ما هو الحق

2019 سبتمبر 11

آيات الكتاب المقدس للرجوع إليها:

"فِي ٱلْبَدْءِ كَانَ ٱلْكَلِمَةُ، وَٱلْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ ٱللهِ، وَكَانَ ٱلْكَلِمَةُ ٱللهَ" (يوحنا 1: 1).

"وَٱلْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ ٱلْآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا" (يوحنا 1: 14).

"أَنَا هُوَ ٱلطَّرِيقُ وَٱلْحَقُّ وَٱلْحَيَاةُ" (يوحنا 14: 6).

"قَدِّسْهُمْ فِي حَقِّكَ. كَلَامُكَ هُوَ حَقٌّ" (يوحنا 17: 17).

كلمات الله المتعلقة:

الله نفسه هو الحق والحياة، والحق والحياة متلازمان. لذلك فإن مَنْ لا يستطيع أن يصل إلى الحق لن يصل مطلقًا إلى الحياة. فبدون إرشاد الحق ودعمه وعنايته لن تصل إلا إلى مجرد حروف وعقائد لا بل إلى الموت نفسه. حياة الله موجودة دائمًا، وحقه وحياته متلازمان. إذا تعذر عليك العثور على مصدر الحق، فلن تصل إلى طعام الحياة، وإذا تعذر عليك أن تصل إلى طعام الحياة، فبالتأكيد لن تدرك الحق، حينئذٍ، وبعيدًا عن التصورات والمفاهيم النظرية، يصبح جسدك كله لحمًا فحسب، لحماً نتنًا. اعلم أنَّ كلمات الكتب لا تُعتَبَر حياةً، وأنَّ سجلات التاريخ لا تُكرَّم كالحق، وعقائد الماضي لا يمكن اعتبارها تسجيلاً للكلام الذي يتكلم به الله اليوم. إن ما يعبّر عنه الله عندما يجيء إلى الأرض ويعيش بين البشر هو الحق والحياة وإرادة الله ومنهجه الحالي في العمل.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. وحده مسيح الأيام الأخيرة قادر أن يمنح الإنسان طريق الحياة الأبدية

الحق هو أكثر أقوال الحياة المأثورة واقعية، وهو أعلى حكمة موجودة بين البشرية بأسرها. لأنه الشرط الذي جعل الله يخلق الإنسان، وهو العمل الشخصي الذي قام به الله، لذلك يُطلق عليه قول الحياة المأثور. إنه ليس قولاً مأثورًا مُلخصٌ من شيء، وهو ليس اقتباسًا مشهورًا لشخصية عظيمة؛ بل هو قول للبشرية من سيد السماوات والأرض وسائر الأشياء، وليس هو بعض كلمات قام إنسان بتلخيصها، بل هو حياة الله المتأصِّلة. ولذلك يُدعى أعظم جميع أقوال الحياة المأثورة.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. مَنْ يعرفون الله وعمله هم وحدهم مَنْ يستطيعون إرضاءه

إن كلّ ما يفعله الله هو الحقّ والحياة. والحقّ بالنسبة للبشر شيءٌ لا يمكنهم العيش بدونه في حياتهم، ولا يمكنهم الاستغناء عنه؛ يمكنكم أيضًا القول إنه أعظم شيءٍ. مع أنه لا يمكنكم النظر فيه أو لمسه، إلّا أنه لا يمكن تجاهل أهميّته لكم؛ فهذا هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يجلب الراحة إلى قلبكم.

– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته (3)

سواء كانت الكلمات التي يقولها الله، في مظهرها الخارجي، واضحة أو عميقة، إلا أن جميعها حقائق لا غنى عنها للإنسان إذ يدخل إلى الحياة؛ إنها ينبوع مياه حية تمكّنه من العيش في كل من الروح والجسد. إنها تقدم للإنسان ما يحتاجه ليبقى حيًّا؛ وتقدم العقيدة والمعتقد لتدبير حياته اليومية؛ والطريق والهدف والاتجاه الذي يجب أن يسير فيه لينال الخلاص؛ وكل حق ينبغي أن يمتلكه كمخلوق أمام الله؛ وكل حق عن كيفية عبادة الإنسان لله وطاعته. إنها الضمان الذي يضمن للإنسان نجاته، وهي خبز الإنسان اليومي، وهي أيضًا الدعم الثابت الذي يمكّن الإنسان من أن يكون قويًّا وينهض. إنها غنية في واقعية حق الطبيعة البشرية العادية كما تحياها البشرية المخلوقة، وغنية في الحق الذي تتحرر عن طريقه البشرية من الفساد وتتملص من فخاخ الشيطان، وغنية في التعليم والوعظ والتشجيع والتعزية التي يعطيها الخالق للبشرية المخلوقة بلا كلل. إنها المنارة التي ترشد الإنسان وتنيره لكي يفهم كل ما هو إيجابي، وهي الضمان الذي يضمن أن البشر سيحيون ويمتلكون كل ما هو بار وصالح، وهي المعيار الذي تُقاس به كل الأشياء والأحداث والناس، وهي أيضًا دليل الملاحظة الذي يقود الإنسان نحو الخلاص وطريق النور.

– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. تمهيد

الحقّ ليس صيغةً وليس قانونًا. إنه ليس ميّتًا ولكنه الحياة، إنه شيءٌ حيّ، وهو القاعدة التي ينبغي أن يتبعها المخلوق والقاعدة التي يجب أن يملكها الإنسان في حياته. هذا شيءٌ يتعيّن أن تفهمه أكثر من خلال اختباره. بصرف النظر عن المرحلة التي وصلت إليها في اختبارك، فأنت غير منفصل عن كلمة الله أو الحقّ، كما أن ما تفهمه عن شخصيّة الله وما تعرفه عمّا لديه ومَنْ هو مُعبّرٌ عنه تمامًا في كلام الله؛ وهو مرتبطٌ ارتباطًا وثيقًا بالحقّ. إن شخصيّة الله وما لديه ومَنْ هو هما نفسهما الحقّ؛ فالحقّ تعبيرٌ حقيقيّ عن شخصيّة الله وما لديه ومَنْ هو. إنه يجعل ما لدى الله ومَنْ هو ملموسًا ويُصرّح عن ذلك؛ إنه يُخبِرك بطريقةٍ أكثر وضوحًا عمّا يحبّه الله وما لا يحبّه وما يريدك أن تفعله وما لا يسمح لك بفعله والناس الذين يمقتهم والناس الذين يُسرّ بهم. وفيما وراء الحقائق التي يُعبّر عنها الله يمكن أن يرى الناس مسرّته وغضبه وحزنه وسعادته، بالإضافة إلى جوهره – وهذا هو إعلان شخصيّته.

– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته (3)

الحق هو حياة الله نفسه، أي ما يمثل شخصيته ويمثِّل جوهره، ويمثّل كل ما فيه. إنْ قلت إنّ خوض بعض الاختبارات يعني أنك تملك الحقيقة، فهل يمكنك إذاً أن تمثّل شخصية الله؟ لا يمكنك ذلك. قد يخوض شخص ما اختبارًا أو ينعم بالنور فيما يتعلَّق بناحية مُحددة أو جانب معيَّن من الحق، ولكنه لا يمكنه تزويد الآخرين به إلى الأبد. إذًا فإن نوره ليس هو الحق، بل هو مجرَّد نقطة معينة يمكن لشخص ما بلوغها. إنه مجرد الاختبار الذي يجب أن يختبره الشخص، الاختبار الفهم المناسبين اللذين هما الجانب الحقيقي لاختباره للحق. ولا يمكن أبدًا لهذا النور أو لهذه الاستنارة أو لهذا الفهم القائم على الاختبار أن يكون بديلًا عن الحق. وحتى لو اختبر جميع الناس هذا الحق اختبارًا كاملًا، ولو جمعوا كل تلك الكلمات معًا، فلن يتساوى هذا مع ذلك الحق الواحد. وكما قيل في الماضي: "ألخِّص هذا الأمر في قول مأثور عن العالم الإنساني: لا يوجد بين البشر أحد يحبني". هذا بيان للحقيقة، وهي الجوهر الحقيقي للحياة، وهي الشيء الأكثر عمقًا، إذ هي تعبير الله نفسه. يمكنك اختبار ذلك. إذا اختبرت ذلك لمدة ثلاث سنوات، فستصل إلى فهم ضحل، وإذا اختبرت ذلك لمدة ثماني سنوات، فستتمتع بفهم أكبر، لكن لن يكون فهمك بديلاً عن هذه العبارة التي تأتي من الحق. إذا اختبرها شخص آخر لمدة عامين، فسيصل إلى قليل من الفهم؛ أمَّا إذا اختبرها لمدة عشر سنوات، فسيتمتع بفهم أعلى، وإذا اختبر ذلك مدى الحياة، فسوف يحظى بفهم أكبر قليلاً، ولكن إذا جمعتما فهميكما معًا، بغض النظر عن مقدار الفهم أو مقدار الاختبار أو عدد الأفكار أو مقدار النور أو عدد الأمثلة التي لديكما، فكل ذلك لا يمكن أن يحلَّ محلّ هذه العبارة. ماذا أعني بهذا؟ أعني أن حياة الإنسان ستبقى دائمًا حياة إنسان، وبغض النظر عن مدى توافق فهمك مع الحق ومع مقاصد الله، ومع متطلَّبات الله، لن يكون فهمك أبدًا بديلًا عن الحق. إن القول بأن الناس يتمتعون بالحق يعني أن لديهم بعض الحقيقة، وأن لديهم بعض الفهم عن حق الله، وأن لديهم بعض الدخول الحقيقي إلى كلام الله، وأن لديهم بعض الخبرة الحقيقية مع كلام الله، وأنهم على الطريق الصحيح في إيمانهم بالله. تكفي عبارة واحدة فقط من الله لكي يختبرها شخص مدى الحياة. وحتى لو كان للناس اختبار لحياة تكررت عدة مرات أو لعدة آلاف من السنين، فسيظلون غير قادرين على اختبار حق واحد اختبارًا كاملاً وشاملاً.

من "هل تعرف بالفعل ما هو الحق؟" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"

يعبِّر الله عن شخصيته وجوهره في تعبيره عن الحق، وهما لا يُعبَّر عنهما وفق موجزات البشرية للأمور الإيجابية المختلفة وطرق الكلام التي تعرفها البشرية. كلام الله هو كلام الله. كلام الله هو الحق. إنه هو الأساس والناموس الذي يجب أن توجد به البشرية، ويدين الله ما يسمَّى بالمعتقدات التي تنشأ من الإنسانية. إنها لا تنال قبوله، ناهيك عن أنها ليست مصدر أو أساس أقواله. يعبِّر الله عن شخصيته وجوهره من خلال كلامه، وكل الكلام الذي يظهر للعلن من خلال تعبير الله؛ هو الحق؛ لأن لديه جوهر الله وهو حقيقة كل الأشياء الإيجابية. إن حقيقة أن كلام الله هو الحق لا تتغير أبدًا، مهما حدَّدت هذه البشرية الفاسدة موضعها أو عرفَّتها، ومهما كانت نظرتها إليها أو طريقة فهمها لها. مهما كان عدد كلمات الله التي قد تكلَّم الله بها، ومهما كانت درجة إدانة هذه البشرية الفاسدة والخاطئة لها، حتى إلى عدم نشرها، وحتى إلى درجة تلقي البشرية الفاسدة البشرية لها بازدراء؛ حتى في هذه الظروف، لا تزال هناك حقيقة لا يمكن تغييرها: إن ما يسمى بالثقافة والتقاليد التي تقدّرها البشرية، حتى في ضوء الأسباب المذكورة أعلاه، لا يمكنها أن تصبح أشياءَ إيجابية، ولا يمكنها أن تصبح الحق. هذا غير قابل للتغيير.

من "عن ماهية الحق" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"

لن تصبح الثقافة وطريقة الوجود التقليديان للبشرية هما الحق، بسبب تغيرات الزمن أو مروره، ولن يصبح كلام الله هو كلام الإنسان بسبب إدانة البشرية أو نسيانها. هذا الجوهر لن يتغير أبدًا. الحق هو دائمًا الحق. فأي حق موجود هنا؟ كل تلك الأقوال التي لخّصها الجنس البشري تنبع من الشيطان؛ إنها تصورات ومفاهيم بشرية، حتى إنها تنبع من شهوات الإنسان، وليس لها علاقة على الإطلاق بالأشياء الإيجابية. من جهة أخرى، فإن كلام الله هو تعبير عن جوهر الله ومكانته. ما سبب تعبيره عن هذا الكلام؟ لماذا أقول إنه حق؟ السبب هو أن الله يسود على جميع النواميس والمبادئ والأصول وكل جوهر، والوقائع وأسرار كل شيء؛ يجمعها جميعها في يده، والله وحده يعرف جميع المبادئ والوقائع والحقائق والأسرار لكل الأشياء؛ إنه يعرف أصولها وما هي جذورها حقًا. ولذلك، فإن تعريفات كل الأشياء المذكورة في كلام الله هي وحدها الأكثر دقة، ومتطلبات الجنس البشري في كلام الله هي المقياس الوحيد للبشرية، وهي المعيار الوحيد الذي يجب أن توجد البشرية وفقًا له.

من "عن ماهية الحق" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

اترك رد