كيفية السعي إلى الحق (8) الجزء الثالث

لقد أوضحنا مسألة كيفية التعامل مع الاهتمامات والهوايات بشكلٍ صحيح؛ والآن، إلامَ يشير التخلي حقًّا؟ نحن لا ننتقد الاهتمامات والهوايات أو نستهجنها، بل نقوم بتشريح المساعي والتطلعات والرغبات التي يؤسسها الناس معتمدين على الاهتمامات والهوايات كأساس ورأس مال لهم. وبالتالي، فإن هذه المساعي والتطلعات والرغبات هي التي يجب التخلي عنها حقًا. لقد عقدنا الشركة سابقًا عن السماح لاهتماماتك وهواياتك بلعب دورٍ إيجابيٍ وإنتاج تأثيرٍ إيجابيٍ؛ هذه طريقة فعالة لممارسة التخلي عن مساعي الناس وتطلعاتهم ورغباتهم. من ناحية أخرى، يجب ألا يسعى الناس وراء تطلعاتهم ورغباتهم الخاصة لأن لديهم اهتمامات وهوايات – هذا شكل أكثر عملية من أشكال التخلي. بعبارةٍ أخرى، يتمثل أحد الجوانب في توظيف اهتماماتك وهواياتك بشكل جيد، بينما يتمثل الجانب الآخر في أنه يجب عليك عدم السعي وراء التطلعات والرغبات التي تأسست بسبب اهتماماتك وهواياتك، أي عدم السعي وراء أهداف الحياة التي لديك بسبب اهتماماتك وهواياتك. إذن كيف يمكنك أن تُمَيِّزَ أنك توظف الاهتمامات والهوايات بشكل طبيعي، ولا تسعى وراء التطلعات والرغبات؟ إذا كان لديك اهتمام أو هواية، وكنت تطبقها بشكل صحيح على عملك، وأداء واجبك، وحياتك اليومية، وإذا كان هدف سعيك ليس استعراض نفسك أو التفاخر بنفسك، ولا هو بالطبع زيادة شعبيتك أو كسب تقدير الآخرين وإشادتهم وإعجابهم، وعلى نحو أخص، هو بالطبع لا يتمثل في أن يحتفظ الناس لك بمكان في قلوبهم بسبب اهتماماتك وهواياتك، وبالتالي ترسيخك واتباعك؛ فإنك تكونُ قد طبقت اهتماماتك وهواياتك تطبيقًا إيجابيًا ومناسبًا ولائقًا وعقلانيًا يتوافق مع الإنسانية الطبيعية ويتوافق مع مقاصد الله، وأنت توظفها وفقًا لمبادئ الحق. ولكن إذا أجبرتَ الآخرين، في أثناء توظيف اهتماماتك وهواياتك أو تطبيقها، على الإعجاب بك وقبولك، بينما لديك الهدف القوي للغاية المتمثل في استعراض نفسك، وإذا أجبرت الآخرين دون ضميرٍ ولا حياءٍ على الاستماع إليك وقبولك، بما يرضي الخُيلاء التي تنالها من استعراض اهتماماتك وهواياتك، بغض النظر عن شعور الآخرين، لينتهي بك الأمر في نهاية المطاف إلى استخدام اهتماماتك وهواياتك كرأس مال للسيطرة على الآخرين، واكتساب مكان في قلوبهم، وتأسيس وجاهة بين الناس، وإذا حققت في النهاية الشهرة والربح نتيجة لاهتماماتك وهواياتك الخاصة، فإنَّ هذا ليس باستخدام مشروع للاهتمامات والهوايات، ولا هو بتوظيف طبيعي لاهتماماتك وهواياتك. ينبغي استهجان مثل هذه الأعمال، وينبغي أن يميزها الآخرون ويرفضوها، وبالطبع ينبغي أيضًا أن يتخلى عنها الناس. عندما تستغل الفرص التي تتمثل في أداء واجباتك، أو تمنح نفسك الذريعة المتمثلة في كونك قائدًا أو شخصًا مسؤولًا أو شخصًا يتمتع بموهبة استثنائية، من أجل أن تُظْهِر للآخرين أن لديك مَلَكَات ومهارات معينة، وتبين لهم أن اهتماماتك وهواياتك أعلى من اهتماماتهم وهواياتهم، فإن هذه الطريقة في القيام بالأشياء غير لائقة. هذا ينطوي على استخدامك لاهتماماتك وهواياتك كذريعة لترسيخ وجاهتك بين الناس وإرضاء طموحاتك ورغباتك. بعبارة أدق، ترقى هذه العملية – أو مسار العمل هذا – إلى أن تكون استغلالًا لاهتماماتك وهواياتك وإعجاب الناس بها لتحقيق مساعيك وتطلعاتك ورغباتك. هذا ما يجب عليك التخلي عنه. يقول بعض الناس: "حتى بعد سماعي هذا، لم أزل أجهل كيفية التخلي". واقعيًا، هل التخلي سهل؟ إذا كانت لديك بعض الاهتمامات والهوايات الفريدة، إذا لم تفعل شيئًا، فإن هذه الاهتمامات والهوايات تبقى ضمن إنسانيتك ولا تكون لها أي علاقة بالطريق الذي تسلكه. لكن بمجرد أن تستعرض باستمرار اهتماماتك وهواياتك، في محاولة لكسب الشهرة بين الناس أو زيادة شعبيتك، وأن تجعل نفسك معروفًا للمزيد من الناس، وجذب المزيد من الاهتمام، فإن هذه العملية ومسار العمل هذا ليسا طرقًا بسيطة للقيام بالأشياء. عند جمع كل هذه الأفعال والسلوكيات، فإنها تشكل الطريق الذي يسلكه الشخص. إذن، ما هو هذا الطريق؟ إنه جهد للسعي إلى تحقيق الفرد لتطلعاته ورغباته داخل بيت الله، والسعي إلى نيل إعجاب الآخرين، وتحقيق إرضاء طموحاته ورغباته. بمجرَّدِ أن تبدأ هذا النوع من المساعي، يصبح طريقك الذي تسلكه طريق اللاعودة، طريقًا يؤدي إلى الدمار. ألا يجب أن تستدير وتتراجع بسرعة، وتعكس هذه الأفعال، وتتخلى عن هذه الأفعال والطموحات والرغبات؟ قد يقول البعض: "ما أزال أجهل كيفية التخلي". إذًا، لا تفعله. ماذا يعني "لا تفعله"؟ هذا يعني أنه يتعيَّن عليك إخفاء اهتماماتك وهواياتك وبذل قصارى جهدك لعدم إظهارها. قد يسأل البعض: "ولكن إذا كان أداء واجباتي يتطلب استعراضها، فهل يجب أن أستعرضها؟". عندما يتعين عليك ذلك، عندما يكون من الضروري استعراضها، يجب عليك القيام بذلك؛ ذلك هو الوقت المناسب لذلك. لكن إذا كنت تسير حاليًا على طريق السعي وراء تطلعاتك ورغباتك، فلا تكشف عنها. عندما تشعر بالرغبة الملحة في إظهارها، يجب عليك الصلاة إلى الله، وأن يكون لديك عزم ثابت، وأن تكبح جماح هذه الرغبات، وفي الوقت نفسه قبول تمحيص الله وتأديبه، والسيطرة على قلبك وأن تجعل طموحاتك ورغباتك مقتصرة على مهدها، وجعلها تختفي، وعدم السماح لها بأن تتحول إلى واقعٍ؛ هل هذا جيد؟ (نعم). هل من السهل القيام بذلك؟ الأمر ليس سهلاً، أليس كذلك؟ مَنْ لديه القليل من الموهبة لكنه لا يريد إظهارها؟ هذا فضلًا عن أولئك الذين لديهم بعض المهارات المميزة. بعض الناس ماهرون في طهي الوجبات وإعدادها، ويريدون التباهي أينما ذهبوا، بل إنهم يطلقون على أنفسهم أسماء مثل "حسناء التوفو" أو "ملكة المكرونة". هل هذه المهارات الثانوية تستحق أن تُعرَض؟ لو أنهم امتلكوا مواهب استثنائية، فإلى أي مدى ستصل عجرفتهم؟ مما لا شك فيه أنه سينتهي بهم المطاف على طريق اللاعودة. بالطبع، إلى جانب الأشخاص الذين يسلكون الطريق الخطأ، أو طريق اللاعودة، بسبب اهتماماتهم وهواياتهم، غالبًا ما يكون لدى معظمهم بسبب اهتماماتهم وهواياتهم أفكار نشطة في عملية الإيمان بالله. بينما يؤمنون بالله ويقومون بواجباتهم، فإنهم يقلبون في أذهانهم باستمرار التطلعات والرغبات التي أسسوها، أو قد يذكرون أنفسهم باستمرار وتطلعاتهم ورغباتهم غير المحققة، ويخبرون أنفسهم باستمرار في قلوبهم أنه لا تزال لديهم هذه التطلعات والرغبات التي لم تتحقق قَط. على الرغم من أنهم لم يدفعوا قَط أي ثمن محدد أو تبنوا أي ممارسة محددة تجاه تحقيق هذه الأشياء، فإنَّ هذه التطلعات والرغبات قد تجذَّرت في أعماق قلوبهم، ولم يتخلَّوا عنها قَطُّ.

في وقت سابق، عقدنا الشركة عن أنَّ السعي إلى تحقيق التطلعات والرغبات واتباع طريق هذا العالم، هو طريق اللاعودة، وهو طريق يؤدي إلى الدمار وشرَّحنا ذلك. إنّ هذا السعي، والسعي إلى الحق، مثل خطين متوازيين، فلن يتقاطع هذان الخطان في أي نقطة، وبالطبع لن يتقاطعا أيضًا أحدهما مع الآخر. إذا كنت تؤمن بالله وترغب في السعي إلى الحق ونيل الخلاص، فيجب عليك التخلي تمامًا عن أي تطلعات ورغبات كنت تحملها سابقًا في قلبك. لا تحافظ عليها أو تعتز بها؛ بل عليك التخلص منها. إن السعي إلى تحقيق تطلعاتك ورغباتك والسعي إلى الحق متعارضان مثل الزيت والماء. إذا كانت لديك تطلعات ورغبات وترغب في تحقيقها، فلن تتمكن من السعي إلى الحق. إذا كنت، من خلال فهم الحق وسنوات عديدة من الاختبار، ترغب في عقد العزم على السعي إلى الحق على أرضية راسخة، فيجب عليك نبذ تطلعاتك ورغباتك السابقة، وإزالتها تمامًا من وعيك أو أعماق نفسك. إذا كنت ترغب في السعي إلى الحق، فلن تؤتي تطلعاتك ورغباتك ثمارها أبدًا، وبدلًا من ذلك ستعطِّل سعيك إلى الحق ودخولك إلى واقع الحق، بينما تُثْقِلُك وتجعل طريقك للسعي إلى الحق مُضْنِيًا ومليئًا بالتحديات. وبما أنك تعلم أنك لن تتمكن من تحقيق تطلعاتك ورغباتك، فمن الأفضل قطع الصلات بها بشكل حاسم، والتخلي عنها تمامًا، وألا تفكِّر فيها مجددًا، وألا تتمسّك بأيّ خيالات عنها. إذا قلت: "ما أزال غير مهتم جدًا بطريق السعي إلى الحق ونيل الخلاص. أنا لا أعرف بعد إذا كان بإمكاني السعي إلى الحق، وما إذا كنت من الساعين إلى الحق. ما يزال هذا الطريق لنيل الخلاص غير واضحٍ بالنسبة إليَّ. على العكس من ذلك، لدي مسار ملموس للغاية نحو السعي وراء التطلعات والرغبات الدنيوية، وخطة ملموسة للغاية واستراتيجية". إذا كان هذا هو الحال، فيمكنك التخلي عن طريق السعي إلى الحق والقيام بواجباتك، لتمضي إلى تحقيق تطلعاتك ورغباتِكَ. بالطبع، إذا كنت غير متأكد مما إذا كنت ستسعى إلى تطلعاتك ورغباتك الخاصة أو إلى الحق، فإنني أنصحك بأن تلزم الهدوء لفترة من الوقت. ربما يمكنك البقاء لمدة عام أو عامين آخرين في بيت الله: كلما أكلت كلام الله وشربته أكثر، وكلما اختبرت المزيد من البيئات، ازدادت وجهة نظرك ونهجك في كيفية رؤيتك للأشياء نضجًا، وسيتحسن مزاجك وحالتك، وهو ما سيكون بلا شك نعمة هائلة بالنسبة إليك. وربما بعد بضع سنوات، قد تتوصل إلى فهم حقائق معينة، وتكتسب نظرة ثاقبة شاملة للعالم والإنسانية، وحينها ستتمكن من التخلي تمامًا عن تطلعاتك ورغباتك ومن اتباع الله طواعيةً لبقية حياتك، وقبول ترتيباته. مهما كان حجم المشاق التي قد تواجهها في بيت الله، ستتمكن من المثابرة في تتميم واجباتك وإكمال مهمتك. والأهم من ذلك أنك ستكون قد عقدت العزم وقررت التخلي عن تطلعاتك ورغباتك السابقة، مما يسمح لك بالسعي إلى الحق على أرضية راسخة ودون تردد. لكن إذا كنت غير متأكد الآن وترغب في إعادة تقييم ما إذا كان بإمكانك السعي إلى الحق في غضون عام أو عامين، فلن يجبرك بيت الله، أو يقول: "أنت مشتت وغير مستقر". بعد عام أو عامين، بينما تقرأ المزيد من كلام الله، وتستمع إلى المزيد من العظات، وتفهم بعضًا من الحق، وتنضج إنسانيتك، ستتغير وجهة نظرك حول كيفية رؤيتك للأشياء، ونظرتك إلى الحياة، ونظرتك إلى العالم. بحلول ذلك الوقت، ستكون اختياراتك أكثر دقة إلى حد ما مما هي عليه الآن، أو، بكلمات غير المؤمنين، بحلول ذلك الوقت ستعرف ما تحتاج إليه أنت نفسك، والطريق الذي يجب أن تسلكه، ونوع الشخص الذي يجب أن تكون عليه. هذا جانب من الجوانب. لنفترض أنك لا تهتم حقًا بالإيمان بالله وفعلت ذلك فقط لأن والديك أو زملاءك في العمل قدموا الإنجيل لك، فَقَبِلْتَ حفظًا لماء الوجه أو تأدبًا؛ وأنك تحضر التجمعات وتقوم بواجباتك في بيت الله على مضض، بينما تعتقد أن الإخوة والأخوات في الكنيسة ليسوا سيئين، ولا يتنمرون على الناس على الأقل، وأن بيت الله هو مكان العقل، حيث يسود سلطان الحق، وحيث لا يتعرض الناس للاضطهاد أو التنمر من الآخرين، وأنك تشعر أن بيت الله أفضل من عالم غير المؤمنين؛ لكنك لم تتخلَّ قط عن تطلعاتك ورغباتك أو تُغَيِّرها، وعلى العكس من ذلك، فإنَّ هذه التطلعات والرغبات التي كنتَ تحملها سابقًا كانت تزداد قوة ووضوحًا في أعماق قلبك وعقلك وروحك؛ وبينما تصبح تطلعاتك ورغباتك أكثر وضوحًا، تجد أنه عندما يتعلق الأمر بالإيمان بالله، فإن الحق الذي تُعْقَدُ الشركة حوله، والكلمات والأفعال وطريقة الحياة اليومية، وما إلى ذلك، تصبح مملة وجافةً أكثر فأكثر؛ وتشعر بعدم الارتياح، ويصبح السعي إلى الحق أمرًا غير وارد، ولا يكون لديك أي اهتمام على الإطلاق بالسعي إلى الحق، ولا توجد في ذهنك آراء جيدةٌ حول السير في الطريق الصحيح في الحياة، أو كيفية السلوك بشكل صحيح، أو ما الأشياء التي تُعَدُّ إيجابية؛ إذا كنت شخصًا مثل هذا، فأقول لك: أسرع بالسعي وراء تطلعاتك ورغباتك الخاصة! هناك مكان لك في هذا العالم، مكان وسط تيارات الشر المعقدة والفوضوية. ستحقق بلا شك تطلعاتك ورغباتك تمامًا كما كنت تأمل وستحصل على الأشياء التي تتمناها. لا يناسبك البقاء في بيت الله، إنه ليس مكانًا لتطلعاتك، وبالتأكيد، فإن طريق السعي إلى الحق ليس الطريق الذي تريد أن تسلكه، وهو – على وجه الخصوص – ليس ما تحتاج إليه. انتهز الفرصة الآن، بينما تتشكل تطلعاتك ورغباتك، وبينما لا تزال شابًا ولا تزال لديك الطاقة أو الموارد للسعي في العالم، أسرع بمغادرة بيت الله، واذهب لتحقيق تطلعاتك ورغباتك. بيت الله لن يعيقك. لا تنتظر حتى اليوم الذي تفقد فيه الأمل في تلقي البركات ولا يصبح لديك ما تقوله عن شهادتك الاختبارية، عندما لا تكون قد انتهيت من تتميم واجباتك بشكل صحيح وتستيقظ أخيرًا في سن الخمسين أو الستين أو السبعين أو الثمانين، متمنيًا السعي إلى الحق؛ حينئذٍ سيكون الأوان قد فات. إذا كنت لا ترغب في البقاء في بيت الله، فإنك ستنبذ نفسك للدمار. بالنسبة لأشخاص مثلك، ليست هناك حاجة لمخالفة إرادتك والتخلي عن مساعيك وتطلعاتك ورغباتك. لأن الفرضية التي ناقشتها للتخلي عن مساعي الناس وتطلعاتهم ورغباتهم هي أنك شخص يسعى إلى الحق أو أنك حتى إن لم تبدأ بعد في السعي إلى الحق، فإنك قد عقدت العزم على أن تصبح ساعيًا إلى الحق، وأنك لن تغادر منزل الله بغض النظر عما إذا كنت ستنال الخلاص أم لا، وبغض النظر عما إذا كنت ستعيش أو ستموت. أنا أخاطب أمثال هؤلاء الأشخاص. بالطبع، ينبغي أن أضيف إخلاء مسؤولية: بما أنني كنت أعقد الشركة اليوم حول موضوع "التخلي عن مساعي الناس وتطلعاتهم ورغباتهم"، فقد عقدتها على افتراض أن الناس على استعداد للسعي إلى الحق ونيل الخلاص. وهي تستهدف على وجه التحديد الأشخاص الراغبين في السعي إلى الحق ونيل الخلاص. وبخلاف هؤلاء، فإن أولئك الذين لا يهتمون بالطريق أو الاتجاه أو الرغبة أو العزم على السعي إلى الحق ونيل الخلاص، لا يحتاجون إلى الاستماع إلى موضوع اليوم. هذا هو إخلاء المسؤولية الذي أضفته؛ وهو ضروري، أليس كذلك؟ (بلى). نحن نمنح الناس الحرية، ولا نجبر أي شخص. إنَّ أي مبدأ من مبادئ الحق أو أي تعليم أو إمداد أو دعم أو مساعدة يُقَدَّم للناس على أساس العقلانية وبشرط أن يكونوا راغبين. إذا كنت غير راغب في الاستماع، فيمكنك تغطية أذنيك وعدم الاستماع إليه أو قبوله، أو يمكنك أيضًا المغادرة؛ كلاهما مقبول. إن شركة الحق في بيت الله لا تُجبَر على أي شخص لقبولها. يمنح الله الناس الحرية ولا يجبر أي شخص. أخبرني، هل هذا أمر جيد؟ (نعم). هل هناك حاجة لإجبارهم؟ (لا). ليست هناك حاجة للإجبار. الحق يجلب الحياة: الحياة الأبدية. إذا كنت على استعداد لتلقِّي الحق، وكنت تقبله وتخضع له، فستتلقاه. إذا كنت لا تقبله، بل ترفضه وتقاومه، فلن تناله. وسواء تمكنت من نيله أم لا، يجب أن تقبل العواقب. أليس هذا هو الحال؟ (بلى).

السبب في أننا نعقد الشركة حول الحاجة إلى التخلي عن أشياء معينة خلال السعي إلى الحق هو أن السعي إلى الحق ونيل الخلاص يشبه مشاركة الناس في سباق الماراثون. لا يحتاج المتسابقون المشاركون في الماراثون إلى قوة جسدية غير عادية أو مهارات استثنائية، لكنَّهم مطالبون بامتلاك درجةٍ معينةٍ من التحمل والمثابرة، ومطلوب منهم التحلي بالإيمان، وكذلك التصميم على المثابرة. بالطبع، عند المشاركة في الماراثون، بصرف النظر عن هذه العناصر الروحية، يُطلب من الناس أيضًا التخلي تدريجيًا عن أعباء معينة من أجل الوصول إلى غايتهم بسهولة أكبر أو بحرية أكبر أو بطريقة تتماشى أكثر مع رغباتهم. لا يهتم الماراثون، كرياضة، بترتيب المشاركين الذين يصلون إلى غايتهم؛ بل يهتم بأداء الأفراد على مدار السباق، ومثابرتهم، وتحملهم، وكل ما يتعرضون له خلال السباق. أليس هذا صحيحًا؟ (بلى). في ما يتعلق بالإيمان بالله، فإن السعي إلى الحق ونيل الخلاص في نهاية المطاف يشبه الماراثون؛ فهو يتطلب عملية طويلة جدًا، وفي هذه العملية يتطلب أيضًا التخلي عن أشياء كثيرة لا علاقة لها بالسعي إلى الحق. هذه الأشياء ليست فقط غير مرتبطة بالحق، لكن الأهم من ذلك أنها يمكن أن تعيق سعيك إلى الحق. وبالتالي، في عملية التخلي عن هذه الأشياء وحلها، سيختبر المرء حتمًا بعض الألم وسيحتاج إلى نبذ أشياء معينة واتخاذ الخيارات الصحيحة. إنَّ السعي إلى الحق يتطلب من الناس التخلي عن أشياء كثيرة لأن هذه الأشياء تنحرف عن طريق السعي إلى الحق وتتعارض مع أهداف الحياة الصحيحة والاتجاه الذي يرشد الله الناس نحوه. أي شيء يتعارض مع الحق ويمنع الشخص من السعي إلى الحق واتخاذ الطريق الصحيح في الحياة هو شيء سلبي، وكل ذلك من أجل السعي وراء الشهرة والربح، أو لتحقيق نتائج مثل وفرة الممتلكات والمال. يعتمد مسار السعي إلى تحقيق تطلعات المرء ورغباته على قدرات الناس، وكذلك معرفته، وأفكاره ووجهات نظره المغلوطة، وفلسفاته المختلفة في التعاملات الدنيوية، إضافة إلى مختلف أساليبه وحيله ومخططاته. كلما زاد سعي المرء إلى تحقيق تطلعاته ورغباته الخاصة، ابتعد أكثر عن الحق، وعن كلام الله، وعن الطريق الصحيح الذي وجهه الله إليه. إن ما يسمى بالتطلعات والرغبات في قلب المرء هي في الواقع أشياء فارغة، ولا يمكنها أن تعلمك كيفية التصرف، أو كيفية عبادة الله وفهمه، أو كيفية الخضوع لله، ولإرادة الله، وللسيِّد، إلى جانب الأشياء الإيجابية الأخرى مثلها. عندما تسعى إلى تطلعاتك ورغباتك، فلن تكتسب أيًا من هذه الأشياء التي هي إيجابية وقيمة على حد سواء وتتوافق مع الحق. أي مسار حياة موجّه نحو مساعي الناس وتطلعاتهم ورغباتهم له نفس الهدف النهائي والجوهر والطبيعة؛ كلها تتعارض مع الحق. لكن طريق السعي إلى الحق مختلف. إنه سيرشدك إلى مسار حياتك الصحيح؛ هذه عبارةٌ عامةٌ إلى حدٍ ما. وبشكل أكثر تحديدًا، سيكشف أفكارك ووجهات نظرك غير الصحيحة والمُحَرَّفة تجاه كيفية تعاملك مع مختلف الأشخاص والأحداث والأشياء. وفي الوقت نفسه، سيطلعك على الأفكار ووجهات النظر الصحيحة والدقيقة ويرشدك إليها ويزوِّدك بها ويعلِّمك إياها. وبالطبع، سيخبرك أيضًا بنمط الأفكار ووجهات النظر التي يجب أن تمتلكها في رؤيتك للأشخاص والأشياء، وفي تصرفك وفعلك. يخبرك طريق السعي إلى الحق هذا بكيفية السلوك، وكيفية العيش ضمن حدود الإنسانية الطبيعية وأن تسلك وفقًا لمبادئ الحق. على أقل تقدير، يجب ألا تنخفض إلى ما دون مستوى الضمير والعقل؛ يجب أن تعيش مثل إنسان وأن تعيش بصفتك إنسانًا. بخلاف هذا، فإن هذا المسار يخبرك بشكل أكثر تحديدًا بالأفكار ووجهات النظر والمنظورات والمواقف التي يجب أن تكون لديك بينما ترى كل مسألة وتقوم بكل شيء. هذه الأفكار ووجهات النظر والمنظورات والمواقف الصحيحة هي في الوقت نفسه المعايير والمبادئ الصحيحة للسلوك الذاتي والفعل التي يجب على المرء التمسك بها. عندما يحقق الشخص واقع أن تكون رؤيته للناس والأشياء وسلوكه وأفعاله كليًا وفقًا لكلام الله، بحيث يكون الحق معيارًا له، أو عندما يدخل في هذا الواقع، فإنَّ ذلك الشخص قد أصبح مُخَلَّصًا. بمجرد أن يُخَلَّص الشخص ويكسب الحق، ستتحول وجهة نظره تجاه الأشياء تمامًا، وتتوافق بالكامل مع كلام الله وتصبح في توافقٍ مع الله. عندما يصل الشخص إلى هذه المرحلة، لن يتمرد على الله بعدئذٍ، ولن يعود الله يوبِّخه أو يدينه، ولن يبغضه. هذا لأن هذا الشخص لم يعد عدوًا لله، ولم يعد يقف في معارضةٍ لله، وقد أصبح الله حقًا وبحق خالق كائناته المخلوقة. عاد النّاس تحت سيادة الله، ويتمتّع الله بالعبادة والخضوع والتقوى الّتي يجب أن يقدّمها النّاس له. كل شيء يعود إلى نِصابِه الصحيح بشكلٍ طبيعي. كل الأشياء التي خلقها الله هي للبشرية، والبشرية بدورها تدبِّر كل الأشياء تحت سيادة الله. كل الأشياء تحت تدبير البشرية، كل شيء يتبع القواعد والقوانين التي وضعها الله، ويتقدم ويستمر قُدُمًا بطريقة منظمة. تتمتع البشرية بكل الأشياء التي خلقها الله، وكل الأشياء موجودة بطريقة منظمة تحت تدبير البشرية. كل الأشياء هي للبشرية، والبشرية هي لكل الأشياء. كل هذا متناغم ومنظم للغاية، كل ذلك يأتي من سيادة الله وخلاصه للبشرية. إنه حقًا شيء رائع للغاية. هذا هو أحد المعاني النهائية للتخلي عن المساعي والتطلعات والرغبات. كما ترى، على الرغم من أنك تتخلى عن تطلعاتك ورغباتك المؤقتة الآن، فإن ما تكسبه في النهاية هو الحق، وهو الحياة، وهو أثمن شيء. مقارنةً بالتطلعات والرغبات التي تتخلى عنها، فإن هذه الأشياء أقيم ربما بآلاف أو عشرات آلاف الأضعاف. إنها لا تُضَاهَى بها. أليس هذا صحيحًا؟ (بلى). بالطبع، هناك أمرٌ ينبغي توضيحه: يجب أن يفهم الناس أن السعي وراء التطلعات والرغبات لن يعلمك أبدًا كيفية التصرف. منذ اليوم الذي ولدت فيه، يُخبِرك والداك: "يجب أن تتعلم الكذب، وتتعلم حماية نفسك، وألا تدع الآخرين يتنمرون عليك. عندما يتنمر عليك شخص ما، يجب أن تكون قويًا، وألا تكون ضعيفًا، ولا تدع الآخرين يعتقدون أنه يمكن التنمر عليك بهذه السهولة. علاوة على ذلك، يجب أن تكتسب المعرفة وتقوي نفسك، حتى تتمكن من الصمود في المجتمع. يجب أن تسعى وراء الشهرة والربح، ويجب أن تكون النساء مستقلات، ويجب أن يحمل الرجال ثقل العالم". منذ سن مبكرة، ربَّاك والداك بهذه الطريقة، كما لو كانا يعلمانك كيفية التصرف؛ لكنهما في الواقع، كانا يسعيان جاهديْن، ويفعلان كل ما يلزم، ويبدو حتى أنهما يضعان حياتهما على المحك من أجل دفعك إلى هذا العالم، في هذا المَدّ الشرير، ليتركاك جاهلًا بما هو إيجابي وما هو سلبي، جاهلًا بكيفية التمييز بين العدالة والشر، وكيفية التمييز بين الأشياء الإيجابية والسلبية. في الوقت نفسه، علمك والداك أيضًا: "افعل كل ما يتطلبه الأمر، حتى لا تكون مهذبًا أكثر من اللازم مع الآخرين. التسامح مع الآخرين هو قسوة على نفسك". لقد رَبَّياك بهذه الطريقة منذ أن بدأت في فهم الأشياء، ثم في المدرسة، وفي المجتمع، يعلمك الجميع الأشياء نفسها. إنهما لا يعلمانك هذا حتى يتسنى لك أن تتصرف كإنسان، بل لكي تصبح إبليسًا، وتكذب، وتفعل الشر، وتهلك. فقط بعد أن تؤمن بالله، ستعرف أنه يتعيَّن على المرء أن يتصرف كشخص صادق وأن يقول الحق والحقائق. تستجمع شجاعتك وتتمكن أخيرًا من قول الحق، وتتمسك بضميرك وحدودك الأخلاقية من أجل أن تقول الحق مرة واحدة، لكن المجتمع يزدريك، وتلومك عائلتك، وحتى يسخر منك أصدقاؤك، وفي النهاية، ماذا يحدث؟ تتعرض لصدمة شديدة، ولا يمكنك تحمل الأمر، ولا تعود تعرف كيف تتصرف. تشعر أن التصرف بوصفك إنسانًا أمر صعب للغاية، وأن الأسهل أن تكون إبليسًا. كن إبليسًا فحسب واتبع المد الشرير لهذا المجتمع؛ لن يقول أحد أي شيء. لا أحد في البشرية بأكملها يعلمك كيفية التصرف. بعد أن تؤمن بالله كل كلمة تسمعها مما يتحدث به الله وكل ما يفعله الله هو لتعليمك كيفية التصرف، وكيفية ممارسة الحق حتى تتمكن من أن تصبح إنسانًا حقيقيًا. فقط في كلام الله يمكنك العثور على الإجابة الصحيحة عن ماهية الحياة البشرية الحقيقية. وبالتالي، فإن كيفية رؤية الناس والأشياء، وكيفية التصرف والفعل يجب أن تستند تمامًا إلى كلام الله، معتمدة على الحق بوصفه المعيار. هذا هو المسار الذي يجب أن يتبعه الناس في التصرف؛ لن ينجحوا إلا إذا تصرفوا بهذه الطريقة. عندما تفهم أساس التصرف وفقًا لكلام الله، وتفهم مبادئ الحق وتدخل فيها، ستعرف كيف تتصرف، وستصبح إنسانًا حقيقيًا. هذا هو أساس التصرف، وحياة مثل هذا الشخص هي وحدها المستحقة للجهد؛ وحده مثل هذا الشخص هو الذي يستحق أن يعيش ويجب ألا يموت. على العكس من ذلك، أولئك الذين يتصرفون مثل الأبالسة، تلك الجثث التي تمشي مرتدية جلد الإنسان، أولئك الناس لا يستحقون العيش. لماذا؟ لأن كل شيء خلقه الله مُجَهَّزٌ للبشرية، لكائنات الله المخلوقة، وليس للنوع الإبليسي. إذًا لماذا لا يزال هؤلاء الناس قادرين على البقاء على قيد الحياة اليوم؟ أليسوا مشاركين في المنفعة مع أولئك الناس الذين أراد الله أن يخلصهم؟ لولا عمل الله للخلاص في هذه المرحلة، واستخدامه للأبالسة والشياطين لتأدية الخدمة، ليمكِّن شعب الله المختار من تمييز الأشياء السلبية، ورؤية حقيقة جوهر الأبالسة، لكان الله قد دمرهم منذ فترة طويلة، لأن هؤلاء الناس لا يستحقون التمتع بكل الأشياء التي خلقها الله، وهم يبددون الأشياء التي صنعها الله ويدمرونها. في ظنك ماذا سيكون شعور الله عندما يرى هذا؟ هل سيكون في مزاج جيد؟ (لا). لذلك، يريد الله بشكل عاجل تخليص مجموعة من الأشخاص ذوي الإنسانية الطبيعية الذين هم بشر حقيقيون، وتعليمهم كيفية التصرف. عندما ينال هؤلاء الناس الخلاص، ويصبحون مؤهلين للبقاء وعدم التدمير – حينها يكون عمل الله العظيم قد أُنْجِزَ. بعبارةٍ أخرى، بغض النظر عما إذا كانت هذه الأشياء تصل إلى مستوى الدقة والصواب، عندما تكون قوانين البقاء الخاصة بهم، ونظراتهم إلى الحياة، والمسارات التي يسلكونها، وكذلك مساعيهم، والمواقف التي يعاملون بها الله، والحق، والأشياء الإيجابية، لا تتعارض مع الحق على الأقل، وبالتأكيد لا تصل إلى حد الإساءة إلى شخصية الله، عندما لا يُدَمَّرُ هؤلاء الناس، لأنهم قادرون على الخضوع لله بطريقة أساسية – حينها يكون عمل الله العظيم قد أُنْجِزَ. ماذا يعني إنجاز هذا العمل العظيم؟ هذا يعني أن أولئك الذين خلصهم الله يمكن أن يظلوا موجودين إلى الأبد، ويمكن أن يعيشوا إلى الأبد. وباللغة التي يستعملها البشر، هذا يعني أن هذا الجنس البشري سيكون له خلفاء، وأن أسلاف البشر الذين خلقهم الله سيكون لهم خلفاء، وسيكون هناك بشر قادرون على تدبير كل الأشياء. حينها، سيشعر الله بالراحة، ثم سيستريح، ولن يعود مضطرًّا إلى الاهتمام بالأشياء. كل الأشياء لها قواعدها وقوانينها الخاصة، التي وضعها الله بالفعل، ولا يحتاج الله إلى بذل خاطرةٍ أو فكرةٍ أو خطةٍ لها. كل الأشياء موجودة ضمن قواعدها وقوانينها المعنية بها، وليس على البشر سوى الحفاظ عليها وتدبيرها. في ظل وجود مثل هذا الجنس البشري، هل تعتقد أن الله سيظل بحاجة إلى القلق؟ هل سيظل بحاجة إلى الانشغال؟ سيستريح الله، وعندما يستريح، سيكون وقت إنجاز عمله العظيم قد حان. بالطبع، سيكون هذا أيضًا وقت البشر للاحتفال؛ أي إنهم سيحصلون في النهاية على الخلاص على أساس طريق السعي إلى الحق، فلا يتمردون بعدئذٍ على الله، وإنما يتوافقون مع مقاصد الله. سيكون الله قد ربح البشر، ولن يضطروا بعدئذ إلى تذوق الموت؛ حينها سيكونون قد تلقَّوا الخلاص بالفعل. أليس هذا شيئًا يستحق الاحتفال؟ (بلى). الآن، بما أنه ستكون هناك منافع هائلة، وأنت تعلم أن هذه هي مقاصد الله، ألا يستحق الأمر أن يتخلى الناس عن التطلعات والرغبات الصغيرة التي كانوا يحملونها سابقًا؟ (بلى). الأمر مناسب كيفما قيَّمته إذًا، بما أنه مناسب، ألا يجب أن تتخلى؟ (بلى). من الناحية النظرية، يعلم الجميع أنه يجب عليهم التخلي، ولكن كيف يتم ذلك على وجه التحديد؟ في الواقع، الأمر بسيط للغاية. يعني أنك تكفَّ عن القيام بأي تصرف أو بذل أي جهد أو دفع أي ثمن من أجل تطلعاتك ورغباتك. لا تعود تسمح لها بشغل عقلك ولا تقدِّمْ أي تضحيات من أجلها. وبدلاً من ذلك، تعود إلى الله، وتتخلى عن رغباتك وتطلعاتك الشخصية، وتتوقف عن الهوس بها، وحتى تتوقف عن الحلم بها عندما تحلم. وبدلاً من ذلك، شيئًا فشيئًا، تُحول اتجاهك وميلك في قلبك، نحو طريق السعي إلى الحق ونيل الخلاص. يومًا بعد يوم، يكون كل ما تفعله، والأفكار، والطاقة، والثمن الذي تدفعه، كلها من أجل السعي إلى الحق ونيل الخلاص؛ هكذا تتخلى تدريجيًا.

فيما يتعلق بشركة اليوم حول موضوع "التخلي عن مساعي الناس وتطلعاتهم ورغباتهم"، هل عقدتُ الشركة حول الموضوع بشكل مفهوم؟ هل تعرفون كيفية التخلي؟ قد يقول بعض الناس: "حسنًا، لقد كنتُ أتخلى بالفعل قبل حتى أن تثير الموضوع". لكن هذا ليس صحيحًا بالضرورة. في الواقع، فقط من خلال عملية السعي إلى الحق، يرى الناس تدريجيًا حقيقة المد الشرير في العالم وأيضًا يرون تدريجيًا حقيقة طريق السعي وراء الشهرة والربح الذي يتخذه غير المؤمنين، ويتخلون عنه. إذا لم تكن قد سعيت إلى الحق بعد، وكنت تفكر فقط في التخلي داخل قلبك، فهذا ليس تخليًا حقًا على الإطلاق. إن استعدادك للتخلي والتخلي بحق شيئان منفصلان تمامًا؛ لا يزال بينهما فرق. لذلك، فإن أهم شيء هو البدء في السعي إلى الحق، وهذا لا ينبغي أن يتغير مهما كان الوقت؛ إنه أهم شيء. بمجرد أن تبدأ في السعي إلى الحق، يصبح التخلي عن التطلعات والرغبات أسهل. إذا كنت لا تقبل الحق لكنك تقول: "أريد حقًا التخلي عن هذه التطلعات والرغبات. لا أريد أن أكون مصبوغًا في حوض الصباغة الشاسع أو مفرومًا في مفرمة اللحم"، وإذا كنت لا تزال ترغب في البقاء على قيد الحياة، فأنا أخبرك أن هذا غير ممكن. مستحيل، لن تنال مثل هذه الصفقة الجيدة! إذا كنت لا ترغب في السعي إلى الحق لكنك لا تزال ترغب في التخلي عن التطلعات والرغبات، فهذا مستحيل. جميع الناس الطبيعيين لديهم تطلعات ورغبات، خاصة أولئك الذين لديهم القليل من المواهب أو المَلَكَات. أين يوجد شخص يرضى بالوحدة ويستسلم طواعيةً لعيش حياة عادية؟ لا يوجد شخص مثل هذا في أي مكان. يريد الجميع أن يبرزوا، وأن ينجحوا في حياتهم، وأن يحيطوا أنفسهم بهالةٍ معينةٍ، وأن يجعلوا حياتهم أكثر راحة. إذا كنت تريد التخلي عن التطلعات والرغبات الشخصية، ونيل الخلاص، وعيش حياة ذات معنى، فعليك قبول الحق، والسعي إلى الحق، والخضوع لعمل الله؛ بهذه الطريقة سيكون لديك أمل. الاستماع إلى كلام الله واتباع الله هو السبيل الوحيد. لذلك، على الرغم من كل التغييرات الظاهرية، ثمة شيء واحد يبقى ثابتًا في جوهره؛ السعي إلى الحق. هذا هو الموضوع الأكثر أهمية، أليس كذلك؟ (بلى). حسنًا، لننهِ شركة اليوم حول موضوعنا هنا. وداعًا!

17 ديسمبر 2022

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.