ماذا يعني السعي إلى الحق (5) (الجزء الثاني)
لقد تحدثتُ كثيرًا بالفعل عن موضوع ما يعتقد الإنسان وفقًا لمفاهيمه أنه صحيح وجيد، وكررتُ كلامي مرارًا وتكرارًا لإفهامكم أنه على الرغم من ابتعاد هذه الموضوعات إلى حد ما عن الحق وأنها لا ترقى إلى مستوى الحق، فإنها مرتبطة بآراء الإنسان عن الأشخاص والأشياء وتصرُّف الإنسان وأفعاله. ولذلك، لا تعتبروا أن هذه الموضوعات ليست حقائق، أو نوع من المعرفة أو النظرية. إنها ليست فارغة، فالأشياء التي يعتبرها الناس صحيحة وجيدة في مفاهيمهم دائمًا ما تكمن في أعماق قلوبهم، وتتحكم في خواطرهم، وتتحكم في المنظور ووجهة النظر اللذين من خلالهما يرون الناس والأشياء ويتصرفون ويفعلون. ولذلك، يجب شرح هذه الأشياء بوضوح حتى يتمكن الناس من فهمها وربح التمييز بشأنها، وبالتالي يتخلون عن مفاهيم الإنسان عن السلوك الجيد والأشياء من هذا القبيل ولا يتعاملون مع هذه الأشياء أبدًا على أنها إيجابية أو باعتبارها المعايير السلوكية لآرائهم عن الناس والأشياء وتصرُّفهم وعملهم. تلك الأشياء ليست كلام الله على الإطلاق، وبالطبع فإنها ليست الحق. وما عليكم عمله هو تصحيح وجهة النظر والموقف اللذين ترون من خلالهما الناس والأشياء باستمرار، وتتصرفون وتعملون، بينما تفحصون باستمرار ما إذا كان كل مفهوم ووجهة نظر ينشآن في عقولكم يتوافقان مع الحق. يجب أن تعكسوا فورًا مفاهيمكم ووجهات نظركم الخاطئة، ثم تتمسكوا بالموقف الصحيح وتروا الناس والأشياء وتتصرفوا وتعملوا وفقًا لكلام الله باستخدام المعايير السلوكية التي يتطلبها الله. هذه هي الممارسة الأكثر أساسية للسعي إلى الحق. وهذا أيضًا نوع من اتجاه السعي وهدفه الذي يجب أن تمتلكه عندما تجاهد لنيل الخلاص وعيش الإنسانية الطبيعية. نظرًا لأنكم انتهيتم للتو من الاستماع إلى هذه الكلمات، ربما لا يكون فهمكم لها عميقًا أو ملموسًا بدرجة كبيرة، ولكن لا تقلقوا. بعد أن يتعمق اختباركم لكلام الله باستمرار، وبعد أن تشرّحوا الأشياء التي يُعتقَد أنها صحيحة ضمن مفاهيم الثقافة التقليدية وتميزوها باستمرار، سوف تتمكنون في النهاية من نبذ الادعاءات المتنوعة للثقافة التقليدية. لن تُقيِّموا سلوك الناس أبدًا وفقًا للثقافة التقليدية، بل سوف تُقيِّمون الناس وفقًا لكلام الله والحق. وبهذه الطريقة، سوف تكونون قد أخرجتم تمامًا مفاهيم الثقافة التقليدية ونبذتموها. إذا كنت لا تفهم الحق ولا تفهم سوى التعاليم البسيطة، وكنت تعلم أن السلوكيات التي تتطلبها الثقافة التقليدية غير صالحة، فربما تقول لنفسك: "أنا شخص عصري ومبتعد عن الجموع الدنيوية. أنا لست تقليديًا للغاية وأنفر حقًا من الثقافة التقليدية ولا أحب مراعاة العادات والطقوس المملة". ولكن عندما ترى الناس والأشياء، سوف تظل تستخدم بطبيعة الحال مفاهيمك السابقة لرؤيتهم وتقييمهم. سوف تدرك في ذلك الوقت أن جميع ادعاءاتك حول كونك شخصًا عصريًا وليس رجعيًا أو تقليديًا جدًا ويمكنه قبول الحق، كانت في الواقع زائفة وخاطئة، وأنك انخدعت بمشاعرك. وعندها فقط سوف تدرك أن الخواطر والآراء والمفاهيم القديمة قد ترسخت في أعماق قلبك منذ فترة طويلة وأنها لا تختفي فور أن تغير مفاهيمك أو تنبذ أفكارًا معينة، فالقول بأنك شخص مواكب لروح العصر الجديد وشخص عصري هو مجرد تسمية سطحية لا يرجع سببها إلا إلى أنك وُلِدتَ في جيل وعصر مختلفين، لكن جميع تلك الأشياء الرجعية والمعادية لله والتي هي مشتركة بين جميع البشر موجودة فيك أيضًا بلا استثناء. ما دمتَ بشرًا، سوف تكون لديك هذه الأشياء. وإذا كنت لا تصدق هذا، فاربح المزيد من الخبرة. سوف يأتي يوم تقول فيه "آمين" على كلامي هذا. يقول أولئك الناس الذين لا يملكون الفهم الروحي وأولئك المتكبرون والمغرورون لأنفسهم: "أنا حاصل على شهادة ماجستير ودكتوراه، وعشتُ أعوامًا طويلة في هذا المجتمع، وتعرَّضتُ إلى ثقافة العصر الجديد وتعليمه، وخصوصًا التعليم الغربي. كيف لا أزال أضمر تلك الأشياء الرجعية؟ إن التقاليد هي الأسوأ بالنسبة إليّ. أنا أمقت تلك القواعد عديمة الجدوى لأقصى درجة. عندما تجتمع عائلتي وتتحدث عن الأشياء والقواعد التقليدية، فإنني لا أريد الاستماع على الإطلاق". لا تتسرع لإنكارها. سوف يأتي يوم في النهاية تتخلى فيه عن أفكارك. سوف تعترف بأنه لا يمكن أن يوجد فرد عادي من الجنس البشري أفسده الشيطان أكثر منك. وعلى الرغم من أنك لم تقبل المفاهيم الرجعية الموجودة بداخلك أو تُظهِرها طواعية، فإن الثقافة التقليدية وأسلاف الجنس البشري قد أصابوك وكيفوك منذ زمن بعيد. توجد هذه الأشياء من دون استثناء في قرارة نفسك وفي خواطرك ومفاهيمك. لمَ هذا؟ لأن جوانب الثقافة التقليدية هذه ليست تعبيرات بسيطة ولا أقوال أو طرق بسيطة، بل هي بالأحرى نوع من التفكير والنظرية، ولها تأثير تضليل الإنسان وإفساده. هذه الأقوال والطرق لا تأتي من الإنسانية الفاسدة، بل من الشيطان. ما دمتَ تعيش تحت نفوذ الشيطان، لا يمكنك تجنب تكييف هذه الأشياء وتضليلها وإفسادها لك. الآن بعد أن سمعت كلامي، سوف تشعر أنه جميعه حقائق وأنه الحق. عندما تكون قد اختبرت كلامي هذا، سوف تكتشف أنه على الرغم من أنك لا تحب الثقافة التقليدية أو العادات والطقوس المملة أو القواعد عديمة الجدوى، فإن أسس رؤيتك للناس والأشياء وتصرُّفك وفعلك تأتي حتمًا من الإنسان. إنها تنتمي إلى جوهر الثقافة التقليدية، وهي أشياء ضمن الثقافة التقليدية، فأنت لا ترى الناس والأشياء، وتتصرف وتفعل وفقًا لكلام الله بحيث يكون الحق معيارًا لك. سوف تعلم في ذلك الوقت أنك سوف تستطيع أن ترى بوضوح أنه قبل أن يكون الناس قد ربحوا الحق، إذا لم يسعوا إلى الحق أو يفهموه، فإنهم يحملون سم الشيطان، وقطعة من الشيطان، ومكائد الشيطان معهم فيما يعيشون الإنسانية الطبيعية الأكثر أساسية. إن كل ما يعيشونه سلبي ومُزدرى من الله، وهو بمجمله يرتبط بالجسد ولا علاقة له بالأشياء الإيجابية التي يُقدِّمها الله ويحبها وتتوافق مع مقاصده. لا يوجد تداخل على الإطلاق، ولا يوجد حتى أي تشابه بينهما. من المهم للغاية رؤية هذه المشكلات بوضوح، وإلا فلن يعرف الناس معنى ممارسة الحق. سوف يتشبثون إلى الأبد بالسلوكيات الجيدة التي يعتقد الإنسان أنها أشياء إيجابية، ولذلك لن يلقى سلوكهم ومظاهرهم استحسان الله أبدًا. إذا أحب الشخص الحق، فسوف يتمكن من قبوله والسعي إليه. سوف يرى الناس والأشياء ويتصرف ويفعل وفقًا لكلام الله تمامًا، بحيث يكون الحق معيارًا له. وبهذه الطريقة، سوف يتمكن من الانطلاق في مسار الحياة الذي عينه الله للإنسان. رؤية المرء للناس والأشياء ويتصرف ويفعل وفقًا لكلام الله تمامًا بحيث يكون الحق معيارًا له – مبدأ الحق هذا مهم وحتمي للغاية للإنسان. إنه مبدأ الحق الذي يجب على المرء أن يمتلكه عند السعي إلى الخلاص والاجتهاد لعيش حياة لها مغزى. يجب أن تقبل هذا. لا مجال للاختيار في هذا الشأن ولا استثناءات لأحد. إذا كنت لا تسعى إلى الحق ولا تقبل مبدأ الحق هذا، فبصرف النظر عما إذا كنت كبيرًا أو صغيرًا، أو واسع المعرفة أو لستَ كذلك، وبصرف النظر عما إذا كنت شخصًا مؤمنًا أو قليل الإيمان، وبصرف النظر عن الطبقة الاجتماعية التي تنتمي إليها أو عِرقك، لن تكون لديك أي علاقة بالمعايير التي يطلبها الله من دون استثناء. ما يجب أن تفعله هو أن تجاهد لترى الناس والأشياء وتتصرف وتفعل وفقًا لكلام الله تماما، بحيث يكون الحق معيارًا لك. هذا هو الطريق الوحيد الذي ينبغي أن تسلكه. ينبغي ألا تختار بعناية قائلًا: "سوف أقبل شيئًا ما على أنه الحق إذا كان يتناسب مع مفاهيمي، ولكن إذا لم يتناسب، فسوف أرفض قبوله. سوف أفعل الأشياء بطريقتي الخاصة، ولا توجد حاجة لي للسعي إلى الحق. لستُ بحاجة إلى رؤية الناس والأمور والأشياء من وجهة نظر كلام الله. لديَّ آرائي الخاصة، وهي نبيلة وموضوعية وإيجابية تمامًا. إنها ليست مختلفة كثيرًا عن كلام الله، ولذلك يمكنها بالطبع أن تحل محل كلام الله والحق. لستُ بحاجة إلى ممارسة كلام الله في هذا الصدد أو التصرف وفقًا له". هذا النوع من وجهة النظر وطريقة السعي خطأ. مهما كانت آراء الشخص جيدة أو صحيحة، فإنها لا تزال خطأ، إذ لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تحل محل الحق. إذا كنت لا تستطيع قبول الحق، فإن كل ما تسعى إليه سيكون خطأ. ولذلك السبب أقول إنه ليس لديك أي خيار في مسألة "رؤية الناس والأشياء والتصرف والفعل وفقًا لكلام الله تمامًا، بحيث يكون الحق معيارًا لك". كل ما يمكنك فعله هو التصرف بإخلاص وفقًا لهذه العبارة، وتنفيذها واختبارها شخصيًا، وربح المعرفة تدريجيًا بها، والاعتراف بشخصيتك الفاسدة، والدخول في واقع هذه العبارة. فعندئذٍ فقط سوف يكون الهدف الذي تحققه في النهاية هو الهدف الذي يجب على المرء تحقيقه من خلال السعي إلى الحق. وإلا، فإن عملك الشاق وكل ما تخليت عنه وجميع الأثمان التي دفعتها سوف تختفي وسوف تكون جميعها هباءً. هل تفهم؟
ماذا يعني السعي إلى الحق؟ (أن يرى الناس والأشياء ويتصرف ويفعل وفقًا لكلام الله تماما، بحيث يكون الحق معيارًا له). ذلك صحيح. مارس هذه الكلمات بضمير حي وبصفة مطلقة وشاملة. اجعل هذه العبارة هدفًا لسعيك وواقع حياتك، وعندئذٍ سوف تكون شخصًا يسعى إلى الحق. لا تُلوّث بأي شكل من الأشكال، ولا تُلوّث بأي إرادة بشرية، ولا تتمسك بأي عقلية حظ. تلك هي الطريقة الصحيحة للتصرف، وسوف يكون لديك حينها رجاء في ربح الحق. هل من الضروري إذًا عقد الشركة عن مفاهيم الإنسان عن السلوك الجيد وتشريحها؟ (نعم). ماذا يمكن أن يُقدِّمه لكم هذا من إرشاد ومساعدة إيجابيين؟ هل يمكن أن تصبح هذه الكلمات أساسًا ومعيارًا لكيفية رؤيتكم للناس والأشياء وكيفية تصرُّفكم وأفعالكم؟ (نعم، يمكنها ذلك). إذا كان يمكنها ذلك، فاقرأ هاتين الشركتين جيدًا مصليًا إياها أثناء الاجتماعات والعبادة. بمجرد أن يكون لديك فهم شامل لهذه الكلمات، سوف تتمكن من رؤية الناس والأشياء بدقة والتصرف والفعل وفقًا لكلام الله. وبتلك الطريقة، سوف يكون لديك أساس ومعيار لما تقوله وتفعله. سوف ترى الناس بدقة، وسوف يكون المنظور والموقف الذي ترى من خلالهما الأشياء صحيحًا أيضًا. لن تعود ترى الناس والأشياء بناءً على عواطفك أو مشاعرك، ولا بناءً على الثقافة التقليدية أو الفلسفات الشيطانية. عندما يكون لديك الأساس الصحيح، سوف تكون نتائج آرائك عن الناس والأشياء دقيقة نسبيًا. أليس هذا هو الحال؟ (بلى). ولذلك، لا خيار لديكم في قبول هذه الكلمات أو رفضها، فأنا لا أجتمع معكم وأعقد الشركة حول هذه الموضوعات لمجرد تمضية الوقت أو لمجرد تسلية نفسي نظرًا لشعوري بالملل. إنني أفعل ذلك لأن هذه المشكلات شائعة بين جميع الناس، وهي مشكلات يجب أن يفهمها الناس في طريق سعيهم إلى الحق وتحقيق الخلاص. ومع ذلك، لا تزال هذه المسائل غير واضحة للناس، فهم غالبًا ما يصبحون مقيدين ومتورطين في هذه المسائل، فهذه المشكلات تعرقلهم وتزعجهم. وبالطبع، لا يفهم الناس أيضًا الطريق إلى تحقيق الخلاص. بصرف النظر عما إذا كان ذلك من منظور مجهول أو معلوم، أو من منظور إيجابي أو سلبي، ينبغي على الناس التأكد من وضوح هذه المشكلات لهم وفهمهم لها. وبهذه الطريقة، عندما تواجه مشكلات مثل هذه في الحياة الواقعية ويكون أمامك خيار، سوف تتمكن من طلب الحق، وسوف يكون المنظور والموقف اللذين ترى من خلالهما المشكلة صحيحين، وسوف تتمكن من الالتزام بالمبادئ. بتلك الطريقة، سوف يكون لقراراتك وخياراتك أساس، وسوف تتوافق مع كلام الله. لن تعود تنخدع بالفلسفات والمغالطات الشيطانية، ولن تعود تنزعج بسموم الشيطان وادعاءاته السخيفة. وبعد ذلك، عندما يتعلق الأمر برؤية الناس والأشياء، وهو أبسط المستويات، سوف تستطيع أن تكون موضوعيًا وعادلًا في كيفية رؤيتك شيء أو شخص. لن تؤثر فيك مشاعرك أو الفلسفات الشيطانية ولن تسيطر عليك. ولذلك، على الرغم من أن إدراك السلوكيات التي يعتقد الناس أنها جيدة وفقًا لمفاهيمهم وتمييزها ليسا أمرًا رئيسيًا في عملية السعي إلى الحق، فهما مرتبطان ارتباطًا وثيقًا بحياة الناس اليومية. أي أن الناس يواجهون هذه الأشياء كثيرًا في حياتهم اليومية. مثال ذلك، لنفترض أن شيئًا ما قد حدث وتريد أن تتصرف بطريقة ما، لكن شخصًا آخر يطرح وجهة نظر مختلفة وأنت لا تشعر بالارتياح من طريقة تصرُّفه المعتادة، فكيف ينبغي عليك التعامل مع وجهة نظره؟ كيف ينبغي أن تتعامل مع هذا الأمر؟ سوف يكون من الخطأ بالنسبة إليك أن تتجاهله فحسب. نظرًا لأن لديك وجهة نظر أو تقييم معين عنه أو نتيجة توصلت إليها عنه، فإن هذه الأشياء سوف تؤثر على تفكيرك وحكمك، ومن المرجح أن تؤثر على حكمك على هذا الأمر. ولذلك السبب، يجب أن تتعامل مع رأيه المختلف بهدوء وتميزه وتراه بوضوح وفقًا للحق. إذا كان ما قاله يتوافق مع مبادئ الحق، فينبغي أن تقبله. وإذا لم تستطع رؤية الأمر بوضوح، سوف تشعر دائمًا بالارتباك وعدم الاستعداد والاضطراب والتشوش عندما تواجه موقفًا أو شخصًا كهذا ثانيةً، بل وقد يتخذ بعض الناس إجراءات متطرفة لتناول الموقف والتعامل معه، ومن المؤكد أن أحدًا لا يرغب في رؤية النتائج النهائية لهذا. إذا كنت تستخدم معايير القياس التي يطلبها الله لرؤية شخص ما، فمن المرجح أن تكون النتيجة النهائية جيدة وإيجابية، ولن يوجد تعارض بينكما، وسوف تتناغمان معًا. ومع ذلك، إذا استخدمت منطق الشيطان ومعايير مفاهيم الإنسان عن السلوك الجيد لرؤية الشخص، فمن المرجح أن ينتهي الأمر بكليكما بالشجار والجدال. سوف تكون النتيجة هي أنكما لا تستطيعان التوافق، وسوف تتبع ذلك أشياء عديدة: ربما يقلل أحدكما من الآخر، ويستخف أحدكما بالآخر، ويدين أحدكما الآخر، وفي حالات خطيرة قد تنخرطان في عراك بدني، وفي النهاية، سوف يتأذى ويخسر كلا الجانبين. ولا أحد يريد أن يرى ذلك. وبناءً عليه، فإن الأشياء التي يغرسها الشيطان في الناس لا يمكن أن تساعدهم أبدًا على أن ينظروا إلى الناس أو الأشياء بنظرة موضوعية أو عادلة أو منطقية، في حين أنه عندما يرى الناس شيء أو شخص ويُقيِّمونه وفقًا للمعايير السلوكية التي يتطلبها الله وأخبر الإنسان بها ووفقًا لكلام الله والحق، سوف تكون النتيجة النهائية بالتأكيد موضوعية لأنها غير ملوثة بالتهور أو بعواطف الإنسان ومشاعره. لا يمكن أن يأتي من هذا إلا الأشياء الجيدة. وفي ضوء هذا، ما الذي يحتاج الناس إلى قبوله: مفاهيم الإنسان عن الأشياء الجيدة أم المعايير السلوكية التي يتطلبها الله؟ (المعايير السلوكية التي يتطلبها الله). أنتم جميعًا تعرفون الإجابة عن هذا السؤال، ويمكنكم الرد عليه بشكل صحيح. سنتوقف عن عقد شركتنا حول هذا الموضوع هنا. ما عليكم عمله بعد ذلك هو الاستمرار في التأمل، وعقد الشركة حول هذه الأشياء، وتنظيم هذه المسائل بطريقة منهجية، والتوصل إلى العديد من مبادئ وطرق الممارسة، ثم الخضوع لها واختبارها باستمرار في حياتكم اليومية، والدخول إلى واقع هذه الكلمات. بطبيعة الحال، فإن الدخول إلى واقع هذه الكلمات هو الواقع الأول للحق الذي يسعى الناس إليه ويدخلون فيه. وبهذه الطريقة، يصل الناس تدريجيًا من خلال مسار الاختبار إلى درجات متفاوتة من الفهم والمعرفة لكل جانب من جوانب محتوى هذه الشركة، ويحققون بشكل تدريجي مكاسب من وجهات نظر مختلفة. كلما ازداد ربحك، تعمقت معرفتك الاختبارية ودخولك إلى هذه الكلمات. وكلما تعمق دخولك إليها واختبارك لها، تعمق دخولك إلى آرائك عن الناس والأشياء وتصرُّفك وأفعالك ومعرفتك الاختبارية عنها. وعلى النقيض من ذلك، إذا لم تدخل إلى هذه الكلمات على الإطلاق بل نظرت إليها وفهمت معناها الحرفي واكتفيت بهذا الحد، وعشت كالمعتاد، ولم تطلب الحق عند ظهور المشكلات، ولم تضع تلك المشكلات في مقارنة وفقًا لكلام الله، ولم تحلها وفقًا لكلام الله، فلن تتمكن أبدًا من الدخول إلى واقع كلام الله. ماذا يعني القول إنك لن تستطيع الدخول إلى واقع الحق؟ يعني أنك لست شخصًا يحب الحق وأنك لن تمارس الحق أبدًا لأنك لن ترى الناس والأشياء ولن تتصرف وتفعل أبدًا وفقًا لكلام الله بحيث يكون الحق معيار لك. أنت تقول: "ما زالت حياتي جيدة على الرغم من أنني لا أعتبر كلام الله أساسًا لي ولا الحق معيارًا لي". ماذا تقصد بقول "حياتي جيدة"؟ هل تسير الأمور على ما يرام ما دمتَ على قيد الحياة؟ إن الهدف من سعيك ليس تحقيق الخلاص، وأنت لا تقبل الحق أو تفهمه، لكنك تقول إن حياتك جيدة. إذا كان ذلك هو الحال، فإن جودة حياتك دون المستوى تمامًا، وجودة الإنسانية التي تعيشها منخفضة للغاية. وعلى حد قول إحدى المقولات الدارجة، فأنت أشبه بشيطان أكثر من كونك شخصًا، لأنك لا تأكل وتشرب كلام الله ولا تفهم الحق، بل لا تزال تعيش بشخصية شيطانية وفلسفات شيطانية، وأنت مجرد غير بشر مغطى بهيئة بشرية. ما الجودة أو القيمة التي تتمتع بها حياة شخص مثل ذلك؟ ليست لها فائدة لك أو للآخرين، فجودة هذا النوع من الحياة رديئة للغاية ومنعدمة القيمة.
هل تعلمون سبب عقدي للشركة عن هذه المفاهيم التقليدية والثقافة التقليدية وتشريحي لها اليوم؟ هل السبب فقط هو أنني لا أحبها؟ (لا، ذلك ليس هو السبب). إذًا، ما أهمية عقد الشركة حول هذه الموضوعات؟ ما الهدف النهائي منها؟ (إنها تساعدنا على فحص السلوكيات والمظاهر التي ما زلنا نضمرها والتي تمليها الثقافة التقليدية والعيش وفقًا للفلسفات الشيطانية. بعد أن نتوصل إلى فهم الحق ونربح التمييز، سوف نستطيع عيش الإنسانية الطبيعية وفقًا للمتطلبات والمعايير التي أعطانا الله إياها، ونسير في طريق السعي إلى الحق). هذا صحيح، لكنه مستفيض نوعًا ما. ما الإجابة الأبسط والأكثر مباشرة؟ يوجد هدف نهائي واحد من عقد الشركة حول هذه الموضوعات، وهو إفهام الناس ماهية الحق وماهية ممارسة الحق. بمجرد أن يتضح هذان الأمران للناس، سوف يكون لديهم تمييز للسلوكيات الجيدة التي تروج لها الثقافة التقليدية. لن يعودوا يتعاملوا مع تلك السلوكيات الجيدة كمعايير لممارسة الحق أو للعيش شبه الإنسان. لا يمكن للناس التخلص من أغلال الثقافة التقليدية والتخلص من تفاهماتهم ووجهات نظرهم الخاطئة عن ممارسة الحق والسلوكيات الجيدة التي يجب أن يمتلكوها إلا بفهم الحق، وبهذه الطريقة وحدها يمكن للناس ممارسة الحق والسعي إليه بشكل صحيح. إذا كان الناس لا يعرفون ماهية الحق واعتبروا أن الثقافة التقليدية هي الحق، فسوف يكون اتجاه سعيهم وأهدافه ومساره خطأ. سيكونون قد ابتعدوا عن كلام الله، وتعارضوا مع الحق، وابتعدوا عن الطريق الحق. وعلى هذا النحو، فإنهم يسيرون في طريقهم الخاص ويضلون. إذا كان الناس الذين لا يفهمون الحق لا يقدرون على طلبه وممارسته، فماذا ستكون النتيجة النهائية؟ لن يربحوا الحق. وإذا لم يربحوا الحق، فإن إيمانهم لن يرقى إلى أي شيء مهما كانت قوته. ولذلك، فإن شركة اليوم وتشريح هذه المفاهيم التقليدية وهذه الادعاءات للثقافة التقليدية موضوع في غاية الأهمية والخطورة لجميع المؤمنين. أنتم تؤمنون بالله، ولكن هل تفهمون حقًا ماهية الحق؟ هل تعرفون حقًا كيفية السعي إلى الحق؟ هل أنتم متأكدون من أهدافكم؟ هل أنتم متأكدون من طريقكم؟ إذا لم تكن متأكدًا من أي شيء، فكيف يمكنك السعي إلى الحق؟ هل من الممكن أنك تسعى إلى الشيء الخطأ؟ هل من الممكن أنك تضل عن الطريق؟ هذا محتمل للغاية. ولذلك، على الرغم من أن الكلمات التي أعقد عنها الشركة اليوم تبدو بسيطة جدًا ظاهريًا وتبدو كلمات يفهمها الناس فورًا بمجرد سماعها، ومن وجهة نظركم لا يبدو حتى أنها تستحق الذكر، فإن هذا الموضوع وهذا المحتوى يرتبطان ارتباطًا مباشرًا بالحق ويتعلقان بمطالب الله. هذا ما لا تعرفه غالبيتكم. على الرغم من أنكم من حيث التعاليم تفهمون أن الثقافة التقليدية والعلوم الاجتماعية للبشر ليست هي الحق، وأن العادات والممارسات العرقية ليست هي بالتأكيد الحق، هل ترون في الواقع جوهر هذه الأشياء بوضوح؟ هل تخلصتم حقًا من أغلال هذه الأشياء؟ ليس بالضرورة. لم يطلب بيت الله قط من الناس بذل جهد في دراسة الثقافة والعادات والممارسات العِرقية، ومن المؤكد أن بيت الله لم يجعل الناس يقبلون أي شيء من الثقافة التقليدية. لم يذكر بيت الله هذه الأشياء قط. ومع ذلك، فإن الموضوع الذي أعقد حوله الشركة اليوم مهم للغاية. من الضروري بالنسبة إليّ أن أقول هذا بوضوح حتى تفهموا، فهدفي من قول هذه الأشياء ليس إلا جعل الناس يفهمون الحق ومقاصد الله، ولكن هل يمكنكم جميعًا فهم ما أقوله؟ إذا بذلتم بعض الجهد، ودفعتم قدرًا من الثمن، وبذلتم بعض الطاقة فيه، فسوف تتمكنون في النهاية من تحقيق مكاسب في هذا الجانب والنجاح في فهم هذه الحقائق. وعند فهم هذه الحقائق، ثم طلب الدخول في واقع الحق، سوف يكون من السهل عليك الحصول على نتائج.
أحد جوانب الأشياء التي يعتقد الإنسان وفقًا لمفاهيمه أنها صحيحة وجيدة التي عقدنا حولها الشركة من قبل كانت السلوك الجيد للإنسان. ماذا كان الجانب الآخر؟ (الأخلاق وجودة إنسانية المرء). وهي للتبسيط السلوك الأخلاقي للإنسان. على الرغم من أن البشر الفاسدين يعيشون جميعًا وفقًا لشخصياتهم الشيطانية، فإنهم بارعون براعة استثنائية في إخفاء حقيقتهم. بالإضافة إلى الأقوال المتعلقة بشكل خاص بالطرق والسلوكيات الظاهرية، فقد أنتجوا أيضًا العديد من الأقوال والمتطلبات المتعلقة بالسلوك الأخلاقي للإنسان. ما الأقوال التي يجري تداولها بين الناس وتتناول السلوك الأخلاقي؟ أدْرِجوا الأقوال التي تعرفونها وهي مألوفة لديكم، وبعدها سوف نختار بضعة أقوال شائعة لتشريحها وعقد الشركة حولها. (لا تحتفظ بالمال الذي تجده، استمد المتعة من مساعدة الآخرين). (سدد اللطف بكل امتنان). (ضحِّ بمصالحك من أجل الآخرين). (قابل الشر بالخير). (يجب أن تكون المرأة فاضلة وطيبة ولطيفة وأخلاقية). (كن صارمًا مع نفسك ومتساهلًا مع الآخرين). نعم، هذه جميعها أمثلة جيدة. بالإضافة إلى ذلك، توجد هذه الأقوال: "عندما تشرب ماء البئر، لا تنسى من حفره"، و"إذا ضربت الآخرين، فلا تضربهم على وجوههم. وإذا واجهت الآخرين، فلا تصرِّح بعيوبهم"، و"الإعدام لا يفعل شيئًا إلا دحرجة الرؤوس. كن لينًا قدر الإمكان". هذه جميعها متطلبات مطروحة فيما يتعلق بالسلوك الأخلاقي للإنسان. هل يوجد المزيد؟ (يجب رد فضل تقديم قطرة ماء بينبوع فائض). هذا أيضًا مطلب طرحته الثقافة التقليدية للبشر فيما يتعلق بالسلوك الأخلاقي للإنسان، وهو معيار لتقييم السلوك الأخلاقي للناس. ماذا يوجد أيضًا؟ (لا تفرض على الآخرين ما لا تريده). هذا أبسط نوعًا ما، لكنه مهم أيضًا. يوجد أيضًا: "سأتحمل رصاصة من أجل صديق"، و"الخادم المخلص لا يخدم ملكين، والمرأة الصالحة لا تتزوج بزوجين"، و"ينبغي على المرء ألا تفسده أبدًا الثروة أو يُغيِّره الفقر أو يحنيه الإكراه"، و"اخضع للمهمة وابذل قصارى جهدك حتى يوم احتضارك". أليست هذه أمثلة أخرى؟ (بلى). هذا قول آخر: "دودة القز في الربيع تنسج حتى تموت، والشموع تحترق حتى تجف دموعها". انظر إلى مدى سمو توقعاتها من تصرُّف الإنسان وسلوكه! إنها تريد أن يحترق الناس طوال حياتهم كشمعة ويتحولوا إلى رماد. ولا يُعتبَر الشخص صاحب شخصية أخلاقية سامية إلا عندما يتصرف بهذه الطريقة. أليس هذا توقعًا ساميًا؟ (بلى، إنه كذلك). لقد تأثر الناس بجوانب الثقافة التقليدية هذه وتقيدوا بها لآلاف الأعوام، وما النتيجة؟ هل يعيشون شبه الإنسان؟ هل يعيشون حياة ذات مغزى؟ يعيش الناس من أجل هذه الأشياء التي تتطلبها الثقافة التقليدية، ويضحون بشبابهم أو حتى حياتهم بأكملها في سبيلها، معتقدين أن حياتهم في غاية الروعة ومدعاة لقمة الافتخار. وفي النهاية عندما يموتون، فإنهم لا يعرفون ما الذي ماتوا من أجله أو ما إذا كان لموتهم أي قيمة أو معنى، أو ما إذا كانوا قد استوفوا مطالب خالقهم. يجهل الناس هذه الأشياء تمامًا. ما الأقوال والمتطلبات الأخرى للثقافة التقليدية فيما يتعلق بالسلوك الأخلاقي للناس؟ القولان: "كل شخص يتقاسم المسؤولية عن مصير بلده"، و"ابذل قصارى جهدك للتعامل بأمانة مع كل ما أوكله إليك الآخرون" يستوفيان المعايير. يوجد أيضًا القول: "كلمة النبيل سنده"، وهو مطلب يتعلق بمصداقية الإنسان. هل يوجد شيء آخر؟ (من الطين يخرج بلا شائبة، ويستحم في موج صافٍ دون أن يبدو مبهرَجًا). هذه العبارة تتداخل نوعًا ما مع هذا الموضوع. أعتقد أننا أدرجنا أمثلة كافية. تتضمن الأقوال التي تناولناها للتو المتطلبات التي طُرحت فيما يتعلق بتفاني الإنسان، وحب الوطن، والثقة، والعفة، بالإضافة إلى مبادئ التعامل مع الآخرين، وكيف ينبغي أن يتعامل الناس مع أولئك الذين ساعدوهم، أو كيفية رد المعروف، وما إلى ذلك. بعض هذه الأقوال أبسط، وبعضها الآخر أعمق قليلًا. أبسط الأقوال هو: "استمد المتعة من مساعدة الآخرين"، و"لا تحتفظ بالمال الذي تجده"، و"ينبغي على المرء ألا تفسده أبدًا الثروة أو يُغيِّره الفقر أو يحنيه الإكراه". هذه مطالب تتعلق بتصرُّف الإنسان. والقول "الخادم المخلص لا يخدم ملكين، والمرأة الصالحة لا تتزوج بزوجين" مطلب يتعلق بالاستقامة الأخلاقية للناس وعفتهم. تندرج هذه بشكل أو بآخر في نطاق مفاهيم الإحسان والبر واللياقة والحكمة والثقة في الثقافة الصينية التقليدية. كم عدد الأقوال التي أدرجناها الآن؟ (واحد وعشرون). اقرأوها لي. ("لا تحتفظ بالمال الذي تجده"، و"استمد المتعة من مساعدة الآخرين"، و"كن صارمًا مع نفسك ومتساهلًا مع الآخرين"، و"قابل الشر بالخير"، و"سدد اللطف بكل امتنان"، و"ضحِّ بمصالحك من أجل الآخرين"، و"يجب أن تكون المرأة فاضلة وطيبة ولطيفة وأخلاقية"، و"عندما تشرب ماء البئر، لا تنسى من حفره"، و"إذا ضربت الآخرين، فلا تضربهم على وجوههم. وإذا واجهت الآخرين، فلا تصرِّح بعيوبهم"، و"الإعدام لا يفعل شيئًا إلا دحرجة الرؤوس. كن لينًا قدر الإمكان"، و"يجب رد فضل تقديم قطرة ماء بينبوع فائض"، و"لا تفرض على الآخرين ما لا تريده"، و"سأتحمل رصاصة من أجل صديق"، و"الخادم المخلص لا يخدم ملكين، والمرأة الصالحة لا تتزوج بزوجين"، و"ينبغي على المرء ألا تفسده أبدًا الثروة أو يُغيِّره الفقر أو يحنيه الإكراه"، و"اخضع للمهمة وابذل قصارى جهدك حتى يوم احتضارك"، و"دودة القز في الربيع تنسج حتى تموت، والشموع تحترق حتى تجف دموعها"، و"كل شخص يتقاسم المسؤولية عن مصير بلده"، و"ابذل قصارى جهدك للتعامل بأمانة مع كل ما أوكله إليك الآخرون"، و"كلمة النبيل سنده"، و"من الطين يخرج بلا شائبة، ويستحم في موج صافٍ دون أن يبدو مبهرَجًا"). واليوم، سنُجري دراسة مسبقة لجميع أنواع الصفات "الجيدة" التي لخصتها البشرية فيما يتعلق بالسلوك الأخلاقي. تطرح المزاعم المتنوعة للثقافة التقليدية عن السلوك الأخلاقي متطلبات مختلفة لإنسانية المرء وسلوكه الأخلاقي. تطلب بعضها من الناس رد الجميل الذي يتلقونه، وتطلب بعضها أن يستمد الناس سعادتهم من مساعدة الآخرين، وبعضها طرق لتعامل المرء مع الناس الذين لا يحبهم، وبعضها طرق للتعامل مع عيوب الناس الآخرين ونقائصهم أو مع الناس الذين لديهم مشكلات. وهي تزود الناس في هذه الجوانب بالحدود وتطرح بعض المطالب والمعايير. هذه جميعها مطالب ومعايير للثقافة التقليدية فيما يتعلق بالسلوك الأخلاقي للإنسان، وجميعها أشياء يجري تداولها بين الناس. لقد سمع جميع من نشأوا في الصين هذه الأقوال بصفة متكررة ويحفظونها عن ظهر قلب. تندرج هذه الادعاءات من الثقافة التقليدية عن السلوك الأخلاقي جميعها بشكل أو بآخر في نطاق الإحسان والبر واللياقة والحكمة والثقة. وبالطبع، تندرج بعض الأقوال خارج هذا النطاق، لكن الأقوال الرئيسية تندرج بشكل أو بآخر في نطاقه. ينبغي أن يكون هذا واضحًا لك.
لن نعقد الشركة اليوم بطريقة ملموسة عن ماهية تعبير محدد حول السلوك الأخلاقي، ولن نشرّح بطريقة ملموسة جوهر أي قول معين. سأجعلكم تجرون قدرًا من الدراسة التحضيرية أولًا. انظر إلى الاختلافات الموجودة بين ادعاءات الثقافة التقليدية عن السلوك الأخلاقي والمعايير التي يطلبها الله من الإنسان لعيش الإنسانية الطبيعية. أي أقوال من الثقافة التقليدية تتعارض بوضوح مع كلام الله والحق؟ وأي الأقوال، في حال تفسيرها حرفيًا، تشبه كلام الله والحق أو ترتبط بهما إلى حد ما؟ أي من هذه الأقوال تعتقد أنها أشياء إيجابية، وأي منها تمسَّكتَ بها بشدة بعد أن أصبحت تؤمن بالله وتمارسها وتلتزم بها كما لو كانت معيار سعيك إلى الحق؟ مثال ذلك، "ضحِّ بمصالحك من أجل الآخرين". هل أنتم جميعًا على دراية بهذا القول؟ ألم تعتقدوا بعد إيمانكم بالله أنه يجب أن تكونوا أشخاصًا صالحين هكذا؟ وعندما ضحيت بمصالحك من أجل الآخرين، ألم تعتقد أنه كانت لديك إنسانية جيدة وأن الله سوف يحبك بالتأكيد؟ أو قبل إيمانك بالله، ربما اعتقدت أن الناس الذين يمتلكون سمة "مقابلة الشر بالخير" كانوا أناسًا صالحين، لكنك لم تكن على استعداد لفعل ذلك، ولم تتمكن من فعله، ولم تستطع التمسك به، ولكن بعد أن صرت تؤمن بالله ألزمت نفسك بذلك المعيار وتمكنت من ممارسة "التسامح والنسيان" تجاه أولئك الذين آذوك في الماضي أو الذين اعتدت أن تستاء منهم أو تكرههم. قد تعتقد أن هذا القول عن السلوك الأخلاقي يتوافق مع قول الرب يسوع عن المغفرة للناس سبعين مرَّة سبع مرَّات، وبالتالي تكون على استعداد كبير لتقييد نفسك وفقًا لذلك، بل وقد تمارسه وتلتزم به كما لو كان هو الحق، وتعتقد أن الناس الذين يمارسون مقابلة الشر بالخير هم أناس يمارسون الحق ويتبعون طريق الله. هل لديكم خواطر أو مظاهر مثل هذه؟ أي قول ما زلتم تعتقدون أنه مشابه للحق وكلام الله في جوهره، لدرجة أنه يمكن أن يحل محل الحق ولن يكون من المبالغة القول إنه هو الحق؟ ينبغي بالطبع أن يكون من السهل تمييز القول المأثور: "كل شخص يتقاسم المسؤولية عن مصير بلده". يمكن لمعظم الناس رؤية أن هذا القول ليس هو الحق، وأنه مجرد شعار مضلل رنان. "كل شخص يتقاسم المسؤولية عن مصير بلده" شيء يُقال لغير المؤمنين الذين ليس لديهم إيمان بالله. إنه مطلب تفرضه حكومة بلد ما تجاه شعبها لتعليم الناس حب بلادهم. هذا القول لا يتفق مع الحق ولا أساس له على الإطلاق في كلام الله. ويمكن القول إن هذا القول في الأساس ليس هو الحق ولا يمكن أن يحل محل الحق. هذا القول هو وجهة نظر تأتي بالكامل من الشيطان وتنبع منه، وهو يخدم الطبقة الحاكمة. لا علاقة له على الإطلاق بكلام الله أو بالحق. ولهذا السبب، فإن القول "كل شخص يتقاسم المسؤولية عن مصير بلده" ليس هو الحق على الإطلاق، كما أنه ليس شيئًا يجب على الشخص الذي يتمتع بالإنسانية الطبيعية أن يتمسك به. أي نوع من الناس إذًا يمكن أن يظن أن هذا القول هو الحق؟ الناس الذين يختلقون دائمًا طرقًا لاكتساب السمعة والمكانة والمكسب الشخصي، وأولئك الذين يريدون أن يكونوا مسؤولين. إنهم يمارسون هذا القول وكأنه الحق لاسترضاء الطبقات الحاكمة وتحقيق أهدافهم الخاصة. توجد بعض الأقوال التي يصعب على الناس تمييزها. على الرغم من أن الناس يعرفون أن هذه الأقوال ليست هي الحق، فإنهم ما زالوا يشعرون في قلوبهم أن الأقوال صحيحة وتتوافق مع التعليم. إنهم يريدون أن يعيشوا وفقًا لهذه الأقوال ويتصرفوا بتلك الطريقة لرفع مستوى أخلاقهم وإعلاء مستوى جاذبيتهم الشخصية، وفي الوقت نفسه حتى يعتقد الآخرون أن لديهم إنسانية وأنهم لا يفتقرون إلى الإنسانية. ما الأقوال التي كان من الصعب عليكم تمييزها؟ (أعتقد أنه كان من الصعب جدًا تمييز القول "سدد اللطف بكل امتنان". لقد تعاملت معه كما لو كان شيئًا إيجابيًا، واعتقدت أن أولئك الذين ردوا المعروف بكل امتنان كانوا أناسًا يتمتعون بالضمير. "ابذل قصارى جهدك للتعامل بأمانة مع كل ما أوكله إليك الآخرون" قول آخر. ومعناه أنه ما دام المرء قد قبل مهمة من شخص آخر، فينبغي عليه بذل كل ما في وسعه للتأكد من إتمامها بشكل جيد. لقد شعرت أن هذا كان أمرًا إيجابيًا وشيئًا يجب على الشخص الذي لديه الضمير والعقل أن يفعله). من أيضًا؟ (يوجد أيضًا القول: "يجب رد فضل تقديم قطرة ماء بينبوع فائض". اعتقدت أن الشخص الذي يمكنه فعل هذا يتمتع بقدر نسبي من الإنسانية والأخلاق). هل يوجد أي شيء آخر؟ ("كلمة النبيل سنده". اعتقدت أنه إذا فعل الشخص ما قاله وكان جديرًا بالثقة، فإن ذلك سلوك أخلاقي جيد). لقد كنتَ تعتقد من قبل أن هذا كان سلوكًا أخلاقيًا جيدًا، فكيف تراه الآن؟ (علينا أن ننظر إلى طبيعة تلك "الكلمة" – هل هي صحيحة أم خطأ؟ هل هي إيجابية أم سلبية؟ إذا قال أحدهم للأشرار وأضداد المسيح: "سوف أحميك. كلمة النبيل سنده"، وبعد ذلك، عندما يُحقِّق بيت الله في الوضع وينظر فيه، يحمي هذا الشخص أولئك الأشرار وأضداد المسيح، وبالتالي فإنه يصنع الشر ويقاوم الله). هذا التمييز صحيح. يجب أن تنظر إلى طبيعة هذه "الكلمة" – سواء كانت إيجابية أو سلبية. إذا كان شخص ما يفعل شيئًا سيئًا أو شريرًا أثناء ممارسة القول "كلمة النبيل سنده"، فإن خطى شره أشبه بالاندفاع المجنون للخيول المسرعة التي تركض مباشرةً إلى الجحيم وتسقط في الهاوية. ولكن إذا كانت "كلمته" متوافقة مع الحق، وتتسم بالعدل، وتحمي عمل بيت الله، وتُرضي الله، فمن الصحيح ممارسة القول "كلمة النبيل سنده". يمكنك أن ترى من خلال هذه الأمثلة أنه يجب عليك تمييز كلمات الثقافة التقليدية. يجب أن تميز بين المواقف والخلفيات المختلفة، ولا يمكنك استخدام هذه الكلمات من دون تمييز. توجد بعض الكلمات التي من الواضح أنها لا تتوافق مع الواقع ومن الواضح أنها خاطئة. يجب أن تكون حذرًا على وجه الخصوص عند التعامل مع هذه الكلمات. يجب أن تتعامل معها كهرطقات ومغالطات. توجد بعض الكلمات التي لا تكون صحيحة إلا ضمن سياقات ونطاقات معينة. ففي سياق أو بيئة مختلفين، لا يعود لهذه الكلمات أساس، فهي خاطئة وضارة بالناس. إذا لم تتمكن من تمييزها، فمن المرجح أن تُسمِّمك وتؤذيك. بصرف النظر عما إذا كان كلام الثقافة التقليدية صحيحًا أم خطأ، أو ما إذا كان صائبًا في نظر الإنسان أم لا، لا شيء منه هو الحق ولا شيء منه يتوافق مع كلام الله. هذا مؤكد، فالأشياء التي يراها الإنسان على أنها صحيحة ليست هي بالضرورة الأشياء التي يعتبرها الله كذلك، والكلام الذي يعتبره الإنسان جيدًا ليس بالضرورة مفيدًا للناس عند ممارسته. على أي حال، سواء كان الناس يمارسون الأشياء التي لا تتوافق مع الحق وليست هي الحق أم لا، أو ما إذا كانت مفيدة لهم أم لا، فإنها جميعها ضارة بالإنسان وينبغي عدم قبولها ويجب عدم استخدامها. يوجد أناس كثيرون غير قادرين على تمييز هذه الأشياء. إنهم يعاملون الأشياء التي يراها الإنسان على أنها صحيحة، أو التي يتفق البشر الفاسدون عمومًا على أنها صحيحة، باعتبارها الحق، ويتمسكون بها ويمارسونها كما لو كانت هي الحق. هل هذا لائق؟ هل يمكن للمرء أن يربح استحسان الله من خلال ممارسة الحقائق الكاذبة والزائفة؟ كل ما تشترك البشرية في الموافقة عليه يكون صحيحًا، أما الحق فيكون زائفًا وتقليدًا وينبغي رفضه إلى الأبد. والآن، هل الأشياء التي تعتقدون أنها صحيحة وإيجابية هي الحق بالفعل؟ لم ينكر أي شخص هذه الكلمات منذ آلاف الأعوام، فكل الناس يعتقدون أن هذه الكلمات صحيحة وإيجابية، ولكن هل يمكن أن تصبح هذه الكلمات هي الحق فعليًا؟ (كلا، لا يمكنها ذلك). إذا كانت هذه الكلمات لا يمكن أن تصبح هي الحق، فهل هي نفسها الحق؟ (كلا، ليست كذلك). إنها ليست الحق. إذا تعامل الناس مع هذه الكلمات باعتبارها الحق، وخلطوها بكلام الله ومارسوها معًا، فهل يمكن لهذه الكلمات والأقوال أن ترقى إلى مستوى الحق؟ لا يمكنها ذلك بتاتًا. لا يهم كيفية سعي الناس وراء هذه الأشياء أو تشبثهم بها، فالله لن يستحسنهم أبدًا لأن الله قدوس. إنه لا يسمح مطلقًا للبشر الفاسدين بخلط الأشياء الشيطانية بالحق أو بكلام الله، فجميع الأشياء التي تنشأ من خواطر الإنسان ووجهات نظره تأتي من الشيطان، ومهما كانت جيدة، فإنها لا تزال ليست الحق، ولا يمكن أن تصبح حياة الإنسان.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.