ماذا يعني السعي إلى الحق (8) الجزء الثالث
إذا أراد الناس تغيير شخصياتهم ونوال الخلاص، فيجب ألا تكون لديهم العزيمة فحسب، ولكن أيضًا عقلية لا تُقهر. عليهم استخلاص خبرة من إخفاقاتهم، وربح مسار للممارسة من اختبارهم. لا تكن سلبيًا ولا تُثبَّط عزيمتك عندما تخفق، وبالتأكيد لا تستسلم، لكن يجب كذلك ألا تشعر بالرضا عن النفس عندما تحقِّق ربحًا متواضعًا. بصرف النظر عما تخفق فيه أو تصير ضعيفًا في عمله، فهذا لا يحتّم ألا تكون قادرًا على نيل الخلاص في المستقبل. يجب أن تفهم مقاصد الله، وتعاود الوقوف على قدميك، وتلتزم بكلام الله، وتواصل محاربة شخصياتك الشيطانية الفاسدة. يجب أن يبدأ المرء بأن يرى بوضوح الضرر والعائق الذي تسببه مختلف المتطلبات والأقوال الصادرة عن السلوك الأخلاقي التي تنبع من الشيطان على سعي الناس للحق. إن هذه الأقوال التي تخص السلوك الأخلاقي تعمل باستمرار على غلِّ عقول الناس وتقييدها، بينما تعزِّز أيضًا الشخصيات الفاسدة لدى الناس. إنها تنتقص بالطبع أيضًا من قبول الناس للحق وكلام الله بدرجات متفاوتة، مما يجعل الناس يشكُّون في الحق ويقاومونه. واحدة من هذه المقولات هي "إذا ضربت الآخرين، فلا تضربهم على وجوههم؛ وإذا واجهت الآخرين، فلا تصرِّح بعيوبهم". لقد ترسخت فلسفة التعاملات الدنيوية هذه في النفوس اليافعة للناس، ويتأثر الناس لا شعوريًّا بهذه الأنواع من الأفكار والآراء في نظرتهم للآخرين وأساليبهم في التعامل مع ما يحدث من حولهم. تعمل هذه الأفكار والآراء بصورة غير محسوسة على تبييض شخصيات الشر والخداع والحقد بين شخصيات الناس الفاسدة والتستر عليها، فليس الأمر فحسب أنها تفشل في علاج مشكلة الشخصيات الفاسدة، بل هي أيضًا تجعل الناس أكثر مكرًا وخداعًا، مما يؤدي إلى تفاقم الشخصيات الفاسدة للناس. باختصار، هذه الأقوال حول السلوك الأخلاقي وفلسفات التعاملات الدنيوية في الثقافة التقليدية لا تؤثر فحسب في أفكار الناس ووجهات نظرهم، ولكن لها أيضًا تأثير عميق في شخصيات الناس الفاسدة. لذلك، من الضروري فهم تأثير مثل هذه الأفكار ووجهات النظر للثقافة التقليدية مثل "إذا ضربت الآخرين، فلا تضربهم على وجوههم؛ وإذا واجهت الآخرين، فلا تصرِّح بعيوبهم"، التي تُمارَس على الناس. إنها لا ينبغي تجاهلها.
عقدنا شركة للتو على نحو رئيسٍ حول ما إذا كان يجب، عند ظهور النزاعات بين الناس، التعامل معها من خلال أقوال الثقافة التقليدية ووجهات نظرها، أو التعامل معها وفقًا لكلام الله ومبادئ الحق؛ وحول ما إذا كانت وجهات نظر الثقافة التقليدية هي التي يمكن أن تحل المشكلات، أم أن كلام الله والحق هما اللذان يمكنهما حل مشكلات الإنسان. عندما يكون الناس قد رأوا هذه الأشياء بوضوح، سيتخذون الخيارات الصحيحة، وسيكون من الأسهل حل النزاعات مع الآخرين وفقًا للحق الذي في كلام الله. عندما تُحل مثل هذه المشكلات، ستُحل أيضًا على نحو أساسي مسألة تأثر أفكار الناس وتقييدها من قبل القول حول السلوك الأخلاقي الذي مفاده: "إذا ضربت الآخرين، فلا تضربهم على وجوههم؛ وإذا واجهت الآخرين، فلا تصرِّح بعيوبهم". لن يتأثر سلوك الناس بهذه الأنواع من الأفكار والآراء، وعلى الأقل؛ سيكونون قادرين على التحرُّر من شبكة تضليل الشيطان، ونوال الحق من كلام الله، والعثور على مبادئ الحق للتفاعل مع الناس، وجعل كلام الله حياتهم. إن مجرد التشريح والتمييز للآراء الخاطئة للثقافة التقليدية وقيود الفلسفات الشيطانية وأغلالها وفقًا لكلام الله بوسعه أن يمكِّن المرء من فهم الحق وأن يصبح لديه تمييز. إنه يمكّن المرء من التخلُّص من تأثير الشيطان والتحرُّر من عبودية الخطية. بهذه الطريقة، يصير كلام الله والحق هما حياتك، ليحلا محل حياتك القديمة، التي كان جوهرها الفلسفات والشخصيات الشيطانية. ستصير بعد ذلك شخصًا مختلفًا. رغم أن هذا الشخص لا يزال أنت، فقد ظهرَ شخص جديد، يتخذ كلام الله والحق حياة له. هل أنتم على استعداد لتكونوا مثل هذا الشخص؟ (نعم). من الأفضل أن تكونوا مثل هذا الشخص؛ ستكونون على الأقل سعداء. عندما تبدأ في ممارسة الحق للمرة الأولى، ستكون هناك صعوبات وعقبات وألم، ولكن إذا تمكنتَ من طلب الحق لحل الصعوبات التي تواجهك حتى تكون قد وضعت أساسًا في كلام الله، فسيتوقف الألم، وبينما تمضي حياتك ستصبح أكثر سعادة وراحة. لماذا أقول ذلك؟ لأن التأثير والسيطرة اللذين لتلك الأشياء السلبية بداخلك سيهدآن تدريجيًّا، وبينما يحدث ذلك، سيدخل إليك المزيد والمزيد من كلام الله والحق، وسيزداد انطباع كلام الله والحقائق في قلبك عمقًا. سيصبح وعيك في طلب الحق أقوى، وثاقبًا بدرجة أكبر، وعندما تحلُّ بك الأشياء، سيصير طريقك الداخلي واتجاه وهدف الممارسة أكثر وضوحًا، وعندما تواجه صراعًا داخليًّا، ستكون للأشياء الإيجابية اليد العليا أكثر من أي وقت مضى. ألن تزداد بعد ذلك سعادة حياتك؟ ألن يزداد السلام والفرح اللذان تنالهما من الله؟ (سيزدادان). سيكون هناك عدد أقل من الأشياء في حياتك التي تسبب لك القلق والكرب والاكتئاب والاستياء، من بين المشاعر السلبية الأخرى. وعوضًا عن هذه الأشياء، سيصير كلام الله حياتك، ويجلب لك الرجاء والسعادة والفرح والحرية والتحرُّر والشرف. عندما تزداد هذه الأشياء الإيجابية، سيتغيَّر الناس تمامًا. عندما يحين ذلك الوقت، تحقَّق من شعورك وقارِن الأشياء بالسابق: ألا تختلف تمامًا عن طريقة حياتك السابقة؟ لا يحدث ذلك إلا عندما تتخلَّص من شبكة الشيطان وشخصياته الفاسدة، وأفكاره ووجهات نظره، بالإضافة إلى طرقه المختلفة ووجهات نظره ومعتقداته الفلسفية لرؤية الأشخاص والأشياء، ولتصرفك وفعلك؛ فقط عندما تكون قد طرحتَ عنك هذه الأشياء في مجملها، وتكون قادرًا على ممارسة الحق ورؤية الأشخاص والأشياء، ومعاملة الآخرين، والتفاعل معهم وفقًا لكلام الله، وتختبر في كلامه كم هو صالح حقًا أن تعامِل الناس وفقًا لمبادئ الحق، وأن تعيش حياة من الراحة والفرح. هذا هو الوقت الذي ستبلغ فيه السعادة الحقيقية.
لقد عقدنا اليوم شركة حول الحديث عن أحد أقوال السلوك الأخلاقي، وشرَّحناه، وهو: "إذا ضربت الآخرين، فلا تضربهم على وجوههم؛ وإذا واجهت الآخرين، فلا تصرِّح بعيوبهم". هل تفهمون المشكلات في هذا التعبير نفسه؟ (نعم). هل تفهمون أيضًا ما هي متطلبات الله من الناس؟ (نعم). بعد أن فهمتم ذلك، كيف ستحققونه في النهاية في أنفسكم؟ من خلال عدم الاندفاع عندما يحلُّ شيء ما بك، أو البحث عن أساس في الثقافة التقليدية، أو البحث عن أساس في الاتجاهات الاجتماعية، أو البحث عن أساس في الرأي العام، أو بالطبع البحث عن أساس في الأحكام القانونية. عوضًا عن ذلك، لتبحث عن أساس في كلام الله. لا يهم مدى عمق فهمك للحق أو سطحيته؛ يكفي أن يتمكَّن من حل المشكلة. يجب أن ترى بوضوح أنك تعيش في عالم شرير وخطير. إذا كنت لا تفهم الحق، فلا يمكنك سوى اتباع اتجاهات المجتمع والانجراف في دوامة الشر. لذا، عندما يحلُّ بك شيء ما، فما الذي يجب أن تفعله أولًا، مهما كان؟ عليك أولًا أن تستقر، وتهدئ نفسك أمام الله، وتقرأ كلامه كثيرًا. سيمكِّنك هذا من الحصول على وضوح الرؤية والفِكر، وأنْ ترى بوضوح أنَّ الشيطان يضلل ويُفسِد هذا الجنس البشري، وأن الله قد أتى ليُنقذ هذا الجنس البشري من تأثير الشيطان. هذا، بالطبع، هو الدرس الأساسي الذي يجب أن تتعلمه. يجب أن تصلي إلى الله وتطلب منه الحق، وأن تطلب منه إرشادك؛ إرشادك نحو قراءة كلماته ذات الصلة، وإرشادك نحو تلقي الاستنارة والإضاءة ذات الصلة، حتى تفهم جوهر الشيء الذي يحدث أمامك، وكيف تراه وتتعامل معه. ثم استخدم الطريقة التي علمك الله إياها وأخبرك بها لمواجهة الأمر والتعامل معه. ينبغي أن تتكل كليًّا وتمامًا على الله. ليحكم الله. ليكن الله السيد. بمجرد أنْ تهدئ نفسك، لا يتعلق الأمر باستخدام عقلك للنظر في الأسلوب أو الطريقة التي يجب استخدامها، كما أنها ليست مسألة التصرُّف وفقًا لخبرتك الخاصة، أو من خلال الفلسفات والحِيل الشيطانية. عوضًا عن ذلك، يتعلق الأمر بانتظار استنارة الله وإرشاد كلامه. ما عليك فعله هو التخلي عن إرادتك، وتنحية أفكارك وآرائك جانبًا، والمثول أمام الله بتوقير، والاستماع إلى الكلام الذي يخبرك به والحقائق التي يخبرك بها، والتعاليم التي يريها لك. بعد ذلك، يجب أن تُهدئ نفسك وتتأمل بالتفصيل وتقرأ مُصليًا مرارًا الكلام الذي علَّمه الله لك، لتفهم بالضبط ما يريدك الله أن تفعله وما ينبغي أن تفعله. إذا كنتَ تستطيع أن تفهم بوضوح ما يعنيه الله حقًّا وما هي تعاليمه، فعليك أولًا أن تشكر الله على ترتيب البيئة وإعطائك الفرصة للتحقق من كلامه، وجعله حقيقة، وأن تعيش بحسبه، بحيث يصبح هو الحياة في قلبك، ولكي يمكن لما تحيا بحسبه الشهادة أن كلام الله هو الحق. بطبيعة الحال، عندما تتعامل مع هذه المشكلات، قد تكون هناك الكثير من التقلبات والصعوبات والشدائد، وكذلك بعض المعارك، وبعض الادعاءات والملاحظات من أشخاص مختلفين. ولكن ما دمتَ متأكدًا من أن كلام الله واضح جدًّا حول مثل هذه المشكلات، وأن ما تفهمه وتطيعه هو تعاليم الله، فينبغي أن تمارسه دون تردد. لا ينبغي أن تعوقك بيئتك أو أي شخص أو حدث أو شيء. ينبغي أن تظل حازمًا في وجهة نظرك. إنَّ التمسك بمبادئ الحق ليس غطرسة أو بِرًا ذاتيًّا، فبمجرد أن تفهم كلام الله وترى الناس والأشياء، وتتصرف وتفعل بحسب كلامه، وتكون قادرًا على الالتزام بالمبادئ دون تغيير مطلقًا، فأنت تمارس الحق. هذا هو نوع الموقف والعزم اللذان ينبغي أن يمتلكهما أولئك الذين يمارسون الحق ويسعون له.
لقد عقدنا شركة بما فيه الكفاية حول المشكلات المتعلقة بعبارة "إذا ضربت الآخرين، فلا تضربهم على وجوههم؛ وإذا واجهت الآخرين، فلا تصرِّح بعيوبهم". هل لا تزالون تواجهون صعوبة في فهم مثل هذه المشكلات؟ هل ربحتُم فهمًا جديدًا تمامًا لهذه المقولة حول السلوك الأخلاقي في الثقافة التقليدية من خلال شركة وتشريح اليوم؟ (نعم). بناءً على هذا الفهم الجديد كليًّا لديكم، هل ستظلون تعتقدون أن هذا القول هو الحق وأمرٌ إيجابي؟ (كلا). قد يكون تأثير هذا القول على الناس لا يزال موجودًا في أعماق أذهانهم، وفي وعيهم الباطن، ولكن من خلال شركة اليوم، نبذ الناس في أفكارهم ووعيهم هذا القول عن السلوك الأخلاقي، فهل ستظل تلتزم به في تعاملاتك مع الآخرين؟ عندما تواجه نزاعًا، فماذا ينبغي أن تفعل؟ (أولًا، ينبغي أن نتخلى عن هذه الفلسفة الشيطانية المتمثلة في "إذا ضربت الآخرين، فلا تضربهم على وجوههم؛ وإذا واجهت الآخرين، فلا تصرِّح بعيوبهم". ينبغي أن نأتي بهدوء أمام الله للصلاة ونطلب الحق، ونبحث في كلام الله عن مبادئ الحق التي ينبغي أن تُمارس). إذا لم نعقد شركة عن هذه الأشياء، فستشعرون أنكم لم ترو أبدًا الأشخاص والأشياء، أو تتصرفوا أو تفعلوا وفقًا للمعيار الأخلاقي المتمثل في "إذا ضربت الآخرين، فلا تضربهم على وجوههم؛ وإذا واجهت الآخرين، فلا تصرِّح بعيوبهم". الآن بعد أن كُشفت هذه المشكلة، انظر بنفسك ما إذا كنت متأثرًا بهذه الأفكار والآراء عندما يحلُّ شيء مشابه بعد ذلك، أي ما إذا كانت هذه الأشياء موجودة في أفكارك وآرائك. حينئذ، ستكتشف على نحو طبيعي أن هناك الكثير من الأمور التي تتأثر فيها بهذه الأفكار والآراء، مما يعني أنه في الكثير من البيئات وعندما تحدث أشياء كثيرة، فإنك لا تزال متأثرًا بهذه الأفكار والآراء، وقد تأصلت في أعماق روحك، وتستمر في إملاء كلماتك وأفعالك وإملاء أفكارك. ما لم تكن قد توصلت لهذا الإدراك، ولم تهتم بهذه المشكلة أو تتابعها، فلن تكون على دراية بها بالتأكيد، ولن تعرف ما إذا كنت متأثرًا بهذه الأفكار والآراء. عندما تسعى وراء المشكلة بصدق وتكون شديد الدقة حيالها، ستجد أن سموم الثقافة التقليدية غالبًا ما تتدفق في ذهنك. لا يعني ذلك أنك لا تملكها، بل يعني أنك لم تأخذها على محمل الجد من قبل، أو أنك أخفقت تمامًا في إدراك ماهية جوهر أقوال الثقافة التقليدية هذه بالضبط. ما الذي يجب إذًا أن تفعلوه لتكونوا على دراية بمثل هذه المشكلات في أعماق أذهانكم؟ عليكم أن تتعلموا التأمل والتفكير. كيف يجب على المرء أن يتأمل ويفكر؟ يبدو هذان المصطلحان في غاية البساطة؛ فكيف يمكن للمرء أن يستوعبهما؟ على سبيل المثال، لنفترض أنك تنشر الإنجيل وتشهد لله مع بعض الأشخاص الذين يستكشفون الطريق الحق. قد يكونون على استعداد في البداية للاستماع، ولكن بعد عقد الشركة لفترة، لا يعد بعضهم يرغبون في الاستماع. في هذه المرحلة، عليك بالتفكير: "ما الذي يحدث هنا؟ هل شركتي ليست مصمَّمة جيدًا لتلائم مفاهيمهم ومشكلاتهم؟ أم أنني لم أعقد شركة عن الحق على نحو واضح ويمكن استيعابه؟ أم أنهم انزعجوا من بعض الشائعات أو المغالطات التي سمعوها؟ لماذا لا يستمر بعضهم في الاستكشاف؟ ما المشكلة بالضبط؟" هذا هو التأمل، أليس كذلك؟ التفكير في الأمر بأخذ كل جوانبه في الاعتبار، دون إغفال أي تفصيل. ما هدفك من مراعاة هذه الأمور؟ إنه العثور على أصل المشكلة وجوهرها، ثم حلها. إذا لم تتمكَّن من إيجاد حلول لهذه المشكلات بصرف النظر عن مدى تفكيرك فيها، فينبغي أن تجد شخصًا يفهم الحق وتطلب منه. انظر إلى كيفية نشره للإنجيل والشهادة لله، وكيف يشعر بدقة بالمفاهيم الرئيسية للأشخاص الذين يستكشفون، وكيف يحلها بعد ذلك من خلال عقد الشركة عن الحق، وفقًا لكلام الله. ألا يجعل هذا العمل يبدأ؟ التفكير هو الخطوة الأولى؛ أما العمل فهو الخطوة الثانية. سبب العمل هو التحقُّق مما إذا كانت المشكلة التي تفكر فيها هي المشكلة الصحيحة، وما إذا كنتَ قد خرجت عن المسار. عندما تكتشف أصل المشكلة، ستبدأ في التحقق مما إذا كانت المشكلة التي تفكر فيها هي المشكلة الصحيحة أم الخطأ. بعد ذلك، ابدأ في حل المشكلة التي تحققتَ من أنها المشكلة الصحيحة. على سبيل المثال، عندما يسمع الأشخاص الذين يستكشفون الطريق الحق شائعات ومغالطات وتنمو فيهم مفاهيم، فعليكَ قراءة كلمات الله لهم بطريقة تستهدف مفاهيمهم. من خلال عقد الشركة حول الحق بوضوح، شرِّح مفاهيمهم تمامًا وعالجها، وأزل العقبات الموجودة في قلوبهم. سيكونون بعد ذلك على استعداد لمواصلة استكشافهم. هذه هي بداية حل المشكلة، أليس كذلك؟ الخطوة الأولى في حل المشكلة هي مراعاتها، والتأمل فيها، والعمل بدقة على تحديد جوهرها وسببها الجذري في ذهنك. بمجرد أن تتحقق من ماهيتها، ابدأ في حل المشكلة وفقًا لكلام الله. وفي النهاية، عندما تُحل المشكلة، سيكون الهدف قد تحقق. لذا، هل العبارات الخاصة بالسلوك الأخلاقي مثل "إذا ضربت الآخرين، فلا تضربهم على وجوههم؛ وإذا واجهت الآخرين، فلا تصرِّح بعيوبهم" لا تزال موجودة في أفكارك وآرائك، أم لا؟ (بلى، موجودة). كيف يجب أن تُحل هذه المشكلات؟ عليك أن تراعي كل ما يحلُّ بك عادة. وهذه خطوة حاسمة. أولًا، عُد بتفكيرك إلى كيف سلكتَ حينما حلَّت بك مثل هذه الأشياء سابقًا. هل سيطرت عليك أقوال مثل "إذا ضربت الآخرين، فلا تضربهم على وجوههم؛ وإذا واجهت الآخرين، فلا تصرِّح بعيوبهم؟" وإذا كنتَ كذلك، فما كانت مقاصدك؟ ماذا قلتَ؟ وماذا فعلتَ؟ وكيف تصرفتَ؟ وكيف سلكتَ؟ بمجرد أن تستقر وتأخذ هذه الأشياء بعين الاعتبار، ستكتشف بعض المشكلات دون حتى أن تشعر بذلك. في هذه المرحلة، ينبغي أن تطلب الحق وتعقد شركة مع الآخرين، وتحل هذه المشكلات وفقًا لكلمات الله ذات الصلة. جاهِد في حياتك الواقعية لتنبذ تمامًا تلك الآراء الخاطئة التي تدافع عنها الثقافة التقليدية، ثم اتخذ كلام الله والحق كمبادئ للتفاعل مع الناس، وعامل الناس والأحداث والأشياء وفقًا لمبادئ الحق. هذا هو السبيل لحل المشكلات، من خلال تشريح مختلف الأفكار والآراء والأقوال للثقافة التقليدية وفقًا لكلام الله، ثم عليك أن ترى بوضوح تام لما إذا كانت الثقافة التقليدية إيجابية وقويمة حقًّا، بناءً على عواقب تمسُّك البشريَّة بهذه الآراء الخاطئة. سترى بعد ذلك بوضوح أن "إذا ضربت الآخرين، فلا تضربهم على وجوههم؛ وإذا واجهت الآخرين، فلا تصرِّح بعيوبهم" هو مجرد أسلوب سلوكي مراوِغ يتبناه الناس من أجل الحفاظ على علاقاتهم الشخصية. ولكن إذا لم يتغيَّر جوهر طبيعة الناس، فهل يمكن للناس أن يتآلفوا على المدى البعيد؟ عاجلًا أم آجلًا، ستنهار الأشياء. لذلك، لا يوجد أصدقاء حقيقيون في العالم البشري؛ مجرد القدرة على الحفاظ على علاقة جسدية أمر جيد في حد ذاته. إذا كان لدى الناس القليل من الضمير والعقل، وكانوا طيِّبي القلب، فيمكنهم الحفاظ على علاقة سطحية مع الآخرين، دون أن تنهار. أما إذا كانوا أشرارًا وخبثاء وشرسين في إنسانيتهم، فلن يكون لديهم أي سبيل للتواصل مع الآخرين، ولا يمكنهم سوى استغلال بعضهم بعضًا. بعد رؤية هذه الأشياء بوضوح – أي بعد رؤية جوهر طبيعة الناس بوضوح – يمكن تحديد الطريقة التي يجب أن يتبناها الناس في تفاعلاتهم مع بعضهم بعضًا على نحو أساسي، ويمكن أن تكون قويمة ومعصومة ومتوافقة مع الحق. من خلال اختبار شعب الله المختار لدينونة الله وتوبيخه، يمكنه الآن رؤية القليل من جوهر البشريَّة. لذلك، في التفاعلات بين الناس – أي في العلاقات الشخصية العادية – يمكنهم أن يروا أهمية أن تكون شخصًا صادقًا، وأن معاملة الناس وفقًا لكلام الله والحق هي المبدأ الأسمى والأكثر حكمة، فهو لن يصيب الناس بأي ضيق أو كرب. ومع ذلك، سيواجه الناس حتمًا بعض الصراع في أرواحهم عندما يختبرون كلام الله ويمارسون الحق، بمعنى أن الشخصيات الفاسدة ستظهر غالبًا لتُزعجهم وتمنعهم من ممارسة الحق. هذه الأفكار والمشاعر والآراء المتعددة الأوجه التي تنتجها الشخصيات البشريَّة الفاسدة ستمنعك دائمًا من ممارسة الحق وكلام الله، بدرجات متفاوتة، وعندما يحدث ذلك، ستواجه الكثير من التدخلات والعقبات المؤثرة التي تعرقل ممارسة الحق. عندما تظهر هذه العقبات، لن تعود تقول، كما تفعل الآن، إن ممارسة الحق أمر يسير. لن تقول ذلك بسهولة. بحلول ذلك الوقت، ستكون في معاناة وحزن، وفقدت شهيتك للطعام، وعاجز عن النوم جيدًا. قد يجد بعض الناس أن الإيمان بالله صعبًا للغاية ويريدون الاستسلام. أنا مقتنع أن الكثير من الناس عانوا كثيرًا من أجل ممارسة الحق والدخول إلى الواقع، وجرى تهذيبهم مرَّات لا تحصى، وخاضوا معارك لا حصر لها في قلوبهم، وذرفوا دموعًا لا تُعَد ولا تحصى. أليس كذلك؟ (بلى). إن خوض هذه العذابات عملية ضرورية، ويجب على الجميع، دون استثناء، أن يمروا بها. في عصر الناموس، أخطأ داود، ثم تاب فيما بعد واعترف لله. كم بكى؟ كيف وُصفَ في النص الأصلي؟ ("أُعَوِّمُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ سَرِيرِي بِدُمُوعِي. أُذَوِّبُ فِرَاشِي" (المزامير 6: 6)). كم من الدموع لا بد أنه ذرف ليجعل فراشه يعوَّم! هذا يدل على شدة وعمق الندم والعذاب اللذين شعر بهما حينها. هل ذرفتم الكثير من الدموع؟ إنَّ مقدار الدموع التي ذرفتموها ليست حتى جزءًا من مئة من دموعه، مما يُظهر أن درجة كراهيتكم لشخصياتكم الفاسدة ولأجسادكم وتعدياتكم بعيدة عن أن تكون كافية، وأن عزمكم ومثابرتكم في ممارسة الحق أبعد ما تكون عن الكفاية. أنتم لم تصلوا بعد إلى المستوى المطلوب؛ فأنتم بعيدون كل البعد عن بلوغ مستوى بطرس وداود. حسنًا، لننهي شركة اليوم هنا.
16 أبريل 2022
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.