كلمات حول طلب الحق وممارسته (اقتباس 16)

الغرض من فهم الناس للحق وممارسته هو أن يعيشوا بحسب الحق، وأن يعيشوا شبه الإنسان، وأن يجعلوا الحقائق التي يفهمونها ويستطيعون تطبيقها، حياتهم. ماذا يعني أن يجعلها المرء حياته؟ هذا يعني أنها تصبح الأساس والمصدر لأفعال المرء وحياته وتصرفه ووجوده، فهي تغير الطريقة التي يعيش بها المرء. بماذا عاش الناس من قبل؟ سواء كان لديهم اقتناع أم لا، فقد عاشوا بالاعتماد على الشخصيات الشيطانية، ولم يعيشوا بكلمات الله أو الحق. هل هذه هي الطريقة التي ينبغي أن يعيش بها الكائن المخلوق؟ (لا). ماذا يطلب الله من الإنسان؟ (أن يعيش الناس بكلامه). الحياة بكلام الله – أليس هذا هو الهدف الذي ينبغي أن يتمتع به الأشخاص الذين يؤمنون به؟ (بلى). ينبغي للكائن المخلوق أن يكون لديه شكل العيش بالاعتماد على كلام الله. هؤلاء الناس في نظر الله كائنات مخلوقة حقًا. وبالتالي، يجب أن تفكر بانتظام في أي من كلماتك، وأي من أفعالك، وأي من مبادئ سلوكك وأهداف وجودك، والطرق التي تتعامل بها مع العالم، تتوافق مع مبادئ الحق وتتوافق مع ما يطلبه الله من الإنسان، وأي منها لا علاقة لها بكلام الله ومتطلباته. إذا كنت كثيرًا ما تفكر في هذه الأشياء، فستحقِّق الدخول تدريجيًا. وإذا كنت لا تفكر في هذه الأشياء، فلا فائدة من مجرد بذل جهود سطحية؛ مجرد أداء الحركات بلا اهتمام حقيقي، واتباع اللوائح، والانخراط في الطقوس لن يجلب لك شيئًا في النهاية. ما هو الإيمان بالله إذًا؟ في الواقع، الإيمان بالله هو عملية نيل خلاص الله، وهو عملية التحول من إنسان أفسده الشيطان إلى ما هو في نظر الله كائن مخلوق حقيقي. إذا ظل شخص ما معتمدًا على شخصيته الشيطانية وطبيعته ليعيش، فهل هو في عينيَّ الله كائن مخلوق مؤهل؟ (لا). أنت تقول إنك تؤمن بالله، وإنك تعترف بالله، وتُقر بسيادة الله وتُقر بأن الله يمنحك كل شيء، ولكن هل تحيا بحسب كلام الله؟ هل تحيا وفق متطلبات الله؟ هل تتبع طريق الله؟ هل كائن مخلوق مثلك قادر على المجيء أمام الله؟ هل أنت قادر على العيش مع الله؟ هل لديك قلب يتقي الله؟ هل ما تحيا بحسبه والطريق الذي تسلكه يتوافق مع الله؟ (لا). فما معنى إيمانك بالله؟ هل دخلت على المسار الصحيح؟ إن إيمانك بالله هو بالشكل والكلام فقط. أنت تؤمن باسم الله وتعترف به، وتعترف أن الله خالقك وصاحب السيادة عليك، لكنك لم تقبل في الأساس سيادة الله أو تنظيماته، ولا يمكنك أن تكون متوافقًا تمامًا مع الله. أي إن معنى إيمانك بالله لم يتحقق بالكامل. ورغم إيمانك بالله، فأنت لم تتخلص من فسادك ولم تنل الخلاص، ولم تدخل في واقع الحق الذي كان ينبغي أن تدخله في إيمانك بالله. هذا خطأ. بالنظر إلى الأمر بهذه الطريقة، فإن الإيمان بالله ليس بالأمر الهين.

الآن، هل تشعرون في قلوبكم أنه من المهم فهم كلمة الله وممارسة الحق؟ (نعم، نشعر). تعلمون جميعًا أن ممارسة الحق أمر مهم، لكن القيام بذلك ليس بالأمر السهل، وإنما محفوف بالصعوبات. كيف يمكن إصلاح هذا؟ يجب أن تأتوا أمام الله وتصلُّوا كلما حلت بكم صعوبات، ويجب أن تطلبوا الحقَّ في كلام الله، حتى تتمكنوا من حلِّ صعوباتكم الخاصة، وإصلاح نقاط ضعفكم وصعوبات البيئة الخارجية، وتحقيق ممارسة الحقِّ. عند اختبار هذا، سيكون لديك الرجاء في أن تنال استحسان الله. إذا كنت قد فهمت الحق أكثر وكنت قادرًا أيضًا على ممارسته، فسيمكنك أن تصبح شخصًا يتَّبع طريق الله، وإذ تفعل ذلك، سيحظى إيمانك باستحسان الله. إذا قلتَ إنك تعترف باسم الله، وتؤمن بأن له السيادة على جميع الأشياء وأنه الخالق، لكن لا يوجد أي شيء في حياتك يرتبط بالحقِّ، أو بمتطلبات الله، أو بما يجب أن يفعله كائن مخلوق، أفلن تكون عاقبتك وخيمة في النهاية؟ هل يمكن لشخص لا علاقة له بهذه الأشياء أن يأتي إلى الله؟ تقول إنك تستطيع أن تأتي إلى الله، ولكن هل يستحسن الله مثل إيمانك هذا؟ لا يستحسن الله مثل هذا الإيمان، وما معنى ذلك؟ معناه أن الله لا يعترف بكائن مخلوق مثلك ولا يحتاج إليه. وإذا كان الله لا يعترف بإيمانك ولا يستحسنه، فهل يمكن أن يستحسنك كشخص؟ (لا يمكن ذلك). هذه هي النهاية: لن يخلِّصك الله، وستكون عاقبتك قد قُرِّرَت! هل هذه هي العاقبة التي تريدونها لأنفسكم؟ (ليست هي). ما نوع العاقبة التي تريدونها؟ (أن نلقى استحسان الله). لكي يستحسنك الله، ما الذي يجب أن تفهمه أولاً؟ ما الذي يجب أن تدخل فيه أولاً؟ أولاً، يجب أن تعرف ما يسعد الله مما يفعله الناس وما لا يسعده مما يفعله الناس. لخِّص هذه الأشياء أولاً، حتى يكون لديك فهم واضح لها؛ ثم عندما تقوم بالأشياء، فستعرف كيف تتصرف. الأمر بهذه البساطة. هل من السهل تلخيص مثل هذه الأشياء؟ إنه سهل للغاية. أولئك الذين فعلوا الشر واستُبعِدوا فيما مضى، لخِّص الأشياء التي فعلوها والتي يزدريها الله، ولخِّص الدروس المستفادة من إخفاقاتهم، ولا تفعل أيًّا من تلك الأشياء الشريرة. بعد ذلك، لخِّص السلوك الصالح لأولئك الذين استحسنهم الله، وأكثر من فعل تلك الأشياء. بهذه الطريقة، ستكون قادرًا على أن تنال استحسان الله. عليك أن تحدد ما يتعين عليك فعله وممارسته لتكون أكثر توافقًا مع مقاصد الله، ويجب أن تفهم في قلبك أي الأشخاص والأشياء يمقتها الله أكثر، وأي الأشخاص والأشياء يسر الله بها أكثر. يجب أن تعرف كيف تميِّز بين هذه الأشياء، ومن الأفضل أن تصنِّفها وتلخِّصها حتى يكون لديك فهم واضح لها. أهم شيء هو أن يكون لديك هذا المعيار وهذا الحد في قلبك. بهذا المبدأ، وهذا المعيار، وهذا الحد، سيكون لديك مبادئ للقيام بالأشياء، وستكون قادرًا على القيام بالأشياء وفقًا للمبادئ. إذا لم يكن لديك هذا المبدأ والمعيار، فلن يكون لديك يقين عند القيام بالأشياء، ولن تكون قادرًا على معرفة أي الأشياء التي تفعلها شريرة وأيها صالحة. قد تشعر أن شيئًا ما ليس شريرًا، لكنه في نظر الله شرير؛ أو قد تشعر أن شيئًا ما صالح، بينما هو في نظر الله شرير. إذا فعلت كل هذه الأشياء، أفلن يكون ذلك مزعجًا؟ إذا كنت تفعل عمدًا وبصورة لا تنتهي أشياء لا يستحسنها الله، ولا تفعل سوى أشياء قليلة من التي يستحسنها الله، لكنك تعتقد أنك فعلت الكثير جدًا، أفلا تكون مشوَّشًا؟ إذا كانت أغلب الأشياء التي تفعلها تعتبر شريرة في نظر الله، فهل لا يزال من الممكن أن يستحسنك الله؟ (كلا، لا يمكن ذلك). وإذا علمت أن الله لا يستحسن شيئًا ما، فهل يجب أن تفعله أم يجب ألا تفعله في النهاية؟ (يجب ألا أفعله). وهل فعلك لهذا الشيء عمل شرير أم عمل صالح؟ (عمل شرير). إذا أدركت أنه عمل شرير، ومن ثم لم تفعله مرة أخرى أبدًا، فماذا يسمى هذا؟ نبذ العنف الذي ترتكبه يداك، وهو أحد مظاهر التوبة الحقيقية. إذا كنت تعلم أنك فعلت شرًا وكنت متأكدًا من أن الله لا يستحسنه، فيجب أن يكون لديك قلب تائب. إذا كنت لا تتأمل في نفسك، وبدلًا من ذلك تدافع عن فعل الشر وتبرره، فأنت إذن في مأزق: ستُستبعَد بالتأكيد، ولن تكون مؤهلاً للقيام بواجبك بعد ذلك. إذن ما هو المبدأ الذي يجب أن يتقنه المرء والطريق الذي يجب أن يسلكه عند أداء واجبه؟ بأي نوايا يجب أن يمضي المرء حتى ينال استحسان الله؟ (اطلب الحق واستوعب مقاصد الله في كل شيء). الجميع يعرف هذا، ولكن هل يمكن تطبيقه عمليًا بعد معرفته؟ بعد أن تفهمه، هل يمكنك تطبيقه عمليًا؟ (لا نستطيع). ماذا يمكنك أن تفعل إذن؟ يجب أن تصلي إلى الله وتعتمد عليه، ويجب أن تعاني من أجل الحق، وتضع طموحاتك ورغباتك وغاياتك وراحة جسدك جانبًا. إذا لم تضع هذه الأمور جانبًا لكنك لا تزال تريد أن تنال الحق، أفلست غارقًا في الأوهام؟ يريد بعض الناس أن يفهموا الحق ويحصلوا عليه؛ يريدون أن يبذلوا أنفسهم من أجل الله، ولكنهم لا يستطيعون التخلي عن أي شيء. لا يستطيعون التخلي عن مستقبلهم، ولا يستطيعون التخلي عن وسائل راحة الجسد، ولا يستطيعون التخلي عن ترابط الأسرة وأطفالهم ووالديهم، ولا يستطيعون التخلي عن غاياتهم أو أهدافهم أو رغباتهم. ومهما حلَّ بهم، فإنهم دائمًا يضعون أنفسهم وشؤونهم الخاصة ورغباتهم الأنانية في المقام الأول، ويضعون الحق في المقام الأخير؛ يحتل إشباع اهتمامات الجسد وشخصياتهم الشيطانية الفاسدة المقام الأول، وممارسة كلمة الله وإرضاء الله أمر ثانوي ويحتل المقام الأخير. هل يمكن لمثل هؤلاء الناس أن ينالوا استحسان الله؟ هل يمكنهم الدخول إلى واقع الحق، أو إرضاء مقاصد الله؟ (لا يمكنهم ذلك أبدًا). هل يُعتبر قيامك بواجبك دون تكاسل، في الظاهر، ولكن دون إصلاح شخصيتك الفاسدة على الإطلاق اتباعًا لطريق الله؟ (كلا). أنتم جميعًا تفهمون هذه الأشياء، ولكن عندما يتعلق الأمر بممارسة الحق، فهذا عمل شاقٌّ. يجب أن تُنفق معاناتك ودفعك للثمن على ممارسة الحق، وليس على الالتزام بالأنظمة واتباع الإجراءات. الأمر يستحق ذلك بغض النظر عن مقدار معاناتك من أجل الحق، والمعاناة التي تتحملها من أجل ممارسة الحق لإرضاء مقاصد الله مقبولة لديه وهو يستحسنها.

ما المشكلات التي تواجهكم الآن؟ إحداها هي أنكم لا تفهمون تفاصيل العديد من الحقائق، وليس لديكم معيار في قلوبكم لتمييزها؛ علاوة على ذلك، من الصعب ممارسة الحقائق التي تفهمونها. افترض أن ممارسة الحق صعبة في البداية، ولكن كلما مارستها أكثر، أصبحت أسهل؛ وكلما مارستها أكثر، قلَّت غلبة شخصيتك الفاسدة؛ ويكتسب الحق اليد العليا بشكل متزايد، وكذلك الإرادة لممارسة الحق؛ وتصبح حالتك طبيعية أكثر وأكثر؛ وتصبح الرغبات الأنانية للجسد وأفكارك الإنسانية أقل وأقل هيمنة. هذا طبيعي، وهناك أمل في أن تنال استحسان الله. ولكن افترض أنك تمارس الحق لفترة طويلة، ومع ذلك فإن اهتماماتك ورغباتك الأنانية وغاياتك وشخصيتك الفاسدة لا تزال تقود جميع جوانب وتفاصيل حياتك. لا تزال ممارسة الحق عملًا شاقًا بالنسبة لك، ورغم أنك تقوم بواجبك، فإن معظم ما تفعله لا يرتبط بممارسة الحق. ألا تعتقدون أن هذا أمر مزعج؟ سيكون كذلك حتمًا! وبغض النظر عن الكنيسة التي توجد فيها أو كيف تبدو البيئة المحيطة بك، فإن هذه الأشياء ليست مهمة. ما يهم هو ما إذا كانت حالتك في السعي وراء الحق تتحسن أكثر وأكثر، وما إذا كانت علاقتك بالله تصبح طبيعية أكثر وأكثر، وما إذا كان ضميرك وعقلك وإنسانيتك يصبحون طبيعيين أكثر، وما إذا كان إخلاصك وخضوعك لله يتزايدان. إذا كانت الأشياء الإيجابية فيك تزيد وتسود، فهناك أمل في أن تربح الحق. وإذا لم تكن هناك أي علامة مطلقًا على هذه الأشياء الإيجابية فيك، فإنك إذن لم تحقق أي تقدم، ولم يحدث أي تغيير في شخصيتك. كيف يمكنك دخول الحياة إذا كنت لا تمارس الحق على الإطلاق؟ يقول بعض الناس: "لقد مارست الحق واجتهدت فيه. كيف لا أرى أي نتائج؟" ماذا يعني عدم تحقق النتائج؟ يعني أنك لم تمارس الحق. فمهما كان عدد المرات التي حاولت فيها ممارسة الحق، فالنتيجة النهائية هي أنك لا تزال مغلوبًا بشخصيتك الفاسدة وطبيعتك الشيطانية، وهو ما يعني أنك لم تكن تستخدم واقع الحق وكلمة الله للتغلب على شخصيتك الشيطانية الفاسدة. هل يمكن التعبير عن الأمر بهذه الطريقة؟ (نعم، يمكن ذلك). إذن هل أنت فائز أم فاشل؟ (فاشل). إنه يعني أنك فاشل، وليس غالبًا. عندما تمارس الحق، تكون هناك معركة في قلبك. لا يمكنك أن تضع غاياتك جانبًا، لكنك تفهم ما يقوله الحق وما هي متطلبات الله. في غمار المعركة، تضع الحق جانبًا؛ ولا تمارسه. في النهاية، أنت تُرضي رغباتك الأنانية، وتكشف عن شخصيتك الفاسدة، وما تعيشه هو طبيعتك الشيطانية، دون ممارسة الحق. ما النتيجة النهائية إذن؟ (أنك فشلت). افترض أنك لم تربح المعركة في النهاية، وأنك تعيش وفقًا لشخصيتك الشيطانية كما كنت من قبل: تختار ألا تعمل وفقًا لكلام الله، وأن تضع اهتماماتك الشخصية في المقام الأول، وترضي رغباتك وأنانيتك، لكنك لا ترضي الله، ولا تقف في جانب الحق. يعني هذا أنك فاشل من رأسك إلى أخمص قدميك، وهذا أحد أنواع نتائج المعركة. وما النوع الآخر من نتائج المعركة؟ عندما تحلُّ الأحداث بالناس، يخوضون معاركهم الداخلية أيضًا. يشعرون بعدم الارتياح، والألم، والضعف، وحتى كرامتهم وشخصيتهم تتعرض للتحدي، ولا يمكن إرضاء غرورهم. وعلاوة على ذلك، يتعرضون للتهذيب، أو ينظر إليهم الآخرون بازدراء، أو يتعرضون للإذلال، ويفقدون كلاً من كرامتهم وشخصيتهم. ولكن عندما يواجَهون مثل هذا النوع من المواقف، يمكنهم أن يصلُّوا إلى الله، وبعد الصلاة إلى الله، تقوى قلوبهم، ويرون هذه الأشياء بوضوح من خلال طلب الحق. سوف يمارسون الحق بقوة هائلة، متمسكين بعزمهم. "لا أريد صورة، ولا مكانة، ولا خُيلاء. حتى لو احتقرني الآخرون وأساؤوا فهمي، فإنني أختار الآن أن أرضي الله وأختار ممارسة الحق، حتى يستحسنني الله ويرضى عنِّي في هذا الأمر، وحتى لا أسيء إلى قلب الله". وفي النهاية يضعون صورتهم، وخيلاءهم، وغاياتهم، وطموحاتهم، وأنانيتهم جانبًا، ثم يقفون إلى جانب الله، وجانب الحق، وجانب العدل. بعد ممارسة الحق، ترضى قلوبهم وتنعم بالسلام وتمتلئ بالفرح. يشعرون ببركة الله ويشعرون أنه من الجيد ممارسة الحق؛ وبممارسة الحق، تكتسب قلوبهم الرضا والغذاء، ويشعرون أنهم يعيشون كبشر، بدلاً من أن تسيطر عليهم شخصياتهم الشيطانية الفاسدة وتأسرهم. وبعد أن يشهدوا لله ويظلوا متمسكين بالشهادة والموقف الذي ينبغي أن يكون عليه الكائن المخلوق، يشعرون براحة البال والمتعة والسعادة في قلوبهم. هذا نوع آخر من النتائج. ما رأيكم بنتيجة كهذه؟ (إنها جيدة). ولكن هل من السهل تحقيق هذه النتيجة "الجيدة"؟ (كلا، ليس سهلاً). يجب الفوز بهذه النتيجة "الجيدة" من خلال معركة، ومن الممكن في المعركة أن يفشل الناس مرة أو مرتين. لكن الفشل يجلب معه دروسًا: إنه يجعل الناس يشعرون بثقل على ضمائرهم لعدم ممارسة الحق، وأنهم مدينون لله، وأن قلوبهم تتحمل المعاناة والألم. وعندما يواجه الناس مثل هذه الظروف لاحقًا، سيصبحون، بلا وعي، أفضل وأفضل في التغلب على شخصياتهم الشيطانية الفاسدة؛ وتدريجيًا سيختارون بالتأكيد ممارسة الحق لإرضاء قلب الله. هذه هي العملية الطبيعية للتغلب على الشخصية الشيطانية الفاسدة وممارسة الحق لإرضاء مقاصد الله.

الآن، هل تجدون أنه من الصعب ممارسة الحق؟ أم أنه من الصعب أن تفعلوا ما يحلو لكم، دون ممارسة الحق؟ (ممارسة الحق صعبة). ماذا عن فعل ما يحلو لكم؟ (هذا سهل). يكشف هذا عن قامتكم الحقيقية: لم يتغير أي منكم قيد أنملة، ولا تزالون غير قادرين على ممارسة الحق. ما أهزل مثل هذه القامة! تشعرون جميعًا أن ممارسة الحق صعبة وأن فعل ما يحلو لكم سهل، وهو ما يثبت أنكم لا تزالون غير قادرين على ممارسة الحق. لقد أصبح من الطبيعي بالنسبة لكم أن تتبعوا تفضيلات الجسد؛ لقد اعتدتم على ذلك وكأنها قاعدة، ومن ثم تشعرون بأن ممارسة الحق صعبة للغاية: أنتم في خوف دائم من تضرر احترام ذواتكم ومكانتكم، لذلك لا تمارسون الحق، وتتصرفون بدلاً من ذلك بما يتوافق مع أفكاركم الخاصة. بفكرة واحدة، يصبح الإنسان جبانًا، فاشلاً أسيرًا لشخصيته الشيطانية الفاسدة، ويخسر شهادته واستحسان الله. الأمر بتلك السهولة. ولكن هل بالسهولة نفسها يصبح المرء ممن يمارسون الحق ويقدِّمون الشهادة لله؟ ينبغي أن تكون هناك عملية لذلك. عندما يقبل المرء الحق، تندلع دائمًا معركة في فكره، حيث يسير الشخص باتجاه الحق في لحظة، ثم يسير بالاتجاه المعاكس في اللحظة التي تليها. هناك معركة داخلية مستمرة، وفي النهاية، تصل تلك المعركة إلى نتيجة: أولئك الذين يحبون الحق يمارسونه، ويقدمون الشهادة، ويصبحون غالبين؛ وأولئك الذين لا يحبون الحق لديهم الكثير من العناد، وتنقصهم الإنسانية كثيرًا، وهم منحطون ومحتقَرون – مثل هؤلاء الناس يختارون إرضاء أنانيتهم ورغباتهم، وهم مقيدون تمامًا بشخصياتهم الشيطانية الفاسدة. عندما تحدث لكم أشياء في حياتكم اليومية، هل تنتصرون على شخصياتكم الشيطانية الفاسدة؟ أم أنكم أسرى لها ومقيدون بها؟ ما نوع الحالة التي تكونون عليها في أغلب الأوقات؟ بناءً على حالتك، يمكن تقييم ما إذا كنت شخصًا يمارس الحق أم لا. إذا كنت قادرًا على التغلب على شخصيتك الشيطانية الفاسدة في أغلب الأوقات، وأن تصبح ممن يقدمون الشهادة، فأنت إذن شخص يمارس الحق ويحبه. إذا كنت في أغلب الأوقات ترضي رغباتك الأنانية، ولا تستطيع التغلب على شخصيتك الشيطانية الفاسدة، والوقوف في جانب الحق، وأن تمارس الحق وترضي الله، فإنك إذن لست شخصًا يمارس الحق ولا تملك واقع الحق. من الواضح أن أولئك الذين ليس لديهم واقع الحق هم أولئك الذين يؤمنون بالله، لكن ليس لديهم دخول إلى الحياة. لذا قيِّموا أنفسكم: هل تقفون في جانب الجسد، في أغلب الأوقات؟ أم تقفون في جانب الحق؟ الأشياء الصغيرة التي لا تنطوي على الحق لا تُحسب، لكن عندما تحدث أشياء كبيرة تتطلب منك الاختيار، هل تقف في جانب الحق، أم تقف في جانب الجسد؟ (في البداية، نقف في جانب الجسد؛ لكن بعد معركة، نقف في جانب الحق، حالما نكون قد فهمنا بعض الحق عبر الصلاة والطلب). إذن من الدقة القول إن الشخص يستطيع الوقوف في جانب الحق حالما يفهم الحق، لكن التمرد على الجسد لا يعني بالضرورة أنك تمارس الحق. ليس الأمر أنك تمارس الحق بالتمرد على الجسد وعدم فعل ما تريد؛ وإنما الأمر أنك كي تمارس الحق، فلا بد أن تلتزم بمبادئ الحق وتمارسها. إذن، ما هي أوضاعكم المعتادة؟ (ما نسميه تمردًا على الجسد ليس ممارسة للحق بالفعل؛ بل هو في الواقع ممارسة لضبط النفس). يبدو أن هذا هو الحال بالنسبة لمعظم الناس، أليس كذلك؟ (بلى). إذن، ما الحالة التي أنتم عليها اعتبارًا من الآن؟ ألم تدخلوا إلى وقائع الحق بعد؟ (نعم لم ندخل). إن الإيمان بالله دون الدخول إلى الحياة يعني أنكم لم تدخلوا بعد إلى واقع الحق؛ هذه هي الحالة التي تعيشونها، لذلك هناك أشياء كثيرة لا يمكنكم تمييزها. لماذا لا يمكنكم تمييزها؟ هذا لأنكم لم تفهموا إلا بعض الكلمات والتعاليم، لكنكم حتى الآن لم تفهموا الحق ولم تدخلوا إلى الواقع، لذلك لم تختبروا الكثير من الحالات. لم تمروا بها بعد، لذلك لا يمكنكم شرحها بوضوح. هكذا هو الأمر. مهما يكن الأمر، فلا بد أن تختبره بنفسك، وبعد اختباره، ستعرف ما التفاصيل. مشاعرك وأفكارك وعملية اختبارك جميعها ستنطوي على تفاصيل، وهذه التفاصيل هي أشياء من الواقع. بدونها، لا يكون لديك سوى معرفة سطحية، ولذا فإنك ترددها مثل الببغاء. المعرفة السطحية تعني أنك توقفت عند فهم حرفي، ولم تصل إلى فهمك الخاص، ولا تزال بعيدًا عن الدخول إلى واقع الحق. هل يمكن التعبير عن ذلك بهذه الطريقة؟ (يمكن ذلك). يجب أن تمارسوا وفقًا لشركة اليوم، ويجب أن تتعلموا التأمل. لممارسة الحق، يجب أيضًا أن تتأمل، وعند التأمل في أثناء الممارسة، والممارسة في أثناء التأمل، ستفهم تفاصيل الحق أكثر وأكثر، وستصبح معرفتك بالحق أعمق وأعمق، وبهذه الطريقة، يمكنك فعلاً اختبار ماهية واقع الحق. فقط بعد أن تكون قد تعلمت واقع الحق واختبرته، يمكنك أن تمتلكه.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.