، الذي لا يحمل صورة الله الحقيقية، أو هوية الله الحقيقية، يمكنه أن يقوم بالعمل الذي لا يقدر روح الله أن يعمله بطريقة مباشرة. هذه هي الأهمية والقيمة الحقيقيتين لتجسُّد الله، وهذه هي الأهمية والقيمة الحقيقيتين اللتين يعجز الإنسان عن تقديرهما والإقرار بهما. مع أن كافة البشر ينظرون بسمو إلى روح الله وبتدنٍّ إلى جسده، فبغض النظر عمَّا يرونه أو يفكرون به، فإن الأهمية والقيمة الحقيقيتين للجسد تتجاوزان بكثير أهمية الروح وقيمته. بالطبع هذا فقط فيما يتعلَّق بالبشرية الفاسدة. لكل شخص يسعى إلى الحق ويشتاق لظهور الله، فإن عمل الروح يمكنه فقط أن يقدِّم تحفيز أو إإلهامًا، وإحساس بالإعجاب لا يمكن تفسيره ولا تخيّله، وإحساس بأن هذا عظيم ومتعالٍ وبديع، ومع ذلك لا يمكن تحقيقه أو الحصول عليه بالكامل. لا يمكن للإنسان وروح الله إلّا أن ينظر كل منهما للآخر من بعيد، كما لو كانت هناك مسافة كبيرة بينهما، ولا يمكنهما أبدًا أن يكونا متماثلين، كما لو أنّ هناك خطًا فاصلًا غير مرئي يفصل بين الإنسان والله. في الواقع، هذا وهم يعطيه الروح للإنسان، لأن الروح والإنسان ليسا من نفس النوع، الروح والإنسان لا يمكن أبدًا أن يتعايشا في العالم ذاته، لأن الروح لا يملك شيئًا مما للإنسان. لذلك لا يحتاج الإنسان إلى الروح، لأن الروح لا يمكنه القيام بالعمل الذي يحتاج إليه الإنسان بشدة مباشرةً. عمل الجسد يقدِّم أهدافًا واقعية للإنسان لكي يسعى وراءها، ويقدِّم كلمات واضحة، وإحساسًا بأنَّه (أي الله المتجسِّد) حقيقي وطبيعي، وأنَّه متَّضع وعادي. ومع أنَّ الإنسان قد يتَّقيه، إلَّا أنَّه من السهل على معظم الناس أن يتعلّقوا به: فيمكن للإنسان أن يرى وجهه، وأن يسمع صوته، ولا يحتاج إلى أن ينظر إليه من بعيد. يمكن للإنسان الوصول إلى هذا الجسد؛ فهو ليس ببعيد، ولا غير مُدرك، بل مرئي وملموس، لأن هذا الجسد موجود في العالم نفسه الذي يوجد فيه الإنسان.

من "أحوج ما تكون إليه البشرية الفاسدة هو خلاص الله المتجسِّد" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 120

لكي يُغيِّر كل من يعيشون في الجسد شخصيتهم يحتاجون إلى أهداف يسعون وراءها، ومعرفة الله تحتاج شهادة عن الأفعال الواقعية لله ووجهه الحقيقي. ولا يمكن تحقيق كليهما إلَّا من خلال الله المُتجسِّد، ولا يمكن إنجاز كليهما إلَّا من خلال الجسد الحقيقي والعادي. لهذا السبب فإن التجسُّد ضروري، ولهذا تحتاج إليه كل البشرية الفاسدة. حيث إنَّ الناس مطلوب منهم أن يعرفوا الله، فيجب أن تختفي من قلوبهم صور الآلهة المُبهَمة والخارقة للطبيعة، وحيث إنَّه مطلوب منهم أن يتخلَّصوا من شخصيتهم الفاسدة، عليهم أولًا أن يعرفوا شخصيتهم الفاسدة. لو أن الإنسان قام بالعمل للتخلُّص من صور الآلهة المُبهَمة من قلوب الناس فحسب، فسوف يفشل في تحقيق التأثير السليم، ذلك لأنَّ صور الآلهة المُبهمة في قلوب الناس لا يمكن الكشف عنها أو التخلّص منها أو طردها بالكامل من خلال الكلمات وحدها. فحتى مع القيام بهذا، سيظل في النهاية من غير الممكن التخلُّص من هذه الأشياء المتأصلة في الناس. لا يمكن تحقيق التأثير المطلوب إلا بأن يحل الإله العملي والصورة الحقيقية لله محل هذه الأشياء المبهمة والخارقة للطبيعة وتعريف الناس بهما تدريجيًا. يقر الإنسان بأن الإله الذي كان يطلبه في الأزمنة الماضية هو إله مُبهم وخارق للطبيعة. ما يمكنه تحقيق هذا الأثر ليس القيادة المباشرة للروح، ولا تعاليم إنسان معيَّن، بل الله المُتجسِّد. تتعرَّى تصوّرات الإنسان حين يقوم الله المُتجسِّد بعمله رسميًّا، لأن الحالة الطبيعية والحقيقية لله المُتجسِّد هي نقيض الإله المُبهَم الخارق للطبيعة الموجود في مخيلة الإنسان. لا يمكن أن تنكشف التصوّرات الأصلية للإنسان إلَّا من خلال مقارنتها مع الله المُتجسِّد. فبدون المقارنة مع الله المُتجسِّد، لا يمكن أن تنكشف تصوُّرات الإنسان. بعبارة أخرى، لا يمكن أن تنكشف الأشياء المُبهَمة بدون مقارنتها مع الحقيقة. لا أحد يستطيع استخدام الكلمات للقيام بهذا العمل، ولا أحد يقدر على التكلّم عن هذا العمل مُستخدِمًا الكلمات. الله وحده يمكنه بنفسه القيام بعمله، ولا أحد آخر يستطيع القيام بهذا العمل نيابةً عنه. مهما كان غنى لغة الإنسان، فهو عاجز عن النطق بالحالة الحقيقية والطبيعية لله. لا يمكن للإنسان أن يعرف الله على نحو عملي أكثر، أو أن يراه بصورة أوضح إن لم يعمل الله بصورة شخصية بين البشر ويظهر صورته وكيانه لهم على نحو كامل. هذا التأثير لا يمكن تحقيقه من خلال أي إنسان جسداني. بالطبع، لا يقدر روح الله أيضًا على تحقيق هذا التأثير. يمكن لله أن يُخلِّص الإنسان الفاسد من تأثير إبليس، ولكن هذا العمل لا يمكن تحقيقه تحقيقًا مباشرًا من قِبَل روح الله؛ بل يمكن أن يتم فقط من خلال الجسد الذي يلبسه روح الله، جسد الله المُتجسِّد. هذا الجسد هو إنسان وهو أيضًا الله، هو إنسان يملك طبيعة بشرية عادية وأيضًا إله يملك لاهوتًا كاملًا. وعليه، حتى لو أن هذا الجسد ليس هو روح الله، ويختلف اختلافًا كبيرًا عن الروح، إلَّا أنَّه لا يزال هو الله المُتجسِّد نفسه الذي يُخلِّص الإنسان، والذي هو الروح وأيضًا الجسد. لا يهم المُسمَّى الذي يُطلق عليه، فهو في النهاية لا يزال الله نفسه الذي يُخلِّص البشرية. لأن روح الله لا يتجزَّأ عن الجسد، وعمل الجسد هو أيضًا عمل روح الله؛ كل ما في الأمر أن هذا العمل لا يتم باستخدام هويَّة الروح، بل باستخدام هويَّة الجسد. العمل الذي يحتاج إلى أن يقوم به الروح مباشرةً لا يحتاج إلى التجسُّد، والعمل الذي يحتاج إلى أن يقوم به الجسد لا يمكن أن يتم مباشرةً بواسطة الروح، ولا يستطيع أن يقوم به إلَّا الله المُتجسِّد. هذا هو المطلوب من أجل هذا العمل، وهو المطلوب من البشرية الفاسدة. في المراحل الثلاث لعمل الله، هناك مرحلة واحدة فقط تُنفَّذ مباشرةً بواسطة الروح، والمرحلتان الباقيتان تُنفَّذان من قِبَل الله المُتجسِّد، وليس بواسطة الروح مباشرةً. عمل عصر الناموس الذي قام به الروح لم يتضمن تغيير شخصية الإنسان الفاسدة، ولم يكن له أية علاقة بمعرفة الإنسان بالله. ولكن عمل جسد الله في عصر النعمة وعصر الملكوت، يتضمَّن شخصية الإنسان الفاسدة ومعرفته بالله، وهو جزء هام وحيوي من عمل الخلاص. لذلك فإن البشرية الفاسدة في أمس احتياج إلى خلاص الله المُتجسِّد، وأكثر احتياجًا إلى عمل الله المُتجسِّد المباشر. تحتاج البشرية إلى الله المُتجسِّد ليرعاها، ويدعمها، ويرويها، ويُطعِمها، ويدينها ويوبِّخها، وتحتاج إلى مزيد من النعمة وفداءً أعظم من قِبَل الله المتجسِّد. الله في الجسد وحده يمكنه أن يكون خليل الإنسان، وراعي الإنسان، والعون الحاضر للإنسان، وكل هذا هو ضرورة التجسُّد اليوم وفي الأزمنة الماضية.

من "أحوج ما تكون إليه البشرية الفاسدة هو خلاص الله المتجسِّد" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 121

أفسد إبليس الإنسان، الذي هو أسمى سائر مخلوقات الله، لذلك يحتاج الإنسان إلى خلاص الله. هدف خلاص الله هو الإنسان، وليس إبليس، وما يجب أن يُخلَّصُ هو جسد الإنسان وروحه، وليس الشيطان. إبليس سيبيده الله، أما الإنسان فهو هدف خلاص الله، وجسد الإنسان قد فسد بفعل إبليس، لذلك أول ما يجب أن يَخلُص هو جسد الإنسان. فسد جسد الإنسان بصورة عميقة إلى أبعد الحدود، وأصبح شيئًا يقاوم الله، لدرجة أنَّه يعارض وجود الله وينكره علانيةً. هذا الجسد الفاسد هو ببساطة جامح للغاية، ولا يوجد شيء أصعب من التعامل مع شخصية الجسد الفاسدة أو تغييرها. يأتى إبليس داخل جسد الإنسان ليثير التشويش، ويستخدم جسد الإنسان للتشويش على عمل الله، وتعطيل خطة الله، ومن ثمّ فقد أصبح الإنسان شيطانًا، وعدوًّا لله. لكي يَخلُص الإنسان، عليه أولًا أن يُخضَع. لهذا السبب ينهض الله لمواجهة التحدّي ويأتى في جسدٍ للقيام بالعمل الذي ينوي القيام به، ومصارعة الشيطان. إنَّ هدفه هو خلاص البشرية، التي فسدت، وهزيمة إبليس الذي تمرَّد عليه وإبادته. إنَّه يهزم إبليس من خلال عمل إخضاع الإنسان، ويُخلّص البشرية الفاسدة في نفس الوقت. وبذلك فهو عمل يحقق هدفين دفعةً واحدة. يعمل في الجسد، ويتكلَّم في الجسد، وينفِّذ كل العمل في الجسد من أجل تواصل أفضل مع الإنسان وإخضاع أفضل للإنسان. في آخر مرة يصير الله فيها جسدًا، سيُختَتم عمله في الأيام الأخيرة في الجسد. سيصنِّف جميع البشر وفقًا للنوع، ويختتم خطة تدبيره الكليَّة، وأيضًا يختتم كل عمله في الجسد. بعدما ينتهي كل عمله على الأرض، سيغدو منتصرًا انتصارًا كاملًا. من خلال عمله في الجسد، سيُخضع الله البشرية بالتمام، ويربحها بصورة كاملة. ألا يعني هذا أن تدبيره الكليّ سينتهي؟ حين يختتم الله عمله في الجسد، عندما يكون قد هزم إبليس هزيمة ساحقة وصار ظافرًا، لن يكون لدى إبليس فرصة أخرى لإفساد الإنسان. كان عمل التَجسُّد الأول لله هو الفداء وغفران خطايا الإنسان. الآن العمل هو إخضاع البشرية واقتناؤها بالتمام، لكي لا يعُد لدى إبليس أية وسيلة للقيام بعمله، وسيخسر خسارة نهائية، ويصير الله غالبًا غلبة كاملة. هذا هو عمل الجسد، وهو العمل الذي يقوم به الله نفسه.

من "أحوج ما تكون إليه البشرية الفاسدة هو خلاص الله المتجسِّد" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 122

لقد تم العمل الأوَّلي للمراحل الثلاث الخاصة بعمل الله مباشرةً بواسطة الروح، وليس بواسطة الجسد. أمَّا العمل النهائي للمراحل الثلاثمن عمل الله فيتم بواسطة الله المُتجسِّد، وليس بواسطة الروح مباشرةً. عمل الفداء في المرحلة المتوسطة أيضًا قام به الله في الجسد. على امتداد عمل التدبير الكليّ، كان أهم عمل هو خلاص الإنسان من تأثيرالشيطان. العمل الرئيسي هو الإخضاع الكامل للإنسان الفاسد، ومن ثمّ استعادة المخافة الأصليَّة لله في قلب الإنسان الخاضع، والسماح له بالوصول لحياة عادية، أي الحياة العادية لمخلوق من مخلوقات الله. هذا العمل حيوي، وهو جوهر عمل التدبير. في مراحل عمل الخلاص الثلاث، كانت مرحلة عمل عصر الناموس الأولى بعيدة عن جوهر خطة التدبير؛ كان بها ظهور طفيف فقط لعمل الخلاص، ولم تكن بداية عمل خلاص الله للإنسان من مُلك الشيطان. المرحلة الأولى من العمل تمت مباشرةً من قِبَل الروح، لأنه، بموجب الناموس، لم يعرف الإنسان إلَّا أن يلتزم بالناموس، ولم يكن لديه المزيد من الحق، ولأن العمل في عهد الناموس بالكاد تضمن تغيرات في شخصية الإنسان، فضلًا عن أنَّه لم يركِّز على عمل خلاص الإنسان من مُلك الشيطان. لذلك أكمل روح الله هذه المرحلة من العمل التي هي في غاية من البساطة، والتي لم تهتم بشخصية الإنسان الفاسدة. لم يكن لهذه المرحلة من العمل سوى ارتباطًا بسيطًا بجوهر التدبير، ولم يكن لها ارتباطًا كبيرًا بعمل خلاص الإنسان الرسمي، لذلك لم تتطلب أن يصير الله جسدًا للقيام بعمله شخصيًا. العمل الذي قام به الروح خفي وصعب الإدراك، وهو باعث على خوف عميق ويصعب على الإنسان الوصول إليه؛ الروح لا يناسبه القيام بعمل الخلاص مباشرةً، ولا يناسبه تقديم الحياة للإنسان مباشرةً. الأنسب للإنسان هو تحويل عمل الروح إلى منهاج قريب منه، أي أنَّه من الأنسب للإنسان أن يصير الله شخصًا عاديًا وطبيعيًّا للقيام بعمله. هذا يتطلَّب من الله أن يتجسَّد ليحل محل عمل الروح، وبالنسبة للإنسان لا توجد وسيلة أنسب من هذه ليعمل بها الله. من بين مراحل العمل الثلاث هذه، تُنَفَّذُ مرحلتان بالجسد، وهاتان المرحلتان هما المرحلتان الرئيسيتان لعمل التدبير. يكمل التجسُّدان كل منهما الآخر بطريقة تبادلية. أرست المرحلة الأولى لتجسُّد الله أساسًا للمرحلة الثانية، ويمكن أن يُقال أن مرحلتي تجسُّد الله يشكِّلان تجسدًا واحدًا كاملًا، وهما متوافقتان مع بعضهما البعض. هاتان المرحلتان من عمل الله قام بهما الله في هويته المتجسِّدة لأنَّهما مهمَّتان للغاية لعمل التدبير الكليّ. يمكن تقريبًا أن يُقال إنه لولا عمل مرحلتي تجسُّد الله، لَتعطَّل عمل التدبير الكليّ، ولِما كان عمل خلاص البشرية إلَّا حديثًا عبثيًّا. تتوقف أهمّية هذا العمل من عدمها على احتياجات البشرية، وحقيقة انحرافها، وشدة عصيان الشيطان وتشويشه على العمل. يُعيَّنُ الشخص المناسب للمهمة وفقًا لطبيعة العمل الذي ينفذه العامل. حين يتعلَّق الأمر بأهمية هذا العمل، فمن حيث الطريقة التي يجب تبنيها للقيام بالعمل – سواء إتمام العمل مباشرةً بواسطة روح الله، أو بواسطة الله المتجسِّد، أو من خلال الإنسان – فإن أول الأمور التي تُمحى هي العمل الذي يقوم به الإنسان، وبناءً على طبيعة العمل، وطبيعة عمل الروح في مقابل طبيعة الجسد، يتقرَّر في النهاية أن العمل الذي يؤدّيه الجسد أكثر فائدة للإنسان من العمل الذي يقوم به الروح مباشرةً، ويقدِّم المزيد من المزايا. هذا هو فكر الله آنذاك لتقرير ما إذا كان العمل يجب أن يتم بالروح أم بالجسد. هناك أهمية وأساس لكل مرحلة من مراحل العمل. إنَّها ليست خيالات بلا أساس، ولا تُنفَّذ اعتباطًا، بل تنطوي على حكمة مُعيَّنة. هذا هو الحق وراء كل عمل الله. على وجه التحديد، يوجد المزيد من خطة الله في هذا العمل العظيم الذي يقوم به الله المتجسِّد شخصيًا بين البشر. وعليه، تظهر حكمة الله وكُلّ ماهيته في كل عمل من أعماله، وكل فكرة من أفكاره، وكل خاطر من خواطره في العمل؛ هذا هي ماهية الله الأكثر تماسكًا ونظامية. هذه الأفكار والخواطر الفصيحة يصعب على الإنسان تخيّلها وتصديقها، والأصعب معرفتها. العمل الذي يقوم به الإنسان يكون وفقًا لمبدأ عام، وهو أمر مُرضٍ للغاية بالنسبة للإنسان. ولكن مقارنةً بعمل الله، يظهر ببساطةٍ اختلاف هائل؛ فبالرغم من أنَّ أعمال الله عظيمة ومقياس عمل الله ضخم، إلَّا أنَّ وراء تلك الأعمال تقبع العديد من الخطط والترتيبات الدقيقة والمحددة التي يصعب على الإنسان تخيلها. لا تتم كل مرحلة من مراحل عمل الله وفقًا لمبدأ فحسب، بل تتضمَّن أيضًا العديد من الأمور التي لا يمكن التعبير عنها بلغة الإنسان، وهي أمور غير مرئية للإنسان. بغض النظر عمّا إذا كان العمل هو عمل الروح أو عمل الله المتجسِّد، فإنه يتضمَّن خططًا لعمله. لا يعمل الله بلا أساس، ولا يقوم بعمل غير هام. حينما يعمل الروح مباشرةً، فإنه يعمل بناءً على أهدافه، وحين يصير إنسانًا (أي حين يغيِّر مظهره الخارجي) للعمل، فإنه يفعل هذا أيضًا بالأكثر بناءً على غرضه. وإلّا فَلِمَ يقوم طوعًا بتغييرهويته؟ ولمَ يصير طواعيةً إنسانًا يُنظر إليه نظرةَ احتقار ويُضطَهد؟

من "أحوج ما تكون إليه البشرية الفاسدة هو خلاص الله المتجسِّد" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 123

عمله في الجسد هو عمل ذو أهمية قصوى، وهو مُعبّر عنه فيما يتعلَّق بالعمل، ومَنْ يختتم العمل أخيرًا هو الله المُتجسِّد، وليس الروح. يؤمن البعض أن الله قد يأتي للأرض ويظهر للإنسان في وقتٍ ما، ووقتها سيدين بنفسه البشرية كافة، ويختبرها واحدًا واحدًا دون إغفال أي فردٍ. أولئك الذين يفكرون بهذه الطريقة لا يعرفون هذه المرحلة من عمل التجسُّد. إن الله لا يدين الإنسان واحدًا بواحد، ولا يختبر الإنسان فردًا فردًا؛ لأن القيام بهذا ليس هو عمل الدينونة. أليس فساد البشرية كلّها واحدًا؟ أوليس جوهر الإنسان واحدًا؟ ما يُدان هو جوهر البشرية الفاسد، جوهر الإنسان الذي أفسده الشيطان، وكافة خطايا الإنسان. لا يدين الله زلاّت الإنسان التافهة عديمة الأهمية. إن لعمل الدينونة دلالة تمثيلية، ولا يُنفَّذ على شخص محدد على وجه الخصوص؛ بل إنه عمل تُدان فيه جماعة من الناس لتمثّل دينونة البشرية كلّها. من خلال تنفيذ عمله بنفسه على مجموعة من الناس، يستخدم الله في الجسد عمله لتمثيل عمل البشرية جمعاء، بعدها ينتشر العمل تدريجيًّا. كذلك عمل الدينونة. لا يدين الله نوعًا معينًا من الأشخاص أو جماعة محددة من الناس، بل يدين إثم البشرية كلّها – مقاومة الإنسان لله، على سبيل المثال، أو عدم مخافة الإنسان لله، أو التشويش على عمل الله، وخلافه. ما يُدان هو جوهر البشرية الذي يقاوم الله، وهذا العمل هو عمل الإخضاع في الأيام الأخيرة. إن عمل الله المتجسِّد وكلمته اللذان يشهد عنهما الإنسان هما عمل الدينونة أمام العرش العظيم الأبيض في الأيام الأخيرة، والذي تصوَّره الإنسان أثناء الأزمنة الماضية. العمل الذي يتم حاليًا من الله المتجسِّد هو بالضبط الدينونة أمام العرش العظيم الأبيض. إله اليوم المتجسِّد هو الله الذي يدين البشرية جمعاء أثناء الأيام الأخيرة. هذا الجسد وعمله وكلمته وشخصيته الكليَّة يمثلون مُجمَل كينونته. مع أن نطاق عمله محدود، ولا يتضمَّن بطريقة مباشرة الكون بأسره، فإن جوهر عمل الدينونة هو دينونة مباشرة لكل البشرية، ليس من أجل الشعب المختار في الصين وحدهم، ولا لأجل عدد صغير من الناس. أثناء عمل الله في الجسد، ومع أن نطاق هذا العمل لا يتضمَّن الكون كله، إلَّا أنَّه يمثِّل عمل الكون كلّه، وبعدما يختتم العمل داخل نطاق عمل جسده، سيوسع هذا العمل في الحال ليشمل الكون كلّه، بنفس الطريقة التي انتشر بها إنجيل يسوع عبر الكون عقِب قيامته وصعوده. بغض النظر عمّا إذا كان العمل هو عمل الروح أم الجسد، فهو عمل يُنفَّذ داخل نطاق محدود، ولكنَّه يمثل عمل الكون كله. أثناء الأيام الأخيرة، يظهر الله ليقوم بعمله باستخدام هويَّته المتجسِّدة، والله في الجسد هو الله الذي يدين الإنسان أمام العرش العظيم الأبيض. وبغض النظر عمّا إذا كان روحًا أم جسدًا، فإنَّ مَن يقوم بعمل الدينونة هو الله الذي يدين البشرية في الأيام الأخيرة. هذا يُعرف بناءً على عمله، وليس وفقًا لمظهره الخارجي أو عوامل أخرى متعددة. ومع أن الإنسان لديه تصوّرات عن هذه الكلمات، لا يمكن لأحد أن ينكر حقيقة دينونة الله المُتجسِّد للبشرية كلّها وإخضاعه لها. بغض النظر عمّا يفكر فيه الإنسان بشأن هذه الحقائق، فهي في النهاية تظل حقائق. لا يمكن أن يقول أحدهم: "إن الله يقوم بالعمل، ولكن الجسد ليس الله". هذا هراء، لأن هذا العمل لا يمكن أن يقوم به إلَّا الله في الجسد. حيث إن هذا العمل قد اكتمل بالفعل، لن يظهر بعده عمل دينونة الله للإنسان ثانيةً؛ وقد اختتم الله في تجسده الثاني بالفعل كافة عمل التدبير الكليّ، ولن تكون هناك مرحلة رابعة من عمل الله. لأنَّ مَنْ يُدان هو الإنسان، الإنسان المخلوق من جسد وقد فسد، وليس روح الشيطان المُدانة مباشرةً، فإن عمل الدينونة لا يُنفَّذ داخل العالم الروحي بل بين البشر.

من "أحوج ما تكون إليه البشرية الفاسدة هو خلاص الله المتجسِّد" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 124

لا أحد ملائم ومؤهل أكثر من الله في الجسد للقيام بعمل دينونة فساد جسد الإنسان. إن قام روح الله مباشرةً بتنفيذ الدينونة، لما كانت ستشمل الجميع. إضافةً إلى أنَّه كان سيصعب على الإنسان قبول هذا العمل، لأن الروح غير قادر على مواجهة الإنسان وجهًا لوجه، ولهذا السبب، لما كانت ستصبح التأثيرات فورية، ولما استطاع الإنسان أن يرى شخصية الله التي بلا عيب بدرجة أكثر وضوحًا. لا يمكن أن يصبح الشيطان مهزومًا هزيمة كاملة إلَّا إذا أدان الله في الجسد فساد البشرية. بعد أن اتخذ الله نفس الطبيعة البشرية التي للإنسان، يستطيع الله في الجسد أن يدين إثم الإنسان مباشرةً؛ هذه هي علامة قداسته المتأصِّلة فيه، وروعته. الله وحده هو المُؤهَّل ليدين الإنسان بحكم مكانته، لأنه يملك الحق والبر، ولذلك هو قادر أن يدين الإنسان. أولئك الذين ليس لديهم الحق والبر لا يصلحون لإدانة الآخرين. إن كان روح الله قد قام بهذا العمل، لما كان يُعد انتصارًا على الشيطان. الروح في الأصل أسمى من المخلوقات الفانية، وروح الله قدوس قداسةً متأصِّلةً، ومنتصر على الجسد. إن قام الروح بهذا العمل مباشرةً، لما استطاع أن يدين كل عصيان الإنسان، ولما استطاع الكشف عن إثم الإنسان. لأن عمل الدينونة يُنفَّذ أيضًا من خلال تصوّرات الإنسان عن الله، ولم يكن لدى الإنسان أبدًا أية تصوّرات عن الروح، لذلك فإن الروح غير قادر على الكشف عن إثم الإنسان بدرجة أفضل، ناهيك عن أنَّه لا يقدر على كشف مثل هذا الإثم كشفًا كاملًا. الله المتجسِّد هو عدو كل من لا يعرفونه. من خلال دينونة لتصوّرات الإنسان ومعارضته لله، يكشف كل عصيان البشرية. آثار عمله في الجسد واضحة أكثر من آثار عمل الروح، وعليه فإن دينونة كل البشرية لا تُنفَّذ مُباشرةً مِن قِبَل الروح، بل هي عمل الله المُتجسِّد. يمكن للإنسان أن يرى الله المُتجسِّد ويلمسه، والله في الجسد يمكنه أن يُخضع الإنسان خضوعًا كاملًا. في علاقة الإنسان بالله في الجسد، ينتقل الإنسان تدريجيًا من المقاومة إلى الطاعة، ومن الاضطهاد إلى القبول، ومن التصوّر إلى المعرفة، ومن الرفض إلى المحبة. هذه هي آثار عمل الله المُتجسِّد. لا يَخلُص الإنسان إلَّا من خلال قبول دينونة الله، ولا يعرفه تدريجيًّا إلَّا من خلال كلمات فمه، ويُخضعه الله المُتجسِّد أثناء مقاومة الإنسان له، وينال منه الإمداد بالحياة أثناء قبول توبيخه. كل هذا العمل هو عمل الله في الجسد وليس عمل الله بهويته كروح. العمل الذي يقوم به الله المُتجسِّد هو العمل الأعظم والأعمق، والجزء الحيوي من المراحل الثلاث من عمل الله هو مرحلتا عمل التجسُّد. فساد الإنسان العميق هو عائق عظيم أمام عمل الله المتجسِّد. إن العمل المنفَّذ على الناس في الأيام الأخيرة، على وجه التحديد، هو عمل بالغ الصعوبة، فالبيئة معادية، وقدرة كل نوع من أنواع الناس ضعيفة جدًا. ومع ذلك في نهاية هذا العمل، سيحقق التأثير السليم دون عثرات؛ هذا هو تأثير عمل الجسد، وهذا هو التأثير الذي يُحدث اقتناعًا أكبر مِمَّا يحدثه عمل الروح. ستُختتم المراحل الثلاث لعمل الله من خلال الجسد، ويجب أن تُختتم من خلال الله المُتجسِّد. العمل الأكثر أهمية والأكثر حيوية يُعمل في الجسد، وخلاص الإنسان يجب أن يتم من خلال الله في الجسد بنفسه. ومع أن البشرية كلها تشعر أنَّه لا علاقة بين الله في الجسد والإنسان، إلا أن هذا الجسد في الواقع يتعلَّق بمصير كل البشرية ووجودها.

من "أحوج ما تكون إليه البشرية الفاسدة هو خلاص الله المتجسِّد" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 125

كل مرحلة من مراحل عمل الله هي من أجل البشرية كافة، وموجَّهة للبشرية بأسرها. ومع أنه يتمم عمله في الجسد، إلَّا أنَّه لا يزال موجهًا لكافة البشرية؛ فهو إله البشرية جمعاء، وهو إله كل الكائنات المخلوقة وغير المخلوقة. ومع أن عمله في الجسد يقع داخل نطاق محدود، والهدف من عمله أيضًا محدود، إلَّا أنَّه في كل مرة يصير فيها جسدًا ليقوم بعمله ينتقي لعمله هدفًا تمثيليًا بدرجة عالية؛ فهو لا يختار مجموعة من الناس البسطاء العاديين ليعمل فيهم، بل بالأحرى يختار كهدف لعمله جماعة من الناس قادرين على أن يكونوا ممثلين لعمله في الجسد. تُنتقَى هذه المجموعة من الناس لأن نطاق عمله في الجسد محدود، وتُجهَّز بطريقة خاصة لجسده المُتجسِّد، وتُختار خصيصًا لعمله في الجسد. انتقاء الله لأهداف عمله ليس بلا أساس، بل وفقًا لمبدأ: يجب أن يكون هدف العمل مفيدًا لعمل الله في الجسد، ويجب أن يكون قادرًا على تمثيل البشرية كلّها. على سبيل المثال، كان اليهود قادرين على تمثيل البشرية كلّها في قبول فداء يسوع الشخصي، والصينيّون قادرون على تمثيل البشرية كلّها في قبول الإخضاع الشخصي لله المُتجسِّد. يوجد أساس لتمثيل اليهود لكل البشرية، وهناك أيضًا أساس لتمثيل شعب الصين للبشرية كلّها في قبول إخضاع الله الشخصي. لا شيء يكشف أهمية الفداء أكثر من عمل الفداء الذي تم بين اليهود، ولا شيء يكشف شموليّة عمل الإخضاع ونجاحه أكثر من عمل الإخضاع بين شعب الصين. يبدو كما لو كان عمل الله المُتجسِّد وكلمته لا يستهدفان سوى مجموعة صغيرة من الناس، ولكن في الواقع، إن عمله بين هذه المجموعة الصغيرة هو عمل في الكون بأسره، وكلمته موجهة للبشرية كلّها. بعد أن ينتهي عمله في الجسد، سيبدأ أولئك الذين يتبعوه في نشر العمل الذي قام به بينهم. أفضل شيء بشأن عمل الله في الجسد هو أنَّه يمكنه أن يترك لأولئك الذين يتبعونه مواعظ وكلمات دقيقة، وإرادته المحددة لأجل البشرية. بحيث يمكن لأتباعه بعد ذلك أن ينقلوا كل كلماته ومشيئته على نحو أكثر دقّة وواقعية للبشرية جمعاء لكل الذين يقبلون هذا الطريق. إنَّ عمل الله في الجسد بين البشر هو وحده الذي بالحق يتمم حقيقة وجود الله وحياته بينهم. هذا العمل وحده هو ما يشبع رغبة الإنسان في رؤية وجه الله، والشهادة عن عمل الله، وسماع كلمة الله الشخصية. يُنهي الله المُتجسّد العصر الذي لم يظهر فيه إلا ظل يهوه للبشرية، ويُنهي أيضًا عصر إيمان البشرية بالإله المُبهَم. وعلى وجه الخصوص يأتي عمل آخر مرحلة لتجسّد الله بالبشرية جمعاء إلى عصر أكثر واقعية وعملية وسرورًا. إنَّهُ لا يختتم عصر الناموس والعقيدة فحسب؛ بل الأهم من ذلك أنَّه يكشف للبشرية عن الله الحقيقي والعادي، البار والقدوس، الذي يكشف عن عمل خطة التدبير ويُظهر غاية البشرية وأسرارها، الذي خلق البشرية، والذي سينهي عمل التدبير، والذي ظل مُحتجبًا لآلاف السنين. يُنهي عصر الغموض تمامًا، ويختتم العصر الذي ابتغت فيه البشرية جمعاء طلب وجه الله ولكنها لم تقدر أن تنظره، وينهي العصر الذي فيه خدمت البشرية جمعاء الشيطان، ويقود البشرية كلّها إلى عصر جديد كليًّا. كل هذا هو نتاج عمل الله في الجسد بدلًا من روح الله. حين يعمل الله في جسده، لن يعود أولئك الذين يتبعونه يتلمسون ويسعون وراء الأمور التي يبدو أنها موجودة وغير موجودة على حد سواء، وسيتوقفون عن تخمين مشيئة الله المُبهَم. حين ينشر الله عمله في الجسد، سيوصِّل مَنْ يتبعونه العمل الذي قام به في الجسد إلى كل الديانات والطوائف، وسيتكلَّمون بكل كلماته في آذان البشرية بأسرها. كل ما يسمعه أولئك الذين قبلوا بشارته سيكون حقائق عمله، وأمورًا رآها الإنسان وسمعها شخصيًا، ستكون حقائق، وليست هرطقة. هذه الحقائق هي الدليل الذي ينشر به عمله، وهي أيضًا الأدوات التي يستخدمها لنشر العمل. بدون وجود حقائق، لما انتشرت بشارته عبر جميع الدول وإلى كافة الأماكن؛ لم يكن ممكنًا أبدًا في ظل غياب الحقائق ووجود تخيلات الإنسان فقط أن يقوم الله المتجسِّد بعمل إخضاع الكون بأسره. الروح غير مرئي وغير محسوس للإنسان، وعمل الروح غير قادر على ترك أي دليل إضافي أو حقائق إضافية عن عمل الله للإنسان. لن يرى الإنسان أبدًا وجه الله الحقيقي وسوف يؤمن دائمًا بإله مبهم غير موجود. لن يرى الإنسان أبدًا وجه الله، ولن يسمع أبدًا الكلمات التي يقولها الله شخصيًا. في النهاية، تخيّلات الإنسان جوفاء ولا يمكنها أن تحل محل وجه الله الحقيقي؛ لا يمكن لشخصية الله المتأصِّلة وعمله أن يجسدهما الإنسان. إن الله غير المرئي في السماء وعمله لا يمكن أن يجيئا إلى الأرض إلَّا من خلال الله المتجسِّد الذي يقوم بعمله شخصيًا بين البشر. هذه هي الطريقة المُثلى التي يظهر بها الله للإنسان، وفيها يرى الإنسان الله ويعرف وجهه الحقيقي، ولا يمكن تحقيق هذا من خلال إله غير متجسِّد. بعد أن نفَّذ الله عمله حتى هذه المرحلة، حقق عمله بالفعل التأثير الأمثل، والنجاح الكامل. إن عمل الله الشخصي في الجسد قد أنهى بالفعل تسعين بالمئة من عمل تدبيره الكليّ، حيث قدَّم هذا الجسد بدايةً أفضل لكل عمله، وتلخيصًا لكل عمله، وأعلن كل عمله، وقام بعمل التجديد الأخير الشامل لكل هذا العمل. لذلك، لن يكون هناك إله متجسِّد آخر ليقوم بمرحلة رابعة من عمل الله، ولن يكون هناك المزيد من العمل المعجزي في تجسُّد ثالث لله.

من "أحوج ما تكون إليه البشرية الفاسدة هو خلاص الله المتجسِّد" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 126

كل مرحلة من مراحل عمل الله في الجسد تمثِّل عمله للعصر كلّه، ولا تمثِّل فترة محددة مثل عمل الإنسان. ولذلك فإن نهاية عمل تجسّده الأخير لا تعني أن عمله قد وصل إلى نهاية كاملة، لأن عمله في الجسد يمثِّل العصر بأكمله، ولا يمثِّل فقط الفترة التي يقوم فيها بعمله في الجسد. إنه ينهي فحسب عمله في العصر كلّه أثناء الوقت الذي هو فيه في الجسد، وبعده سينتشر عمله في الأماكن كافة. بعد أن يتمم الله المتجسِّد خدمته، سيوكِل لأولئك الذين يتبعونه بعمله المستقبلي. بهذه الطريقة، فإن عمله للعصر كلّه سيُنفَّذ على نحو متواصل. لا يعتبر عمل عصر التجسُّد بأكمله عملًا مُكتملًا إلَّا حينما ينتشر عبر الكون بأسره. يبدأ عمل الله المتجسِّد عصرًا جديدًا، وأولئك الذين يستمرّون في عمله هم الأشخاص الذين يستخدمهم. فالعمل الذي يقوم به الإنسان كلّه في نطاق خدمة الله في الجسد، وهذا العمل يعجز عن الخروج عن هذا النطاق. إن لم يأتِ الله المتجسِّد ليقوم بعمله، لا يستطيع الإنسان أن يُنهي العصر القديم، ولا يستطيع أن يعلن عن عصر جديد. العمل الذي يقوم به الإنسان هو فقط داخل نطاق واجبه الممكن بشريًا، ولا يمثِّل عمل الله. الله المتجسِّد وحده بإمكانه أن يأتي ويتمّم العمل الذي ينبغي عليه القيام به، ولا أحد يستطيع القيام بهذا العمل نيابةً عنه. بالطبع ما أتكلَّم عنه يتعلَّق بعمل التجسُّد. هذا الإله المُتجسِّد يقوم أولًا بتنفيذ خطوة من العمل لا تتوافق مع تصوّرات الإنسان، وبعدها يقوم بالمزيد من العمل الذي لا يتوافق مع تصوّرات الإنسان. هدف العمل هو إخضاع الإنسان. فمن ناحية، لا يتماشى تجسُّد الله مع تصوّرات الإنسان، بالإضافة إلى ذلك يقوم بالمزيد من العمل الذي لا يتوافق مع تصوّرات الإنسان، ولذلك يتبنى الإنسان المزيد من الآراء الانتقادية عنه. إنَّه لا يقوم بعمل الإخضاع إلَّا بين البشر الذين لديهم تصوّرات وافرة عنه. بغض النظر عن كيفية معاملتهم له، بمجرَّد أن يتمّم خدمته، سيصبح جميع البشر خاضعين لسيادته. لا تظهر حقيقة هذا العمل بين شعب الصين فحسب، بل تُصوّر كيف أن البشرية كلّها ستُخضع. التأثيرات التي يتم تحقيقها على هؤلاء الناس هي نذير للتأثيرات التي سيتم تحقيقها على البشرية جمعاء، وستتفوق تأثيرات العمل الذي يقوم به في المستقبل على التأثيرات على هؤلاء الناس على نحو متزايد. لا يتضمَّن عمل الله في الجسد جلبةً ضخمة ولا يكتنفه الغموض. إنه حقيقي وفعلي، وهو عمل فيه واحد زائد واحد يساوي اثنين، وليس مخفيًا عن أي شخص، ولا يخدع أي شخص. ما يراه الناس هي أمور حقيقية وأصيلة، وما يناله الإنسان هو معرفة وحق حقيقيين. حينما ينتهي العمل، سيكون لدى الإنسان معرفة جديدة عن الله، ولن يعود لدى مَنْ يطلبون الله بحقٍ أية تصوّرات عنه. هذا ليس فقط تأثير عمله على شعب الصين، بل يمثِّل أيضًا تأثير عمله في إخضاع البشرية كلّها، لأن لا شيء أكثر فائدة لعمل إخضاع البشرية جمعاء من هذا الجسد، وعمل هذا الجسد، وكل ما يتعلَّق بهذا الجسد. هي أمور نافعة لعمله اليوم، ولعمله في المستقبل. هذا الجسد سيُخضع البشرية جمعاء ويقتنيها. لا يوجد عمل أفضل يمكن من خلاله لكل البشرية أن ترى الله وتطيعه وتعرفه. لا يمثِّل العمل الذي يقوم به الإنسان إلَّا نطاقًا محدودًا، وحين يقوم الله بعمله فهو لا يتحدَّث إلى شخص معيَّن، بل إلى البشرية جمعاء، وإلى كل مَن يقبلون كلماته. النهاية التي ينادي بها هي نهاية كافة البشر، وليست فقط نهاية شخص محدد. إنَّه لا يُحابي أحدًا بمعاملة خاصة، ولا يخدع أحدًا، بل يعمل من أجل البشرية كلّها ويتكلَّم إليها. ولهذا فإن هذا الإله المتجسِّد قد صنَّف بالفعل البشرية كلّها وفقًا للنوع، وقد أدان بالفعل البشرية كلّها، وأعدَّ غايةً مناسبةً لكل البشرية. ومع أن الله يقوم بعمله في الصين فقط، إلَّا أنَّه في الواقع قرر بالفعل العمل في الكون بأسره. لا يمكنه الانتظار حتى ينتشر عمله بين البشرية جمعاء قبل أن يقدّم أقواله وترتيباته خطوة بخطوةٍ. ألن يكون هذا متأخرًا جدًّا؟ لدى الله الآن كل المقدرة على إكمال العمل المستقبلي مُقدَّمًا. لأن العامل هو الله في الجسد، فإنه يقوم بعمل غير محدود داخل نطاق محدود، وبعد ذلك سيجعل الإنسان يؤدي الواجب الذي ينبغي عليه أداؤه؛ هذا هو مبدأ عمله. لا يمكنه أن يحيا مع الإنسان إلَّا لمدة محددة، ولا يمكنه أن يصطحب الإنسان حتى اختتام عمل العصر الجديد بأكمله. لأنه هو الله، فإنه يتكهَّن بعمله المستقبلي سلفًا. بعد ذلك سيصنِّف كافة البشرية وفقًا للنوع بواسطة كلماته، وستدخل البشرية بأسرها إلى عمله التدريجي وفقًا لكلماته. لا أحد سيهرب، والكل سيتصرَّف وفقًا لهذا. لذلك، في المستقبل، كلماته هي التي سترشد العصر، وليس الروح.

من "أحوج ما تكون إليه البشرية الفاسدة هو خلاص الله المتجسِّد" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 127

فسد جسد الإنسان بفعل الشيطان، وأصبح الإنسان أعمى بدرجة عميقة، وتأذَّى بشدةٍ. السبب الأساسي الذي يجعل الله يعمل شخصيًا في الجسد هو أن هدف خلاصه هو الإنسان، المخلوق من جسد، ولأن الشيطان أيضًا يستخدم جسد الإنسان للتشويش على عمل الله. في الواقع إن المعركة مع الشيطان هي عمل إخضاع الإنسان، وفي الوقت ذاته، الإنسان أيضًا هو هدف خلاص الله. بهذه الطريقة، فإن عمل الله المُتجسِّد ضروري. أفسد الشيطان جسد الإنسان، وأصبح الإنسان تجسيدًا للشيطان، وأصبح هو الهدف الذي سيهزمه الله. بهذه الطريقة، فإن عمل الدخول في معركةٍ مع الشيطان وخلاص البشرية يحدث على الأرض، ويجب على الله أن يصير إنسانًا ليقاتل الشيطان. هذا عمل ذو طابع عملي لأقصى درجة. حينما يعمل الله في الجسد، فإنَّه يقاتل الشيطان بالفعل في الجسد. حينما يعمل في الجسد، فإنَّه يقوم بعمله في العالم الروحي، ويجعل كل عمله في العالم الروحي واقعيًّا على الأرض. مَنْ يُخضَع هو الإنسان؛ الإنسان الذي يعصي الله؛ ومَنْ يُهزم هو تجسيد الشيطان (وهذا بالطبع هو أيضًا الإنسان)، الذي هو في عداوة مع الله، ومَنْ سيخلُص في النهاية هو أيضًا الإنسان. بهذه الطريقة، من الضروري لله أن يصير إنسانًا له مظهر مخلوق خارجي، لكي يكون قادرًا على مصارعة الشيطان في معركة واقعية، وإخضاع الإنسان الذي يعصاه والذي له نفس المظهر الخارجي، ويُخلِّص الإنسان الذي له نفس المظهر الخارجي وقد تأذَّى بفعل الشيطان. إن عدوه هو الإنسان، وهدف إخضاعه هو الإنسان، وهدف خلاصه هو الإنسان الذي خلقه. لذلك لابد أن يصير إنسانًا، وبهذه الطريقة، يصبح عمله أكثر سهولةً. إنَّه قادرٌ على هزيمة الشيطان وإخضاع البشرية، بالإضافة إلى أنَّه قادرٌ على تخليص البشرية. ومع أن هذا الجسد عادي وواقعي، إلَّا أنَّه ليس الجسد الشائع؛ إنَّه ليس جسدًا إنسانيًا فحسب، بل هو جسد إنساني وإلهي معًا. هذا هو اختلافه عن الإنسان، وهذه هي علامة هويَّة الله. جسد مثل هذا فحسب يمكنه القيام بالعمل الذي ينوي الله القيام به، وإتمام خدمة الله في الجسد، وإكمال عمله بالتمام بين البشر. لو لم يكن الأمر كذلك، لكان عمله بين البشر دائمًا أجوفًا ومعيبًا. ومع أن الله يمكنه مصارعة روح الشيطان والانتصار، إلَّا أن الطبيعة القديمة للإنسان الفاسد لا يُمكن أن تتبدَّد، والذين يعصون الله ويقاومونه لا يمكنهم أبدًا أن يخضعوا لسيادته، أي أنَّه لن يستطيع أبدًا إخضاع البشرية، ورِبحها جمعاء. لو كان عمله على الأرض لا يمكن أن يتم، لما انتهى تدبيره أبدًا، ولما استطاعت البشرية جمعاء أن تدخل إلى الراحة. إن لم يستطع الله أن يدخل إلى الراحة مع كافة مخلوقاته، لما كانت هناك نتيجة أبدًا لهذا العمل التدبيري، وعليه لكاناختفى مجد الله. ومع أنه ليس لجسده سلطان، إلَّا أنَّ العمل الذي يقوم به سيكون قد حقق تأثيره. هذا هو التوجُّه الحتمي لعمله. بغض النظر عَمَّا إذا كان جسده يملك سلطانًا أم لا، طالما أنَّه قادر على القيام بعمل الله نفسه، فهو الله بذاته. بغض النظر عن كون هذا الجسد عاديًا وطبيعيًّا، يمكنه القيام بالعمل الذي ينبغي عليه فعله، لأن هذا الجسد هو الله وليس مجرَّد إنسان. السبب وراء قدرة هذا الجسد على القيام بالعمل الذي لا يقدر إنسان أن يقوم به هو أنَّ جوهره الداخلي لا يشبه جوهر أي إنسان. والسبب وراء إمكانية تخليصه للإنسان هو هويَّته المختلفة عن هوية أي إنسان. هذا الجسد هام جدًّا للبشرية لأنَّه إنسان وأيضًا الله، لأنه يستطيع القيام بالعمل الذي لا يستطيع أي إنسان مخلوق من جسد أن يفعله، ولأن بإمكانه تخليص الإنسان الفاسد، الذي يعيش معه على الأرض. ومع أنَّه مطابق للإنسان، إلا أن الله المتجسِّد أكثر أهمية للبشرية من أي إنسان ذي قيمة، لأنه يستطيع القيام بالعمل الذي لا يستطيع روح الله القيام به مباشرةً، وهو أكثر قدرةً من روح الله على أنْ يشهد لله نفسه، وأكثر قدرة من روح الله على أن يربح البشرية بالتمام. ونتيجةً لذلك، مع أن هذا الجسد عادي وطبيعي، إلَّا أنَّ إسهامه للبشرية وأهميته للوجود البشري تجعله ثمين القيمة، ولا يمكن لأي إنسان قياس القيمة والأهمية الحقيقيتين لهذا الجسد. ومع أن هذا الجسد لا يمكنه مباشرةً تدمير الشيطان، إلَّا أنَّ بإمكانه استخدام عمله لإخضاع البشرية وهزيمة الشيطان، وجعل الشيطان يخضع بالتمام لسيادته. لأن الله تجسّد، استطاع أن يهزم الشيطان ويُخلّص البشرية. إنَّه لا يدمر الشيطان مباشرةً، ولكنه يصبح جسدًا للقيام بعمل إخضاع البشرية التي أفسدها الشيطان. بهذه الطريقة هو أقدر على أن يشهد لنفسه بين المخلوقات، وأقدر على تخليص الإنسان الفاسد. انتصار الله المُتجسِّد على الشيطان يقدِّم شهادةً أعظم، وهو أكثر إقناعًا من الدمار المباشر للشيطان من خلال روح الله. الله في الجسد أكثر قدرة على مساعدة الإنسان أن يعرف الخالق، وأكثر قدرة على أن يشهد لنفسه بين المخلوقات.

من "أحوج ما تكون إليه البشرية الفاسدة هو خلاص الله المتجسِّد" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 128

لقد جاء الله إلى الأرض ليعمل عمله بين البشر، وليظهر نفسه شخصيًا للإنسان وليسمح للإنسان بأن يراه. هل هذا أمر هيّن؟ إنه حقًا أمر عظيم! ليس كما يتخيل الإنسان أن الله قد جاء حتى ينظره الإنسان، وحتى يفهم الإنسان أن الله حقيقي وليس غامضًا أو أجوفًا، وأن الله عالٍ، ولكنه متواضع أيضًا. هل من الممكن أن يكون الأمر بهذه السهولة؟ لأن الشيطان هو مَنْ أفسد جسد الإنسان تمامًا، ولأن قصد الله من الخلاص هو الإنسان، فلا بد أن يتخذ الله جسدًا ليخوض معركة مع الشيطان، وليرعى الإنسان رعايةً شخصية. وهذا وحده نافع لعمله. لقد وُجد الجسدان المتجسدان لله من أجل هزيمة الشيطان، كما وُجدا من أجل خلاص الإنسان على نحو أفضل. ذلك لأن مَنْ يخوض المعركة مع الشيطان لا يمكن أن يكون إلا الله، سواء أكان روح الله أم جسد الله المُتجسِّد. باختصار، لا يمكن أن يكون الملائكة هم مَنْ يخوضون المعركة مع الشيطان، فضلًا عن أن يكون الإنسان، الذي أفسده الشيطان؛ فالملائكة عاجزون عن القيام بذلك، والإنسان أكثر عجزًا. على هذا النحو، إذا أراد الله أن يعمل في حياة الإنسان، وإذا أراد أن يأتي شخصيًا إلى الأرض لتخليص الإنسان، فيجب أن يصير هو نفسه جسدًا، أي يجب عليه أن يتخذ لنفسه جسدًا، وبهويته المتأصلة والعمل الذي يجب عليه القيام به، يأتي بين البشر ويخلِّص الإنسان بنفسه. إذا لم يكن الأمر كذلك، ولو كان روح الله أو الإنسان هو الذي قام بهذا العمل، فإن هذه المعركة كانت لتفشل إلى الأبد في تحقيق أثرها، ولن تنتهي أبدًا، ولم يكن الإنسان ليحظى بفرصة الخلاص إلا عندما يصير الله جسدًا ليذهب بنفسه إلى الحرب ضد الشيطان بين البشر. وعندها فقط يُخزى الشيطان، ويغادر دون أية فرص لاستغلالها أو أية خطط لتنفيذها. إن العمل الذي عمله الله المتجسد لا يمكن تحقيقه بواسطة روح الله، ولا حتى يمكن لأي إنسان جسدي أن يقوم به نيابة عن الله، لأن العمل الذي يقوم به هو من أجل حياة الإنسان، ومن أجل تغيير شخصية الإنسان الفاسدة. لو شارك الإنسان في هذه المعركة، لهرب في حالة من الفوضى، ولعجز ببساطة عن تغيير شخصيته الفاسدة. سيكون غير قادر على تخليص الإنسان من الصليب، أو على إخضاع جميع البشر المتمرّدين، ولكنه لن يكون قادرًا إلّا على القيام بالقليل من العمل القديم الذي لا يتجاوز المبادئ، أو القيام بعمل غير مرتبط بهزيمة الشيطان. إذًا فلِمَ التعب؟ ما أهمية العمل الذي لا يمكن أن يقتني البشرية، ولا حتى أن يهزم الشيطان؟ وبهذا، فإن المعركة مع الشيطان لا يمكن أن يقوم بها إلا الله نفسه، وسيكون ببساطة من المستحيل على الإنسان أن يقوم بها. فواجب الإنسان هو الطاعة والاتّباع، لأن الإنسان غير قادر على القيام بعمل مماثل لخلق السماوات والأرض، ولا يمكنه تنفيذ عمل محاربة الشيطان. لا يمكن للإنسان أن يُرضي الخالق إلا تحت قيادة الله نفسه، الذي يهزم الشيطان. هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكن للإنسان القيام به. وهكذا، في كل مرة تبدأ معركة جديدة، أي في كل مرة يبدأ فيها عمل العصر الجديد، يعمل الله نفسه هذا العمل شخصيًا، وفيه يقود العصر بأكمله، ويفتح طريقًا جديدًا أمام البشرية بأسرها. إن فجر كل عصر جديد هو بداية جديدة في المعركة مع الشيطان، يدخل الإنسان من خلالها إلى عالم أكثر جِدةً وجمالاً، وإلى عصر جديد يقوده الله بنفسه. إن الإنسان هو سيد كل الأشياء، لكن أولئك الذين اُقتنوا سيصبحون ثمار كل المعارك مع الشيطان. الشيطان هو الذي أفسد كل الأشياء، وهو الخاسر في نهاية كل المعارك، وهو أيضًا الذي سيُعاقب بعد هذه المعارك. من بين الله والإنسان والشيطان، سيكون الشيطان هو الوحيد الذي سوف يُمقت ويُرفض. في هذه الأثناء، يصبح أولئك الذين اقتناهم الشيطان ولكنهم لم يعودوا إلى الله هم مَنْ سينالون العقاب من أجل الشيطان. من بين هؤلاء الثلاثة، يجب أن تعبد كل الأشياء الله وحده. في هذه الأثناء، يصبح أولئك الذين أفسدهم الشيطان ولكنهم عادوا إلى الله والذين يتبعون طريق الله هم مَنْ سيحصلون على وعد الله ويحكمون على الأشرار من أجل الله. سيكون الله بالتأكيد منتصرًا وسيُهزم الشيطان بالتأكيد، لكن بين البشر يوجد أولئك الذين سيفوزون وأولئك الذين سيخسرون. أولئك الذين سيفوزون سوف ينتمون إلى الغالبين، أما أولئك الذين سيخسرون فسوف ينتمون إلى الخاسرين. هذا تصنيف لكل فرد حسب نوعه، وهذه هي النتيجة النهائية لكل عمل الله، بل إنها أيضًا هدف كل عمل الله، ولن تتغير أبدًا. يركز جوهر العمل الأساسي لخطة تدبير الله على خلاص الإنسان، وأن يصير الله جسدًا في المقام الأول من أجل هذا الجوهر، ومن أجل هذا العمل، ومن أجل هزيمة الشيطان. كانت المرة الأولى التي صار فيها الله جسدًا أيضًا من أجل هزيمة الشيطان: صار هو شخصيًا جسدًا، وسُمِّر شخصيًا على الصليب، لكي يكمّل عمل المعركة الأولى، التي كانت عمل فداء البشرية. وبالمثل، فإن هذه المرحلة من العمل نفذها الله شخصيًا، حيث صار جسدًا للقيام بعمله بين البشر، وللتحدث شخصيًا بكلمته وللسماح للإنسان برؤيته. بطبيعة الحال، من المحتم أن يقوم ببعض الأعمال الأخرى على طول الطريق، ولكن السبب الرئيسي في قيامه بعمله شخصيًا هو من أجل هزيمة الشيطان، وإخضاع البشرية بأسرها، واقتناء هؤلاء الناس. وهكذا، فإن عمل تجسد الله هو في الحقيقة هو أمر مهم. إذا كان هدفه فقط إظهار أن الله متواضع ومحتجب، وأن الله حقيقي، وإذا كان فقط من أجل القيام بهذا العمل، فلن توجد حاجة ليصير جسدًا. حتى لو لم يَصرْ الله جسدًا، لكان في استطاعته أن يظهر تواضعه واحتجابه، وعظمته وقداسته، للإنسان مباشرة، لكن مثل هذه الأشياء ليس لها علاقة بعمل تدبير البشرية. إنها غير قادرة على خلاص الإنسان أو تكميله، ولا حتى على هزيمة الشيطان. إذا كانت هزيمة الشيطان لا تنطوي إلا على قيام الروح بمعركة ضد أحد الأرواح، فإن هذا العمل سيكون له قيمة عملية أقل. لن يكون قادرًا على اقتناء الإنسان وسيدمر مصير الإنسان وتطلعاته. على هذا النحو، لعمل الله اليوم أهمية عميقة. إنه لا يعني فقط أن يراه الإنسان، أو حتى أن تنفتح عينيّ الإنسان، أو من أجل توفير القليل من الحركة والتشجيع له؛ فعمل مثل هذا ليس له أهمية. إذا لم يكن بإمكانك التحدث سوى عن هذا النوع من المعرفة، فهذا يثبت أنك لا تعرف الأهمية الحقيقية لتجسُّد الله.

من "استعادة الحياة الصحيحة للإنسان وأخذه إلى غاية رائعة" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 129

كل مرحلة من العمل الذي يقوم به الله لها أهميتها العملية. قديمًا عندما جاء يسوع، كان ذكرًا، لكن عندما يأتي الله هذه المرة يكون أنثى. من خلال هذا يمكنك أن ترى أن الله قد خلق الرجل والمرأة من أجل عمله، وهو لا يفرق بين الجنسين. عندما يأتي روحه، يمكنه أن يلبس أي نوع جسد حسب مشيئته وذلك الجسد سيمثله. سواء كان رجلاً أم امرأة، يمكن للجسد أن يمثل الله طالما أنه هو جسمه المتجسد. لو ظهر يسوع في صورة أنثى عندما أتى، أو بمعنى آخر، لو كان طفلة وليس طفلاً، هي التي حُبِلَ بها من الروح القدس، لكانت مرحلة العمل اكتملت بنفس الطريقة ذاتها. لو كان الحال كذلك، فإذًا مرحلة العمل الحالية كان يجب أن يكملها رجل، ولكن العمل كان سيكتمل كله بالمثل. العمل الذي يتم في كل مرحلة له أهمية مساوية؛ ولا يتم تكرار أية مرحلة من العمل ولا تتعارض مرحلة مع أخرى. في ذلك الوقت، عندما كان يقوم يسوع بعمله كان يُدعى "الابن الوحيد" وكلمة ابن تشير ضمنيًّا إلى الجنس المُذَكر. فلماذا إذًا الابن الوحيد ليس مذكورًا في هذه المرحلة؟ هذا لأن شروط العمل تطلبت تغييرًا في الجنس بخلاف الوضع مع يسوع. لا يفرق الله بين الجنسين. يقوم بعمله كما يحلو له، ولا يخضع لأية قيود أثناء أداء عمله، لكنه حر بصورة خاصة. مع ذلك، كل مرحلة من العمل لها أهميتها العملية الخاصة. صار الله جسدًا مرتين، ولا حاجة للقول إن تجسده في الأيام الأخيرة هو آخر مرة يتجسد فيها. لقد جاء ليكشف كل أعماله. لو لم يصر جسدًا في هذه المرحلة لكي يقوم بعمله بشكل شخصي لكي يشهده الإنسان، لكان الإنسان قد تمسك للأبد بفكر أن الله ذكر فقط، وليس أنثى. قبل هذا، آمنت كل البشرية أن الله ذكر فقط وأن الأنثى لا يمكن أن تُدعى الله، لأن البشرية كلها اعتبرت أن للرجل سلطة على المرأة. آمنت البشرية أن المرأة لا يمكنها أن تتقلد السلطة، بل الرجل فقط. وما زاد على ذلك، قالوا حتى إن الرجل هو رأس المرأة وأن المرأة يجب أن تطيع الرجل ولا يمكن أن تتخطاه. في الماضي، عندما كان يُقال إن الرجل هو رأس المرأة، كان هذا موجهًا لآدم وحواء اللذين خدعتهما الحية، وليس للرجل والمرأة كما خلقهما يهوه في البداية. بالتأكيد يجب على المرأة أن تطيع زوجها وتحبه، ويجب على الزوج أن يتعلم كيف يعول ويدعم أسرته. هذه شرائع ومراسيم سنها يهوه ويجب على البشر الالتزام بها في حياتهم على الأرض. قال يهوه للمرأة: "نَعْمَلُ ٱلْإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا". قال هذا فقط لكي يستطيع البشر (أي كل من الرجل والمرأة) أن يعيشوا حياتهم الطبيعية تحت سيادة يهوه، وفقط لكي يكون لحياة البشر بنية ثابتة ولا تخرج خارج نطاق ترتيبها السليم. لذلك، وضع يهوه قواعد مناسبة عن كيفية سلوك الرجل والمرأة، لكن هذا كان يتعلق فقط بكافة المخلوقات الحية على الأرض ولم يكن له علاقة بجسم الله المتجسد. كيف يمكن أن يكون الله مثل خليقته؟ كانت كلماته موجهة فقط نحو البشرية التي خلقها؛ كان هدفها هو أن يحيا البشر الحياة الطبيعية التي أسس لها قواعد للرجل والمرأة. في البداية، عندما خلق يهوه البشر، خلق نوعين منهما، الذكر والأنثى؛ ولكن جسمه المتجسد كان يتم تمييزه أيضًا إما في صورة ذكر أو أنثى. لم يقرر عمله على أساس الكلمات التي قالها لآدم وحواء. المرتان اللتان صار فيهما جسدًا تم تحديدهما كليًّا وفقًا لفكره عندما خلق البشر لأول مرة، أي أنه أكمل عمل تجسديهِ بناءً على الذكر والأنثى قبل أن يفسدا. لو أخذ البشر الكلمات التي قالها يهوه لآدم وحواء اللذين أُغويا من الحية وطبقوها على عمل تجسد الله، أما كان ينبغي على يسوع أيضًا أن يحب زوجته؟ بهذه الطريقة، هل كان الله سيظل هو الله؟ ولو كان الأمر كذلك، هل سيظل قادرًا على إكمال عمله؟ لو كان من الخطأ أن يكون جسم الله المتجسد أنثى، ألم يكن أيضًا من الخطأ الفادح أن يخلق الله المرأة؟ لو أن الرجل ما زال يؤمن أنه من الخطأ أن يتجسد الله كأنثى، ألم يكن يسوع إذًا، الذي لم يتزوج ولذلك لم يكن قادرًا أن يحب زوجته، على نفس القدر من خطأ التجسد الحالي؟ حيث أنك تستخدم الكلمات التي قالها يهوه لحواء لتقيس حقيقة تجسد الله في اليوم الحالي، يجب عليك أن تستخدم الكلمات التي قالها يهوه لآدم لتدين الرب يسوع الذي صار جسدًا في عصر النعمة. أليسا نفس الشيء؟ حيث أنك تأخذ مقياس الرب يسوع وفقًا لمثال الذكر الذي لم تغويه الحية، فلا يجب عليك أن تدين حقيقة تجسد اليوم وفقًا للمرأة التي أغوتها الحية. هذا ظُلم! إن أصدرت هذا الحكم، فهذا يثبت أنك تجردت من أحاسيسك. عندما صار يهوه جسدًا مرتين، كان جنس جسده مرتبطًا بالرجل والمرأة اللذين لم تغويهما الحية؛ لقد صار جسدًا مرتين وفقًا للرجل والمرأة اللذين لم تغويهما الحية. لا يجب أن تظن أن ذكورة يسوع كانت هي نفسها ذكورة آدم الذي أغوته الحية. يسوع وآدم مختلفان تمامًا، وكلاهما ذكران من طبيعة مختلفة. بالتأكيد لا يمكن أن تثبت ذكورة يسوع أنه رأس كل النساء فقط وليس الرجال، أليس كذلك؟ أليس هو ملك اليهود كلهم (بما في ذلك الرجال والنساء)؟ إنه هو الله بذاته، وليس فقط رأس المرأة لكنه رأس الرجل أيضًا. إنه رب كل المخلوقات ورأسهم جميعًا. كيف يمكنك أن تحدد أن ذكورة يسوع هي رمز لرأس المرأة؟ ألا يكون هذا تجديفًا؟ يسوع ذكر لم يفسد. إنه هو الله؛ هو المسيح؛ هو الرب. كيف يمكنه أن يكون ذكرًا مثل آدم الذي فسد؟ يسوع هو جسد لبسه روح الله الأقدس. كيف يمكنك أن تقول إنه إله يملك ذكورة آدم؟ في تلك الحالة، ألا يكون كل عمل الله خاطئًا؟ هل كان يهوه قادرًا أن يُدمج ذكورة آدم الذي أغوته الحية بداخل يسوع؟ أليس تجسد الوقت الحالي هو مثال آخر على عمل الله المتجسد المختلف في الجنس عن يسوع ولكنه مشابه له في الطبيعة؟ هل ما زلت تجرؤ أن تقول إن الله المتجسد لا يمكن أن يكون أنثى، لأن المرأة أغوتها الحية أولاً؟ هل ما زلت تجرؤ أن تقول إن المرأة هي الأكثر نجاسة وهي مصدر فساد البشرية لذلك ليس من الممكن أن يصير الله جسدًا في صورة أنثى؟ هل لا زالت تجرؤ أن تصر على القول بإن "المرأة يجب أن تطيع دائمًا الرجل ولا يجب أن تظهر الله أو تمثله بصورة مباشرة"؟ لم تفهم في الماضي، لكن هل يمكنك أن تستمر الآن في التجديف على عمل الله، وبالأخص جسم الله المتجسد؟ إن كنت لا تستطيع أن ترى هذا بوضوح كامل، من الأفضل أن تراقب لسانك، خشيةَ أن تنكشف حماقتك وجهلك ويتعرى قبحك. لا تظن أنك تفهم كل شيء. أقول لك إن كل ما قد رأيته واختبرته غير كافٍ لتفهم ولو حتى جزءًا من ألف من خطة تدبيري. فلماذا إذًا تتصرف بكبرياء؟ قلة موهبتك ومعرفتك الضئيلة غير كافية ليستخدمها يسوع في حتى ثانية واحدة من عمله! ما هو كم الخبرة الذي لديك فعليًّا؟ كل ما رأيته وكل ما سمعته في حياتك وكل ما تخيلته أقل من العمل الذي أقوم به في لحظة! من الأفضل ألا تتصيد الأخطاء وتجدها! لا يهم كم قد تكون مغرورًا، أنت مجرد مخلوق أقل من نملة! كل ما تحمله داخل بطنك أقل مما تحمله النملة بداخل بطنها! لا تظن أنه لمجرد أنك حصلت على بعض المعرفة والأقدمية فإن هذا يعطيك الحق في الإيماء بشراسة والتكلم بغطرسة. أليست خبرتك وأقدميتك هي نتاج الكلمات التي قد نطقتها أنا؟ هل تؤمن أنها مقابل عملك وتعبك؟ اليوم، أنت رأيت أنني قد صرت جسدًا، وبناءً على هذا فقط صرتَ أنت مليئًا بهذه التصورات الغنية، وجمعت مفاهيم لا حصر لها منها. لو لم يكن من أجل تجسدي، حتى لو امتلكت مواهب غير عادية، لن يكون لديك العديد من التصورات؛ أَوَليس من هذا قد جاءت مفاهيمك؟ لو لم يصر يسوع جسدًا في تلك المرة الأولى، هل كنت ستعرف حتى عن التجسد؟ أليس هذا بسبب أن التجسد الأول أعطاك المعرفة التي جعلتك تحاول بوقاحة الحكم على التجسد الثاني؟ لماذا بدلاً من أن تكون تابعًا مطيعًا، تخضع التجسد الثاني للدراسة؟ عندما دخلت إلى هذا التيار وجئت أمام الله المتجسد، هل سمح لك بأن تدرس هذا؟ من الجيد بالنسبة لك أن تدرس تاريخ عائلتك، لكن إن حاولت دراسة "تاريخ عائلة" الله، هل سيسمح لك إله اليوم أن تقوم بدراسة مثل هذه؟ ألستَ أعمى؟ ألا تجلب لنفسك الخزي؟

من "التجسُّدان يُكمِّلان معنى التجسد‎" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 130

يسوع وأنا أتينا من روح واحد. حتى لو كنا غير مرتبطين في جسدينا، إلا أن روحنا واحد؛ على الرغم من أن محتوى ما نفعله والعمل الذي نقوم به مختلف، إلا أننا متشابهان في الجوهر؛ جسدانا يتخذان أشكالاً مختلفة، ولكن هذا بسبب التغير في العصر ومتطلبات عملنا المتنوعة؛ خدمتنا غير متشابهة، ولذلك العمل الذي نقوم به والشخصية التي نكشفها للإنسان أيضًا مختلفة. لهذا ما يراه الإنسان ويفهمه هذا اليوم ليس مثل الماضي؛ هذا بسبب تغير العصر. لهذا هما مختلفان في جنس وشكل جسديهما، ولم يولدا من نفس العائلة، ولا في نفس الحقبة الزمنية، ومع ذلك روحهما واحد. لأن ما يتشترك فيه جسداهما ليس الدم أو صلة قرابة من أي نوع، ولا يمكن إنكار أن تجسد الله كان في حقبتين زمنيتين مختلفتين. كونهما جسمي تجسد الله، فهذه حقيقة لا يمكن دحضها، على الرغم من أنهما ليسا من نفس الدم ولا يشتركان في لغة بشرية واحدة (الأول ذكر يتحدث بلغة اليهود والأخرى أنثى تتحدث فقط الصينية). لهذه الأسباب عاشا في بلدين مختلفين للقيام بالعمل الواجب عليهما القيام به، وفي فترات زمنية مختلفة أيضًا. على الرغم من أنه لهما نفس الروح، والجوهر، لا توجد أوجه شبه مطلقًا بين المظهرين الخارجيين لجسديهما. كل ما يشتركان فيه هو نفس الطبيعة البشرية، لكن بالنسبة للمظهر الخارجي وظروف ولادتهما، مختلفان. هذه الأمور ليس لها تأثير على عملهما أو المعرفة التي يحصل عليها الإنسان بشأنهما، لأنهما في التحليل النهائي، لهما نفس الروح ولا يمكن لأحد أن يفصلهما. على الرغم من أن لا صلة دم تربطهما، إلا أن كيانيهما مسؤولان عن روحهما، وهو الذي يخصص لهما عملاً مختلفًا في حقب زمنية مختلفة، وجسداهما من سلالة مختلفة. بالمثل فإن روح يهوه ليس أب روح يسوع، وروح يسوع ليس ابن روح يهوه: هما واحد ونفس الروح. بالضبط مثل الله المتجسد اليوم ويسوع. على الرغم من أنه لا تربطهما صلة دم، إلا أنهما واحد؛ هذا لأن روحيهما واحد. يمكن لله أن يقوم بعمل الرحمة واللطف، وأيضًا عمل الدينونة البارة وتوبيخ الإنسان، وأيضًا إنزال اللعنات على الإنسان؛ وفي النهاية، يمكنه أن يقوم بعمل تدمير العالم وعقاب الأشرار. ألا يفعل كل هذا بنفسه؟ أليست هذه هي كلية قدرة الله؟

من "التجسُّدان يُكمِّلان معنى التجسد‎" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 131

هل بإمكان الله، وهو الكيان الأعظم في كل الكون وفي السماوات العليا، أن يشرح نفسه بالتمام مُستخدمًا صورة الجسد؟ يلبس الله هذا الجسد لكي يقوم بمرحلة واحدة من عمله. لا توجد دلالة خاصة في صورة الجسد هذه، وليس لها علاقة بمرور العصور، وليس لها علاقة بشخصية الله. لماذا لم يسمح يسوع لصورته أن تبقى؟ لماذا لم يدع الإنسان يرسم صورته حتى تتناقلها الأجيال جيلًا بعد جيل؟ لماذا لم يدع الناس يقرون بأن صورته هي صورة الله؟ على الرغم من أن صورة الإنسان خُلقت على صورة الله، هل كان من الممكن أن يمثل مظهر الإنسان صورة الله الممجدة؟ عندما يصير الله جسدًا، فهو ينزل فقط من السماء في جسد معين، وروحه هو الذي ينزل في جسد، ومن خلال الجسد يقوم بعمل الروح. الروح هو الذي يُعبر عنه في الجسد، والروح هو الذي يقوم بعمله في الجسد. العمل الذي يتم في الجسد يمثل الروح تمامًا، والجسد هو من أجل العمل، ولكن هذا لا يعني أن صورة الجسد هي بديل للصورة الحقيقية لله ذاته؛ فهذا ليس الغاية ولا الدلالة لصيرورة الله جسدًا. لا يصير جسدًا إلا لكي يجد الروح مكانًا يسكن فيه يتناسب مع عمله، ويكون الأفضل لتحقيق عمله في الجسد، لكي يستطيع الناس أن يروا أعماله ويفهموا شخصيته، ويسمعوا كلماته، ويعرفوا روعة عمله. يمثل اسمه شخصيته، ويمثل عمله هويته، ولكنه لم يقل أبدًا إن مظهره في الجسد يمثل صورته؛ هذه فقط مجرد تصور لدى الإنسان. ومن ثم، فإن الجوانب الحيوية لتجسد الله هي اسمه وعمله وشخصيته وجنسه، ويتم استخدامها لتمثيل تدبيره في هذا العصر؛ حيث لا توجد علاقة بين ظهوره في الجسد وتدبيره؛ إذْ هو فقط من أجل عمله آنذاك. لكن من المستحيل على الله المتجسد أن يكون بلا مظهر معين، ولذلك فهو يختار أسرةً مناسبة ليحدد مظهره. لو كان لمظهر الله أهمية تمثيلية، لكان كل أولئك الذين لديهم ملامح مشابهة لملامح وجهه يمثلون أيضًا الله. ألا يكون ذلك خطأً فادحًا؟ رسم الإنسان صورة يسوع لكي يعبده. لم يعطِ الروح القدس آنذاك تعليمات خاصة، ولذلك مرَّر الإنسان تلك الصورة التي تخيَّلها حتى اليوم. في الواقع، بحسب مقصد الله الأصلي، لم يكن ينبغي للإنسان أن يفعل هذا. إن حماس الإنسان وحده هو الذي جعل صورة يسوع تبقى إلى هذا اليوم. فالله روح، ولن يستطيع الإنسان أبدًا أن يستوعب ما هي صورته في التحليل النهائي. يمكن فقط لشخصيته أن تمثل صورته. أما بالنسبة لمنظر أنفه وفمه وعينيه وشعره، فهي أبعد من قدرة الإنسان على الاستيعاب. عندما جاءت الرؤيا إلى يوحنا، رأى صورة ابن الإنسان: كان يخرج من فمه سيف ماضٍ ذو حدين، وعيناه كانتا كلهيب نار، ورأسه وشعره أبيضان مثل الصوف، وقدماه كانتا مثل البرونز المصقول، وأحاط بصدره وشاح من ذهب. ومع أن كلماته مملوءة بحيوية بالغة، فإن صورة الله التي وصفها ليست صورة كائن مخلوق. ما رآه كان مجرد رؤيا، وليس صورة شخص من العالم المادي. رأى يوحنا رؤيا، لكنه لم يشهد مظهر الله الحقيقي. وصورة جسم الله المتجسد، كونها صورة كائن مخلوق، لا يمكنها تمثيل شخصية الله تمامًا. عندما خلق يهوه البشرية، قال إنه فعل هذا على صورته وخلقهم ذكرًا وأنثى. في ذلك الوقت قال إنه خلق الذكر والأنثى على صورة الله. ومع أن صورة الإنسان تشبه صورة الله، لا يمكننا تفسير هذا بمعنى أن مظهر الإنسان هو صورة الله. ولا يمكنك أن تستخدم لغة البشر لتلخيص صورة الله بالتمام، لأن الله ممجد وعظيم وعجيب للغاية ولا يمكن إدراكه!

من "رؤية عمل الله (3)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 132

في هذه المرة يأتي الله ليقوم بعمل ليس في جسد روحاني، بل في جسد عادي جدًا، وليس هو جسد التجسد الثاني لله فحسب، بل هو أيضًا الجسد الذي يعود به الله، فهو جسد عادي جدًا، لا يمكنك أن ترى فيه أي شيء يختلف عن الآخرين، ولكن يمكنك أن تتلقى منه الحقائق التي لم تكن قد سمعتها من قبل على الإطلاق. وهذا الجسد الضئيل هو تجسيد لجميع كلام الحق الذي من الله، والذي يتولى عمل الله في الأيام الأخيرة، وهو تعبير عن شخصية الله كلها للإنسان لكي يصل إلى معرفته. ألا تساورك الرغبة كثيرًا في أن ترى الله الذي في السماء؟ ألا ترغب كثيرًا في أن تفهم الله الذي في السماء؟ ألا تكن ترغب كثيرًا في أن ترى غاية البشرية؟ سوف يخبرك هو عن كل هذه الأسرار التي لم يستطع إنسان أن يخبرك عنها، بل إنه حتى سيخبرك بالحقائق التي لا تفهمها. إنه بابك للدخول إلى الملكوت، ودليلك إلى العصر الجديد. يكمن في هذا الجسد العادي العديد من الأسرار التي يصعب إدراكها. قد تبدو أفعاله غامضة لك، ولكن هدف كل العمل الذي يعمله يكفي لأن ترى أنه ليس مجرد جسد بسيط كما يعتقد الإنسان؛ ذلك أنه يمثل إرادة الله وكذلك العناية التي يبديها الله للبشرية في الأيام الأخيرة. ومع أنه لا يمكنك أن تسمع الكلام الذي ينطق به، والذي تهتز له السماوات والأرض، أو ترى عينيه مثل اللهب المتّقد، ومع أنك لا تستطيع أن تشعر بالتأديب بقضيبه الحديدي، فإن بإمكانك أن تسمع من كلامه غضب الله، وتعلم أن الله يظهر الشفقة على الإنسان. يمكنك أن ترى شخصية الله البارة وحكمته، كما أنك تدرك كذلك الاهتمام والعناية من الله لجميع البشر. يتمثل عمل الله في الأيام الأخيرة في أن يسمح للإنسان بأن يرى الإله الذي في السماء يعيش بين الناس على وجه الأرض، ويمكّن الإنسان من معرفة الله وطاعته واتقائه ومحبته. وهذا ما جعله يعود إلى الجسد مرة أخرى. ومع أن ما يراه الإنسان اليوم هو إله يشبه الإنسان، إله له أنف وعينان، وإله عادي، فسوف يريكم الله في النهاية أنه بدون وجود هذا الرجل ستتعرض السماء والأرض لتغير هائل، وبدون هذا الإنسان سوف تصبح السماء معتمة وتغدو الأرض في حالة فوضى، ويعيش البشر جميعًا في مجاعة وأوبئة. وسوف يريكم أنكم لولا الخلاص بالله المتجسّد في الأيام الأخيرة لأهلك الله الناس جميعًا في جهنم منذ أمد طويل، ولولا وجود هذا الجسد لكنتم إذًا وإلى الأبد أوائل الخُطاة وجثثًا على الدوام. عليكم أن تعلموا أنه لولا وجود هذا الجسد لواجهت البشرية كلها كارثة حتمية، ولوجدتم أنه من الصعب النجاة من عقاب الله الأشد للناس في الأيام الأخيرة. لولا ميلاد هذا الجسد العادي لكنتم جميعًا في حال لا تحظون فيها بالحياة ولا بالموت مهما طلبتموهما، ولولا وجود هذا الجسد لما كنتم قادرين في هذا اليوم على تلقي الحقيقة والمثول أمام عرش الله، بل لعاقبكم الله بسبب خطاياكم الفظيعة. هل تعلمون؟ لولا عودة الله إلى الجسد، لما أتيحت لأحد فرصة للخلاص، ولولا مجيء هذا الجسد، لأنهى الله هذا العصر القديم. وعليه، فهل ما زال بإمكانكم رفض التجسد الثاني لله؟ وما دمتم تستفيدون كثيرًا من هذا الإنسان العادي، فلماذا إذًا لا تسارعون إلى قبوله؟

من "هل علمت؟ لقد صنع الله أمرًا عظيمًا بين الناس" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 133

إن عمل الله هو ذلك الذي لا تدركونه. فإذا كنتم لا تدركون ما إذا كان قراركم صائبًا، ولا تعلمون ما إذا كان عمل الله ناجحًا، فلماذا إذًا لا تجربون حظكم وترون ما إذا كان هذا الإنسان العادي ذا عون كبير لكم، وما إذا كان الله قد صنع عملاً عظيمًا. لكنني لا بد أن أقول لكم إن الناس في زمن نوح كانوا يأكلون ويشربون ويتزوجون ويزوجون إلى حد لم يكن الله يطيق رؤيته، ولذلك أنزل طوفانًا عظيمًا دمر البشرية ولم يترك سوى عائلة نوح المكونة من ثمانية أفراد وجميع أنواع الطيور والحيوانات. أما في الأيام الأخيرة فكل الذين يبقيهم الله هم المُخْلصون له حتى النهاية. ومع أن كلا الزمنين شهدا فسادًا عظيمًا لا يطيق الله رؤيته، وكان الإنسان في كلا العصرين فاسدًا جدًا حتى إنه أنكر ربوبية الله، لذا دمّر الله جميع البشر في زمن نوح. لقد أغضب الناس الله في كلا العصرين إلى حد كبير، ومع ذلك صبر الله على الناس في الأيام الأخيرة وحتى الآن. لِمَ ذلك؟ ألم يخطر ذلك ببالكم؟ إن كنتم حقًا لا تعلمون، فدعوني إذًا أخبركم. السبب وراء تفضُّل الله على الناس في الأيام الأخيرة ليس أنهم أقل فساداً من الناس في زمن نوح، أو أنهم تابوا إلى الله، ولا أن الله لا يتحمّل أن يدمّر الناس في الأيام الأخيرة حيث تقدمت التكنولوجيا، بل إن لدى الله عملاً يفعله في جماعة من الناس في الأيام الأخيرة، وسيتم فعل هذا من قبل الله المتجسد نفسه. إضافة إلى ذلك، سوف يختار الله جزءاً من هذه الجماعة هدفاً لخلاصه، وثمرة لخطة تدبيره، ويأتي بهؤلاء معه إلى العصر التالي. لذلك، مهما يكن الأمر، فقد كان هذا الثمن الذي يدفعه الله هو تمامًا تحضيرًا لعملية تجسّده في الأيام الأخيرة. الحقيقة التي وصلتم لها هذا اليوم هي بفضل هذا الجسد، وما أتيحت لكم الفرصة للعيش إلا لأن الله يعيش في الجسد. وكل هذه البركات التي نلتموها هي بسبب هذا الإنسان العادي. ليس هذا فحسب، بل إن كل أمة في نهاية المطاف ستعبد هذا الإنسان العادي، كما تقدم الشكر لهذا الرجل العادي وتطيعه، لأن الطريق والحق والحياة اللاتي جاء بها هي التي خلصت البشر جميعًا، وهدأت الصراع بين الله والإنسان، وقللت المسافة بينهما، وأوجدت صلة بين أفكار الله والإنسان. وهو أيضًا الذي مجّد الله بمزيد من المجد. أليس رجل عادي كهذا جديرًا بأن تثق به وتعبده؟ ألا يصلح جسد عادي مثل هذا أن يُدعى المسيح؟ ألا يستطيع هذا الرجل العادي أن يكون تعبيرًا عن الله بين الناس؟ أليس هذا الرجل الذي يساعد البشر على الخلاص من الضيقة جديرًا بحبكم وبأن تتمسكوا به؟ فإذا رفضتم مَنْ نطق بالحق من فمه وكرهتم وجوده بينكم، فماذا سيكون مصيركم؟

يتم عمل الله كله في الأيام الأخيرة عن طريق هذا الرجل العادي، حيث سيمنحك كل شيء، كما يمكنه بالإضافة إلى ذلك أن يقرّر كل ما يتعلق بك. فهل يمكن أن يكون رجل كهذا كما تعتقدون: رجل بسيط جدًا إلى درجة أنه غير جدير بالذكر؟ أليس الحق الذي لديه كافٍ لإقناعكم تمامًا؟ وهل لا تكفي بيّنة أفعاله لكي تقتنعوا تمامًا؟ أم أن السبيل الذي يهديكم إليها غير جديرة بأن تتبعوها؟ ما الذي يجعلكم تشعرون بالكراهية تجاهه واستبعاده والتملص منه؟ إنه هو الذي ينطق بالحق، وهو الذي يقدّم الحق، وهو الذي يمكّنكم من إتاحة سبيل للتحرك. فهل ما زلتم لا تستطيعون أن تجدوا آثار عمل الله ضمن هذه الحقائق؟ لولا عمل يسوع لما نزلت البشرية من على الصليب، ولكن لولا التجسُّد في هذا اليوم لما زكّى الله أولئك الذين نزلوا من على الصليب أو لما دخلوا في العصر الجديد. ولولا قدوم هذا الرجل العادي لما أتيحت لكم الفرصة إذًا، ولما كنتم أهلاً لرؤية الوجه الحقيقي لله؛ لأنه كان ينبغي أن تتعرضوا جميعًا للهلاك منذ أمد بعيد. لقد غفر الله لكم وأظهر لكم رحمته بسبب مجيء التجسد الثاني لله. وبغض النظر عن هذا، فإن الكلمات التي يجب أن أودعكم بها في النهاية هي ما يلي: هذا الرجل العادي – الذي هو الله المتجسّد – ذو أهمية حيوية لكم. هذا هو الأمر العظيم الذي صنعه الله بالفعل بين الناس.

من "هل علمت؟ لقد صنع الله أمرًا عظيمًا بين الناس" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 134

ماذا يجب أن تعرف عن الإله العملي؟ يُكوِّن الروح والأُقنوم والكلمة الإله العملي ذاته، وهذا هو المعنى الحقيقي للإله العملي نفسه. إذا كنت تعرف الأُقنوم فحسب – إذا كنت تعرف عاداته وشخصيته – ولكن لا تعرف عمل الروح، أو ما يفعله الروح في الجسد، وإذا كنت لا تهتم إلا بالروح، والكلمة، وتصلي أمام الروح فقط، غير عارف بعمل روح الله في الإله العملي، فهذا يثبت حتى الآن أنك لا تعرف الإله العملي. تشمل معرفة الإله العملي معرفة كلماته واختبارها، وإدراك قواعد عمل الروح القدس ومبادئه، وكيف يعمل روح الله في الجسد. كذلك، يشمل هذا أيضاً معرفة أن كل عمل من أعمال الله في الجسد يحكمه الروح، وأن الكلمات التي يتحدث بها هي التعبير المباشر للروح. وهكذا، إذا كنت ترغب في معرفة الإله العملي، فيجب أن تعرف في المقام الأول كيف يعمل الله في الإنسانية والأُلوهية، وهذا بدوره يتعلق بتعبيرات الروح، التي يتعامل معها جميع الناس.

ما الذي تغطيه تعبيرات الروح؟ في بعض الأحيان، يعمل الله في الإنسانية، وفي بعض الأحيان يعمل في الأُلوهية – ولكن بشكل عام، يضطلع الروح بالقيادة في كلتا الحالتين. مهما كان الروح الذي داخل الناس فهكذا يكون تعبيرهم الخارجي. يعمل الروح بشكل طبيعي، لكنْ هناك جزءان لتوجيهه بواسطة الروح: الجزء الأول هو عمله في الإنسانية، والآخر هو عمله من خلال الأُلوهية. يجب أن تعرف هذا بوضوح. يختلف عمل الروح وفقًا للظروف: عندما يكون عمله الإنساني مطلوبًا، يوجه الروح هذا العمل البشري، وعندما يكون عمله الإلهي هو المطلوب، يظهر اللاهوت مباشرةً لإتمامه. وبما أن الله يعمل في الجسد ويظهر في الجسد، فهو يعمل في كل من الإنسانية والأُلوهية. يوجه الروح عمله في الإنسانية، وذلك لأجل تلبية احتياجات الناس الجسدية، ولتسهيل تعاملهم معه، وللسماح لهم بالاطلاع على واقع الله وحالته الطبيعية، وللسماح لهم برؤية أن روح الله يأتي في الجسد، وهو بين البشر، ويعيش مع الإنسان، ويتعامل مع الإنسان. إن عمله في الأُلوهية هو من أجل منح حياة الناس، وتوجيه الناس في كل شيء من الجانب الإيجابي، وتغيير طبائع الناس، والسماح لهم حقًّا برؤية ظهور الروح في الجسد. في الأساس، يتحقق النمو في حياة الإنسان مباشرةً من خلال عمل الله وكلماته في الأُلوهية. لا يستطيع الناس تحقيق تغييرات في شخصيتهم إلا إذا قبلوا عمل الله في الأُلوهية، وعندئذ فقط يمكنهم أن يُشبَعوا في روحهم، ولا يمكن تحقيق نتائج عمل الله تمامًا إلا إذا تم بالإضافة إلى ذلك العمل في الإنسانية: رعاية الله ودعمه ومدده في الإنسانية. يعمل الإله العملي – الذي يتم التحدث عنه اليوم – في كل من الإنسانية والأُلوهية. ومن خلال ظهور الإله العملي تتم أعماله الإنسانية العادية وحياته وعمله الإلهي الكامل؛ إذ تجتمع إنسانيته وإلوهيته في واحد، ويتحقق عمل كل منهما[أ] من خلال الكلمات؛ وهو ينطق بكلمات سواء كان في الإنسانية أو الأُلوهية. عندما يعمل الله في الإنسانية، فهو يتكلم لغة الإنسانية، حتى يتمكن الناس من المشاركة والفهم، ويتم نطق كلماته بوضوح، وهي سهلة الفهم، بحيث يمكن تقديمها لجميع الناس. وبغض النظر عمَّا إذا كان هؤلاء الأشخاص ذوي معرفة، أو لم يتلقوا سوى تعليمٍ بسيطٍ، فباستطاعتهم جميعًا تلقي كلمات الله. يتم عمل الله في الأُلوهية أيضًا من خلال الكلمات، ولكنها مليئة بالإحسان، ومليئة بالحياة، وغير ملوثة بالأفكار البشرية، ولا تتضمن ميولاً إنسانية، ولا تحدها حدود بشرية، وخارجة عن حدود أي إنسانية عادية. إنها أيضاً تُنَفَّذ في الجسد، لكنها التعبير المباشر للروح. إن كان الناس لا يقبلون إلا عمل الله في الإنسانية، فعندئذ سوف يحصرون أنفسهم في نطاق معين، وبالتالي سيحتاجون تعاملاً متواصلاً، وتهذيبًا وتأديبًا حتى يحدث تغيير طفيف فيهم. ومع هذا، فبدون عمل الروح القدس أو حضوره، سوف يلجأون دائمًا إلى طرقهم القديمة. إنه من خلال عمل الأُلوهية فحسب يمكن تصحيح هذه الأمراض وأوجه القصور، وعندها فقط يمكن جعل الناس كاملين. والمطلوب – بدلاً من الاستمرار في التعامل والتهذيب – هو الإحسان الإيجابي باستخدام الكلمات للتعويض عن جميع أوجه القصور، واستخدام الكلمات للإعلان عن كل حالة من حالات الناس، واستخدام الكلمات في توجيه حياتهم، وكل تعبير من تعبيراتهم وكل عمل من أعمالهم، ولإظهار نواياهم ودوافعهم. هذا هو العمل الحقيقي للإله العملي. وهكذا، في موقفك تجاه الإله العملي عليك أن تخضع أمام إنسانيته، وتعترف وتقر به، وعلاوة على ذلك، عليك أيضًا أن تقبل العمل الإلهي والكلمات الإلهية وتطيعها. إن ظهور الله في الجسد يعني أن كل عمل روح الله وكلامه يتم من خلال إنسانيته الطبيعية، ومن خلال جسده المُتجسِّد. بعبارة أخرى، يوجه روح الله عمله البشري وينفذ عمله الإلهي في الجسد، ويمكنك أن ترى في الله المُتجسِّد عمل الله في الإنسانية والعمل الإلهي بالكامل. هذه هي الأهمية الفعلية لظهور الله العملي في الجسد. إذا استطعت أن ترى هذا بوضوح، فستكون قادرًا على ربط جميع أجزاء الله المختلفة، وستتوقف عن تعليق أهمية كبيرة للغاية على عمله في الأُلوهية وعن تجاهل عمله تماماً في الإنسانية، ولن تذهب إلى أحد النقيضين، أو تأخذ أي انعطافات. وعمومًا، فإن معنى الإله العملي هو أن عمل إنسانيته وعمل ألوهيته، كما يوجهه الروح، يتم التعبير عنه من خلال جسده حتى يمكن للناس أن يروا أنه مفعم بالحيوية ونابض بالحياة وحقيقي وواقعي.

يتضمن عمل روح الله في الإنسانية مراحل انتقالية. فهو – من خلال جعل الإنسانية كاملة – يُمكّن إنسانيته من الحصول على توجيه الروح، وبعد ذلك تكون إنسانيته قادرة على إعالة الكنائس ورعايتها. هذا واحد من التعبيرات عن عمل الله الطبيعي. وهكذا، إن كنت تستطيع رؤية مبادئ عمل الله في الإنسانية بوضوح، فعندئذ لن يكون لديك على الأرجح تصورات حول عمل الله في الإنسانية. وبغض النظر عن أي شيء آخر، لا يمكن أن يكون روح الله مخطئًا. هو على حق وبدون خطأ، ولن يفعل أي شيء بشكل غير صحيح. العمل الإلهي هو التعبير المباشر عن إرادة الله، دون تدخل البشرية. إنه غير خاضع للكمال، ولكنه يأتي مباشرة من الروح. ومع ذلك، فإن السبب في قدرته على أن يعمل في الأُلوهية هو إنسانيته العادية. ليس الأمر خارقًا على الإطلاق، ويبدو أنه يتم من قبل شخص عادي. جاء الله من السماء إلى الأرض في المقام الأول من أجل التعبير عن كلمات الله من خلال الجسد، ولاستكمال عمل روح الله مستخدمًا الجسد.

من "يجب أن تعرف أن الإله العملي هو الله نفسه" في "الكلمة يظهر في الجسد"

الحواشي:

(أ) يرد في النص الأصلي: "وكلاهما يكونان".


كلمات الله اليومية اقتباس 135

تظل معرفة الناس بالإله العملي اليوم أحادية الجانب للغاية، ولا يزال فهمهم لأهمية التجسُّد ضئيلًا للغاية. عندما يتعلق الأمر بجسد الله، يرى الناس من خلال عمله وكلامه أن روح الله يشتمل على الكثير جدًا، وأنه غني جدًا. ولكن، بغض النظر، فإن شهادة الله تأتي في نهاية المطاف من روح الله: ما يفعله الله في الجسد، والمبادئ التي يعمل بها، وما يفعله في الإنسانية، وما يفعله في الأُلوهية. يجب أن يكون للناس هذه المعرفة. أنت قادر اليوم على عبادة هذا الشخص، لكن أنت في الحقيقة تعبد الروح. هذا هو الحد الأدنى الذي يجب تحقيقه في معرفة الناس بالله المُتجسِّد: معرفة جوهر الروح من خلال الجسد، ومعرفة العمل الإلهي للروح في الجسد والعمل الإنساني في الجسد، وقبول جميع كلمات الروح وألفاظه في الجسد، ورؤية كيف يوجِّه روح الله الجسد ويُظهر قوته في الجسد؛ وهذا يعني أن يعرف الإنسان الروح في السماء من خلال الجسد. إن ظهور الإله العملي نفسه بين البشر قد بدّد الإله المبهم نفسه في تصورات الناس، وعبادة الناس للإله العملي نفسه زاد من طاعتهم لله. ومن خلال العمل الإلهي لروح الله في الجسد، والعمل الإنساني في الجسد، يستقبل الإنسان الإعلان والرعاية، وتتحقق التغييرات في طبيعة حياته. هذا فقط هو المعنى الحقيقي لوصول الروح في الجسد، وهو بالدرجة الأولى حتى يتسنى للناس المشاركة مع الله، والاعتماد على الله، والحصول على معرفة الله.

إجمالاً، ما الموقف الذي ينبغي على الناس تبنيه تجاه الإله العملي؟ ماذا تعرف عن التجسُّد، وظهور الكلمة في الجسد، وظهور الله في الجسد، وأعمال الإله العملي؟ وما أهم ما يتم الحديث عنه اليوم؟ يجب أن نفهم التجسُّد، ووصول الكلمة في الجسد، وظهور الله في الجسد. يجب أن تفهموا هذه القضايا بناءً على قامتكم وعصركم خلال تجاربكم في الحياة، ويجب أن تفهموا هذه القضايا تدريجيًا وأن تكون لديكم معرفة واضحة بها. إن الطريقة التي يتعامل بها الناس مع كلمات الله هي الطريقة نفسها التي يعرفون من خلالها ظهور كلمات الله في الجسد. كلما زاد اختبار الناس لكلمات الله، ازدادوا معرفة بروح الله. من خلال اختبار كلمات الله، يدرك الناس مبادئ عمل الروح ويعرفون الإله العملي نفسه. في الواقع، عندما يجعل الله الناس كاملين ويربحهم، فهو يُعرِّفهم بأعمال الإله العملي. إنه يستخدم عمل الإله العملي ليُظهِر للناس الأهمية الفعلية للتجسُّد، ويُظهِر لهم أن روح الله ظهر بالفعل أمام الإنسان. عندما يربح الله الناس ويجعلهم كاملين، تكون تعبيرات الإله العملي قد أخضعتهم، ويكون كلام الإله العملي قد غيرهم، ومنحهم حياته في داخلهم ليملأهم بما هو عليه (سواء ما هو عليه إنسانيًا، أو ما هو عليه إلهيًا)، وبجوهر كلماته، ولجعل الناس يعيشون كلماته. عندما يربح الله الناس، فإنه يفعل ذلك في المقام الأول باستخدام كلمات الإله العملي وأقواله من أجل التعامل مع قصور الناس، وليدين طبيعتهم المتمردة ويكشفها، جاعلاً إياهم يكتسبون ما يحتاجون إليه، ومبيناً لهم أن الله قد جاء بين البشر. والأهم من ذلك، أن العمل الذي يعمله الإله العملي هو خلاص كل شخص من تأثير الشيطان، وإبعاده عن أرض الدنس، وتبديد طبيعته الفاسدة. إن أعظم أهمية لربح الإله العملي إياك هو أن تكون قادرًا على اتخاذ الإله العملي كقدوة وكنموذج، وأن تكون قادرًا على التدرب وفقًا لكلمات الإله العملي ومتطلباته، دون أدنى انحراف أو زيغان، وممارسة كل ما يقوله، والقدرة على تحقيق كل ما يطلبه. بهذه الطريقة، سوف يكون الله قد ربحك. عندما يربحك الله، فإنك لا تمتلك أعمال الروح القدس فحسب، بل تستطيع بالدرجة الأولى أن تعيش متطلبات الإله العملي. إن مجرد امتلاك عمل الروح القدس لا يعني أن لديك حياة. ما هو أساسي هو ما إذا كنت قادرًا على التصرف وفقًا لمتطلبات الإله العملي منك، والتي تتعلق بما إذا كنت قادرًا على أن يربحك الله. هذه الأشياء هي المعنى الأعظم لعمل الإله العملي في الجسد. وهذا يعني، أن الله يربح مجموعة من الناس بأن يظهر فعليًا وحقيقيًا في الجسد وأن يكون مفعمًا بالحيوية ونابضًا بالحياة، حيث يراه الناس يقوم في الواقع بعمل الروح في الجسد، ويعمل كقدوة للناس في الجسد. إن وصول الله في الجسد هو في المقام الأول لتمكين الناس من رؤية أعمال الله الحقيقية، ولتجسيد الروح الذي لا شكل له في الجسد، والسماح للناس برؤيته ولمسه. وبهذه الطريقة، فإن الذين تكمَّلوا به سوف يعيشون به، وسوف يُربحون بواسطته، ويكونون بحسب قلبه. لو أن الله تكلم في السماء فحسب، ولم يأت إلى الأرض فعليًا، لظل الناس عاجزين عن معرفة الله، ولظلوا غير قادرين إلا على التبشير بأعمال الله، مستخدمين نظرية جوفاء، ولما أخذوا كلمات الله كحقيقة. لقد جاء الله على الأرض في المقام الأول ليكون قدوة ونموذجاً لأولئك الذين يجب أن يربحهم الله، وبهذه الطريقة فقط يستطيع الناس أن يعرفوا الله حقًا، وأن يلمسوا الله، ويروه، وعندئذ فقط يمكن أن يربحهم الله حقًا.

من "يجب أن تعرف أن الإله العملي هو الله نفسه" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 136

يتضمن عمل الله المتجسِّد جزئين. في المرة الأولى التي صار فيها جسدًا، لم يؤمن به الناس أو يعرفوه، وصلبوا يسوع على الصليب. وفي المرة الثانية أيضًا لم يؤمن الناس به، وبالأحرى لم يعرفوه، وصلبوا المسيح مرةً أخرى على الصليب. أليس الإنسان هو عدو الله؟ إن كان الإنسان لا يعرفه، فكيف له أن يكون خليل الله؟ كيف يكون مؤهلاً ليحمل شهادةً لله؟ أليس الادعاء بمحبة الله وخدمة الله وتمجيد الله جميعها أكاذيب خادعة؟ إن كرستَ حياتك لهذه الأمور غير الواقعية وغير العملية، أفلا يضيع مجهودك هباءً؟ كيف يمكنك أن تكون خليل الله إن كنت لا تعرف مَنْ هو الله؟ أليس هذا السعي غامضًا ومجردًا؟ أليس خادعًا؟ كيف يمكن للمرء أن يكون خليل الله؟ ما هي الأهمية العملية لكونك خليل الله؟ هل يمكنك أن تكون خليلاً حميمًا لروح الله؟ هل يمكنك أن ترى مدى عظمة ورِفعة الروح؟ أن تكون خليلاً حميمًا لإله غير مرئي وغير ملموس، أفليس هذا بالأمر الغامض والمجرد؟ ما هي الأهمية العملية لهذا السعي؟ أليست جميعها أكاذيب خادعة؟ إن ما تسعى إليه هو أن تكون خليل الله، ومع ذلك أنت في الواقع تابع للشيطان، لأنك لا تعرف الله، ولكنك تسعى بحثًا عن "إله كل الأشياء" غير المرئي وغير الملموس، وتسعى وراء تصوراتك الشخصية. إن تكلمنا بطريقة غامضة، فهذا "الإله" هو الشيطان، وإن تكلمنا من وجهة نظر عملية فهذا "الإله" هو أنت. أنت تسعى إلى أن تكون خليل نفسك الحميم ومع ذلك تقول إنك تسعى إلى أن تكون خليل الله، أليس هذا تجديفًا؟ ما هي قيمة هذا السعي؟ إن لم يَصِرْ روح الله جسدًا، فعندئذٍ يكون جوهر الله هو غير مرئي، وروح حياة غير ملموس، وبلا هيئة وعديم الشكل، ومن نوعٍ غير مادي، ولا يمكن للإنسان إدراكه أو استيعابه. كيف يمكن للإنسان أن يكون خليلاً لروح معنوي وعجيب وغير مُدرَك مثل هذا؟ أليست هذه مزحة؟ هذا المنطق الأحمق غير صالح وغير عملي. الإنسان المخلوق له نوع متأصل مختلف عن روح الله، كيف يمكن أن يصبح الاثنان خليلين؟ إن لم يكن روح الله قد ظهر في جسد، وإن لم يصر الله جسدًا واتضع ليصبح كمخلوق، لَكان الإنسان المخلوق غير مؤهل وغير قادر أن يكون خليله، وبعيدًا عن أولئك المؤمنين الأتقياء الذين كانت لديهم فرصة ليكونوا أخلاء الله بعد دخولهم السماء، لكان معظم الناس قد عجزوا عن أن يصيروا أخلاء لروح الله. وإن كان الإنسان يرغب في أن يصير خليلاً لله في السماء تحت إرشاد الله المتجسّد، أوليس هو بأحمق غير بشري على نحو مذهل؟ كل ما يسعى إليه الإنسان هو "الأمانة" تجاه إله غير مرئي، ولا يبدي أقل اهتمام للإله الذي يمكن رؤيته، لأنه من السهل جدًّا السعي وراء إله غير مرئي – فالإنسان بإمكانه فعل هذا كيفما يشاء. ولكن السعي وراء الله المرئي ليس بالأمر السهل. الإنسان الذي يسعى وراء إله غامض هو بالتأكيد غير قادر على الحصول على الله، لأن الأشياء الغامضة والمجردة يمكن للإنسان تخيلها ولا يمكنه الحصول عليها. إن كان الله الذي أتى بينكم إلهًا ساميًا وممجدًا وتعذر عليكم الوصول إليه، فكيف لكم أن تدركوا مشيئته؟ وكيف لكم أن تعرفوه وتفهموه؟ إن قام فقط بعمله، ولم يكن لديه تواصل عادي مع الإنسان، أوِ لم يمتلك طبيعة بشرية عادية ولم يتمكن البشر الفانون من الاقتراب منه، فكيف لكم أن تعرفوه، حتى لو قام بالكثير من العمل لأجلكم ولكنكم لم تتواصلوا معه ولم تستطيعوا رؤيته؟ إن لم يكن لهذا الجسد طبيعة بشرية عادية، لما استطاع الإنسان معرفة الله بأية طريقة؛ فقط لأن الله تجسّد، تأهل الإنسان لأن يكون خليلاً لهذا الإله الظاهر في الجسد. أصبح الإنسان خليلاً لله لأن الإنسان تواصل معه، ولأنه عاش معه وفي صحبته، لذلك بدأ يعرفه تدريجيًّا. لو لم يكن الأمر كذلك، ألم يكن سعي الإنسان هباءً؟ ما أريد أن أقوله إن الإنسان لا يستطيع أن يكون خليلاً لله بسبب عمل الله فقط، ولكن بسبب واقعية الله المتجسِّد وحالته الطبيعية. فقط لأن الله يصير جسدًا، يحظى الإنسان بفرصة لأداء واجبه، وفرصة لعبادة الله الحقيقي. أليست هذه هي أكثر حقيقة واقعية وعملية؟ الآن، هل ما زلت ترغب في أن تكون خليل الله في السماء؟ فقط حين يتضع الله لمدى معين، أي عندما يصير الله جسدًا، يستطيع الإنسان أن يكون صديقًا حميمًا وخليلاً له. الله روح: كيف يكون الإنسان مؤهلاً ليصبح خليلاً لهذا الروح السامي للغاية الذي يفوق الإدراك؟ فقط حين ينزل روح الله في الجسد، ويصير كمخلوق بنفس المظهر الخارجي للإنسان، يستطيع الإنسان أن يفهم مشيئته ويُربَح منه فعليًّا. هو يتكلم ويعمل في الجسد، ويشارك في أفراح الإنسان وأحزانه وضيقاته، ويحيا في نفس العالم مثل الإنسان، ويحمي الإنسان ويرشده، ومن خلال هذا يطهّره ويسمح له بالحصول على خلاصه وبركاته. بعدما يحصُل الإنسان على هذه الأشياء يفهم بذلك حقًّا مشيئة الله، ووقتها فقط يمكنه أن يكون خليلاً لله. هذا فقط هو الأمر العملي. إن كان الله غير مرئي وغير ملموس للإنسان، كيف يمكن للإنسان أن يكون خليله؟ أليس هذا تعليمًا أجوفًا؟

من "مَنْ يعرفون الله وعمله هم وحدهم مَنْ يستطيعون إرضاءه" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 137

عندما يأتي الله إلى الأرض، يقوم فقط بعمله في اللاهوت. هذا هو ما ائتمن الروح السماوي الله المتجسد عليه. عندما يأتي، يذهب فقط ليتحدث في كل مكان، ويقول أقواله بطرق مختلفة ومن وجهات نظر مختلفة. هو يأخذ معونة الإنسان وتعليمه كأهداف رئيسية له ومبدأ عمل، ولا يشغل نفسه بأمور مثل العلاقات الشخصية أو تفاصيل حياة الناس. خدمته الرئيسية هي التكلم من أجل الروح. عندما يظهر روح الله في جسد ملموس، فإنه يعين حياة الإنسان ويعلن الحق. هو لا يتورط في عمل الإنسان، أي، أنه لا يشارك في عمل البشرية. لا يمكن للبشر القيام بالعمل الإلهي، ولا يشترك الله في العمل البشري. في كل السنوات منذ أن جاء الله إلى هذه الأرض ليقوم بعمله، كان يقوم به دائمًا من خلال الناس. لكن هؤلاء الناس لا يمكن اعتبارهم الله المتجسد، بل هم فقط أناس استخدمهم الله. لكن إله اليوم يمكنه أن يتحدث مباشرةً من منظوره الإلهي، ويرسل صوت روحه ويعمل نيابةً عن الروح. كل أولئك الناس الذين استخدمهم الله عبر العصور هم بالمثل حالات لعمل روح الله داخل جسد متجسد، فلماذا لا يمكن تسميتهم الله؟ لكن إله اليوم هو أيضًا روح الله العامل مباشرةً في الجسد، ويسوع أيضًا كان روح الله العامل في الجسد؛ كلاهما يُدعى الله. فما الفرق إذًا؟ على مر العصور، الناس الذين استخدمهم الله قادرون على التفكير والمنطق الطبيعي. جميعهم يعرفون مبادئ السلوك البشري. لديهم أفكار بشرية عادية، وقد امتلكوا كل الأمور التي ينبغي على الناس العاديين امتلاكها. معظمهم لديهم موهبة استثنائية وذكاء فطري. في العمل على هؤلاء الناس، يستخدم روح الله مواهبهم التي هي عطايا من الله. يوظف روح الله مواهبهم ويستخدم نقاط قوتهم في خدمة الله. مع ذلك جوهر الله يخلو من الأفكار والمعتقدات وغير ملوث بنوايا بشرية، بل ويفتقر إلى مؤهلات البشر العاديين. أي أنه حتى غير ملم بمبادئ السلوك البشري. هكذا يكون الأمر عندما يأتي إله اليوم للأرض. عمله وكلماته لا تشوبها النوايا والفكر البشري، بل هي إظهار مباشر لمقاصد الروح، وهو يعمل مباشرةً نيابةً عن الله. هذا يعني أن الروح يتكلم مباشرة، أي أن اللاهوت يعمل العمل مباشرة، من دون أن يختلط ولو بنية واحدة من نوايا الإنسان. بعبارة أخرى، الله المتجسد يجسد اللاهوت مباشرةً، وهو بلا معتقدات أو أفكار بشرية، ولا يفهم مبادئ السلوك البشري. لو كان اللاهوت فقط هو الذي يعمل (أي لو كان الله فقط يعمل بنفسه)، لما كانت هناك طريقة لتنفيذ عمل الله على الأرض. لذلك عندما يأتي الله على الأرض، ينبغي أن يكون له عدد صغير من الناس الذين يستخدمهم للعمل داخل البشرية ارتباطًا بالعمل الذي يقوم به الله في اللاهوت. بمعنى آخر، إنه يستخدم العمل البشري ليدعم عمله اللاهوتي. وإلا لما كانت هناك طريقة للإنسان ليتواصل مباشرةً مع عمل اللاهوت. هكذا كان الأمر مع يسوع وتلاميذه. أثناء زمانه في العالم، ألغى يسوع الشرائع القديمة وأسس وصايا جديدة. قال أيضًا العديد من الكلمات. هذا كله كان يتم في اللاهوت. الآخرون، مثل بطرس وبولس ويوحنا، أرسوا جميعًا عملهم التالي على أساس كلمات يسوع. أي أن الله كان ينشر عمله في ذلك العصر ويستهل بداية عصر النعمة؛ أي أنه جاء بحُقبَة جديدة وألغى القديمة وأيضًا تمم الكلمات القائلة بأن "الله هو البداية والنهاية." بمعنى آخر، يجب على الإنسان أن يقوم بالعمل الإنساني على أساس العمل اللاهوتي. بعدما قال يسوع كل ما يحتاج أن يقوله وأنهى عمله على الأرض، غادر البشر. بعد ذلك، قام كل البشر، في العمل، بنفس الشيء وفقًا للمبادئ المُعبَّر عنها في كلماته، ومارسوا وفقًا للحقائق التي قالها. كان هؤلاء هم كل البشر العاملين مع يسوع. لو كان يسوع وحده هو من يقوم بالعمل، بغض النظر عن كم الكلمات التي قالها، لما استطاع الناس إلى الآن التواصل مع كلماته، لأنه كان يعمل في اللاهوت وقال فقط كلمات اللاهوت، ولم يستطع أن يشرح الأمور إلى الدرجة التي يمكن للناس العاديين فهم كلماته من خلالها. وعليه كان ينبغي أن يكون له رسل وأنبياء يأتون بعد إكماله لعمله. هذا هو المبدأ الذي يعمل به الله المتجسد – مُستخدمًا الجسد المتجسد ليتكلم ويعمل لإكمال عمل اللاهوت، وبعد ذلك يستخدم القليل، أو ربما المزيد، من الناس الذين هم بحسب قلب الله لإكمال عمله. أي أن الله يستخدم أناسًا على حسب قلبه ليقوموا بعمل الرعاية والسقاية في البشرية حتى يستطيع شعب الله المختار دخول واقع الحق.

لو، في صيرورته جسدًا، قام الله فقط بعمل اللاهوت دون أن يحصل إضافةً على القليل من الناس الذين هم بحسب قلب الله ليعملوا معه، لما كانت هناك طريقة للإنسان كي يفهم مشيئة الله أو يتواصل معه. يجب أن يستخدم الله أُناسًا عاديين بحسب قلبه لإكمال هذا العمل، وحراسة ورعاية الكنائس، للوصول إلى مستوى يمكن لعمليات الإنسان المعرفية وعقله مجاراته. بمعنى آخر يستخدم الله عددًا من الناس الذين على حسب قلبه "لترجمة" العمل الذي يقوم به داخل لاهوته، لكي يكون مُعلنًا، أي يتحول من اللغة الإلهية إلى لغة بشرية، لكي تستطيع الناس أن تفهمه كله وتستوعبه. لو لم يفعل الله هذا، لما استطاع أحد أن يفهم لغة الله اللاهوتية، لأن الناس الذين على حسب قلبه، هم، في المقام الأول، أقلية صغيرة، وقدرة الإنسان على الاستيعاب ضعيفة. لهذا يختار الله هذه الطريقة فقط حين يعمل في الجسد المتجسد. لو كان هناك فقط العمل اللاهوتي، لما كانت هناك وسيلة تجعل الإنسان يفهم الله أو يتواصل معه، لأن الإنسان لا يفهم لغة الله. الإنسان قادر على فهم هذه اللغة فقط من خلال وساطة الناس الذين هم على حسب قلب الله والذين يوضحون كلماته. مع ذلك، لو كان هناك فقط أولئك الناس الذين يعملون داخل الطبيعة البشرية، لكان العمل حافظ فقط على حياة الإنسان الطبيعية؛ ولما استطاع تغيير شخصيته. ولما أمكن أن تكون هناك نقطة بداية لعمل الله؛ كانت ستبقى نفس الأغاني القديمة، ونفس التفاهات القديمة. فقط من خلال وساطة الله المتجسد، الذي يقول كل ما ينبغي أن يُقال ويفعل كل ما ينبغي أن يُفعل أثناء فترة تجسده، التي بعدها يعمل الناس ويختبرون وفقًا لكلماته، أمكن لشخصية حياتهم أن تصير قادرة على التغير وصاروا قادرين على التماشي مع الأزمنة. إن من يعمل داخل اللاهوت يمثل الله، بينما أولئك الذين يعملون داخل الطبيعة البشرية هم أناس يستخدمهم الله. هذا يعني أن الله المتجسد مختلف جوهريًّا عن الناس الذين يستخدمهم الله. الله المتجسد قادر على القيام بعمل اللاهوت، بينما الناس الذين يستخدمهم الله ليسوا كذلك. في بداية كل عصر، يتحدث روح الله شخصيًّا ليفتتح العصر الجديد ويأتي بالإنسان إلى بداية جديدة. عندما ينتهي من التحدث، فهذا يشير إلى أن عمل الله في إطار اللاهوت قد انتهى. لذلك، يتبع كل الناس قيادة أولئك الذين يستخدمهم الله للدخول في خبرتهم الحياتية. وبنفس الرمزية، هذه أيضًا المرحلة التي يأتي الله فيها بالإنسان إلى عصر جديد ويعطي كل شخص نقطة بداية جديدة. بهذا يُختتم عمل الله في الجسد.

من "الاختلاف الجوهري بين الله المتجسد وبين الأناس الذين يستخدمهم الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 138

يأتي الله إلى الأرض ليس من أجل إكمال طبيعته البشرية العادية. لا يأتي لكي يقوم بعمل الطبيعة البشرية العادية، بل فقط ليقوم بعمل اللاهوت في طبيعة بشرية عادية. ما يقوله الله في طبيعته البشرية العادية ليس كما يتخيله الإنسان. يعرِّف الإنسان "الطبيعة البشرية العادية" على أنها امتلاك زوجة أو زوج أو أبناء أو بنات. هذا دليل على أن المرء هو شخص عادي. لكن الله لا يرى الأمر هكذا. إنه يرى الطبيعة البشرية العادية على أنها امتلاك أفكار بشرية عادية وحياة بشرية عادية والولادة من أناس عاديين. لكن حالته الطبيعية لا تضمن امتلاك زوجة أو زوج أو أبناء بالطريقة التي يتحدث بها الإنسان عن الحالة الطبيعية. أي أنه بالنسبة للإنسان فإن الطبيعة البشرية العادية التي يتحدث عنها الله هي ما يعتبره الإنسان غيابًا للطبيعة البشرية، والتي تكاد تفتقر إلى المشاعر وتتجرد من الاحتياجات البشرية، تمامًا مثل يسوع الذي كان له الشكل الخارجي للشخص العادي، وأخذ لنفسه مظهر الشخص العادي، ولكن في جوهره لم يكن يملك تمامًا كل ما ينبغي على الشخص العادي أن يملكه. من هذا يمكن أن نرى أن جوهر الله المتجسد لا يشمل كلية الطبيعة البشرية العادية، بل فقط يشمل جزءًا من الأشياء التي يجب أن يتحلى بها الناس، لكي يدعم روتين الحياة البشرية العادية ويؤازر قواها العقلية. لكن هذه الأمور لا تتعلق بما يعتبره الإنسان طبيعة بشرية عادية. إنها ما يجب أن يمتلكه الله المُتجسِّد. ومع ذلك هناك أولئك الذين يتمسكون بفكرة أن الله المتجسد يمكن أن يُقال إنه يملك الطبيعة البشرية العادية فقط إن كان لديه زوجة وأولاد وبنات وأسرة. بدون هذه الأشياء، يقولون، إنه ليس شخصًا عاديًا. أسألك إذًا: "هل لله زوجة؟ هل من الممكن أن يكون لله زوج؟ هل يمكن أن يكون لله أطفال؟" أليست هذه مغالطات؟ مع ذلك لا يمكن أن ينهض الله المتجسد من شقوق الصخور أو يهبط من السماء. يمكنه فقط أن يُولد في أسرة عادية. لهذا السبب له أبوان وأخوات. هذه هي الأمور التي ينبغي أن تكون في الطبيعة البشرية العادية التي لله المُتجسّد. كانت هذه هي الحالة مع يسوع. كان ليسوع أب وأم وأخوات وإخوة. كل هذا كان طبيعيًّا. لكن لو كانت لديه زوجة وأبناء وبنات، لما كانت طبيعته هي الطبيعة البشرية العادية التي قصد الله أن يملكها الله المتجسد. إن كان هذا هو الحال، لما استطاع القيام بالعمل نيابةً عن اللاهوت. لأنه لم يملك زوجة أو أبناء تحديدًا، ومع ذلك وُلد من أناس عاديين وفي أسرة عادية، فهو لذلك كان قادرًا على القيام بعمل اللاهوت. لتوضيح هذا بصورة أكبر، ما يعتبره الله إنسانًا عاديًّا هو الشخص المولود في أسرة عادية. شخص مثل هذا فقط هو المؤهل للقيام بعمل اللاهوت. من ناحية أخرى، لو كان الشخص لديه زوجة وأبناء أو زوج، لما استطاع هذا الشخص القيام بالعمل اللاهوتي، لأنه كان سيملك فقط طبيعة بشرية عادية التي يشترطها البشر وليست الطبيعة البشرية التي يشترطها الله. ما يراه الله وما يفهمه البشر غالبًا ما يكون أمرًا مختلفًا تمامًا. في هذه المرحلة من عمل الله هناك الكثير من الأمور التي تتعارض وتتباين بصورة كبيرة مع أفكار الناس. يمكن أن نقول إن هذه المرحلة من عمل الله تتكون بالكامل من اللاهوت العملي العامل، مع وجود الطبيعة البشرية التي تلعب دورًا داعمًا. لأن الله يأتي إلى الأرض لأداء عمله بنفسه بدلاً من السماح للإنسان بالقيام به، لهذا السبب تجسد في الجسد (في شخص عادي غير كامل) للقيام بعمله. إنه يستغل هذا التجسد لتقديم عصرٍ جديدٍ للبشرية، وإخبارها بخطوة عمله التالية، وطلب الممارسة منهم وفقًا للطريق الموصوف في كلماته. بهذا يختتم الله عمله في الجسد، وهو على وشك مغادرة البشرية، وعدم السكنى فيما بعد في جسد الطبيعة البشرية العادية، بل التحرك بعيدًا عن الإنسان ليبدأ جزءًا آخر من عمله. ثم يستمر في عمله على الأرض بين هذه المجموعة من الناس، مُستخدمًا بشرًا بحسب قلبه، ولكن في طبيعتهم البشرية.

من "الاختلاف الجوهري بين الله المتجسد وبين الأناس الذين يستخدمهم الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 139

لا يمكن أن يبقى الله المتجسد مع الإنسان للأبد لأن الله لديه الكثير من العمل ليقوم به. لا يمكنه أن يتقيد في الجسد؛ عليه أن يترك الجسد ليقوم بالعمل الواجب عليه القيام به، حتى ولو كان يقوم بهذا العمل في صورة جسد. عندما يأتي الله إلى الأرض، لا ينتظر حتى يبلغ الشكل الذي ينبغي على الإنسان أن يبلغه قبل الموت وترك البشرية. لا يهم كم عمر جسده، عندما ينتهي عمله، يذهب ويترك الإنسان. لا يوجد مفهوم للعمر بالنسبة له، هو لا يعد أيامه بحسب دورة الحياة البشرية؛ بل، ينهي حياته في الجسد وفقًا لخطوات عمله. قد يكون هناك من يشعرون أن الله، في مجيئه في الجسد، يجب أن يبلغ مرحلة معينة، ويصير ناضجًا، ويصل لعمر كبير، ويرحل فقط عندما يخور جسده. هذا هو تخيل الإنسان؛ الله لا يعمل هكذا؛ فهو يأتي في الجسد فقط ليقوم بالعمل المفترض عليه القيام به، ولا يعيش حياة إنسان عادي مولود من أبوين وينمو ويكون أسرة ويبدأ وظيفة وينجب أطفالاً ويختبر نجاحات وسقطات الحياة – هذه جميعها أنشطة إنسان عادي. عندما يأتي الله إلى الأرض، فهذا يعني أن روح الله يلبس الجسد، يأتي في الجسد، ولكن الله لا يحيا حياة شخص عادي. يأتي فقط ليحقق جزءًا واحدًا من خطة تدبيره. بعد ذلك سيترك البشرية. عندما يأتي في الجسد، لا يكمل روح الله الجسد ذا الطبيعة البشرية. بل في الوقت الذي حدده الله مسبقًا، يعمل اللاهوت مباشرة. ثم بعد القيام بكل العمل الذي يتوجب عليه القيام به وإكمال خدمته بالتمام، يكون عمل روح الله في هذه المرحلة قد تم، وفي هذه اللحظة تنتهي أيضًا حياة الله المتجسد، بغض النظر عما إذا كان الجسم المتجسد عاش دورة الحياة الطويلة أم لا. أي أنه أيًّا كانت مرحلة الحياة التي يصل إليها الجسم المتجسد، وأيًّا كانت المدة التي يعيشها على الأرض، كل شيء محدد من قبل عمل الروح. ولا يتعلق بما يعتبره الإنسان طبيعة بشرية عادية. لنتخذ يسوع كمثال: عاش في الجسد لمدة ثلاثة وثلاثين عامًا ونصف. من حيث دورة حياة جسمه البشرية، لم ينبغِ أن يموت في ذلك العمل، ولم يكن ينبغي أن يرحل. ولكن لم يكن هذا ضمن أدنى اهتمام لروح الله. كان عمله قد انتهى، وعند تلك النقطة أُخذ جسده، واختفى مع روحه. هذا هو المبدأ الذي يعمل الله به في الجسد. وعليه، فإن إنسانية الله المتجسد، بالمعنى الدقيق للكلمة، ليست ذات أهمية أساسية. وأكرر القول إنه لا يأتي إلى الأرض ليعيش حياة إنسان عادي. فهو لا يؤسس حياة بشرية عادية ثم يبدأ العمل، بل طالما أنه ولد في أسرة بشرية عادية، هو قادر على القيام بالعمل اللاهوتي، العمل غير المشوب بالمقاصد البشرية، والذي ليس من جسد، والذي بالتأكيد لا يتبنَّى طرق المجتمع أو ينخرط في الأفكار أو التصورات البشرية، فضلاً عن أن ذلك لا يشمل فلسفات العيش. هذا هو العمل الذي ينوي الله المتجسد القيام به، وهي أيضًا الأهمية العملية لتجسده. يأتي الله في الجسد بصورة رئيسية ليقوم بمرحلة من العمل ينبغي أن يقوم بها في الجسد، دون اجتياز عمليات أخرى تافهة، أما بالنسبة لخبرات الإنسان العادي فهو لا يملكها. العمل الذي يحتاج الله المتجسد إلى القيام به لا يتضمن خبرات بشرية عادية. لذلك يأتي الله في الجسد من أجل تحقيق العمل الذي يتوجب عليه تحقيقه في الجسد. ولا يبالي بأي شيء آخر. لا يجتاز في العديد من العمليات التافهة. بمجرد أن يتم عمله، تنتهي أيضًا أهمية تجسده. إنهاء هذه المرحلة يعني أن العمل الذي يتوجب عليه القيام به في الجسد قد انتهى، وخدمة جسده قد اكتملت. لكنه لا يمكن أن يظل يعمل في الجسد إلى أجل غير مسمى. ينبغي عليه أن يتحرك إلى مكان آخر للعمل، مكان خارج جسده. بهذه الطريقة فقط يُمكن أن يصير عمله أكثر اكتمالاً بالتمام، ويتوسع توسعًا أفضل. يعمل الله وفقًا لخطته الأصلية. وهو يعرف العمل الذي يحتاج القيام به والعمل الذي سيقوم به بوضوح كما يعرف كف يده. يقود الله كل فرد ليسير في الطريق الذي قد حدده مسبقًا بالفعل. لا أحد يمكنه الهروب من هذا. فقط أولئك الأشخاص الذين يتبعون إرشاد الروح القدس سيكونون قادرين على الدخول إلى الراحة. ربما في العمل القادم لن يكون الله هو من يتكلم في الجسد ليرشد الإنسان، بل الروح يرشد حياة الإنسان في شكل ملموس. وقتها فقط سيكون الإنسان قادرًا على لمس الله والنظر إليه، والدخول بالتمام إلى الواقعية التي يتطلبها الله لكي يكمله الله العملي. هذا هو العمل الذي ينوي الله تحقيقه، وما خطط له منذ أمد بعيد. ينبغي عليكم من خلال هذا أن تبصروا الطريق الذي ينبغي أن تسلكوه!

من "الاختلاف الجوهري بين الله المتجسد وبين الأناس الذين يستخدمهم الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 140

يصير الله جسدًا ويُدعى المسيح، لذلك فإن المسيح القادر أن يعطي الحق للناس اسمه الله. لا مبالغة في هذا، حيث إن للمسيح نفس جوهر الله وشخصيته وحكمته في عمله، التي هي أمور لا يمكن لإنسان أن يبلغها. لذلك فإن أولئك الذين يدعون أنفسهم مُسحاء لكنهم لا يستطيعون أن يعملوا عمل الله كاذبون. ليس المسيح صورة الله على الأرض فحسب، ولكنَّه أيضًا الجسد الخاص الذي يتّخذه الله أثناء تنفيذ عمله وإتمامه بين البشر. وهذا الجسد ليس جسدًا يمكن أن يحل محله أي إنسانٍ عادي، لكنه جسد يستطيع إنجاز عمل الله على الأرض بشكل كامل، والتعبير عن شخصية الله، وتمثيله تمثيلاً حسنًا وإمداد الإنسان بالحياة. عاجلاً أم آجلاً، سوف يسقط أولئك الذين ينتحلون شخصية المسيح، لأنهم ورغم ادعائهم بأنهم المسيح، إلا أنهم لا يملكون شيئًا من جوهر المسيح. لذلك أقول أن الإنسان لا يستطيع تحديد حقيقة المسيح، لأن الله نفسه هو الذي يقررها. وهكذا، إذا كنت تنشد طريق الحياة حقًا، فلا بد أن تعترف أولاً أن الله بمجيئه إلى العالم يمنح الإنسان طريق الحياة، وأنه سيأتي إلى الأرض في الأيام الأخيرة ليمنح الإنسان ذلك الطريق. ليس هذا أمرًا من الماضي، فأحداثه تجري اليوم.

مسيح الأيام الأخيرة يهب الحياة، وطريق الحق الأبدي. هذا الحق هو الطريق الذي يستطيع الإنسان من خلاله أن يحصل على الحياة، وهو السبيل الوحيد الذي من خلاله يعرف الإنسانُ اللهَ ويتزكَّى منه. إن لم تَسْعَ نحو طريق الحياة الذي يقدمه مسيح الأيام الأخيرة، فلن تنال أبدًا تزكية يسوع، ولن تكون أهلاً لدخول ملكوت السموات، لأنك ستكون حينها ألعوبة وأسيرًا للتاريخ. أولئك الذين تتحكم فيهم الشرائع والحروف والذين يكبّلهم التاريخ لن يتمكّنوا مطلقًا من بلوغ الحياة ولن يستطيعوا الوصول إلى طريق الحياة الأبدي، فكل ما لديهم ليس إلا ماءً عكرًا تشبّثوا به لآلاف السنين، وليس ماء الحياة المتدفق من العرش. أولئك الذين لا يرويهم ماء الحياة سيبقون جثثًا إلى الأبد، ألعوبة للشيطان وأبناء للجحيم. كيف لهم حينذاك أن يعاينوا الله؟ لو كان كل ما تفعله هو محاولة التشبث بالماضي، والإبقاء على الأشياء كما هي بالوقوف جامدًا، وعدم محاولة تغيير الوضع الراهن وترك التاريخ، أفلا تكون دائمًا ضد الله؟ إن خطوات عمل الله هائلة وجبارة كالأمواج العاتية والرعود المُدوّية، لكنك في المقابل، تجلس وتنتظر الدمار دون أن تحرك ساكنًا، لا بل تتمسّك بحماقتك دون فعل شيء يُذكَر. بأي وجهٍ – وأنت على هذه الحال – يمكن اعتبارك شخصاً يقتفي أثر الحَمَل؟ كيف تبرر أن يكون الله الذي تتمسك به إلهًا متجدّدًا لا يشيخ مطلقًا؟ وكيف يمكن لكلمات كُتُبِكَ العتيقة أن تَعْبُر بك إلى عصرٍ جديدٍ؟ وكيف لها أن ترشدك في السعي نحو تتبّع عمل الله؟ وكيف لها أن ترتقي بك إلى السماء؟ ما تمسكه في يديك ليس إلا كلمات لا تستطيع أن تقدّم لك سوى عزاءٍ مؤقتٍ، وتفشل في إعطائك حقائق قادرة أن تمنحك الحياة. إن الكتب المقدسة التي تقرؤها لا تقدر إلا أن تجعلك فصيح اللسان، لكنها ليست كلمات الحكمة القادرة أن تساعدك على فهم الحياة البشرية، ناهيك عن فهم الطرق القادرة على الوصول بك إلى الكمال. ألا تعطيك هذه المفارقة سببًا للتأمّل؟ ألا تسمح لك بفهم الغوامض الموجودة فيها؟ هل تستطيع أن تقود نفسك بنفسك لتصل السماء حيث تلقى الله؟ هل تستطيع من دون مجيء الله أن تأخذ نفسك إلى السماء لتستمتع بسعادة العِشرَة معه؟ أما زلت تحلم حتى الآن؟ أشير عليك إذاً أن تنفض عنك أحلامك، وأن تنظر إلى مَنْ يعمل الآن، إلى مَنْ يقوم بعمل خلاص الإنسان في الأيام الأخيرة. وإن لم تفعل، فلن تصل مطلقًا إلى الحق ولن تنال الحياة.

أولئك الذين يرغبون في الحصول على الحياة من دون الاعتماد على الحق الذي نطق به المسيح هُم أسخف مَنْ على الأرض، وأولئك الذين لا يقبلون طريق الحياة الذي يقدّمه المسيح هم تائهون في الأوهام. لذلك أقول إن أولئك الذين لا يقبلون مسيح الأيام الأخيرة سوف يُرذَلون من الله إلى الأبد. المسيح هو بوابة الإنسان الوحيدة إلى الملكوت في الأيام الأخيرة، التي لا يستطيع أحد أن يتجنبها. لن يكمّل الله أحدًا إلا بالمسيح. إن كنت تؤمن بالله، عليك أن تقبل كلماته وتطيع طريقه. يجب ألّا ينحصر تفكيرك في نيل البركات من دون قبول الحق. أو قبول الحياة المُقدَّمَة إليك. يأتي المسيح في الأيام الأخيرة حتى ينال الحياة كل مَنْ يؤمن به إيمانًا حقيقيًا. إن عمله إنما هو من أجل وضع نهاية للعصرالقديم ودخول العصر الجديد، وعمله هو السبيل الوحيد الذي يجب أن يسلكه كل من يريد دخول العصر الجديد. إذا كنتَ غير قادر على الاعتراف به، لا بل من الرافضين له أو المجدّفين عليه أو حتى من الذين يضطهدونه، فأنت عتيدٌ أن تحرق بنار لا تُطفأ إلى الأبد، ولن تدخل ملكوت الله. لهذا فالمسيح نفسه هو من يُعبّر عن الروح القدس وعن الله، هو مَنْ أوكل إليه الله إتمام عمله على الأرض؛ لذلك أقول إنك إن لم تقبل كل ما عمله مسيح الأيام الأخيرة، تكون مجدفًا على الروح القدس. والعقوبة التي تنتظر مَنْ يجدف على الروح القدس واضحة للجميع. كذلك أقول لك إنك إن قاومت مسيح الأيام الأخيرة وأنكرته، فلن تجد مَنْ يحمل تبعات ذلك عنك. وأيضًا أقول إنك من اليوم فصاعدًا، لن تحصل على فرصة أخرى لتنال تزكية الله، وحتى لو حاولتَ أن تصلح أخطاءك، فلن تعاين وجه الله مرة أخرى مُطلقًا. لأن الذي تقاومه ليس إنسانًا عاديًا ومَن تنكره ليس كائنًا لا قيمة له، بل هو المسيح. هل تدرك هذه النتيجة؟ أنت لم ترتكب خطأ صغيرًا، إنما اقترفتَ جريمة شنعاء. لذلك، فنصيحتي لكل واحد هي ألا تقاوم الحق أو تبدي نقدًا مستهترًا، لأن الحق وحده قادرٌ أن يمنحك الحياة، ولا شيء غير الحق يسمح لك بأن تُولَدُ من جديد وأن تعاين وجه الله.

من "وحده مسيح الأيام الأخيرة قادر أن يمنح الإنسان طريق الحياة الأبدية" في "الكلمة يظهر في الجسد"

السابق: ثالثًا الدينونة في الأيام الأخيرة

التالي: خامسا معرفة عمل الله

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب