كيفية السعي إلى الحق (5) الجزء الثالث
إن الذين يؤمنون بالله حقًا هم الأشخاص الذين يهتمون بتأدية عملهم كما ينبغي، وهم جميعًا على استعداد لأداء واجباتهم، ويمكنهم تحمُّل أحد الأعمال وتأديته جيدًا وفقًا لمستوى قدراتهم وللوائح بيت الله. بالطبع، قد يكون التأقلم مع هذه الحياة صعبًا في البداية. قد تشعر بالإرهاق الجسدي والذهني. ولكن، إذا كنت عازمًا حقًا على التعاون ولديك الرغبة لأن تصبح شخصًا طبيعيًا وصالحًا، و تنال الخلاص، فعليك أن تدفع بعض من الثمن وتسمح لله بتأديبك. وعندما تلح عليك رغبتك في العناد، يجب أن تتمرد ضدها وتتخلص منها، و تقلل تدريجيًا من عنادك ورغباتك الأنانية. يجب أن تطلب مساعدة الله في الأمور المصيرية، وفي الأوقات المصيرية، وفي المهام المصيرية. إذا كان لديك التصميم، فعليك أن تطلب من الله أن يؤنبك ويؤدبك، وأن ينيرك حتى تفهم الحق، وبذلك ستحصل على نتائج أفضل. إذا كان لديك التصميم حقًا، وصلَّيت لله في محضره وتوسلت إليه، فسوف يتصرف الله. سوف يُغيِّر الله حالتك وأفكارك. إذا قام الروح القدس بعمل بسيط، فحرَّكك وأنارك قليلًا، فسوف يتبدل قلبك وتتحول حالتك. عندما يحدث هذا التحول، سوف تشعر أن العيش بهذه الطريقة ليس به كبت. سوف تتبدل حالة ومشاعر الكبت لديك وتهدأ، وستختلف عما كانت عليه من قبل. سوف تشعر أن الحياة بهذه الطريقة ليست مُرهقة. ستجد متعة في أداء واجبك في بيت الله. سوف تشعر أنه من الجيد أن تعيش وتتصرف وتؤدي واجبك على هذا النحو، وتتحمل المشاق وتدفع ثمنًا، وأن تتبع القواعد وتقوم بالأشياء على أساس المبادئ. سوف تشعر أن هذا هو نوع الحياة التي ينبغي للأشخاص الطبيعيين أن يعيشوها. عندما تعيش بالحق وتؤدي واجبك جيدًا، سوف تشعر أن قلبك هادئًا ومطمئنًا، وأن حياتك ذات معنى. سوف تفكر: "لماذا لم أعرف هذا من قبل؟ لماذا كنت عنيدًا جدًا؟ كنت بالسابق أعيش وفق فلسفات الشيطان وشخصيته، لم أكن أعيش كإنسان ولا كشبح، وكلما عشت أكثر، شعرت بألم أكبر. والآن بعد أن فهمت الحق، يمكنني أن أتخلص من بعض من شخصيتي الفاسدة، ويمكن أن أشعر بالسلام الحقيقي والفرح من حياة قضيتها في أداء واجبي وممارسة الحق!". ألم تتغير حالتك المزاجية إذًا؟ (بلى). بمجرد أن تدرك سبب شعورك بالكبت والتعاسة في حياتك سابقًا، وبمجرد أن تجد السبب الجذري لمعاناتك، وتحل المشكلة، سيصبح لديك رجاءً في التغيير. ما دمت تسعى إلى الحق، وتبذل المزيد من الجهد نحو كلام الله، وتعقد شركة أكثر عن الحق، وتستمع أيضًا إلى الشهادات الاختبارية لإخوتك وأخواتك، فسوف يكون لديك مسار أكثر وضوحًا. ألن تتحسن حالتك حينئذ؟ إذا تحسنت حالتك، فسوف يهدأ شعورك بالكبت تدريجيًا، ولن يعود يُوقعك في الشَرَك. وبطبيعة الحال، في ظروف أو سياقات خاصة، قد تنشأ مشاعر بالكبت والألم من حين لآخر، ولكن ما دمت تسعى إلى الحق لعلاجها، فسوف تختفي مشاعر الكبت هذه. ستكون قادرًا على تقديم صدقك وقوتك الكاملة وإخلاصك وأنت تؤدي واجبك، وسوف يكون لديك رجاءً في الخلاص. إذا استطعت تحمل مثل هذا التحول، فلن تحتاج إلى مغادرة بيت الله. إن قدرتك على احتمال هذا التحول سوف يُثبت أنه لا يزال هناك أمل بالنسبة لك؛ أمل في التغيير وأمل في الخلاص. سوف يُثبت هذا أنك لا تزال عضوًا في بيت الله، ولكن تأثرت لفترة طويلة جدًا وبدرجة عميقة جدًا بدوافع أنانية مختلفة واعتبارات شخصية، أو بعادات وأفكار سيئة مختلفة، مما تسبَّب في خدر ضميرك وفقد الشعور، وإضعاف تفكيرك وتآكل شعورك بالخجل. إذا استطعت أن تمر بمثل هذا التحول، فإن بيت الله سيرحب بك للبقاء فيه، وأداء واجبك، وإنجاز إرساليتك، وإنهاء عملك تمامًا وبعناية. بالطبع، لا يمكن مساعدة الأشخاص الذين لديهم هذه المشاعر السلبية إلا بقلب محب. إذا كان الشخص يرفض باستمرار قبول الحق ويستمر في عدم التوبة بالرغم من النصح المتكرر، فيجب علينا أن نُودِّعه. لكن إذا كان الشخص راغبًا حقًا في التغيير، وتحسين نفسه، وتبديل مساره، فإننا نرحب به بكل مودة في البقاء. ما دام لديه رغبة حقيقية للبقاء، و تغيير نهجه، وطريقة حياته السابقة، ويستطيع تحمل التحول التدريجي أثناء تأديته لواجبه، ويصبح أفضل في أداء واجبه كلما طالت مدة قيامه به، فإننا نرحب ببقاء أمثال هؤلاء الأشخاص ونأمل أن يستمروا في التحسن. ونحن نُعرب لهم أيضًا عن أمنية عظيمة: نتمنى أن يخرجوا من مشاعرهم السلبية، وأن لا يعودوا يقعون في شَرَكها أو أن يقعوا كليًا تحت تأثيرها وأن يهتموا بدلًا من ذلك بتأدية عملهم كما ينبغي ويسلكوا الطريق الصحيح، وأن يتصرفوا ويعيشوا وفقًا لما يجب على الأشخاص الطبيعيين أن يفعلوه ووفق شروط الله، وأن يقوموا بواجباتهم في بيت الله بثبات وفقًا لشروطه، وأن لا يعودوا ينجرفوا في الحياة. نتمنى لهم مستقبلًا واعدًا، وألا يفعلوا ما يحلو لهم بعد الآن، أو أن يهتموا فقط بالبحث عن الملذات والمتعة الجسدية، بل بدلًا من ذلك يفكروا أكثر في الأمور المتعلقة بأداء واجباتهم، وفي الطريق الذي يسلكوه في الحياة، وأن يعيشوا وفقًا للإنسانية الطبيعية. نتمنى من أعماق قلوبنا أن يعيشوا بسعادة وحرية وتحرر في بيت الله، وأن يختبروا السلام والفرح كل يوم، وأن يشعروا بالدفء والمسرة في حياتهم هنا. أليست هذه أعظم أمنية؟ (بلى). لقد انتهيت من أمنيتي، وأدعوكم جميعًا إلى تقديم أمنياتكم القلبية لهم. (أمنيتنا القلبية هي أن يعيشوا في سعادة وحرية وتحرر في بيت الله، وأن يختبروا السلام والفرح كل يوم، وأن يشعروا بالدفء والمسرة في حياتهم هنا). ماذا أيضًا؟ ماذا لو تمنينا من أعماق قلوبنا ألا يعيشوا في قبضة مشاعر الكبت هذه بعد الآن؟ (نعم). تلك هي أمنيتي. هل لديكم أمنيات أخرى لهم؟ (أمنيتي القلبية هي أن يكونوا قادرين على تأدية عملهم كما ينبغي، وأن يحُسِّنوا من أدائهم لواجباتهم باستمرار). هل هذه أمنية طيبة؟ (نعم). هل هناك أمنيات أخرى؟ (أمنيتي القلبية هي أن يبدأوا في أسرع وقت العيش بحسب الإنسانية الطبيعية). قد لا تكون هذه الأمنية سامية للغاية، لكنني أعتقد أنها عملية. ينبغي للبشر أن يعيشوا الإنسانية الطبيعية وألا يشعروا بالكبت. لماذا لا نستطيع أن نتحمل المصاعب التي يتحملها الآخرون؟ إذا كان المرء يملك الضمير والعقل والحياء المرتبط بالإنسانية الطبيعية، إلى جانب مسارات وأساليب الحياة، والأهداف الإيجابية في سعيه والتي يجب أن يملكها الأشخاص الطبيعيون، فلن يشعر بالكبت. أليست هذه أمنية طيبة للغاية؟ (بلى). هل هناك شيء آخر؟ (أمنيتي القلبية هي أن يتعاونوا ويكونوا منسجمين مع إخوتهم وأخواتهم، وأن يشعروا بمحبة الله في بيته، وأن يتصرفوا وفقًا لمبادئ بيت الله). هل هذا الشرط رفيع جدًا؟ (لا). بما أنه ليس رفيعًا جدًا، هل من السهل تحقيقه؟ إن الشعور بمحبة بيت الله يتماشى يقينًا مع الواقع؛ فهو ما يحتاج إليه هؤلاء الأشخاص، أليس كذلك؟ (بلى). بالنسبة لهؤلاء الأشخاص فالشروط ليست بعيدة. أولًا وقبل كل شيء، يجب أن يكون لديهم ضمير وعقل الإنسانية الطبيعية. ينبغي ألا يكونوا كسالى أو منجرفين في الحياة؛ بل يجب أن يتعلموا كيفية العيش والاهتمام بأداء عملهم كما ينبغي، ويتحملوا مسؤولياتهم وواجباتهم. ثم عليهم أن يتعلمون كيفية العيش، والعيش بحسب الإنسانية الطبيعية، وأداء مسؤولياتهم وواجباتهم جيدًا. وبقيامهم بذلك، سيتمكنون من الشعور بالراحة والسلام والفرح في بيت الله، وسيرغبون في العيش وأداء واجباتهم هنا. وبعد أن يتحرروا من مشاعر الكبت والسلبية، سيصبحون قادرين شيئًا فشيئًا على السعي إلى الحق والتعاون في وئام مع الآخرين. هذه هي الشروط بالنسبة لمثل هؤلاء الأشخاص. بصرف النظر عن أعمارهم، فإن أمنياتنا ليست كبيرة و شروطنا ليست صعبة، بل هي فقط التي تحدثنا عنها. أولًا وقبل كل شيء، إنهم يحتاجون إلى تعلُّم كيفية الاهتمام بأداء عملهم كما ينبغي، وتحمُّل مسؤوليات والتزامات الشخص البالغ الطبيعي، ثم تعلُّم الالتزام بالقواعد، وتقبُّل أن يقوم بيت الله بإدارتهم والإشراف عليهم و تهذيبهم، وأن يؤدوا واجباتهم على نحو جيد. هذا هو الموقف الصحيح الذي ينبغي للإنسان ذو الضمير والعقل أن يتبناه. ثانيًا، يجب أن يملكوا فهمًا ومعرفة صحيحين للمسؤوليات والالتزامات وللأفكار ووجهات النظر التي تنطوي على ضمير وعقل الإنسانية الطبيعية. عليك أن تتخلص من مشاعرك السلبية وشعورك بالكبت وأن تواجه بشكل صحيح الصعوبات المختلفة التي تنشأ في حياتك. بالنسبة لك، هذه ليست أشياء إضافية أو أعباء أو قيود، بل ما يجب أن تتحمله كشخص بالغ طبيعي. هذا يعني أن كل شخص بالغ، بغض النظر عن جنسه، وبغض النظر عن مستوى قدراته، أو مدى كفاءته، أو المواهب التي يمتلكها، يجب أن يتحمل جميع الأشياء التي يجب أن يتحملها البالغون، بما في ذلك: البيئات المعيشية التي يجب على البالغين التكيف معها، والمسؤوليات والالتزامات والمهام التي يجب أن تلتزم بها، والعمل الذي يجب أن تقوم به. أولًا، عليك أن تتقبل هذه الأشياء بإيجابية بدلًا من أن تتوقع من الآخرين أن يُكسوك ويُطعموك، أو تعتمد على ثمار عمل الآخرين لتدبر أمورك بالكاد. كذلك، يجب أن تتعلم التكيف مع مختلف أنواع القواعد واللوائح والإدارة وتقبلها، وأن تقبل المراسيم الإدارية لبيت الله، وتتعلم التأقلم مع الوجود والحياة مع أشخاص آخرين. ينبغي أن تمتلك ضمير وعقل الإنسانية الطبيعية، وأن تتعامل مع الناس والأحداث والأشياء من حولك بشكل صحيح، وأن تتعامل مع مختلف المشكلات التي تواجهها وتعالجها بشكل صحيح. هذه كلها أمور يجب على الشخص ذو الإنسانية الطبيعية أن يتعامل معها، ويمكن القول أيضًا أن هذه هي الحياة والبيئة المعيشية التي يجب أن يواجهها شخص بالغ. على سبيل المثال، كشخص بالغ، عليك أن تعتمد على قدراتك الخاصة لدعم عائلتك وتوفير الطعام لها، بغض النظر عن مدى صعوبة حياتك. هذه هي المشقة التي عليك تحملها، والمسؤولية التي يجب أن تفي بها، والالتزام الذي يجب أن تنجزه. عليك تحمُّل المسؤوليات التي يجب أن يتحملها شخص بالغ. بغض النظر عن مقدار المعاناة التي تتحملها أو الثمن الباهظ الذي تدفعه، وبغض النظر عن مدى حزنك، ينبغي أن تتقبل مظالمك وألا تنشأ لديك أي مشاعر سلبية أو تشكو من أي شخص، لأن هذا هو ما يُفترَض أن يتحمله البالغون. كشخص بالغ، عليك تحمُّل هذه الأمور – دون شكوى أو مقاومة، وخاصةً دون التهرُّب منها أو رفضها. إن الانجراف في الحياة، والكسل، وأن تقوم بالأشياء وفق رغبتك، والعناد واتباع الأهواء، وفعل ما تريد وعدم فعل ما لا تريد؛ لا يجب أن يكون هو الموقف الذي يتبناه الشخص البالغ في الحياة. يجب على كل شخص بالغ أن يتحمل مسؤوليات الشخص البالغ، بغض النظر عن مدى الضغوط التي يواجهها، كالمشقات والأمراض، وحتى الصعوبات المختلفة؛ فهذه أشياء يجب على الجميع اختبارها وتحمُّلها. إنها جزء من حياة الشخص الطبيعي. إذا كنت لا تستطيع تحمُّل الضغط أو المعاناة، فهذا يعني أنك هش للغاية وعديم الفائدة. من يعيش عليه أن يتحمل هذه المعاناة، ولا يستطيع أحد أن يتجنبها، سواء في المجتمع أو في بيت الله، فالأمر ينطبق على الجميع. هذه هي المسؤولية التي يجب أن تتحملها، والعبء الثقيل الذي يجب أن يحمله ويتحمله الشخص البالغ، ولا يجب أن تتهرب منه. إذا حاولت دائمًا الهرب أو التخلص من هذا كله، فسوف تظهر مشاعر الكبت لديك، وسوف تكون واقعًا في شِراكها دائمًا. ومع ذلك، إذا استطعت فهم هذا كله وقبوله بشكل إيجابي، والنظر إليه كجزء ضروري من حياتك ووجودك، فلا يجب أن تكون هذه المشكلات سببًا لظهور المشاعر السلبية لديك. من ناحية، يجب أن تتعلم كيفية تحمُّل المسؤوليات والالتزامات التي يتعين على الكبار تحملها والالتزام بها. ومن ناحية أخرى، يجب أن تتعلم التعايش بانسجام مع الآخرين في بيئة معيشتك وعملك بإنسانية طبيعية. ببساطة لا تفعل ما يحلو لك. ما الهدف من التعايش بانسجام؟ إنه إنجاز العمل بشكل أفضل والوفاء بشكل أفضل بالالتزامات والمسؤوليات التي يجب عليك كشخص بالغ إنجازها والوفاء بها، وتقليل الخسائر الناجمة عن المشكلات التي تواجهها في عملك، وزيادة نتائج وكفاءة عملك إلى أقصى حد. هذا ما يجب عليك تحقيقه. إذا كنت تتمتع بإنسانية طبيعية، فيجب عليك أن تحقق هذا عند العمل بين الناس. أما ضغوط العمل سواء كانت من الأعلى أو من بيت الله، أو كانت ضغوطًا وضعها عليك إخوتك وأخواتك، فهو شيء ينبغي أن تتحمله. لا يمكنك أن تقول: "هذا ضغط كبير للغاية، لذا لن أفعل ذلك. إنني أسعى فقط إلى الرفاهية والهدوء والسعادة والراحة في أداء واجبي والعمل في بيت الله". هذا لن ينجح، فهذه ليست فكرة يجب أن تراود شخص بالغ طبيعي، وبيت الله ليس مكانًا تنعم فيه بالراحة. يتحمل كل إنسان قدرًا معينًا من الضغوط والمخاطر في حياته وعمله. في أي عمل، وخاصة أداء واجبك في بيت الله، يجب أن تسعى لتحقيق أفضل النتائج. وعلى مستوى أكبر، هذا هو تعليم الله ومطلبه. وعلى مستوى أصغر، هو الموقف ووجهة النظر والمعيار والمبدأ الذي يجب على كل شخص أن ينتهجه في تصرُّفه وأفعاله. عندما تؤدي واجبًا في بيت الله، يجب أن تتعلم الالتزام بلوائح بيت الله وأنظمته، وتتعلم الامتثال، وتتعلَّم القواعد، والتصرف بطريقة حسنة. هذا جزء أساسي من سلوك المرء. عليك ألا تقضي وقتك كله في تدليل نفسك بدلًا من أن تعمل، أو تقضيه في عدم التفكير بجدية في أي شيء، أو في تضييع وقتك، أو المشاركة في أعمال غير مشروعة، أو السعي في نفس طريقك في الحياة، كما يفعل غير المؤمنين. لا تجعل الآخرين يحتقروك، ولا تكن مسمارًا في عيونهم أو شوكة في خاصرتهم، ولا تجعل الجميع ينبذوك أو يرفضوك، ولا تصبح عقبة أو حجر عثرة في أي عمل. هذا هو الضمير والعقل الذي يجب أن يملكه شخص بالغ طبيعي، وهذه أيضًا المسؤولية التي ينبغي أن يتحملها أي شخص بالغ طبيعي. وهذا جزء من الأشياء التي يجب أن تقوم بها لتتحمل هذه المسؤولية. هل تفهم؟ (نعم).
إذا كنت شخصًا ذو عزم، وإذا كنت قادرًا على التعامل مع المسؤوليات والالتزامات التي يجب أن يتحملها الناس، ومع الأشياء التي يجب على الناس ذو الإنسانية الطبيعية أن يحققوها، والأشياء التي يجب على الكبار إنجازها كونها أهداف وغايات لسعيك، وإذا كنت تستطيع تحمُّل مسؤولياتك، فمهما كان الثمن الذي تدفعه والألم الذي تتحمله، فلن تشكو، وطالما أنك تدرك أنها متطلبات الله ومقاصده، فسوف تستطيع تحمل أي معاناة وتؤدي واجبك بشكل جيد. كيف ستكون حالتك الذهنية حينئذٍ؟ ستكون مختلفة. ستشعر بالسلام والاستقرار في قلبك، وسوف تختبر السعادة. كما ترى، فإنه فقط من خلال العيش بحسب الإنسانية الطبيعية، والسعي إلى الوفاء بالمسؤوليات والالتزامات والإرساليات التي يتعين على الأشخاص ذوو الإنسانية الطبيعية أن يتحملوها ويضطلعوا بها، سيشعرون بالسلام والفرح في قلوبهم ويختبرون السعادة. إنهم حتى لم يصلوا إلى المرحلة التي يديرون فيها الأمور وفقًا للمبادئ وينالوا الحق، وقد خضعوا بالفعل لبعض التغيير. أمثال هؤلاء الناس هم الذين يملكون الضمير والعقل؛ إنهم أشخاص مستقيمون يمكنهم التغلب على أي صعوبة وأداء أي مهمة. إنهم جنود المسيح الصالحون، وقد خضعوا للتدريب، ولا يمكن لأي صعوبة أن تهزمهم. أخبروني، ما رأيكم في مثل هذا السلوك؟ ألا يتمتع هؤلاء الناس بقوة التحمل؟ (بلى). إن لديهم جَلَد والناس مُعجَبون بهم. هل لا يزال هؤلاء الناس يشعرون بالكبت؟ (لا). إذًا كيف بدَّلوا مشاعر الكبت هذه؟ ولماذا لم تقلقهم مشاعر الكبت ولم تجد لديهم سبيلًا؟ (لأنهم يحبون الأشياء الإيجابية ويتحملون الأعباء في واجباتهم). هذا صحيح، فالأمر يتعلق بأداء المرء بعمله كما ينبغي. عندما يركز الناس عقولهم على الأشياء الإيجابية، ويطبقوا ضمير وعقل الإنسانية الطبيعية والإحساس بالمسؤولية والإحساس بالإرسالية، فسيؤدون عملًا جيدًا بصرف النظر عن المكان الذي يتم وضعهم فيه. يمكنهم النجاح في أي مهمة دون الشعور بكبت أو ضيق أو اكتئاب. هل تعتقد أن الله يبارك مثل هؤلاء الناس؟ هل سيواجه الأشخاص الذين يملكون هذا الضمير والعقل والإنسانية الطبيعية صعوبات في السعي إلى الحق؟ (لا). استنادًا إلى مسارات السعي ووجهات النظر وأساليب وجود الإنسانية الطبيعية، فإن السعي إلى الحق لن يكون صعبًا للغاية بالنسبة لهم. عندما يصل الناس إلى هذه المرحلة، فهم غير بعيدين عن فهم الحق، وممارسة الحق، والتصرف وفقًا لمبادئ الحق، والدخول في واقع الحق. ماذا تعني "ليسوا بعيدين" هنا؟ يعني أن وجهة نظرهم حول سلوكهم وطريقة حياتهم التي اختاروها، إيجابية واستباقية تمامًا، وتتوافق بشكل رئيسي مع الإنسانية الطبيعية التي يطلبها الله. ويعني هذا أنهم وصلوا إلى المعايير التي وضعها الله. وبمجرد استيفائهم لهذه المعايير، فسيمكنهم فهم الحق عندما يسمعوه، وسيكون ممارسة الحق أقل كثيرًا في الصعوبة بالنسبة لهم. سيكون من السهل عليهم الدخول في واقع الحق والتصرف وفقًا لمبادئ الحق. في المجمل، كم عدد الجوانب التي يجب على الأشخاص ذوو الإنسانية الطبيعية أن يفعلوها؟ هناك ثلاثة جوانب تقريبًا. ما هي؟ أخبرني. (الجانب الأول يتعلق بتعلُّم تحمُّل المسؤوليات والالتزامات التي يجب أن يتحملها الشخص البالغ. الجانب الثاني يتعلق بتعلُّم المرء التعايش بتناغم مع الآخرين بإنسانية طبيعية في بيئة معيشته وعمله، وألا يعمل ما يحلو له. ويرتبط الجانب الثالث بتعلُّم الالتزام بتعاليم الله في نطاق عقل الإنسانية الطبيعية، والالتزام بالمواقف ووجهات النظر والمعايير والمبادئ التي يجب أن يتحلى بها المرء في سلوكه، وهذا يعني اتباع القواعد). هذه الجوانب الثلاثة هي ما يجب أن يمتلكه الأشخاص ذوو الإنسانية الطبيعية. إذا بدأ الناس في التفكير في هذه الجوانب والتركيز عليها، والعمل بجدية لتحقيقها، فسيبدأون في تأدية عملهم كما ينبغي؛ هل سيظلون يعانون من المشاعر السلبية حينئذ؟ هل سيظلون يشعرون بالكبت؟ عندما تؤدي عملك كما ينبغي وتتعامل مع شؤونك بشكل صحيح، وتتحمل المسؤوليات والالتزامات التي يجب على الكبار أن يتحملوها، سوف يكون لديك الكثير جدًا لتفعله وتفكر فيه وستكون شخصًا مشغولًا للغاية. خاصة أولئك الذين يؤدون واجباتهم حاليًا في بيت الله، هل هناك وقت ليشعروا بالكبت؟ لا يوجد وقت. إذًا، ماذا عن هؤلاء الذين يشعرون بالكبت، ويدخلون في مزاج سيئ، ويشعرون بالحزن أو الاكتئاب كلما واجهوا أمرًا مزعجًا بعض الشيء؟ إن الأمر هو أنهم لا يشغلون أنفسهم بالأشياء الصحيحة وهم كسالى. الأمر هو أنهم لا يهتمون بالقيام بعملهم كما ينبغي، ولا يضعون في اعتبارهم الأشياء التي يجب عليهم عملها، فتصبح عقولهم فارغة وأفكارهم جامحة. إنهم يفكرون طوال الوقت ولا يسلكون أي طريق، لذلك يشعرون بالكبت. كلما فكروا أكثر، كلما شعروا بالظلم والعجز، وضاق أمامهم الطريق. كلما فكروا أكثر، كلما شعروا بأن حياتهم لا تستحق العناء، وأنهم بائسون، ويزيد شعورهم بالحزن. إنهم عاجزون عن التحرر، وفي نهاية المطاف يصبحون محاصرين بمشاعر الكبت هذه. أليس هذا صحيحًا؟ (بلى). في الواقع، من السهل حل هذه المشكلة لأن هناك الكثير جدًا من الأشياء التي يتعين عليك القيام بها، والكثير جدًا من الأمور الإيجابية التي ينبغي أن تفكر فيها وتأخذها في الاعتبار إلى الحد الذي لن يكون لديك وقت للتفكير في هذه الأمور عديمة الجدوى وهذه الأنشطة الساعية للمتعة. إن الأشخاص ذوو العقول الخاملة بما يكفي لأن يفكروا في مثل هذه الأشياء، ويفضلون الاسترخاء على العمل، وهم متسكعون شرهون، ولا يهتمون بالقيام بعملهم كما ينبغي. إن هؤلاء الذين لا يهتمون بالقيام بعملهم كما ينبغي غالبًا ما يجدون أنفسهم محاصرين في مشاعر الكبت. هؤلاء الناس لا يُشغلون أنفسهم بالأشياء الصحيحة في حين أن هناك كم كبير من الأمور المهمة التي تحتاج إلى الاهتمام بها، وهم لا يفكرون فيها ولا يتصرفون وفقًا لها. بل بدلًا من ذلك، يجدون الوقت لأن تشرد أذهانهم وأن يتذمروا ويأنوا بشأن أجسادهم المادية، وأن يعتريهم القلق بشأن مستقبلهم، وأن يجزعوا من الألم الذي تحمَّلوه والأثمان التي دفعوها. عندما لا يتمكنون من علاج هذا كله، أو تحمُّله، أو إيجاد منفذ لهذه الإحباطات، يشعرون بالكبت. يخشون فقد البركات عندما يفكرون في ترك بيت الله، ويخشون الذهاب إلى الجحيم إذا فعلوا الشر، كما أنهم لا يرغبون في السعي إلى الحق أو أداء واجباتهم كما ينبغي. نتيجةً لذلك، يشعرون بالكبت. أليس هذا هو الحال؟ (بلى). هذا صحيح. إذا اهتم المرء بتأدية عمله كما ينبغي واتبع الطريق الصحيح، فلن تنشأ هذه المشاعر. حتى إذا تعرَّض لمشاعر كبت من حين لآخر بسبب ظروف معينة مؤقتة، فلن تكون سوى حالة مزاجية عابرة، لأن الأشخاص الذين يملكون الطريقة الصحيحة للحياة والمنظور الصحيح للوجود سوف يتغلبون على هذه المشاعر السلبية بسرعة. ونتيجة لذلك، لن تجد نفسك محاصرًا بمشاعر الكبت في كثير من الأحيان. وهذا يعني أن مشاعر الكبت هذه لن تزعجك. قد تواجه مزاج سيء بصفة عابرة، ولكنك لن تكون محاصرًا به. هذا يسلط الضوء على أهمية السعي إلى الحق. إذا كنت تسعى إلى الاهتمام بتأدية عملك كما ينبغي، وإذا كنت تتحمل المسؤوليات التي يجب أن يتحملها الكبار، وتسعى لأن يكون لديك نمط وجود طبيعي وجيد وإيجابي واستباقي، فلن تنشأ لديك هذه المشاعر السلبية. لن تجد مشاعر الكبت هذه سبيلًا إليك أو تلازمك.
وهكذا نكون قد انتهينا من عقد شركة عن مشكلة الكبت وصعوبة علاجه، والتي تشمل الجوانب الثلاثة التي ذكرناها آنفًا. نحن نتمنى من أعماق قلوبنا لهؤلاء الذين حاصرتهم مشاعر الكبت وأوقعتهم في شِراكها، وهم يرغبون في التحرر منها، أن لا يظلوا خاضعين لسيطرة هذه المشاعر. نأمل أن يتمكنوا قريبًا من الخروج من مشاعر الكبت السلبية والعيش بحسب شبه الشخص الطبيعي، وانتهاج طريقة طبيعية وصحيحة للوجود. هل هذه أمنية طيبة؟ (نعم). إذًا، يجب أن تتمنوا نفس الأمنية أيضًا. (نتمنى لهؤلاء الذين حاصرتهم مشاعر الكبت وأوقعتهم في شراكها، ولكنهم يرغبون في التحرر منها، ألا يظلوا خاضعين لسيطرة هذه المشاعر. نأمل أن يتمكنوا قريبًا من الخروج من مشاعر الكبت السلبية والعيش بحسب شبه الشخص الطبيعي، وانتهاج طريقة طبيعية وصحيحة للوجود). هذه أمنية واقعية. والآن بعد أن عبَّرنا عن أمنياتنا، فإن قدرة هؤلاء الناس على التحرر من مشاعر الكبت تعتمد في النهاية على اختياراتهم الشخصية؛ وهذا يجب أن يكون أمرًا بسيطًا. في الواقع، إنه شيء ينبغي أن يملكه الناس ذوو الإنسانية الطبيعية. إذا كان لدى المرء ما يكفي من التصميم والرغبة في السعي إلى الحق والأشياء الإيجابية، فسيكون من السهل عليه التحرر من مشاعر الكبت. لن تكون مهمة صعبة. إذا كان الشخص لا يستمتع بالسعي إلى الحق والأشياء الإيجابية ولا يحب الأشياء الإيجابية، فاتركه مُحاصرًا في مشاعر الكبت. اتركه على حاله. لا داعي للتعبير عن أمنياتنا له، أليس كذلك؟ (حسنًا). هذه طريقة أخرى للتعامل مع الموقف. لكل مشكلة حل، ويمكن علاج كل شيء وحله على أساس مبادئ الحق والظروف الفعلية للناس. لقد انتهينا من أمنياتنا لهذا اليوم، وعقدنا شركة شاملة عن العديد من المواقف المختلفة. لقد قلنا كل ما يجب أن يُقال عن هذا النوع من الأشخاص، لذا دعونا نختتم هذه المناقشة هنا.
12 نوفمبر 2022
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.