بسبب مخالفة الله بعناد يُعرِّض الإنسان نفسه للهلاك بغضب الله
أولًا، دعونا نلقي نظرة على عدة فقرات من الكتاب المقدس والتي تصف تدمير الله لسدوم. (التكوين 19: 1-11) "فَجَاءَ ٱلْمَلَاكَانِ إِلَى سَدُومَ...
نرحّب بكل الساعين المشتاقين إلى ظهور الله!
من خلال فهم هذه الأمثلة من حديث الله وأفكاره وأفعاله، هل تستطيع أن تفهم شخصية الله البارّة، شخصية لن تقبل أن تُهان من الإنسان؟ باختصار، بغض النظر عن المقدار الذي يمكن للإنسان أن يفهمه منها، هذا جانب من جوانب شخصية الله ذاته، ويتفرَّد بها. يمثل عدم تسامح الله مع الإساءة جوهره الفريد، وغضب الله هو شخصيته الفريدة، كما أن جلال الله هو جوهره الفريد. المبدأ الكامن وراء غضب الله هو إظهار هويته ومكانته، اللتين يمتلكهما هو وحده. غني عن القول أيضًا أن هذا المبدأ هو رمزٌ لجوهر الله الفريد ذاته. إن شخصية الله هي جوهره المتأصل، والذي لا يتغير على الإطلاق بمرور الوقت، كما لا يتغير بتغير الموقع الجغرافي. إن شخصيته المتأصلة هي جوهره الفطري، وبغض النظر عمن يقوم هو بتنفيذ عمله عليه، فإن جوهره وشخصيته البارة لا يتغيران. عندما يُغضب أحدٌ الله، فإن ما يطلقه الله هو شخصيته المتأصلة؛ حيث لا يتغير في هذا الوقت المبدأ الكامن وراء غضبه، كما لا تتغير هويته ومكانته الفريدتان. وهو لا يغضب بسبب تغير في جوهره أو لأن عناصر مختلفة تظهر في شخصيته، ولكن لأن مخالفة الإنسان له تسيء إلى شخصيته. إن الاستفزاز الصارخ لله من جانب الإنسان يمثل تحدياً قوياً لهوية الله ومكانته. وعندما يتحداه الإنسان، فهو – في نظره – يعارضه ويختبر غضبه. وعندما يعارض الإنسان الله، ويناصبه العداء، وعندما يختبر الإنسان باستمرار غضب الله – ويكون في مثل هذه الأوقات أن الخطيئة تنتشر – يبرز غضب الله ويتجلى بالطبع. لذلك، فإن تعبير الله عن غضبه هو رمز لحقيقة أن كل قوى الشر سوف تختفي من الوجود، كما أنه رمز على أن جميع القوى المعادية ستُدمر. هذا هو تفرد شخصية الله البارة، وتفرد غضب الله. عندما يتم تحدي كرامة الله وقداسته، وعندما تُعاق قوى العدالة ولا يراها الإنسان، فحينها سيرسل الله غضبه. وبالنظر إلى جوهر الله، فإن كل تلك القوى على الأرض التي تناصب الله العداء وتعارضه وتجادله تعتبر شريرة وفاسدة وغير عادلة، وتأتي من الشيطان وتنتمي إليه. ولأن الله عادل، ومن النور وقدوس منزه عن العيوب، فإن كل الأشياء الشريرة والفاسدة والتي تنتمي إلى الشيطان سوف تختفي هندما ينطلق غضب الله.
مع أن تدفق غضب الله هو أحد مظاهر التعبير عن شخصيته العادلة، فإن غضب الله ليس عشوائيًا بأي حال من الأحوال فيما يتعلق بهدفه، كما أنه ليس بلا مبدأ، بل على العكس من ذلك، فإن الله ليس سريع الغضب على الإطلاق، ولا يكشف عن غضبه وجلاله بسهولة. بالإضافة إلى ذلك، فإن غضب الله منضبط ومتزن تمامًا؛ فلا يمكن مقارنته بكيفية ميل الإنسان إلى اتقاد غضبه أو التنفيس عن غضبه. يتضمن الكتاب المقدس العديد من المحاورات بين الإنسان والله. ويعتبر كلام بعض هؤلاء الأفراد المشاركين في المحاورات ضحلًا وجاهلًا وطفوليًّا، لكن الله لم يُنزل بهم عقابه، ولم يُدِنْهم. وعلى وجه الخصوص، أثناء محنة أيوب، كيف كان يهوه الله يعامل أصدقاء أيوب الثلاثة والآخرين بعد أن سمع الكلمات التي تحدثوا بها مع أيوب؟ هل أدانهم؟ هل غضب منهم؟ إنه لم يفعل شيئًا من هذا القبيل! وبدلًا من ذلك أمر أيوب أن يقدم توسلات عنهم وأن يصلّي من أجلهم، ومن ناحية أخرى، لم يأخذ الله نفسه أخطاءهم على محمل الجد. كل هذه الحالات تمثل الموقف الأساسي الذي يعامل به الله البشرية الفاسدة الجاهلة. لذلك، فإن إطلاق غضب الله ليس بأي حال من الأحوال تعبيرًا عن مزاجه، كما أنه ليس وسيلة يستخدمها للتنفيس عن مشاعره. وعلى عكس سوء فهم الإنسان، ليس غضب الله ثورة غضب كاملة. الله لا يطلق غضبه لأنه غير قادر على التحكم في مزاجه أو لأن غضبه بلغ ذروته ولا بد أن ينفجر، بل على العكس من ذلك، يعتبر غضبه عرضاً وتعبيراً حقيقياً عن شخصيته البارة، وهو كشف رمزي لجوهره المقدس. إن الله يغضب، ولا يتسامح مع الإساءة إليه – وهذا لا يعني أن غضب الله لا يميز بين الأسباب أو أنه مجرد من المبادئ، بل البشرية الفاسدة هي التي لديها ادعاء بشأن نوبات الغضب العشوائية غير المؤسسة على المبادئ، وهو غضب من نوع لا يميز بين الأسباب. بمجرد أن يتمتع الإنسان بمكانة ما، فإنه سيجد أن من الصعوبة بمكان السيطرة على مزاجه، ومن ثمَّ سوف يستمتع باستغلال الفرص للتعبير عن عدم رضاه وتنفيس عواطفه، وغالبًا ما يستشيط غضبًا من دون سبب واضح، ليكشف عن قدرته ويدع الآخرين يعرفون أن مكانته وهويته تختلفان عن الأشخاص العاديين. وبطبيعة الحال، فإن الأشخاص الفاسدين دون أي مكانة كثيرًا ما يفقدون السيطرة، وغالبًا ما يحدث غضبهم بسبب الضرر الذي يصيب مصالحهم الشخصية. ولكي يحموا مكانتهم وكرامتهم، ينفّسون في كثير من الأحيان عن عواطفهم ويكشفون عن طبيعتهم المتعجرفة. يستشيط الإنسان غضبًا وينفس عن مشاعره للدفاع عن وجود الخطيئة وحفظ وجودها، وهذه الأعمال هي الطرق التي يعبر بها الإنسان عن عدم رضاه. وهي تمتلئ بالشوائب، والمكائد والدسائس، وفساد البشر وشرهم؛ وأكثر من أي شيء آخر، تعجّ بطموحات الإنسان ورغباته الجامحة. عندما تتعارض العدالة مع الشر، لن يستشيط الإنسان غضبًا للدفاع عن وجود العدالة أو لتأييدها؛ بل على النقيض من ذلك، عندما تتعرض قوى العدالة للتهديد والاضطهاد والاعتداء، فإن موقف الإنسان هو التجاهل أو التهرب أو التراجع. أما عندما يواجه الإنسان قوى الشر، فإن موقفه يتمثل في الإقامة والانحناء والبقاء على قيد الحياة. ولذلك، فإن تنفيس الإنسان هو هروب لقوى الشر، وتعبير عن السلوك الشرير المتفشي والجامح للإنسان الشهواني. لكن عندما يرسل الله غضبه، ستُوقف جميع قوى الشر، كما ستكف جميع الخطايا التي تؤذي الإنسان، وأيضًا سوف تكون جميع القوى المعادية التي تعيق عمل الله ظاهرة ومعزولة وملعونة، بينما سيُعاقب ويُقتلع جميع المتواطئين مع الشيطان الذين يعارضون الله، وسوف يتم عمل الله دون أي عقبات، كما ستستمر خطة تدبير الله في التطور خطوة بخطوة وفقًا للجدول الزمني، ولن يعود شعب الله المختار منزعجًا أو مُضَللًا من الشيطان، بينما أولئك الذين يتبعون الله سوف يتمتعون بقيادة الله وإعالته في محيط هادئ ومسالم. إن غضب الله هو ضمانة تمنع كل قوى الشر من التكاثر والانتشار، وهي أيضًا ضمانة تحمي الوجود وانتشار كل الأشياء العادلة والإيجابية، وتحميها أبديًا من القمع والتخريب.
هل يمكنكم رؤية حقيقة غضب الله في تدميره لسدوم؟ هل خالط أي شيء آخر غضبه؟ هل كان غضب الله خالصًا؟ باستخدام كلمات الإنسان، هل كان غضب الله خالصًا؟ هل هناك أي خدعة وراء غضبه؟ هل هناك أية مؤامرة؟ هل هناك أي أسرار لا يصح ذكرها؟ أستطيع أن أقول لكم بشدة ونزاهة: لا يوجد جزء من غضب الله يمكن أن يقود المرء إلى الشك. إن غضبه هو الغضب الصافي المحض، ولا يحمل أي نوايا أو أهداف أخرى. إن أسباب غضبه هي أسباب خالصة، وبلا لوم، وفوق النقد. إنه كشف طبيعي وعرض لجوهره المقدس، هو شيء لا يمتلكه أي مخلوق. هذا جزء من شخصية الله البارة والفريدة، وهو أيضًا اختلاف مذهل بين الجوهر الخاص بكل من الخالق ومخلوقاته.
وبغض النظر عما إذا كان المرء غاضبًا أمام الآخرين أو خلف ظهورهم، فإن لكل شخص نية وغرضاً مختلفين لغضبه. ربما كانوا يبنون مكانتهم، أو ربما يدافعون عن مصالحهم الخاصة، أو يحافظون على صورتهم أو يصونون كرامتهم. البعض منهم يمارسون ضبط النفس في غضبهم، في حين أن آخرين هم أكثر تهورًا ويسمحون لغضبهم أن يستشيط كلما رغبوا في ذلك دون أدنى مجهود لضبط النفس. باختصار، غضب الإنسان مستمد من شخصيته الفاسدة. وبغض النظر عن الغرض منه، فهو من الجسد والطبيعة، وليس له علاقة بالعدالة أو بالظلم؛ لأنه لا يوجد في جوهر طبيعة الإنسان ما يتفق مع الحق. لذلك، يجب عدم ذكر مزاج الإنسانية الفاسد وغضب الله في الوقت نفسه. وبدون استثناء، يبدأ سلوك الإنسان الذي أفسده الشيطان بالرغبة في حماية الفساد، ويستند بالفعل إلى الفساد؛ وهذا هو السبب في أنه لا يمكن ذكر غضب الإنسان في وقت واحد مع غضب الله، بغض النظر عن مدى ملاءمته من الناحية النظرية. عندما يطلق الله غضبه، تُكبح قوى الشر، وتُدمَّر الأشياء الشريرة، في حين تحظى الأشياء العادلة والإيجابية برعاية الله وحمايته، ويُسمح لها بالاستمرار. يرسل الله غضبه؛ لأن الأشياء الظالمة والسلبية والشريرة تحجب أو تزعزع أو تدمر النشاط العادي كما تمنع تطور الأشياء العادلة والإيجابية. إن هدف غضب الله ليس حماية مكانته وهويته الخاصة، بل ضمان وجود أشياء عادلة وإيجابية وجميلة وجيدة، لحماية القوانين وحماية البقاء الطبيعي للبشرية. هذا هو السبب الجذري لغضب الله. إن غضب الله هو إعلان مناسب وطبيعي وصحيح عن شخصيته. لا توجد دوافع خفية في غضبه، ولا يوجد غش أو تآمر، كما لا يوجد أي رغبة أو احتيال أو خبث أو عنف أو شر أو أي خصلة أخرى من الخصال التي تشترك فيها البشرية الفاسدة. قبل أن يرسل الله غضبه، كان يدرك مسبقاً حقيقة كل أمر بشكل واضح وكامل، وقد وضع بالفعل تعريفات واستنتاجات دقيقة وواضحة. وهكذا، فإن هدف الله في كل أمر يفعله واضح تمامًا، مثلما هو موقفه. فهو ليس مشوشًا، ولا أعمى، ولا مندفعًا ولا مهملًا؛ وهو بالتأكيد غير مجرد من المبادئ. هذا هو الجانب العملي لغضب الله، وبسبب هذا الجانب العملي لغضب الله، فإن البشرية قد حققت وجودها الطبيعي. بدون غضب الله، ستنحدر البشرية إلى ظروف معيشية غير طبيعية، وكل الأشياء العادلة والجميلة والجيدة ستدمر وتنتهي من الوجود. وبدون غضب الله، فإن قوانين ونظم وجود الخلق سوف تتعطل أو حتى تتحطم تمامًا. منذ خلق الإنسان، استخدم الله باستمرار شخصيته البارة لحماية الوجود الطبيعي للإنسانية والحفاظ عليه. وبما أن شخصيته البارة تشتمل على الغضب والجلال، فإن كل الأشخاص الأشرار، والأشياء، والكائنات وكل الأشياء التي تزعج وتضر بالوجود الطبيعي للإنسانية تُعاقب ويُسيطر عليها وتُدمر نتيجة غضبه. على مدى آلاف السنين الماضية، استخدم الله باستمرار شخصيته البارة في ضرب وتدمير كل أنواع الأرواح النجسة والشريرة التي تعارضه، والتي تعمل كشركاءَ وخدمٍ للشيطان، وذلك في عمل الله لتدبير الإنسانية. وهكذا، تقدم عمل الله لخلاص الإنسان دائمًا وفقًا لخطته، وهذا يعني أنه بسبب وجود غضب الله، فإن القضايا الأكثر عدلًا بين البشر لم تُدمر مطلقاً.
الآن بعد أن فهمتم جوهر غضب الله، يجب أن يكون لديكم بالتأكيد فهم أفضل لكيفية تمييز شر الشيطان!
– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (2)
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.
أولًا، دعونا نلقي نظرة على عدة فقرات من الكتاب المقدس والتي تصف تدمير الله لسدوم. (التكوين 19: 1-11) "فَجَاءَ ٱلْمَلَاكَانِ إِلَى سَدُومَ...
إن تعامل الله مع كل البشرية، في جهلها وغبائها، يعتمد في المقام الأول على الرحمة والتسامح. ومن ناحية أخرى، يظل غضبه محتجبًا في الغالبية...
(التكوين 18: 26) "فَقَالَ يَهْوَه: "إِنْ وَجَدْتُ فِي سَدُومَ خَمْسِينَ بَارًّا فِي ٱلْمَدِينَةِ، فَإِنِّي أَصْفَحُ عَنِ ٱلْمَكَانِ...
عندما رأى أهل سدوم هذين الرسولين، لم يسألوا عن سبب مجيئهما، ولم يسأل أحد ما إذا كانا قد أتيا لنشر مشيئة الله. على العكس من ذلك، شكلوا...