كلمات الله اليومية: الدخول إلى الحياة | اقتباس 494

2020 سبتمبر 9

تأتي المحبة الحقيقية لله من أعماق القلب؛ إنها محبةٌ موجودة فقط على أساس معرفة الإنسان بالله. عندما يتحول قلب شخص ما تمامًا نحو الله، تكون عنده محبة لله، ولكن هذه المحبة ليست بالضرورة نقيةً وليست بالضرورة كاملةً. هذا لأنه لا تزال هناك مسافة معينة بين قلب شخص اتجه تمامًا نحو الله وأن يكون لدى هذا الشخص فهم حقيقي لله وعشق حقيقي له. والطريقة التي يحقق بها الإنسان المحبة الحقيقية لله ويعرف شخصية الله هي التوجه بقلبه نحو الله. عندما يعطي الإنسان قلبه الحقيقي إلى الله، يبدأ بعد ذلك في الدخول في خبرة الحياة، وبهذه الطريقة تبدأ شخصيته في التغير، وتنمو محبته لله تدريجيًا، وتزداد معرفته بالله تدريجيًا أيضًا. لذا، فإن توجه قلب الإنسان إلى الله هو المطلب الأساسي للوصول إلى الطريق الصحيح لخبرة الحياة. عندما يضع الناس قلوبهم أمام الله، فإنهم لا يملكون إلا قلبًا يشتاق له ولكن ليست فيه محبة له، لأنهم لا يملكون فهمًا عنه. على الرغم من أن لديهم في هذه الحالة بعض المحبة له، فهي ليست محبة عفوية وليست حقيقية. هذا لأن أي شيء يأتي من جسد الإنسان هو ناتج عن عاطفة ولا ينبع من فهم حقيقي. إنها مجرد لحظة مؤقتة ولا يمكن أن ينتج عنها عشق يدوم طويلًا. عندما لا يكون لدى الناس فهم لله، فإنهم يستطيعون أن يحبوه فقط بناءً على تفضيلاتهم ومفاهيمهم الفردية؛ ولا يمكن أن يُسمى هذا النوع من المحبة محبةً عفويةً، ولا يمكن أن تُسمى محبة حقيقية. قد يتجه قلب إنسان ما توجهًا حقيقيًا إلى الله، ويكون قادرًا على التفكير في مصالح الله في كل شيء، ولكن إذا لم يكن لديه فهم لله، فلن يكون قادرًا على التمتع بمحبة تلقائية حقيقية. كل ما سيستطيع القيام به هو القيام ببعض المهام للكنيسة أو أداء بعض الواجبات، ولكنه سيفعل ذلك دون أساس. يصعب تغيير شخصية هذا النوع من الأشخاص؛ فأشخاصٌ كهؤلاء إما أنهم لا يسعون إلى الحق أو لا يفهمونه. حتى إذا اتجه الشخص بقلبه كاملًا نحو الله، فإن هذا لا يعني أن قلبه المحب لله نقي تمامًا، لأن أولئك الذين يملأ الله قلوبهم لا يمتلكون بالضرورة محبة لله في قلوبهم. يتعلق هذا بالتمييز بين شخص يسعى أو لا يسعى لفهم الله. بمجرد أن يفهم الشخص الله، فإنه يدل على أن قلبه قد اتجه بالكامل نحو الله، ويدل على أن حبه الحقيقي لله في قلبه هو حب عفوي. فقط أشخاص من هذا النوع يوجد الله في قلوبهم. إن اتجاه قلب المرء نحو الله هو شرط أساسي لوصوله إلى الطريق الصحيح، ولفهم الله، وللوصول إلى محبة الله. إنها ليست علامة على إكمال واجب المرء في محبة الله، ولا هي علامة على وجود محبة حقيقية له. إن السبيل الوحيد أمام الشخص للوصول إلى محبة حقيقية لله هو أن يتجه بقلبه نحوه، وهو أيضًا أول ما يجب أن يفعله المرء كواحد من خلائقه. أولئك الذين يحبون الله هم جميعًا أناس يبحثون عن الحياة، أي أنهم أشخاص يسعون إلى الحق ويريدون الله حقًا؛ إذ لديهم جميعًا استنارة الروح القدس وقد تحركوا بواسطته، وجميعهم قادرون على الحصول على إرشاد الله.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. المحبة الحقيقية لله محبةٌ عفويةٌ

عرض المزيد

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

اترك رد

مشاركة

إلغاء الأمر