خلف انهيار الزواج

2022 أكتوبر 30

قبلتُ وزوجي عمل الله القدير في الأيام الأخيرة في مايو 2012. قرأنا معًا كلام الله ورنمنا الترانيم، مسبِّحَين الله معًا كل حين، وشعرتُ بالسعادة والرضا. سرعان ما توليت واجبًا في الكنيسة، وكثيرًا ما حضرت الاجتماعات وشاركت الإنجيل. كان زوجي داعمًا لي حقًا. لكن لاحقًا، بدأت عائلتي تحاول منعي من ممارسة إيماني، بسبب اضطهاد الحزب الشيوعي، فصارت حياتنا المتناغمة ممزقةً تمامًا.

ذات يوم اتصل بنا أخي الأكبر، وقال إنه شاهد في الأخبار أن الحكومة تضيِّق الخناق على المؤمنين بالله القدير، وتحكم عليهم بمجرد اعتقالهم. وقال: "يتأثر نسل المؤمنين في المستقبل كذلك. فلا يمكن لأبنائهم الالتحاق بالجامعة، ثم تتحطم آمالهم في العمل أو في مستقبل جيد. لا يمكنكم الاستمرار في ممارسة هذا الدين". عندما سمع زوجي هذا قال: "الإيمان شيء جيد، لكن الحزب الشيوعي يعتقل المؤمنين بجنون. حتى مستقبل وَلدينا سيتأثر. لا أريد ممارسة هذا الدين بعد الآن، وعليكِ ترك الاجتماعات. إذا كنتِ تريدين اتباع الله، فافعلي ذلك سرًا في المنزل". فأجبته: "أيمكن حتى أن أدعى مؤمنة وأتعلَّم الحقَّ إذا لم أحضر الاجتماعات؟ في إيماننا، نسعى إلى الحق؛ هذا هو الطريق الصحيح في الحياة. لا يمكنني مقاطعة الاجتماعات". حين رأى أنني لن أتزحزح، حطَّم كرسيًا ومصباحًا من الغضب. في اليوم التالي، عاد إلى المنزل من مدرسته وقال لي: "عقدنا اجتماعًا في المدرسة اليوم. أصدرت اللجنة المركزية وثيقة رسمية، تقول إن المؤمنين بالله القدير مجرمون سياسيون، وثمة حملة وطنية كبرى تستهدفهم. لا يُسمح للمعلِّمين وعائلاتهم باعتناق دين، وأي شخص يظهَر أنه متدين سيُطرد ويدرَج في القائمة السوداء ولن يتوظف. لن يُسمح لنسله بالالتحاق بالجامعة، ولن تقبلهم أي مدرسة. لا يمكنك الاستمرار في ممارسة دينك. إذا اكتشف شخص ما ذلك وأبلغ عنك، سأفقد وظيفتي وسيتأثر مستقبل أطفالنا. مما سيدمِّر عائلتنا". عندما سمعته يقول هذا، فكرت: كنا بحاجة إلى راتب زوجي لتغطية نفقات أسرتنا. "إذا طُردَ بالفعل بسبب إيماني، كيف سنعيش؟ ألن يكرهني ولداي إذا لم يمكنهما الالتحاق بالجامعة أو إيجاد عمل؟" كانت هذه الأفكار مزعجة لي حقًا، فصليت إلى الله في قلبي، طالبة منه إرشادي لفهم مشيئته. وفكرتُ في بعض كلمات الله بعد صلاتي: "إن يديّ الله تتحكمان في مصير الإنسان. فلا يمكنك التحكم في نفسك: ومع أن الإنسان يهرع وينشغل دائمًا من أجل نفسه، إلا أنه يبقى غير قادر على السيطرة على نفسه. إذا كنت تستطيع معرفة تطلعاتك الخاصة، وإن كان بإمكانك التحكم في مصيرك، فهل كنت ستبقى كائنًا مخلوقًا؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. استعادة الحياة الصحيحة للإنسان وأخذه إلى غاية رائعة). بالتفكير في هذا، استطعت رؤية أن أقدار الناس كلها بيد الله. الوظيفة التي قد يتولاها زوجي ومستقبل ابنينا يخضعان لحكم الله. هذه الأمور ليست بيد أي إنسان. لا يمكنني التخلي عن إيماني لحماية وظائفهما أو مستقبلهما. شعرت بأنني مستعدة لترك مستقبلنا في يد الله والخضوع لتنظيماته. ولم أشعر بالقلق بعد ذلك، وظللت أحضُر الاجتماعات وأقوم بواجبي كالعادة.

ثم ذات يوم في يوليو 2013، اعتقلتُ مع بعض الأخوات الأخريات أثناء اجتماعنا. في ذلك المساء، استجوبني القائد تشاو في مركز الشرطة، الذي طلب أن يعرف، "من وعظك؟ ومن قائد كنيستك؟" لم أرد. فتابع: "زوجك معلِّمي. أخبريني بكل شيء عن الكنيسة، ويمكنني السماح لك بالعودة إلى المنزل، إكرامًا له". أدركت أن هذه كانت حيلة من حِيل الشيطان لمحاولة إقناعي ببيع الإخوة والأخوات وخيانة الله. لم يكن ذلك لينطلي عليّ. صلَّيت إلى الله بصمت مرارًا، طالبةً أن يرعاني ويساعدني على الثبات. بعد ذلك، تجاهلت كل أسئلة القائد تشاو. وانتهى به الأمر بإعادتي إلى غرفة الاحتجاز. في صباح اليوم التالي، جاء ضابط من مكتب الأمن العام المحلي لاستجوابي. وشعرت بالدهشة عندما رأيت أنه ابن عمي. عندما رآني، اتقدت عيناه شررًا وقال مشيرًا لي: "يا لها من صدمة! أنت متدينة؟ متى بدأت تؤمنين؟ من وعظ؟" لكنني تجاهلتُه. قال أشياء أخرى ليجدف على الله، ثم واصل: "أصدرت الحكومة وثائق منذ زمن طويل، تقول إنه إذا وُجد أحد مؤمنًا بالله القدير فإن ثلاثة أجيال ستدفع الثمن. لقد تخرج ابنك الأكبر للتو من الجامعة ويبحث عن عمل، والأصغر على وشك الالتحاق بالجامعة. عليك أن تفكري في مستقبل ابنيك. الحزب الشيوعي قوي جدًا؛ والإصرار على الإيمان مثل بيضة تحاول تحطيم صخرة. عليك أن تتخلي عنه!" عندما سمعت كل هذا، فكرت أنه من المؤكد أن الاستمرار في ممارسة إيماني سيؤثر على مستقبل ابنيَّ. لقد دفعت ثمنًا باهظًا مقابل تعليمهما. ألن تذهب كل تلك السنوات من الدم والعرق والدموع هباءً إذا لم يتمكنا حقًا من العثور على وظائف في النهاية؟ كانت هذه فكرة تبعث على البؤس حقًا. صلَّيت إلى الله، طالبةً أن يرعى قلبي ويرشدني إلى فهم مشيئته، لمعرفة ما يجب أن أفعله. ثم خطر لي هذا الاقتباس من كلمات الله. "منذ اللحظة التي تدخل فيها هذا العالم صارخًا بالبكاء، فإنك تبدأ في أداء واجبك. تؤدي دورك وتبدأ رحلة حياتك لأجل خطة الله ولأجل ترتيباته. أيًا كانت خلفيتك وأيًا كانت الرحلة التي تنتظرك، فلا يمكن لأحد أن يفلت من تنظيمات وترتيبات السماء، ولا أحد يتحكَّم في مصيره؛ لأن مَنْ يحكم كل شيء هو وحده القادر على مثل هذا العمل. ... فقلب الإنسان وروحه تمسكهما يد الله، وكل حياة الإنسان تلحظها عينا الله. وبغض النظر عمّا إذا كنت تصدق ذلك أم لا، فإن أي شيء وكل شيء، حيًا كان أو ميتًا، سيتحوَّل ويتغيَّر ويتجدَّد ويختفي وفقًا لأفكار الله. هذه هي الطريقة التي يسود بها الله على كل شيء" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الله مصدر حياة الإنسان). من كلمات الله، رأيت أن كل الأشياء بين يديه. ألا يشمل ذلك مستقبل ابنيَّ ومصيريهما؟ إن مقدار معاناة شخص ما في الحياة، والعمل الذي يعمله، سبقَ فعيَّنه الله. لا يجوز القلق بشأن هذه الأشياء. ومهما كانت جودة تعليم شخص ما وعمله، لا يعني أنه سيكون له مستقبل ومصير جيدَين. دون إيمان ودون قبول خلاص الله، سيموت الشخص في الكوارث عندما تحلُّ، ولن يكون لديه أي مستقبل يتحدث عنه. إن المجيء أمام الله وخلاص الله؛ هو السبيل الوحيد حقًا لنوال مستقبل وغاية. فقلت لابن عمي: "مهما كان مصيريّ ابنيَّ فهما مصيريهما؛ الأمر لا يعود لأي شخص. أنا أؤمن بالله وأسعى إلى الحقَّ. هذا هو الطريق الصحيح، وأنا مستعدة تمامًا لذلك. لا تهتم بنصحي!" حين رأى مقدار حزمي في الحفاظ على إيماني لم يُجب. لقد احتجزوني هناك ليوم وليلة، ثم أعادوني للمنزل.

فورما عدتُ، التقط كرسيًا وكان على وشك أن يضربني به، لكن ابننا الأكبر منعه. قال زوجي وهو يسبُّ: "لقد تعرضت للخزي التام بسبب إيمانك، وستدمرين مستقبل ابنينا عاجلًا أم آجلًا. إذا حفظتِ هذا الإيمان، سأضربك حتى الموت!" عندما رأيته في تلك الحالة، فكرت في نفسي أنه يهدد بضربي، إذا أثَّر أي شيء على مصالحه وسمعته، فكيف يكون هذا حبًّا بين زوج وزوجته؟ كانت أختي الصغرى في منزلنا في ذلك الوقت، وقالت لي: "ألا يمكنك التخلي عن إيمانك فحسب؟ إذا واصلتِ هكذا، ستدمرين مستقبل ابنيك!" فأخبرتهما: "كل ما أفعله هو حضور الاجتماعات وقراءة كلام الله. هذا هو الطريق الصحيح الذي يجب اتباعه في الحياة؛ لم أقترف خطأً. كيف لذلك أن يعرض مستقبل ابنيَّ للخطر؟ إنه الحزب الشيوعي الذي يضطهد المؤمنين، ويجر أجيالًا من عائلاتهم إليه. إذا لم يتمكن ابنانا من العثور على وظائف في المستقبل، فذلك بسبب الحزب الشيوعي. لماذا لا يمكنك التمييز بين الصواب والخطأ؟" ثم اتصل أخي الأصغر بزوجي وقال: "إذا استمرت أختي في اتباع هذا الدين، فاكسر ساقيها. ولنرى كيف يمكنها الذهاب إلى تلك الاجتماعات". وقالت زوجته بشراسة: "اضربها حتى الموت إذا استمرت في ذلك. عائلتنا لن تحاول الانتقام منك". انقبض قلبي. اعتقدت أن عائلتي ستفهمني. لم أتخيل أبدًا أنهم سيستمعون إلى الحزب الشيوعي، لدرجة أنهم سيصبحون بلا قلب لمجرد حماية مصالحهم، وأنهم لن يهتموا بموتي أو حياتي، بل بتوقفي عن الإيمان. أين كانت إنسانيتهم؟ في اليوم التالي، اتصل أخي الأكبر بزوجي وقال: "إذا حافظت أختي على دينها، سنقطع العلاقات معها. وسأدعمك إذا أردت الطلاق. لا تترك لها أي شيء واطردها. ولنرى كيف تعيش بعد ذلك". عند منتصف النهار تقريبًا جاء ابن عمي في سيارة شرطة، وقال لزوجي: "راقب أختي، لا تدعها تستمر في الإيمان! الإيمان بالله القدير سيكون له أثر سلبي على مستقبل ثلاثة أجيال. إذا استمرت في الإيمان، ستتعطل عن العمل، ولن يتمكن ابنك الأكبر من إيجاد عمل، ولن يلتحق الأصغر بأي جامعة، وستدمَّر عائلتك بأكملها". فقال لي زوجي: "من أجل ابنينا وهذه الأسرة، عليك اليوم أن تنظري في عيني ابن عمك وتخبرينه أنك تركت إيمانك". فأخبرته: "اتباع الله صائب وصحيح. لن أتخلى عن إيماني". قال بغضب عندما رأى أنه لا يستطيع أن يجعلني أتزحزح: "إذا أصررتِ على الإيمان بالله وتجاهلتِ مستقبل ابنينا، سأضطر إلى تطليقك". وأتى باتفاق طلاق وطلب مني توقيعه. نص الاتفاق على أنني سأغادر خالية الوفاض. فكرت: لقد عمل كلانا بجد لإنشاء منزلنا، فكيف سأعيش إذا غادرت خالية الوفاض؟ ولكن بعد ذلك فكرت مرة أخرى في كيف حدَّد الله بالفعل مقدار معاناة أي شخص في حياته، ومهما حدث، لم أكن لأتوقف عن الإيمان بالله، بل كان عليَّ مواصلة السعي إلى الحق. كنت على وشك التوقيع، ثم لاحظ زوجي أنه لا نية لدي للاستسلام، لذا قال: "دعينا لا نتطلق إذًا. إذا كنتِ تريدين الإيمان، فلا يمكنني إيقافك. امضي قدمًا فحسب وآمني". هذا ما قاله، لكن في الواقع، أصبح يتحكَّم بي أكثر فأكثر. في المنزل لم يسمح لي أن أنطق كلمة "الله"، وكان يضربني في كل مرة أقول فيها شيئًا لا يعجبه. توقف عن الذهاب لقضاء الإجازات وظل في المنزل لمراقبتي. إذا رآني أقرأ كلام الله، يأخذ الكتاب مني، ويقول: "إذا رأيت هذا ثانية، سأحرق كتاب كلام الله هذا!" لفترة، لم أستطع الخروج لحضور الاجتماعات والتواصل مع الإخوة والأخوات، أو قراءة كلام الله في البيت.

أنني تسللت إلى غرفة نومنا ذات ليلة لقراءة كلام الله، عندما اقتحمها زوجي فجأة وقال بعنف: "لا تزالي تجرؤين على قراءة ذلك! إذا اعتقلتِ ثانية، فقد انتهى عملي ومستقبل ابنينا! الحزب الشيوعي قادر على كل شيء". فأخبرته: "أنا أقرأ كلام الله فقط. كيف يمكن أن يؤثر ذلك على مستقبلك ومستقبل ابنينا؟" لصدمتي، ركض ولف يديه حول عنقي، وضغط قائلًا: "سأخنقك فحسب وينتهي الأمر". لم أكن قوية بما يكفي لتحرير نفسي، ولم أستطع النطق. لم يتركني حتى توقفت عن التنفس ولم أستطع الحركة. كنت ألهث، وفي ألم عاطفي كبير. شعرت أن كوني مؤمنة بالصين، وأتبع الطريق الصحيح، كان أمرًا صعبًا للغاية. اعتقلني الحزب الشيوعي وعائلتي تقف في طريقي، لم يعد بإمكاني القيام بواجب، والآن جُردت من حقي في قراءة كلام الله. ما المعنى المتبقي لحياتي؟ شعرت وكأن الموت سيكون لي أفضل. أمسكت بشفرة حلاقة زوجي، أخطط لقطع شراييني لأنتحر. ثم ورد هذا المقطع من كلمات الله فجأة إلى ذهني: "ليس لدى معظم الناس اليوم هذه المعرفة. هم يعتقدون أن المعاناة لا قيمة لها، وأنهم منبوذون من العالم، وحياتهم المنزلية مضطربة، وأنهم ليسوا محبوبين من الله، وآفاقهم قاتمة. تصل معاناة بعض الناس إلى حدودها القصوى، وتتحول أفكارهم نحو الموت. هذه ليست المحبة الحقيقية لله؛ مثل هؤلاء الناس جبناء، ليس لديهم قدرة على المثابرة، وهم ضعفاء وعاجزون! الله حريص على جعل الإنسان يحبه، لكن كلما زادت محبة الإنسان لله، زادت معها معاناته، وكلما زادت محبة الإنسان له، أصبحت تجاربه أكثر شدة. ... ولذلك، أثناء هذه الأيام الأخيرة يجب أن تحملوا الشهادة لله. بغض النظر عن مدى حجم معاناتكم، عليكم أن تستمروا حتى النهاية، وحتى مع أنفاسكم الأخيرة، يجب أن تظلوا مخلصين لله، وتحت رحمته. فهذه وحدها هي المحبة الحقيقية لله، وهذه وحدها هي الشهادة القوية والمدوّية" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. اختبار التجارب المؤلمة هو السبيل الوحيد لكي تعرف روعة الله). أيقظتني كلمات الله في الوقت المناسب، لذلك لم أقم بهذا التصرف الغبي. أردت الانتحار لأنني كنت بائسة ومعذبة، ولم أعد أحتمل الإساءات. يا لي من جبانة. كنت أفتقر إلى الإيمان والشهادة. يأمل الله ألا يفقد الناس إيمانهم به عندما يمرون بمشقة، ويتمكنوا من أن يشهدوا له. كيف أشهد إذا مت؟ ألن أصبح أضحوكة الشيطان؟ بإدراكي هذا، عزمت أنني مهما اضطهدني زوجي وأقاربي، ومهما بلغت معاناتي، ما دمت أتنفس، سأعيش حياتي جيدًا وأتبع الله للنهاية. لكن بسبب مراقبة الشرطة، وقيود عائلتي بعد اعتقالي، لم أتمكن من عيش حياة الكنيسة الملائمة لثلاث سنوات. اضطررت للتسلل إلى منزل والدي لقراءة كلام الله سرًا هناك. ثم في صيف عام 2016، اتصلت أخيرًا بالإخوة والأخوات، وتمكنت من استئناف حياة الكنيسة والقيام بواجب.

ظل زوجي يضطهدني خلال السنوات العديدة الماضية. أتذكَّر مرة بعد أن عدت من اجتماع، أخذني إلى منزل أخي الأكبر، حيث كان شقيقاي الآخران وزوجتيهما ينتظرون، ويحدقون في وجهي جميعًا. كنت أعلم أنهم سيحاولون مجددًا إجباري على التخلي عن إيماني، فقلت صلاة صامتة أطلب من الله إرشادي، كيلا يعوقني شيء مهما فعوا بي. حدق فيَّ أخي الأكبر وقال: "الحزب الشيوعي ملحد. لقد قمعَ المعتقدات الدينية طوال سنوات، ولا يمكن لأحد تغيير ذلك. الإيمان بالله يؤدي للاعتقال في ظل حكم الحزب، وسيتورط باقي أفراد العائلة أيضًا. ألا تطلبين المتاعب فحسب؟" تابع شقيق زوجي: "أدى ابني امتحان القبول بالجامعة، واضطر إلى ملء فحص الخلفية السياسية، وسألوا عن أفراد الأسرة المتدينين. عثرت الشرطة على سجل إيمانك بالله القدير ولن يسمحوا بقبوله. اضطررت إلى استخدام اتصالاتي وإرسال الهدايا؛ بالكاد قُبل بعد جهدٍ كبير. في الصين، من يؤمن بالله تدفع عائلته كلها الثمن. عليك التخلي عن إيمانك!" ثم سألني أخي الأصغر: "أختاه، ألا يمكنك التفكير في عائلتنا ومستقبل ابنيك؟ توقفي عن الإيمان بالله! ماذا سيحدث إذا تخليت عن دينك؟ تُقتلين؟" فقلت لهم: "أتعرفون معنى "المستقبل" و"المصير"؟ أتظنون أن الحصول على وظيفة جيدة، وطعام وملبس جيدين، هو مستقبل جيد؟ المزيد والمزيد من الكوارث تحلُّ الآن وأي شخص غير مؤمن سيستسلم لها. فقط أولئك الذين يؤمنون بالله سينجون، وسيكون لهم مستقبل ومصير جيّدان". رد زوجي، "لا أعرف ما الذي سيحدث لاحقًا؛ أرى فقط ما هو أمامي. هذه هي سياسة الحزب الشيوعي الحالية، إذا كنت مؤمنة فسيعتقلونك ويسلبونك وظيفتك، وستتورط عائلتك أيضًا. كل هذه السنوات لم يتمكن أحد من تغيير سياستهم، وهم أقوى منا بكثير! فقط تخلي عن إيمانك! افعلي ذلك هنا أمام الجميع". بمجرد أن انتهى، سايره الجميع، وحثوني على عدم الإيمان بالله بعد الآن. اعتدنا أن نكون أسرة كبيرة وسعيدة، لكن اضطهاد الحزب الشيوعي حوَّل الأمور إلى فوضى. كان زوجي يضربني باستمرار ويصرخ فيَّ، ولم ننعم بيوم سلام واحد. فلأي مدى سيستمر ذلك؟ كنت أشعر بالضيق أكثر فأكثر، فصليت الى الله، ثم فكرت في هذا المقطع من كلماته. "يجب أن تعاني المشقات من أجل الحق، ويجب أن تعطي نفسك للحق، ويجب أن تتحمل الذلَّ من أجل الحق، ويجب أن تجتاز المزيد من المعاناة لكي تنال المزيد من الحق. هذا هو ما ينبغي عليك القيام به. يجب ألا تطرح عنك الحق من أجل حياة أسرية هادئة، ويجب ألا تفقد كرامة حياتك ونزاهتها من أجل متعة لحظية. يجب أن تسعى في إثر كل ما هو جميل وصالح، ويجب أن تطلب طريقًا ذا معنى أكبر في الحياة. إذا كنت تحيا مثل هذه الحياة المبتذلة، ولا تسعى لتحقيق أي أهداف، ألا تُضيِّع حياتك؟ ما الذي يمكنك أن تربحه من حياة مثل هذه؟ يجب عليك التخلي عن كل مُتع الجسد من أجل حق واحد، وألا تتخلص من كل الحقائق من أجل متعة قليلة. لا يتمتع أناس مثل هؤلاء بالنزاهة أو الكرامة؛ ولا معنى لوجودهم!" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. اختبارات بطرس: معرفته بالتوبيخ والدينونة). ساعدتني كلمات الله على فهم مشيئته. كنت أتبع الله بثبات وأقوم بواجبي، كنت على طريق السعي إلى الحق. كان أفراد عائلتي يطلبون المال والسمعة. كانت دروبنا مختلفة، وكان من المحتَّم أن تتفكك عائلتنا. كان علي قبول هذه المعاناة لأربح الحق. كان هناك مغزى. لم أستطع التخلي عن إيماني من أجل عائلتي. فقلت لهم: "أنا على يقين من أن الله القدير هو الإله الحق، المخلِّص الآتي ليخلِّص البشرية. من المستحيل أن أتخلى عن إيماني!" حدقوا جميعهًا في وجهي فحسب وغادروا عندما رأوا تمسُّكي برأيي.

عندما عدت إلى المنزل من اجتماع ذات مساء، كان زوجي متكئًا إلى طاولة، وهو ثَمِل ويبكي. قال: "أنت تخرجين إلى الاجتماعات يوميًا. إذا اعتقلت ثانية، فلا أحد يعلم متى سيُدمَّر منزلنا بسببك". ثم قلب الطاولة بغضب، أمسك بي من ملابسي بيد، ثم صفعني بيده الأخرى. قبل أن أتمكن من التقاط أنفاسي، ألقاني بعنف على أرضية الحمام، وضرب رأسي بقوة، وقال بشراسة: "تخلي عن إيمانك! أنا مستعد للمخاطرة بكل شيء الليلة، سأضربك حتى الموت. على أي حال، عائلتك لا تهتم بموتك أو حياتك". أشعرتني الضربات بالدوار وضبابية الرؤية. ثم جرَّني إلى أعلى الدرَج ودفعني للأسفل، قائلًا "إذا مت من السقوط، سأحرق جسدك وألقي الرماد في النهر". كنت خائفة حقًا عندما سمعته يقول ذلك، وكنت أصلِّي إلى الله كثيرًا. بفضل حماية الله، تمكنت من إمساك حبل على السور في اللحظة الأخيرة، ما أنقذني من السقوط على الدرج. ثم جاء ابننا الصغير وقال لزوجي، "أفقدت عقلك من الشرب؟ أمي لم تفعل أي شيء خاطئ بإيمانها. فلماذا تضربها؟" كان رده، "لا أريد أن أضربها، ولكن إذا اعتقلت ثانيةً، فقد انتهى أمرك أنت وأخوك. ليس لدي خيار". بمساندة ابني، لم يجرؤ على الاستمرار في ضربي، ولكن فقط أمسك طاولة زجاجية وكسرها قبالة الحائط، فامتلأت الغرفة بأكملها بالزجاج المكسور. لاحقًا، قرأت هذا في كلمات الله: "لا ينسجم المؤمنون وغير المؤمنين، بل بالأحرى يعارضون بعضهم بعضًا" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الله والإنسان سيدخلان الراحة معًا). فكرت في ذلك، وعرفت في قلبي أنه مع أن زوجي آمن بالله في البداية، فهو لم يُرد سوى البركات ولم يكن مؤمنًا حقيقيًا. عندما سمع أن الإيمان يمكن أن يؤثر على آفاقه المستقبلية وآفاق ابنينا، قام بتغيير كامل. لم يتخلَّ عن إيمانه فحسب، بل حاول أن يمنعني من الإيمان بالله. وعندما لم يستطع منعني، أصبح عنيفًا معي. لقد عاملني كعدو لأن إيماني كان يؤثر على مصالحه الشخصية. رأيت أن زوجي يكره الحق ويكره الله. كان يتبع الحزب الشيوعي لحماية حياته. كان يسعى وراء مستقبل ومصالح دنيوية. كنت أؤمن بالله وأسعى إلى الحق، وأسلك الطريق الصحيح في الحياة؛ كان طريقانا مختلفين. اضطهاد زوجي وبقية أفراد الأسرة لي هكذا بسبب إيماني، أظهر لي بوضوح أن لديهم طبيعة وجوهرًا شريرين، وأنهم ضد الله. كان زوجي قد ذهب إلى الاجتماعات وعرف أن الله القدير هو الإله الحق. أما بالنسبة لأقاربي، فقد شاركت الإنجيل معهم وقرأت لهم الكثير من كلام الله. لم يؤمن أحد منهم، وفي اللحظة التي أساء فيها إيماني إلى مصالحهم، تماشوا مع الحزب الشيوعي، واضطهدوني وتحدثوا عن قطع العلاقات معي. أي نوع من الأحباء كانوا؟ كانوا أتباع الشيطان كليًا، ومنحازين للحزب الشيوعي، ويعملون ضد الله. لقد صار الله جسدًا الآن وهو يعبِّر عن الحقائق، ويكشف طبيعة وجوهر كل نوع من الأشخاص، ما أظهر لي أنني أسلك مسارًا مختلفًا عن عائلتي. المؤمنون وغير المؤمنين نوعين مختلفين من الأشخاص. لم أشعر بالضيق الشديد عندما أدركت كل ذلك وكان لدي شعور بالعتق.

لاحقًا، قرأت هذا المقطع من كلمات الله. "لقد بقيت هذه الأرض أرض الدنس لآلاف الأعوام. إنها قذرة بصورة لا تُحتمل، وزاخرة بالبؤس، وتجري الأشباح هائجة في كل مكان، خادعة ومخادعة ومقدِّمة اتهامات(1) بلا أساس، وهي بلا رحمة وقاسية، تطأ مدينة الأشباح هذه، وتتركها مملوءة بالجثث الميّتة؛ تغطي رائحة العفن الأرض وتنتشر في الهواء، وهي محروسة بشدة(2). مَن يمكنه أن يرى عالم ما وراء السماوات؟ يحزم الشيطان جسد الإنسان كله بإحكام، إنه يحجب كلتا عينيه، ويغلق شفتيه بإحكام. لقد ثار ملك الشياطين لعدة آلاف عام، وحتى يومنا هذا، حيث ما زال يراقب عن كثب مدينة الأشباح، كما لو كانت قصرًا منيعًا للشياطين. في هذه الأثناء تحملق هذه الشرذمة من كلاب الحراسة بعيون متوهجة وتخشى بعمق أن يمسك بها الله على حين غرة ويبيدها جميعًا، ويتركها بلا مكان للسلام والسعادة. كيف يمكن لأناس في مدينة أشباح كهذه أن يكونوا قد رأوا الله أبدًا؟ هل تمتعوا من قبل بمعزة الله وجماله؟ ما التقدير الذي لديهم لأمور العالم البشري؟ مَن منهم يمكنه أن يفهم مشيئة الله التوَّاقة؟ أعجوبة صغيرة إذًا أن يبقى الله المتجسد مختفيًا بالكامل: في مجتمع مظلم مثل هذا، فيه الشياطين قساةٌ ومتوحشون، كيف يمكن لملك الشياطين، الذي يقتل الناس دون أن يطرف له جفن، أن يتسامح مع وجود إله جميل وطيب وأيضًا قدوس؟ كيف يمكنه أن يهتف ويبتهج بوصول الله؟ هؤلاء الأذناب! إنهم يقابلون اللطف بالكراهية، وقد ازدروا الله طويلًا، ويسيئون إليه، إنهم وحشيون بصورة مفرطة، ولا يظهرون أدنى احترام لله، إنهم ينهبون ويسلبون، وليس لهم ضمير على الإطلاق، ويخالفون كل ما يمليه الضمير، ويغرون البريئين بالحماقة. الآباء الأقدمون؟ القادة الأحباء؟ كلّهم يعارضون الله! ترك تطفّلهم كل شيء تحت السماء في حالة من الظلمة والفوضى! الحرية الدينية؟ حقوق المواطنين المشروعة ومصالحهم؟ كلها حيلٌ للتستّر على الخطية!" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. العمل والدخول (8)). كلمات الله عملية للغاية. الحزب الشيوعي في السلطة هو الشيطان، إبليس في السلطة. إنه يكره الله، ويكره مجيئه ولا يمكن أن يتسامح مع من يؤمنون بالله ويتبعونه. إنه يريد أن يكون الشيء الوحيد الذي يتبعه الناس ويعبدونه. يتظاهر الحزب الشيوعي برفع راية الحرية الدينية، لكنه يضطهِد المؤمنين بشدة ويعتقلهم سرًا، ويورِّط أجيالًا متعددة من عائلات المؤمنين. حتى إنه يختلق الشائعات والأكاذيب لتضليل من لا يعرفون الحق، لحمل الشعب الصيني على الانتفاض ومعارضة المؤمنين. لقد تلاعب الحزب بكثيرين واستغلهم، فيتفقون معه في إنكار الله ومقاومته وظلم المؤمنين. سيقابلون جميعًا الفناء مع الحزب الشيوعي؛ سيمحوهم الله. اعتدنا أن نكون عائلة سعيدة، ولكن بسبب اضطهاد الحزب الشيوعي واعتقالات، قلق أقاربي من تأثير إيماني على عملهم ومستقبل أبنائهم، فاضطهدوني وصاروا أدوات للشيطان. لقد رأيت بوضوح جوهر الحزب الشيوعي الشرير المتمثل في كره الحق والله، ورأيت أيضًا أن الله وحده يحب البشر. كانت كلمات الله هي التي أرشدتني مرة تلو الأخرى، ومنحتني الإيمان، وسمحت لي بفهم الحق وكشف حيَل الشيطان. ظل زوجي يحاول اعتراض طريق إيماني، لكنني لم أتراجع عنه. ظللت أحضر الاجتماعات وأقوم بواجبي، وأنا أكثر ثباتًا في إصراري على اتباع الله. أشكر الله من قلبي!

الحواشي:

(1) "مقدمة اتهامات بلا أساس" تشير إلى الطرق التي يؤذي بها الشيطان الناس.

(2) "محروسة بشدة" تشير إلى أن الطرق التي يبلي بها الشيطان الناس لئيمة، وأنه يسيطر على الناس بشدة لدرجة أنه لا يترك لهم مساحة للتحرُّك.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

كيف تجاوزتُ تدخُّلات أبي

في 18 نوفمبر 2021، تعرّفتُ على إخوة وأخوات من كنيسة الله القدير على الإنترنت. بقراءتي لكلام الله القدير والإصغاء إلى شركتهم، صِرتُ على يقين...

الاختبار: كيف قمعتني عائلتي؟

كما تعلموا، زوجي لم يعترض طريقي عندما كنت حديثة الإيمان، وشاركته الإنجيل أيضًا. لكنه كان شديد التركيز على كسب المال، فلم يرغب الانضمام إلى...

اترك رد