لماذا لم أجرؤ على الانفتاح

2022 نوفمبر 8

في منتصف مايو من العام الفائت، طلبت مني قائدتنا تشين لان، كتابة تقييم عن الأخت لو. قالت إن الأخت لو متغطرسة، ومُغْتَرَّة بنفسها وكانت تُصدر دائمًا أحكامًا على القادة والعمّال. لم تكن الشخص المناسب. كان تقييم القائدة للأخت لو مختلفًا عن تقييمي. وحينما تفاعلتُ مع الأخت لو في الماضي، لم تكن كما قالت عنها القائدة. لكن ساورني القلق إنْ قلتُ الحقّ، ستقول القائدة إنني أفتقر للتمييز وستأخذ عني انطباعًا سيئًا. ثم قد لا تُكلِّفني بمشاريع مهمة في المستقبل. لذا خضعتُ لإرادة القائدة، وسايرتها في تقييمها، وقلتُ إن الأخت لو كانت تحكم على الآخرين تعسُّفيًّا. بعد فترة وجيزةٍ، استُبدِلتْ الأخت لو. لاحقًا، اكتشفت أن الأخت لو قد أبلغت عن تشين لان لفشلها في القيام بعمل فعليّ ولكونها قائدة زائفة. لذا قامت تشين لان بقَمْعها ومعاقبتها، زاعمة أنها أصدرت حُكْمًا على القادة والعمّال. بعدئذ، كُشِفَتْ تشين لان كقائدة زائفة واستُبدِلَتْ. بعد سماعي بهذا، عاودت التفكير في سلوكي في كتابة التقييم وتملّكني شعور بالندم. عند قراءتي لكلمة الله والتفكّر في نفسي، أدركتُ أنني كنت على استعداد للكذب والمضيّ قُدُمًا في إدانة الأخت لو لأخلِّف انطباعًا جيدًا لدى القائدة. كنت حقًّا أفتقر إلى الإنسانية. كلما تفّكرت، شعرتُ بالاشمئزاز من نفسي وكرهتها. فكّرتُ في كتابة مقال عن تجربتي في الفشل لمشاركتها مع الإخوة والأخوات كتحذير للجميع. لكن كان لدي مخاوفي. فكّرتُ: "إذا دوّنتُ كل دوافعي الخاطئة مع التقييم وسلوكياتي الفاسدة، فماذا سيظنّ بي الإخوة والأخوات؟ إذا نظروا لي باحتقار وازْدَروني، فستنخفض سُمْعتي إلى العَدَم، كما سأشعر بالخِزي الشديد لأظِهر وجهي أمامهم مجددًا". فكّرتُ أيضًا كيف كنتُ قريبة للغاية من الأخت لو وكثيرًا ما تثق بي إذا كانت تواجهها مشاكل. ماذا ستظن إذا اكتشفت أنني قيَّمتُها بهذه الطريقة على أنها شخصية فاسدة؟ هل سيخيب أملها بي وتقطع اتصالها؟ إذا اكتشفت القيادة العليا الأمر، فهل سيقولون إن لديّ شخصية سيئة ويُكلِّفونني بواجب مختلف؟ عند التفكير في كل هذا، انتابني شعور مُريع. لقد ارتكبتُ شيئًا مخزيًّا حقًّا وكان من الصعب التحدث بشأنه. لم تكن بي رغبة في مواجهة ما فعلته، وأردتُ المُضيّ قُدُمًا فحسب. لم أرغب في الكتابة بشأن ذلك.

بعدئذ، بدأت أفكِّر مليًّا في المسألة. لماذا لم أكن على استعدادٍ لذكر تجربة فشلي؟ لماذا لم أكن على استعدادٍ للانفتاح والكشف عن نفسي؟ لماذا خضعتُ لقيود الشخصية الفاسدة؟ ذات يومٍ، بينما أشاهد مقطع فيديو عن شهادة اختبار، رأيتُ مقطعًا من كلام الله: "بغض النظر عن السياق، ومهما يكن الواجب الذي يؤديه ضدُّ المسيح، فسيحاول أن يعطي انطباعًا بأنه ليس ضعيفًا، وأنه دائمًا قوي، ومملوء بالثقة، وليس سلبيًا أبدًا. إنه لا يكشف أبدًا عن قامته الحقيقية أو موقفه الحقيقي تجاه الله. هل يعتقد حقًا في صميم قلبه أنه لا يوجد شيء لا يمكنه عمله؟ هل يعتقد حقًا أنه بلا ضعف أو سلبية أو فيض من الفساد؟ بالطبع لا. إنه يجيد التظاهر، وبارع في إخفاء الأشياء. يحب إظهار جانبه القوي والمشرِّف للناس؛ ولا يريدهم أن يروا الجانب الضعيف والحقيقي منه. هدفه واضح: إنه، بكل بساطة، الحفاظ على ماء وجهه، لحماية المكانة التي يحتلها في قلوب الناس. يعتقد ضد المسيح أنه إذا كشف أمام الآخرين سلبيته وضعفه، وإذا أعلن عن الجانب المتمرد والفاسد منه، فسيمثّل ذلك ضررًا جسيمًا لمكانته وسمعته؛ أي متاعب أكبر مما يستحقه الأمر. لذلك يفضِّل الاحتفاظ بضعفه وتمرده وسلبيته لنفسه حصرًا. وإذا حدث فعلًا أن جاء يوم رأى فيه الجميع الجانب الضعيف والمتمرد منه، عندما يرون أنه فاسد، وأنه لم يتغير مطلقًا، فسوف يستمر مع ذلك في التظاهر؛ إذ يعتقد أنه إذا اعترف بأن لديه شخصية فاسدة، وبأنه شخص عادي، شخص صغير وغير مهم، فسيفقد مكانته في قلوب الناس، وسيخسر احترام الجميع وتوقيرهم، وبذلك سيكون قد فشل تمامًا. وهكذا، مهما حدث، لن يكون منفتحًا ببساطة على الناس. ومهما حدث، فلن يعطي سلطته ومكانته لأي شخص آخر؛ بل يحاول المنافسة بكل ما أوتى من قوة، ولن يستسلم أبدًا" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع: لا يُؤدِّون واجبهم سوى لتمييز أنفسهم ولإرضاء مصالحهم وطموحاتهم؛ فهم لا يراعون أبدًا مصالح بيت الله، بل يبيعون حتَّى تلك المصالح مقابل المجد الشخصيّ (الجزء العاشر)). من كلام الله، تعلّمتُ أن أضداد المسيح بارعون في التصنُّع. هم لا يريدون أن يرى أحدًا جانبهم المظلم، ولا ينفتحون على فسادهم وتمرّدهم. ولطالما يتجنّبون التحدث عن إخفاقاتهم وأخطائهم. ويُظهِرون دائمًا للناس الجوانب الإيجابية والعنيدة والمثيرة للإعجاب في شخصيتهم ليحظوا باحترام الناس ومكان في قلوبهم. لقد أدركتُ أن سلوكي لا يختلف عن سلوك ضد المسيح. لقد أتيتُ للتعرّف على شخصيتي الفاسدة في مسايرتي للقائدة الزائفة في إدانة الأخت لو، لكنني لم أكن على استعدادٍ للانفتاح على الجميع، لأن هذه كانت تجربة فشل. إنْ جعلتُ دوافعي وفسادي علنية أثناء تلك الفترة، فسيرى الجميع كيف افتقرت للتمييز واستسلمتُ بسهولة، وكيف أدنتُ إنسانة بالغطرسة، والاغترار بالنفس وجعلتها عُرْضة للحُكْم التعسفيّ، والتي كانت في الواقع، مجرد شخص أبلغ وكشف عن قائدة زائفة، وكيف افتريتُ كذبًا على إنسانة صالحة بأنها سيئة، وعجزتُ عن التمييز بين الصواب والخطأ. كنتُ أخشى أن يحتقرني الجميع ويَزْدَروني ولربما أفقد حتى واجبي. رأيتُ كم قدّرتُ سُمْعتي ومكانتي على ممارسة الحق وكوني صادقة. لم أحب الحقّ أو الأمور الإيجابية ببساطة. بالأحْرَى، أحببتُ السُّمْعة، والمكانة والتصنُّع، تمامًا مثل ضد المسيح. كنتُ إنسانة غادِرة.

لاحقًا، صادفت مقطعين آخرين من كلام الله: "الجميع يخطئون. فكلّ شخصٍ لديه أخطاء وعيوب. وفي الواقع، كلّ شخصٍ لديه الشخصيَّة الفاسدة نفسها. فلا تظنَّ نفسك أكثر نبلًا وكمالًا وطيبةً من الآخرين؛ فهذا أمرٌ غير معقولٍ على الإطلاق. بمُجرَّد أن تتَّضح لك شخصيَّات الناس الفاسدة، وجوهر فساد الإنسان ووجهه الحقيقيّ، لن تحاول التستُّر على أخطائك، ولن تمارس الضغوط على الآخرين عندما يرتكبون خطأً، ولكنك ستواجه كليهما بشكلٍ صحيح. وعندئذٍ ستكون ثاقب البصيرة ولن تفعل أشياء غبيَّة، وهذا ما سيجعلك شخصًا حكيمًا. أما أولئك الذين ليسوا حكماء فهم أناسٌ حمقى، ودائمًا ما يركزون على أخطائهم الصغيرة بينما يتستَّرون من وراء الكواليس، فرؤيتهم تثير الاشمئزاز" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. المبادئ التي يجب أن يتحلّى بها المرء في تصرفه). "أي شخصية تلك عندما يضع الناس قناعًا، ويبيضون وجوههم دائمًا، ويتظاهرون دائمًا حتى ينظر إليهم الآخرون بإجلال، ولا يمكنهم رؤية عيوبهم أو أوجه قصورهم، عندما يحاولون دائمًا تقديم أفضل جانب لديهم للناس؟ هذه غطرسة، وتزييف، ومرائية، إنها شخصية الشيطان، وهي شيء شرير. خذ أعضاء النظام الحاكم الشيطاني على سبيل المثال: بغض النظر عن مقدار الصراع أو العداء أو القتل وراء الكواليس، لا يُسمح لأحد بالإبلاغ عن ذلك أو فضحه. إنهم يخشون أن يرى الناس وجههم الشيطاني، ويفعلون كل ما في وسعهم للتستُّر عليه. في العلن، يبذلون قصارى جهدهم لتبييض وجوههم، قائلين كم يحبِون الشعب، وكم هم رائعون ومجيدون ويسلكون باستقامة. هذه هي طبيعة الشيطان. السمة البارزة لطبيعة الشيطان هي المَكر والخداع. وما الهدف من هذا المَكر والخداع؟ الهدف خداع الناس بمظهره الكاذب، ومنعهم من رؤية جوهره وحقيقته، وبالتالي تحقيق هدفه، أي إطالة أمد حكمه. قد يفتقر الأشخاص العاديون إلى مثل هذا النفوذ والمكانة، لكنهم يرغبون أيضًا في أن يكون رأي الآخرين فيهم جيد، وأن يُحسنوا تقديرهم، ويمنحوهم مكانة عالية في قلوبهم. هذه هي الشخصية الفاسدة، وإذا لم يفهم الناس الحق فلن يكونوا قادرين على التعرّف عليها" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. المبادئ التي يجب أن يتحلّى بها المرء في تصرفه). من كلام الله، أدركتُ أنه ما من أحد مِثاليّ، جميعنا لديه نقائص، وبوسعنا ارتكاب أخطاء، وإظهار شخصياتنا الفاسدة. والذين يحظون حقًّا بإنسانية وعقلانية بإمكانهم التصدّي كما ينبغي لنقائصهم ومشاكلهم. وبعد ارتكاب الخطأ، بوسعهم مواجهة أخطائهم والسعي للحقّ للتخلّص من فسادهم. أما أولئك الذين يعجزون عن التصّدي لمشاكلهم، ويعترفون بأخطائهم بعد ارتكاب الأخطاء ويخونون فسادهم ويتصنّعون دائمًا، ويُظهِرون الجوانب التي لا تشوبها شائبة فحسب من شخصيتهم، فهم مخادعون وغادرون خاصةً. لقد أفسدني الشيطان بشدّةٍ وابْتُليِتُ بكل أنواع الشخصيات الفاسدة. وإنه لمن الطبيعي تجربة الانحرافات وإظهار الفساد في مسار العمل. حتى ولو لم أنفتح، ستظلّ تلك الشخصيات الفاسدة مخفيّة بداخلي، إذًا ألن أظلّ إنسانة فاسدة؟ عندما أجريت تقييمي للأخت لو، اتبعتُ قائدة زائفة في حُكْم وإدانة الأخت لو للحفاظ على صورتي في عينيّ القائدة. لم يكن هناك إنكار لهذا. إذا كنتُ شخصًا ذو إنسانية وعقلانية، كنتُ سأتصدّى لهذه المشكلة، وأكشف كيف أظهرتُ الفساد، وكيف اختبرت أن كلام الله كشفني وأدانني، وسأناقش ما تعلّمته عن شخصيتي الفاسدة. وسأنفتح على كل هذا للآخرين، ليتمكن الجميع من رؤيتي على حقيقتي، لكنني سأضع دائمًا واجهة زائفة بعد إظهار الفساد، أملاً في حماية سُمْعتي وصورتي في قلوب الآخرين. كم كنتُ مُخزِية ومثيرة للاشمئزاز! لطالما ظننتُ أن الفساد الذي كشفتُ عنه كان مجرد مشكلة صغيرة، وشيء كان شائعًا بين العديد من الناس وشخصية فاسدة أكثر وضوحًا، ثم حتى لو انفتحتُ، فعلى الأرجح لن يضرُّ ذلك بسُمْعتي كثيرًا، لأتمكّن من الكشف عن نفسي أمام الناس. لكن هذه المرة، سايرتُ قائدة زائفة في إدانة أحدهم. كان هذا تعديًّا خطيرًا ولم يكن من السهل التطرُّق إليه. سيُظهِر للناس أن لديّ شخصية سيئة وأنني كنتُ بلا كرامةٍ، وألحِقُ ضررًا جسيمًا بسُمْعتي. لذلك لم أكن على استعداد للانفتاح ولطالما حاولت خداع الناس بالتصنُّع. كنتُ غادِرة حقًّا! حينها فقط أدركتُ أن إحجامي عن الانفتاح على فسادي لم يكن علامة على غروري وكبريائي فحسب، بل أظْهَرَتْ أيضًا شخصياتي الشيطانية الغادِرة الداخلية والشريرة.

بعدئذ، واصلتُ التفكّر في هذه المشكلة وقرأتُ هذا المقطع من كلام الله: "عندما يحدث شيء ما، قد لا يجهر الشخص برأيه أو يعبر عنه قليلًا، بل يبقى صامتًا بشكل دائم. لا يعني هذا أن ذلك الشخص منطقي، بل على العكس يدل ذلك على أنه يتقن التمويه تمامًا، وأنه يخفي الأشياء، وأنه عميق الدهاء. إن لم تتصارح مع أي شخص آخر، فهل يمكنك أن تتصارح مع الله؟ وإذا لم تكن صادقًا، حتى مع الله، ولا يمكنك مصارحته،، فهل يمكنك إذن أن تهب قلبك له؟ بالتأكيد لا. لا يمكنك أن تكون على قلب واحد مع الله، بل تنأى بقلبك عن قلبه. هل تقدرون على المصارَحة وقول ما في قلوبكم حقًا عند الشركة مع الآخرين؟ إذا كان شخص ما يقول دائمًا ما في قلبه حقًا، وإن كان لا يَكذِب أو يُبالِغ أبدًا، وإذا كان أمينًا، ولم يكن مُهمِلًا أو روتينيًا على الإطلاق أثناء أداء واجبه، وإذا كان بإمكانه ممارسة الحقَّ الذي يفهمه، فإنَّ هذا الشخص لديه رجاءٌ في ربحِ الحقِّ. إذا كان الشخص دائمًا ما يتكتَّم ولا يُظهر ما يُضمِر، كيلا يتمكَّن أحدٌ من فهمه بوضوح، وإذا كان يعطي انطباعًا خاطئًا لخداع الآخرين، فعندئذٍ يكون في خطر مُحدق، ويكون في متاعب كثيرة، وسيكون من الصعوبة عليه بمكان أن يربح الحق. يمكنك أن ترى من الحياة اليومية لشخص ما وكلامه وأفعاله ماهية آفاقه. إذا كان هذا الشخص دائم التظاهر، ودائم التباهي، فهذا الشخص ليس إنسانًا يقبل الحقَّ، وسيُكشَف ويُطرَد عاجلًا أم آجلًا" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. يستطيع المرء كسب الحق بوهب قلبه لله). كان لكلام الله تأثيرًا قويًّا عليَّ. لقد كشف كيف أن أولئك الذين يضعون واجهة زائفة يعجزون عن مواجهة مشاكلهم، فلا ينفتحون عندما يرتكبون أخطاء، ويتستَّرون دائمًا على أخطائهم بخداع الآخرين. إنّ قلوبهم مغلقة أمام الله ولا يستطيع الله رؤية قلوبهم. أمثال هؤلاء الناس أشرار خاصةً، وهم غادرون تمامًا. إنّ الله يحب الصادقين ويَمْقتُ الغادرين. يُكشَفُ ويُستَبْعَدُ الغادرون جميعًا في نهاية المطاف. اعتدتُ التفكير أن وضع واجهة زائفة كان مجرد علامة على السُّمْعة المُبتَغاة والمكانة، ولا يعني أن أحدهم كان مثل فاعل الشر أو ضد المسيح الذي يرتكب أفعالاً شريرة، ويعرقل عمل الكنيسة ويؤذي الآخرين. لم أكن أظن أنه سيؤدي إلى استبعادي. لكنني أدركتُ من كلام الله، أن هذه كانت كلها مجرد مفاهيمي وتصوُّراتي وكان لدي صورة مشوّهة للأمور. لقد تجاهلتُ ضميري في إدانة الأخت لو مع القائدة الزائفة، وتحريض فاعلة الشر. كان الله بالفعل مُدركًا تمامًا بتَعَدِّي، لكنني لم أكن على استعدادٍ للتطرُّق للأمر بعد الواقعة، وحاولتُ مواصلة التظاهر لنَيْل إعجاب الآخرين. وهذا كشف عن عدم حُبّي للحقّ وأنني لم أتُبْ حقًّا. لم أمارس الحقّ وحتى تعاملتُ بالغدر والخداع، ماذا سيمنع الله من أن يمقتني؟ إذا واصلت على هذا المنوال، سأُكْشَف وأُستبْعَد بالتأكيد. من خلال التفكّر، رأيتُ كيف أن الفشل في ممارسة الصدق وعدم الانفتاح لهما عواقب وخيمة. شعرت بالذعر الشديد لذا عملتُ بعُجَالةٍ لتغيير الأمور.

لاحقًا، صادفتُ مقطعًا من كلام الله: "يجب أن تكون قادرًا على التأمل في نفسك ومعرفتها. يجب أن تكون لديك الشجاعة للمصارحة وكشف نفسك بحضور الإخوة والأخوات، ومشاركتهم حالتك الحقيقية. فإذا لم تجرؤ على كشف نفسك وتحليل شخصيتك الفاسدة، أو الاعتراف بأخطائك، فأنت لست إذن بساعٍ إلى الحق، فضلًا عن أن تكون شخصًا عارفًا بنفسه" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. أكثر ممارسة جوهرية يمارسها الشخص الأمين). "بغضّ النظر عمّا يؤديه الناس من واجب أو ما يفعلونه، أيّهما هو أهم، غرورهم وكبرياؤهم أم مجد الله؟ أيهما ينبغي للناس أن يختاروه؟ (مجد الله). أيّ من هذه هي الأهم، مسؤولياتك أم مصالحك الخاصة؟ إتمام مسؤولياتك هو الأهم، وأنت مُلزَم بها. ... عندما تمارس بحسب مبادئ الحق، سيكون هناك أثر إيجابي، وستؤدي الشهادة لله، وهذا سبيل لجلب الخزي على الشيطان وأداء الشهادة لله. وباستخدام طرق مختلفة لأداء الشهادة لله وجعل الشيطان يرى عزمك على نبذ الشيطان ورفضه: فهذا خزي للشيطان وشهادة لله؛ إنه أمر إيجابي ويتماشى مع مشيئة الله" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يكون كسب الله حقَّا إلّا بكسب الحقّ). من داخل كلام الله، وجدتُ طريقًا للممارسة. أيًّا كان الفساد الذي أُبْديه أو الأخطاء التي أرتكبها، عليَّ أن أتحلّى بالشجاعة بما يكفي للاعتراف بها، وأن أنفتح، وأقدم شركة وأُحلِّل شخصيتي الفاسدة. هذا هو السبيل لقطع الروابط مع الشيطان، واتخاذ خطوات حقيقية لإذلال الشيطان، والشهادة لله. هذه هي التوبة الحقيقية. بغضّ النظر عمّا إذا كان بعد الانفتاح قد يتلقّى غروري وكبريائي وسُمْعتي ومكانتي ضربةً، عليَّ أن أتخلّى عن نفسي، وأمارس الحقّ وأعطي الأولويّة للشهادة لله. في تقييمي للأخت لو، كنتُ أناقضُ الحقائق وسايرتُ قائدة زائفة في إدانتها. من خلال هذا الاختبار، ربحتُ بعض الفهم عن فساد شخصيتي. عَلِمتُ أنه يجدر بي الانفتاح وكشف نفسي أمام الإخوة والأخوات وأن أشهد على وَقع تأثير كلام الله عليَّ. لقد كان هذا واجبي. إذا فشلتُ في الانفتاح أمام الجميع لأحمي غروري وسُمْعتي، سأقع في مؤامرة الشيطان وسأخسر شهادتي. أيضًا، كان لدي هذا المفهوم السخيف سابقًا وهو أن مناقشة إخفاقاتي كانت أمرًا مُخزيًّا ولم تكن نوعًا من الشهادة. بعدئذ، فهمتُ طالما كان بوسعي التخلّي عن غروري وكبريائي، فلا يتم تقييدي بشخصيتي الفاسدة، وأن أنفتح على الشركة في تجربة فشلي وأن أتوب حقًّا، وكان هذا نوع من الشهادة حقًّا. وما أن أدركتُ كل هذا، تَبدَّدتْ مخاوفي.

وعقب ذلك، انفتحتُ في الشركة للجميع عن اختباري وفوجئتُ، بأن قال الإخوة والأخوات: "لا نظن بكِ السوء بعد سماعنا لتجربتكِ. كثيرًا ما نكشف أيضًا عن نفس النوع من الشخصية الفاسدة، عدا أننا في كثير من الأحيان لا نلاحظ ذلك على الفور ونتجاهل الأمر فحسب. الحقيقة أنكِ تعرّفتِ على فسادكِ وربحتِ فهمًا عن جوهره من خلال الدينونة وإعلان كلام الله وكان هذا في غاية التنوير لنا". لاحقًا، قدّم الإخوة والأخوات شركة معي على مقطعين من كلام الله. وساعدوني على ربح فهمٍ أعمق لعواقب عدم تقييم الناس بموضوعيةٍ. إنّ الفشل في تقييم الناس بموضوعيةٍ هو مجرد اتهامهم زُورًا، وإقصاؤهم وقمعهم. إنْ أدنتَ أحدًا تَعَسُّفيًّا قد يتسبَّب في أن يصبح سلبيًا، أو يستغل قائد زائف تلك الإدانة كأساس لمعاقبة أحدهم، مما يجعله عاجزًا عن مواصلة واجبه، هذا لا يتسبب في إيذاء ذلك الشخص فحسب، بل يؤثر أيضًا على عمل الكنيسة. لقد ربحت أيضًا فهمًا أوضح للمبادئ التي يجب على المرء ممارستها عند تقييمه للناس. لاحقًا، عندما اكتشفت الأخت لو بشأن كل هذا، لم تظن بي ظنّ السُّوء. إذا ذهبتُ إليها بأسئلتي أجابتني بإخلاصٍ كما عَهِدتُها، ولم تُعيد الكنيسة تكليفي أو تُقيلني نتيجة لذلك. تلك النتائج قَلَبَتْ مفاهيمي وتَصوُّراتي الأصلية رأسًا على عَقِب تمامًا. وشعرتُ بالخِزي بشكلٍ لا يُصدَّق. كل هذا جعلني أكثر إدراكًا لإخلاص الله وبِرِّه. طالما نمارس حَسْب كلام الله، فسيكون لدينا طريق. شكرًا لله!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

اختيار مؤلم

قبلت عمل الله القدير في الأيام الأخيرة عام 1999، وسرعان ما بدأت أخدم كقائدة. تعرضت للاعتقال لأول مرة في ديسمبر 2000. كان الوقت منتصف...

لم أعد أنظر بازدراءٍ تجاه شريكي

أدير أمور الكتب والمواد الكنسية. عادةً ما أتحقق ما إذا كانت المواد المختلفة مُنظّمة وموضوعة جانبًا، وما إذا كانت مُرتّبة بعنايةٍ، وما إذا...

اترك رد