ماذا يعني السعي إلى الحق (16) الجزء الثاني

سنقدم الآن شركة حول مشكلة عملية أخرى تتعلق بالأقوال المختلفة عن السلوك الأخلاقي. لقد كُشِفَت الأقوال المختلفة عن السلوك الأخلاقي التي عقدنا شركة عنها من قبل باستخدام الثقافة الصينية التقليدية بشكل أساسي لتوضيحها، كاشفين هذه الأقوال الشيطانية المتعددة الجوانب، والكامنة في أعماق قلوب البشرية الفاسدة. بعض الناس يقولون: "لما كانت الثقافة الصينية التقليدية تُستخدم لتوضيح هذه الأقوال عن السلوك الأخلاقي، ونحن لسنا صينيين، ألا يمكننا عدم قبول هذا الكلام الذي تعقد به الشركة فحسب؟ هل نحتاج حقًا إلى معرفة هذه الأقوال المختلفة عن السلوك الأخلاقي من إفساد الشيطان للبشرية؟" هل يصح قول هذا؟ (لا). من الواضح جدًا أن هذا خطأ. لا يميز إفساد الشيطان للبشرية بين العرق أو الزمن، بل إنه يفسد البشرية دون أي تمييز على أساس العرق أو الزمن أو الخلفية الدينية. لذلك، إذا كنت تنتمي للعرق الصيني، سواء كنت من مجموعة "هان" أو أحد أفراد مجموعة أقلية عرقية مثل "المنغولية" أو "هوي" أو "مياو" أو "يي" أو غير ذلك، فقد تعرضت، دون استثناء، لتلقينك جميع أنواع الأقوال التي تتناول السلوك الأخلاقي الآتية من الشيطان وغُرست فيك. وهذا يعني أنكم قد خضعتم بالمثل – دون استثناء – لإفساد الشيطان للبشرية فيما يتعلق بتفكيركم. بتعبير أكثر تحديدًا، لقد أفسد الشيطان تفكيركم وأعماق أرواحكم وقلوبكم إفسادًا شديدًا وعالجها. حتى لو لم تكن صينيًا؛ إذا كنت يابانيًا أو كوريًا أو ألمانيًا أو تحمل أي جنسية؛ سواء كنت آسيويًا أو أوروبيًا أو إفريقيًا أو أمريكيًا، سواء كانت بشرتك صفراء أو سوداء أو بنية أو بيضاء، مهما كان عرقك وأيًا كان الجنس الذي تنتمي إليه، ما دمت كائنًا بشريًا مخلوقًا، فقد أفسدك الشيطان بعمق دون استثناء. وإلى جانب امتلاك الشخصيات الشيطانية الفاسدة، ملأك الشيطان دون استثناء بالأفكار والآراء الشيطانية، وقلبك بالطبع أيضًا قد أفسده الشيطان على نحو عميق. كل ما في الأمر أنَّ الشيطان يستخدم على الناس، من مختلف البلدان ومختلف الأعراق، طرقًا مختلفة لغرس الأشياء نفسها فيهم. قد تختلف هذه الأشياء في طريقة قولها، قد يكون في ذلك قدر من الاختلاف، لكن النتيجة النهائية لإفساد الناس هي نفسها دائمًا ومتطابقة إلى حد كبير مع اختلافات طفيفة فحسب. جميع هذه الأشياء تجبر الناس على إخفاء مظهرهم عن طريق سلوكهم؛ ومن خلال عدد من الأقوال الخادعة أو غير الواقعية أو حتى غير الأخلاقية التي تتعارض مع الإنسانية، فإنها تطالب الناس بالتصرف بطريقة معينة والقيام بسلوكيات معينة فيما يتعلق بشخصيتهم الأخلاقية، وهي تملي على الناس الكيفية التي يجب أن يتصرفوا بها وتطالبهم بفعل أشياء معينة. على الرغم من وجود اختلافات بين هذه الأقوال، وعلى الرغم من أنها تنشأ في أوقات مختلفة وتنحدر من زوايا مختلفة وأقاليم مختلفة ومناطق مختلفة، وأنها نشأت من أشخاص مختلفين، فالنتيجة النهائية هي دائمًا أنها تتحكم في أفكار الناس وقلوبهم، وتقيد أفكار الناس وقلوبهم، وتضخ في تفكير الناس الآراء والمفاهيم التي تحمل سموم الشيطان وجوهر طبيعته. إنها تتسبب في امتلاء أعماق قلوب الناس بآراء الشيطان وجوهره الشرير ومفاهيمه الشريرة. في نهاية المطاف، أيًا كان العرق أو الجنس، وبغض النظر عن القبيلة أو الحقبة الزمنية، فقد ضلل الشيطان الإنسان وداسه وأفسده في أفكاره وصميم قلبه بدرجات متفاوتة. وفي النهاية، بغض النظر عن أي ركن من العالم يعيش فيه الناس الذين يؤدي الشيطان فيهم عمل الفساد هذا، أو العرق الذي ينتمون إليه، أو الحقبة الزمنية التي عاشوا فيها، فإن النتيجة هي دائمًا جعل البشرية ذرية الشيطان التامة، ولسان حاله وصورته المتجسدة، وجعل البشر شياطين أحياء كبار وصغار، مرئيين وملموسين. بطبيعة الحال، يصبح مثل هذا الجنس البشري أيضًا عدو الله التام ومعارض لله. لذلك، أيًا كان نوع الأشخاص الذين يستمعون الآن إلى العظات أو عدد الأشخاص الموجودين، ثمة حقيقة واحدة لا يمكن إنكارها: البشرية جمعاء واقعة في براثن الشرير؛ هذه حقيقة. إذا قلنا هذا بطريقة أخرى، فهذا يعني أنه بينما يفسد الشيطان البشرية جمعاء بشدة، فإنَّ أفكار البشرية وقلوبها جمعاء تخضع كليًا أيضًا لسيطرة الشيطان وحصاره لها؛ وهذا أمر لا يمكن إنكاره. لذلك، فإن أي عرق نبيل وأي شعب يحمل جنسية بلد قوي، قد أفسده الشيطان بشدة، دون استثناء؛ والشيطان يتلاعب به ويسيطر عليه ويقيده بقوة. ما دمت تنتمي للجنس البشري، وما دمت تعيش تحت الشمس، وما دمت إنسانًا يتنفس الهواء ويشرب الماء ويأكل الحبوب، فإن إفساد الشيطان لك كان أمرًا حتميًا، وبدون استثناء؛ قد أفسدك الشيطان في أفكارك، وفي قلبك، وفي شخصياتك، وفي جوهرك. وبعبارة أكثر دقة، ما دمت إنسانًا مخلوقًا وما دام الشيطان قد أفسدك، فأنت عدو الله. ما دام الشيطان قد أفسدك، وما دمت قد خضعت لسيطرة الشيطان وتقييده لك في الماضي أو الآن، فأنت كائن يمكن أن يخلّصه الله، وهذا أمر لا شك فيه. ما دمت إنسانًا أفسده الشيطان، فأنت بدون استثناء تمتلك شخصية الشيطان وتفكيره وتمتلك قلبًا ملأته سموم الشيطان واحتلته. لذلك، فإن إدراك ما يأتي من الشيطان من مختلف الأفكار والآراء والأقوال المتعددة الجوانب حول السلوك الأخلاقي وتمييزها ليست مهمة الشعب الصيني فقط، ولا هي شيء يحتكره الشعب الصيني. إنما هي على العكس من ذلك، درس ينبغي لكل واحد من شعب الله المختار الذي اختاره أن يتعلمه، وهو واقع يجب أن يدخلوا فيه. يجب على كل واحد من شعب الله المختار، دون استثناء، أن يدرك كل الأفكار والآراء الشريرة المغلوطة الكثيرة التي تأتي من الشيطان ويميزها. لا تتصور أنَّ بإمكانك التمتع بحس التفوق لمجرد أنك وُلدت في عائلة ثرية، عائلة ذات مكانة بارزة، معتقِدًا أن الشيطان لم يفسدك وأنَّ روحك نبيلة أيضًا – لا بد – لمجرد أنَّ لديك هوية مشرفة؛ هذا فهم مشوه. أو ربما تعتقد أن لديك نسب نبيل، وأن لون بشرتك يدل على أن لديك هوية مشرفة ومنصب وقيمة مشرفين، ومن ثمَّ تعتقد خطأً أن جوهرك وفكرك وقلبك أكثر نبلًا ورقيًا من الآخرين. إذا كان الأمر كذلك، فأنا أقول إن هذا الفهم الذي لديك أحمق وغير واقعي، لأن البشرية التي يتحدث عنها الله لا تفرقها قومية أو عرق أو دين. أيًا كان نوع الظروف الاجتماعية أو الوضع الديني الذي تعيش فيه، وأيًا كان العرق الذي ولدت فيه، أو ما إذا كان وضعك في المجتمع متواضعًا أو نبيلًا، أو ما إذا كنت تتمتع بمكانة عالية بين الآخرين أم لا، وما إلى ذلك، فلا يمكنك استخدام أي من هذه الأشياء ذريعةً لعدم قبول كلام الله هذا أو عدم قبول حقيقة أن الشيطان يفسد البشرية. ما دمت إنسانًا، فلا بد أن تلحق بكلمة "إنسان" صفة "فاسد". لأكون محددًا في كلامي، ما دمت إنسانًا، فلا بد أنك بالضرورة إنسان فاسد، وهذا أمر لا يحتمل الشك. وعلاوةً على ذلك، يمكننا القول إنه ما دمت إنسانًا فاسدًا، فالأشياء التي تقع في إطار تفكيرك الطبيعي والتي تحملها في صميم قلبك تأتي من الشيطان، وكلها عالجها الشيطان بعمق وأفسدها، وعليك أن تقبل هذه الحقيقة. لا يوجد لديك أي شيء على الإطلاق له علاقة بالحق، ولا شيء له أي علاقة بكلام الله أو حياة الله، بل أنت على العكس من ذلك، يضللك الشيطان ويفسدك ويسيطر عليك. يمتلئ عقلك بأفكار الشيطان للعيش وفلسفاته ومنطقه وقواعده، وكل شيء داخل عقلك يأتي من الشيطان. بمَ تخبر هذه الحقيقة الناس؟ لا ينبغي لأحد أن يستخدم أي عذر لرفض خلاص الله، أو قبول كلام الله بشكل انتقائي. وبصفتك إنسانًا فاسدًا، يجب عليك قبول كلام الله دون أي اختيار. هذه مسؤوليتك، وهي أيضًا ما تحتاج إليه. إذا كان ثمة شخص قد ولد في أمة ثرية وقوية ويعيش في ظروف اجتماعية متفوقة، أو ولد في عائلة مرموقة وتلقى تعليمًا عاليًا، ويظن نفسه مختلفًا عن أي شخص آخر وأنه أكثر نبلًا من غيره من شعب الله المختار، ولذا يرغب في وضع نفسه فوق كل الآخرين من شعب الله المختار، فهذا تفكير سخيف، إنه تفكير أحمق، ويمكن حتى أن يقال إنه أحمق إلى أقصى الحدود. مهما كان مدى تميز هويتك أو مكانتك أو قدرك، أو مدى ارتفاع هويتك أو مكانتك أو ظروفك الاجتماعية عن الأشخاص العاديين، فستظل دائمًا أمام الله كائنًا مخلوقًا. الله لا ينظر إلى المكان الذي أتيت منه أو ظروفك عند ولادتك، ولا ينظر إلى جنسيتك أو عرقك، ولا ينظر إلى قدرك أو مكانتك أو إنجازاتك في المجتمع أو في العالم. ينظر الله فقط إلى ما إذا كنت تقبل كلامه، وما إذا كنت تعتبر كلامه الحق، وما إذا كان يمكنك رؤية الناس والأشياء وأن تتصرف وتسلك وفقًا لكلامه. إذا كنت تعتبر نفسك حقًا مجرد واحد من بين الكائنات المخلوقة العادية تحت سيادة الله، فيجب أن تتخلى عن ظروفك الاجتماعية، وخلفيتك العرقية، وخلفيتك القومية، وخلفيتك الدينية وتأتي أمام الله باعتبارك مخلوقًا عاديًا، وأن تقبل كلامه دون أي تسميات أو خلفية، وبذلك ستصبح هويتك ووضعك صحيحين. إذا كنت ترغب في قبول كلام الله بهذه الهوية والمكانة الصحيحتين، فأول شيء يجب أن تفهمه هو ماهية جوهر الإنسان، وأول شيء يجب أن تقبله هو أن جوهر الإنسان قد أفسده الشيطان بشدة، وأن الأشياء التي تملأ أفكار الإنسان وأعماق قلبه وتحتلها تأتي كلها من الشيطان. بما أن الناس يرغبون في قبول كلام الله وقبول الحق كحياة، فعليهم أولًا أن يكتشفوا كل الأشياء التي توجد في أفكارهم وأعماق قلوبهم مما لا يتوافق مع الحق ويعاديه، وأن يتأملوا فيها ويدركوها. فقط عندما يتعرف الناس على هذه الأشياء بوضوح، ويفهموها ويشرحوها تمامًا، يمكن لهم التخلي عنها في الوقت المناسب وفي البيئة المناسبة، وبذلك يمكِّنون أعماق قلوبهم من الخضوع لتغيير كامل. بعدما يطردون جميع أشياء الشيطان ويقبلون كلام الله والحق، سيصبحون أشخاصًا جددًا. فقط عندما يخضع المنظور الذي ينظر به الناس إلى الآخرين والأشياء وكذلك الآراء والموقف لتغيير كامل، سيتمكنون من رؤية الناس والأشياء وفقًا لكلام الله بصورة حقيقية ودقيقة. حينئذٍ يصبحون أشخاصًا طاهرين نسبيًا غير ملوثين. إنَّ الناس لا يستطيعون تحقيق ذلك الآن بعد. على الرغم من أنهم قد يفهمون القليل من الحق في قلوبهم، فهم لا يزالوا ملوثين بكل أنواع الآراء السخيفة والأشياء الخاطئة وغير المعقولة. إنهم يقبلون نصف كلام الله والحق ويتبرأون من النصف الآخر؛ يقبلون القليل بشكل انتقائي، يقبلون القليل بدرجات متفاوتة، لكن قلوبهم دائمًا ما تترك مجالًا لأفكار الشيطان ومنطقه والأشياء الخادعة التي يغرسها الشيطان فيهم، وهم يحتفظون دائمًا بهذه الأشياء داخل قلوبهم. هذه الأشياء التي بداخل الناس تؤثر في عقولهم، وحكمهم، والمنظور والآراء التي ينظرون من خلالها إلى الناس والأشياء، ولهذا تأثير هائل على مدى قبولهم للحق.

إن إفساد البشرية وتضليلها الناجم عن مختلف الأقوال حول السلوك الأخلاقي، التي يغرسها الشيطان في الأشخاص باستخدام الثقافة التقليدية، لهو واسع النطاق. ليس هذا شيئًا يقتصر على الشعب الصيني فحسب، بل ينطبق على البشر كافة في كل مكان في العالم وفي كل حقبة زمنية. إنه يؤثر في جيل تلو الجيل من الناس ويتحكم فيهم، ويؤثر في الأشخاص من مختلف الأعراق والجنسيات والأديان ويتحكم فيهم. عندما يفهم الناس هذا، لا تعود عبارة "الثقافة التقليدية" توصَف بكلمة "الصينية" فحسب؛ بل يمكن القول آنذاك إن الثقافة التقليدية لأي أمة أو عرق تأتي من الشيطان وتنشأ من إفساد الشيطان. فمثلًا، هناك الثقافة اليابانية التقليدية، والثقافة الكورية التقليدية، والثقافة الهندية التقليدية، والثقافة الفلبينية التقليدية، والثقافة الفيتنامية التقليدية، والثقافة الإفريقية التقليدية، الثقافة التقليدية للبيض، وكذلك الثقافات التقليدية لليهودية، والمسيحية، الكاثوليكية، وغيرها من الثقافات التقليدية التي نشأت من الأديان. كل هذه الثقافات التقليدية تتعارض مع الحق ولها تأثير عميق في آراء الناس ومواقفهم ووجهات نظرهم فيما يتعلق بكيفية رؤيتهم للناس والأشياء وكيفية تصرفهم وفعلهم. إنها شبيهة تمامًا بالعلامات التجارية الرائجة التي تترك بصمات عميقة على الناس في صميم قلوبهم وأفكارهم. إنَّ لها سطوة على حياة الناس والقواعد التي يتبنونها في معيشتهم والمسارات التي يتبعونها في الحياة، وكذلك اتجاه سلوكهم وأهدافه؛ بل إن لها سطوة أيضًا على الأهداف التي يسعى إليها الناس. هذه الأشياء تزعج الموقف الذي ينظر به الناس إلى الأشياء الإيجابية وإلى كلمات الله والحق وإلى الله بشدة وتؤثر فيه تأثيرًا عظيمًا. وبطبيعة الحال، فإنها تؤثر أيضًا على نحو بالغ في وجهات نظر الناس وآرائهم فيما يتعلق بكيفية رؤيتهم للناس والأشياء وكيفية تصرفهم وفعلهم، وتزعجها بدرجة كبيرة، مما يعني أن لها تأثير بالغ في قبول الناس الحق وممارستهم إياه. وما النتيجة في النهاية؟ (يفقد الناس فرصتهم لنيل الخلاص). هذا صحيح، ما يتأثر أخيرًا هو المسألة البالغة الأهمية المتمثلة في نيل الناس للخلاص. أليست هذه نتيجة خطيرة؟ (بلى). إنها حقًا نتيجة خطيرة! إنَّ كيفية رؤية الشخص للأشياء، ونوع المنظور الذي يتخذه لرؤية الأشياء، والآراء التي يتخذها وكذلك المفاهيم التي يأويها لرؤية الأشياء، كلها أمور تتحدد بناءً على شخصياته الفاسدة وعلى الأشياء الحاضرة في فكره. إذا كانت الأشياء الحاضرة في فكره إيجابية، فسيرى الناس والأشياء من المنظور الصحيح؛ وإذا كانت الأشياء الحاضرة في فكره سلبية وغير إيجابية وقد أتت من الشيطان، فسيرى الناس والأشياء بالضرورة من وجهات نظر ومواقف ومنظور، كلها غير صحيحة وسخيفة، وسيكون لهذا في النهاية تأثير في المسار الذي يتبعه. إذا كانت وجهات النظر والآراء والمنظورات التي ترى بها الأشخاص والأشياء خاطئة، فإن أهداف سعيك واتجاهه أمور خاطئة هي أيضًا، وكذلك هو المسار الذي تتبعه في سلوكك. إذا واصلت عمل هذه الأشياء الخاطئة، فلن يكون لديك أي فرصة على الإطلاق لنيل الخلاص، لأن المسار الذي تتبعه خاطئ. إذا كانت المنظورات ووجهات النظر والأفكار والآراء التي ترى بها الأشخاص والأشياء صحيحة، فإن النتائج التي تنشأ ستكون صحيحة أيضًا، وستتعلق بأشياء إيجابية، ولن تتعارض مع الحق. عندما ينظر الإنسان إلى الناس والأشياء من منظورات تتفق مع الحق، فإن الطريق الذي يختاره سيكون صحيحًا هو أيضًا، وستكون كذلك أهدافه واتجاهه، وسيكون لديه أمل في نيل الخلاص في النهاية. لكن نظرًا لأن الناس الآن يحتلهم الشيطان ويسيطر عليهم، فإن المنظورات ووجهات النظر والآراء التي ينظرون بها إلى الناس والأشياء خاطئة، مما يجعل سعيهم والطريق الذي يتبعونه خاطئين أيضًا. فمثلًا، عندما يعمل الناس ويدفعون الثمن من أجل الشهرة والربح، ومن أجل الكرامة والمكانة، فهل هذا المسار خاطئ؟ (نعم). كيف يتأتى للناس أن يشرعوا في مثل هذا الطريق الخطأ؟ أليس لأن وجهات النظر والآراء ونقطة البداية التي ينظرون من خلالها إلى هذا النوع من الأشياء خاطئة؟ (هو كذلك). هذا يجعل الناس يشرعون في الطريق الخطأ. وإذا استمر الناس في اتباع مثل هذا المسار الخاطئ، فهل سيكونون قادرين على نيل الخلاص في النهاية؟ لا، لن يقدروا. إذا كنت تنظر إلى الناس والأشياء وتتصرف وتفعل وفقًا لفكرة أو رأي ما غرسه الشيطان فيك، فسيكون الطريق الذي تسلكه بالضرورة طريق الخراب. لن يكون طريق الخلاص بتاتًا، لأنه معاكس تمامًا لطريق الخلاص ومعارض له. إذا سلك الناس هذا الطريق الخطأ، فإنهم يدمرون فرصتهم في نيل الخلاص، فقد ضاعت تمامًا، ولا يمكنهم السير في طريق الخلاص أبدًا. أما إذا سعيت وأنت تحمل وجهة النظر الصحيحة، وكنت تنظر إلى الناس والأشياء وتتصرف وتفعل وفقًا لكلام الله، فستكون مبادئ الممارسة التي تنشأ إيجابية، وسيكون طريقك إيجابيًا، وسيكون المسار الذي تتبعه في نهاية المطاف صحيحًا لأنك تبدأ من المكان الصحيح. إذا كنت تتبع مثل هذا المسار، فستتمكن بالتأكيد من نيل الخلاص. هذا الجانب من الحق عميق إلى حد ما ومعظمكم على الأرجح لا يفهمونه. ليس لديكم تقدير له، وأنتم لا تملكون حتى الآن هذا الجانب من واقع الحق. أنتم لا تعرفون ما إذا كنتم تنظرون إلى الأشخاص والأشياء وتتصرفون وتفعلون بناءً على وجهات نظر خاطئة أم وجهات نظر صحيحة؛ إذ إنكم لا تملكون هذا الاختبار بعد. في الوقت الحالي، أنتم تعرفون فقط أن تتصرفوا، وأن تبذلوا قوتكم وتبذلوا جهدًا، وأن تدفعوا ثمنًا، بينما لم تبدأوا حتى في فحص ما يؤثر في الآراء والأفكار الكامنة في صميم قلوبكم ويتحكم فيها. لذلك فإن هذا الموضوع بعيد عنكم إلى حد ما، وسنتوقف عن الحديث بشأنه عند هذا الحد.

لقد تحدثنا للتو عن جوهر الأقوال المتعلقة بالسلوك الأخلاقي، ولا ينحصر تأثير هذا الجوهر في البر الرئيسي الصيني فحسب، بل يؤثر في البشرية جمعاء. هذا لأن البشرية جمعاء ساقطة في براثن الشرير، وكل إنسان قد أفسده الشيطان بشدة ويخضع لسيطرة الشيطان. ثمة أساس فعلي لقول هذا؛ وهو أنَّ الشيطان لم يفسد شعب البر الرئيسي الصيني وحده، بل البشرية كلها قد أفسدها الشيطان، وجميع البشر ساقطون في براثن الشرير. يمكن للجميع أن يروا بدرجة ما أن البشرية قد أفسدها الشيطان بشدة. إننا نقدم الشركة منذ بعض الوقت وحتى الآن حول غرس الشيطان مختلف الأقوال المتعلقة بالسلوك الأخلاقي في أفكار الناس، مستخدمًا هذه الطريقة لتضليل الناس والسيطرة عليهم وحصارهم، ومن ثم تحقيق هدفه المتمثل في إفساد الناس. لا تقتصر هذه الحقيقة على الشعب الصيني، بل تنطبق على جميع الأشخاص من مختلف الأعراق والجنسيات والمجموعات العرقية. لقد أفسد الشيطان جميع البشر بشدة، بما في ذلك جميع الأعراق والمجموعات العرقية؛ فالأشياء الخادعة المتعددة الجوانب التي يصعب تمييزها والتي يغرسها الشيطان في الناس باستخدام الثقافة التقليدية، وحتى الأقوال التي تبدو للناس إيجابية نسبيًا وتتوافق مع أخلاقياتهم وتفكيرهم وأذواقهم، هي في الواقع جزء من إفساد الشيطان للبشرية. وهذا يعني أن جميع البشر قد أفسدهم الشيطان بهذه الطريقة، وجميع البشر من أي مجموعة عرقية أو عرق أو جنسية، الذين ولدوا في أي مكان، أو في أي منطقة أو بلد على كوكب الأرض، قد ضللهم الشيطان وسيطر على عقولهم وقلوبهم وأفسدها بشدة. مهما كان مكان ولادتك أو زمنه، ومهما كانت المجموعة العرقية التي ولدت فيها أو جنسيتك، فقد ضللتك وأفسدتك أقوال الثقافة التقليدية التي غرسها الشيطان فيك بدون استثناء. ومن ثم، يجب ألا تعتقد أنه لمجرد أننا نشرِّح الثقافة الصينية التقليدية فحسب، فإن الأمة التي تنتمي إليها أو المجموعة العرقية ليس لهما خلفية ثقافية شيطانية، وأنك أفضل من الشعب الصيني، ولا ينبغي أن يكون لديك شعور بالتفوق فتشعر بأنك أكثر شرفًا ونبلًا من الشعب الصيني. هذا الشعور بالتفوق هو مفهوم خاطئ، إنه خطأ، وسخيف، ويمكننا حتى أن نذهب إلى حد القول إنه أحمق. ما دامت الإنسانية الفاسدة قد ذُكِرَت، فينبغي ألا تستثني نفسك منها؛ ما دامت الإنسانية الفاسدة قد ذُكِرَت، فأنت جزء منها. وما دام يُقال إنك إنسان فاسد، فإن أعماق قلبك بالطبع تمتلئ بالأفكار التي تهيمن عليها الثقافة التقليدية التي يغرسها الشيطان فيك، وهذه حقيقة لا جدال فيها، حقيقة ثابتة إلى الأبد. يجب أن تفهموا هذه الحقيقة بوضوح؛ إنها حقيقة مؤكدة ويجب ألا يرقى إليها الشك. وعند هذه النقطة، ننهي الآن شركتنا حول هذا الموضوع.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.