اسمعوا! من هذا الذي يتكلم؟

2019 نوفمبر 22

بقلم تشو لي – الصين

بصفتي واعظة في الكنيسة، ليس هناك ما هو أكثر صعوبة من الفقر الروحي ومن ألا يكون لديَّ شيء أُبشِّرُ به. كنت أشعرُ بالعجزِ وأنا أرى عدد الإخوة والأخوات الذين يحضرون الاجتماعات يقلُّ شيئًا فشيئًا، وقد جئت أمام الرب لأصليَّ له جديًّا كي يقوِّي إيمان الإخوة والأخوات، لكن لم يطرأ أيُّ تحسُّنٍ فيما يتعلَّقُ بخراب الكنيسة على الإطلاق وعشتُ في ضعف وسلبية ...

ذاتَ يومٍ حين كنتُ أعملُ في المنزل، جاء الأخوان وانغ ولين فجأة، ورحَّبتُ بهما بسعادةٍ وسمحت لهما بالدخول. وبعد تبادل المجاملات، قال الأخ وانغ: "أيتها الأخت تشو، كيف حالُ روحكِ في الوقت الحاضر؟" فتنهَّدتُ وقُلت: "لا تُذكِّرني، روحي ضعيفةٌ الآن وليس لدي ما أُبشِّرُ به في عظاتي. كُلُّ والأخوات سلبيون وضعفاء أيضًا. وبالكاد يوجد أي شخص في الكنيسة". سألني الأخ لين: "أيتها الأخت تشو، هل تعرفين لماذا ليس لديك شيء تبشِّرين به في العظات، ولماذا لا يكادُ يوجد أي أحدٍ في الكنيسة؟" بِمُجرَّد أن قال ذلك فكَّرتُ قائلة لِنَفسي: "هذا هو بالضبط ما أريد معرفته، هل يمكنُهما حقًّا معرفة السبب؟ فسألتُهما باستعجال: "لماذا؟" فقال الأخ وانغ: "لأن الرب قد عاد بالفعل، لقد تجسَّد للمرة الثانية وهو يقول كلامه ويقوم بعمل جديد. لقد قَبِلَ العديد من الإخوة والأخوات بالفعل عمل الله في عصر الملكوت وهم يعيشون ضمن تيارِ عمل الروح القدُس الحالي، وظروفهم تتحسن شيئًا فشيئًا. بينما فقدَ أولئك الذين لم يواكبوا عملَ الله الجديد عملَ الرُّوحِ القدُس، ولذلك ليس لديهم كلام يُبشِّرون به وهم سلبيون وضعفاء. علينا الإسراع في مواكبة خطوات الله!" عند سماع هذا الكلام، تذكَّرتُ فجأة كلام زميلي الأعلى منزلةً مني الذي قال: "إذا قال أحدهم إنَّ الله قد جاء لِيقومَ بعملٍ جديدٍ وإنه قال كلامًا جديدًا فذلك انحراف عن الكتاب المقدس، والانحراف عن الكتاب المقدس يعني عدم الإيمان بالرب؛ بل يعني الردَّة". عند التفكير في هذا الأمر، قلت بجديةٍ شديدة: "ألا يقول لنا زملاؤنا الأعلى منزلةً في كثير من الأحيان إن الانحراف عن الإنجيل يعني عدم الإيمان بالرب؟ يجب أن تعرفا أن الانحراف عن الكتاب المقدس يعني الانحراف عن طريق الرب. كيف تجرؤان على محاولة وعظي بهذه الطريقة!" ووقفتُ غاضبةً وأنا أقول ذلك. قال الأخ لين: "لا تغضبي أيتها الأخت تشو. نحن نعلم أنك تؤمنين بالله بإخلاص وأنك غيورةٌ على إيمانك، ولهذا السبب نُخبرك عن عمل الله الجديد. لقد آمنَّا بالرب لسنوات عديدة، ألم نكُن نتطلَّعُ دائمًا إلى عودة الرب؟ لقد عاد الرب الآن وهو يؤدي عمل دينونة الأيام الأخيرة. هذا خبر رائع، وعلينا أن نسعى ونتحرَّى بجِدية وألا نُضيِّعَ فرصة الترحيب بالرب".دون أن أنتظرَ الأخ لين ليُنهِيَ كلامه، رفعتُ يَدِي وقاطعتُهُ بصوتٍ عالٍ قائلةً: "توقف، توقف، توقف! لا تقُل أي شيءٍ آخر، لَنْ أؤمن بما ينحرِفُ عن الكتاب المقدس. أنتما لا تلتزمان بطريق الرب، لكن يجبُ عليَّ أن أفعل ذلك". عندما رأيا أنني لم أكُن أصغي إليهما حقًّا، فلَمْ يكُنْ لديهما أيُّ خيار سوى المغادرة. وعادا عدة مرات في وقت لاحق، لكنني تجاهلتهما فحسب.

جاء الأخوان وانغ ولين إلى منزلي في وقت لاحق بصُحبةِ شقيقتين أخريين للتبشير بالإنجيل. في ذلك اليوم، كنتُ أُنقِّي الفاصولياء في المنزل بينما كان زوجي يعمل في الخارج، فرآهم قادمين وسمحَ لهم بالدخول إلى المنزل. بِمُجرَّدِ أن رأيتهم بدأت دقات قلبي تتسارع وقلتُ لِنَفسي: لماذا عادا مرة أخرى وجلبا معهما أختين أخريين؟ دخل الأربعة إلى المنزل وقالوا لي مرحبًا وبعد ذلك بدأوا بالشركة مع زوجي. شعرتُ بتوتُّرٍ أكبر وفكَّرتُ قائلة لِنفسي: "ما يُبشِّرون به مُنحرفٌ عن الكتاب المقدس، لذا عليَّ أن أراقبَ زوجي وألا أسمح له بِفَهمِ أي شيء يقولونه" أردتُ أن أطردهم، لكنني خشيتُ أن يغضبَ زوجي مني. كان كل ما استطعتُ فِعلَهُ هو التزام الصمت، ولم أنتبِه لأيِّ كلمة قالوها. لكنَّ زوجي كان يُصغي إليهم ويوميء برأسه ولَمْ يتمكَّن من منع نفسه من أن يقول: "نعم! هذا صحيح! نعم! هذه حقيقة الأمر. أنتم تشرحون ذلك طريقة جيدة جدًّا!" عندما رأيت أنهم أقنعوا زوجي، شعرت فجأة بالغضب وأشَرتُ إلى زوجي وقُلت: "ما هو الصحيح؟ كم قرأتَ من الكتاب المقدس؟ منذ متى وأنتَ تؤمن بالله؟ هل صلَّيتَ للرب؟ أنت تقول: "صحيح، صحيح، صحيح"، لكن ما مقدارُ فَهمِك؟" عندما أحدثتُ تلك الجلبة، خيَّم الصَّمتُ على الغرفة فجأة ونظرَ الجميع إلى بعضهم بعضًا. قال لي زوجي بسرعة: "لا تصرُخي، استمعي أولاً. هذا جيِّد بالنسبة لنا، إذا لم تستمعي، فكيف تعرفين ما إذا كان ما يقولونهُ صحيحًا أم خاطئًا؟" عندما رأيتُ أنني عاجزة عن منعهِ من الاستماع إليهم دفعتُ حبَّاتِ الفاصولياء بغضب جيئةً وذهابًا بِكِلتا يديّ مُتعمِّدة إصدار أصواتٍ مرتفعةٍ وفكَّرتُ قائلة لِنفسي: "أتظنني سأدعُكَ تستمع إليهم؟ لن أسمحَ لك بسماعِ أي شيء، سوف أضع حدًّا لهذا!" لكن إصدار أصواتِ ضجيجٍ مرتفعةٍ بحبَّات الفاصولياء لَم يمنع زوجي من الاستماع إلى الشركة. بل على العكس من ذلك، تحدَّث وضحك معهم الأربعة وكانت شركتهم أكثر انسجامًا. بعد فترة من الوقت، قال لي زوجي بسعادة: "آه يا لي، لقد عاد الرب حقًّا. كلام هذا الكتاب هو أقوال الله الشخصية! إنه رائع جدًّا! اذهبي واطبُخي لنا شيئًا نأكله يا لي". رمقتُهُ بنظرةٍ ولَم أرُدُّ عليه. وفي وقت لاحق، ترك الأخ لين بعض الأشرطة، وكتاب ترانيم، ونسخةً من كتاب الكلمة يظهر في الجسد مع زوجي ثم غادر. لم أتمكَّن من تحَمُّل الأمرِ أكثر من ذلك فقلتُ لزوجي: "كم مرة قال لنا زملاؤنا الأعلى منزلةً بأنه لكي نكون مؤمنين بالله، علينا ألا ننحرف عن الكتاب المقدس، وبأن الانحراف عن الكتاب المقدس يعني عدم الإيمان بالله. هل نسيت؟ لماذا لا تتخِذُ موقفًا بشأن هذه المسألة؟" قال زوجي دون تردد:" ما يقولونه ليس مُنحرِفًا عن الكتاب المقدس، بل هو أعلى وأعمق من الكتاب المقدس. وبالإضافة إلى ذلك، فإن عمل الله الجديد الذي ينشرونه يُحقِّقُ كلمة الرب ونبوءات سفر الرؤيا. بعد الاستماع إلى شركتهم، فهمت الأمور الكثيرة التي لم أكُن أفهمها من قبل في الكتاب المقدس واتَّضحت لي. إنجيل الله القدير الذي يشهدون له هو الطريق الصحيح. افتحي عينيكِ وانظري. لَم يبقَ سوى عددٌ قليلٌ من الناس في كنيستنا. أصبحت الكنيسة مهجورة. ومع ذلك، ما زلتِ تتمسَّكينَ بكلام الزملاء الأعلى منزلة. أليس هذا غباءً شديدًا؟ من الأفضل أن تُسارعي بالنَّظرِ في هذا الأمر". حين سمعتُهُ يقول هذا، قلتُ بغضب: "ماذا تعرف أنت؟ الانحراف عن الكتاب المقدس هو خيانة الرب. إذا لَمْ تلتزِم بالكتاب المقدس، فسأفعل أنا".

بعد ذلك، كان زوجي يقرأ الكتاب الذي تركه الأخ لين، الكلمة يظهر في الجسد، يوميًّا وبمُجرَّدِ أن يتسنى له الوقت لذلك. في أحد الأيام، استيقظ زوجي قبل الفجر لقراءة هذا الكتاب، وسمعته وأنا في حالة من الذهول وهو يقرأ ما يلي: "أنسيتَ بالحق ...؟ أنسيت...؟" ("كيفية تَعرّف بطرس على يسوع"). حين سمعتُهُ يقرأُ بصوتٍ عالٍ، شعرت ببعض الغضب وفكَّرتُ قائلة لِنفسي: إنه يقرأ في الصباح الباكر ولا يدعُ الآخرين ينامون! بعد قليل، سمعتُهُ يقرأُ ما يلي بصوتٍ خافتٍ: "لأن يسوع قبل أن يُصلَب قال لبطرس: "أنا لست من هذا العالم، وأنت أيضًا لست من هذا العالم" ("كيفية تَعرّف بطرس على يسوع"). غريب! لماذا ذُكر الرب يسوع في هذا الكتاب؟ هل سمعتُ خطأ؟ ثم سمعتُهُ يقرأُ بوضوح: "أنسيتَ بالحق ...؟ أنسيت...؟" عندما سمعتُ هذا، بدأ قلبي يخفق قليلاً ولم أعُد أستطيع النوم. قلتُ لِنَفسي: "من الذي قال هذه الكلمات؟ يا الله، هل أنت من يسألُني هذا السؤال؟ يبدو أنَّكَ تقول هذه الكلمات لي. إنها كلماتٌ لطيفة جدًّا! عليَّ أن أنهض بسرعة وأُعِدَّ طعام الإفطار، وبعد الإفطار، سوف أرى ماذا يقول هذا الكتاب في نهاية المطاف لأعرف ما إذا كان مُنحرِفًا فعليًا عن الكتاب المقدس أم لا، وما إذا كانت هذه كلمات الله أم لا".

بعد الإفطار، ذهب زوجي لقراءة الكتاب مرة أخرى. قلتُ لِنَفسي: لماذا لَم يطلُب مني قراءتَهُ معه؟ وقفتُ على الباب لفترة طويلة، لكن زوجي واصلَ قراءةَ الكتاب بِنَهَم ولم يلحَظْ وجودي، لذا ذهبتُ إلى المطبخ وذَرّعتُهُ جيئة وذهابًا. كنتُ أشعرُ بقلق شديد. أردتُ حقًّا قراءة ما هو مكتوب في الكتاب، فأطلَّيتُ برأسي إلى داخل الغرفة ورأيتُ زوجي وهو لا يزال يواصلُ قراءة الكتاب بِنَهَم. أردتُ أن أذهب إليه وأقرأهُ معه أيضًا، لكن عندما فكَّرتُ في المرات الكثيرة التي أتى فيها الإخوة والأخوات لِتبشيري وكيف أنني رفضت ذلك دائمًا، تساءلتُ عما إذا كان زوجي سينتقِدُني إذا بادَرتُ بالذهاب إليه وقراءة الكتاب، وإذا انتقدني، فسأشعر بالحرج الشديد! عندما فكَّرتُ في ذلك تراجَعْت. وبينما كنتُ أخطو جيئةً وذهابًا في الخارج، تذكَّرتُ الكلمات التي قرأها زوجي بصوتٍ عالٍ في الصباح وشعرتُ بقلقٍ أكبر. فكَّرتُ قائلة لِنفسي: هذا لَن يُجدي نفعًا، يجب أن أدخل وأرى ما هو محتوى هذا الكتاب. لكنني حين وصلت إلى الباب تراجَعْتُ مرة أخرى. لَمْ أكُن أعرف ماذا أفعل، كتُ مثل قطة على طوب ساخن. وأخيرًا، اتخذتُ قراري قائلة لِنفْسي: آه! الله يريدني أن أتكلَّم! من قال لي أن أتحدَّث بهذا الشكل وألا أسمع نصيحة زوجي؟ وهكذا تمالَكْتُ نفسي ودخلتُ إلى الغرفة، واستَجمَعْتُ شجاعتي وقُلتُ على نحو مُربِك: "هل لي أن أقرأه معَك؟". فألقى نظرة خاطفة عليَّ وبدا متفاجئًا جدًّا، ثم قال بابتهاج: "تعالي، تعالي! دعينا نقرأ معًا". تأثَّرتُ كثيرًا في تلك اللحظة؛ فزوجي لَمْ ينتقِدني كما تخيَّلت! وهدأ قلبي المُتلهِّفُ أخيرًا، وقرأتُ الكتاب مع زوجي بسعادة. لكن لَمْ تكُن الكلمات التي قرأتُها في الكتاب هي الكلماتُ نفسها التي سمعتُها في الساعات الأولى من الصباح! في ذلك الوقت خرج زوجي، وقلَّبتُ صفحاتِ الكتاب بسرعة، وفجأة رأيتُ ما كنتُ أبحثُ عنه، وقرأتُهُ بسعادةٍ وبصوت عالٍ: "كانت كلمات يسوع تشجّع بطرس بشكل رائع؛ ذلك لأن يسوع قبل أن يُصلَب قال لبطرس: "أنا لست من هذا العالم، وأنت أيضًا لست من هذا العالم". بعد ذلك عندما وصل بطرس إلى درجة كبيرة من الألم العظيم، ذكّره يسوع قائلًا له: "يا بطرس، هل نسيت؟ أنا لست من العالم، وقد رحلت عنه قبلك لأن لي عمل لا بُّد أن أعمله. وأنت أيضًا لست من العالم. هل نسيت؟ قلت لك مرتين، ألا تتذكر ذلك؟" أَنصتَ بطرس ليسوع ثم قال له: "لم أنس!" ثم قال يسوع: "لقد قضيتَ وقتًا سعيدًا من قبل في معيتي بالسماء، وقضيت فترةً من الزمن بجانبي. أنت الآن تفتقدني، وأنا أفتقدك. ومع أن المخلوقات لا تستحق ذكرها أمام عينيّ، كيف لي ألاّ أحب شخصًا بريئًا ومستحقًا للحب؟ هل نسيت وعدي؟ لا بُدّ أن تقبل المأمورية التي أسندتها لك على الأرض؛ ولا بُدّ أن تؤدي المهمّة التي ائتمنتك عليها. يومًا ما سوف أقودك بالتأكيد لتكون بجواري" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كيفية تَعرّف بطرس على يسوع). قرأتُهُ عدَّة مراتٍ وكنتُ كلما قرأتُهُ أشعرُ بأن هذه الكلمات ليست مُنحرفةً عن الكتاب المقدس. لقد كانت أكثر وضوحًا وشفافية من الكتاب المقدس. لكن زملائي الأعلى منزلة مني قالوا: "مَنْ ينشُرُ رسالةً مفادُها أن الله قادمٌ للقيام بعملٍ جديد، وأن الله يقولُ كلامًا جديدًا فإنه ينحرف عن الكتاب المقدس، والانحراف عن الكتاب المقدس هو انحراف عن طريق الرب". لكن ما قالوه لا يتَّفِقُ مع الحقائق، أليس كذلك؟ صلَّيتُ في قلبي قائلة: "يا الله، ماذا يعني كُلُّ ذلك؟ هلا نوَّرتَني وأرشدتني حتى أتمكن من فهم مشيئتك. ..."

بعد ذلك رأيتُ كلمات الله القدير التي تقول: "لسنوات طويلة، ظلَّت الوسائل التقليدية للإيمان (الخاصة بالمسيحية، وهي واحدة من الديانات الرئيسية الثلاث في العالم) لدى الناس تتمثل في قراءة الكتاب المقدس؛ فالابتعاد عن الكتاب المقدس ليس من الإيمان بالرب، لكنه بدعة، بل وهرطقة، وحتى عندما يقرأ الناس كتبًا أخرى، لا بُدَّ أن يكون تفسير الكتاب المقدس هو الأساس الذي تقوم عليه تلك الكتب. وهذا يعني أنك إذا قلتَ إنك تؤمن بالرب، فلا بُدَّ أن تقرأ الكتاب المقدس، بل وأن تأكله وتشربه أيضًا، ويجب ألا تقدس أي كتاب – دون الكتاب المقدس – لا يشتمل على الكتاب المقدس؛ حيث إنك إذا فعلتَ ذلك تخون الله. منذ أن وُجِدَ الكتاب المقدس، ظل إيمان الناس بالرب متمثلاً في الإيمان بالكتاب المقدس، وأصبح من الأفضل أن تقول إن الناس تؤمن بالكتاب المقدس بدلاً من أن تقول إن الناس تؤمن بالرب؛ وبدلاً من أن نقول إنهم بدأوا يقرأون الكتاب المقدس، أصبح من الأفضل أن نقول إنهم أصبحوا يؤمنون بالكتاب المقدس؛ وبدلاً من أن نقول إنهم عادوا إلى الرب، أصبح من الأفضل أن نقول إنهم عادوا إلى الكتاب المقدس. وبهذه الطريقة، أصبح الناس يعبدون الكتاب المقدس كما لو كان هو الله، أو كما لو كان هو واهب الحياة لهم، وفقدانه يمثل لهم فقدان الحياة. ينظر الناس إلى الكتاب المقدس بنفس سمو الله، بل إن هناك مَنْ يراه أكثر سموًا من الله. إذا كان الناس يفتقرون إلى عمل الروح القدس، ولا يستطيعون الشعور بالله، فحتى لو استطاعوا الاستمرار في الحياة، إلا أنهم بمجرد أن يفقدوا الكتاب المقدس أو يفقدوا الإصحاحات أو الآيات الشهيرة من الكتاب المقدس، فسوف يصير الأمر كما لو أنهم فقدوا حياتهم" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. بخصوص الكتاب المقدس (1)). لَمَسَت كلمات الله قلبي حقًّا. ألم تكُن هذه الكلماتُ تتحدَّثُ عني في الواقع؟ عندما أعود بتفكيري إلى بداية إيماني بالرب، أجِدُ أنني تمسَّكتُ بإيماني بهذه الطريقة. لقد تعاملتُ مع الكتاب المقدس باعتباره شريان الحياة. كان عليَّ أن أضعهُ في مكان مرتفع بعد كل مرة أقرأُه فيها خشيةَ أن يمَسَّهُ الأطفال. لقد اعتبرت أن الكتاب المقدس فوق كُلَّ شيءٍ آخر، وحتى إنني كنتُ أعتقدُ أن الانحراف عن الإنجيل هو خيانة للرب. هل كنتُ مخطئةً في القيام بذلك؟ واصلت القراءة بقلب يملؤه السعيُ من: "بخصوص الكتاب المقدس (1)" إلى "بخصوص الكتاب المقدس (4)". كنتُ كلما قرأتُ أكثر، شعرتُ بالاستنارة أكثر. جعلَني كلام الله القدير أفهم تمامًا. اتَّضحَ أن الكتاب المقدس كان مجرد سجلٍّ تاريخيٍّ لِعَملِ الله وشهادةٍ للمرحلتين الأوليين من عمل الله. تمامًا كما يُسجِّلُ العهد القديم العمل الذي أنجزه يهوه الله من خَلقِ العالم إلى نهاية عصر الناموس، ويُسجِّل العهد الجديد عمل الرب يسوع في عصر النعمة. عملُ الله جديد دائمًا وليس قديمًا أبدًا، ويتقدَّم دائمًا إلى الأمام. والآن قام الله بعمل جديد خارج الكتاب المقدس—هو عمل عصر الملكوت. وهذه المرحلة من العمل هي المرحلة الأخيرة من عمل خلاص الله للبشرية. من عصر الناموس، إلى عصر النعمة ثم إلى عصر الملكوت في الأيام الأخيرة، يتمُّ تنفيذُ المراحل الثلاث جميعها بواسطة إله واحد. لقد فتحَتْ قراءة كلمات الله القدير عينيَّ على الحقيقة، وقد متَّعتُ عينيَّ بقراءة تلك الكلمات! نعم، الله قديرٌ وحكيم جدًّا، فكيف يمكنه فقط القيام بالعمل المحدود المدوَّن في الكتاب المقدس؟ ومن كلمات الله القدير، رأيتُ حقًّا أن كلام الله وعمله في الأيام الأخيرة لم يُنكرا الكتاب المقدس، بل بدلاً من ذلك رفعا عمَلَ عصريّ الناموس والنعمة وعمَّقاهُما كما هو مُدوَّنٌ في الكتاب المقدس، وكُلُّ ما يفعله الله الآن يتماشى مع حاجة الناس الحالية. يقول أحد مقاطع كلام الله: "يجب أن تفهم لماذا يُطلَب منك اليوم ألا تقرأ الكتاب المقدس، ولماذا يوجد عمل آخر منفصل عن الكتاب المقدس، ولماذا لا يتطلع الله إلى ممارسة أحدث وأكثر تفصيلاً في الكتاب المقدس، ولماذا يوجد – بدلاً من ذلك – عمل أعظم خارج الكتاب المقدس. هذا ما يجب أن تفهموه كله. يجب أن تعرف الفارق بين العملين القديم والجديد، وأن تكون قادرًا على التمييز بينهما حتى لو لم تقرأ الكتاب المقدس؛ لأنك لو لم تتمكن من ذلك، فسوف تظل تعبد الكتاب المقدس، وسوف يصعب عليك أن تدرك العمل الجديد وأن تخضع لتغيرات جديدة. لما كان هناك طريق أسمى، فلماذا تدرس ذلك الطريق المتدني القديم؟ ولما كانت هناك أقوال حديثة وعمل أحدث، فلماذا تعيش وسط سجلات تاريخية قديمة؟ بمقدور الأقوال الحديثة أن تكفيك، وهو ما يُثبِت أن هذا هو العمل الجديد؛ فليس بوسع السجلات القديمة أن تشبعك أو تلبي احتياجاتك الحالية، وهو ما يُثبِت أنها مجرد تاريخ وليست عمل الوقت الراهن. الطريق الأسمى هو العمل الأحدث، ويظل الماضي – بغض النظر عن سمو طريقه – في ظل وجود العمل الجديد يمثل تاريخ أفكار الناس، ويظل يمثل الطريق القديم مهما كانت قيمته كمرجع. يظل الطريق القديم تاريخًا رغم أنه مُسجَّل في "الكتاب المقدس"، كما يظل الطريق الجديد هو طريق الوقت الراهن حتى ولو لم يكن مسجلاً في "الكتاب المقدس". يستطيع هذا الطريق أن يُخلِّصك وأن يغيرك، ذلك لأنه عمل الروح القدس" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. بخصوص الكتاب المقدس (1)). في هذه اللحظة، رأيت النور فجأة ، وأدركتُ السبب في أنني كنت دائمًا أتمسَّكُ بالكتاب المقدس، ومع ذلك فإن روحي كانت تزدادُ سلبية إلى حدِّ أنه لَمْ يَعُد في جُعبَتي أيُّ أشياءَ أعِظُ بها، وأدركتُ أن الإخوة والأخوات كانوا أيضًا يزدادون ضعفًا إلى حدِّ أنهم حتى لَمْ يحضُروا الاجتماعات، في حين أن هؤلاء الإخوة والأخوات الذين قبلوا إنجيل ملكوت الله القدير كانوا مملوئين بالإيمان. بغض النظر عن الطريقة التي عاملتُهُم بها، لَمْ يكونوا أبدًا سلبيين أو مُحبَطين، ومع ذلك استمرُّوا بالمجيء لِتبشيري بالإنجيل مرارًا وتكرارًا. السبب في ذلك هو أنَّ ما كنتُ أتشبَّثُ به هو عملُ الله السابق. لقد كانت الطريقة القديمة التي فقدَتْ عمل الروح القدس منذ وقت طويل. ومع ذلك، فإن الإخوة والأخوات من كنيسة الله القدير قد قبلوا قيادةَ عملِ الله الجديد، وتلقَّوا إمداد كلامِ الله الحاليِّ، وحصلوا على عمل الروح القدس. كان هذا هو الفرق بين الطريقة الجديدة والطريقة القديمة. كان هذا هو السبب الجذري لِتراجُعِ العالم الديني، وازدياد كنيسة الله القدير ازدهارًا أكثر فأكثر. صلَّيت لله قائلة: "يا رب، الآن أفهم أخيرًا أنك قد عُدتَ بالفعل، وأنك منحتنا طريقًا جديدًا، ومصدرًا جديدًا للحياة. أشكرك".

في هذا الوقت كانت مشاعري موزَّعة بين الشعور بالسعادة والشعور بالضيق. كنتُ سعيدةً لأن الله لَم يتخلَّ عني على الرغم من أنني مُتمرِّدةٌ وعاصيةٌ جدًا، وأنهُ استخدمَ هذه الطريقة الخاصة المُتمثِّلةَ بِقراءة زوجي لكلام الله بصوتٍ عالٍ لِيَجعلَني أسمعُ صوت الله. لقد كانت تلك حقًّا محبة الله وخلاصه لي! وشعرتُ بالضيق لأنني كنتُ لسنوات عديدة أتطلَّعُ إلى عودة الرب، لكنني لم أُفكِّر مُطلقًا في احتماليةِ أن أرفُضَ الرب عندما عاد وقرَعَ باب منزلي. لقد قطع هؤلاء الإخوة والأخوات كُلَّ هذا الطريق مرارًا وتكرارًا من أجل تبشيري بالإنجيل، لكنني لَمْ أقُم إلا بتجاهُلِهم. لقد قاموا بالشركة مع زوجي، لكنني سخرتُ منهم وأزعجتُهُم عمدًا.... عند التفكير في هذا، شعرتُ بألمٍ في قلبي ولَمْ أستطع منعَ عينيَّ من ذَرفِ الدموع. ركعتُ أمام الله وصلَّيتُ له قائلة: "يا الله القدير، لقد كنت مُخطئة. ظللتُ مُتمسِّكةً بالكتاب المقدس لسنواتٍ عديدة واعتقدتُ أن الانحراف عن الكتاب المقدس يعني عدم الإيمان بالله. لقد تعاملتُ مع الكتاب المقدس باعتبارهِ اللهَ ورفضتُ عملكَ الجديد مرارًا وتكرارًا، ورفضتُ مجيئك. كنتُ شديدة العَمى. والآن أنا على استعداد لِوضعِ الكتاب المقدس جانبًا، واتِّباعِ عملكَ الجديد، والاستماع إلى كلامكَ من العصر الجديد. لن أكون أبدًا معادية لك مرَّةً أخرى، ولستُ على استعداد لِتدميرِ حياتي بالكامل بسبب مفاهيمي وتصوراتي. يا الله، أرغب في اتخاذ قرار ألا وهو: أن أتعاون معك، وأُحضِرَ مَن يؤمنون بك حقًّا في الكنيسة لِينضمُّوا إلى عائلتك حتى أعوِّضَ ما أدينُ لك به".

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

اتباع خطى الحمل

"بما أن الإنسان يؤمن بالله، يجب عليه أن يتبع خطى الله، خطوة بخطوة؛ ينبغي عليه أن "يتبع الحمل أينما يذهب." فقط أولئك الناس الذين يطلبون...

اترك رد