ماذا فعل المال والمكانة لي؟

2023 فبراير 6

لقد وُلِدتُ في أسرةٍ مُفَكَّكَةٍ. فرَّ أبي مع امرأة أخرى، عندما كانت أمي حُبْلَى بي. وذاقتْ أمي الأمَرَّيْن، في العناية بستة أطفال، وكنتُ أسمع بكاء أمي في كل ليلةٍ. وبرؤيتي لبكائها المرير، وَلّدَتْ لديّ نظرة سلبية، عن الزواج والعلاقات. وقلتُ لنفسي: "من المستحيل أن تمنحي ثقتكِ لشخص آخر. لا تثقي بأحد إطلاقًا. الشيء الوحيد الذي يمكنكِ الاعتماد عليه في حياتكِ، هو نفسكِ، والمال الذي تَجْنيه من عمل يديكِ". ومنذ تلك اللحظة، بدأتُ أفكّر، في كيفية جَنْي المال. وفي المدرسة الثانوية، وبينما الجميع يستمتعون بعُطلاتهم. أقمنا أنا وأمي كُشكًا، على جانب الطريق لبيع الطعام. لكن المال الذي جَنَيْناه، كان يكفي لسدِّ احتياجاتنا الأساسية فحسب، آنذاك. وفي سنتي الثانية من المدرسة الثانوية، تحتَّم عليَّ ترك الدراسة، لعجزي عن دفع الرسوم الدراسيّة. بعدئذ، واصلتُ إدارة الكُشك. استيقظتُ في الرابعة أو الخامسة، في كل صباح لإعداد الطعام، وذهبتُ إلى الكشك قرابة الساعة السادسة. وبعد ثلاث سنوات، ادَّخرتُ ما يكفي، لأسافر للعمل في مدينة كبيرة. استيقظتُ مبكّرًا، وعملتُ بجدٍّ يوميًا، لكنني لم أجْنِ الكثير، ولم أكن قانعة. لذا، وبمساعدة خليلي، أنفقتُ سنوات ادخاري، لفتح متجر صغير. وبعد عامين، كسبنا بعض المال ورُزِقنا بأطفالٍ. وعندما أوشكنا على الزواج، احتال عليَّ خليلي، في كل ما أملك. لقد سلبني كل أموالي، وهَرَبَ، واستقرَّ برفقة امرأة أخرى. ورُزقا بطفلٍ كذلك. وضاعت كل أموالي، التي جَنَيْتها بشِقِّ الأنفس، وشعرتُ بالاكتئاب والبؤس. وبعد معاناتي، لما أصاب أمي، شعرتُ أن الرجال لا يُؤتَمَنون، وكان عليَّ التركيز، على جَني قدر كافٍ من المال، لتنشئة أبنائي. لكنني وقعتُ تحت ضغط شديدٍ، ولم أملك الطاقة لإدارة متجري، ومَرِضتُ. ولم أعد أريد البقاء، في هذه المدينة بعد اليوم. لاحقًا، حينما اكتشف والد خليلي، سدَّد لي رسوم تأشيرة التقدّم للمملكة المتحدة. وبعد أربع سنوات، حصلتُ على تصريح إقامتي، والتحقتُ بالجامعة. ولأجني المزيد من المال، اخترتُ الالتحاق بدورات إدارة الأعمال. وفي عام 2011، تلقيتُ منحة دراسية لكوني طالبة، وأنفقتُ المال، على فتح متجر طعام إفريقيّ في المدينة.

في البداية، ولأن المتجر كان صغيرًا، وظّفتُ شخصًا فحسب. استيقظتُ في الخامسة من كل صباح، للعمل في المتجر، وتوجّهتُ للمدرسة عندما انتهيتُ. وبعد الصَّفِّ، سارعتُ إلى المتجر للتنظيف، وتسليم البضائع، وإدارة الحسابات. إنّ ممارسة أنشطة الأعمال، والدراسة في الجامعة، وتنشئة الأبناء في نفس الوقت، لابد وأنه كان وقتًا عصيبًا. لكن حينما سمعتُ، بثناء الجميع على مقدرتي، ورأيت إعجابهم وأعينهم الحاسدة، تملّكني شعور بالرَّضا. حينذاك، كان العمل في المتجر رائجًا، وحقق أرباحًا أكثر مما أتخيّل، لكنني لم أكتفِ. ففكرتُ أنه يتوجب عليَّ، أن أصبح غنيّة بما يكفي، لشراء المَصْرف البنكيّ، ليُثني عليَّ ويحسدني الآخرون. وهذا ما أردته، في الواقع. ولرِبْح المزيد من الشرف والثناء، ولأثبتُ أنني قويّة، ولكسب المزيد من المال، لتنشئة أبنائي، والعيش في حياة مُتْرَفة، توَسَّعْتُ في حجم المتجر. وبعد ثلاث سنوات، تحوَّل متجري الصغير، إلى مَتْجرٍ كبيرٍ، لبيع الطعام من مُخْتَلف الدول الإفريقية. واعتُرِفَ بي أيضًا، كأول رائدة للأعمال الإفريقية الوحيدة في المدينة. ودعاني مُعلِّمو وزملاء المدرسة الثانوية للتحدّث، وللحديث عن طموحاتي ونجاحي، لإلهام شباب المهاجرين في المملكة المتحدة، ومنحوني كأسًا. وعندما ذهبتُ لإلقاء خُطَبٍ ومعي الكأس، تعرَّف عليَّ الجميع. وشعرتُ أن كلّ عملي الشاق، ومعاناتي على مرِّ السنين قد أتت ثمارها، وأن أهداف حياتي قد تحققتْ. لكنني لم أتوقف عن جَنْي المال، لأنه من السهل فعل أشياء، وجَنْي المال بعد إحرازكِ للمكانة الاجتماعية، وتزايدت رغبتي في الشهرة كذلك. لكن بحلول هذا الوقت، لم يشعر جسدي بالارتياح. لم أستطع الوقوف إلا لبعض الوقت، قبل أن أضطر للجلوس. قال الطبيب إنني مصابة بالتهاب المَفاصِل، والاعتلال العَضَليّ اللِّيفيّ، وعِرْق النِّسَا، مما يعني أن عمودي الفِقَريّ بأكمله، كان يَئِنّ من الألم. وقال الطبيب، إنني بحاجةٍ إلى وقت للتعافي، وأنه لم يعد بمقدوري العمل، ولكنني لم آخذ مرضي على مَحْمل الجَدِّ. شعرتُ أنني سأتماثل للشفاء، بعد أداء بعض التمارين. وفوق ذلك، كان العمل في المتجر، يسير على أكمل وجهٍ، لدرجة أنني لم أُرِدْ تَرْكه، لذا واصلتُ العمل.

وبحلول مَطْلع 2014، ساءتْ حالتي، وعانيتُ من الألم في سائر جسدي. شعرتُ وكأنّ جسدي يحترق بأكمله، كما لو كان مُشْتعِلاً. وتَوَرَّمتْ رِجْليَّ أغلب الوقت، وشعرتُ أن عَظْمة وَرِكي مكسورة، وعمودي الفِقَري هَشّ. وتعيَّن عليّ ارتداء دُعامة، لإبقائه مستقيمًا. وعندما توجّهتُ للفحص، قال الطبيب إنني أعاني بالفعل من التهاب المفاصل، ولكن بما أنني، كنتُ أدخل لحُجرة التجميد في متجر الجِزَارة، فقد وصل البرد إلى عظامي، لذا، كنتُ عُرْضة، لخطر الإصابة بشللٍ دائمٍ في أي لحظة. وارتَعَبْتُ آنذاك، لكن كان قد فات الأوان. لاحقًا، عجزتُ عن الحركة أساسًا، لذا لم يكن لدي خيار، سوى إغلاق المتجر. ودون سابق إنذارٍ، بدأ أناس المدينة الآخرين يَحْتذون بي، وفتحوا متاجرهم الخاصة. وشعرتُ بالغَيْرة، وأصابني الحزن الشديد، بشأن حالتي كذلك. لماذا كانت حالتي الصحية مُتَدَهْوِرة؟ كان الألم بلا توقف، أربع وعشرون ساعة يوميًّا، ولم أحْظ بيوم واحد، يمكنني النوم فيه بسلامٍ. كان الأمر أشبه بنار تَضْطرم في قلبي، ولا سيَّما، كان العذاب الجسدي والذهني مؤلمًا. عندئذ، بدأتُ أتفكّر في أشياء. المال الذي جَنَيْته، عَجَز عن مداواة مرضي، لذا فما جَدْوى المال؟ آنذاك، شعرتُ بالضعف والعجز. وساورني القلق على أبنائي، لأنني كنتُ عائلتهم الوحيدة. لم أعد أرغب بالتفكير في المال والشهرة. ما أردته إنهاء الألم فحسب. وتربية أبنائي في سلام. لأكثر من عامٍ، كنتُ مُلازِمة الفِراش، أطْرَحُ الأسئلة على نفسي: "لماذا يعاني البشر كثيرًا؟ لماذا نقع فريسة للمرض؟" صرختُ للربّ، في بؤسٍ ويأسٍ، لمساعدتي على التخلُّص من ألمي.

وفي مايو 2019، ذات مرةٍ، بعد عشرة أيام من الصَّوم والصلاة، أردتُ الاستماع إلى ترنيمة. وبحثتُ على شبكة الإنترنت، ووجدتُ الموقع الإلكتروني كنيسة الله القدير. وبعد مشاهدتي لبضعة أفلام، خَلَّفَ فيلم "أين منزلي؟" انطباعًا عميقًا في نفسي. لقد كانت حياة الفتاة الصغيرة انعكاسًا لطفولتي، وكان اختبار والدتها مثل اختباري تمامًا. وخَفَقَ قلبي في صدري بشدّة، الليل بأسره، وفي اليوم التالي، هاتفتُ كنيسة الله القدير. لقد تيقّنتُ من قراءة كلام الله القدير، أنه الرب العائد يسوع. وقَبِلْتُ عمل الله القدير، بكلّ سرورٍ، وبدأت في حضور التجمُّعات عبر الإنترنت. وذات مرةٍ، سمعتُ ترنيمة، وتأثرتُ بشدّة: "لو لم يخلصني الله لكنت الآن أهيم في العالم، وأعاني أشد المعاناة في الخطية، بلا أمل في الحياة. لو لم يخلصني الله، لظلت الشياطين تدوسني، ولظللت مستمتعًا بلذّات الخطية، لا أعرف طريق الحياة البشرية. الله القدير رحيم بي ونغمات كلماته تدعوني. أسمع صوت الله وقد رُفعت أمام عرشه. كل يوم آكل وأشرب كلام الله، وقد فهمت العديد من الحقائق. أرى العمق الكبير لفساد البشرية. نحن حقًا بحاجة لخلاص الله. حق الله يطهّرني ويخلّصني. مرارًا وتكرارًا، أُدان وأتنقى، وتتغير شخصية حياتي. لم أعرف حلاوة الله قبل أن أذوق برِّه وقداسته. قلبي يتقي الله ويحيد عن الشر، وأعيش شبه الإنسان قليلًا" (اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة، لو لم يخلصني الله). لقد أوضَحَتْ هذه الترنيمة حياتي جيدًا. في الماضي، لطالما أردتُ خلق حياة سعيدة بكِلْتا يديَّ، وآمنتُ أن بإمكاني، تحقيق أحلام طفولتي، وكل رغباتي من خلال قوّتي، لكن في نهاية المطاف، تأذَّيتُ بشدّة، وافتقرتُ للدعم، وعِشتُ في بؤسٍ. وكان الله هو مَن أحضرني أمامه، وخَفَّف ألمي، وخلّصني من ظُلْمة العالم، وسمح لي بقراءة كلامه، ومنحني فرصة قبول الدينونة والتطهير. شكرًا لله على خلاصه! حينذاك، لم أطِقْ صبرًا، على قراءة المزيد من كلام الله القدير، لأنني أدركتُ، أن الإجابات على العديد من الأسئلة، يمكن إيجادها في كلمة الله القدير.

لاحقًا، قرأتُ مقطعًا من كلمة الله: "ما هو مصدر معاناة الولادة والموت والمرض والشيخوخة التي يتحملها الإنسان طوال حياته؟ وما سبب شعور الناس بهذه المعاناة؟ لم يشعُر بها البشر في بدء خليقتهم، أليس كذلك؟ فمن أين جاءت هذه المعاناة إذن؟ جاءت هذه المعاناة بعد غواية الشيطان للإنسان، وبعد أن أفسده الشيطان وأصبح نجسًا. لم يأتِ ألم جسد الإنسان وشدائده والفراغ الذي يحس به الجسد، وكذلك شؤون العالم الإنساني الشديدة البؤس إلا بعد أن أفسد الشيطان البشر، وبعد ذلك بدأ الشيطان يعذبهم. ونتيجةً لذلك، أصبح الإنسان أكثر انحطاطًا شيئًا فشيئًا، وغدت أمراض البشر أكثر فأكثر حِدَّةً، وتفاقمت معاناته أكثر فأكثر. وشعر البشر على نحو متزايد بفراغ عالم الإنسان ومأساته، وبالعجز عن الاستمرار في الحياة هناك، وتزايد العيش في العالم دون رجاء. وبالتالي جلب الشيطان هذه المعاناة على البشر، وقد حلَّت عليهم المعاناة فقط بعد تنجُّس الإنسان بعد أن أفسده الشيطان" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. أهمية تذوق الله للآلام الدنيوية). ومن كلمة الله، فهمتُ، أنّ الله قد خلق عالمًا، بلا مرض، وألم، وموت. وبعد أن أغوى الشيطان البشر، لخيانة الله، والابتعاد عن الله، صار البشر مُنْحلّي الأخلاق وفاسدين، وحلّتْ على البشرية، لعنة المرض والموت كذلك. وعقب ذلك، أصبحت حياتي بائسة، أكثر فأكثر. وأثناء تلك السنوات الست، عانيتُ من المرض، بل وأردتُ الانتحار. كانت حياتي عَبَثيّة، ومليئة بالألم. ولكنني الآن، أدركتُ مصدر ألمي: لقد أفسدني الشيطان، وأبعدني عن الله، وعِشْتُ للشهرة والثروة فحسب. إنّ العيش تحت سيادة الشيطان، لم يَزِدْني إلا ألمًا، وستكون حياتي بلا معنى. وكلّما قرأت في كلام الله، أصبح قلبي أكثر إشراقًا، وغَذَّتْ كلمة الله روحي العَطْشَى. وأحْسَستُ باليقظة، كما لو كنتُ من سُبَات مليء بالكوابيس.

لاحقًا، قرأتُ المزيد من كلام الله القدير: "القول بأن "المال يجعل العالم يدور" هو فلسفة الشيطان، وهي فلسفة سائدة بين جميع البشر، وسط كلّ مجتمعٍ بشريّ. يمكنك القول بأنها اتّجاهٌ لأنها صارت مغروسةً في قلب كل واحد من الناس. لم يقبل الناس منذ البداية هذا القول، لكنهم قبلوه قبولًا ضمنيًا عندما تواصلوا مع الحياة الواقعيّة، وبدأوا في الشعور بأن هذه الكلمات صادقة في الحقيقة. أليست هذه عمليّة يُفسد بها الشيطان الإنسان؟ ربّما لا يفهم الناس هذا القول بالدرجة نفسها، ولكن الجميع لديه درجاتٌ مختلفة من التفسير والإقرار بهذا القول استنادًا إلى الأشياء التي حدثت من حولهم وإلى تجاربهم الشخصيّة. أليست هذه هي الحال؟ بغضّ النظر عن مدى تجربة المرء مع هذا القول، ما التأثير السلبيّ الذي يمكن أن يُحدِثه في قلبه؟ ينكشف شيءٌ ما من خلال الشخصيّة البشريّة للناس في هذا العالم، بما في ذلك كلّ واحدٍ منكم. ما هذا؟ إنها عبادة المال. هل من الصعب انتزاعها من قلب شخصٍ ما؟ صعبٌ جدًّا! يبدو أن إفساد الشيطان للإنسان عميق بالفعل! يستخدم الشيطان المال ليغوي الناس ويفسِدهم ليجعلهم يعبدون المال ويبجلون الأمور الماديَّة. وكيف تظهر عبادة المال هذه في الناس؟ ألا تشعرون أنه لا يمكنكم البقاء في هذا العالم دون أيّ مالٍ، لدرجة أنه حتَّى أن يومًا واحدًا بلا مال سيكون مستحيلًا؟ تستند مكانة الناس إلى مقدار المال الذي يملكونه، كما لو كان الاحترام الذي يطلبونه. تنحني ظهور الفقراء خجلًا في حين ينعم الأغنياء بمكانتهم الرفيعة. يقفون شامخين وفخورين ويتحدَّثون بصوتٍ عال ويعيشون بكبرياء. ما الذي ينقله هذا القول والاتّجاه للناس؟ أليس صحيحًا أن الكثير من الناس يقدمون أي تضحية في سبيل سعيهم للمال؟ ألا يخسر الكثير من الناس كرامتهم ونزاهتهم في سبيل السعي وراء المزيد من المال؟ ألا يخسر الكثير من الناس الفرصة لأداء واجبهم واتّباع الله من أجل المال؟ أليست خسارة الفرصة لربح الحق ونيل الخلاص هي أعظم خسارة يخسرها الناس؟ أليس الشيطان شرّيرًا لاستخدام هذه الطريقة وهذا القول لإفساد الإنسان إلى هذه الدرجة؟ أليست هذه خدعةً خبيثةً؟ فيما تنتقل من الاعتراض على هذا القول الشائع إلى قبوله أخيرًا باعتباره حقيقةً، يقع قلبك بالكامل في قبضة الشيطان ومن ثمَّ سوف تعيش دون قصدٍ بحسب القول الشائع. إلى أيّ درجةٍ أثَّر هذا القول فيك؟ ربّما تعرف الطريق الصحيح، وربّما تعرف الحقّ، ولكنك تعجز عن اتّباعه. ربّما تعرف بوضوحٍ أن كلام الله هو الحق، ولكنك غير راغبٍ في دفع الثمن، أو غير راغبٍ في المعاناة حتى تربح الحق. وتُفضِّل بدلًا من ذلك التضحية بمستقبلك ومصيرك لكي تقاوم الله حتَّى النهاية. بغضّ النظر عمّا يقوله الله، وبغضّ النظر عمَّا يفعله الله، وبغضّ النظر عمَّا إذا كنت تفهم مدى عمق وعظمة محبّة الله لك، سوف تصمم في عنادٍ على اتباع طريقك ودفع ثمن هذا القول. وهذا يعني أن هذا القول خدعك وتحكَّم بالفعل بأفكارك، وقد حكم سلوكك، وأنك تُفضِّل أن تتركه يتحكَّم بمصيرك على أن تتخلَّى عن سعيك وراء الثروة. إن الناس يتصرفون هكذا، ويمكن لكلمات الشيطان أن تتحكَّم وتتلاعب بهم. أليس هذا معناه أن الشيطان خدعهم وأفسدهم؟ ألم تتجذَّر فلسفة الشيطان وعقليته وشخصيّته في قلبك؟ عندما تتبع الثروة اتباعًا أعمى، وتتخلى عن السعي وراء الحق، ألا يكون الشيطان قد حقَّق هدفه بخداعك؟ هذه هي الحال بالضبط" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (5)). وفهمتُ بعد قراءتي لكلام الله فحسب، أشياء مثل "المال ليس كل شيء، ولكن بدونه لا تستطيع أن تفعل شيئًا"، و"المال يدير العالم"، والتي لطالما آمنت بها، ما هي إلا فلسفات شيطانية. لقد تَرَسَّختْ في قلبي، وسَيْطَرتْ على عقلي، لذا، عَجَزتُ عن التفكير في أي شيء، أكثر أهمية من المال. واعتبرتها سببي الوحيد للعيش، وحَسِبتُ، أنها ستجلب لي السعادة والشرف، لذا، فقد سعيتُ سعيًا حثيثًا للمال. ولأحصل على مزيد من المال، وأُحْسَدُ ويُتَطَلّعُ إليّ، وأعيش حياة كريمة، عملتُ بجدٍّ، دون اعتبارٍ لجسدي، حتى كِدتُ أُصابُ بالشلل، وخسرتُ حياتي. وكانت هذه عاقبة قبولي لفلسفات الشيطان، وسيطرتها عليَّ. ومع علمي بوجود الله، إلا أنه كانت تنقصني القوة لاتباع الله، والسير في طريق الحياة الحقيقيّ، لأنه قد سيطرت عليَّ، كلام الشيطان وفلسفاته. لقد سلبوني قلبي بعيدًا عن الله، وجعلوني حيّة، لأشبع احتياجاتي الجسدية فحسب. وبفضل إرشاد كلام الله، أدركتُ أنني كنتُ ماضية في الطريق الخطأ.

لاحقًا، قرأت مقطعًا آخر من كلمة الله، ووجدتُ سبيلاً للخروج من ألمي: تقول كلمات الله، "نظرًا لأن الناس لا يعترفون بتنظيمات الله وسيادته، فإنهم دائمًا يواجهون المصير بطريقة التحدّي وبموقف التمرّد، ويريدون دائمًا التخلّص من سلطان الله وسيادته والأشياء التي يُخبئها المصير آملين عبثًا في تغيير ظروفهم الحاليّة وتبديل مصيرهم. ولكنهم لا يمكن أن ينجحوا أبدًا؛ إنهم يُحبطون في كل منعطفٍ. هذا الصراع، الذي يحدث في أعماق نفس المرء، مؤلمٌ. والألم لا يُنسى، فكثيرًا ما يُبدّد المرء حياته. ما سبب هذا الألم؟ هل هو بسبب سيادة الله أم لأن المرء وُلِدَ سيئ الحظ؟ من الواضح أن كلا السبيين غير صحيحين. في الأصل، يكون السبب في ذلك المسارات التي يسلكها الناس والطرق التي يختارون أن يعيشوا بها حياتهم. ... أبسط طريقةٍ لتحرير الذات من هذه الحالة: توديع المرء طريقة عيشه السابقة وتوديع أهدافه السابقة في الحياة، وتلخيص وتحليل نمط حياته السابق ونظرته إلى الحياة ومساعيه ورغباته ومثله العليا ثم مقارنتها بإرادة الله ومطالبه للإنسان، ومعرفة ما إذا كان أيٌ منها يتّفق مع إرادة الله ومطالبه، وما إذا كان أيٌ منها يُنتِج القيم الصحيحة للحياة ويقود المرء إلى فهمٍ أكبر للحقّ ويسمح له بالعيش بإنسانية وبصورة إنسان. عندما تفحص بتكرارٍ وتدرس بعنايةٍ الأهداف المختلفة في الحياة التي يسعى إليها الناس وطرق حياتهم المختلفة المتنوّعة، سوف تجد أن ليس من بينها ما يناسب المقصد الأصليّ لدى الخالق عندما خلق البشر. جميعها تجرّ الناس بعيدًا عن سيادة الخالق ورعايته؛ وجميعها أفخاخ تسبب إفساد الناس وتقودهم إلى الجحيم. بعد أن تعرف هذا، تكون مهمّتك هي أن تضع جانبًا وجهة نظرك القديمة عن الحياة وتبتعد عن الفخاخ المختلفة، وتسمح لله بأن يتولّى حياتك ويضع ترتيبات لك، وتحاول فقط الخضوع لتنظيمات الله وإرشاده، وألا يكون لديك خيار، وأن تصبح شخصًا يعبد الله" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (3)). لقد أفهمتني كلمة الله، كيفية تحرير نفسي من سيطرة المال، مما يعني التخلّي عن الأهداف، التي سَعَيْتُ لها سابقًا، ولم أعد أسعى للشهرة والثروة من خلال جُهدي، وتركتُ الله ليقرر، ويُرتّب حياتي. كان عليَّ الخضوع لترتيبات الله، والممارسة وِفقًا لمُتَطلَّبات الله، وأصبحتُ شخصًا يعبد الله. وشعرتُ بالامتنان الشديد لله. وكانت هذه هي المرة الأولى في حياتي، التي شعرتُ فيها بإرشاد الله. بدا وكأن الله يخاطبني مباشرةً، ويُظِهر لي طريق الممارسة. وبعد إيماني بالله القدير، أردتُ تأدية واجبي في الكنيسة، لكن آنذاك، مازلتُ أدير متجرًا للتسوُّق عبر الإنترنت. ولقد استثمرتُ الكثير من المال، لكنني لم أحقق أي ربح. وخشيتُ من خسارة المزيد، لذا تعيّن عليَّ، مشاهدة طلبات المتجر عبر الإنترنت طيلة الوقت، ولطالما تَلَقيتُ رسائل أثناء التجمُّعات النهارية، لذا لم يهدأ قلبي إطلاقًا، وظللتُ أفكّر، في كيفية استثمار وجَنْي المال. وكانت إدارة متجري الإلكتروني مُرهِقًا أثناء اليوم، لذا أحيانًا، في التجمُّعات المسائية، ومن جرَّاء الألم في سائر جسدي، لم أستطع سوى الاستلقاء، وتناول الدواء للتغلّب عليه، لكن الدواء كان مُنوِّمًا، وغلبني النوم أثناء التجمُّعات. لقد أردتُ عبادة الله بإخلاصٍ. ولم أرغب في العودة لحياتي السابقة. لذا، فقد أغلقتُ متجري الإلكتروني. لاحقًا، قالت صديقتي، إنها تريد فتح متجر بَيْع بالتجزئة، ولأنني درستُ إدارة الأعمال، فقد ساعدتها على وضع خطة بالمجان. ورَاقَتْها خطتي كثيرًا، وقالت إنها تريد العمل معي. أرادت أن أتولّى التعبئة والتغليف، وهي تَضْطلع بالشحن، وسنقتسم المال مُناصفةً. واغتَرَيْتُ. ظننتُها فرصة ذهبية، لأجْنِي المزيد من المال، وخَطَرتْ الكثير من الأفكار في ذهني، للتوِّ. في تلك الليلة، عندما صليّتُ لله، لأتفكّر في حالتي، أدركتُ، أنني كنت أكشف عن جَشَعي للمال مجددًا. وتذكَّرتُ شَتّى الآلام، التي عانيتها في الماضي. وأدركتُ أيضًا، أنه بعد إيماني بالله القدير، تَحَرَّرت روحي من الألم. واستمتعتُ بالسلام والصُّمود، وشعرتُ بتحسُّن كبير في ألم جسدي، دون استخدام الأدوية. كانت هذه حماية الله وخلاصه لي. وكان الله مَن ساعدني على الإفلات، من معاناة الشهرة والثروة، لكنني الآن، أردتُ مواصلة السعي للمال والشهرة. ألم أكن أسقط في شَرَكِ الشيطان مجددًا؟ وعَلِمتُ أنه يَجْدر بي، رفض هذه الوظيفة من صديقتي، لكنني مازلتُ أعجز عن التخلّي عنها تمامًا. وبعدئذ، قرأت كلام الله، ووجدتُ طريق الممارسة: تقول كلمات الله، "يقضي الناس حياتهم في مطاردة المال والشهرة؛ يتشبّثون بهذا القشّ معتقدين أنه وسيلة دعمهم الوحيدة وكأن بامتلاكه يمكنهم الاستمرار في العيش وإعفاء أنفسهم من الموت. ولكن فقط عندما يقتربون من الموت يُدرِكون مدى ابتعاد هذه الأشياء عنهم ومدى ضعفهم في مواجهة الموت ومدى سهولة انكسارهم ومدى وحدتهم وعجزهم وعدم وجود مكان يلجأون إليه. يُدرِكون أن الحياة لا يمكن شراؤها بالمال أو الشهرة، وأنه بغضّ النظر عن مدى ثراء الشخص، وبغض النظر عن رِفعة مكانته، فإن جميع الناس يكونون على القدر نفسه من الفقر وعدم الأهمية في مواجهة الموت. يُدرِكون أن المال لا يمكنه شراء الحياة وأن الشهرة لا يمكنها محو الموت، وأنه لا المال ولا الشهرة يمكنهما إطالة حياة الشخص دقيقة واحدة أو ثانية واحدة. كلّما شعر الناس بذلك تاقوا لمواصلة الحياة؛ كلّما شعر الناس بذلك خافوا من اقتراب الموت. عند هذه المرحلة فقط يُدرِكون حقًّا أن حياتهم لا تخصّهم، وأنها ليست مِلكًا لهم كي يتحكّموا بها، وأنه ليس للمرء أيّ رأيٍ حول ما إذا كان يعيش أو يموت، وأن هذا كله خارج نطاق سيطرته" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (3)). وأدركتُ من كلمة الله، أنه بينما يظنّ البشر، أن التَّشَبُّثَ بالمال، بإمكانه إطالة أعمارهم، وتَجْنيبهم الموت، وهم على مشارف الموت، يُدركون، أن المال لا يمكنه تخليصهم، ولا مَنْحهم حياة أبدية، وليس بإمكانه مساعدتهم، على استعادة عافيتهم. ألم يَفُت أوان الاستيقاظ في مواجهة الموت؟ لقد اعتدتُ أن أكون بنفس الحال، أسعى للمال بصورةٍ عمياءٍ، دون الاكتراث بجسدي. نصحني الطبيب بالراحة والتعافي، لكن ساورني القلق بعدم كَسْب المال، إنْ بقيتُ في المنزل، لذا عملتُ وأنا مريضة. وظننتُ أن بوسعي السيطرة على قَدَري، لكن وأنا على شَفَا الموت، أدركتُ أنه لا شيء تحت سيطرتي. والآن، وبفضل خلاص الله، كان من حُسن حظي سماع كلام الله. وفهمتُ، أنّ الله له السيادة على مصائر البشر، وأنه عليَّ إطاعة ترتيبات الله، وألا أقاتل القَدَر بنفسي. إنْ اخترتُ جَنْي المال، سأقع في البؤس مجددًا. كنتُ لأفني عمري طلبًا للمال، وسيواصل الشيطان سيطرته وتعذيبه لي. هذا حينما أدركتُ، أن هذه كانت غواية الشيطان لي. أتتني صديقة بفكرة عمل، وطَرحَتْ الاستثمار، وكانت على استعداد، لتقاسم العائدات مُناصفةً. كان العرض مُغريًّا للغاية. وكان الشيطان يستغلّ هذا، ليُسْقطني في شَرَك المال والشهرة، وأردتُ العودة بحماقةٍ، إلى حياتي السابقة من العذاب والبؤس. ألم تكن هذه مجرد حيلة من الشيطان؟ وصليّت لله، قائلة إنني أردتُ، وَضْع الشهرة والثروة جانبًا، وتأدية واجبي بدلاً من ذلك. وبعد أن صليّتُ، شعرتُ بالاسترخاء التامّ. كان الأمر أشبه بالتحرر من عِبءٍ ثقيلٍ. وللثلاثة أيام التالية، ولإبعاد نفسي عن دوّامة الشهرة والثروة، صليّتُ يوميًّا بكثافةٍ. واسْتَجْمَعْتُ شجاعتي لرفض العمل مع صديقتي، لكنها حاولت إقناعي: "الآن تعيشين على المعونة الحكومية. وهذا لا يكفيكِ. هذه ليست نينا التي أعرفها". قلتُ: "هذا صحيح، لَسْتُ نينا التي عَهِدتُّها. لقد قبلتُ عمل الله في الأيام الأخيرة، وفهمتُ بعض الحقّ. وكان الله مَن خلّصني من ألمي. سالفًا، قالت المُستشفى بأن مرضي عُضَال، ويَئِسُوا من شفائي. حتى المُسكِّنات، لم تُخفّف من ألمي. لكن حينما قرأتُ كلام الله، انْحَسَر ألمي لا شعوريًّا. وإنْ تركتُ بيت الله، وعُدتُ إلى العالم، فسأعيش في ألمٍ. لم تعد بي رغبة، في مواصلة الحياة هكذا". أخبرتها كذلك: "يمكنكِ إيجاد شخص آخر ليكون شريككِ. إنْ احتجتِ لمساعدتي، بإمكاني إسداء النُّصح لكِ". لاحقًا، أتتني عِدّة مراتٍ، إلى أن أدركتْ، أنها لا تستطيع إقناعي.

والآن أؤدي واجبي في الكنيسة، ويغمرني إحساس الحرية والسلام. لقد انخفض ألمي الجسدي، بنسبة 60 إلى 70 بالمائة، وبإمكاني السير والطهي الآن. ولكن الأهم من ذلك، أنّ بإمكاني تأدية واجبي في الكنيسة. إني ممتنة لله، لتخليصي من سيطرة المال، وتغييره لوِجْهة حياتي. أفهم الآن، أن معرفة سيادة الله، وعبادة الله، والممارسة بكلام الله ومُتَطلَّباته، هو الشيء الأكثر أهمية، وقيمة في الحياة. ومع أنّ مرضي، قد سبّب لي المزيد من الألم، فهو بركة أيضًا بالنسبة لي. لقد منحني فرصة العودة إلى الله، وربح خلاص الله، وهو شيء، لا يُشْتَرى بالمال. شكرًا لله القدير!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

اعرفوا سلطان الله لئلا تبقوا عبيدًا للمال

المال في نظر الكثيرين هو المؤشر الذي تُقاس به السعادة، فيصبح كُثُر عبيدًا للمال، مستعدين لبذل كل طاقتهم في سبيل جنيه. لكنّ مَنْ يعرفون سيادة الله يرون المال من منظور مختلف، ومفهومهم عن السعادة مختلف. هذا ينطبق على كاتب هذا المقال. إذًا، كيف اكتشف الكاتب سيادة الله وطرح عنه قيود المال وكسب السعادة؟ هذا ما سيُطلعكم عليه مقال "اعرفوا سلطان الله لئلا تبقوا عبيدًا للمال".

عائدٌ من على حافة الهاوية

بقلم تشاو غوانغمينغ – الصين في بداية الثمانينيات كنت في الثلاثينيات من عمري وكنتُ أعمل بشركة إنشاءات. اعتبرت نفسي شابًا لائقًا بدنيًّا،...

خياري لسنواتي المتبقية

في طفولتي، كانت عائلتي تعيش في فقر مدقع، وكثيرًا ما تعرضنا للتنمر من القرويين الآخرين. كنت أشعر دائمًا بالفزع لرؤية أمي منهارة بالبكاء بسبب...

اترك رد