عواقب السعي إلى حفظ الذات

2023 فبراير 5

تمّ نقل الأخت غوان شين للاضطلاع بمتابعة عمل كنيستنا في 2019. التقيت بها قبل عامين، وعند الاختلاط بها مجددًا، تبيّن لي أنها ما زالت كما كانت. خلال الاجتماعات، كانت تشارك دائمًا التعاليم، وليس الاختبارات أو فهم كلام الله. عندما كانت ترى أن الآخرين يكافحون في عملهم، لم تكن تدخل في شركة عن الحق لحل المسائل، بل تكتفي بلومهم وتوبيخهم. لم يحرم ذلك الإخوة والأخوات من طريق للممارسة، بل أدّى أيضًا إلى التضييق عليهم. عندما كان بعض الأشخاص غير قادرين على إجراء تغيير فوري لحالتهم السلبية، كانت الأخت غوان شين تزجرهم وتؤنّبهم، ما كان يؤدي إلى التضييق على الإخوة والأخوات، وخسارة بعضهم الثقة في القيام بواجب ما. كانت تتبجح غالبًا بأنها تخلت عن وظيفتها وعائلتها، وبأنها عانت ودفعت ثمنًا. ونتيجة لذلك، كان العديد من الأعضاء الجدد في الكنيسة، الذين لم يكن لديهم تمييز، يبجّلونها حقًّا. في ذلك الوقت، لم يكن عمل الكنيسة على ما يرام، ولم تكن حال الإخوة والأخوات بخير. لاحقًا، اكتشفت أن شمّاسة الإنجيل الأخت لي شياو، لم تكن تحمل عبئًا في واجبها أو تقوم بأي عمل عملي، كما أنها لم تتغيّر إطلاقًا رغم الكم الكبير من الشركة والنقد، لا بل أنها أضحت سلبية ومقاومة. كان ذلك بمثابة إعاقة لعملنا الإنجيلي، وكان ينبغي استبدالها. تحدثت إلى الأخت غوان شين عن هذه الأمور، لكنها كانت تشعر أنه يصعب إيجاد بديل مناسب لتولّي المنصب وأصرّت على عدم استبدالها. حتى أنها سألتني بنبرة عالية: "منذ اكتشاف مشاكل الأخت لي شياو، كم مرة حاولت مساعدتها بمحبة؟ هل أتممت مسؤولياتك؟ لا تكوني متكبرة جدًا، بل انظري إلى الإمكانيات التي يتمتع بها الآخرون!" ينبغي تقديم المساعدة المُحِبّة للأشخاص الذين يمكنهم قبول الحق. وينبغي أن يُستبدل فورًا الشخص الذي لا يقبل أي شركة وتغيير. في البداية، تشبّثت بوجهة نظري، ولكن الأخت غوان شين خالفتني الرأي، فساورني القلق وبدأنا بالتحاجج. نصحني بعض الإخوة والأخوات الآخرين هناك بعدم محاولة غلبتها، فشعرت بالاستياء نتيجة لذلك. لم يكن لدى أحد أي تمييز بشأن أقوالها، فإذا استمررت في الإصرار على تنحية الأخت لي شياو، فقد يقولون إنني متكبّرة وعنيدة، وإنني أعطّل عمل الكنيسة. لذا، لم أقل شيئًا.

بعدها تعيّن علينا انتخاب قائدة عليا وطُلب منا اقتراح أسماء لمرشحين مناسبين. أراد بعض الإخوة والأخوات أن يوصوا باختيار الأخت غوان شين. فكّرت أنها كانت تميل إلى إنجاز الأمور على طريقتها من دون طلب المبادئ، وأنها كانت تكتفي بالتحدث عن التعاليم، وأنها كانت غير قادرة على حل المشاكل العملية للآخرين. لم تكن مرشّحة مناسبة. كان ينبغي عليّ الدخول في شركة عن تمييز الآخرين. لكنني دخلت في صراع مع الأخت غوان شين بشأن تغيير شماسة الإنجيل وظن الآخرون أنني كنت أريد غلبتها. فلو قلت إن الأخت غوان شين كانت مرشّحة غير مناسبة، أما كانوا ليقولوا إنني كنت أنتهز تلك الفرصة للاقتصاص منها وتحجيمها؟ فكّرت: "حسنًا، لأبتعدنّ عن المشاكل. يمكنهم انتخاب الأخت غوان شين إذا أرادوا، وسأكتفي بعدم التصويت لها". ولكن عندما حان وقت كتابة التقييمات، شعرت بالقلق. كان لدى الجميع أشياء جيدة بالفعل ليقولوها عن الأخت غوان شين، ولذا إذا كتبت رأيي بصراحة، ستعلم القائدة أنني كنت أعلم تمامًا أنها لم تكن مرشّحة مناسبة، ومع ذلك لم أعقد شركة عن الحق مع الآخرين، ولم أقترح المرشحين الذين كانوا منسجمين مع المبادئ. ألم تكن القائدة لتقول إنني لم أكن أدعم عمل الكنيسة؟ وألم تكن لتحجم عن تدريبي؟ شعرت وكأنني عالقة بين المطرقة والسندان. لذا، قررت أن أساير التيار الغالب. وعليه، اكتفيت في تقييمي بالكتابة عن الجوانب الإيجابية للأخت غوان شين، وخادعت بقولي إنها كانت تسعى وراء الحق، وإنها تتمتع بطبيعة بشرية صالحة، وإنها محبّة للآخرين، وعندما كانت ترى الفساد فينا، كانت تجد كلمات الله المناسبة لمساعدتنا. بعد كتابة ذلك التقييم، شعرت في الواقع باليأس، وراودني إحساس بالذنب. كذلك لم أعد أحصل على أي استنارة عندما كنت أقرأ كلام الله بعدئذ، وكنت أشعر بالجفاف في واجبي، ومع ذلك لم أتفكرفي نفسي. كنت أتشبث أيضًا بفكرتي الخاصة عن الحظ. في ظل وجود مثل ذلك العدد الكبير من المرشحين، قد لا يتم انتخابها. وإذا لم تُنتخب، لن يرَ تقييمي الخاطئ النور. علمت لاحقًا أن الأخت غوان شين انتُخبت فعلًا قائدة عليا. صُدمت، وشعرت باستياء بالغ. هل تم تضليل الناس من خلال جميع التقييمات الإيجابية التي أعطيت لها؟ رغم ذلك ظللت أفتقر إلى الشجاعة لإخبار القائدة بالحقيقة، لذا كنت أكتفي بتعزية نفسي بالقول إنه إذا لم تكن الأخت غوان مناسبة حقًّا للقيادة، فسيكشفها الله. كان ذلك ما اعتقدته، لكنني ظللت أشعر بعدم الراحة.

بعد حوالي شهر، وجّهت إحدى القائدات رسالة إلينا، تطلب فيها منا إعادة كتابة تقييم للأخت غوان شين. أدركت أن ذلك يعزى على الأرجح إلى بروز مشاكل في واجبها كقائدة عليا. كنت خائفة، ورأيت أيضًا أن القائدة استشهدت ببعض من كلمات الله في رسالتها. يقول الله، "اتّبع طريق الله: إلى ماذا يشير "طريق الله"؟ اتّقاء الله والحيدان عن الشر. وما معنى اتّقاء الله والحيدان عن الشر؟ عندما تُجري تقييمك لشخص ما مثلًا، فإن هذا يتعلق باتّقاء الله والحيدان عن الشر. كيف تُقيِّمه؟ (ينبغي أن نكون صادقين وعادلين ومنصفين، وينبغي ألا يكون كلامنا مبنيًا على المشاعر). عندما تقول ما تعتقده بالضبط وما رأيته بالضبط، فأنت صادق. وفوق كل شيء، فإن ممارسة الصدق تعني اتّباع طريق الله. هذا ما يُعلِّمه الله للناس. هذا هو طريق الله. ما هو طريق الله؟ اتّقاء الله والحيدان عن الشر. هل الصدق جزء من اتّقاء الله والحيدان عن الشر؟ وهل هو اتّباع طريق الله؟ (نعم). إذا لم تكن صادقًا، فإن ما رأيته وما تعتقده ليس هو نفسه ما يخرج من فمك. يسألك شخص ما: "ما رأيك في ذلك الشخص؟ هل يتحمل مسؤولية عمل الكنيسة؟" فتجيب: "إنه جيد جدًا، ويتحمل مسؤولية أكثر مني، ومقدرته أفضل من مقدرتي، وإنسانيته جيدة أيضًا، وهو ناضج ومستقر". ولكن هل هذا هو ما تفكر به في قلبك؟ إن ما تفكر فيه في الواقع هو أنه على الرغم من أن هذا الشخص يتمتع بالمقدرة، فهو غير موثوق به وماكر إلى حد ما وأناني للغاية. هذا ما تفكر به حقًا في عقلك، ولكن عندما يحين وقت الكلام يخطر ببالك: "لا يمكنني قول الحق، وينبغي ألا أسيء إلى أي شخص"، ولذلك سرعان ما تقول شيئًا آخر، وتختار كلمات لطيفة لتقولها عنه، ولا شيء مما تقوله هو ما تعتقده حقًا، فهذا كله أكاذيب ورياء. هل هذا يدل على أنك تتّبع طريق الله؟ لا. لقد سلكت طريق الشيطان، طريق الشياطين. ما هو طريق الله؟ إنه الحق، وهو أساس سلوك الناس، وهو طريق اتّقاء الله والحيدان عن الشر. على الرغم من أنك تتحدث إلى شخص آخر، فإن الله أيضًا يستمع ويراقب قلبك ويُمحص قلبك. يستمع الناس إلى ما تقوله، لكن الله يمحص قلبك. هل يمكن للناس تمحيص قلب الإنسان؟ في أفضل الأحوال، يمكن للناس أن يروا أنك لا تقول الحق. يمكنهم رؤية ما هو ظاهر. الله وحده يستطيع أن يرى ما في أعماق قلبك، والله وحده يستطيع أن يرى ما تفكر فيه، وما تخطط له، والمخططات الصغيرة التي لديك في قلبك، والطرق الغادرة، والأفكار المخادعة. عندما يرى الله أنك لا تقول الحق، ما رأيه فيك وما تقييمه عنك؟ أنك في هذا لم تتبع طريق الله لأنك لم تقل الحق. إذا كنت تمارس وفقًا لمتطلبات الله، لكنت قد قلت الحق: "إنه شخص يتمتع بالمقدرة، ولكنه غير موثوق به". وسواء كان هذا التقييم موضوعيًا أو دقيقًا أم لا، فقد نبع من القلب وكان صحيحًا؛ إنهما وجهة النظر والموقف اللذان كان يجب عليك التعبير عنهما. لكنك لم تفعل ذلك – فهل كنت تتّبع طريق الله؟ (لا). إذا لم تقل الحق، فهل سيكون من المفيد لك التأكيد على أنك تتّبع طريق الله وتُرضي الله؟ هل سيبالي الله بصراخك؟ هل سيبالي الله بكيفية صراخك أو مدى صراخك أو مدى عظمة إرادتك؟ هل سيبالي بعدد المرات التي تصرخ فيها؟ إنه لن يبالي. ينظر الله إلى ما إذا كنت تمارس الحق، وما تختاره، وكيف تمارس الحق عندما تحل بك مشكلات. إذا كان اختيارك هو الحفاظ على العلاقات، والحفاظ على اهتماماتك الخاصة وصورتك، وكان يهدف بالجملة إلى الحفاظ على الذات، فسوف يرى الله أن هذه هي وجهة نظرك وموقفك عندما يصيبك شيء ما، وسوف يُجري تقييمًا عنك: سوف يقول إنك لا تتّبع طريقه" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. أهم شيء في الإيمان بالله هو ممارسة الحق). حرّكت قراءة كلام الله مشاعري. لم أتعامل أبدًا مع كتابة التقييمات بوصفها مسألة ذات أهمية كما أنني لم أتقصّ أبدًا الحقائق التي ينبغي عليّ ممارستها في هذا الخصوص. ولم أتفكر بالفعل فيما إذا كنت أظهر أي دوافع خاطئة أو فساد عند كتابتي لهذا التقييم، وإذا كنت أتمتع بقلب به مخافة الله، وأقيّمها بموضوعية. عندها أدركت أن مسألة كتابة التقييمات تتعلق بما إذا كان المرء يخشى الله ويدعم عمل الكنيسة أم لا. كنا بصدد انتخاب قائدة عليا، الذي يؤثر على عمل العديد من الكنائس، وعلى دخول الإخوة والأخوات في الحياة. إن كتابة تقييم غير عادل بواسطة كلمات كاذبة قد يؤدي إلى تضليل الآخرين، كما أن انتخاب شخص غير مناسب قد يعطّل عمل الكنيسة، ويلحق الضرر بدخول الإخوة والأخوات في الحياة. كنت أعرف أن الأخت غوان شين لم تكن مرشحة مناسبة للقيادة العليا، ولكن من أجل الحفاظ على هيبتي ومكانتي، وخوفًا من أن يقول الآخرون إنني كنت أسعى إلى الانتقام منها وقمعها، التزمت الصمت. كنت أستطيع كتابة تقييم صادق والتبليغ عن الوضع الفعلي للأخت غوان شين، لكنني كنت أخشى أن تقول القائدة إن لديّ تمييز لكنني كنت أمتنع عن مشاركته مع الآخرين، وإنني لم أكن أدعم عمل الكنيسة، كما كنت أخشى أن يؤثر ذلك على رأيها بي. لذا استخدمت وسائل ماكرة، وكتبت في تقييمي أمورًا منافية للحقائق. قلت إن الأخت غوان شين شخص تسعى وراء الحق وتقوم بعمل حقيقي. إن ما كتبته لم يكن صحيحًا على الإطلاق. كنت مخادعة وماكرة جدًّا. يطلب منّا الله أن نكون صادقين، وأن نتكلم وفقًا للحقائق وبشكل مناسب. لكنني كذبت بشأن مسألة تماثل في أهميتها انتخاب قائدة. لم يكن لديّ أي تقوى تجاه الله. كنت أعيش بموجب طبيعة شيطانية. لقد بدأ إبليس بالكذب هكذا. كنت أناقض الحقائق، وأكذب، وكان ذلك في الواقع بمثابة طبيعة شيطانية! لم أكن أراعي عمل الكنيسة، بل كتبت تقييما ينافي الحقائق، وضللت الإخوة والأخوات لينتخبوا شخصًا غير مناسب. كان ذلك خداعًا لله وإساءة إلى شخصيته. كان ذلك الإدراك مخيفًا بالنسبة لي.

لاحقًا، قرأت هذا المقطع من كلام الله: "بمجرد أن يصبح الحق حياة فيك، عندما ترى شخصًا يجدف على الله، ولا يخشى الله، وتراه مهملًا في أداء واجبه، أو يعطِّل عمل الكنيسة ويزعجه، فإنك ستستجيب وفقًا لمبادئ الحق، وستكون قادرًا على التعرف عليهم وكشفهم حسب الضرورة. إذا لم يصبح الحق حياتَك، وظللتَ تعيش ضمن نطاق شخصيتك الشيطانية، فإنك عندما تكتشف الأشرار والشياطين الذين يعطلون ويزعجون عمل الكنيسة، ستغض الطرف وتصمُّ أذنيك؛ وتتجاهلهم دون وخزٍ من ضميرك. حتى إنك ستعتقد أن أي شخص يسبب الإزعاج لعمل الكنيسة لا علاقة لك به. مهما كانت معاناة عمل الكنيسة ومصالح بيت الله، فأنت لا تهتم أو تتدخل أو تشعر بالذنب؛ مما يجعلك شخصًا بلا ضمير أو إحساس، وغير مؤمن، وعامل خدمة. تأكل ما هو لله، وتشرب ما هو لله، وتتمتع بكل ما يأتي من الله، ولكن تشعر أن أي ضرر لمصالح بيت الله لا علاقة لك به؛ مما يجعلك خائنًا، تعض اليد التي تطعمك. إذا كنت لا تحمي مصالح بيت الله، فهل أنت إنسان يا تُرى؟ هذا شيطان تسلل إلى الكنيسة. تتظاهر بالإيمان بالله، وتتظاهر بأنك شخص مختار، وتريد أن تستغل بيت الله. أنت لا تعيش حياة إنسان، ومن الواضح أنك من غير المؤمنين" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمتلك قلوبًا تتقي الله إلّا الذين يخضعون له بصدق). كانت إعلانات كلام الله مؤثرة حقًّا بالنسبة لي. كنت أشبه بالخائنة التي تعض اليد التي تطعمها، حسبما ذكر الله. كنت آكل وأشرب كلام الله، وأستمتع بكل قوْته، ومع ذلك لم أكن أدعم عمل الكنيسة. بدلًا من ذلك، كنت أتصرف انطلاقًا من مصلحتي الخاصة فحسب، وأحجم عن ممارسة الحقائق التي كنت أعرفها جيّدًا، ما أدّى إلى تضليل الآخرين لينتخبوا قائدة كاذبة. ألم يكن ذلك إضرارًا بعمل الكنيسة، وبغيري من الإخوة والأخوات؟ كلما كنت أفكر في ذلك أكثر، كنت أكره نفسي أكثر لكوني مخادعة وحقيرة. كنت أريد أن أحمي نفسي فحسب، وليس عمل الكنيسة. لم أكن أشبه إطلاقًا المؤمن الحقيقي. شعرت بالظلام والانحطاط في داخلي. لم أكن أستنير بكلام الله أو أحقق أي شيء في واجبي. كان الله يحجب وجهه عني. لو استمررت في التصرف كخائنة ترفض التوبة، لكان الله استبعدني حتمًا. شعرت حقًّا بشخصية الله البارّة التي لا تحتمل أي إثم من البشر، وكرهت نفسي لعدم ممارستي الحق. صلّيت إلى الله، وأنا على استعداد للتوبة وممارسة الحق، للتعويض عن انتهاكي!

قرأت هذا المقطع من كلام الله: "لأن كل من يؤدي واجبه، بغض النظر عن مدى عمق فهمه للحق أو ضحالته، فإن أبسط طريقة للممارسة للدخول في حقيقة الحق هي التفكير في مصالح بيت الله في كل شيء، والتخلِّي عن الرغبات الأنانية، والنوايا الفردية، والدوافع، والتكبر، والمكانة. ضع مصالح بيت الله أولًا – هذا أقل ما يجب أن يفعله المرء. إذا كان الشخص الذي يقوم بواجبه لا يستطيع حتى القيام بهذا، فكيف يمكن أن يُقال إنه يؤدي واجبه؟ هذا لا يعني أداء الشخص لواجبه. عليك أولًا أن تراعي مصالح بيت الله، وتراعي مشيئة الله، وتراعي عمل الكنيسة، وأن تضع هذه الأمور في المقام الأول وفي الصدارة؛ فقط بعد ذلك يمكنك أن تفكِّر في استقرار مكانتك أو كيف يراك الآخرون. ألا تشعر أن الأمر يصبح أسهل قليلًا عند تقسيمه إلى هذه الخطوات وتقديم بعض التنازلات؟ إذا مارست بهذه الطريقة لفترة من الوقت، فستشعر بأن إرضاء الله ليس صعبًا. ينبغي أن تكون قادرًا على الاضطلاع بمسؤولياتك، وتأدية التزاماتك وواجباتك، ووضع رغباتك الأنانية جانبًا، ووضع نواياك وحوافزك جانبًا، ومراعاة إرادة الله، وإعطاء الأولوية لمصالح بيت الله، وعمل الكنيسة والواجب المفترض أن تؤديه. بعد اختبار هذا لفترةٍ من الوقت، ستشعر بأنّ هذه طريقة جيدة للتصرف: هذا عيش ببساطة وأمانة، من دون أن تكون شخصًا وضيعًا أو عديم الفائدة، فتعيش بإنصاف وشرف بدل أن تكون وضيعًا و سافلًا؛ ستشعر بأنّ الإنسان ينبغي أن يعيش ويتصرّف هكذا. تدريجيًا، ستتضاءل الرغبة داخل قلبك في تعظيم مصالحك" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن كسب الحرية والتحرير إلّا بتخلص المرء من شخصيته الفاسدة). وجدت في كلام الله طريقًا للممارسة. ينبغي علينا دائمًا إعطاء الأولوية لعمل الكنيسة، وعندما تتناقض مصالحنا الشخصية مع عمل الكنيسة، علينا أن نهمل أنفسنا، وأن نضع مصالحنا الشخصية جانبًا، وأن نفضّل واجبنا ومسؤولياتنا. طُلب مني هذه المرة إعادة كتابة التقييم، وسأتوب إلى الله. لم أكن أستطيع الاستمرار في مراعاة رأي الآخرين بي، أو مواصلة حماية نفسي. كان ينبغي عليّ أن أكتب الحق وأن أكون صادقة.

صارحت الإخوة والأخوات بعد ذلك. أخبرتهم عن فسادي، وعن تفكّري في نفسي، وعما تعلمته. دخلت أيضًا في شركة معهم بشأن مبادئ انتخاب القادة، التي تشدّد على ضرورة انتخاب أشخاص يتقصّون الحق، ويتمتعون بطبيعة بشرية صالحة، ويمكنهم القيام بعمل عملي. عند مقارنة تلك المبادئ بوضع الأخت غوان شين، ربحَ الجميع تمييزًا وشعروا أنهم مستعدّون لإعادة كتابة التقييم. تمكنت أيضًا من كتابة تقييم دقيق بناء على السلوك المتسق للأخت غوان شين. لقد منحني تطبيق تلك المبادئ شعورًا بالسلام.

تلقيت رسالة من القائدة في ذلك اليوم عينه، تقول فيها إن الأخت غوان شين قد أُعفَيت. أضافت أيضًا أن الأخت غوان شين كانت متكبّرة ومستبدّة وغير متعاونة في ذلك المنصب، ما أعاق مشاريع كثيرة للكنيسة، كما أنها استخدمت منصبها لقمع الآخرين، فأصبحوا سلبيين نتيجة لذلك. كانت تلك الأمور التي أوردتها الرسالة أشبه بالصفعة تلو الأخرى على وجهي. شعرت بالتعاسة، وصرت عاجزة عن التفكير. كنت أعلم فحسب أنني أسأت بالفعل إلى الله، وأنني كنت شريكة في انتهاكات قائدة كاذبة. لقد تصرّفَت بهذه الطريقة في السابق، وكان لديّ تمييز لذلك، لكنني لم أكتفِ بعدم التبليغ عنها، بل أتحت للإخوة والأخوات الآخرين أن يوصّوا بها لتصبح قائدة عليا. أدركت أنني لم أكن أشعر بأي مسؤولية تجاه عمل الكنيسة. كنت أساعد في الخفاء قائدة كاذبة على فعل الشر ومفاقمة الأمور. حتى أنني كنت أجد لنفسي التبريرات لعدم ممارسة الحق. شعرت أن الله كان سيكشف ما أعرفه، حتى لو أحجمت عن التبليغ عنه. إن الله يبيّن جميع الأمور، لكن ينبغي علينا أوّلًا أن نفي بواجباتنا، وأن نكشف عن القادة الكاذبين وندعم عمل الكنيسة. لكنني اكتفيت بالانتظار، ورغبت في أن يتصرف الله، وأن يبادر إلى كشفها. لم أقم بواجبي ومسؤوليتي. لقد أضرّ ذلك كثيرًا بعمل الكنيسة وبدخول الإخوة والأخوات في الحياة. كانت حالتي تزداد سوءًا كلما فكرت في ذلك. كنت أعرف أنه لم يكن بالإمكان التعويض عن إساءتي. في ألمي، توجهت إلى الله بالصلاة والتوبة. أردت كذلك أن أعرف لِم كنت أسعى إلى حماية مصالحي الخاصة بمجرد مواجهتي مشكلة ما. وأين تكمن جذور المشكلة؟

قرأت هذا المقطع في عباداتي: "كانت طبيعة الشيطان هي التي تتولى القيادة وتسيطر علي الناس من داخلهم، حتى اختبروا عمل الله وفهموا الحق، فما هي الأمور المحددة التي انطوت عليها تلك الطبيعة؟ على سبيل المثال، لمَاذا أنت أناني؟ لمَاذا عليك حماية منصبك؟ لمَاذا لديك مثل هذه العواطف القوية جدًّا؟ لمَاذا تستمتع بتلك الأمور الآثمة؟ لمَاذا تحبّ تلك الشرور؟ علام يستند غرامك بهذه الأمور؟ من أين تأتي هذه الأمور؟ لماذا تسعد كثيرًا بقبولها؟ الآن فهمتم جميعًا أنّ هذه الأمور تعود بالدرجة الأولى إلى سمّ الشيطان الموجود داخل الإنسان. ما هو إذًا سُمُّ الشيطان؟ وكيف يمكن التعبير عنه؟ على سبيل المثال، إذا سألت قائلًا: "كيف يجب أن يعيش الناس؟ ما الذي يجب أن يعيش الناس من أجله؟" سيجيب الناس: "اللهم نفسي، وكُلٌ يبحث عن مصلحته". إن هذه الجملة الواحدة تعبّر عن أصل المشكلة. فلقد أصبحت فلسفة الشيطان ومنطقه حياة الناس. بغض النظر عما يسعى إليه الناس، فإنهم يفعلون ذلك من أجل أنفسهم، ومن ثَمَّ يعيشون من أجل أنفسهم فحسب. "اللهم نفسي، وكُلٌ يبحث عن مصلحته" – هذه هي فلسفة حياة الإنسان، وهي تمثّل الطبيعة البشرية أيضًا. لقد أصبحت تلك الكلمات بالفعل طبيعة البشرية الفاسدة، والصورة الحقيقية لطبيعة البشرية الشيطانية الفاسدة، وقد أصبحت هذه الطبيعة الشيطانية أساس وجود البشرية الفاسدة. عاشت البشرية الفاسدة عدة آلاف من السنين على سُمِّ الشيطان هذا، وحتى يومنا الحاضر" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. كيف تسلك طريق بطرس؟). أظهر لي كلام الله أنني ورغم إيماني، لم أكن أتعامل مع حقّ كلام الله بوصفه معيارًا لحياتي. كنت لا أزال أعيش بحسب مفاهيم الشيطان، بما في ذلك "اللهم نفسي، وليبحث كل مرء عن مصلحته فقط" و"الربح يأتي أوّلًا،" و"احمِ نفسك، واسعَ لتفادي اللوم". كنت أعيش بحسب هذه السموم الشيطانية. كنت أشعر أنه ينبغي على الناس أن يراعوا أنفسهم أوّلًا في الحياة، وأن يتعلموا كيفية حماية مصالحهم الخاصة حتى لا يلحق بهم ضرر. إن تلك بمثابة الطريقة الوحيدة ليكون المرء ذكيًّا، وليتجنب الأذى. لكن من خلال هذا الدرس رأيت أن العيش بموجب هذه السموم الشيطانية ربما يكون قد حمى مصالحي الخاصة مؤقّتًا، لكنه جعلني أتخلى عن أبسط مقومات حياتي ككائن بشري. أصبحت أنانية وماكرة وحقيرة، حتى أنني خالفت ضميري، ولم أكن صادقة. أصبحت إنسانًا بلا شخصية أو كرامة، وغير جديرة بالثقة، وفي نهاية المطاف أضررت بحياة الإخوة والأخوات وأعقت عمل الكنيسة، وارتكبت انتهاكًا لا يمكنني التعويض عنه أبدًا. كرهت مدى عمق إفساد الشيطان لي، وكيفية تصرفي بلا ضمير وعدم استحقاقي للعيش أمام الله. لقد أظهرت لي هذه التجربة أنني لم أكن أفهم الله على الإطلاق، ولم أكن أؤمن بأنه يفحص باطن جميع الأشياء. كنت قلقة من أنني إذا دخلت في شركة مع الآخرين بشأن تمييزي للأخت غوان شين، سيعتقدون أنني كنت أحاول الانتقام منها، وقمعها عمدًا. ولكن في بيت الله، الحق يتسلّط، والله يرى جميع الأشياء. طالما أن قلبي في المكان الصحيح وأنني أتصرف وفقًا للمبادئ، سيدعمني الآخرون عندما يفهمون الحقّ. وحتى لو أساء بعضهم فهمي في البداية، سأكون قد قمت بواجبي أمام الله وسيكون ضميري مرتاحًا. عند فهمي ذلك، أصبحت أكثر سلامًا، وقررت أنني سأتشبث بالمبادئ حتمًا في المستقبل.

إثر ذلك، فكرت في شماسة الإنجيل الأخت لي شياو، التي لم تقبل الحق إطلاقًا، ولم تكن تحمل عبء واجبها. وعليه، كان ينبغي أن تُعفى استنادًا إلى المبادئ. شاركت أفكاري مع بعض الشمامسة الآخرين. قال الشمامسة: "إذا أعفيناها للتوّ، سيتعذّر إيجاد بديل مناسب لها في الكنيسة. لنكتفِ الآن بمساعدتها ودعمها". فكّرت بأنني ساعدتها بالفعل ودعمتها عدة مرات سابقًا، لكنها ظلّت غير متقبّلة. فإذا استمرت في العمل كشماسة إنجيل، ستعوق العمل أكثر من السابق. لكن صحيح عدم توافر أي بدلاء مناسبين في الكنيسة آنئذ لمنصب شماسة الإنجيل. وإن كان الجميع يخالفونني الرأي، ولكنني أصررت على ذلك، ألن يقولوا إنني كنت متكبّرة وعنيدة للغاية؟ لوهلة، لم أكن أعرف ما ينبغي فعله، لذا توجّهت إلى الله بالصلاة والسعي. بعد صلاتي، أدركت أنني عدت مجددًا إلى السعي لحماية مصالحي الخاصة. كان علي أن أدعم مبادئ الحق في واجبي، ولم يكن في وسعي الخلط بين الصواب والخطأ. قياسًا على المبادئ، كانت الأخت لي شياو عاملة كاذبة. ولو أبقيناها في ذلك المنصب، لكان عمل الإنجيل سيتأثر سلبًا. لم يكن يجدر بي رفض التعامل مع المسألة خوفًا من أن يقول الآخرون إنني كنت متكبرة، بل كان ينبغي عليّ التمسك بالمبادئ. لذا دخلت في شركة عن الحقائق ذات الصلة مع شركائي، الذين أجمعوا على ضرورة إعفاء شماسة الإنجيل. بعدئذ، أجرت القائدة العليا ترتيبات لتتولى عملنا الإنجيلي أخت من كنيسة أخرى. كانت تحمل عبئًا في واجبها وتفهم المبادئ. وعليه، عاد عملنا الإنجيلي إلى التحسّن بشكل تدريجي. شعرت أيضًا بهدوء وسلام بالغين، وكأنني وجدت طريقة رائعة للعيش، وبات في إمكاني أخيرًا تطبيق بعض الحق.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

ثمرة مشاركة الإنجيل

منذ فترة، قابلت مسيحية فلبينية على الإنترنت، تدعى تيريزا. عندما تعرفت عليها، رأيت أن لديها إيمانًا حقيقيًا بالرب. قالت إنها لم تفهم أي شيء...

فهم معنى أن تكون صالحًا

منذ أن طفولتي، علمني والداي أن أكون عادلة ومعقولة ولطيفة مع الآخرين، وأفهم صعوباتهم ولا ألتفت لسفاسف الأمور. قالا إن هذا هو ما يجعل شخصًا...

كلام الله جعلني أعرف نفسي

يقول الله القدير، "ففي الأيام الأخيرة، سيستخدم المسيح مجموعة من الحقائق المتنوعة لتعليم الإنسان، كاشفًا جوهره ومُمحّصًا كلماته وأعماله. تضم...

اترك رد