47. هل يمكن لمحبي إرضاء الناس أن يربحوا خلاص الله؟
أنا من قرية جبلية فقيرة متأخرة، بعادات إقطاعية وعلاقات شخصية معقَّدة. لقد تأثرت حقًا بتلك البيئة والأمور التي كان والداي يقولانها، مثل "فكَّر قبل أن تتحدَّث، ثم تحدَّث بتحفظٍ"، و"إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب، ومن يتكلم كثيرًا يخطئ كثيرًا"، و"التزام الصمت تجاه أخطاء الأصدقاء الصالحين يجعل الصداقة طويلة وجيدة"، و"تحدَّث بكلمات جيدة توافق مشاعر الآخرين وتفكيرهم، ذلك لأن كَونَك صريحًا يضايق الآخرين". أصبحت كل هذه الفلسفات كلمات حكمة بالنسبة لي في حياتي. حتى مع إخوتي، كنت أراقبهم دائمًا بعناية، محاولًا أن أقول أشياءً لطيفة ومجامِلة لإسعادهم. إذا ارتكب أحدهم أمرًا خاطئًا، وسألني والداي مَن الفاعل، كنت أقول دائمًا إنني لا أعرف، لذا أحبني إخوتي كثيرًا. كانت أمي تقول دائمًا إنني كنت طفلًا صالحًا أيضًا. بمجرد خروجي إلى العالم، سواء أكنت مع الأصدقاء أو مع مختلف أنماط الأشخاص الموجودين هناك، كنت أتحسس دائمًا خطواتي لحماية علاقاتي. لم أفعل أبدًا أي شيء من شأنه الإساءة إلى أي شخص أو الجدول مع أي شخص. إذا أساء لي شخص آخر، كنت أسامح حقًا ولا أعكر صفو العلاقة. كثيرًا ما تلقيت معاملة غير عادلة، وشعرت بأنني مكبوت وغاضب، لكنني كنت ألتزم بعبارة "من يتكلم كثيرًا يخطئ كثيرًا، فالسكوت من ذهب"، وأكبت مشاعري فحسب. أصبحت معروفًا بين العائلة والأصدقاء بأني شخص لطيف. لقد نلت المدح والثناء من الجميع لكوني على هذا النحو، لكنني شعرت دائمًا بهذا الضغط والألم في قلبي، لدرجة أنني لم أستطع التعبير بالكلمات. كنت متحفظًا مع الجميع حتى لا أسيء إلى أحد، ولم أجرؤ قَط على المصارحة حقًا، ولو مع شخص واحد. كنت دائمًا ما أتذلل وأضع قناعًا لحماية مصالحي الشخصية. كانت تلك طريقة مؤلمة ومرهِقة ومؤلمة للعيش. اعتدت أن أتساءل دائمًا: "متى ستنتهي معاناتي؟ كيف يمكنني أن أعيش حياة أسهل؟". عندما كنت ضائعًا ومتألمًا، مد الله القدير يد خلاصه لي.
في 1998، كان من حسن حظي قبول عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. تعلمت من كلام الله القدير أن الله صار جسدًا وأتى ليخلِّص البشرية، أساسًا لمعالجة شخصياتنا الفاسدة والسماح لنا بالعيش بحسب الشَبَه الإنساني الحقيقي. يقول الله القدير، "عليكم أن تعرفوا أن الله يحب الإنسان الصادق. لدى الله جوهر الأمانة، وهكذا يمكن دائمًا الوثوق بكلمته. فضلاً عن ذلك، فإن أفعاله لا تشوبها شائبة ولا يرقى إليها شك. لهذا، يحب الله أولئك الذين هم صادقون معه صدقًا مطلقًا" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الإنذارات الثلاثة). "ملكوتي يطلب الصادقين، أولئك الذين ليسوا منافقين أو مخادعين. أليس الحال أنّ المخلصين الصادقين لا يحظون بشعبية في العالم؟ أنا على العكس من ذلك. من المقبول أن يأتي الناس الصادقون إليَّ؛ فأنا أبتهج بهذا النوع من الأشخاص وأحتاج إليهم أيضًا. هذا بالضبط هو بِرّي" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل الثالث والثلاثون). يدعونا الله لنكون صادقين وبسطاء ومنفتحين، فهذا هو السبيل الوحيد لدخول ملكوت السموات. عندما قرأت هذا، شعرت بعمق أن هذه طريقة أسهل وأكثر سعادة للعيش، وتمنيت أن أكون صادقًا كما يطلب الله. في التفاعلات والاجتماعات مع الإخوة والأخوات، لاحظت أنهم كانوا جميعًا صادقين ويتحدثون بحرية. كانوا مخلِصين وحقيقيين. عندما يكون لديهم آراء حول شخص ما أو يرون شخصًا ما يُظهِر فسادًا، كان بوسعهم الإشارة إلى ذلك لمساعدته، وأمكنهم المصارحة والتحدث عن معرفتهم بأنفسهم. كان هذا مفاجئًا حقًا بالنسبة لي، لأنني كنت أعتقد دائمًا أن آراء المرء حول الأشخاص لا يمكن التحدث عنها مطلقًا، وأنني من خلال الصدق، قد أسيء للآخرين وأؤذي نفسي. لكن لم يكن عليَّ القلق بشأن ذلك هناك. لم يكونوا زائفين مثل الناس في العالم، وكانوا يعتذرون عندما يؤذون شخصًا آخر. كانوا دائمًا ما يقدِّرون الآخرين. كنت أعلم أنه يمكنهم ممارسة ذلك والعيش بحسبه بالكامل، بسبب عمل الله القدير وكلامه. جعلني هذا أكثر يقينًا من أن كلام الله القدير هو الحق، والطريق الحق، وأنه يطهِّر الناس ويغيِّرهم، وأردت حقًا أن أكون شخصًا أمينًا. لكن فلسفات الشيطان للحياة كانت تغلغلت بي منذ وقت طويل، وأصبحت قواعدي الخاصة للنجاة. في تفاعلاتي مع الإخوة والأخوات، دون إدراك ذلك، كنت لا أزال أتكل على تلك الفلسفات الشيطانية. كنت خائفًا من المصارحة والتحدث من القلب، خشية الإساءة إلى شخص ما أو الإضرار بسمعتي. ظللت حريصًا على حماية علاقاتي مع الناس، وشعرت أن الصراحة كانت مهمة صعبة حقًا. بعد ذلك، لتطهيري وتغييري، رتب الله بعناية البيئة المناسبة، ليكشف فسادي ونقائصي، ويقودني إلى حقيقة أن أكون شخصًا أمينًا.
فيما بعد، بدأت العمل قائد فريق، مع الأخ لي. لقد انسجمنا بشكل رائع، وساعدني في الكثير من الأشياء. لكن في واجبنا، اكتشفت أنه كان متغطرسًا وعنيدًا، ولم يلتزم بالمبادئ. في كل مرة أردت أن أقول شيئًا، أكون على وشك أن أفتح فاهي، ثم ينتهي بي المطاف بابتلاع الكلمات فحسب. فكرت: "إذا انتقدته، سيقول إنني بلا ضمير، لأنه كان لطيفًا معي، لكنني دائمًا ما أشير إلى مشكلاته. ماذا لو انحاز ضدي، ولم يعد بإمكاننا العمل معًا في واجبنا بعد الآن؟". لم أفتح معه هذا الموضوع أبدًا، حتى أتمكن من حماية علاقتنا. فيما بعد، أثر الأخ لي بشكل خطير على عمل الكنيسة، لأنه كان متغطرسًا، وأهمل واجباته واستُبدِل. رغم ذلك، ظللت لا أتأمل في نفسي. ولكن عندما ذهبت إلى منزل الأخ لي من أجل شيء ما، ذات الأيام، قالت لي زوجته: "لك دور في استبدال زوجي. إنْ كنتَ قادرًا على تحذيره ومساعدته، فكان من الممكن ألا يتصرف بشكل متعمَّد ومتهوِّر للغاية في أداء واجبه، ويعطِّل عمل الكنيسة. لماذا لا يمكنك دعم عمل الكنيسة؟ أنت محب لإرضاء الناس، ولا تمارس الحق!". سماعها تقول هذا، كان مدمرًا لي، وشعرت بالخزي أكثر من أي شيء آخر. لم أستطع التوقف عن البكاء بعد مغادرتي. صليت إلى الله في ألمي، قائلًا: "يا الله، سمحتَ لهذه الأخت بالتعامل معي اليوم وتوبيخي، لكنني لا أعرف نفسي حقًا. أرجو أن تنيرني وترشدني". هدأت تدريجيًا بعد صلاتي، وبدأت أفكِّر في الوقت الذي قضيته في العمل مع الأخ لي. رأيتُ أنني كنت أعيش بحسب فلسفات الشيطان للحياة. كنت أراه بوضوح يتعارض مع المبادئ، لكنني لم أوقفه ولم أُعِنه. كنت خائفًا للغاية من الإساءة إليه والإضرار بعلاقة العمل. كانت لدي مسؤولية لا أستطيع الهروب منها في وصول الأخ لي إلى تلك المرحلة. شعرت بالذنب والندم أكثر فأكثر.
فيما بعد، قرأت مقطعًا من كلمات الله. "يجب أن يكون هناك معيار للطبيعة البشرية الصالحة. إنه لا ينطوي على اتخاذ طريق الاعتدال، وليس الالتزام بالمبادئ، والسعي إلى عدم الإساءة إلى أي شخص، والتملُّق في كل مكان تذهب إليه، والتعامل بسلاسة وبراعة مع كل شخص تقابله، وجعل الجميع يشعرون بالرضا. هذا ليس المعيار. إذن ما هو المعيار؟ إنه يشمل معاملة الله والناس الآخرين والأحداث بقلب صادق، والقدرة على تحمل المسؤولية، والقيام بكل هذا بطريقة واضحة ليراها الجميع ويشعروا بها. بالإضافة إلى أن الله يفحص قلوب الناس، ويعرفهم واحدًا واحدًا. يتفاخر بعض الناس دائمًا بأنهم يمتلكون طبيعة بشرية جيدة، ويدعون أنهم لم يفعلوا قط أي شيء سيئ، ولا سرقوا ممتلكات الآخرين، ولا اشتهوا ما لغيرهم. بل إنهم يذهبون إلى حد السماح للآخرين بالاستفادة على حسابهم عندما يكون هناك نزاع على المصالح، ويفضلون تكبُّد الخسارة، ولا يقولون أبدًا أي شيء سيئ عن أي شخص حتى يعتقد الآخرون أن ذلك الشخص طيب. ومع ذلك، عندما يؤدون واجباتهم في بيت الله، فإنهم ماكرون ومراوغون، ودائمًا ما يخططون لأنفسهم، ولا يفكرون أبدًا في مصالح بيت الله، ولا يتعاملون أبدًا بجدية مع الأشياء التي يتعامل معها الله على أنها مُلحَّة، أو يفكرون كما يفكر الله، ولا يمكنهم أبدًا تنحية مصالحهم جانبًا لأداء واجباتهم. إنهم لا يتخلون عن مصالحهم الشخصية. حتى عندما يرون فاعلي الشر يرتكبون الشر، فإنهم لا يفضحونهم. ليس لديهم أي مبادئ على الإطلاق. هذا ليس مثالًا على طبيعة بشرية صالحة. لا تهتمّ لما يقوله شخص كهذا. يجب أن ترى ما يحيا بحسبه وما يكشفه وما هو سلوكه عندما يؤدّي واجباته، وما هي حالته الداخلية وما يحبّه أيضًا. إن كانت محبته لشهرته وثروته تفوق إخلاصه لله، أو إن كانت محبته لشهرته وثروته تفوق مصالح الله، أو إن كانت محبته لشهرته وثروته تفوق الاعتبار الذي يُظهره لله، فهو ليس شخصًا يتمتّع بإنسانية. يستطيع الآخرون والله أن يروا سلوكه، وبالتالي من الصعب جدًا لشخص كهذا أن يربح الحق" (من "هَبْ قلبك الصادق لله ليمكنك كسب الحق" في "تسجيلات لأحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). أظهر لي كلام الله أن كونك شخصًا صالحًا لا يعني التصرُّف بلطف. إنه ليس الانسجام مع الناس أو كسب قبولهم. إنه تحوُّل قلبك نحو الله، وأن تكون وفيًا، وأن تمارس الحق لدعم عمل بيت الله، وأن تتبع مبادئ الحق، وتساعد الناس وتدعمهم روحيًا في حياتهم. ولكن رغم أنني رأيت الأخ لي متعمدًا ويخالف الحق عدة مرات، وكان متغطرسا جدًا ولا يقبل اقتراحات الآخرين، مع العلم أن هذا كان مضرًا به وبعمل بيت الله، ظللت ألتزم بالفلسفة الشيطانية المتمثلة في "التزام الصمت تجاه أخطاء الأصدقاء الصالحين يجعل الصداقة طويلة وجيدة". غضضت الطرف، ولم أساعده أو أذكر الأمر لقائد الكنيسة. لقد تجاهلت الأمر فحسبـ، بينما تضرَّر عمل الكنيسة. لم أستطع التضحية بمكانتي لممارسة الحق وأن أكون مسؤولًا. لقد كنت أنانيًا وحقيرًا ومخادعًا للغاية! ألم أمكّن خطيته؟ ألم أساند الشيطان؟ أصبحت شخصًا حقيرًا، مهتمًا لمصالحه الشخصية، بسبب خشيتي الإساءة إلى أي شخص. لم يكن لدي أي إحساس بالبِر. لم أكن شخصًا صالحًا على الإطلاق. في سعيي لأكون "رجلًا لطيفًا" كنت أصبح شخصًا أكثر إرضاءً للناس، ومخادعًا يحتقره الله. سيكون من الجيد أن أكون هكذا، في العالم الخارجي، ولكن يشمئز الله من هذا في بيته. ثم أدركت أن عدم ممارسة الحق، بل أن تكون لطيفًا لحماية العلاقات، يضر الناس في الواقع. لأول مرة على الإطلاق، اهتزت رؤيتي لكوني شخصًا صالحًا. رأيت أن اتباع فلسفات شيطانية في علاقاتي كان خطأً تمامًا، والتعامل معي في هذا الوقت ترك لدي انطباعًا عميقًا لن أنساه أبدًا. شعرت أن أخي ارتكب تعدٍ، لكن ما خرجت به كان دَينًا أبديًا. من خلال دينونة الله وتوبيخه، ربحت فهمًا لسعيي المضلَّل على مر السنوات، ولم أعد أرغب في العيش بهذه الطريقة. أصبحت على استعداد لأكون شخصًا أمينًا ومستقيمًا كما يطلب الله. كانت لدي الرغبة في العمل لأكون شخصًا أمينًا، ولكن بما أن فسادي وشخصيتي الشيطانية كانا عميقين للغاية، ولم أفهم تمامًا طبيعتي وجوهري كمُحب لإرضاء الناس، وأكرههما، فلم أتغير حقًا. سرعان ما عدت إلى القيام بنفس الأشياء القديمة.
كان زوج الأخت تشانغ من قرية مجاورة مجرمًا محليًا شريرًا تمامًا، اعترض طريق إيمانها. كلما رآها تغادر لاجتماع سكان يبدأ المشكلات مع الإخوة والأخوات الآخرين، لذلك لم يجدوا أي سلام. ذات مرة، عندما ذهبت للاجتماع، أخذ زوجها الخشب الذي كان أخ سيستخدمه لبناء منزل وأشعل النار في كل شيء. قال لها قائد الكنيسة: "لا تحضري الاجتماعات؛ علينا الحفاظ على سلامة الجميع. مارسي خلواتك التعبدية واقرئي كلام الله بنفسك في المنزل". لكن بعد فترة، أرادت حقًا حضور اجتماع ولم تستطع منع نفسها من المجيء إلى قريتنا للقاء الأخت وانغ. لم تكن الأخت وانغ تعرف ماذا تفعل، فجاءت لتتحدث معي. كنت أعرف جيدًا أن اهتمامات الكنيسة يجب أن تأتي أولًا، وأن الأخت تشانغ ينبغي أن تعود إلى المنزل. لكن بعد ذلك فكرت: "أنا لست قائد كنيسة. ماذا سيعتقد الآخرون إذا كانت هذه خطوة خاطئة؟ علاوة على ذلك، إذا اكتشفت الأخت تشانغ أنني منعتها من الاجتماع، فماذا ستظن بي؟". عند هذ الفكرة، التففت حول الأمر بتهذيب، قائلًا: "عليكِ أن تتحدثي قائد للكنيسة حول هذا الأمر. اذهبي وابحث عن أحدهم". لم تتمكن من العثور على أحدهم في النهاية، لذا سمحتْ للأخت تشانغ بالبقاء.
في المساء التالي بينما كنت في المنزل أمارس خلواتي التعبدية وأستمع إلى تراتيل كلمات الله، سمعت فجأة أحدهم يطرق الباب بعنف. في اللحظة التي فتح فيها ابني الباب، اندفع ثلاثة أو أربعة رجال ضخام يحملون عصي خشبية، ثم قفز أربعة أو خمسة آخرون من فوق سطح منزلي. ثبتوني على السرير دون أن ينبسوا ببنت شفة وضربوني بعنف. كنت مرتعبًا حقًا. صليت إلى الله ودعوته بدون توقف. فقط عندما كان الألم سيئًا حقًا، قُطع إطار السرير وسقطت على الأرض. اعتقد هؤلاء المتنمرون أنني تعرضت لأذى خطير، وهربوا في حالة من الذعر. ظننت بعد الضرب بهذا الشكل، أنني بالتأكيد لدي بعض العظام المكسورة، لكن من المدهش أنها كانت مجرد جروح جسدية دون إصابة العظام. كنت أعلم أن هذه رعاية الله وحمايته. بعد يوم، اكتشفت أن زوج الأخت تشانغ كان يعلم أنها ستغادر لحضور اجتماع، وظن أنني رتبت الأمر، فقام بهؤلاء الرجال بضربي. أدركت أن هذا حدث لأنني لم أتبع المبادئ. إذا اتبعتها ومنعت الأخت تشانغ من حضور ذلك الاجتماع، لم يكن ليحدث ذلك أبدًا. التعرض للضرب من هؤلاء المجرمين، كان بالكامل لأنني كنت أنانيًا وحقيرًا. أنا لم أهتم إلا بمصالحي الخاصة، وكنت "رجلًا لطيفًا" لا يمارس الحق. كنت قد جنيت على نفسي.
وقفت فيما بعد أمام الله في سعي وتأمل: لماذا لا أستطيع التوقف عن حماية مصالحي الخاصة، وكوني محبًا لإرضاء الناس؟ لماذا لم يمكنني الممارسة عندما كنت أعرف الحق؟ ذات مرة، قرأت كلمات الله هذه: "يفسد الشيطان الناس من خلال التعليم ونفوذ الحكومات الوطنية والمشاهير والعظماء؛ فقد أصبحت كلماتهم الشيطانية تمثّل طبيعة حياة الإنسان. "اللهمّ أسألك نفسي، فليخلّص كل واحد نفسه" مقولة شيطانيَّة معروفة غُرست في نفس كل إنسان وأصبح ذلك حياة الإنسان. ثَمَّة كلمات أخرى عن فلسفات العيش تشبه تلك العبارة. يستخدم الشيطان الثقافة التقليدية الراقية لكل أمة ليُعلِّم الناس، فيدفع بالبشرية نحو السقوط في هوة هلاك لا قرار لها تبتلعهم، حتى يفنيهم الله في النهاية لأنهم يخدمون الشيطان ويقاومون الله. ... ما زالت توجد سموم شيطانية كثيرة في حياة الناس، وفي سلوكهم وتصرفاتهم؛ فهم يكادون لا يملكون أي حقٍّ على الإطلاق. على سبيل المثال، تمتلئ فلسفاتهم للعيش، وطرقهم في عمل الأشياء، ومسلَّماتهم، بسموم التنين العظيم الأحمر، وتأتي جميعها من الشيطان. وهكذا فإن جميع الأشياء التي تسري داخل عظام الناس ودمهم كلها أشياء من الشيطان. جميع أولئك المسؤولين، وأولئك الذين يمسكون بزمام السلطة، وأولئك البارعون، لهم طرقهم وأسرارهم لتحقيق النجاح. ألا تمثل مثل هذه الأسرار طبيعتهم تمامًا؟ لقد قاموا بإنجازات كبيرة في العالم، ولا يستطيع أحد أن يرى خفايا المخططات والمكائد الكامنة وراءها. وإن دل هذا على شيء فلا يدل إلا على مدى خبث طبيعتهم وسُمّيّتها. لقد أفسد الشيطان الطبيعة البشرية بعمق، ويسري سُمّه في دم كل شخص، ويمكن رؤية أن طبيعة الإنسان فاسِدة وشريرة ورجعية، ممتلئة بفلسفات الشيطان ومنغمسة فيها – فهي طبيعة خائنة بوجه عام لله. هذا هو السبب في أن الناس يقاومون الله ويقفون في مواجهته" (من "كيفية معرفة طبيعة الإنسان" في "تسجيلات لأحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). لقد وجدت أصل المشكلة عندما اعتقدت أن الأمر انتهى. كنت دائمًا شخصًا مُرضيًا للناس، لا ممارسة الحق، لأنني كنت ممتلئًا بفلسفات الشيطان وسمومه: "إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب، ومن يتكلم كثيرًا يخطئ كثيرًا"، و"عندما تعرف أنّ شيئًا ما خاطئ، من الأفضل أن تقلّل الكلام"، و"العاقل يتقن حماية نفسه ولا يسعى إلا لتفادي الأخطاء"، و"فكَّر قبل أن تتحدَّث، ثم تحدَّث بتحفظٍ"، و "التزام الصمت تجاه أخطاء الأصدقاء الصالحين يجعل الصداقة طويلة وجيدة". لقد عشت بحسل هذه الكلمات، كقواعد لسلوكي، وفعلت كل ما بوسعي لأكون رجلًا لطيفًا بناءً على هذه الأشياء. في كل تفاعلاتي، كل ما فكَّرت به هو عدم الإساءة للناس، وكيف أجعلهم يمدحونني ويقدرونني. لقد أتقنت فلسفات الشيطان المراوِغة والمخادِعة وأصبحتْ أمورًا أُظهرها بشكل طبيعي. رغم أنني بدوت كشخص صالح في العالم، وأشاد الناس بي كشخص لطيف، كنت بعيدًا كل البعد عن الصلاح حقًا. ما الذي كنت أربحه حتى من العيش بحسب سموم الشيطان هذه؟ لقد فقدت البراءة التي يجب أن يتمتع بها الطفل عندما كنت صغيرًا، ووضعت قناعًا زائفًا مع الجميع تمامًا. كنت حريصًا جدًا، وكنت دائمًا ما أراقب الآخرين عندما أتحدَّث وأتصرَّف. كنت متحفظًا مع الجميع. لم أتصارح وأتحدث من القلب مع أي شخص. كنت حتى مخادعًا مع عائلتي. خالفت ضميري كثيرًا وبعت كرامتي ونزاهتي، لأنني كنت خائفًا من الإساءة للآخرين. لم أجرؤ على الدفاع عما كان عادلًا وتنازلت عن نزاهتي، فقط لحماية صورتي. واصطنعت الابتسامة حتى عندما كنت غاضبًا. لم تمنعني هذه الأمور من العيش بحسب الإنسانية الطبيعية فحسب، بل كنت أنانيًا وحقيرًا ومخادعًا، ولم أعرف الخير من الشر. العيش بحسب هذه الفلسفات الشيطانية، جلب لي المديح من الآخرين في وقته، لكن كان الأمر أشبه بالتقيُّد بأغلال غير مرئية، ومقيِّدة بشدة. لم يمكنني التحدث أو التصرف بحرية. لم يكن لدي أي حرية على الإطلاق، وكنت حقًا مكتئبًا وأتألم. أستطيع أن أرى الآن، أن الشخص محب إرضاء الناس، الذي كنت أسعى جاهدًا لأكونه، لم يكن في الواقع شخصًا صالحًا، لكنه كان ماكرًا أسود القلب، لا يسعى وراء الحق. كنت أعارِض الله وأخونه. لا يمكن أن أخلُص أبدًا دون دينونة الله وتطهيره. ثم أدركت أن الله سمح لهؤلاء البلطجية بضربي. كان يحذرني، حتى أقف أمام الله وأتأمل في نفسي، وأتعرف على جوهر وعواقب كوني محبًا لإرضاء الناس، وأتوب.
من خلال الشركة على كلمات الله، فهمت طبيعة وجوهر الوجود على هذا النحو، بالإضافة إلى مخاطره وعواقبه. صليت إلى الله، راغبًا في طلب الحق حقًا، والتحرُّر من قيود فلسفات الشيطان، وأن أكون صادقًا، بحسب كلام الله. ذات مرة، اكتشفت أن الأخت لين قد نُقلت إلى كنيسة أخرى، واختيرت شماسة. كنت أعلم أنها كانت مخادعة حقًا، وكانت دائمًا ماكرة حقًا في أداء واجبها في الكنيسة من قبل، تقول شيئًا وتفعل آخر. كنت أعلم أن شخصية مخادعة لا ينبغي أن تكون شماسة في الكنيسة، ويجب أن أساند عمل الكنيسة. قررت أن أكتب رسالة إلى قائد تلك الكنيسة لشرح الموقف. لكنني تردَّدت بينما أحمل القلم، مفكرًا: "هذه مسألة تخص كنيستهم. هل سيقول قائدها إنني أبالغ، ولا أهتم بعملي الخاص؟". ثم فكَّرت في بعض كلمات الله. "فأنتم جميعًا تقولون إنكم تراعون عبء الله وسوف تدافعون عن شهادة الكنيسة. ولكنْ مَنْ منكم راعى عبء الله حقًا؟ سَل نفسك: هل أنت ممن يُظهرون مراعاةً لعبء الله؟ هل بوسعك أن تمارس البِرّ من أجله؟ هل بوسعك أن تقف وتتكلَّم بالنيابة عني؟ هل بوسعك أن تمارس الحق بثباتٍ؟ هل لديك من الشجاعة ما يكفي لتحارب كل أفعال الشيطان؟ هل تستطيع أن تنحّي مشاعرك جانبًا وتفضح الشيطان من أجل حقيقتي؟ هل بوسعك أن تسمح لمقاصدي بأن تتحقق فيك؟ هل قدمتَ لي قلبك في أحرج اللحظات؟ هل أنت شخص يفعل مشيئتي؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل الثالث عشر). كل كلمات الله خاطبت قلبي، وأمكنني أن أشعر بمشيئة الله العاجلة، ورجاءه أن يمارس الناس الحق ويؤيدوا البِر، والتجرؤ على قول "لا" لقوات الشيطان وتحمل المسؤولية لدعم عمل الله. إنه لا يريدنا أن نحسب مكاسبنا وخسائرنا، ولكن أن نعطي الأولوية لمصالح الكنيسة. بمجرد أن فهمت مشيئة الله، وجدت الثقة في ممارسة الحق، لذلك كتبت تلك الرسالة إلى قائد الكنيسة الأخرى عن الأخت لين. بعد أيام قليلة، أخبرني القائد أنهم قد نظروا في الأمر، وأكدوا أن الأخت لين كانت شخصية مخادِعة، لذا سيغيروا واجبها. كانت رؤية الأمر يتحول على هذا النحو مطمئنًا، وجعلني مرتاحًا. رأيت أن الصدق أمر رائع، وأن عليَّ أن أفعل شيئًا ذي مغزى. أخبرني بعض الإخوة والأخوات فيما بعد، أن كتابة تلك الرسالة لحماية مصالح الكنيسة، أظهرت أنني قد تغيرت حقًا، وأنني ربحت إحساسا بالبِر. تأثرت مشاعري بشدة لسماع هذا منهم. كنت أعرف في قلبي أن ممارسة الحق، مع هذا التغيير القليل، كل ذلك بفضل دينونة الله وتوبيخه. أشكر الله القدير على خلاصي!