ماذا يعني السعي إلى الحق (15) الجزء الأول
في الوقت الحالي، تزداد الكوارث سوءًا أكثر فأكثر. لا يقتصر الأمر على استمرار انتشار الوباء فحسب، لكن المجاعة أيضًا تداهم البشر. اندلعت الحرب في بعض المناطق وثمّة فوضى في دول كثيرة حول العالم. هناك بالفعل شقاق واسع النطاق. لقد قيل في الماضي "يثور لهيب الحرب، ويملأ دُخَانُ المدافع الأجواء، ويغدو الطقس دافئًا، ويتغيّر المناخ، وسوف ينتشر الوباء"، وهذا التوقع يصبح حقيقةً بالفعل. ينتشر وباء ولا ينحسر، ويعيش غير المؤمنين في ضائقة شديدة. كل يوم وكل عام أسوأ مما قبلهما، وقد وقعوا بالفعل في كارثة. إنهم يريدون جميعًا التحرر من هذه المعاناة والهروب من أيام الكارثة. يأملون جميعًا أن الحكومة سوف تنقذهم وتُخلِّصهم من الكارثة، لكن الحكومة مثل قلعة رملية تلاطمها الأمواج؛ عاجزة وغير قادرة على إنقاذ نفسها، ناهيك عن أي شخص آخر. في أي يوم الآن، قد تنهار الحكومة وتُدمَّر؛ وهذا حتميّ. لقد رأيتم جميعًا ما يمر به غير المؤمنين؛ إنهم يعانون بالفعل! كيف هي حياتكم في الوقت الحالي؟ ألستم أفضل حالًا منهم بكثير؟ (بلى). كيف يكون حالكم أفضل؟ (ما زلنا قادرين على قراءة كلمة الله معًا وعقد شركة عن الحق. ما زلنا نستطيع القيام بواجبنا في بيت الله والسعي إلى الدخول في الحياة. تنعم قلوبنا بالسلام وتخلو من القلق. نحن في حال أفضل كثيرًا من غير المؤمنين). على أقل تقدير، الأشخاص الذين يؤمنون بالله أفضل حالًا من غير المؤمنين لأن لديهم شيئاً يعتمدون عليه. إنهم يؤمنون بسيادة الله، ويؤمنون أن كل شيء في يدي الله، ويؤمنون بتنظيمات الله وترتيباته. ونظرًا لأن لديهم إيمانًا وثقةً حقيقيةً في الله، فإن لديهم شيئًا حقيقيًا يعتمدون عليه ولديهم شعور بالأمان. مَن يؤمنون بالله إيمانًا صادقًا لديهم في قلوبهم شعور بالدعم الحقيقي، إضافةً إلى شعور بالأمن والسلام والفرح، بصرف النظر عن مدى خطورة البيئة الأوسع بالخارج أو فوضاها. لذلك، مهما كان الموقف الذي يختبرونه، ومهما تغيَّرت البيئة الخارجية، ومهما كان ما يحدث، وسواءً كان ثمّة كارثة أو حرب أو وباء، ومهما كان الحدث جليلًا أو هينًا، فإن الشخص الذي يؤمن بالله بصدق يمكنه أن يكرّس نفسه لأداء واجبه في بيت الله، وأكل وشرب كلمة الله، واختبار عمل الله، وطلب الحصول على الحق لأنه يتبع الله ويحيد عن الاتجاهات الدنيوية. تبقى هذه النقطة من دون تغيير. الشيء والهدف الأهم الذي يجب أن تسعى إليه في إيمانك بالله لا يمكن أن يتغير، وهو السعي إلى الحق، وأداء المرء واجبه جيدًا، وتقديم شهادة جميلة لله. هذا لا يمكن أن يتغير بالتأكيد.
مهما كانت الكيفية التي يتغير بها العالم، ومهما كانت كيفية تقاتل قوات الشيطان واشتباكها، ومهما أصبح هذا المجتمع والعالم فوضويين، تظل المشكلات الأساسية مثل تضليل الشيطان للبشرية وإفساده لها واستعبادها والسيطرة عليها بلا تغيير. ذلك يعني أن مختلف الهرطقات والمغالطات التي يغرسها الشيطان في الناس، وجميع الأفكار والتعبيرات التي تقاوم الله وتتعارض مع قوانين وأنظمة خلق الله للبشر وجميع الأشياء، تظل بلا تغيير. من ناحية، هذه الأشياء الشيطانية لم تتغير. ومن ناحية أخرى، مهما تغيَّرت حالة هذا العالم وتركيبته، فإن الهرطقات والمغالطات التي زرعها الشيطان في أعماق قلوب الناس لم تُقتلَع. ليس السبب في أن الهرطقات والمغالطات التي يضلل بها الشيطان الناس ويفسدهم بها تلاشت من قلوبهم، هو أن العالم في حالة فوضى أو أن الشيطان الآن في حالة سيئة وعاجز عن التحكم في العالم؛ ليس ذلك هو الحال. لا تزال هرطقات الشيطان ومغالطاته موجودة في قلوب الناس وليس بوسع أحد أن يبدِّدها. منذ بداية إفساد الشيطان للبشرية، غُرسَت هرطقات الشيطان ومغالطاته بالتدريج في أعماق قلب كل كائن بشري مخلوق وعقله. لا تزال هذه الأشياء على حالها تمامًا في قلوب الناس وعقولهم إلى يومنا هذا. فحتى بعد أن قام الله بأعوام كثيرة من العمل وأمدَّ الناس بقدر كبير من الحق، لا يزال الناس غير قادرين على تحديد مختلف الأفكار والآراء والأقوال التي غرسها الشيطان فيهم، فضلًا عن محاولة تحديد هذه الأشياء بفعالية في ظل غياب التأثير من العوامل البيئية أو إخراجها من قلوبهم. هم أيضًا غير قادرين على أن يرفضوا استباقيًا مختلف الأفكار والتعبيرات التي غرسها الشيطان فيهم، حتى مع الإعالة والإرشاد من كلمة الله. على الرغم من أن الناس في البداية قد أفسدهم الشيطان بشكل سلبي، فإنه خلال عملية إفساد الشيطان للبشرية، بدأ الناس يعيشون وفقًا لشخصية الشيطان، ويرون الأشياء وفقًا لأفكار الشيطان ووجهات نظره. بالتدريج، بدأ الناس يتعاونون بفعالية أكثر فأكثر مع الشيطان، وأصبحوا أكثر وأكثر نشاطًا في التمرد على الله والابتعاد عن الله، ونبذ الله، إلى أن سيطر عليهم الشيطان تمامًا في النهاية. عندما تُغرَس أفكار الشيطان وآراؤه الشريرة والسخيفة في الناس بالكامل، يسجنهم الشيطان تمامًا ويصبحون عبيدًا له؛ بعبارة أكثر تحديدًا، يصبحون تجسيدًا للشيطان. عندما يحدث هذا، يعيش الناس شخصية الشيطان تمامًا. ليس الأمر فحسب أنهم يعيشون وفقًا لفلسفات الشيطان وأفكاره، بل إنَّ مختلف المفاهيم والآراء التي غرسها الشيطان فيهم قد دُمِجَت في طبيعتهم. بعبارة أكثر تحديدًا، لا يعيش الناس على صورة الشيطان فحسب، لكنهم يعيشون مثل الشياطين ومثل الأبالسة. عندما يحدث هذا، لا يعود الشيطان يفسد الناس أو يؤثر عليهم أو يضللهم أو يتحكم بهم بشكل سلبي، بل هم يقفون تمامًا إلى جانب الشيطان في معارضة الله. عندما يُفسَد الناس إلى هذا الحد، يمكنك القول إنهم أصبحوا مَنفذًا للشيطان وتجسيدًا له. ولكي يُخلِّص الله كائنًا مخلوقًا هو مَنفذ للشيطان وتجسيدا له، فإنه – إضافةً إلى تقديم الحق وكشف مختلف شخصيات الناس وأفعالهم الفاسدة المتمردة على الله – من الأهم كشف وتشريح الأفكار والآراء والتعبيرات التي يحتفظ بها الناس في أعماق قلوبهم والتي هي نفسها مثل قلب الشيطان. يتشارك الناس والشيطان الأفكار والآراء والتعبيرات نفسها. يعيش الشيطان وفقًا لهذه الأشياء، وبالمثل، يعيش الناس أيضًا بطبيعة الحال وفقًا لهذه الأشياء لأن الشيطان أفسدهم بشدة. إنه على وجه التحديد لأن الناس يعيشون وفقًا لهذه الأشياء، ولأن هذه الآراء تؤثر فيهم وتهيمن عليهم وتتحكم بهم، يظلون عاجزين عن الركوع أمام الله على أساس إيمانهم به، أو عاجزين عن الخضوع الكلي له، ولا يمكنهم عبادته بقلب صادق، حتى بعد أن يفهموا جزءًا من الحق ويعرفوا أن الله هو الخالق. سبب عجز الناس عن عبادة الله بقلب صادق هو أن مختلف أفكار الشيطان وآراءه ما تزال تستحوذ عليهم وتتحكم بهم في أعماق قلوبهم وعقولهم. هذا هو السبب في أنَّ الناس حالما يقبلون عمل الله ويُخضَعوا، يظلون عاجزين عن التخلي تمامًا عن مختلف هرطقات الشيطان ومغالطاته، وعن الابتعاد التام عن تأثير الظلمة والخضوع لله حقًا أو عبادته، وذلك على الرغم من أنهم قادرون على قبول كلمة الله باعتبارها الحياة. لذلك، إذا كان لله أن يُخلِّص البشرية، فعليه من ناحية أن يعبر عن الحق ليدين شخصيات الناس الفاسدة ويطهِّرها؛ وليجعل الناس يفهمون الحق، ويجعلهم يعرفون الله ويخضعون له؛ وليعلِّم الناس كيف ينبغي أن يسلكوا وكيف يمكنهم السير في الطريق الصحيح؛ وليخبر الناس كيف ينبغي أن يمارسوا الحق، وكيف يمكنهم أن يؤدوا واجبهم جيدًا وكيف يمكنهم أن يدخلوا في وقائع الحق. ومن ناحية أخرى، يجب أن يكشف الله أفكار الشيطان وآرائه. يجب أن يكشف مختلف الهرطقات والمغالطات التي يُفسِد بها الشيطان الناس ويُشرِّحها حتى يتمكن الناس من التعرف إليها. عندئذٍ، يمكن للناس أن يخرِّجوا هذه الأشياء الشيطانية من قلوبهم وأن يُصبحوا مُطهَّرين ويصلوا إلى الخلاص. بهذه الطريقة، سوف يفهم الناس ماهية الحق، وسوف يتمكنون أيضًا من تحديد شخصية الشيطان وطبيعته وهرطقاته ومغالطاته. عندما يُقرّ الناس بأن الله هو الخالق ويكون لديهم الإيمان لاتباع الله، سوف يتمكنون من رؤية قبح الشيطان في أعماق قلوبهم، ورفض الشيطان بحق. حينها يمكن لقلوب هؤلاء الناس أن تعود بالكامل إلى الله. على أقل تقدير، عندما يبدأ قلب الشخص بالعودة إلى الله لكنه لا يكون قد عاد بالكامل بعد، أي عندما لا يكون الحق يمتلك قلبه بالكامل بعد ولا يكون الله قد ربح قلبه بعد، فإنه سوف يستخدم كلمة الله في حياته لتحديد جميع الأقوال التي يغرسها الشيطان في الناس وتشريحها ومعرفتها على حقيقتها، وسوف ينبذ الشيطان في النهاية. بهذه الطريقة، سوف يصبح مكان الشيطان في قلوب الناس أصغر فأصغر، إلى أن يُستأصَل تمامًا. وسوف تحل مكانه كلمة الله، والتعاليم التي يعطيها الله للناس، ومبادئ الحق التي يوفرها الله، وما إلى ذلك. سوف تترسخ حياة الإيجابية والحق هذه تدريجيًا داخل الناس وتشغل مكانةً رئيسيةً في قلوبهم، ونتيجةً لذلك، سوف يكون لله السيادة على قلوب الناس. معنى ذلك أنه عند تحديد مختلف الأفكار والآراء والهرطقات والمغالطات التي يُفسِد بها الشيطان الناس ومعرفتها على حقيقتها، كي يكرهها الناس ويتخلوا عنها، سوف يشغل الحق قلوب الناس تدريجيًا. سوف يصبح تدريجيًا حياة الناس، وسوف يخضع الناس لله ويتبعونه بنشاط. بصرف النظر عن كيفية عمل الله وقيادته، سوف يتمكن الناس من قبول الحق وكلمة الله بنشاط والخضوع لعمل الله. إضافةً إلى ذلك، سوف يسعون إلى الحق بنشاط ويربحون فهمًا للحق من خلال هذا الاختبار. هذه هي الطريقة التي ينمي بها الناس إيمانًا حقيقيًا بالله، وبينما يصبح الحق أوضح فأوضح لهم، سوف ينمو إيمانهم أكثر فأكثر. عندما يملك الناس إيمانًا حقيقيًا بالله، فإن ذلك يخلق فيهم أيضًا اتقاءً لله. عندما يتقي الناس الله، تكون لديهم رغبة في ربح الله في أعماق قلوبهم والخضوع عن طيب خاطر لسيادته. إنهم يخضعون لتنظيمات الله وترتيباته، ويخضعون لخطط الله لمصيرهم. إنهم يخضعون لكل يوم ولجميع الظروف الخاصة التي يُعِدَّها الله لهم. عندما يكون لدى الناس هذا النوع من الإرادة والتعطّش، فإنهم أيضًا سوف يقبلون بنشاط مطالب الله منهم ويخضعون لها. عندما تصبح نتائج هذا واضحة أكثر فأكثر في الناس وتكون واقعيةً أكثر فأكثر، فإن أقوال الشيطان وأفكاره وآراءه سوف تفقد تأثيرها في قلوب الناس. بكلمات أخرى، هذا يعني أن أقوال الشيطان وأفكاره وآراءه سوف تكون لها سيطرة وتأثير أقل فأقل على الناس. بعد فترة من الصراع وبعد فترة من تعاون الناس النشط وعزمهم على الخضوع لله، سوف يتمكنون من التحرر من عبودية الشيطان وسيطرته. عندما يصل الناس إلى هذه النقطة، يكونون قد هربوا من سُلطة الشيطان. سوف يتخلون تمامًا عن الأقوال والأفكار والآراء التي استخدمها الشيطان لتضليلهم، وسوف يصبح إيمانهم بالله أكبر فأكبر. بالطبع، يعتمد هذا التأثير على كلمة الله وعمله، والأهم من ذلك، يعتمد على سعي الناس وتعاونهم. إذا كان الشخص يستمع كثيرًا إلى الحق والعظات لكنه لا يزال يفتقر إلى الوعي بأفكار الشيطان وآراءه ولم يكره هذه الأشياء، وإذا كان الشخص لا يريد تحديد هذه الأشياء الشيطانية بنشاط ورؤيتها على حقيقتها ونبذها، بل يتبع بدلًا من ذلك نهجًا سلبيًا أو يتجاهلها، سوف تظل مختلف أفكار الشيطان وآراءه راسخةً بعمق في ذلك الشخص. في حياته اليومية وأثناء مسار حياته كلها، سوف تظل مختلف أفكار الشيطان ووجهات نظره وآرائه تؤثر عليه وتتحكم به بشكل لا إرادي منه، وسوف تظل آراؤه عن الناس والأشياء وسلوكه الذاتي وأفعاله مصدرها الشيطان. إذا كان الشيطان هو مصدر هذا كله، فإن إيمانك بالله مجرد إقرار بوجود الله وليس إيمانًا حقيقيًا، ولن تُقرّ أبدًا بهوية الله وجوهره. بالطبع، لن يتجه قلبك نحو الله من تلقاء نفسه، ولن تتمكن من أن تعيد قلبك إلى الله. يمكن القول إنك غير قادر على تقديم أدنى قدر من الإخلاص الحقيقي للواجب والالتزامات التي أعطاك الله إياها، ولا يمكنك أن تتقي الله حقًا، ناهيك عن أن تكون خاضعًا له حقًا. ماذا ستكون النتيجة الواضحة إذا فشلت في تحقيق هذه الأشياء؟ لن تُخلَّص. هل هذا ما سيحدث؟ (نعم). هذا هو ما سيحدث. من الواضح أن الأفكار والآراء والمفاهيم التي يُفسِد بها الشيطان الناس ويزرعها في أعماق قلوبهم هي أشياء تمنع الناس من الاستماع إلى صوت الله، والإيمان بكلمة الله، وقبول الأشياء الإيجابية، وتمنعهم بالتأكيد من قبول الحق والدخول إلى الحق. تختلف هذه الأشياء ظاهريًا عن الشخصيات الفاسدة للكائنات البشرية. مع ذلك، فإن جوهر هذه الأشياء جزء من طبيعة الشيطان، وهي أشياء يُفسِد بها الشيطان الكائنات البشرية. عند إلقاء نظرة من الخارج، ثمّة فارق واضح بين أفعال الشيطان الشريرة التي تُفسِد البشرية وتظاهر الشيطان بفعل الخير، وهو فارق يصعب على الناس العاديين تمييزه. مع ذلك، فإن عواقب تضليل الشيطان للناس وإفساده لهم واضحة للغاية. فالحقيقة الواضحة هي أن هذا قد تسبَّب في إنكار المجتمع العام كله لله ومقاومته بل وحتى معارضته.
إن الشخصية الشيطانية الموجودة داخل الناس هي بالكامل نتيجة لتضليل الشيطان وإفساده لهم. إضافةً إلى ذلك، فإن مختلف الهرطقات والمغالطات والفلسفات والقوانين الشيطانية التي يتمسك بها الناس، وكذلك رؤيتهم للحياة وقيمهم، جميعها مظاهر ملموسة لتضليل الشيطان وإفساده لهم. بكلمات أخرى، بعد أن يضلِّل الشيطانُ الناسَ ويجعلهم يبتعدون عن الله وينكرونه، فإنه يغرس فيهم جميع أنواع الأفكار والآراء والهرطقات والمغالطات الشيطانية. علاوةً على ذلك، ينشر الشيطان قدرًا كبيرًا من الدعاية علانيةً، بما في ذلك جميع أنواع المفاهيم والآراء والتعبيرات التي توعز إلى الناس وتستحثّهم في كيفية التعامل مع كل شيء، وتجعلهم يقبلون هذا كله في قلوبهم. نتيجةً لذلك، تُزرَع العديد من الشخصيات الشيطانية الفاسدة بداخلهم. هذه هي الطريقة التي يستخدمها الشيطان لإفساد الناس. أي إنه عندما يوجد فراغ عميقٌ في نفوس الناس، وعندما لا يفكرون تفكيرًا صحيحًا، وعندما يكونون وعاءً فارغًا، تدخل مختلف تعبيرات الشيطان في قلوبهم وتقيم فيها. مثال ذلك، عندما تُبتَكر تعبيرات مثل "لم يكن يوجد أي مخلص"، و"الطبيعة خلقت السماوات والأرض وكل الأشياء"، و"سأتحمل رصاصة من أجل صديق"، و"يجب أن تكون المرأة فاضلة وطيبة ولطيفة وأخلاقية"، و"ينبغي أن يتسم الرجال بالرجولة"، وغيرها، فإن الناس يتأثرون بها بلا وعي. يقبل الناس جميع أنواع الأفكار والآراء من الشيطان بلا أي إدراك لهذه القوى الشريرة والهرطقات والمغالطات، ودون أي قدرة على تحديدها أو أي قوة لمقاومتها. العملية التي يقبل بها الناس هذه الأفكار والآراء الشيطانية هي بالضبط العملية التي يجري من خلالها تضليل الناس وتحريضهم وإفسادهم. مثال ذلك، إذا كنتِ امرأةً لا تعرف الطريقة الصحيحة التي يجب أن تعيش بها المرأة، وما الأشياء التي ينبغي أن تفعلها، فسوف يقدم الشيطان هرطقاته ومغالطاته مثل "يجب أن تكون المرأة فاضلة وطيبة ولطيفة وأخلاقية، وأن تبقى في المنزل ولا تخرج"، و"الفضيلة في المرأة أن تكون غير ماهرة"، وغيرها. تعتقدين أن هذه الأقوال تبدو حكيمةً وجيدةً، ولذلك تقبلينها. عندما تنتشر هذه الهرطقات والمغالطات في المجتمع وعلى الأرض، فستقبلينها كامرأة بلا وعي وتطالبين نفسك بصرامة أن ترقي إلى مستوى هذه الأقوال. أولًا، سوف تقارنين نفسكِ بها، معتقدةً أنه بما أنكِ امرأة، فيجب أن تكوني فاضلة وطيبة ولطيفة وأخلاقية، وأن تبقي في المنزل، وأن تكوني امرأة غير ماهرة ذات فضيلة، وغير ذلك. في سياق هذه العملية، سوف تتعرضين تدريجيًا لتحريض هذه التعبيرات والأفكار والآراء المتداولة في المجتمع وتلقينها وتأثيرها، وسوف تصلين في النهاية إلى نقطة انصهارك فيها. على وجه التحديد، بعد أن تضلِّلك أفكار الشيطان وآراؤه، فإنها سوف تقيدكِ وتسيطر عليكِ، وحينها في أعماق قلبكِ سوف تطالبين نفسكِ بمطالب بلا وعي وترين الآخرين وفقًا لها. لذلك، سوف تُشكِّل هذه الأفكار والتعبيرات في حياتكِ اليومية أفكارًا وآراءً في أعماق قلبكِ، وحينها سوف تتبنينها بوصفها معايير لتصرفاتك وسلوكك الذاتي وأساسًا لهما. هذه هي الطريقة التي تصبح بها مختلف أفكار الشيطان وآرائه بالتدريج ممارسةً شائعة في المجتمع والجماعة. كلما سادت هذه الممارسة في المجتمع أكثر فأكثر، وازداد عدد الناس الذين تحرضهم وتستوعبهم أكثر فأكثر، فإنها تصبح نوعًا من القوة. عندما تُنشأ هذه القوة، فإن هذه الأفكار والآراء تسجن البشرية بالكامل وتسيطر عليها، أو بمعنى آخر تتملكها. بعبارة أكثر تحديدًا، لقد أسر الشيطانُ الناسَ. على سبيل المثال، في عالم الشيطان، "ينبغي أن يتسم الرجال بالرجولة والغلظة والطموح"، و"ينبغي أن يتمتع الرجال بطموحات وتطلعات بعيدة المدى وروح لا تُقهَر"، و"ينبغي على الرجال صقل أنفسهم وضبط سلوك عائلاتهم وحكم البلاد وجلب السلام للعالم"، و"ينبغي أن يتعلم الرجال ممارسة السلطة، والسيطرة على الوضع، والسيادة على العالم"، و"الرجال لا يذرفون الدموع بسهولة"، وما إلى ذلك. كل رجل مكبَّل بهذه المتطلبات والأفكار والآراء منذ نشأته. وكل من الرجال والنساء مقيدون ومكبَّلون بمختلف أقوال الثقافة التقليدية. إذا كان الرجال لا يعرفون كيف ينبغي أن يتصرف الرجل أو كيف يُرسِّخ نفسه في جماعته أو مجتمعه أو بلده، فسوف يقبلون هذه الأفكار والآراء بلا وعي عندما يسمعونها. سوف يعتادون عليها تدريجيًا إلى أن يعتبرونها معايير وأسس لفرض مطالب صارمة على أنفسهم. بالإضافة إلى ذلك، سوف يطبّقون هذه الأفكار والآراء، ويختبرون أن يكونوا مثل ذلك الشخص في الواقع، ثم يضربون مثالًا يُحتذى به من خلال العمل نحو هذه الأهداف. مثال ذلك، يجب أن يتمتع الرجال بطموحات بعيدة المدى وينجزون أمورًا عظيمةً وتكون لديهم مهنة مرموقة. ينبغي ألا تكون لديهم علاقات عاطفية وألا يجعلوا دعم والديهم أو تربية الأطفال مسؤوليتهم أو هدفهم مدى الحياة. بدلًا من ذلك، يجب عليهم توسيع آفاقهم، وأن يكون لديهم طموح كبير في قلوبهم، وتعلُّم السيطرة على الوضع، بل والاستيلاء على السلطة للسيطرة على البشرية والنساء. لقد قَبِلَ الناس هذه الأفكار والآراء؛ وظلوا يمارسونها ويختبرونها في حياتهم، ويسعون إلى الأهداف التي تنطوي عليها. بالإضافة إلى ذلك، عندما تتشكل هذه الأفكار والآراء وتتجذّر بعمق في قلوب الناس، فإنهم سوف ينظرون إلى الإنسانية والمجتمع والعالم بأسره من خلالها. وعندما تتجذّر في قلب رجل بعمق بحيث لا يمكن اقتلاعها، فإنه سوف ينظر إلى الناس والأشياء وسوف يسلك ويعمل وفقًا للأفكار والآراء من قبيل "ينبغي أن يتسم الرجال بالرجولة والغلظة"، وما إلى ذلك. هذا هو الأصل والسبب الجذري لرؤية الرجال إلى العالم وإلى الحياة. عندما يرى الرجالُ الناسَ والأشياء، ويسلكون ويعملون وفقًا للأفكار والآراء التي غرسها الشيطان فيهم، فإن هذه الأفكار والآراء تنتشر بشكل غير محسوس بين الناس وفي المجتمع وتتغلغل تدريجيًا وبعمق في قلب كل شخص؛ ليس فقط الرجال بل النساء أيضًا. عندما تتغلغل هذه الأشياء بعمق في قلب كل شخص وتُغرَس حتى في قلوب الأطفال الصغار الذين يتعلمون الحديث للتو، فإن هذه الأفكار والآراء تصبح ممارسةً شائعةً في الجماعة والمجتمع. سوف تنتشر هذه الممارسة بشكل أسرع وأسرع، وتصبح أكثر فأكثر انتشارًا إلى أن يعرفها الجميع ويعترفون بها ويقبلونها مائة بالمائة. وعندما تصل الأمور إلى هذه المرحلة، فإن علماء الاجتماع والسياسيين ورؤساء الدول، أو بتعبير أدق، ملوك الأبالسة الذين يتبعون الشيطان سوف يتمادون إلى أبعد من ذلك لترسيخ المكانة التي تتمتع بها هذه الأفكار والأقوال بين البشرية. سوف يكتبون هذه الأشياء وينشرون هذه الأقوال بشكل منهجي ويروجون لها على نطاق واسع باستخدام جميع أنواع الأدلة الظرفية والظروف المواتية والناس والأحداث والأشياء، بحيث تتكاثر هذه الأقوال بين البشرية وتشكل مناخًا اجتماعيًا وقانونًا أخلاقيًا ثابتًا في المجتمع. بهذا القانون الأخلاقي سوف يتحكمون في الناس ويربطونهم، وعند هذه النقطة سوف يكون هدف الشيطان قد تحقق. عندما يكون الشيطان قد حقق هذا الهدف، فإن البشرية جمعاء، بمن فيها الرجال والنساء على حد سواء، سوف تكون قد ضُلِّلت وأُفسِدت وامتُلِكت من قِبل هذه الأفكار والآراء. هل تعلمون ما ستكون العواقب عندما تكون أفكار الشيطان وآراءه قد ضلَّلت البشرية وأفسدتها وامتلكتها؟ لماذا تعتقدون أن الشيطان يطرح هذه الأفكار والأقوال والبدع والمغالطات؟ هل لمجرد إفساد البشرية؟ هل لمجرد إبعاد الناس؟ من المستهدف من هذا كله؟ (الله). صحيح، يجب أن يتضح لكم هذا الأمر. في جميع الأشياء الشريرة التي يفعلها الشيطان، وعلى وجه التحديد جميع الأشياء التي يفعلها الشيطان لتضليل البشرية وإزعاجها والتحكم بها وإفسادها، فإن الناس مجرد أشياء وأدوات خدمية فحسب. إنهم مجرد أوانٍ يستخدمها الشيطان لممارسة جميع قدراته ومهاراته. وجميع الأشياء التي يفعلها الشيطان موجهة نحو الله وليس نحو الناس. إنه يريد معارضة الله، أما الناس فمجرد أوانٍ أو أدوات يستخدمها الشيطان لفعل ذلك. لماذا يريد الشيطان محاربة الله إذًا؟ لماذا يريد إفساد البشرية بهذا الشكل؟ لأن الله خلق البشرية ويريد أن يُخلِّصها. لماذا لا يُفسِد الشيطان الحيوانات والنباتات والكائنات الفضائية؟ لأن الله لا يحاول أن يُخلّص الحيوانات أو النباتات أو الكائنات الفضائية أو أي مخلوق آخر غير البشر. يحاول الله أن يُخلّص البشر الذين خلقهم على هذه الأرض. إنه يحاول ربح هذه المجموعة من البشر على الأرض. أي نوع من البشر؟ مجموعة من البشر الذين يتبعون الله والمخلصين حتى الموت، والذين هم على قلب واحد وعقل واحد مع الله، والذين يتقون الله ويحيدون عن الشر. هؤلاء هم الناس الذين يريد الله أن يربحهم. قبل أن يعمل الله عمله ليُخلِّص هؤلاء الناس ويربحهم، يحاول الشيطان أن يتدخل أولًا ويفسدهم. يقول الشيطان: "يا الله، هل تريد أن تُخلِّص البشرية؟ سوف أفسدهم أولًا إذًا. عندما يفسد الناس لدرجة أن يصبحوا شيطانيين تمامًا وليسوا بشرًا، لن تتمكن من خلاصهم. لن تنجح، وسوف تفشل في النهاية". هذا هو هدف الشيطان. لنعد إلى السؤال الذي طرحته سابقًا. عندما يُفسِد الشيطان شخصية الإنسان ويطرح أيضًا مختلف البدع والمغالطات وجميع أنواع الأفكار والآراء لتضليل العقل والقلب البشريين وشلِّهما والتحكم بهما، ماذا يكون هدفه؟ لا يمكنكم الإجابة عن ذلك؛ فأنتم لا تفهمونه. الشيطان لا يستهدف الناس عندما يفعل هذا كله، على الرغم من أن الناس هم من يُفسَدون ويُسيطَر عليهم. لكن هذا كله موجه نحو الله. ما الهدف النهائي أو النتيجة النهائية لإفساد الشيطان للناس؟ إنه وضع الناس في معارضة الله. عندما يصبح الناس هم النقيض التام لله وأعداءه، يعتقد الشيطان أن مكيدته وحساباته الذاتية قد نجحت، وأن الناس على الأرض سوف يعبدونه ويتبعونه. لذلك، عندما تكون مختلف أفكار الشيطان وأقواله وبدعه ومغالطاته متجذّرةً بعمق في قلوب الناس، فإنهم لن يعودوا يؤمنون بوجود الله، أو يقبلوا تنظيماته وترتيباته أو سيادته. سوف ينكر الناس الله تمامًا ويخونونه. يعتقد الشيطان أنه يكفي أن يُفسِد الناس إلى الحد الذي يمكنهم به إنكار الله. لماذا؟ لأنه في تلك المرحلة، سوف يكون الناس الذين يريد الله أن يخلِّصهم قد أسرهم الشيطان تمامًا وبشكل كامل، وسوف يكونون قد أصبحوا تمامًا وبشكل كامل نقيضًا لله. هذا هو غرض الشيطان. هل صحيح أنكم لم تفكروا في هذا مطلقًا من قبل؟ (بلى). أنتم لا تفهمون. يعتقد الناس أن "الشيطان يُفسِد الناس ليأسرنا ويحبسنا ويؤذينا ويدعنا نموت ويرسلنا إلى الجحيم ويبعدنا عن خلاص الله والطريق الصحيح في الحياة. الشيطان يجعلنا نعاني". هذا جزء من الأمر، لكنه مجرد تأثير موضوعي واحد ناتج عن كل ما يفعله الشيطان، وهو في الواقع ليس الهدف الأساسي. هل تفهمون الآن ما هو الهدف الأساسي؟ أخبروني، لماذا يُضلِّل الشيطان عقول الناس ويسيطر عليها ويسجنها؟ (كل ما يفعله الشيطان موجه ضد الله، والهدف الأساسي هو قلب جميع الناس ضد الله). ماذا أيضًا؟ (بما أن الله يريد أن يُخلِّص البشرية، فإن الشيطان يريد إفسادها وقلبها ضد الله حتى لا تتمكن من نيل خلاص الله. يريد الشيطان تدمير خطة تدبير الله ليُخلِّص البشرية). يغرس الشيطان في الناس جميع أنواع البدع والمغالطات، وعندما تكون هذه الأفكار والآراء والبدع والمغالطات المضللة متجذّرةً بعمق في قلوب الناس، فإنها تتحكم في عقولهم وتسجنها. يؤدي هذا إلى وضع معين. أي نوع من الأوضاع؟ وضع يتشكل فيه نقيض الله بالكامل، وتصبح فيه البشرية قوةً معاديةً تمامًا لله، ويكون الشيطان سعيدًا. هذا هو الهدف الذي يحاول الشيطان تحقيقه. ما غرض الشيطان من فعل هذا كله؟ لخّصوا هذا في جملة واحدة. (يغرس الشيطان في الناس جميع أنواع البدع والمغالطات، وعندما تكون هذه الأفكار والآراء والبدع والمغالطات المضللة متجذّرةً بعمق في قلوب الناس، ينشأ وضع يتشكل فيه نقيض الله بالكامل، ويصبح البشر أناسًا يقاومون الله. لقد أصبحوا أعداء الله، ويكون الشيطان قد حقق هدفه). هذه هي الإجابة، أليست بسيطةً؟ (بلى، إنها كذلك). هذا هو الهدف والنتيجة اللذين يريد الشيطان تحقيقهما من خلال إفساد البشرية.
هل تعتقدون أن الله يدري بهذه الأشياء التي يفعلها الشيطان لإفساد البشرية؟ (نعم). لماذا يسمح الله للشيطان إذًا بفعل هذا؟ استخدموا ما تفهمونه عن الحق لشرح الأمر. أليست ثمّة مقولة عن هذا؟ "حكمة الله تُمارَس بناءً على حيلة الشيطان". هذا مثال على مقولة تغدو حقيقةً، أليس كذلك؟ (بلى). أيضًا، هل تنطبق هنا عبارة "الشيطان هو شخصية الضد وأداة الخدمة في عمل الله"؟ (نعم). كلتا المقولتين ذات صلة ويمكن استخدامها لشرح السؤال أعلاه. أليس ذلك صحيحًا؟ (بلى). ذلك هو الحال. إذا طرح أحدهم هذا السؤال، فكيف تشرحوا له ذلك؟ إذا اكتفيتم بقول "حكمة الله تُمارَس بناءً على حيلة الشيطان" على نحوٍ مُبهَم، فسوف يرتبك ولن يفهم. هل تعرفون كيفية شرحه بمزيد من التفصيل؟ من السهل شرحه، أليس كذلك؟ يسمح الله للشيطان بفعل هذه الأشياء التي تُفسِد البشرية، ليس لأن الله غير قادر على إيقافها أو الاعتناء بها، ولكن لسبب. السبب هو أن "حكمة الله تُمارَس بناءً على حيلة الشيطان"، كما قلتُ سابقًا. هذه ليست مقولةً أو نظريةً، بل حقيقة لا جدال فيها، ويمكن التحقق منها من خلال حقيقة أن الله يمكن أن يُخلِّص الإنسان بعد أن أفسده الشيطان. ما هدف الشيطان من إفساد شخصيات البشر وغرس جميع أنواع البدع والمغالطات في الناس للسيطرة على عقولهم وحبسها؟ هل الهدف النهائي هو قمع عمل الله والتسبب في تلاشي خطة تدبيره تمامًا؟ هل هذه هي حيلة الشيطان؟ (نعم). هذه هي حيلة الشيطان. بماذا يفكر الله عندما يؤدي الشيطان مثل هذه الحيل؟ ماذا يفعل الله؟ ما الذي يدور في ذهنه؟ كيف تتجلى حكمته في هذا كله؟ يستخدم الله حيلة الشيطان. لدى الشيطان حيلة. إنه يقول: "أنا أستفز الناس وأفسدهم إلى أن يصبحوا مثلي. إنهم يصبحون شياطين صغارًا يشاركونني أفكاري وآرائي، وينظرون إلى الناس وإلى الأشياء، ويسلكون ويفعلون وفقًا لوجهة نظري الشيطانية، ويعارضون الله. أريد أن آخذ جميع الناس الذين خلقهم الله وأجعلهم منتسبين لي أنا الشيطان، حتى يكون عمل الله في الناس عديم الجدوى وعبثيًا. وبالتأكيد، سوف يؤدي هذا إلى تلاشي خطة تدبير الله تمامًا". هل هذه هي حيلة الشيطان؟ (نعم). فماذا يعتقد الله إذًا؟ وماذا يفعل؟ يقول الله: "أيها الشيطان، أنت تنشر البدع والمغالطات لإزعاج الناس وتضليلهم، وتفعل أشياءَ كثيرة لإزعاج عمل الله وتدمير عمله. لن يؤدي هذا إلا إلى غرس بعض البدع والمغالطات في الناس، حتى يعيشوا وفقًا لها ويعارضوا الله. حينها سوف أبني كلامي وعملي على أساس فساد البشرية، وأكشف البدع والمغالطات التي تستخدمها لإفساد البشرية، وأدين مختلف الشخصيات الفاسدة للناس، وأسمح للناس بتحديد مختلف الأفكار والأقوال التي غرستها أنت فيهم. بهذه الطريقة، لن يفهم الناس الحق والله فحسب، بل سوف يتمكنون أيضًا من تمييز مختلف أقوال الشيطان وأفكاره وآراءه، وسوف يعرفون أيضًا حقيقة شخصية الشيطان وجوهره ومختلف أعماله الشريرة. عن طريق استخدام فهم الحق كأساس لهم، سوف يتمكن الناس من التعرف على الشيطان ورفضه بشكل أدق وبقوة أكبر. من الناحية السلبية، لن يعود الشيطان يُضلّل الناس ويأسرهم ويبتلعهم مرةً أخرى. ومن الناحية الإيجابية، سوف يكون الناس أكثر قدرة على الإيمان بالله وتأكيد وجوده وهُويَته وحقيقة أن له السيادة على جميع المخلوقات والأشياء. بعد تحقيق هذين الأمرين، سوف ينشأ قلب يتقي الله فيهم وسيخضعون لله بحقّ. سوف يفوز الله بقلوبهم، أو لتحري المزيد من الدقة، سوف يربحهم الله. عندما يصل الناس إلى هذه المرحلة، لن يعود الشيطان يضلّلهم ويستغلهم. بدلًا من ذلك، سوف يستطيعون تمييز الشيطان تمامًا ورؤيته على حقيقته ورفضه من أعماق قلوبهم. سوف يعترفون أنهم كائنات الله المخلوقة، وسوف يقبلون عن طيب خاطر سيادة الخالق وتنظيماته، وبالتالي سوف يعودون تمامًا إلى الله". هذا هو ترتيب الله وخطته المُحدَّدان. بالطبع، يمكن القول أيضًا إن هذه هي خاطرة الله وفكرته في أعماق قلبه. هذه هي طريقة تفكير الله وكيفية عمل أفكاره والكيفية التي نظَّمها بها. بينما كان الشيطان يُضلّل الناس ويفسدهم، كان الله يرتب جميع المخلوقات والأشياء ترتيبًا منهجيًا، ويدفع خطته وتدبيره للأمام خطوةً بخطوة بطريقة منظمة، على نحو مستمرّ إلى الآن. لقد أفسد الشيطان البشرية بالكامل واستولى عليها. ومع ذلك، من الحقائق التي لا جدال فيها أنه عندما يدعو الله هذه البشرية المشبعة بجميع أنواع سموم الشيطان وتسمع صوت الله، لا يزال بإمكانها المثول أمام الله وقبول دعوته والاستعداد لتلقي دينونته وتوبيخه. حتى إذا أدان الله مثل هذه البشرية ولعنها لكونها على شاكلة الشيطان وعدوّة لله، فإنها لن تتركه أبدًا. على الرغم من أن أفكار الناس وآراءهم مليئة بالأشياء التي غرسها الشيطان فيهم، مما يجعلهم ينظرون إلى الناس والأشياء، ويسلكون ويفعلون بطريقة لا تزال خاضعةً بشدة لتأثير أفكار الشيطان وآراءه وسيطرتها، فإن قلوبهم تتجه نحو الله أكثر فأكثر بإخلاص وعلى وجه السرعة. أليست هذه حقيقة لا جدال فيها؟ (بلى). بالإضافة إلى ذلك، في المستقبل القريب، بعد أن يكون الله قد كشف جميع أعمال الشيطان الشريرة، فإن هذه البشرية التي أفسدها الشيطان بعمق سوف تتمكن من نبذ الشيطان تمامًا، ومن قول "لا" له وإرجاع قلوبها لله. سوف تكون جمعاء على استعداد لاتباع الله بثبات وفقًا لسيادته وتنظيماته وترتيباته. هذا هو الاتجاه الذي يتخذه استكمال عمل الله العظيم بنجاح، أليس كذلك؟ (بلى). خاصةً بعد عقد شركة عن معنى السعي إلى الحق، سوف يكون لدى المزيد من الناس العزيمة على رؤية الناس والأشياء، والسلوك، والعمل وفقًا لكلام الله مع كون الحق معيارهم. بصرف النظر عمّا إذا كانت عزيمة الناس قوية أم ضعيفة، أو ما إذا كانوا قد دخلوا إلى هذا الواقع أم لا؛ مهما كان الحال، فإن حقيقة أن مثل هذه البشرية التي أفسدها الشيطان بشدة لديها الرغبة والعزيمة على نبذه ورؤية الناس والأشياء، والسلوك، والعمل وفقًا لكلام الله مع كون الحق معيارها، بدلًا من مختلف الأفكار والآراء التي غرسها الشيطان فيها، هي في حد ذاتها علامة على أن الله قد انتصر بالفعل. لذلك، فإن الشيطان قد تعرَّض للإذلال بالفعل، أليس كذلك؟ (بلى). بالتالي، فإن مقولة "حكمة الله تُمارَس بناءً على حيلة الشيطان" ليست كلمات فارغة، بل حقيقة عملية وموضوعية ولا جدال فيها. كل ما يفعله الشيطان الشرير وصل إلى النقطة التي يُضلّل فيها البشرية ويسيطر عليها. إنه يعتقد أنه أزعج عمل الله ودمره وأنه يستحيل على الله مواصلة خطة تدبيره. لذلك، يعتقد الشيطان أنه قد انتصر. مع ذلك، لا يستطيع الشيطان إبطاء وتيرة خطة تدبير الله لخلاص البشرية بصرف النظر عن مدى تهوره، ولا يمكنه إفشال النجاح العظيم لخطة تدبير الله وانتصاره على الشيطان. الآن انتشر عمل الله في جميع أنحاء الكون، وانتشرت كلمة الله إلى ملايين البيوت. وهذا دليل على النجاح العظيم لله.
إذا سألكم أحدهم مجددًا: "لماذا يُضلّل الشيطان عقول الناس ويسيطر عليها ويسجنها؟ لماذا يسمح الله للشيطان بفعل هذا؟"، هل ستتمكنون من الإجابة عن هذه الأسئلة؟ حتى إذا كنت لا تستطيع شرح الأمر بالكامل، فيمكنك على الأقل مشاركة بعض فهمك. لماذا يفعل الشيطان هذا كله؟ وما مغزى سماح الله له بفعل هذا كله؟ ينبغي أن تفكر في هذه الأشياء وينبغي أن توجد إجابة دقيقة في قلبك. لقد ظل الله يعمل على تخليص البشرية لستة آلاف عام. بعض الناس لا يفهمون هذا ويقولون: "هل ظل الله يعمل لستة آلاف عام؟ أليس هذا وقت طويل؟" بصرف النظر عن الوقت الذي يستغرقه عمل الله، فإن أفعاله فائقة الأهمية. ليست مدة عمله فقط هي المهمة؛ بل النتائج النهائية التي يحققها عمله أهم حتى منها. لولا حقيقة أن الله ظل يعمل لستة آلاف عام لتخليص البشرية، لكان فقدان الحس والغباوة قد منعا البشرية من معرفة الله أو من نيل خلاصه بالكامل. إذا كان الناس قد اختبروا فقط من التضليل والإزعاج اللذين تسبَّب بهما أضداد المسيح مرَّةً أو مرَّتين، فهل كانوا سيتمكنون من التعرف على أضداد المسيح وإدراك جوهر طبيعتهم؟ هل ستكون ثلاث أو خمس مرَّات كافية؟ يؤسفني أن أخبركم أنها لا تكفي. ينبغي أن يختبرها الناس عدة مرَّات حتى يروا جوهر طبيعة أضداد المسيح على حقيقتها. حينئذٍ فقط يمكنهم أن يتعرفوا فعلًا على أضداد المسيح وينبذوهم تمامًا. على وجه الخصوص، إذا تعرَّض الناس للقمع المجنون والاضطهاد القاسي من التنين العظيم الأحمر لفترة قصيرة جدًا، فلن يختبروه اختبارًا تامًا وسوف ينسونه قريبًا. نتيجةً لذلك، لن يكرهوا التنين العظيم الأحمر ولن يرفضوه حقًا. يجب أن يُنقَش الاضطهاد القاسي للشيطان في قلوب الناس، حتى يتمكنوا من كرهه من أعماق قلوبهم ويروا وجهه الحقيقي بوضوح. إذا تعرَّض الشخص للاضطهاد لفترة وجيزة مرَّة أو مرَّتين، فسوف يصعب عليه أن يكره الشيطان ويتمرّد عليه. إذا أتيحت له الفرصة، فسوف يظل يمدح الشيطان ويكيل له قصائد المدح. ينبغي تسليم الإنسان إلى الشيطان عدة مرَّات حتى يعاني عذابه وقسوته قبل أن يتمكن من رؤية شر الشيطان وقبحه ووضاعته ووقاحته بوضوح وينبذه تمامًا. يجب اختبار هذه الأشياء لفترة طويلة من الزمن قطعًا. مثال ذلك، في صناعة الفولاذ لا يمكن إنتاج الفولاذ الجيد من وضعه لوقت قصير في النار؛ بل ينبغي تقسية الفولاذ جيدًا للحصول على أفضل النتائج. وذلك يعني أن كل مرحلة من مراحل عمل الله تحتاج إلى وقت طويل؛ أي أن كل مرحلة تتطلب فترةً زمنيةً طويلةً. ينبغي أن تجري بهذه الطريقة؛ إذا لم يكن الأمر كذلك، فلا يمكن تحقيق نتيجة جيدة. سوف توجد درجات مختلفة من التغييرات في أعماق قلب الإنسان وفي الشخصية الفاسدة للبشرية بسبب تأثير الظروف الأكبر لكل عصر، وسوف يرتبط كل من هذه التغييرات بالعمل الذي يريد الله عمله في الناس في أثناء كل مرحلة. إن السبب في تجسُّد الله ثانيةً في الأيام الأخيرة للعمل على هذا النطاق الواسع والتحدث كثيرًا هو أن الشخصية الفاسدة للبشرية وأفكارها وآراءها، والبيئة الأوسع وخلفية المجتمع، جميعها تتناسب في هذه المرحلة الأخيرة مع خلفية العمل الذي يريد الله أن يعمله في الأيام الأخيرة. فالاتجاهات والعادات والأنماط أو الأوضاع الموجودة في المجتمع، والوضع السياسي، بل وحتى القوة السياسية للأمم الشيطانية جميعها عوامل للبيئة الأكبر. بحلول الوقت الذي تكون فيه هذه العوامل في الخلفية، يكون الوضع الداخلي للناس وشخصيتهم الفاسدة، أي الحالة الداخلية للبشرية كلها، هو بالضبط ما يحتاجه الله لعمله. هذا هو الوقت الأنسب كي يباشر الله دينونته وتوبيخه للكشف عن جلالته وبره ورحمته وعطفه المُحبّ. يبدأ الله عمله عندما تنضج جميع هذه العوامل وتكون جاهزةً تمامًا. هذا هو العمل الذي يريد الله أن يُنفِّذه تحت تأثير الخلفية الأكبر. يكفيكم أن تفهموا هذا. سوف يفهم بعض الناس ذوي مستوى القدرات الجيّد، بينما قد لا يفهم الآخرون الذين لم يختبروا. على وجه الخصوص، أولئك الذين لا يستطيعون فهم الوضع السياسي وجوهر الاتجاهات في المجتمع، والذين ليسوا ناضجين بما يكفي في تفكيرهم، لا يكتفون إلا بالاختبارات الروحية الصغيرة والشهادات الثانوية، وقد لا يفهمون الكثير عن الخلفية السياسية والاجتماعية الأوسع المُتضمَّنة في عمل الله. لا يهم مدى قدرتكم على فهم هذه الأشياء؛ فسوف تصبح واضحةً فيما تختبرون المزيد منها ببطء لأنها تتضمن خطة تدبير الله وعمل الله، وهي رؤية عظيمة. لن نعقد الشركة عن هذا الموضوع أكثر من ذلك لأنكم غير مستعدين للمزيد من التعمق.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.