ترنيمة مسيحية – يجب على الناس أن يفهموا المعنى والقيمة في أنهم أحياء (فيديو موسيقي)

2025 يونيو 26

1

نظرًا لسيادة الخالق وتعيينه المسبق، فإن نفسًا وحيدة بدأت بلا أي شيء تمامًا تكتسب والدين وعائلة، والفرصة في أن تصبح من أفراد الجنس البشريّ، والفرصة في اختبار الحياة البشريّة والترحال عبر العالم الإنساني، كما تكسب أيضًا فرصة اختبار سيادة الخالق والتوصل إلى معرفة عجائب خليقة الخالق، وعلاوةً على ذلك، تكسب الفرصة في التوصل إلى معرفة سلطان الخالق والتسليم لسلطانه. لكن معظم الناس لا ينتهزون حقًا هذه الفرصة النادرة العابرة. يستنفد الناس طاقة عمرهم بأكملها في الصراع ضد القدر، ويقضون حياتهم بأكملها منهمكين في السعي لإعالة أسرهم ويهرعون ذهابًا وإيابًا من أجل الجاه والربح.

2

الأشياء التي يُقدّرها الناس هي المحبة العائلية والمال والشهرة والربح، وهم يعتبرون أنها الأشياء الأكثر قيمةً في الحياة. يشتكي جميع الناس من سوء أقدارهم، ورغم ذلك يتجنبون التفكير في القضايا التي هي أكثر ما يتعين عليهم فهمه واستكشافه: السبب في أن الإنسان حي، والكيفية التي يجب أن يعيش بها، وقيمة الحياة ومعناها. إنهم يقضون حيواتهم بأكملها، مهما طالت، وهم يهرعون فقط طلبًا للشهرة والربح، إلى أن ينقضي شبابهم، ويشيب شعرهم ويتجعّد جلدهم، حتى يدركوا أن الشهرة والربح لا يمكنهما منعهم من الشيخوخة، وأن المال لا يمكنه ملء فراغ قلوبهم، وحتى يفهموا أنه لا أحد بوسعه أن يفلت من نواميس الميلاد والشيخوخة والمرض والموت، وأن أحدًا لا يمكنه تجنُّب ترتيبات القدر.

3

عندما يوشك الناس على توديع العالم يتوصلون تدريجيًا إلى إدراك أن كل شيءٍ في العالم ينجرف بعيدًا، وأنه لم تعد لديهم القوة على التمسّك بأي شيء كان لهم في الأصل، وحينئذ يشعرون حقًّا أنهم في نهاية المطاف أشبه بمولود رضيعٍ باكٍ ما يزال لا يملك أي شيء مطلقًا. يضطرّ الناس في تلك اللحظة إلى أن يبدؤوا في التأمل فيما فعلوه في حياتهم، وفي قيمة كونهم أحياء ومعناه وسبب مجيء الناس إلى العالم. وتحديدًا في هذه اللحظة يرغبون بشكلٍ متزايد في معرفة ما إذا كانت هناك بالفعل حياةٌ آخرة وما إذا كانت السماء موجودة فعلًا، وما إذا كان هناك جزاء بالفعل...

4

فقط عندما يكون ثمة شخص قد وصل إلى هذه النقطة بالفعل، فإنه يدرك أنه عندما يدخل الإنسان إلى هذا العالم يجب أن يفهم أولًا من أين يأتي البشر، ولماذا البشر أحياء، ومن له السيادة على قدر الإنسان، ومن يعول الوجود الإنسانيّ ويملك السيادة عليه؛ هذا الفهم هو رأس المال الذي يعيش به المرء، والأساس الجوهري لبقائه على قيد الحياة. على الرغم من أن مهارات البقاء المختلفة التي يقضي الناس حياتهم في إتقانها تمكنهم من امتلاك وفرةٍ من وسائل الراحة الماديّة، فإنها لا تجلب أبدًا تعزية حقيقية واستقرارًا إلى قلوبهم. بدلًا من ذلك، فإنها تجعل الناس يفقدون اتجاههم باستمرارٍ ويجدون صعوبة في التحكّم في أنفسهم، ويُضيّعون فرصة تلو الفرصة لتعلّم معنى الحياة، وهي تثير لدى الناس مشاكل خفية حول كيفية مواجهة الموت بشكل صحيح؛ بهذه الطريقة تتهدّم حياة الناس.

من الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (3)

عرض المزيد

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

مشاركة

إلغاء الأمر