ماذا يعني السعي إلى الحق (4) الجزء الثالث

من بين المطالب التي وضعها الله فيما يتعلق بسلوك الإنسان يوجد مطلب "إكرام الوالدين". في المعتاد لا تكون لدى الناس أي خواطر أو مفاهيم عن المطالب الأخرى، فما خواطركم عن مطلب "إكرام الوالدين"؟ هل يوجد تناقض بين آرائكم ومبدأ الحق الذي يقوله الله؟ إذا استطعتم رؤية هذا بوضوح، فذلك جيد. أولئك الذين لا يفهمون الحق ولا يعرفون سوى كيفية اتباع القواعد ونطق الكلمات والتعاليم يفتقرون إلى التمييز. عندما يقرؤون كلام الله، فإنهم يضمرون دائمًا مفاهيم بشرية ويشعرون دائمًا بوجود بعض التناقضات ولا يمكنهم رؤية كلامه بوضوح. أما أولئك الذين يفهمون الحق فلا يجدون أي تناقضات في كلام الله، إذ يعتقدون أن كلامه في غاية الوضوح لأن لديهم فهمًا روحيًا ويستطيعون استيعاب الحق. لا يمكنكم أحيانًا رؤية كلام الله بوضوح، ولا يمكنكم طرح أي أسئلة. إذا لم تطرحوا أي أسئلة، فيبدو أنكم لا تواجهون أي مشكلات، ولكن في الواقع لديكم مشكلات وصعوبات كثيرة، لكنكم لستم على دراية بهذا. وهذا يدل على أن قامتكم في غاية الضآلة. دعونا أولًا نلقي نظرة على مطلب الله بأنه يجب على الناس إكرام والديهم. هل هذا المطلب صحيح أم خطأ؟ هل ينبغي على الناس الالتزام به أم لا؟ (ينبغي عليهم ذلك). هذا مؤكد ولا يمكن إنكاره. لا داعي للتردد أو التفكير في هذا، فهذا المطلب صحيح. ما الصحيح في ذلك؟ لماذا طرح الله هذا المطلب؟ إلى ماذا يشير "إكرام الوالدين" الذي يتحدث الله عنه؟ هل تعرفون؟ أنتم لا تعرفون. لماذا لا تعرفون دائمًا؟ ما دام يوجد شيء ينطوي على الحق، فأنتم لا تعرفونه، ومع ذلك يمكنكم التحدث إلى ما لا نهاية عن الكلمات والتعاليم. ما المشكلة الكامنة هنا؟ كيف تمارسون كلمات الله هذه إذًا؟ ألا ينطوي هذا على الحق؟ (بلى). عندما ترى أن عبارة من كلام الله تقول "أكرم والديك"، فإنك تقول لنفسك: "يطلب الله مني إكرام والديَّ، ولذلك يجب أن أكرمهما إذًا"، وتبدأ في فعل هذا. تفعل ما يطلبه والداك منك. عندما يمرض والداك، تخدمهما بجوار فراشهما وتُقدِّم لهما مشروبًا وتطهو لهما طعامًا شهيًا، وفي أيام العطلات تشتري لوالديك ما يحبانه كهدايا. عندما ترى أنهما متعبان، فإنك تفرك كتفيهما وتدلك ظهريهما، وكلما واجهتهما مشكلة، يمكنك التفكير في حل لعلاجها. وبسبب هذا كله، يشعر والداك بغاية الرضا تجاهك. فأنت تكرم والديك وتمارس وفقًا لكلام الله وتعيش حياة الإنسانية الطبيعية، ولذلك تشعر بارتياح القلب وتقول لنفسك: "انظر، يقول والداي إنني تغيرت منذ بداية إيماني بالله. يقولان إنني قادر على إكرامهما الآن وإنني أكثر عقلانية. إنهما في غاية السرور حقًا، ويعتقدان أن الإيمان بالله أمر عظيم ليس فقط لأن الأبناء والبنات الذين يؤمنون بالله يكرمون والديهم، بل يسيرون أيضًا في الطريق الحق في الحياة ويعيشون على شبه الإنسان، وهم أفضل بكثير من غير المؤمنين. بعد إيماني بالله، بدأت في الممارسة وفقًا لكلام الله والتصرف وفقًا لمتطلباته، ووالداي سعيدان حقًا برؤية هذا التغيير فيّ. أشعر بالافتخار الشديد بنفسي. إنني أجلب المجد لله، ولا بد أن يكون الله بالتأكيد راضيًا عني وسوف يقول إنني شخص يكرم والديه ويتحلى بحشمة تقية". في أحد الأيام ترتب لك الكنيسة الذهاب إلى مكان آخر لنشر الإنجيل، ومن المحتمل أنك لن تتمكن من العودة إلى المنزل لفترة طويلة. توافق على الذهاب وتشعر أنه لا يمكنك تجاهل إرسالية الله، وتؤمن أنه يجب عليك إكرام والديك داخل المنزل ودعم إرسالية الله خارجه. ولكن عندما تناقش الأمر مع والديك، فإنهما يغضبان ويقولان: "يا لك من ابن عاص! لقد كددنا في العمل من أجل تربيتك، والآن تغادر فجأة. عندما تغادر، من سيرعى زوجين عجوزين مثلنا؟ إذا مرضنا أو حدثت كارثة من نوع ما، فمن سينقلنا إلى المستشفى؟" إنهما لا يوافقان على مغادرتك فتشعر بالقلق: "يخبرنا الله بإكرام والدينا، لكن والداي لن يسمحا لي بالذهاب وأداء واجبي، وإذا أطعتهما، فيجب أن أتجاهل إرسالية الله، والله لن يحب ذلك. ولكن إذا أطعت الله وذهبت وأديت واجبي، فلن يكون والداي سعيدين. ماذا يجب أن أفعل؟" أنت تفكر مليًا: "بما أن الله طرح مطلب ضرورة إكرام الوالدين أولًا، سوف ألتزم بذلك الأمر. لست بحاجة للذهاب بعيدًا وأداء واجبي". تنحي واجبك جانبًا وتختار إكرام والديك في المنزل، لكنك لا تشعر بارتياح في قلبك. تشعر أنه على الرغم من إكرامك لوالديك، فإنك لم تؤدِ واجبك وتعتقد أنك خذلت الله. كيف يمكن حل هذه المشكلة؟ ينبغي أن تُصلِّي إلى الله وتطلب الحق إلى أن تفهم الحق يومًا وتدرك أن أداء واجبك هو الشيء الأهم. وحينها، سوف تتمكن بطبيعة الحال من مغادرة المنزل وأداء واجبك. يقول بعض الناس: "يريد الله مني أداء واجبي، ويريد مني أيضًا إكرام والديَّ. ألا يوجد تناقض وتضارب هنا؟ كيف يمكنني الممارسة يا تُرى؟" "إكرام الوالدين" مطلب وضعه الله فيما يتعلق بسلوك الإنسان، ولكن أليس التخلي عن كل شيء لاتباع الله وإتمام إرسالية الله مطلبًا من الله؟ أليس هو بالأكثر ما يطلبه الله؟ أليس هو بالأكثر ممارسة الحق؟ (بلى). ماذا ينبغي أن تفعل إذا تعارض هذان المطلبان؟ يقول بعض الناس: "يجب عليَّ إذًا إكرام والديَّ وإتمام إرسالية الله، ويجب عليَّ الالتزام بكلام الله وممارسة الحق، وذلك أمر سهل. سوف أعمل على تسوية جميع الأمور المنزلية، وتجهيز جميع الضروريات المعيشية لوالديَّ، وتوظيف ممرضة، ثم الخروج لأداء واجبي. سأعمل على التيقن من العودة مرَّة واحدة في الأسبوع، وسوف أتحقق من أن والديَّ على ما يرام، وحينها سوف أغادر. وإذا حدث خطأ ما، فسوف أبقى لمدة يومين فقط. لا يمكنني دائمًا أن أكون بعيدًا عنهما ولا أعود أبدًا، كما لا يمكنني البقاء في المنزل إلى الأبد وعدم الخروج لأداء واجبي أبدًا. أليس هذا أفضل ما يمكن في الوضعين؟" ما رأيك في هذا الحل؟ (لن ينفع). إنه تصوُّر وغير واقعي. ولذا، عندما تواجه هذا النوع من المواقف، كيف ينبغي أن تتصرف بالضبط وفقًا للحق؟ (من المستحيل تحقيق أفضل ما يمكن عندما يتعلق الأمر بالولاء والبر بالوالدين. يجب أن أضع واجبي أولًا). طلب الله من الناس إكرام والديهم أولًا، وبعد ذلك وضع متطلبات أسمى للناس فيما يتعلق بممارستهم للحق وأداء واجباتهم واتباع طريق الله، فأي من هذه ينبغي أن تلتزم به؟ (المتطلبات الأسمى). هل من الصواب الممارسة حسب المتطلبات الأسمى؟ هل يمكن تقسيم الحق إلى حقائق أسمى وأدنى أو حقائق أقدم وأحدث؟ (كلا). ولذلك، عندما تمارس الحق، ما الذي ينبغي أن تمارس وفقًا له؟ ماذا تعني ممارسة الحق؟ (التعامل مع الأمور وفقًا للمبادئ). التعامل مع الأمور وفقًا للمبادئ هو الشيء الأهم، فممارسة الحق تعني ممارسة كلام الله في مختلف الأوقات والأماكن والبيئات والسياقات. لا يتعلق الأمر بتطبيق القواعد بعناد على الأشياء، بل بالتمسك بمبادئ الحق. هذا هو ما تعنيه ممارسة الحق. ولذلك، لا يوجد ببساطة تعارض بين ممارسة كلام الله والالتزام بالمتطلبات التي وضعها الله. وعلى الأصح، لا يوجد تضارب على الإطلاق بين إكرام والديك وإتمام الإرسالية والواجب اللذين أعطاك الله إياهما. أي من هذه هي كلمات الله ومتطلباته الحالية؟ ينبغي أن تفكر في هذا السؤال أولًا. يطلب الله أشياء مختلفة من مختلف الناس، ولديه متطلبات محددة منهم. أولئك الذين يخدمون كقادة وعاملين قد دعاهم الله، ولذلك يجب عليهم ترك والديهم ولا يمكنهم البقاء معهم لإكرامهم. ينبغي أن يقبلوا إرسالية الله وينبذوا كل شيء ليتبعوه. ذلك أحد أنواع المواقف، لكن الله لم يدعُ الأتباع العاديين، ولذا يمكنهم البقاء مع والديهم وإكرامهم. لا توجد مكافآت على فعل هذا، ولن يربحوا أي بركات نتيجةً لذلك، ولكن إذا لم يُظهروا البر بالوالدين، فإنهم يفتقرون إلى الإنسانية. في الواقع، إكرام الوالدين هو مجرد نوع من المسؤولية ولا يرقى إلى مستوى ممارسة الحق. أما الخضوع لله فهو ممارسة الحق، وقبول إرسالية الله أحد مظاهر الخضوع لله، وأولئك الذين يتخلون عن كل شيء لأداء واجباتهم هم أتباع الله. وخلاصة القول، فإن المهمة الأهم الماثلة أمامك هي أداء واجبك جيدًا. تلك هي ممارسة الحق وأحد مظاهر الخضوع لله. إذًا، ما هو الحق الذي ينبغي أن يمارسه الناس في المقام الأول الآن؟ (أداء المرء واجبه). ذلك صحيح، فأداء المرء واجبه بإخلاص هو ممارسة الحق. وإذا لم يؤدِ الشخص واجبه بإخلاص، فهذا مجرد عمل.

ما السؤال الذي كنا نناقشه للتو؟ (الله طلب من الناس أولًا إكرام والديهم ثم وضع متطلبات أسمى فيما يتعلق بممارستهم للحق وأداء واجباتهم واتباع طريق الله؛ فأي منها ينبغي على الناس الالتزام به أولًا؟). لقد قلتم للتو إنه ينبغي على الناس الممارسة وفقًا للمتطلبات الأسمى. هذا التعبير صحيح على المستوى النظري. لماذا أقول إنه صحيح على المستوى النظري؟ هذا يعني أنه إذا كنت ستطبق القواعد والصيغ على هذا الأمر، فسوف تكون هذه الإجابة صحيحة. ولكن عندما يواجه الناس الحياة الواقعية، فإن هذا التعبير غالبًا ما يكون غير عملي وصعب التنفيذ. كيف ينبغي إذًا الإجابة عن هذا السؤال؟ أولًا، ينبغي أن تنظر إلى الوضع والبيئة المعيشية التي تواجهها والسياق الذي تعيش فيه. بناءً على بيئتك المعيشية والسياق الذي تجد نفسك فيه، إذا كان إكرام والديك لا يتعارض مع إتمامك لإرسالية الله وأداء واجبك، أو بمعنى آخر، إذا كان إكرام والديك لا يؤثر على أدائك المخلص لواجبك، فيمكنك ممارسة كليهما في الوقت نفسه. لا تحتاج إلى الانفصال خارجيًا عن والديك، ولا تحتاج إلى التخلي عنهما خارجيًا أو رفضهما. في أي وضع ينطبق هذا؟ (عندما لا يتعارض إكرام الوالدين مع أداء المرء واجبه). ذلك صحيح. وبعبارة أخرى، إذا كان والداك لا يحاولان إعاقة إيمانك بالله، وكانا أيضًا مؤمنين، وكانا يدعمانك ويشجعانك حقًا على أداء واجبك بإخلاص وإكمال إرسالية الله، فإن علاقتك بوالديك ليست علاقة جسدية بين الأقارب بالمعنى المعتاد للكلمة، بل علاقة بين إخوة وأخوات في الكنيسة. وفي تلك الحالة، بخلاف التعامل معهما كإخوة وأخوات في الكنيسة، يجب عليك أيضًا تتميم بضعة من مسؤوليات البر بالوالدين تجاههما. يجب أن تُظهِر لهما القليل من الاهتمام الإضافي. ما دام ذلك لا يؤثر على أداء واجبك، أي ما دام قلبك غير مقيد بوالديك، فيمكنك الاتصال بهما للاطمئنان على أحوالهما وإظهار القليل من الاهتمام بهما، ويمكنك مساعدتهما على حل القليل من الصعوبات والتعامل مع بعض مشكلاتهما الحياتية، ويمكنك حتى مساعدتهما على حل بعض الصعوبات التي يواجهانها فيما يخص دخولهما في الحياة؛ يمكنك فعل جميع هذه الأشياء. بعبارة أخرى، إذا كان والداك لا يعرقلان إيمانك بالله، فينبغي أن تحافظ على هذه العلاقة معهما وأن تتمم مسؤولياتك تجاههما. ولماذا ينبغي أن تُبدي الاهتمام بهما وتعتني بهما وتطمئن على أحوالهما؟ نظرًا لأنك ابنهما ولديك هذه العلاقة بهما، فإنك تتحمل نوعًا آخر من المسؤولية، وبسبب هذه المسؤولية يجب أن تطمئن عليهما أكثر قليلًا وتزودهما بالمزيد من المساعدة الفعلية. ما دام ذلك لا يؤثر على أداء واجبك، وما دام والداك لا يعيقان إيمانك بالله وأداءك لواجبك أو يزعجاه، وكانا لا يعيقانك أيضًا، فمن الطبيعي والمناسب لك أن تُتمِّم مسؤولياتك تجاههما، ويجب عليك فعل هذا إلى الحد الذي لا يوبخك فيه ضميرك؛ هذا هو أدنى معيار يجب أن تستوفيه. إذا لم تتمكن من إكرام والديك في المنزل بسبب تأثير ظروفك وإعاقتها لك، فليس عليك الالتزام بهذه القاعدة. ينبغي أن تضع نفسك تحت رحمة تنظيمات الله وأن تخضع لترتيباته، ولستَ بحاجة إلى الإصرار على إكرام والديك. هل الله يدين هذا؟ الله لا يدين هذا، فهو لا يجبر الناس على فعل هذا. ما الذي نعقد عنه الشركة الآن؟ نعقد الشركة عن الكيفية التي ينبغي أن يمارس بها الناس عندما يتعارض إكرام والديهم مع أداء واجبهم. نحن نعقد الشركة عن مبادئ الممارسة والحق. أنت مسؤول عن احترام والديك، وإذا سمحت الظروف، فيمكنك تتميم هذه المسؤولية، ولكن ينبغي ألا تكون مقيدًا بمشاعرك. على سبيل المثال، إذا مرض أحد والديك وكان يلزمه الذهاب إلى المستشفى ولا يوجد من يعتني به بينما كنتَ مشغولًا جدًا بواجبك ولا يمكنك العودة إلى المنزل، فماذا ينبغي أن تفعل؟ في مثل هذه الأوقات، لا يمكن أن تقيدك مشاعرك. ينبغي أن تُسلِّم الأمر للصلاة وتأتمن الله عليه وتضعه تحت رحمة تنظيمات الله. ذلك هو نوع الموقف الذي ينبغي أن يكون لديك. إذا أراد الله أن يأخذ حياة أحد والديك ويبعده عنك، فلا يزال عليك الخضوع. يقول بعض الناس: "على الرغم من أنني خضعت، فإنني لا أزال أشعر بالتعاسة وقد بكيت بسبب ذلك لأيام. أليست هذه عاطفة جسدية؟" هذه ليست عاطفة جسدية، بل لطف إنساني. إنها امتلاك الإنسانية، والله لا يدينها. يمكنك البكاء، ولكن إذا بكيت لعدة أيام ولم تتمكن من النوم أو الأكل، ولم تكن في حالة مزاجية مناسبة لأداء واجبك، بل إنك رغبت في العودة إلى المنزل لزيارة والديك، فأنت لا تستطيع القيام بواجبك جيدًا وأنت بذلك لم تطبق الحق، ما يعني أنك لا تتمم مسؤولياتك بإكرام والديك وأنك تعيش تحت وطأة مشاعرك. إذا كنت تكرم والديك بينما كنت تعيش تحت وطأة مشاعرك، فأنت لا تتمم مسؤولياتك ولا تلتزم بكلام الله لأنك نبذت إرسالية الله ولست شخصًا يتبع طريق الله. عندما تواجه هذا النوع من المواقف، إذا لم يتسبب ذلك في تأخير واجبك أو التأثير على أدائك المخلص لواجبك، فيمكنك فعل بعض الأشياء التي يمكنك عملها لكي تظهر لوالديك البر بهم، ويمكنك تتميم المسؤوليات التي أنت قادر على تتميمها. باختصار، هذا هو ما يجب على الناس فعله ويمكنهم فعله في نطاق الإنسانية. إذا حاصرتك مشاعرك وكان هذا يعيق أداء واجبك، فإن ذلك يتعارض تمامًا مع مقاصد الله، فالله لم يطلب منك أبدًا أن تفعل ذلك، لكنه يطلب منك فقط أن تتمم مسؤولياتك تجاه والديك؛ وذلك كل شيء. ذلك هو معنى البر بالوالدين. عندما يتحدث الله عن "إكرام الوالدين"، فإنه يوجد سياق لذلك. لستَ بحاجة إلا إلى تتميم القليل من المسؤوليات التي يمكن تحقيقها في ظل جميع أنواع الظروف، وذلك هو كل شيء. وفيما يخص ما إذا كان والداك يُصابان بمرض خطير أو يموتان، فهل أنت من يقرر هذه الأشياء؟ كيفية حياتهم أو موعد موتهم أو المرض الذي يميتهم أو كيفية موتهم – هل لهذه الأشياء أي علاقة بك؟ (كلا). ليست لها علاقة بك. يقول بعض الناس: "يجب أن أتمم مسؤولياتي لإكرام والديَّ. يجب أن أضمن ألا يمرضان، وخصوصًا بالسرطان أو بأحد الأمراض المميتة. يجب أن أحرص على أن يعيشا إلى أن يبلغا المائة عام، فحينها فقط سوف أكون قد أتممت حقًا مسؤولياتي تجاههما". أليس هؤلاء الناس سخفاء؟ من الواضح أن هذا تصوُّر الإنسان وليس بالتأكيد مطلب الله. أنت لا تعرف حتى ما إذا كنتَ ستتمكن من العيش إلى أن تبلغ مئة عام، ورغم ذلك فإنك تطالب بأن يعيش والداك حتى ذلك العمر؛ هذا حلم شخص أحمق! عندما يتحدث الله عن "إكرام الوالدين"، فإنه لا يطلب منك أكثر من تتميم مسؤولياتك التي تقع في نطاق الإنسانية الطبيعية. ما دمت لا تسيء معاملة والديك أو تفعل أي شيء يتعارض مع ضميرك وأخلاقك، فذلك يكفي. أليس هذا متوافقًا مع كلام الله؟ (بلى). بالطبع، ذكرنا للتو الحالة التي يعيق فيها والداك إيمانك بالله، وجوهر طبيعتهما هو جوهر طبيعة غير المؤمنين وعديمي الإيمان، أو حتى جوهر طبيعة الأشرار والشياطين، وهم ليسوا على المسار نفسه مثلك. بعبارة أخرى، هما ليسا مثلك على الإطلاق، وعلى الرغم من أنك عشت في المنزل نفسه الذي يعيشان فيه لأعوام كثيرة، فهما بكل بساطة لا يتمتعان بما تتمتع به أنت من المساعي والخُلُق، وبالتأكيد ليس لديهما التفضيلات أو التطلعات نفسها التي لديك، فأنت تؤمن بالله وهما لا يؤمنان بالله على الإطلاق، بل يقاومان الله. ما الذي ينبغي عمله في هذه الظروف؟ (رفضهما). لم يخبرك الله أن ترفضهما أو تلعنهما في هذه الظروف. لم يقل الله ذلك. إنَّ مطلب الله المتمثل في "إكرام الوالدين" يظل قائمًا. وهذا يعني أنه في أثناء عيشك مع والديك لا يزال ينبغي عليك الالتزام بمطلب إكرام والديك هذا. لا يوجد تناقض في هذا الأمر، أليس كذلك؟ (كلا). لا يوجد تناقض في هذا على الإطلاق. بعبارة أخرى، عندما تتمكن من العودة إلى المنزل للزيارة، يمكنك أن تطهو لهما وجبة أو صنع بعض الفطائر لهما، وإذا أمكن، يمكنك شراء بعض المنتجات الصحية لهما وسوف يكونان في غاية الرضى عنك. إذا تحدثت عن إيمانك ولم يقبلاه أو يؤمنا، بل حتى أساءا إليك لفظيًا، فليس عليك وعظهما بالإنجيل. إذا كان من الممكن أن تراهما، فمارس بهذه الطريقة، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فهذه هي الطريقة التي ينبغي أن يكون عليها الأمر، وهي ترتيب الله، ويجب عليك الإسراع في إبعاد نفسك عنهما وتجنبهما. ما المبدأ لهذا؟ إذا كان والداك لا يؤمنان بالله، ولا تجمعهما بك لغة مشتركة أو مساع وأهداف مشتركة، ولا يسيران في الطريق نفسه الذي تسير فيه، بل يعرقلان إيمانك بالله ويضطهدانه، فحينها يمكنك تمييزهما ومعرفة حقيقة جوهرهما ورفضهما. بالطبع، إذا أساءا لفظيًا إلى الله أو لعناك، فيمكنك أن تلعنهما في قرارة نفسك. إذًا، إلامَ يشير تعبير "إكرام الوالدين" الذي يتحدث الله عنه؟ كيف ينبغي أن تمارسه؟ هو أنه إذا استطعت تتميم مسؤولياتك، فتممها قليلًا، وإذا لم تكن لديك هذه الفرصة أو إذا كان الاحتكاك في تعاملاتك معهما قد اشتد للغاية بالفعل وكان يوجد صراع بينكم، وكنت قد وصلت بالفعل إلى النقطة التي لا يعود بإمكان أحد فيكم رؤية الآخر، فعليك الإسراع في إبعاد نفسك عنهما. عندما يتحدث الله عن إكرام هذه الأنواع من الوالدين، فهو يعني أنه ينبغي عليك تتميم مسؤولياتك تجاه الوالدين من منظور وضعك كابن لهما، وأن تفعل الأشياء التي يجب على الابن فعلها. ينبغي ألا تسيء معاملة والديك، أو تتجادل معهما، أو تضربهما أو تصرخ فيهما، أو تسيء إليهما، وينبغي أن تتمم مسؤولياتك تجاههما بأفضل ما يمكن. هذه أشياء يجب تنفيذها في نطاق الإنسانية. هذه هي المبادئ التي ينبغي على المرء ممارستها فيما يتعلق بـ "إكرام الوالدين". أليست سهلة التنفيذ؟ لستَ بحاجة إلى التعامل مع والديك بتهور قائلًا: "أيها الإبليسان عديما الإيمان، سيلعنكما الله إلى بحيرة النار والكبريت والهاوية، وسيرسلكما إلى المستوى الثامن عشر من الجحيم!" ذلك ليس ضروريًا، ولستَ بحاجة إلى أن تصل إلى هذا الحد المتطرف. إذا سمحت الظروف وإذا تطلَّب الوضع ذلك، فيمكنك تتميم مسؤوليات بر الوالدين تجاه والديك. وإذا لم يكن هذا ضروريًا، أو إذا كانت الظروف لا تسمح بذلك ولم يكن ذلك ممكنًا، فيمكنك الاستغناء عن هذا الالتزام، فكل ما عليك فعله هو إتمام مسؤوليات بر الوالدين عندما تلتقي بوالديك وتتعامل معهما. عندما تفعل ذلك، ستكون قد أكملت مهمتك. ما رأيك في هذا المبدأ؟ (إنه جيد). لا بد من وجود مبادئ لكيفية معاملة جميع الناس، بما في ذلك والديك. لا يمكنك أن تتصرف بتهور، ولا يمكنك أن تسيء إلى والديك لفظيًا لمجرد اضطهادهما إيمانك بالله. يوجد أناس كثيرون في العالم لا يؤمنون بالله، ويوجد كثيرون من غير المؤمنين، ويوجد كثيرون يهينون الله، فهل ستلعنهم وتصرخ عليهم جميعًا؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، فينبغي ألا تصرخ على والديك أيضًا. إذا صرخت على والديك ولم تصرخ على أولئك الناس الآخرين، فأنت تعيش في حالة من التهور، والله لا يحب هذا. لا تظن أن الله سوف يرضى عنك إذا أسأت لفظيًا إلى والديك وشتمتهما من دون سبب وجيه قائلًا إنهما إبليسان، وشيطان حي، وتابعان للشيطان، ولعنتهما متمنيًا ذهابهما إلى الجحيم – فذلك ليس هو الحال. لن يجدك الله مقبولًا ولن يقول إن لديك إنسانية بسبب هذا الاستعراض الاستباقي الزائف. وبدلًا من ذلك، سوف يقول الله إن أفعالك تحمل في طياتها المشاعر والتهور. لن يحب الله أن تتصرف بهذه الطريقة، فهي متطرفة للغاية ولا تتوافق مع مقاصده. يجب أن توجد مبادئ لكيفية معاملتك لجميع الناس، بما في ذلك والديك. بصرف النظر عما إذا كانا يؤمنان بالله أم لا، وبصرف النظر عما إذا كانا شريرين أم لا، يجب أن تعاملهما بالمبادئ. قال الله للإنسان هذا المبدأ: الأمر يخص معاملة الآخرين بالعدل، إذ يجب أن يتحلى الناس بدرجة إضافية من المسؤولية تجاه والديهم. كل ما عليك أن تفعله هو إتمام هذه المسؤولية. بصرف النظر عما إذا كان والداك مؤمنين أم لا، وبصرف النظر عما إذا كانا يسعيان وراء إيمانهما أم لا، وبصرف النظر عما إذا كانت نظرتهما للحياة وإنسانيتهما تتوافقان مع نظرتك للحياة وإنسانيتك أم لا، فأنت لستَ بحاجة إلا لإتمام مسؤوليتك تجاههما. لستَ بحاجة إلى تجنبهما، بل اترك كل شيء يأخذ مجراه الطبيعي وفقًا لتنظيمات الله وترتيباته. إذا كانا يعيقان إيمانك بالله، فلا يزال ينبغي عليك إتمام مسؤوليات بر الوالدين بأفضل ما تستطيع حتى لا يشعر ضميرك على الأقل بأنه مدين لهما. وإذا كانا لا يعيقانك، بل يدعمان إيمانك بالله، فينبغي عليك أيضًا أن تمارس وفقًا للمبادئ وأن تعاملهما جيدًا عندما يكون من الملائم فعل ذلك. وباختصار، مهما كان الأمر، فإن متطلبات الله من الإنسان لا تتغير، ومبادئ الحق التي ينبغي على الناس ممارستها لا يمكن أن تتغير. ففي هذه الأمور، لستَ بحاجة إلا للتمسك بالمبادئ وإتمام المسؤوليات بقدر ما تستطيع.

سأتحدث الآن عن السبب الذي جعل الله يضع مطلبًا يتعلق بسلوك الإنسان مثل "إكرام الوالدين". متطلبات الله الأخرى هي جميعها قواعد سلوكية تتعلق بالتصرف الفردي لكل شخص، فلماذا وضع الله نوعًا مختلفًا من المطالب فيما يتعلق بمسألة البر بالوالدين؟ أخبرني: إذا كان الشخص لا يستطيع إكرام حتى والديه، فما جوهر طبيعته؟ (رديء). لقد تحمَّل والداه الكثير في سبيل إنجابه وتنشئته، ومن المؤكد أن تربيته لم تكن سهلة. إنهما في الواقع لا يتوقعان من ابنهما أن يجلب لهما الكثير من السعادة أو الرضا، بل يأملان في أن يعيش ابنهما حياة سعيدة بعد أن يكبر وألا يضطرا إلى القلق بشأنه كثيرًا. لكن ابنهما لا يجتهد أو يعمل بجد ولا يعيش حياة جيدة، ولا يزال يعتمد على والديه لرعايته وأصبح متطفلًا لا يكتفي بعدم إكرام والديه، بل يرغب أيضًا في التنمر عليهما وابتزاز ممتلكاتهما. إذا استطاع الإتيان بهذا النوع من السلوك الخسيس، فأي نوع من الأشخاص يكون؟ (شخص ذو إنسانية فقيرة). إنه لا يؤدي أيًا من مسؤولياته تجاه من أنجباه وربياه، ولا يشعر بالذنب حيال ذلك بتاتًا. إذا نظرت إليه من هذا المنظور، فهل لديه ضمير؟ (كلا). سوف يضرب أي شخص ويسيء إليه لفظيًا، بما في ذلك والديه. إنه يعامل والديه مثل أي شخص آخر، إذ يضربهما ويسيء إليهما لفظيًا فجأة. عندما يشعر بالضيق، فإنه يصب جام غضبه على والديه ويكسر الأواني والأطباق ويخيفهما. هل مثل هذا الشخص يمتلك العقل؟ (كلا). إذا كان الشخص لا يمتلك الضمير أو العقل، وكان قادرًا على الإساءة حتى لوالديه بشكل عرضي، فهل هو شخص؟ (كلا). ما هو إذًا؟ (وحش). إنه وحش. هل هذا التعبير دقيق؟ (نعم). في الواقع، إذا كان الشخص يفي ببعض مسؤولياته تجاه والديه ويهتم بهما ويحبهما كثيرًا، أليست هذه أشياء يجب أن يمتلكها ذوو الإنسانية الطبيعية بطبيعة الحال؟ (بلى). إذا أساء الشخص معاملة والديه وآذاهما، فهل يمكن لضميره أن يتقبل هذا؟ هل يمكن لشخص عادي أن يفعل شيئًا كهذا؟ الناس الذين يمتلكون الضمير والعقل لا يمكنهم فعل هذا. إذا أغضبوا والديهم، فسوف يشعرون بالتعاسة لأيام كثيرة. وبعض الناس مزاجهم حاد، وقد يثورون على والديهم في لحظة يأس، ولكن بعد ذلك يوبخهم ضميرهم وحتى لو لم يعتذروا لن يفعلوا ذلك مرَّة أخرى. هذا شيء يجب أن يمتلكه أصحاب الإنسانية الطبيعية، وهو تدفق للإنسانية الطبيعية. أما أولئك الذين لا يملكون الإنسانية فيمكنهم إيذاء والديهم بأي شكل من الأشكال من دون أن يشعروا بأي شيء، وذلك هو ما يفعلونه. إذا كان الواحد منهم قد ضربه والداه مرَّة واحدة عندما كان طفلًا، فسوف يتذكر ذلك لبقية حياته، وبعد أن يكبر سوف يظل راغبًا في صفع والديه ورد ضربهما له. لن يرد معظم الناس الضرب بعدما يكونون قد ضُربوا من والديهم وهم أطفال، فبعض الناس في الثلاثينيات من العمر لن يردوا الضرب بعدما يكونون قد ضُربوا من والديهم ولن يتفوهوا بكلمة واحدة عن الأمر، حتى لو كان مؤلمًا. هذا ما يجب أن يمتلكه الناس ذوو الإنسانية الطبيعية. لماذا لن يتفوهوا بكلمة واحدة عن ذلك؟ إذا ضربهم شخص آخر، فهل يسمحون بذلك ويتركونه يضربهم؟ (كلا). وإذا كان شخصًا آخر بصرف النظر عن هويته، فلن يسمحوا لذلك الشخص بضربهم ولن يسمحوا له حتى بقول كلمة من الإساءة اللفظية لهم. فلماذا لا يردون الضرب أو يغضبون مهما ضربهم والداهم؟ لماذا يتسامحون مع ذلك؟ أليس هذا بسبب وجود الضمير والعقل في إنسانيتهم؟ إنهم يفكرون في قرارة أنفسهم: "لقد رباني والداي. وعلى الرغم من أنه ليس من الصحيح أن يضرباني، يجب أن أتحمل ذلك. بالإضافة إلى ذلك، لقد كنتُ أنا من أغضبهما، ولذا فإني أستحق الضرب. إنهما يفعلان ذلك لأنني عصيتهما وأغضبتهما، وأنا أستحق الضرب! لن أفعل هذا مجددًا". أليس هذا هو العقل الذي يجب أن يمتلكه أصحاب الإنسانية الطبيعية؟ (بلى). إنه عقل الإنسانية الطبيعية هذا الذي يسمح لهم بتحمُّل معاملة والديهم لهم بهذه الطريقة. هذه هي الإنسانية الطبيعية. إذًا، هل الناس الذين لا يستطيعون تحمُّل هذا النوع من المعاملة والذين يهاجمون والديهم يمتلكون هذه الإنسانية؟ (إنهم لا يمتلكونها). ذلك صحيح، فهم لا يمتلكونها. والناس الذين لا يمتلكون ضمير الإنسانية الطبيعية وعقلها يمكنهم حتى ضرب والديهم والإساءة إليهم لفظيًا، فكيف سيتمكنون من التعامل مع الله وإخوتهم وأخواتهم في الكنيسة؟ إنهم قادرون على التعامل بهذه الطريقة مع الناس الذين أنجبوهم وربوهم، إذًا ألن يكون اهتمامهم أدنى بالناس الآخرين الذين لا تربطهم بهم صلة قرابة؟ (بلى). كيف سيتعاملون مع الله الذي لا يستطيعون رؤيته أو لمسه؟ هل سيتمكنون من التعامل مع الله الذي لا يمكنهم رؤيته بضمير وعقل؟ هل سيتمكنون من الخضوع لجميع البيئات التي رتبها الله؟ (كلا). إذا هذبهم الله أو أدانهم ووبخهم، فهل سيقاومونه؟ (نعم). فكِّر في هذا: ما دور ضمير الشخص وعقله؟ يمكن لضمير الشخص وعقله تقييد سلوكه وضبطه إلى حد ما، فهو يُمكِّنه من اتخاذ الموقف الصحيح والخيارات الصحيحة عندما تحدث الأشياء له، والتعامل مع كل ما يصيبه بضميره وعقله. وفي معظم الأحيان، فإن التصرف على أساس الضمير والعقل سوف يجعل الناس يتجنبون قدرًا كبيرًا من البلية. وبالطبع، فإن الناس الذين يسعون إلى الحق يمكنهم اختيار السير في طريق السعي إلى الحق على هذا الأساس والدخول في واقع الحق والخضوع لتنظيمات الله وترتيباته. أما أولئك الذين لا يسعون إلى الحق فيفتقرون إلى الإنسانية ولا يمتلكون هذا النوع من الضمير والعقل، ولهذا عواقبه الوخيمة. إنهم قادرون على أن يفعلوا أي شيء بالله، فمثلما عامل الفريسيون الرب يسوع، يمكنهم إهانة الله والانتقام منه والتجديف عليه، بل واتهامه وخيانته. وهذه مشكلة في غاية الخطورة. ألا يتسبب هذا في مشكلة؟ الناس الذين يفتقرون إلى عقل الإنسانية ينتقمون غالبًا من الآخرين بسبب تهورهم، فهم لا يتقيدون بعقل الإنسانية، ولذلك من السهل أن تتكون لديهم بعض الخواطر والآراء المتطرفة، ثم ينخرطوا في بعض السلوكيات المتطرفة، ويتصرفوا بطرق كثيرة تفتقر إلى الضمير والعقل، وفي النهاية تخرج عواقب هذا عن السيطرة تمامًا. لقد انتهيت تقريبًا من شركتي حول "إكرام الوالدين" وممارسة الحق، ففي النهاية يعود الأمر إلى الإنسانية. لماذا طرح الله مطلبًا مثل "إكرام الوالدين"؟ لأنه يتعلق بتصرُّف الإنسان، فمن ناحية، يستخدم الله هذا المطلب لتنظيم سلوك الإنسان، وفي الوقت نفسه، فإنه يمتحن به إنسانية الناس ويحددها. إذا كان الشخص لا يعامل والديه بالضمير والعقل، فمن المؤكد أنه يخلو من الإنسانية. يقول بعض الناس: "ماذا لو لم يكن والدا أحد الأشخاص يتمتعان بإنسانية جيدة ولم يفيا تمامًا بمسؤولياتهما تجاه ابنهما؟ هل ينبغي أن يواصل ذلك الشخص إظهار البر بالوالدين تجاههما؟" إذا كان الشخص لديه الضمير والعقل، فعندئذٍ لن يسيء إلى والديه بصفته ابنة أو ابنًا. لا يملك أولئك الناس الذين يسيئون إلى والديهم الضمير والعقل بتاتًا. ولذلك، أيًا كان المطلب الذي وضعه الله، سواء كان يتعلق بالموقف الذي يعامل به الناس والديهم أو بالإنسانية التي يعيشها الناس عادةً ويكشفون عنها، فعلى كل حال، ما دام الله قد طرح هذه النهج المتعلقة بالسلوك الخارجي، فلا بد أن تكون لديه أسبابه وأهدافه من فعل ذلك. على الرغم من أن هذه المتطلبات السلوكية التي وضعها الله لا تزال بعيدة إلى حد ما عن الحق، فإنها مع ذلك معايير وضعها الله لضبط سلوك الإنسان. جميعها مهمة ولا تزال سارية اليوم.

عقدت للتو شركة عن مختلف الروابط والاختلافات بين المعايير السلوكية التي وضعها الله للإنسان والحقائق التي يطلبها. عند هذه المرحلة، ألم نفرغ تقريبًا من عقد الشركة عن السلوكيات الجيدة التي هي جزء من الأشياء التي يعتقد الناس في مفاهيمهم أنها صحيحة وجيدة؟ بعد أن اختتمنا شركتنا عن هذا، تحدثنا عن بعض المعايير والأقوال التي طرحها الله لتنظيم سلوك الإنسان وما يعيشه الإنسان، وأدرجنا بعض الأمثلة مثل: عدم ضرب الآخرين أو الإساءة اللفظية إليهم، وإكرام الوالدين، وعدم التدخين وعدم الشرب، وعدم السرقة، وعدم استغلال الآخرين، وعدم الشهادة الزور، وعدم عبادة الأصنام، وما إلى ذلك. بالطبع، هذه ليست إلا الأمثلة الرئيسية، وتوجد تفاصيل أكثر لن نخوض فيها. إذًا، بعد عقد الشركة عن هذه الأشياء، ما الحقائق التي ينبغي أن تكونوا قد ربحتموها؟ ما المبادئ التي ينبغي أن تمارسوها؟ ماذا ينبغي أن تفعلوا؟ هل تحتاجوا إلى احترام كبار السن ورعاية الصِّغار؟ هل تحتاجوا إلى أن تكونوا أشخاصًا مجاملين؟ هل تحتاجوا إلى أن تكونوا أنيسين وودودين؟ هل تحتاج النساء إلى أن يكنَّ لطيفات ومهذبات أو أن يكنَّ متعلمات وعقلانيات؟ هل يحتاج الرجال إلى أن يكونوا رجالًا عظماء وطموحين وبارعين؟ كلا. لقد عقدنا بالطبع قدرًا هائلًا من الشركة. من الواضح أن الشيطان يستخدم هذه الأشياء التي تدعو إليها الثقافة التقليدية لتضليل الناس. إنها أشياء مضللة للغاية وتخدع الناس. ينبغي أن تفحصوا أنفسكم وتعرفوا ما إذا كنتم لا تزالون تضمرون أيًا من هذه الخواطر والآراء أو السلوكيات والمظاهر. إذا كان الأمر كذلك، فينبغي أن تسرعوا لطلب الحق لحلها، وبعد ذلك ينبغي أن تقبلوا الحق وتعيشوا وفقًا لكلام الله. سوف تتمكنوا بتلك الطريقة من ربح استحسان الله. ينبغي أن تتأملوا فيما كانت عليه حالتكم الداخلية عندما كنتم تعيشون وفقًا للثقافة التقليدية، وماذا كان شعوركم في أعماق قلوبكم، وما ربحته، وماذا كانت آخرة ذلك، ثم انظر كيف سيكون شعورك عندما تتصرف وفقًا للمعايير التي طلبها الله من الإنسان، مثل ضبط النفس، والتحلي بحشمة تقية، وعدم ضرب الآخرين أو الإساءة إليهم لفظيًا، وما إلى ذلك. راقب أيًا من طرق الحياة هذه يجعلك تعيش بمزيد من الارتياح والحرية والثبات والسلام، ويُمكِّنك من العيش بمزيد من الإنسانية، وأيها يجعلك تشعر وكأنك تعيش تحت قناع كاذب ويجعل حياتك كاذبة وبائسة للغاية. راقب أيًا من طرق الحياة هذه يجعلك تعيش بشكل أقرب وأقرب إلى متطلبات الله، ويجعل علاقتك مع الله طبيعية أكثر فأكثر. سوف تعرف عندما تختبر هذا بالفعل. لا يمكنك التمتع بالانعتاق والحرية وربح استحسان الله إلا بممارسة كلام الله والحق. لنفترض مثلًا أنه لإقناع الآخرين بأنك تحترم كبار السن وترعى الصِّغار، وبأنك تلتزم بالقواعد، وبأنك شخص صالح، فإنك كلما قابلت أحد كبار السن من الإخوة أو الأخوات ناديته "الأخ الأكبر" أو "الأخت الكبرى" ولم تجرؤ قط على مناداته باسمه شاعرًا بالحرج الشديد من مناداته باسمه ومعتقدًا أن فعل ذلك سيكون منتهى عدم الاحترام. هذا المفهوم التقليدي المتمثل في احترام كبار السّنِّ ورعاية الصِّغار كامن في قلبك، ولذلك عندما ترى أحد كبار السن فإنك تتصرف بغاية الرقة واللطف كما لو كنت في غاية الالتزام بالقواعد والثقافة، ولا يسعك إلا الانحناء، بدءًا من انحناءة صغيرة حتى الانحناء الكامل. أنت تعامل كبار السن باحترام، وكلما كان الشخص الذي أمامك أكبر سنًا تظاهرت بمزيد من حُسن السلوك. هل حُسن السلوك بهذه الطريقة أمر جيد؟ إنه العيش بلا غاية وبلا كرامة. عندما يرى أناس مثل هؤلاء طفلًا صغيرًا، فإنهم يتصرفون بلطف ومرح تمامًا مثل الأطفال. وعندما يرون أحد أقرانهم، فإنهم يستقيمون في وقفتهم ويتصرفون مثل الكبار حتى لا يجرؤ الآخرون على عدم احترامهم. أي نوع من الأشخاص هم؟ أليسوا أشخاصًا بوجوه كثيرة؟ إنهم يتغيرون بسرعة هائلة، أليس كذلك؟ عندما يرون أحد كبار السن، فإنهم يُنادونه "الجد الأكبر" أو "الجدة الكبرى". وعندما يرون شخصًا أكبر سنًا منهم بقليل، فإنهم يُنادونه "العم" أو "العمة" أو "الأخ الأكبر" أو "الأخت الكبرى". وعندما يقابلون شخصًا أصغر منهم، فإنهم يُنادونه "الأخ الأصغر" أو "الأخت الصغرى". إنهم يمنحون الناس ألقابًا ومسميات مختلفة وفقًا لأعمارهم، ويستخدمون هذه الأشكال من الألقاب بغاية الإتقان والدقة. لقد ترسخت هذه الأشياء في أعماقهم، ويمكنهم استخدامها بمنتهى السهولة. وعلى وجه الخصوص، بعد أن يؤمنوا بالله، يشعرون بمزيد من الاقتناع قائلين لأنفسهم: "بما أنني الآن مؤمن بالله، يجب أن أكون ملتزمًا بالقواعد ومثقفًا. يجب أن أكون متعلمًا وعقلانيًا. لا أستطيع أن أخالف القواعد أو أتمرد مثل أولئك الشباب غير المؤمنين مثيري المتاعب، فالناس لن يعجبهم ذلك. إذا أردت أن يحبني الجميع، فيجب أن أحترم كبار السن وأرعى الصِّغار". ولذلك، فإنه ينظم سلوكه بشكل أكثر صرامة، ويقسّم الناس من مختلف الفئات العمرية إلى مستويات مختلفة، ويمنحهم جميعًا الألقاب والتسميات، ثم يمارس هذا باستمرار في حياته اليومية، ثم يزداد يقينًا بهذا: "يا للروعة! لقد تغيرت حقًا بعد إيماني بالله. فأنا متعلم وعقلاني، ومجامل، وأحترم كبارَ السّنِّ وأرعى الصِّغار، وأنيس. وأعيش على شبه الإنسان حقًا. إنني أعرف كيفية مناداة كل شخص ألتقي به بلقبه الصحيح أيًا كان عمره. لم أكن بحاجة إلى أن يعلمني والداي هذا، ولم أكن بحاجة إلى أن يخبرني الناس من حولي بفعل ذلك. فقد عرفت كيفية فعل ذلك بنفسي". إنه يعتقد بعد ممارسة هذه السلوكيات الجيدة أنه يتمتع بالفعل بالإنسانية، وأنه ملتزم بالقواعد حقًا، وأن الله لا بد وأن يحب هذا. ألا يخدع نفسه والآخرين؟ من الآن فصاعدًا، يجب أن تتخلى عن هذه الأشياء. لقد سبق ورويت قصة دامينغ وشياومينغ التي كانت مرتبطة باحترام كبار السن ورعاية الصِّغار، أليس كذلك؟ (بلى). عندما يرى بعض الناس شخصًا كبير السن، فإنهم يعتقدون أن مناداته بـ"الأخ الأكبر" أو "الأخت الكبرى" ليس من اللطف الكافي، وأن هذا لن يجعل الناس يعتقدون أنهم مثقفون بدرجة كافية، ولذلك ينادونه بـ"الجد الأكبر" أو "العمة الكبرى". يبدو أنك أغدقت عليهم بما يكفي من الاحترام، ومن أين ينبع احترامك لهم؟ لا تبدو عليك ملامح شخص يحترم الآخرين، فنظرتك مخيفة وشرسة ومتعجرفة ومتكبرة، وأنت أكثر تكبُّرًا في أفعالك من أي شخص آخر. أنت لا تكتفي بعدم طلب مبادئ الحق، بل ولا تستشير أي شخص آخر. أنت تتصرف على هواك وليس لديك أدنى قدر من الإنسانية. أنت تتطلع إلى من يحظى بالمكانة ثم تناديه "العم الأكبر" أو "العمة الكبرى" على أمل الحصول على مدح الناس على هذا، فهل التظاهر بهذا الشكل مفيد؟ هل ستتمتع بالإنسانية والأخلاق إذا تظاهرت بهذا الشكل؟ على العكس من ذلك، عندما يراك الآخرون تفعل ذلك، فإنهم سوف يشعرون بمزيد من الاشمئزاز منك. عندما تنشأ أمور تتعلق بمصالح بيت الله، فإنك تستطيع بالفعل خيانة مصالح بيت الله. أنت لا تعيش إلا لإرضاء نفسك، وبينما تمتلك هذا النوع من الإنسانية، ما زلتَ تنادي الناس بألقاب مثل "العمة الكبرى". أليس هذا ادعاءً؟ (بلى). يا لبراعتك في التظاهر! أخبرني، أليس أناسًا أمثال هؤلاء يثيرون الاشمئزاز؟ (بلى). أمثال هؤلاء الناس يخونون مصالح بيت الله دائمًا ولا يحمونها على الإطلاق. إنهم يعضون اليد التي تطعمهم ولا يستحقون العيش في بيت الله. افحص نفسك وانظر في الخواطر والآراء والمواقف والطرق وأساليب معاملة الناس التي ما زلت تضمرها، والتي هي أشياء تعتبرها البشرية عمومًا سلوكيات جيدة بينما هي في الواقع الأشياء التي يكرهها الله تحديدًا. ينبغي أن تسرعوا للتخلي عن هذه الأشياء عديمة القيمة، ويجب ألا تتمسكوا بها مطلقًا. يقول بعض الناس: "ما العيب في التصرف بتلك الطريقة؟" إذا تصرفت بتلك الطريقة، فسوف أشمئز منك وأكرهك، ويجب ألا تتصرف بتلك الطريقة مطلقًا. يقول بعض الناس: "لا يهم إذا شعرتَ بالاشمئزاز منا، فنحن لا نعيش معك على أي حال". لا يزال يتعين عليك عدم التصرف بتلك الطريقة، على الرغم من أننا لا نعيش معًا. سوف أشعر بالاشمئزاز منك لأنك عاجز عن قبول الحق أو ممارسته، مما يعني أنه لا يمكنك نيل الخلاص. ولذلك، سوف يكون من الأفضل أن تتخلى عن تلك الأشياء في أسرع وقت ممكن. لا تتظاهر ولا تعش وراء قناع زائف. أعتقد أن الغربيين طبيعيون للغاية في هذا الصدد. مثال ذلك، لستَ بحاجة في أمريكا إلا لمناداة الناس بأسمائهم. لا تحتاج إلى مناداة هذا الشخص بلقب "الجد" وذاك الشخص بلقب "الجدة" بشكل محرج، ولا داعي لأن تقلق من أن يدينك الناس. يمكنك ببساطة مناداة الأشخاص بأسمائهم بطريقة فيها احترام، وعندما يسمعونك وأنت تفعل ذلك، سوف يشعرون بسعادة كبيرة سواء كانوا كبارًا أو أطفالًا، وسوف يعتقدون أنك تظهر لهم الاحترام. وعلى النقيض من ذلك، إذا كنت تعرف اسم أحد الأشخاص وما زلت تناديه بـ"سيدي" أو "عمتي"، فلن يكون سعيدًا، وسوف يعاملك بجفاء فتستغرب هذا للغاية. تختلف الثقافة الغربية عن الثقافة التقليدية الصينية. لقد تعرَّض الشعب الصيني لتلقين الثقافة التقليدية وتأثيرها، ويريدون دائمًا أن يتمتعوا بمكانة عالية، وأن يكونوا أكبر من في المجموعة، وأن يجعلوا الآخرين يحترمونهم. لا يكفي أن يُطلَق على أحدهم لقب "الجد" أو "الجدة"، بل يريدون من الناس أن يضيفوا كلمة "الكبير" إلى تلك التسمية وأن تصبح التسمية "الجد الأكبر" أو "الجدة الكبرى" أو "العم الأكبر". وتوجد أيضًا مسميات مثل "العمة الكبيرة" أو "العم الكبير". في حال عدم تسميتهم "كبار السن"، فإنهم يريدون أن يُطلق عليهم لقب "الكبير". أليس أمثال هؤلاء الناس يثيرون الاشمئزاز؟ أي نوع من الشخصيات هذا؟ أليست شخصية بائسة؟ إنها مثيرة للاشمئزاز للغاية! لا يقتصر الأمر على عدم قدرة هذه الأنواع من الناس على ربح احترام الآخرين، بل إن الآخرين يكرهونهم ويحتقرونهم وينفرون منهم ويرفضونهم. ولذلك، يوجد سبب وراء كشف الله لهذه الجوانب من الثقافة التقليدية وازدرائه لهذه الأشياء، والسبب هو أن هذه الأشياء تحتوي على حيل الشيطان وشخصيته، ويمكنها التأثير على أساليب تصرُّف الشخص واتجاهه. وبالطبع، يمكنها أيضًا التأثير على المنظور الذي ينظر المرء من خلاله إلى الناس والأشياء، وفي الوقت نفسه تعمي أبصار الناس، وتؤثر على قدرتهم على اختيار المسار الصحيح. ألا ينبغي على الناس إذًا نبذ هذه الأشياء؟ (بلى).

لقد تأثر الشعب الصيني بالثقافة التقليدية تأثرًا شديدًا. وبالطبع، تتسم كل دولة في العالم بثقافتها التقليدية، ولا تختلف هذه الثقافات التقليدية سوى في جوانب صغيرة. على الرغم من اختلاف بعض أقوالها عن أقوال الثقافة التقليدية الصينية، فلها الطبيعة نفسها. وجميع هذه الأقوال موجودة لأن الناس لديهم شخصيات فاسدة ويفتقرون إلى الإنسانية الطبيعية، ولذلك يستخدمون بعض السلوكيات الخادعة للغاية التي تبدو جيدة ظاهريًا، وتتوافق مع مفاهيم الإنسان وتصوراته، ويسهل على الناس تنفيذها لتمويه أنفسهم ليظهروا في غاية التهذيب والنبل والاحترام وليظهروا من ذوي الكرامة والنزاهة. لكن هذه الجوانب من الثقافة التقليدية بالتحديد هي التي تغشي أعين الناس وتخدعهم، وهذه الأشياء بالتحديد هي التي تعيق الناس عن العيش على شبه الإنسان بالفعل. والأسوأ من ذلك أن الشيطان يستخدم هذه الأشياء لإفساد إنسانية الناس وإبعادهم عن الطريق الحق. أليست هذه هي الحالة؟ (بلى). يقول الله للناس لا تسرق، ولا تزنِ، وما إلى ذلك، في حين يقول الشيطان للناس إنه يجب أن يكونوا متعلمين وعقلانيين، وأن يكونوا لطفاء ومهذبين، وأن يكونوا مجاملين، وما إلى ذلك. أليست تلك هي على وجه التحديد عكس المطالب التي طرحها الله؟ أليست تناقضات متعمدة لمطالب الله؟ يُعلِّم الشيطان الناس كيفية استخدام الأساليب والسلوكيات الظاهرية وما يعيشونه لخداع الآخرين، فماذا يُعلِّم الله الناس؟ يُعلِّمهم ألا يستخدموا السلوكيات الظاهرية لنيل ثقة الآخرين بشكل زائف، بل يتصرفوا بناءً على كلامه وعلى الحق، وبهذه الطريقة سوف يصبحون أهلًا لثقة الآخرين واطمئنانهم، فأمثال هؤلاء الناس هم وحدهم من يملكون الإنسانية. ألا يوجد فرق هنا؟ يوجد فرق شاسع. يخبرك الله بكيفية التصرف، بينما يخبرك الشيطان بكيفية التظاهر وخداع الآخرين. أليس ذلك فرقًا كبيرًا؟ هل تفهم الآن إذًا ما الذي ينبغي أن يختاره الناس في نهاية المطاف؟ أي من هذين هو الطريق الحق؟ (كلام الله). ذلك صحيح، فكلام الله هو الطريق الحق في الحياة. أيًا كان المطلب الذي يطرحه كلام الله فيما يخص سلوك الإنسان، حتى إن كان قاعدة أو وصية أو ناموسًا تحدَّث عنه الله للإنسان، فجميعها صحيحة بلا شك ويجب على الناس الالتزام بها. وسبب هذا هو أن كلام الله سيكون دائمًا الطريق الحق والأشياء الإيجابية، في حين أن كلام الشيطان يخدع الناس ويفسدهم، فهو يحتوي على مكائد الشيطان وهو ليس الطريق الحق مهما كان مدى توافقه مع أذواق الناس أو مفاهيمهم وتصوراتهم. هل تفهمون هذا؟ (نعم). ما شعوركم بعد سماع محتوى شركة اليوم؟ هل تتعلق بالحق؟ (نعم). هل فهمتم هذا الجانب من الحق من قبل؟ (ليس بوضوح). هل تفهمونه بوضوح الآن؟ (أكثر من ذي قبل). باختصار، سوف يكون فهم هذه الحقائق مفيدًا للناس لاحقًا. سوف يكون نافعًا لسعيهم في المستقبل إلى الحق وعيش الإنسانية وهدف ما يسعون إليه في الحياة واتجاهه.

26 فبراير 2022

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.