ماذا يكمن وراء الأكاذيب

2019 سبتمبر 29

بقلم زياو - جينج – إقليم شاندونج

في كل مرة رأيت فيها كلمات الله تدعونا إلى أن نكون أشخاصًا أمناء وأن نتكلم بدقة، كنت أفكّر مُحدِّثةً نفسي: "ليس لدي أي مشكلة في التحدث بدقة. أليس ذلك مجرد تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية، وقول الأشياء كما هي؟ أليس الأمر بهذه السهولة؟ كان أكثر ما يضايقني دائمًا في هذا العالم هم الناس الذين كانوا ينمِّقون الكلام حينما يتحدثون". "ولهذا السبب، كنت أشعر بثقةٍ فائقةٍ، ظنًا مني أنه لم يكن لديّ أية مشكلة في هذا الشأن. لكنني من خلال إعلان الله فقط، اكتشفت أنه بدون دخول المرء في الحق أو تغيير طبعه، لا يمكن له بأي حالٍ من الأحوال أن يتكلَّم بدقةٍ.

رأيت ذات مرة أن (س) كانت تفتقر إلى إبداء الاهتمام والرعاية تجاه السلامة البدنية للآخرين، لذلك قلت إنها لا تُبدي أي تعاطف. ولكن من خلال الشركة فقط، أدركت فيما بعد أن حبنا الحقيقي بعضنا لبعض يتجسَّد بشكل أساسي في الدعم المتبادل والمساعدة التي نقدمها في دخولنا إلى الحياة، وأن مساعدة بعضنا البعض في تعاطفٍ ينطوي كذلك على التهذيب، والتعامل، والانتقاد، واللوم. وفي مرة أخرى، عندما رأيت (س) تتجاوز الإنفاق ببضعة دولارات أثناء أداء واجبها، قلت إن هذه الشخصية لديها طبيعة جشعة للغاية. ولم أدرك إلا فيما بعد أن هناك فرقًا بين الناس الذين يُظهِرون قدرًا من الشخصية الفاسدة وبين أولئك من ذوي هذا النوع من الطبيعة الفاسدة. ثم كانت هناك مرة أخرى حينما سألني قائدٌ عن حالة إحدى الأخوات. ولأنه كانت لدي بعض الأفكار المُسبقة حول هذه الأخت، وبالرغم من علمي آنذاك بأنه ينبغي عليّ تقديم تقرير محايد، لم يسعني إلا أن أُفصح بقسوةٍ عمّا أظهرته من فساد، ولم أقل كلمةً واحدةً عن محاسنها. وحينما كان يشوب عملي انحرافات أو أخطاء، كنت دائمًا أقوم بإبلاغ القادة عن الموقف سرًّا، وإخفاء حقيقة الوقائع من أجل حماية كرامتي ومكانتي.

وفي مواجهة مثل هذه الظروف، كنت أشعر بحيرة تامّة: لماذا كان قلبي مستعدًا للتحدّث بالحق، والتحدّث بدقة، ولكن عندما كنت أفتح فمي لم أكن أستطيع أبدًا التحدّث بموضوعية أو بدقة؟ ومع هذا التساؤل، وقفت أمام الله للصلاة وطلب الإرشاد. وبعد ذلك قرأت ما يلي في موعظة: "لماذا لا يستطيع الناس التحدُّث بدقَّةٍ أبدًا؟ توجد ثلاثة أسبابٍ رئيسيَّة: أحد الأسباب هو الافتراضات الخاطئة للناس. فطريقة نظرتهم إلى الأشياء خاطئة، ولذلك يتحدَّثون أيضًا بشكلٍ غير دقيقٍ. والسبب الثاني هو أن مكانتهم ناقصة للغاية. إنهم يفعلون الأشياء بلا مبالاة دون أيّ تحقيقٍ عمليّ ويحبون الاستماع إلى الإشاعات، ممَّا يُؤدِّي في النهاية إلى إضافة العديد من التهاويل. يوجد سببٌ آخر، وهو أن الناس لهم شخصيَّاتٌ سيِّئة. إنهم يستخدمون مزيجًا من المقاصد الشخصيَّة عندما يتحدَّثون، ومن أجل تحقيق أهدافهم الخاصَّة يختلقون الأكاذيب لخداع الآخرين ولتشويه الحقّ عمدًا لخداع الناس. هذا الموقف من صنع الإنسان، وينبغي حلّه عن طريق طلب الحقّ ومعرفة طبيعة الفرد" ("شركة القائد الأعلى للكنائس"). بمجرد أن قرأت هذه الكلمات رأيت فجأةً النور. وقد رأيت الآن أن التحدّث بدقةٍ ليس بالسهولة التي كنت أتصوَّرها. فهناك العديد من العوامل التي يمكن أن تجعل الناس يتحدَّثون بطريقة غير دقيقة، مثل وجهات نظر الناس التي تُبنى على افتراضات خاطئة، أو الافتقار إلى الحق أو إلى الواقعية، أو وجود طبع فاسد. وبالنسبة إليّ، عندما كنت أرى آخرين يبدو أنهم يفعلون أمورًا بطريقةٍ لا تتماشى مع أفكاري الخاصة، كنت أتسرَّع في الحكم عليهم بأنهم يفتقرون إلى الشفقة. وعندما كنت أرى آخرين يُظهِرون قدرًا يسيرًا من طبع فاسد، كنت أصنِّفهم على أنَّهم نوع معين من الأشخاص. وعندما كان لدي رأي حول شخص آخر وكنت أعطي تقريرًا عن حالته، كنت أبالغ في سرد الحقائق وأضيف تهاويلًا. وفي أداء واجبي، كنت أغشّ الآخرين وأخدع الله من أجل مصلحتي الخاصة. ... ألم تكن هذه المُلابسات والأقاويل ناتجة عن عدم دخولي في الحق، لأن وجهة نظري كانت مبنيَّة على افتراضاتٍ خاطئةٍ، ولأن طبعي لم يطرأ عليه أي تغيير؟ الآن فقط أفهم هذا: عندما يُدرِك المرء الحق، ويدخل إلى الحق، ويغيِّر من طبعه، حينئذٍ فقط يمكنه أن يتأمل بشكل صائب الحقائق الموضوعية، ويستطيع كذلك أن ينظر إلى أي شيء وإلى كل أمرٍ يحدث له بطريقة مُنصِفة وعادلة. لا يمكن للمرء، بدون اقتناء الحق، أن ينظر نظرة ثاقبة إلى جوهر المسألة، وبالتالي فإنه لا يستطيع التحدّث بدقةٍ. إن العيش داخل الجسد الفاسد، وبطبع لم يتغير، وكذا القيام بأمور تهدف إلى مقاصد وأهدافٍ خاصة، كل هذه الأمور تُضعِف من قدرة المرء على التحدّث بدقة.

يا إلهي! أشكرك من أجل استنارتك وإرشادك اللذين جعلاني أُدرِكُ أنني كنت ساذجةً للغاية وغيرمُتعقِّلة حينما ظننت أنه كان بإمكاني التحدّث بدقة عن طريق الاعتماد على طبيعتي الفِطرِيَّة واستنادًا إلى مثابرتي! إن مُباهاتي بهذه الطريقة المتكبِّرة الجاهلة تكشف كذلك كيف أنني لم أكن أُدرك على الإطلاق مدى عُمق الفساد الذي ابتلاني به الشيطان. إنني أود اعتبارًا من اليوم أن أبذل المزيد والمزيد من الجُهد في السعي إلى الحق، وألّا أتدخر جهدًا في السعي إلى تغيير في طبعي، وأن أُمارس بشكل عمليّ رؤية الناس والأشياء بما يتفق مع كلمات الله، وأن أسعى جاهدةً إلى أن أكون في وقتٍ قريب إنسانةً أمينة تصنع أمرين: تتكلم بدقة وتعمل بجد.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

الكفاح للتحدث بصدق

قبلت عمل الله القدير في الأيام الأخيرة عام 2017. عادة ما كان الوقت الذي أمضيته في الشركة مع الإخوة والأخوات سعيدًا جدًا لي لأنني كنت أتعلم...

قصة إلقاء موعظة على قس

ذات مساء في شهر إبريل من هذا العام، أخبرني القائد فجأة أن قسًّا عجوزًا، أمضى ما يزيد على الخمسين عامًا في الإيمان، أراد أن يتحرى عمل الله...