البند الثالث: يستبعدون أولئك الذين يطلبون الحقَّ ويهاجمونهم (القسم الثاني)
كيف ينبغي لشعب الله المختار أن يعامل أضداد المسيح؟ يجب أن يميزهم، ويكشفهم، ويبلغ عنهم، ويزدريهم. حينها فقط يمكن ضمان اتباع الله حتى النهاية ودخول الطريق الصحيح للإيمان بالله. إن أضداد المسيح ليسوا قادتك، بغض النظر عن الكيفية التي ضللوا بها الآخرين لاختيارهم قادة. لا تعترف بهم، ولا تقبل قيادتهم؛ يجب عليك تمييزهم وازدرائهم، لأنهم لا يستطيعون مساعدتك على فهم الحق، ولا يمكنهم دعمك أو توفير احتياجاتك. هذه هي الحقائق. إذا لم يتمكنوا من إرشادك إلى واقع الحق، فهم ليسوا مؤهلين لأن يكونوا قادة أو عاملين. إذا لم يتمكنوا من قيادتك إلى فهم الحق واختبار عمل الله، فأولئك هم من يعارضون الله، ويجب عليك تمييزهم، وكشفهم، وازدرائهم. كل ما يفعلونه هو من أجل تضليلك لكي تتبعهم، ولجعلك تنضم إلى زمرتهم لتقويض عمل الكنيسة وإزعاجه، ولجرك إلى اتباع طريق أضداد المسيح، كما يفعلون هم. إنهم يريدون جرّك إلى الجحيم! فإذا لم تتمكن من التعرف على حقيقتهم، وكنت تعتقد أنه بما أنهم قادتك، فيجب عليك طاعتهم وتقديم التنازلات لهم، فأنت إذًا شخص يخون الحق ويخون الله؛ ومثل هؤلاء الأشخاص لا يمكن تخليصهم. إذا كنت ترغب في نيل الخلاص، فليس الأمر فحسب أنه لا بد لك من تجاوز عقبة التنين العظيم الأحمر، ولا أن تمتلك القدرة على تمييزه فحسب، وتدرك حقيقة وجهه البغيض، وتتخلى عنه تمامًا؛ بل ينبغي عليك أيضًا تجاوز عقبة أضداد المسيح. في الكنيسة، لا يكون ضد المسيح عدوًا لله فحسب، بل هو أيضًا عدو شعب الله المختار. إذا لم تتمكن من تمييز ضد المسيح، فأنت عرضة للتضليل والافتتان، والسير في طريق ضد المسيح، وتلقي لعنة الله وعقابه. إنْ حدث ذلك، فسيكون إيمانك بالله قد فشل تمامًا. ما الذي يجب أن يملكه الناس لينالوا الخلاص؟ أولًا، يجب أن يفهموا العديد من الحقائق، وأن يتمكنوا من تمييز جوهر ضد المسيح وشخصيته وطريقه. هذه هي الطريقة الوحيدة لضمان عدم عبادة الناس أو اتباعهم بينما يؤمن المرء بالله، وهي الطريقة الوحيدة لاتباع الله حتى النهاية. فالأشخاص القادرون على تمييز ضد المسيح يمكنهم وحدهم حقًا الإيمان بالله، واتباعه، والشهادة له. سيقول البعض حينها: "ماذا أفعل إذا لم أكن أملك الحق في الوقت الحالي؟" يجب أن تسلح نفسك بالحق بأقصى سرعة؛ يجب أن تتعلم كيف ترى حقيقة الناس وحقيقة الأشياء. إن تمييز ضد المسيح ليس بالأمر السهل، ويتطلب القدرة على رؤية جوهره بوضوح، ورؤية حقيقة المؤامرات، والحيل، والمقاصد، والأهداف وراء كل ما يفعله. بهذه الطريقة لن يستطيع ضد المسيح تضليلك أو التحكم بك، وسيمكنك الوقوف بثبات، والسعي إلى الحق بأمان، والثبات على طريق السعي إلى الحق ونيل الخلاص. إذا لم تتمكن من تجاوز عقبة أضداد المسيح، فيمكن القول إنك في خطر عظيم، وأنك عُرضة للتضليل والأسر من قبلهم، إلى أن تصل للعيش تحت تأثير الشيطان. قد يكون بينكم بعض من يعيقون ويعرقلون الناس الذين يسعون إلى الحق، وأولئك أعداء لهؤلاء الناس. هل تقبلون هذا؟ هناك البعض ممن لا يجرؤ على مواجهة هذه الحقيقة، ولا يجرؤ على قبولها باعتبارها حقيقة. ولكن تضليل أضداد المسيح للناس يحدث كثيرًا بالفعل في الكنائس؛ غير أن الناس لا يمكنهم تمييز ذلك. إذا لم تتمكن من اجتياز هذا الامتحان؛ امتحان أضداد المسيح، فإنك إما مُضلل وخاضع لسيطرتهم أو مجبر على المعاناة، والتعذيب، والطرد، والقمع، والإساءة من قبلهم. وفي نهاية المطاف، فإن حياتك الصغيرة البائسة لن تصمد طويلًا، وسوف تذبل؛ لن يكون لديك إيمان بالله بعد ذلك، وسوف تقول: "الله ليس حتى بارًا! أين الله؟ لا يوجد عدالة أو نور في هذا العالم، ولا يوجد شيء اسمه تخليص الله للبشرية. من الأفضل لنا أن نقضي أيامنا في الذهاب إلى العمل وكسب المال!" أنت تنكر الله، وتبتعد عنه، ولم تعد تؤمن بوجوده؛ لقد انتهى تمامًا أي أمل لك في نيل الخلاص. لذلك، إذا أردت الوصول إلى حيث يمكنك نيل الخلاص، فإن الامتحان الأول الذي يجب أن تجتازه هو أن تتمكن من معرفة الشيطان وإدراك حقيقته، ويجب أيضًا أن تملك الشجاعة للنهوض وكشف الشيطان والتخلي عنه. أين هو الشيطان إذًا؟ الشيطان إلى جانبك ومن حولك؛ ومن الممكن حتى أن يكون ساكنًا داخل قلبك. إذا كنت تعيش ضمن شخصية الشيطان، فيمكن القول إنك من الشيطان. لا يمكنك رؤية أو لمس الشيطان والأرواح الشريرة في العالم الروحي، لكن الشيطان والأبالسة الأحياء الموجودين في الحياة الواقعية موجودون في كل مكان. فأي شخص ينفر من الحق شرير، وأي قائد أو عامل لا يقبل الحق هو أحد أضداد المسيح أو قائد زائف. أليس أمثال هؤلاء الأشخاص شياطين وأبالسة أحياء؟ قد يكون هؤلاء الناس هم أنفسهم الذين تعبدهم وتتطلع إليهم، ويمكن أن يكونوا هم الناس الذين يقودونك أو الناس الذين لطالما أعجبت بهم ووثقت بهم واعتمدت عليهم ورجوتهم في قلبك. لكنهم في الواقع حواجز تعترض طريقك، وتمنعك من السعي إلى الحق ونيل الخلاص؛ وهم قادة مزيفون وأضداد للمسيح، يمكنهم السيطرة على حياتك والطريق الذي تسلكه، ويمكنهم أن يفسدوا فرصتك في نيل الخلاص. إذا فشلت في تمييزهم وإدراك حقيقتهم، فمن الممكن خداعك وأسرك والاستيلاء عليك في أي لحظة. وبالتالي، فأنت في خطر محدق. إذا لم تستطع انتشال نفسك من هذا الخطر، فأنت ضحية للشيطان. وعلى أي حال، فإن الناس الذين يتعرضون للتضليل والسيطرة ويصبحون أتباعًا لأحد أضداد المسيح لا يمكنهم أبدًا ومطلقًا أن ينالوا الخلاص. وبالنظر إلى أنهم لا يحبون الحق أو لا يسعون إليه، فإن النتيجة الحتمية هي أن يتعرضوا للتضليل ويتبعون ضد المسيح.
يظن بعض الناس أنهم يسعون إلى الحق ويقولون إنهم قادرون على تمييز أضداد المسيح. إنهم يبالغون في تقدير أنفسهم، أليس كذلك؟ إذا صادفت ضد مسيح واضح، يظهر عدوانيته، ولديه إنسانية ضعيفة، وارتكب بعض الأعمال الشريرة، فستكون قادرًا بشكل طبيعي على التعرف عليه. ولكن إذا صادفت ضد مسيح يبدو تقيًا، ويتحدث بهدوء شديد، ويبدو شخصًا لطيفًا – ضد مسيح يتوافق مع مفاهيم الناس – فهل تظل شجاعًا بما فيه الكفاية لتزعم أنك تستطيع معرفة حقيقته؟ هل تجرؤ على توصيفه على أنه ضد مسيح؟ إذا كنت غير قادر على تمييزه، فمن المؤكد أنك ستُعجب به وتكن له شعورًا جيدًا، وفي هذه الحالة فإن سلوكه، وآراءه، ووجهات نظره، وأفعاله – بل حتى فهمه للحق – سيؤثر فيك بالتأكيد. إلى أي مدى ستؤثر هذه الأشياء فيك؟ سوف تشعر بالحسد تجاه ضد المسيح هذا، وتقلده، وتحاكيه، وتتبع خطاه، مما سيؤثر على دخولك في الحياة؛ سيؤثر على سعيك إلى الحق ودخولك واقع الحق، وموقفك من الله، وسيؤثر على ما إذا كنت ستخضع لله حقًا وتتبعه حتى النهاية أم لا. وفي نهاية المطاف، سوف يصبح ضد المسيح وثنك، وسوف يكون له مكان في قلبك، ولن تتمكن من الفرار منه. وعندما تُضَلَل إلى هذا الحد، فلن يكون لك سوى أمل ضئيل جدًا في نيل الخلاص، لأن علاقتك بالله قد تحطمت، وفقدت العلاقة الطبيعية مع الله، وأصبحت على حافة الخطر. هل هذه كارثة أم نعمة بالنسبة لك؟ إنها كارثة بالطبع؛ ليست نعمة على الإطلاق. على الرغم من أن بعض أضداد المسيح قادرون على مساعدتك في الأمور الصغيرة، وعلى أن يجلبوا لك بعض النفع، أو قادرين على وعظك بالكلمات والتعاليم لتنويرك، إلا أنه بمجرد أن يضللوك، وتعبدهم، وتتبعهم، فإنك تكون في ورطة. ستكون قد جلبت الخراب على نفسك، وفقدت فرصتك في الخلاص. يقول بعض الناس: "إنه ليس شيطانًا أو شخصًا شريرًا، يبدو أنه شخص روحاني، شخص يسعى إلى الحق". هل هذا الكلام صحيح؟ (كلا). لماذا؟ مع أي شخص يسعى بصدق إلى الحق، فإن تأثير أو فائدة الإرشاد، والمساعدة، والإعانة التي يقدمها لك تؤدي إلى تقريبك من الله حتى تتمكن من طلب كلامه وطلب الحق، وأن تأتي أمام الله وتتعلم الاعتماد عليه وأن تطلبه، وتصير علاقتك به وتصبح أقرب وأقرب. وعلى العكس، ماذا ستكون النتيجة إذا صارت علاقتك بضد المسيح أقرب وأقرب، إلى أن أصبحت تحت إمرته ورهن إشارته؟ سوف تنحرف نحو الطريق الخطأ وتجلب الخراب على نفسك. عندما تكون علاقتك وثيقة بضد المسيح، تصبح علاقتك بالله بعيدة. وما عاقبة ذلك؟ سوف يقودك ضد المسيح أمامه، وستبتعد عن الله. إذا كان لديك وثن في قلبك، فما أن تُكوّن مفاهيم حول كلام الله وعمله، أو عندما يكشف كلام الله ذلك الوثن، ستتمرد فورًا على الله، بل وقد تعارض الله وتخونه؛ سوف تنحاز لوثنك وتعارض الله. يحدث هذا غالبًا. فعندما يُعفى أو يُطرد بعض القادة وأضداد المسيح الكاذبين، يبدأ شركاؤهم وأتباعهم في الدفاع عنهم والتذمر؛ حتى أن بعضهم يصبح سلبيًا ويتوقف عن الإيمان بالله. هذا أمر شائع، أليس كذلك؟ ولماذا يتوقفون عن الإيمان؟ يقولون: "لقد أُعفي قائدنا وطُرِدَ، فأي أمل سيكون لي أنا المؤمن العادي؟" أليس هذا هراء؟ إن كلامهم يعني أنهم يتبعون ضد المسيح، وأن ضد المسيح أضلهم تمامًا. وما عاقبة ضلالهم؟ أصبح ضد المسيح هو الوثن الذي يعبدونه؛ أصبح ضد المسيح مثل سلفهم: فكيف لا يغادرون وقد طُرد سلفهم؟ إنهم لا يستمعون إلا لضد المسيح، وهم تحت سيطرته الكاملة. إنهم يعتقدون أن كل ما يقوله ويفعله ضد المسيح صحيح، ويجب قبوله والخضوع له على أنه الحق، ولذلك فهم لا يتسامحون مع أي شخص في بيت الله يفضح ويدين ضد المسيح. ما أن يُطرد ضد المسيح من بيت الله، فإن أولئك الذين يتبعونه يأخذون على عاتقهم مغادرة الكنيسة؛ كما يقول المثل: "تسقط الشجرة ويتشتت القردة". إن مثل هذه الأمور تثبت أن أضداد المسيح وأتباعهم هم خدم الشيطان، الذين جاؤوا لتعطيل وإزعاج عمل الله. وبمجرد كشفهم، وفضحهم، وازدرائهم من قبل شعب الله المختار، فإن إيمانهم بالله ينتهي. جميع أتباع أضداد المسيح لديهم سمة واحدة واضحة يسهل تمييزها: إنهم لا يهتمون بكلام أحد؛ ويطيعون فقط أضداد المسيح. وما أن يُضلهم أضداد المسيح، فإنهم يتوقفون عن الاستماع إلى كلام الله، ولا يعترفون إلا بضد المسيح ربًا لهم. أليسوا بذلك قد ضُللوا، أليسوا خاضعين للسيطرة؟ فقط من يتبعون أضداد المسيح هم من سيحاولون مساندتهم. وعندما يُفضح أضداد المسيح ويُكشفون، يشعر أتباعهم بالقلق عليهم، ويذرفون الدموع من أجلهم، ويتذمرون نيابة عنهم، ويحاولون الدفاع عنهم. وفي مثل هذه الأوقات، يكونون قد نسوا الله، ولم يعودوا يصلوا له أو يطلبوا الحق؛ كل ما يفعلونه هو الدفاع عن أضداد المسيح وإجهاد عقولهم بالتفكير فيهم؛ حتى أنهم لا يعودون يعترفون بالله بعد الآن. هل يؤمنون بالله حقًا؟ من الذي يؤمنون به حقًا؟ أصبح الأمر واضحًا تمامًا. أيًا كان ما يقوله أضداد المسيح أو يفعلونه، فإن لهم هدفًا واحدًا فقط: هدفهم هو قيادة الناس، وأن يكونوا أربابهم، ويريدون من الجميع أن يتبعوهم ويطيعوهم بعبودية، ويعاملوهم في النهاية كأنهم الله. كيف يختلف هذا عن الطريق الذي سلكه بولس؟ عندما بلغ عمل بولس نهايته، نطق بالكلمات التي في قلبه؛ قال بولس إن الحياة بالنسبة له هي المسيح، وكان هدفه من قول هذا هو أن يجعل كل من يؤمن بالرب أن يقلده، ويتبعه، ويعامله كإله. كان هذا هو هدف بولس من قول هذه الكلمات، أليس كذلك؟ وإذا وصل عمل أضداد المسيح إلى حد عبادة الناس لهم وطاعتهم، فلن يكون لله مكان في قلوب هؤلاء الناس بعد ذلك؛ بل ستكون قلوبهم قد استولى عليها أضداد المسيح بالفعل. هذه هي العاقبة. أنت تقول إنك لست قلقًا من أن يضلك ضد المسيح، ولا تخاف من اتباع ضد المسيح، ولكن لا فائدة من ادعاء هذا. هذا قول مُشوش. ذلك لأنه إذا لم تسعى إلى الحق، وكنت تعبد الناس وتتبعهم دائمًا، فإنك، دون أن تدرك، ستتبع طريق أضداد المسيح. إن الإيمان بالله لسنوات عديدة ولكن دون شهادة اختبارية، وليس فقط دون اكتساب الحق والحياة، ولكن أيضًا التحول إلى شخص يعارض الله: تلك هي العاقبة النهائية لاتباع أضداد المسيح، وهي العاقبة التي لا يمكنك التخلص منها، فهي حقيقة لا يمكن تغييرها. الأمر يشبه تمامًا عندما يلمس شخص ما تيارًا كهربائيًا: من المؤكد أنه سيصاب بصدمة كهربائية. قد يقول البعض: "لا أصدق ذلك؛ أنا لست خائفًا"؛ لكن هل الأمر يتعلق بما إذا كنت تصدق ذلك أو ما إذا كنت خائفًا؟ إذا لمست تيارًا كهربائيًا فسوف تُصعق! سوف تصاب بصدمة كهربائية فورًا! عدم تصديق ذلك لن يفيد. عدم تصديق ذلك يُعد جهلًا؛ وهو قول طائش غير مسؤول. لذا، سواء كانت لديك الرغبة في اتباع ضد المسيح أم لا، إذا كنت لا تسعى إلى الحق، وكانت جهودك دائمًا موجهة نحو الشهرة، والكسب، والمكانة، فقد انطلقت بالفعل على طريق أضداد المسيح. هذه العاقبة سوف تتضح شيئًا فشيئًا، مثل حطام سفينة يرتفع إلى السطح. هذا أمر لا مفر منه. إن ما يفعله أضداد المسيح هو قيادة الناس، وجعلهم يقبلون سيطرتهم وتلاعبهم، بدلًا من قبول تدابير الله وترتيباته، أو الخضوع لسيادة الله. يريد أضداد المسيح كسب الناس، يريدون الاستحواذ عليهم، هدفهم هو السيطرة على كل شعب الله المختار والتحكم فيه بين أيديهم؛ إنهم تجار. ماذا يستخدم أضداد المسيح لتحقيق هدفهم في السيطرة على الناس؟ يستخدمون التعاليم الروحية التي يعبدها الناس، ويستخدمون نظريات خادعة، ويستغلون عقلية الناس الفاسدة في عبادة نظرية الثرثرة وتزيين الكلام لتضليل الناس. باختصار، كل ما يقولونه هو مجرد كلام وتعاليم، نظريات فارغة، أشياء خادعة ومخالفة للحق. إذا لم يفهم الناس الحق، فسوف يُضللون بالتأكيد؛ على الأقل، سوف يُضللون لبعض الوقت قبل أن يعودوا إلى رشدهم. وعندما يعودون إلى رشدهم، يشعرون بالندم الشديد حين ينكشف لهم وجه أضداد المسيح. فالناس الذين يتبعون أضداد المسيح فقدوا منذ زمن طويل عمل الروح القدس؛ ذلك لأنهم يعبدون أوثانًا في قلوبهم، ويتبعون الناس، وقد ازدراهم الله، ونحاهم جانبًا ليكشفهم. لذا فإن اتباع أضداد المسيح أمر خطير للغاية؛ إن الناس الذين يتبعون أضداد المسيح مثلهم مثل أضداد المسيح؛ يمقتهم الله بشدة. وما هو هدف الله من تنحية هؤلاء الناس جانبًا؟ هو انتظار أن يعود شعب الله المختار إلى رشده، ويتمكن من تمييز أضداد المسيح وكشفهم، ونبذهم تمامًا، وعندها ستكون قد حانت الأيام الأخيرة لأضداد المسيح. هل كل ما يفعله أضداد المسيح لا يضر بالناس؟ إنهم لا يسعون إلى الحق، ويحاولون تضليل شعب الله المختار والسيطرة عليه، ولا يسمحون للناس بالسعي إلى الحق، ولا يخضعون لعمل الله، ويحاولون تضليل شعب الله المختار ليتبعوهم؛ كل هذا يُظهر أن أضداد المسيح ليس لديهم قلب يتقي الله أو يخضع له ولا يحبون الحق، بل يفكرون في أي طريقة ممكنة لانتزاع المكانة والسلطة لأنفسهم لمعارضة الله والتنافس مع الله على شعبه المختار، وفي النهاية إنشاء مملكتهم الخاصة في معارضة الله؛ وكل هذا يُبين أن أضداد المسيح هم الأعداء الألداء لله المتجسد، وهدف الله هو تدميرهم. لا يوجد شيء خطير في إيمان الناس بالله أكثر من تضليلهم والسيطرة عليهم من قبل أضداد المسيح. إذا بدأ بالفعل الناس في اتباع أضداد المسيح، وإذا كانوا يدعمون أضداد المسيح تمامًا، فإنهم بذلك يكونوا قد خانوا الله وأصبحوا معارضين لله، وفي هذه الحالة تكون عاقبتهم محتومة.
هذا هو ما يجب أن نعقد شركة حوله بشكل أو بآخر، وهو كيف يعمل أضداد المسيح على إقصاء الأشخاص الذين يسعون إلى الحق ومهاجمتهم. هدفهم ومقصدهم من إقصاء ومهاجمة الأشخاص الذين يسعون إلى الحق، وموقفهم، والأساليب، والطرق التي يعاملون بها الأشخاص الذين يسعون إلى الحق، فضلًا عن مسارات العمل تجاه أضداد المسيح التي يجب أن يتبعها الأشخاص الذين يسعون إلى الحق؛ وقد عقدنا شركة محدودة عن كل من هذه الموضوعات، وإن لم يكن بشكل مستفيض بعد. وقد نعقد شركة في المستقبل حول أمور الحق في هذه المناطق حسبما تقتضيه ظروف محددة وحالات خاصة. عند عقد شركة حول هذا الموضوع تحديدًا، ما الموقف الذي يجب أن يتبناه من يستمعون إلى العظة؟ عليهم أن يركزوا ويهدؤوا أنفسهم أمام الله ولا يتشتتوا، لأن كل جانب من جوانب الحق له عبارات وتعريفات محددة، وكل منها له مضمون ومبادئ ممارسة محددة. علاوة على ذلك، سنتحدث من زوايا مختلفة وبطرق مختلفة عن أمور مفاهيمية تتضمن الحق داخل كل نطاق من النطاقات، بالإضافة إلى الحقائق التي يجب أن يفهمها الناس والطريق الذي يجب أن تتخذه ممارستهم. كل هذا يحتاج إلى عقد شركة عنه والتفكير فيه بعمق لكي يصبح واضحًا قبل أن يُثمر عن نتائج. ومن خلال شركتنا التفصيلية، نرى الآن أن مبادئ الحق التي ينطوي عليها أداء الفرد لواجبه ليست بهذه البساطة كما يظن الناس. إن فهم الحق يمثل صعوبة حقيقية لهؤلاء الذين لا يملكون القدرة على الاستيعاب. إن فهم الحق، مثل الالتحاق بالجامعة، ينطوي على درجة معينة من الصعوبة، ولكن لن يشعر المرء بالصعوبة إن كان يملك القدرة على الاستيعاب. ما دام بإمكان المرء استيعاب الحق بعد سماعه، فبطبيعة الحال سيكون لديه طريقًا لممارسته، وكلما تدرب على ممارسة الحق، اتسع طريقه في ممارسته، وسيكون لديه فهم أكثر دقة للمبادئ. ومن ناحية أخرى، إذا لم تستمع إلى شركة تفصيلية كهذه وكنت تفهم فقط الأمور العامة والمفاهيمية، فسوف تكون مقيدًا وعاجزًا عندما يتعلق الأمر بالممارسة. عندما تطلب مبادئ الحق، سيبدو لك أن كل الطرق التي تسلكها خاطئة، وستشعر بعدم القدرة على فهمها بدقة، مهما فعلت. ولكن الآن، مع مثل هذه التعريفات والتفصيلات المحددة، ومع تضييق النطاق و تعيين الحق، ستكون أكثر حرية عندما تبدأ مرة أخرى في ممارسة الحق، لأنه أصبح أكثر تحديدًا. على سبيل المثال، لنفترض أنني طلبت منك شراء كراسة. إذا أعطيتك فقط المتطلبات الأساسية مثل حجم الكراسة، وعدد أوراقها، وسعرها، فقد يتطلب الأمر منك بعض الجهد لفهم هذه المبادئ وتطبيقها عمليًا. ولكن إذا أخبرتك بأشياء مثل لون الكراسة، وحجمها، وعدد صفحاتها، وتنسيقها، وجودة الورق؛ فبعد معرفتك بهذه التفاصيل، ألن تكون المبادئ التي فهمتها محددة بشكل أكبر؟ وإذا كنت أكثر تحديدًا، فأعطيتك ورقة وطلبت منك شراء كراسة يكون ورقها بنفس الجودة، والسُمك، واللون، وحجم المربعات، والكمية، أو إذا أعطيتك حدود التفاوت لكل سمة من هذه السمات، فعندما تذهب لشرائها، ألن يتقلص نطاق الاختيارات؟ (بلى، سيتقلص). ألن تصبح المبادئ ذات الصلة أكثر تحديدًا وأسهل بالنسبة لك عندما تمارسها؟ هل سيساعدك هذا أم سيعيقك عندما يتعلق الأمر بممارستك؟ (سيساعد). في الواقع، ينبغي أن يساعد ذلك، بسبب شرح جوانب متنوعة من الحق بشكل أكثر تحديدًا وبتفصيل أكبر، وصولًا إلى تفاصيل كيفية التعامل مع أمور معينة، ومظاهر محددة، وتفاصيل كيفية الممارسة. لقد تم إخبارك بكل هذا بشكل كامل. فإذا ظللت غير قادر على الممارسة، فليس لديك إذًا القدرة على فهم الحق على الإطلاق.
إن قدرتكم الآن على استيعاب الحق هي أمر أساسي لمدى قدرتكم على اكتساب الحق ونيل التكميل. لقد وصلت الآن إلى تقسيم الحقائق المتعلقة بأداء الواجب على نحو يفي بالمعيار، إلى ستة أنواع، وفقًا للأشخاص الذين يقومون بكل واجب؛ وينقسم كل نوع من هذه الأنواع إلى فئات محددة، وداخل كل فئة أقسام فرعية للشركة التفصيلية. في حالتكم، هل يؤدي هذا النوع من الوعظ وعقد شركة عن مثل هذه الحقائق إلى أن تفهموا الحق بشكل أفضل ومنحكم المزيد من المبادئ التي يمكنكم من خلالها ممارسة الحق، أم أنه يَصعب معرفة المبادئ؟ (لدينا المزيد من المبادئ بسبب ذلك). يجب أن يقودكم هذا إلى فهم أكبر، وبناءً على ذلك، فإن عظتي التفصيلية يجب أن تكون مفيدة لكم. يجب أن تمنحكم مزيدًا من الوضوح، وليس مزيدًا من الارتباك. إن الأمر يتلخص فيما إذا كان الشخص يمتلك القدرة على فهم الحق أم لا. إذا كان الشخص يتمتع بمستوى قدرات جيد حقًا وكان لديه فهمًا روحيًا، فسوف يشعر بصفاء ذهن متزايد؛ وإذا كان الشخص لديه مستوى قدرات ضعيف ويفتقر إلى الفهم الروحي، فسوف يكون أقل قدرة على فهم الحق، وسوف يكون أكثر حيرة. قد يقول البعض: "كنت أشعر في السابق أنني أفهم قليلًا، ولكن الآن، كلما سمعت أكثر، ازدادت حيرتي، وكأن شيئًا لم يعد بداخلي بعد الآن. ما الذي يحدث؟" إذا كان الحديث عن دخول الحياة يتطرق إلى الكثير من التفاصيل، فمن الصعب على الناس أن يفهموه إذا كانوا يفتقرون إلى الخبرة وكانوا بمستوى قدرات ضعيف. كلما كان الحديث أكثر تفصيلًا، كان من الأرجح أن يتعثر أصحاب مستوى القدرات الضعيف. لماذا هم عرضة للتعثر؟ هناك حالات عديدة في هذا الأمر. إحدى هذه الحالات هو أن هؤلاء الناس يفتقرون إلى الفهم الروحي. هم لا يفهمون الحق؛ بمعنى أنهم لا يفهمون الحق أو حقيقة حالة معينة. إنهم لا يفهمون هذه الأمور. هذه الحالة هي عدم القدرة على فهم الحق. ثمة إجراء واحد أخير ينبغي اتخاذه مع هؤلاء الناس؛ وهو إخبارهم تحديدًا بما ينبغي عليهم فعله عندما يواجهون بعض الأمور، تمامًا مثل برمجة روبوت لتنفيذ الأوامر المطلوبة منه. يكفي أن نجعلهم يلتزمون بالأنظمة. قد تؤدي هذه الطريقة إلى نتائج مع هؤلاء الأشخاص؛ لا يوجد طريقة أخرى معهم. سأستخدم الآن هذا الإجراء الأخير، وأتحدث بأكبر قدر من التفصيل، وصولًا إلى أكثر الأمور تحديدًا؛ أدق الأمور التفصيلية الملموسة. يقول بعض الناس إنهم لا يزالون لا يفهمون، لذا سأستمر وأخبرهم على وجه التحديد كيف يتعاملون مع أي شيء يحدث لهم. سأجعلهم يلتزمون بالأنظمة؛ وهذا كل ما أستطيع فعله، لأنهم لا يملكون القدرة على فهم الحق. ليست أحوال الجميع متطابقة تمامًا، لكن الاختلافات طفيفة. إذا أردتم أن أتحدث معكم بشكل محدد وواضح عن كل واحد منهم، واحدًا تلو الآخر، فسيكون من الصعب عليّ أن أتحدث عنهم جميعًا، فهناك الكثير منكم لديه مستوى قدرات ضعيف. من الضروري لمن لديهم منكم فهم روحي والقدرة على استيعاب الحق للقيام بهذا الجزء من العمل. لقد أنجزت عملي كاملًا بالفعل. هذا كل ما يمكن فعله؛ لقد فعلت كل ما في وسعي. كل العمل الذي قام به الله وكل الكلمات التي تكلم بها الله في الجسد مفهومة وقابلة للاستيعاب بالنسبة إلى الشخص العادي. هذا آخر ما يمكن فعله مع الأشخاص الذين لديهم فكر الإنسانية الطبيعية وردود أفعالها. يسأل البعض: "ألا يصنع الله المعجزات؟" الله لا يصنع المعجزات؛ كل هذه الأشياء ينبغي أن تتم بطريقة حقيقية وعملية. الأمر يشبه عمل الله على ثلاث مراحل: يبدأ بإعلان القوانين للبشرية لقيادتهم في حياتهم، ثم إلى الصلب وعمل الفداء، ومن ثم إلى الأيام الأخيرة، بحيث يعبر تجسد الله عن كل الحقائق التي تخلص البشرية؛ كل مرحلة تتم بطريقة حقيقية وعملية، يتكلم ويعمل وجهًا لوجه مع الإنسان. لا يوجد معجزات في ذلك. إن أعظم معجزة هي أن الله نفسه يتكلم ويعمل شخصيًا، ومهما كانت الأساليب التي يستخدمها، فإنه سيُكمل في النهاية مجموعة من الناس ويربحهم. سوف يتحقق هذا بالتأكيد؛ إنها فقط مسألة وقت. هذه هي أعظم الآيات والعجائب، ولن يستخدم الله أي طريقة خارقة أخرى ليعمل الحق في قلب الإنسان. والآن بعد عقد الشركة عن هذه الحقائق بهذا التفصيل، فإذا كانت لديك القدرة على الفهم وكنت شخصًا يسعى إلى الحق بالفعل، إذًا، إذا أوليت الأمر اهتمامًا جادًا حقًا وبذلت القليل من الجهد، فسيكون من المستحيل بالنسبة لك عدم فهم الحق أو مبادئ الممارسة. يقول البعض إنهم يحبون الحق، ولكن بعد سماعهم للعظات لسنوات عديدة، لماذا يظل لديهم عدم فهم؟ هناك احتمالان. الأول هو أنهم يفتقرون إلى أي فهم روحي على الإطلاق، وغير قادرين على فهم الحق؛ والثاني هو أنهم لا يحبون الحق في الواقع، ولم يبذلوا أي جهد في السعي إليه. هذان هم السببان المحتملان. يقول البعض الآخر إنهم لا يفهمون الحق لأنهم لم يكونوا مؤمنين بالله لفترة طويلة، ولم يسمعوا الكثير من العظات، ولا يملكون الكثير من الاختبار. هذا أيضًا سبب آخر. لكن إذا كنت شخصًا يحب الحق بالفعل، فمع مرور سنوات إيمانك بالله، سيزداد فهمك للحق، وسوف تنمو قامتك الروحية.
عند عقد شركة عن أي جانب من جوانب الحق، يتطلب الأمر أكثر من مجرد بضع كلمات لتوضيحه بشكل كامل، بطريقة تمكن من معالجة المشكلات. بالنسبة للناس في أيامنا هذه، فالعموميات ليست سوى تعليم ونظرية. فكيف أستطيع إذًا أن أجعل الناس يفهمون وأجعلهم قادرين، عند قبولهم لشيء ما، على تحويله إلى مبادئ لممارساتهم؟ لا بد أن أتحدث بمزيد من التحديد والتفصيل. بغض النظر عما إذا كنت أروي قصة، أو أعقد شركة عن الحق، أو أتحدث عن الممارسة، فيجب أن يكون حديثي، في المجمل، أكثر تفصيلًا وتحديدًا. إن الخطاب المحدد مفيد لكم. لذا، يجب أن أبذل جهدًا ذهنيًا دائمًا لأخرج لكم قصصًا وأمثلة، حتى تفهموا بشكل أكثر قليلًا. إنني أجسد كل هذه الحقائق في حدث تلو الآخر، وأضم الحقائق التي أعقد شركة عنها مع كل حدث أرويه، حتى يكون لديكم صورة في أذهانكم تقارنون بها أنفسكم لتروا ما إذا كنتم قد تصرفتم بهذه الطريقة من قبل، أو ستتصرفون مثل هذا الشخص، أو فكرتم بهذه الطريقة من قبل، أو تعرضتم لمثل هذه الحالة من قبل. بينما تستمعون إلى هذه الحقائق، أقدمها لكم بحيث يكون لديكم تصور لها بشكل مستمر، وكأنكم منغمسين فيها. هذا هو السبب الذي يجعلني أروي القصص وأعطي الأمثلة. هناك البعض ممن يفقدون صبرهم بمجرد سماعهم بداية قصة ما. "قصة أخرى؟ ماذا أكون، طفل في الثالثة من العمر؟" قد لا تكون صغيرًا في السن، ولكن على طريق الإيمان بالله والسعي إلى الحق، قد تكون أصغر حتى من ثلاث سنوات؛ هذه هي حقيقة الأمر. لذا، معاملتي لكم كأطفال لم يتجاوزوا الثالثة من العمر ليست إهانة لكم، وليس أمرًا مبالغًا فيه على الإطلاق؛ حيث أراه من وجهة نظري مبالغة في تقديركم. عندما يسمع طفل في الثالثة من عمره شخصًا بالغًا يقول إن المقص حاد ولا يجوز لمسه، فسوف يتذكر هذا القول باعتباره مبدأ. لن يلمسه ولن يلمس حتى الأدوات أو الشفرات التي تشبهه. إنه يعرف أن جميعها حادة؛ ويعلم أنه يجب عليه إتقان هذا المبدأ. إذًا، هل يمكن للناس أن يجدوا مبادئ في شيء اختبروه عدة مرات متتالية في ممارستهم؟ أي هل يمكنك أن تفهم مقاصد الله من وراء أفعاله، ومتطلباته منك، ومعاييره المطلوبة في أمر ما؟ وفقًا لذكاء الشخص العادي، يجب أن تكون قادرًا على فهم هذه الأشياء. إذًا، ما هي الظروف التي لا يفهمها الناس في ذلك، أيًا كان ما أقوله؟ السبب الرئيسي وراء حدوث ذلك هو، أولًا، يتعلق بالبيئة الصاخبة التي يعيش فيها الناس، مع الكثير من الأمور التافهة والمرهقة التي يتعين عليهم التعامل معها، مما يجعل الناس غير ميالين إلى قراءة كلمة الله مصلين بعناية؛ فهم لا يولون أي جهد إلى الحق. هذا جانب واحد من السبب؛ والجانب الآخر هو أن عطش الناس للحق وحبهم له ضئيل للغاية، بحيث لو كانت العشر درجات مثالية، فإن درجة حبكم الحالي للحق ستكون ثلاثة أو خمسة على الأكثر. إذًا، فالجزء الأكبر من السبب في أن الناس لا يفهمون الحق ولم يكتسبوه في النهاية، هو أنهم لم يبذلوا الجهد في سبيله، وأيضًا لم يقوموا بالأمر بحماس، وفي داخل قلوبهم، لا يحبون الحق كثيرًا. إن درجة حب الناس للحق غير كافية. إنه مجرد قدر ضئيل من الاهتمام؛ ولا يرقى إلى مستوى الحب. ذلك لأن الناس عانوا من العديد من النكسات والآلام في العالم لدرجة أنهم لم يتمكنوا من الاستمرار في الحياة، ولأنهم رأوا الله يعمل على خلاص الناس ويعقد شركة عن الحق كل يوم، ورأوا الوفرة من كل شيء يزود به الإنسان، حتى شعروا أن الله هو الصالح، وأصبحوا على استعداد لقراءة كلماته والسعي نحو الحق. هذا هو القدر القليل من الاهتمام الذي لديهم. بماذا تنشغل قلوب الناس معظم الوقت؟ إنهم غارقون في العديد من الأمور التافهة، مشغولين بكل القضايا المتعلقة بالعلاقات العاطفية، والعلاقات الشخصية، والمكانة والتفاخر الزائف، واتجاهات المجتمع. بل إن البعض منهم يخصص جزءًا أكبر من وقته وطاقته للطعام، والملابس، والأزياء، والمتع الجسدية. إنهم يضيعون أوقاتهم الثمينة للغاية في هذه الأشياء، ويمجدونها: "أنا أبذل نفسي من أجل الله!" وفي نهاية المطاف، ينظرون إلى الوراء ويرون أن الله قال الكثير من الكلمات وعمل لفترة طويلة، ومع ذلك لم يربحوا الحق. ليس هذا لأن الله لم يمنحهم ذلك الحق، بل لأنهم لم يقبلوا الحق بقلوبهم، أو لم يبذلوا الجهد في سبيله، على الرغم من أنهم رأوا الله يعبر عن الكثير منه. وذلك ما جعلهم لا يكتسبون الحق والحياة في سنوات إيمانهم الطويلة بالله، ويتعرضون للاستبعاد في نهاية المطاف.
22 يناير 2019
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.