البيئة الأساسيّة للحياة التي يخلقها الله للبشر: الصوت
ما الشيء الثالث؟ إنه أيضًا جزء لا يتجزأ من البيئة الطبيعيّة للوجود الإنساني؛ شيءٌ كان على الله أن يهيئ له الترتيبات عندما خلق الأشياء...
نرحّب بكل الساعين المشتاقين إلى ظهور الله!

ناقشنا موضوعات عديدة وكثيرًا من المحتوى المتعلّق بالكلمات "الله مصدر الحياة لجميع الأشياء"، ولكن هل تعرفون في قلوبكم ما هي الأشياء التي يمنحها الله للبشر بمعزل عن إمدادكم بكلمته وإجراء عمل توبيخه ودينونته عليكم؟ قد يقول بعض الناس: "الله يمنحني النعمة والبركات، ويعطيني الانضباط والراحة، ويهبني الرعاية والحماية بكلّ طريقةٍ ممكنة". وسيقول آخرون: "الله يمنحني الطعام والشراب كل يوم"، بينما سيصل الأمر بالبعض إلى القول: "لقد منحني الله كلّ شيءٍ". لعلكم تتجاوبون مع تلك المسائل التي يواجهها الناس خلال حياتهم اليوميّة بطريقة تتعلّق بنطاق خبرة حياتكم الجسدية الخاصة. يمنح الله أشياءَ كثيرة لكلّ شخصٍ، على الرغم من أن ما نناقشه هنا لا يقتصر فقط على نطاق الاحتياجات اليوميّة للناس، بل المقصود منه توسيع نطاق رؤية كل شخص، والسماح لكم برؤية الأشياء من منظورٍ كُلّيّ. بما أن الله مصدر الحياة لجميع الأشياء، كيف يحافظ على حياة جميع الأشياء؟ بعبارة أخرى، ما الذي يهبه الله لجميع الأشياء من خلقه للحفاظ على وجودها وعلى النواميس التي تشكل أساسًا لوجودها، لكي تستمر في الوجود؟ تلك هي النقطة الرئيسيّة في نقاشنا اليوم. هل تفهمون ما قلته؟ قد يكون هذا الموضوع غير مألوفٍ لكم، ولكنني لن أتحدّث عن أيّة تعاليم عميقة جدًّا. سوف أبذل قصارى جهدي كي أتأكد أنكم تستمعون إلى كلامي وتحظون بفهمه. لا داعي للشعور بأيّ عبءٍ – فكلّ ما عليكم فعله هو الإنصات بانتباه. لكنني يتعيّن عليَّ عند هذه النقطة التأكيد مرة أخرى: ما الموضوع الذي أتحدّث عنه؟ أخبروني. (الله مصدر الحياة لجميع الأشياء). كيف إذن يعيل الله جميع الأشياء؟ بماذا يُزوّد جميع الأشياء حتّى يمكن القول إن "الله مصدر الحياة لجميع الأشياء"؟ هل لديكم أيّة مفاهيم أو أفكار بخصوص هذا؟ يبدو أنني أناقش موضوعًا يكاد يكون مجهولًا تمامًا لكم في قلوبكم وفي عقولكم. ولكنني أتمنى أن يكون بإمكانكم الربط بين هذا الموضوع وما سأقوله وبين أفعال الله، بدلًا من ربطها بأيّة معرفة أو ثقافة بشريّة، أو بحوث. أنا أتحدّث فقط عن الله، وعن الله نفسه. هذا هو اقتراحي لكم. أنا على يقين من أنكم تفهمون، أليس كذلك؟
أنعم الله بكثير من الأشياء على البشر. سوف أبدأ بالحديث عما يستطيع الناس أن يروه، أي ما يمكنهم أن يشعروا به. هذه أشياءُ يمكن أن يتقبلها الناس ويفهموها في قلوبهم. لذا دعونا نبدأ أوّلاً بالحديث عما زود الله به البشر مع مناقشة للعالم الماديّ.
أوّلاً، خلق الله الهواء حتّى يتنفّس الإنسان. الهواء هو مادة يمكن للبشر التلامس معها يوميًا، وهو شيء يعتمد عليه البشر في كلّ لحظةٍ، حتّى وهم نائمون. فالهواء الذي خلقه الله مُهمٌّ للغاية للبشر: إنه ضروري لكل نَفَس من أنفاسهم وللحياة نفسها. هذه المادة، التي لا يمكن سوى الشعور بها ولكنها لا تُرى، كانت أوّل عطيّةٍ من الله لجميع الأشياء التي خلقها. ولكن بعد خلق الهواء، هل توقّف الله، معتبرًا أن عمله قد انتهى؟ أو هل أخذ في الاعتبار كيف ستكون كثافة الهواء؟ هل قدّر الله ما سيحويه الهواء؟ ما الذي كان الله يفكر به عندما صنع الهواء؟ لماذا صنع الله الهواء، وماذا كان تفكيره؟ البشر بحاجةٍ إلى الهواء؛ أي إنهم بحاجةٍ إلى التنفّس. أوّلاً، يجب أن تتلاءم كثافة الهواء مع رئتي الإنسان. هل يعرف أحد كثافة الهواء؟ في الحقيقة، لا توجد حاجةٌ خاصة إلى معرفة الناس الإجابة عن هذا السؤال من حيث الأرقام أو البيانات، وبالفعل ليس من الضروري مطلقًا معرفة الإجابة. فيكفي تمامًا أن تكون لدينا فكرةٌ عامّة. صنع الله الهواء بكثافةٍ أكثر ملاءمة لرئتي الإنسان للتنفّس. وهذا يعني أنه صنع الهواء لكي يدخل في أجسام الناس عن طريق أنفاسهم، وبحيث لا يؤذي الجسم حينما يتنفس. هذه هي اعتبارات الله عندما صنع الهواء. بعد ذلك، سنتكلم عما يحتويه الهواء. فمحتوياته ليست سامة للبشر، ولن تضرّ بالرئتين أو بأي جزء من الجسم. كان على الله أن يراعي هذا كلّه. تعيّن على الله أن يراعي أن الهواء الذي يتنفّسه البشر يجب أن يدخل الجسم ويخرج منه بسلاسةٍ، وأنه بعد الشهيق يجب أن تكون طبيعة المواد في الهواء وكميتها، بحيث يتم تأييض الدم، وكذلك الهواء المستهلك في الرئتين، بصورةٍ صحيحة. أضف إلى ذلك أن عليه أن يعتبر أن الهواء يجب ألّا يحتوي على أيّة مواد سامة. ليس هدفي من إخباركم عن هذين المعيارين للهواء أن أغذيكم بأي معرفة مخصوصة، بل لأريكم أن الله خلق كلّ شيءٍ ضمن خليقته وفقًا لاعتباراته هو، وكل شيء خلقه هو أفضل ما يمكن أن يكون. أضف إلى ذلك أنه بالنسبة إلى كميّة الغبار في الهواء، وكميّة الغبار والرمل والأوساخ على الأرض، وكذلك كمية الغبار الذي ينجرف نازلًا إلى الأرض من السماء، لدى الله طرقه لتدبير هذه الأشياء أيضًا – أي طرق لإزالتها أو التسبب في انحلالها. وفي حين أنه توجد كمية معينة من الغبار، فقد جعلها الله بحيث لا يضرّ الغبار جسم الإنسان أو يعرض تنفس الإنسان للخطر، وجعل ذرات الغبار بحجمٍ لا يضرّ بالجسم. ألم يكن خلق الله للهواء سرًا؟ هل كان أمرًا بسيطًا مثل مُجرّد نفخ نفَسٍ من الهواءٍ من فمه؟ (لا). حتّى في خلق الله لأبسط الأشياء يظهر سرّه وأعمال عقله وطريقة تفكيره وحكمته. أليس الله عمليًا؟ (أجل، إنه كذلك). ما يعنيه هذا هو أنه حتّى عند خلق أشياء بسيطة كان الله يُفكّر في البشرية. أوّلاً، الهواء الذي يتنفّسه البشر نظيفٌ، ومحتوياته ملائمةٌ لتنفّس الإنسان. إنها غير سامةٍ ولا تُسبّب أيّ ضررٍ للإنسان، وكذلك فإن كثافة الهواء ملائمة لتنفّس البشر. هذا الهواء الذي يتنفّسه البشر باستمرار، شهيقًا وزفيرًا، ضروريٌّ لجسم الإنسان وجسده. ولذلك يمكن أن يتنفّس البشر بحريّةٍ دون قيدٍ أو قلقٍ. يمكنهم هكذا التنفّس بصورةٍ طبيعيّة. فالهواء هو الذي خلقه الله في البداية، ولا غنى عنه لتنفّس البشر.
– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (8)
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.
ما الشيء الثالث؟ إنه أيضًا جزء لا يتجزأ من البيئة الطبيعيّة للوجود الإنساني؛ شيءٌ كان على الله أن يهيئ له الترتيبات عندما خلق الأشياء...
ما الموضوعات التي ناقشناها للتوّ؟ تحدّثنا في البداية عن البيئة التي يقطنها البشر وما صنعه الله لأجل تلك البيئة، والتحضيرات التي قام بها....
سأتحدث إليكم اليوم عن موضوع جديد. ما هو هذا الموضوع؟ عنوان الموضوع هو "الله مصدر الحياة لجميع الأشياء". ألا يُعد هذا موضوعًا واسعًا...
بعد الحديث عن بعض هذه الأشياء، هل لديكم الآن بعض الإلمام بالموضوع الرئيسيّ الذي ناقشناه للتوّ؟ هل لديكم قدرٌ من الفهم له؟ يوجد سببٌ لحديثي...