كيفية السعي إلى الحق (4) الجزء الثالث
لنتحدّث الآن عن المرض. عندما يتعلّق الأمر بهذا الجسد العتيق للإنسان، لا يهم ما المرض الذي يُصيب الناس، ما إذا كان بإمكانهم التحسّن، أو إلى أي درجة يُعانون؛ فلا شيء من ذلك يعود إليهم؛ كل ذلك في يدي الله. إذا كُنتَ، عندما تُصاب بالمرض، تخضع لترتيبات الله، وتكون مستعدًا لتحمّل هذه الحقيقة وقبولها، فستظلّ مصابًا بهذا المرض؛ وإذا لم تقبل هذه الحقيقة، فستظلّ غير قادر على التخلص من هذا المرض؛ هذه حقيقة. بوسعك أن تواجه مرضك بإيجابية ليوم، أو تواجهه بسلبية ليوم. أي إنه، بغض النظر عن موقفك، لا يُمكنك تغيير حقيقة أنك مريض. ما الخيار الذي يتّخذه الأشخاص الأذكياء؟ وما الخيار الذي يتّخذه الأشخاص الحمقى؟ الأشخاص الحمقى سيختارون أن يعيشوا في مشاعر الضيق والقلق والهمّ. سيُصبحون حتى غارقين في هذه المشاعر ولن يرغبوا في الخروج منها. هم لا يستمعون إلى أي نصيحة تُقدَّم إليهم، ويتساءلون: "أواه، كيف أُصبتُ بهذا المرض؟ هل كان بسبب الإرهاق؟ أم هل كان بسبب الهم؟ أم هل كان بسبب الكبت؟". يتساءلون كل يوم كيف أُصيبوا بالمرض ومتى بدأ، مُفكّرين: "لماذا لم ألاحظه؟ كيف أكون بهذا الغباء وأؤدي واجبي بصدق شديد؟ يُجري الآخرون فحصًا طبيًا كل عام، ويقيسون على الأقل ضغط دمهم ويُجرون مسحًا بالأشعة السينية. كيف لم أُدرك أنني يجب أن أخضع لفحص طبي؟ يعيش الأشخاص الآخرون بحذر شديد. كيف أعيش بهذه البلادة؟ لقد أُصبتُ بهذا المرض ولم أعرف حتى أنني مصاب به. أواه، يجب أن أتلقى علاجًا لهذا المرض! ما العلاج الذي يُمكِنني تلقيه؟". بعد ذلك، يتصفحون الإنترنت للبحث عن كيفية إصابتهم بهذا المرض، وما الذي تسبّب فيه، وكيفيّة علاجه بالطبّ الصيني، وكيفيّة علاجه بالطبّ الغربي، وما العلاجات الشعبية المُتاحة؛ يبحثون عن كل هذه الأشياء. بعد ذلك، يأخذون الأدوية الصينية ثُمّ الأدوية الغربية في المنزل، وهم دائمًا جديون وقلقون وليس لديهم صبر بشأن المرض، وبمرور الوقت، يتوقفون عن أداء واجبهم، ويتخلّون عن إيمانهم بالله، ويتوقفون عن الإيمان، ولا يُفكّرون إلا في كيفية شفاء مرضهم؛ واجبهم الآن هو شفاء مرضهم. مرضهم يستنزفهم، ويشعرون بالضيق كل يوم بشأن إصابتهم بالمرض، وعندما يرون أي شخص يقولون: "أواه، لقد أُصبتُ بهذا المرض بهذه الطريقة. اجعلوا ما يحدث لي درسًا لكم، وعندما تُصابون بالمرض عليكم أن تذهبوا وتُجروا الفحوصات وتتلقوا العلاج. الاهتمام بصحّتكم مهم للغاية. يجب أن تكونوا فطنين، ولا يجب أن تعيشوا ببلادة شديدة". يقولون هذه الأشياء لكل شخص يقابلونه. من خلال الإصابة بالمرض، يكون لديهم هذه الخبرة ويتعلّمون هذا الدرس. بمجرد أن يمرضوا، يُصبحون حذرين عند تناول الطعام وحذرين في أثناء المشي، ويتعلّمون كيف يعتنون بصحّتهم. في النهاية، يصِلون إلى استنتاج: "ينبغي على الناس أن يعتمدوا على أنفسهم في العناية بصحّتهم. لم أولِ قدرًا كبيرًا من الاهتمام للعناية بصحتي في السنوات القليلة الماضية، وفي اللحظة التي غفلتُ فيها، أُصبتُ بهذا المرض. لحسن الحظ، اكتشفته مبكرًا، لو كنتُ قد اكتشفته متأخرًا، لكان أمري قد انتهى. سيكون من سوء الحظ كثيرًا أن أُصابَ بالمرض وأموت في سن صغيرة. لم أتمكّن بعد من الاستمتاع بالحياة، ثمّة الكثير من الأشياء الجيّدة لأتناولها لم أتناولها بعد، وثمّة الكثير من الأماكن الممتعة التي لم أزرها بعد!". يُصابون بالمرض ويخلصون إلى هذا الاستنتاج. يمرَضون لكنهم لا يموتون، ويعتقدون أنهم أذكياء وأنهم اكتشفوا المرض في الوقت المناسب. لا يقولون أبدًا إن كل هذا يعود إلى سيادة الله ومُقدّر سلفًا من قِبله، وأنه إذا لم يكن من المفترض أن يموت شخص ما، فإنه مهما كانت شدة إصابته بالمرض، فلن يكون بإمكانه الموت، وأنه إذا كان من المفترض أن يموت شخص ما، فإنه سوف يموت حتى دون أن يُصاب بالمرض؛ إنهم لا يفهمون هذا. هم يعتقدون أن مرضَهم قد جعلهم أذكياء، في حين أنهم في الحقيقة يُبالغون في "ذكائهم" وهم حمقى للغاية. عندما يواجه الأشخاص الذين يسعون إلى الحق المرضَ، هل يُصبحون غرقى في مشاعر الضيق والقلق والهمّ؟ (لا). ما النهج الذي يتّخذونه إزاء المرض؟ (أولاً، هم قادرون على الخضوع، ثُمّ في أثناء مرضهم، يطلبون فهم مقاصد الله ويتأمّلون في ما لديهم من شخصيات فاسدة). هل يُمكِن لهذه الكلمات القليلة أن تحلّ المشكلة؟ إذا كان كل ما يفعلونه هو التأمل، ألن يظلوا بحاجة إلى علاج مرضهم؟ (سيطلبون العلاج أيضًا). نعم، إذا كان مرضًا ينبغي علاجه، أو مرضًا خطيرًا، أو مرضًا قد يزداد سوءًا إذا لم تطلب العلاج له، فلا بد من علاجه؛ هذا ما يفعله الأشخاص الأذكياء. عندما يكون الأشخاص الحمقى غير مرضى، فإنهم يكونون قلقين على الدوام: "أواه، هل يُمكِن أن أكونَ مريضًا؟ وإذا كنتُ مريضًا، فهل سيتفاقم المرض؟ هل سأُصابُ بهذا المرض؟ وإذا أصبتُ بهذا المرض، فهل سأموت قبل أواني؟ هل سيكون الأمر مؤلمًا جدًا عندما أموت؟ هل سأعيشُ حياةً سعيدةً؟ إذا أصبتُ بهذا المرض، فهل ينبغي أن أقوم بالترتيبات لموتي وأستمتع بالحياة بأسرع ما يمكن؟". الأشخاص الحمقى كثيرًا ما سيشعرون بالضيق والقلق والهمّ من أشياء من هذا القبيل. هم لا يطلبون الحق مُطلَقًا ولا يطلبون الحقائق التي ينبغي أن يفهموها في هذا الأمر. الأشخاص الأذكياء في المقابل لديهم بعض الفهم والبصيرة في هذا الأمر سواءً عندما يُصاب شخص آخر بالمرض أو عندما يكونون هم أنفسهم غير مرضى بعد. إذن، ما هو الفهم الذي ينبغي أن يكون لديهم والبصيرة التي ينبغي أن تكون لديهم؟ بادئ ذي بدء، هل سيتخطى المرض أحدًا لأنه يشعر بالضيق والقلق والهمّ؟ (لا). أخبرني، أليس مُقدّرًا بالفعل متى سيُصاب شخص ما بمرض ما، وكيف ستكون صحّته في عمر معيّن، وما إذا كان سيُصاب بمرض خطير أو جسيم؟ بلى، وهذا أمر مؤكّد، دعني أخبرك. لن نناقش الآن كيف يُقدِّر الله هذه الأمور سلفًا لك: مظهر الناس، وملامح وجوههم، وأشكال أجسادهم، وتواريخ ميلادهم معروفة بوضوح للجميع. هؤلاء العرافون والمنجمّون غير المؤمنين، وأولئك الذين يستطيعون قراءة النجوم وأكفَّ الناس، يُمكِنهم أن يعرفوا من خلال أكفّ الناس ووجوههم وتواريخ ميلادهم متى سيواجهون كارثةً، ومتى سيحدث لهم مكروه؛ هذه الأشياء قُدِّرت بالفعل. لذا، عندما يُصاب الشخص بالمرض، قد يبدو الأمر وكأنه ناجم عن إرهاق أو مشاعر غضب أو بسبب أنه يعيش في فقر وتنقصه التغذية؛ قد يبدو الأمر هكذا ظاهريًا. هذا الوضع ينطبق على الجميع، فلماذا يُصاب بعض الناس في الفئة العمرية نفسها بهذا المرض ولا يُصاب به آخرون؟ هل الأمر مُقدَّر أن يكون على هذا النحو؟ (نعم). بتعبير بسيط، إنه مُقدَّر. كيف نقول ذلك بكلمات تتماشى مع الحق؟ كل هذا يأتي تحت سيادة الله وترتيباته. بالتالي، أيًا كانت نوعيّة طعامك وشرابك وإقامتك وبيئتك المعيشية، فليس لهذا علاقة بالموعد الذي ستُصاب فيه بالمرض أو ما المرض الذي سيُصيبك. الأشخاص الذين لا يؤمنون بالله يبحثون دائمًا عن الأسباب من منظور موضوعي، ويؤكّدون دائمًا على أسباب الأمراض، قائلين: "عليك أن تتمرّن أكثر، وتأكل خضروات أكثر ولحمًا أقلّ". هل هذا هو الحال حقًا؟ الأشخاص الذين لا يأكلون أي لحوم يُمكِن أن يُصابوا أيضًا بارتفاع ضغط الدم ومرض السكر كغيرهم تمامًا، والنباتيون يُمكن أن يكون لديهم مستوى عالٍ من الكوليسترول. العلوم الطبية لم تقدم تفسيرًا دقيقًا أو منطقيًا لهذه الأمور. دعني أخبرك، كل الأطعمة المختلفة التي خلقها الله للإنسان هي أطعمة يُفترض أن يأكلها الإنسان؛ فقط لا تتناولها بإفراط، بل تناولها باعتدال. من الضروري أن تتعلّم كيف تعتني بصحّتك، لكن الرغبة الدائمة في دراسة كيفية الوقاية من المرض هي خطأ. كما قلنا للتو، ما ستكون عليه صحة الشخص في عُمرٍ معيّن وما إذا كان سيُصاب بمرض خطير، كله أمر مُرتّب من قِبل الله. غير المؤمنين لا يؤمنون بالله ويمضون للبحث عن شخص ما ليرى هذه الأمور في كفوف الأيدي وتواريخ الميلاد والوجوه، وهم يؤمنون بهذه الأشياء. أنت تؤمن بالله وكثيرًا ما تستمع إلى العظات وإلى الشركات حول الحق، فإذا لم تكن تؤمن بهذا، فإنك لست سوى غير مؤمن. إذا كنت تؤمن حقًا بأن كل شيء في يدي الله، فيجب أن تؤمن بهذه الأشياء – الأمراض الخطيرة، والأمراض الجسيمة، والأمراض البسيطة، والصحة – كلها تقع تحت سيادة الله وترتيباته. ظهور مرض خطير وما ستكون عليه صحة الشخص في عُمرٍ معيّن ليست أشياءً تحدث بمحض الصدفة، وفهم هذا يعني أن يكون لديك فهمًا إيجابيًا ودقيقًا. هل يتوافق هذا مع الحق؟ (نعم). إنه يتوافق مع الحق، وهو الحق، وينبغي أن تقبل هذا، ويجب أن يتحوَّل موقفك وآراؤك عن هذا الأمر. وما الذي يُعالَج حالما تتحوَّل هذه الأشياء؟ ألا تُعالَج مشاعرك من قبيل الضيق والقلق والهمّ؟ على الأقل، مشاعرك السلبيّة من قبيل الضيق والقلق والهمّ حول المرض تُعالج نظريًا. لأن فهمك قد حوّل أفكارك وآراءك، فإنه بالتالي يعالج مشاعرك السلبيّة. هذا جانب واحد: ما إذا كان الشخص سيُصاب بالمرض أم لا، وما المرض الخطير الذي سيُصيبه، وما ستكون عليه صحّته في كل مرحلة من الحياة، هي أمور لا يُمكِن تغييرها بإرادة الإنسان، بل كلها مُقدَّرة سلفًا من قِبل الله. بعض الناس يقولون: "إذن هل من المقبول ألا أريدُ أن أُصاب بالمرض؟ هل من المقبول إذا كنت أريدُ أن أسأل الله أن يُبعد المرض عني؟ هل من المقبول أن أطلب من الله أن يُجنّبني هذه الكارثة أو هذا المكروه؟". ما رأيكم؟ هل هذه الأشياء مقبولة؟ (لا). تقولون ذلك بيقين كبير، لكن لا أحد قادر على فهم هذه الأشياء بوضوح. ربما يوجد شخص ما يؤدي واجبه بإخلاص ولديه العزيمة للسعي إلى الحق، وهو مُهمّ جدًا لعمل ما في بيت الله، وربما يُبعِد الله عنه هذا المرض الخطير الذي يؤثر على واجبه، وعلى عمله، وعلى طاقته الجسدية وقوّته، إذ إنَّ الله سيتحمّل مسؤولية عمل الله. لكن هل يوجد شخص مثل هذا؟ مَن مثل هذا؟ أنتم لا تعرفون، أليس كذلك؟ ربما يوجد أشخاص مثل هذا. إذا كان ثمّة أشخاص مثل هذا، أليس الله قادرًا على إبعاد مرضهم أو مصيبتهم بكلمة واحدة؟ أليس الله قادرًا على فعل ذلك بفكرة واحدة؟ فكرة الله ستكون: "هذا الشخص سوف يواجه مرضًا في شهر معيّن في هذا العُمر. هو الآن مشغول جدًا بعمله، لذا لن يُصاب بهذا المرض. هو ليس بحاجة لاختبار هذا المرض. ليتخطّاه المرض". ليس ثمّة سبب يمنع حدوث هذا، وسيحتاج الأمر فقط إلى كلمة من الله، أليس كذلك؟ لكن من يُمكِنه نيل مثل هذه البركة؟ كل من يمتلك حقًا مثل هذه العزيمة والإخلاص ويُمكِنه حقًا أن يتولى هذه المهمة في عمل الله، هو مَن يُمكِن أن ينال مثل هذه البركة. ليس هذا هو الموضوع الذي نحتاج إلى الحديث عنه، لذا لن نتحدث عنه الآن. نحن نتحدّث الآن عن المرض؛ هذا شيء سيختبره معظم الناس خلال حياتهم. بالتالي، نوع المرض الذي سيُصيب أجساد الناس في أي وقت أو في أي عمر وما ستكون عليه صحّتهم، كلها أشياء مُرتّبة من قِبل الله، ولا يستطيع الناس أن يُقرّروا هذه الأشياء بأنفسهم؛ تمامًا مثل الوقت الذي يُولَد فيه الشخص، لا يُمكِنهم أن يُقرِّروا ذلك لأنفسهم. إذن، أليس من الغباء أن تشعر بالضيق والقلق والهمّ من أمور لا يُمكِنك أن تُقرّرها لنفسك؟ (بلى). ينبغي أن يشرع الناس في علاج الأشياء التي يُمكِنهم علاجها بأنفسهم، أما تلك الأشياء التي لا يستطيعون القيام بها بأنفسهم، فينبغي عليهم أن ينتظروا الله؛ يجب أن يخضع الناس بصمت ويسألوا الله أن يحميهم؛ هذه هي العقلية التي ينبغي أن تكون لدى الناس. عندما يضرب المرض حقًا ويكون الموت قريبًا حقًا، ينبغي على الناس أن يخضعوا وألا يشتكوا أو يتمرّدوا على الله أو يقولوا أشياء تُجدّف على الله أو أشياء تُهاجمه. عوضًا عن ذلك، ينبغي أن يقف الناس ككائنات مخلوقة وأن يختبروا كل ما يأتي من الله ويقدِّروه؛ ينبغي ألا يحاولوا اختيار الأشياء لأنفسهم. يجب أن يكون هذا اختبارًا خاصًا يُثري حياتك، لا شيئًا سيئًا بالضرورة، أليس كذلك؟ لذا، عندما يتعلّق الأمر بالمرض، ينبغي أن يعالج الناس أولاً أفكارهم وآراءهم الخاطئة المتعلّقة بمصدر المرض، وحينئذٍ لن يعودوا قلقين بشأن هذا؛ إضافةً إلى ذلك، ليس لدى الناس حق في التحكّم في الأشياء المعروفة أو غير المعروفة، ولا هم قادرون على التحكّم فيها، لأن كل هذه الأشياء تحت سيادة الله. الموقف الذي ينبغي أن يكون لدى الناس ومبدأ الممارسة الذي ينبغي أن يكون لديهم هما الانتظار والخضوع. من الفهم إلى الممارسة، ينبغي أن يتمّ كل شيء بما يتماشى مع مبادئ الحق؛ هذا هو السعي إلى الحق.
بعض الناس يكونون قلقين دائمًا بشأن مرضهم، يقولون: "هل سأكون قادرًا على تحمّل مرضي إذا اشتد؟ إذا تدهورت حالتي، فهل سيأخذ المرض حياتي؟ هل سأحتاج إلى أن تُجرى لي جراحةٌ؟ وهل سأموت على طاولة العمليات إن أُجريَت الجراحةُ؟ لقد خضعتُ. هل سيأخذ الله حياتي بسبب هذا المرض؟" ما الفائدة من التفكير في هذه الأمور؟ إذا لم يكن بوسعك سوى التفكير في هذه الأمور، فعليك أن تُصلي لله. لا جدوى من الاعتماد على نفسك، فلن تتمكَّن قطعًا من تحمّله. لا أحد يريد أن يضطر إلى تحمل المرض، ولا أحد ينشرح مبتسمًا ويشعر بالابتهاج الشديد ويحتفل عندما يمرض. ليس ثمة أحد مثل هذا لأن هذه ليست إنسانيةً طبيعيةً. عندما يمرض الناس العاديون، سيُعانون دائمًا ويشعرون بالحزن، ولديهم حدود لما يُمكِنهم تحمله. لكن ثمة شيء واحد يجب ملاحظته: إذا فكَّر الناس دائمًا أن يعتمدوا على قوَّتهم الخاصة عندما يمرضون لتخليص أنفسهم من مرضهم والهروب منه، فماذا ستكون النتيجة النهائية؟ ألن يُعانوا ويشعروا بالحزن بدرجة أكبر حتى، فضلاً عن مرضهم؟ هذا هو السبب في أنه يجب على الناس كلما وجدوا أنفسهم مُطَوَّقين بالمرض بدرجة أكبر، أن يطلبوا الحق أكثر، وأن يطلبوا طريق الممارسة ليكونوا في توافق مع مقاصد الله. كلّما طُوِّق الناس بالمرض بدرجة أكبر، كان عليهم أن يأتوا أمام الله أكثر ويعرفوا فسادهم الخاص والمطالب غير المعقولة التي يطلبونها من الله. كلّما طُوِّقت بالمرض أكثر، امتُحِن خضوعك الحقيقي أكثر. لذا، عندما تكونُ مريضًا، فإنَّ قدرتك على الاستمرار في الخضوع لترتيبات الله والتمرّد على شكاواك وطلباتك غير المعقولة تظهر أنك شخص يسعى إلى الحق بصدق ويخضع بصدق لله، وأنك تُقدِّم الشهادة، وأن وفاءك لله وخضوعك له حقيقيان ويُمكِنهما أن يجتازا الامتحان، وأن وفاءك لله وخضوعك له ليسا محض شعارات وتعاليم. هذا ما يتعين على الناس ممارسته عندما يمرضون. عندما تمرض، يكون ذلك لكشف جميع مطالبك غير المعقولة وتصوّراتك ومفاهيمك غير الواقعية عن الله، وهو أيضًا لامتحان إيمانك بالله وخضوعك له. إذا اجتزتَ الامتحان في هذه الأشياء، فإنَّ لديك شهادة حقيقية ودليل حقيقي على إيمانك بالله، ووفائك لله، وخضوعك له. هذا ما يريده الله، وهو ما يجب أن يملكه الكائن المخلوق ويعيشه. أليست كل هذه الأمور إيجابيةً؟ (بلى). هذه هي كل الأمور التي يجب على الناس أن يسعوا إليها. وعلاوةً على ذلك، إذا سمح الله أن تمرض، ألن يكون قادرًا أيضًا على أن يرفع عنك مرضك في أي وقت ومكان؟ (بلى، هو قادر). الله قادر على أن يرفع مرضك عنك في أي وقت ومكان، لذا، ألا يقدِر أيضًا أن يجعل مرضك يبقى معك ولا يتركك مُطلَقًا؟ (بلى، يقدر). وإذا جعل الله هذا المرض نفسه لا يتركك مُطلَقًا، هل يمكنك أن تستمرّ في أداء واجبك؟ هل يمكنك أن تحتفظ بإيمانك بالله؟ أليس هذا امتحانًا؟ (بلى هو كذلك). إذا مرضتَ ثُمّ تماثلتَ للشّفاء بعد عدّة أشهر، فإن إيمانك بالله ووفاءك وخضوعك له لم تُمتَحن، وليس لديك شهادة. من السهْل تحمّل المرض لبضعة أشهر، لكن إذا دام مرضك سنتين أو ثلاث، ولم يتغيّر إيمانك بالله ولا رغبتك في أن تكون خاضعًا له ومُخلِصًا، بل صارا واقعيين بدرجة أكبر، ألا يُظهِر ذلك أنك قد نموت في الحياة؟ ألا تجني هذا الحصاد؟ (بلى). لذا، بينما يكون الشخص الذي يسعى فعلاً إلى الحق مريضًا، فإنه يُجرّب ويختبر شخصيًا الفوائد العديدة التي يجلبها مرضه. لا يحاول الإفلات من مرضه بلهفة، أو يقلق من العاقبة التي ستقعُ إذا طال مرضه، أو المشكلات التي قد يتسبّب بها، أو ما إذا كان سيتفاقم، أو ما إذا كان سيموتُ؛ هو لا يقلق بشأن هذه الأشياء. إضافةً إلى عدم القلق بشأن هذه الأشياء، فإنه قادر على أن يدخل بشكل إيجابي، وأن يكون لديه إيمان حقيقي بالله، ويكون خاضعًا ومُخلِصًا له حقًا. من خلال الممارسة بهذه الطريقة، يصبح لديه شهادة، وهذا أيضًا يُفيد كثيرًا في دخوله في الحياة، والتغيّر في الشخصية، ويبني أساسًا قويًا لنيله الخلاص. كم ذلك رائع! إضافةً إلى ذلك، قد يكون المرض خطيرًا وقد يكون بسيطًا، لكنه سواءً كان خطيرًا أو بسيطًا فإنه دائمًا ما يُنقّي الناس. بعد أن يتعرض الناس لمرض ما، فإنهم لا يفقدون إيمانهم بالله، هم يخضعون ولا يشتكون، ويكون سلوكهم مقبولًا بصفة أساسية، ثُمّ يجنون بعض الحصاد بعد زوال المرض ويشعرون برضا كبير؛ هذا ما يحدث عندما يواجه الناس مرضًا عاديًا. هم لا يكونون مرضى لفترة طويلة ويستطيعون تحمل المرض، الذي هو بشكل أساسي، يدخل في نطاق ما يُمكِنهم تحمّله. لكن ثمّة بعض الأمراض التي تعود مجددًا وتسوء رغم أنها كانت قد تحسنت بعد تلقي العلاج لفترة. يحدثُ هذا مرةً بعد مرة، حتى يصل المرض أخيرًا إلى مرحلة لا يَعود بالإمكان علاجه بعدها، ولا تُجدي الوسائل المُتاحة للطبّ الحديث نفعًا. إلى أي مرحلة يصل المرض؟ يصل إلى مرحلة يُمكِن أن يموت فيها الشخص المُصاب في أي مكان وفي أي وقت. ماذا يُبيّن هذا؟ يُبيّن أن حياة هذا الشخص محدودة. إنها ليست وقتًا يكون فيه الشخص ليس مريضًا والموت بعيدًا وليس هناك شعور به، بل هي بالأحرى أن يُحسّ الشخص أنَّ أجل موته قد اقترب، وأنه يواجه الموت. مواجهة الموت تُؤذِن بوصول أصعب وأهم لحظة في حياة الإنسان. فماذا تفعل إذن؟ أولئك الذين يشعرون بالضيق والقلق والهم سيشعرون دومًا بالضيق والقلق والهم بشأن موتهم، إلى أن تصل أخيرًا أصعب لحظة في حياتهم ويُصبح الشيء الذي يشعرون بالضيق والقلق والهم حياله حقيقةً. كلّما خافوا من الموت أكثر، أصبح الموت أقرب، وقلّت رغبتهم في ملاقاة الموت بسرعة، لكن الموت يقوم بهجوم مفاجئ غير متوقّع عليهم. ماذا عليهم أن يفعلوا؟ هل يحاولون أن يفرّوا من الموت، أم يرفضوا الموت، أم يعارضوا الموت، أم يشكوا بشأنه، أم يحاولوا عقد صفقة مع الله؟ أيّ من هذه الأساليب سينجح؟ لن ينجح أي منها، ولا جدوى من ضيقهم وقلقهم وهمهم. ما أكثر شيء محزن عندما يبلُغون لحظة موتهم؟ كانوا يُحبّون تناول لحم الخنزير الأحمر المطهو ببطء، لكن في آخر بضعة سنوات لم يتناولوه كثيرًا، وعانوا جدًا وهم في نهاية حياتهم. يُفكِّرون في لحم الخنزير الأحمر المطهو ببطء ويرغبون في تناوله مجددًا، لكن صحّتهم لا تسمح بذلك، ولا يُمكِنهم أكله، فهو دسِم للغاية. كانوا يُحبّون أن يظهروا بمظهر جذّاب ويتأنّقون في ملابسهم. الآن هم على وشك الموت، وكل ما يسعهم فعله هو التحديق في خزانة ملابسهم المليئة بالملابس الجميلة، غير قادرين على ارتداء أيّ منها. كم هو محزن الموت! الموت هو أكثر الأشياء إيلامًا على الإطلاق، وعندما يُفكّرون فيه، يشعرون وكأن سكّينًا تلتوي في قلوبهم، وتتحوّل جميع العظام في كامل أجسادهم إلى هُلام. عندما يُفكّرون في الموت، يشعرون بالأسى ويودون أن ينتحبوا، وهم يبكون بالفعل وينتحبون، ويشعرون بالألم من أنهم على وشك مواجهة الموت. يُفكّرون: "لماذا لا أريد أن أموت؟ لماذا أخاف من الموت كثيرًا؟ في السابق، عندما لم أكن مريضًا بشدّة، لم أكن أعتقد أن الموت مخيف. من ذا الذي لن يواجه الموت؟ من ذا الذي لن يموت؟ فلأمت إذن! عندما أفكّر في الأمر الآن، فإن هذا ليس شيئًا يسهل قوله، وعندما يحلّ الموت حقًا، فإنه ليس بالأمر الذي يسهل تسويته. لماذا أشعر بالحزن الشديد؟" هل تشعرون بالحزن عندما تُفكّرون في الموت؟ متى ما فكّرتم في الموت تشعرون بالحزن والألم، وهذا الشيء الذي يُسبّب لكم أقصى درجات القلق والهم يفِدُ أخيرًا. لذلك كلّما فكّرتَ بهذه الطريقة، شعرتَ بخوف أكبر، وازداد شعورك بالعجز، وعانيت أكثر. قلبك ليس فيه راحة، وأنت لا تريد أن تموت. من يُمكِنه حلّ مسألة الموت هذه؟ لا أحد يستطيع، ومن المؤكد أنك لا تستطيع حلّها بنفسك. أنت لا تريد أن تموت، فماذا يُمكِنك أن تفعل؟ لا بد أن تموت رغم ذلك، ولا أحد بوسعه الفرار من الموت. الموت يُحدِق بالناس؛ في قلوبهم، لا يريدون أن يموتوا، لكن كل ما يُفكِرون فيه هو الموت، أوليست هذه الحالة تمثل موتهم قبل أن يموتوا حتى؟ هل يُمكِنهم حقًا أن يموتوا؟ من يجرؤ على أن يخبر يقينًا بموعد موته أو في أي عام سيموت؟ من يُمكِنه معرفة هذه الأمور؟ بعض الناس يقولون: "لقد قُرأ لي طالعي وأعلم تاريخ موتي بالسنة والشهر واليوم، وكيف سيكون موتي". هل تجرؤ على ادّعاء ذلك يقينًا؟ (لا). لا يُمكِنك معرفة ذلك يقينًا. لا تعرف متى ستموتُ؛ هذا أمر ثانوي. المسألة الحاسمة هي ما الموقف الذي ستتبنّاه حينما يقرِّبك مرضك جدًا من الموت. هذا سؤال عليك التأمّل والتفكير فيه. هل ستواجه الموت بموقف الخضوع، أم ستدنو من الموت بموقف المقاومة والرفض وعدم الرغبة؟ ما الموقف الذي يجب أن تتَّخذه؟ (موقف الخضوع). هذا الخضوع لا يُمكِن تحقيقه وممارسته بمجرّد القول فحسب. كيف يُمكِنك تحقيق هذا الخضوع؟ ما الفهم الذي يجب أن يكون لديك قبل أن تتمكّن من تحقيق الخضوع الطوعي؟ هذا ليس سهلاً، أليس كذلك؟ (بلى، ليس سهلاً). قولوا ما في قلوبكم، إذن. (إذا أصبتُ بمرض خطير، فسأفكّر في أنه حتى لو متُّ حقًا، فإن كل شيء سيكون تحت سيادة الله وترتيبه. الإنسان فاسد بعمق لدرجة أنه إذا كنتُ سأموتُ، فسيكون ذلك ببرّ الله. ليس الأمر أنني يجب حتمًا أن أعيش؛ الإنسان ليس مؤهَّلاً لطلب مثل هذا المطلب من الله. إلى جانب ذلك، أعتقد أنني الآن وقد آمنتُ بالله، مهما حدث، فقد رأيتُ الطريق الصحيح في الحياة وفهمتُ الكثير من الحقائق لدرجة أنه حتى لو كنت سأموتُ قريبًا، فسيكون الأمر برمّته مُستحقًا). هل هذا هو التفكير الصحيح؟ هل يُشكّل هذا نظريةً داعمةً ما؟ (نعم، هو كذلك). من أيضًا يريدُ أن يتحدّث؟ (يا الله، إذا واجهتُ مرضًا ما بالفعل ذات يوم وكان من الوارد أن أموت، فليس ثمّة طريق لتجنّب الموت على أي حال. هذا تعيين الله المسبق وسيادته، ومهما سخطتُ أو قلقتُ، فلا فائدة من ذلك. يجب أن أقضي الوقت القليل المُتبقي لي مُركِّزًا على كيفية أداء واجبي جيدًا. حتى إذا متُّ فعلاً، فلن أشعر بأي ندم. أن أتمكّن من الخضوع لله ولترتيبات الله في النهاية أفضل كثيرًا من العيش في خوف ورعب). ما رأيك في هذا الفهم؟ أليس هذا أفضل قليلاً؟ (بلى). هذا صحيح، هكذا يجب أن تنظر إلى مسألة الموت. على الجميع مواجهة الموت في هذه الحياة، إن الموت هو ما لا بد للجميع أن يواجهوه في نهاية رحلتهم. على الرغم من ذلك، ثمّة سمات عديدة مختلفة للموت. إحدى هذه السمات هي أنه بحلول الوقت الذي قدَّره الله مسبقًا، فإنك تكون قد أنجزتَ مهمّتك، ويضع الله خطًا تحت حياتك الجسدية، وتصل حياتك الجسدية إلى نهايتها، رغم أن هذا لا يعني أن حياتك قد انتهت. عندما يكون الشخص بلا جسد، تنتهي حياته – هل هذا هو الحال؟ (لا). الشكل الذي تتّخذه حياتك بعد الموت يعتمد على الكيفية التي تعاملتَ بها مع عمل الله وكلامه بينما كنتَ على قيد الحياة؛ هذا أمر مهم للغاية. الشكل الذي ستوجد عليه حياتك بعد الموت، أو ما إذا كنت ستحتفظ ببقائك أم لا، سيعتمد على موقفك تجاه الله وتجاه الحق بينما كنتَ على قيد الحياة. في أثناء وجودك على قيد الحياة، إذا كان موقفك تجاه الحق عندما كنت تواجه الموت وكل ضروب المرض، هو موقف التمرّد والمعارضة والشعور بالنفور من الحق، فبأي طريقة ستوجد بعد الموت عندما يحين وقت انتهاء حياتك الجسدية؟ ستوجد بطريقة أخرى بالطبع، ولن تستمر حياتك قطعًا. في المقابل، إذا كان موقفك تجاه الحق وتجاه الله في أثناء وجودك على قيد الحياة، عندما كان لديك وعي في جسدك، هو موقف الخضوع والإخلاص وكان لديك إيمان حقيقي، فرغم أن حياتك الجسدية قد وصلت إلى نهايتها، فإن حياتك ستستمر في الوجود على هيئة أخرى في عالم آخر. هذا أحد تفسيرات الموت. ثمّة شيء آخر ينبغي ملاحظته، وهو أن مسألة الموت لها طبيعة المسائل الأخرى نفسها. ليس للناس أن يختاروا فيها بأنفسهم، ولا يُمكِن تغييرها بإرادة الإنسان. الموت مثل أي حدث جسيم آخر في الحياة: إنه بالكامل تحت سيادة الخالق وقضائه المسبق. إذا استجدى شخص ما من أجل الموت، فقد لا يموتُ بالضرورة؛ وإذا استجدى أن يعيش، فقد لا يعيشُ بالضرورة. كل هذا تحت سيادة الله وقضائه المسبق، وهو يتغيّر ويتقرّر بسلطان الله، وبشخصية الله البارة، وبسيادة الله وترتيباته. لذا، لنقل إنك أُصِبتَ بمرض خطير؛ مرض خطير قد يكون فتّاكًا، فلن تموت بالضرورة؛ من يُقرِّر ما إذا كنت ستموت أم لا؟ (الله). الله يُقرِّر. وبما أنَّ الله يُقرِّر ولا يستطيع الناس أن يُقرِّروا مثل هذا الشيء، فما الذي يشعر الناس بالقلق والضيق حياله؟ الأمر مثل مَن يكون والدَيك، ومتى وُلِدتَ وأين؛ هذه الأشياء أيضًا لا يُمكِنك اختيارها. الخيار الأحكَم في هذه المسائل هو ترك الأمور تأخذ مجراها الطبيعي، أن تخضع، وألا تختار، وألا تبذل أي فِكر أو جهد في هذه المسألة، وألا تشعر حيالها بالضيق أو القلق أو الهم. بما أن الناس غير قادرين على الاختيار بأنفسهم، فإن بذل الكثير من الجهد والفكر في هذه المسألة هو حماقة وافتقار إلى الحكمة. ليس ما ينبغي للناس فعله عند مواجهة مسألة الموت المهمّة للغاية هو الشعور بالضيق حياله، أو السخط بشأنه، أو الخوف منه، لكن ما هو؟ أعَلَى الناس الانتظار؟ (نعم). صحيح؟ هل الانتظار يعني انتظار الموت؟ انتظار الموت عند مواجهة الموت؟ هل هذا صحيح؟ (لا، على الناس أن يواجهوه بإيجابية ويخضعوا). هذا صحيح، إنه لا يعني انتظار الموت. لا ترتعب من الموت، ولا تستخدم كل طاقتك للتفكير في الموت. لا تُفكّر طيلة اليوم: "هل سأموت؟ متى سأموت؟ ماذا سأفعل بعد أن أموت؟" لا تفكِّر في ذلك فحسب. بعض الناس يقولون: "لماذا لا أفكِّر فيه؟ لماذا لا أفكِّر فيه عندما أكون على شفير الموت؟" لأنه ليس من المعروف ما إذا كنت ستموت أم لا، وليس من المعروف ما إذا كان الله سيسمح لك بالموت؛ هذه الأمور غير معروفة. على وجه التحديد، من غير المعروف متى ستموت، وأين ستموت، وفي أي وقت ستموت، أو كيف سيشعر جسمك عندما تموت. بإجهاد عقلك بالتفكير في هذه الأمور التي لا تعرفها والتأمل فيها والشعور بالقلق والهم بشأنها، ألا يجعلك ذلك أحمقًا؟ بما أن ذلك يجعلك أحمقًا، فلا يجب عليك إجهاد عقلك في هذه الأمور.
أيًا كان الأمر الذي يجِدُ الناس أنفسهم يتعاملون معه، ينبغي عليهم دائمًا التعامل معه بموقف فعّال وإيجابي، وهذا حقيقي بدرجة أكبر عندما يتعلق الأمر بالموت. امتلاك موقف فعّال وإيجابي لا يعني مسايرة الموت، أو انتظار الموت، أو السعي إلى الموت بشكل إيجابي وفعّال. إذا لم يكن يعني السعي إلى الموت، أو مسايرة الموت، أو انتظار الموت، فما الذي يعنيه؟ (الخضوع). الخضوع هو نوع من المواقف تجاه مسألة الموت، والتخلي عن الموت وعدم التفكير في الموت هو أفضل طريقة للتعامل معه. بعض الناس يقولون: "لمَ لا أفكّر فيه؟ إذا لم أفكّر فيه مليًّا، فهل سأتمكّن من التغلّب عليه؟ إذا لم أفكّر فيه مليًا، فهل سأتمكّن من التخلي عنه؟" نعم، ستتمكّن من ذلك. ولماذا؟ أخبِرني، عندما أنجَبك والداك، هل كانت فكرتك أن تُولَد؟ الشكل الذي أنت عليه، وعمرك، والمجال الذي تعمل فيه، وحقيقة أنك جالس هنا الآن، وكيفية شعورك الآن؛ هل أوجدتَ ذلك كله بتفكيرك فيه؟ إنك لم توجد هذا بتفكيرك فيه؛ لقد حدث ذلك بمرور الأيام والشهور ومن خلال عيش حياتك الطبيعية يومًا بيوم، يوم يتبعه يوم آخر، حتى وصلتَ إلى حيث أنت الآن، وهذا طبيعيّ للغاية. الموت هو كذلك تمامًا. دون أن تدرك الأمر، تكبرُ لتصبح بالغًا، وتصبح في منتصف العمر، وتصبح مسنًّا، ثُمّ تأتي سنواتك الأخيرة، وبعد ذلك يأتي الموت؛ لا تُفكِّر فيه. لا يُمكِنك تجنّب الأشياء التي لا تُفكّر فيها بعدم التفكير فيها، ولا هي ستأتي مُبكّرًا بالتفكير فيها؛ إنها لا يُمكِن أن تتغير بإرادة الإنسان، أليس كذلك؟ لا تُفكّر فيها. ماذا أعني عندما أقول: "لا تُفكّر فيها؟" لأنه إذا كان هذا الشيء على وشك الحدوث في المستقبل القريب، فإن التفكير الدائم سيكون بمثابة ضغط غير مرئي يُطبِق عليك. هذا الضغط سيجعلك خائفًا من الحياة والعيش، وستكون بلا موقف فعَّال وإيجابي، وبدلاً من ذلك ستكون أكثر اكتئابًا. لأن شخصًا يُواجه الموت ليس لديه اهتمام بأي شيء أو موقف إيجابي تجاه أي شيء، فهو يشعر بالاكتئاب فحسب. سوف يموت، انتهى كل شيء، لم يعد ثمّة أي مَعنًى للسعي إلى أي شيء، أو فعل أي شيء، لم يعد لديه أي آفاق أو دافع، وكل شيء يفعله هو استعداد للموت وسير في اتّجاه الموت، فما معنى أي شيء يفعله؟ لذا، كل شيء يفعله يحمل عناصر وطبيعة السلبيّة والموت. لذا، هل يُمكِنك عدم التفكير في الموت؟ هل من السهل تحقيق ذلك؟ إذا كان هذا الأمر مجرّد نتيجةً لاستدلالك العقلي وتخيلك، فأنت تُعطي نفسك إنذارًا كاذبًا، وأنت تُخيف نفسك، وهو ببساطة لن يحدث في المستقبل القريب، فلمَ تفكر فيه إذن؟ هذا يجعل التفكير غير ضروري بدرجة أكبر. ما يُفترض به أن يحدث سيحدث دائمًا؛ وما لا يُفترَض به أن يحدث لن يحدث بصرف النظر عن كيفيّة تفكيرك فيه. الخوف منه عديم الجدوى، وكذلك القلق منه. لا يُمكِن تجنّب الموت بالقلق منه، وهو لن يتخطّاك لمجرّد أنك تخاف منه. لذا، أحد الجوانب هو أنه يجب عليك التخلي عن مسألة الموت من قلبك وألا تفكر بشأنها أي شيء؛ يجب أن تأتمن الله عليها، كما لو أن الموت لا علاقة له بك. إنه شيء يُرتّبه الله، لذا دع الله يُرتّبه؛ ألا يُصبح الأمر بسيطًا حينئذٍ؟ ثمة جانب آخر هو أنه ينبغي أن يكون لديك موقف فعّال وإيجابي تجاه الموت. أخبِرني، من بين مليارات البشر حول العالم، من هو الشخص المبَارَك جدًا فيهم ليسمع الكثير جدًا من كلام الله، ويفهم الكثير جدًا من حقائق الحياة، ويفهم الكثير جدًا من الأسرار؟ مَن مِنْ بينهم يستطيع أن يتلقى شخصيًا إرشاد الله، وإمداد الله، وعنايته وحمايته؟ من المبارَك جدًا؟ قلّة قليلة. لذا، كونكم أيها القِلَّة قادرين على العيش في بيت الله اليوم، وتلقي خلاصه، وتلقي إمداده، يجعل الأمر كله يستحق العناء حتى لو متّم الآن. أنتم مباركون جدًا، أليس كذلك؟ (بلى). بالنظر إلى الأمر من هذا المنظور، لا ينبغي أن تسري في الناس قشعريرة الخوف من مسألة الموت، ولا أن يكونوا مُقيَّدين به. على الرغم من أنكم لم تستمتعوا بأي من مجد العالم وثروته، فقد نِلتم رأفة الخالق وسمعتم الكثير من كلام الله؛ أليس في هذا هناء؟ (بلى). أيًا كان عدد السنوات التي تعيشها في هذه الحياة، فكله يستحق، وليس ثمّة ما تندم عليه، لأنك كنتَ تؤدي واجبك في عمل الله باستمرار، وقد فهمتَ الحق، وفهمتَ أسرار الحياة، وفهمتَ الطريق والأهداف التي يجب أن تسعى إليها في الحياة؛ لقد كسبتَ الكثير! لقد عشتَ حياةً ذات قيمة! حتى لو لم تستطع شرحها بوضوح كبير، فأنت قادر على ممارسة بعض الحقائق وامتلاك قدر من الواقع، وهذا يُثبِت أنك قد اكتسبت بعضًا من إمداد الحياة وفهمت بعض الحقائق من عمل الله. لقد اكتسبتَ الكثير – وفرة حقيقية – وتلك بركة عظيمة للغاية! منذ بداية التاريخ البشري، ما من أحد على مدار هذه العصور قد استمتع بهذه البركة، لكنكم أنتم تستمتعون بها. هل أنتم على استعداد للموت الآن؟ في ظل هذا الاستعداد، سيكون موقفكم تجاه الموت هو موقف خاضع حقًا، صحيح؟ (نعم). أحد الجوانب هو أنه ينبغي أن يكون لدى الناس فهم حقيقي، ينبغي أن يتعاونوا بإيجابية وفعالية، وأن يخضعوا حقًا، وينبغي أن يكون لديهم الموقف الصحيح تجاه الموت. على هذا النحو، ألا تتضاءل مشاعر الضيق والقلق والهمّ بشأن الموت بشكل كبير؟ (بلى). تتضاءل بشكل كبير. بعض الناس يقولون: "لقد انتهيتُ للتوّ من الاستماع إلى هذه الشركة، لكن لا يبدو أن هذه المشاعر قد تضاءلت كثيرًا. ربما يستغرق الأمر بعض الوقت. بشكل خاص، كبار السن والذين يُعانون من المرض يُفكّرون في الموت كثيرًا". الناس يُدرِكون صعوباتهم الخاصة. بعض الناس عندما يكونون مرضى لفترة طويلة، فإنهم يُلخِّصون الأمر كله ويُفكّرون: "لقد آمنتُ بالله لكل هذه السنوات، والأشخاص الذين أُصيبوا بمرضي نفسه ماتوا منذ فترة طويلة. إذا كانوا قد تجسّدوا مجددًا، فقد يكونون الآن في العشرينات أو الثلاثينات من عُمرِهم. لقد عشتُ لسنوات عديدة جدًا بنعمة الله، وكل ذلك أُعطي دون مقابل. لو لم أكن أؤمن بالله، لكنتُ قد متُّ منذ زمن طويل. عندما ذهبتُ إلى المستشفى للفحص، تفاجأ الأطباء جدًا. يا لها من فائدة وبركة عظيمة أحظى بها! لو كنتُ قد متُّ قبل 20 عامًا، لما سمعتُ هذه الحقائق والعظات ولم أفهمها؛ لو كنتُ قد متُّ على ذلك النحو، لما كنتُ قد اكتسبتُ شيئًا. حتى لو كنت قد عشتُ حياةً مديدةً، لكانت كلها حياةً فارغةً وضائعةً. الآن، لقد عشتُ كل هذه السنوات الإضافية، وأُنعِم عليَّ بالكثير. لم أفكّر في الموت طيلة هذه السنوات، وأنا لا أخاف منه". إذا كان الناس خائفين دائمًا من الموت، فسيُفكّرون دائمًا في كل الأسئلة المتعلّقة بالموت. إذا لم يكن الناس خائفين من أن يموتوا ولم يكونوا مرتعبين من الموت، فإن ذلك يُظهِر أنهم قد عانوا كثيرًا جدًا ولم يعودوا مرتعبين من الموت. بعض الناس يقولون: "إذا لم يكن الشخص مرتعبًا من الموت، فهل يعني ذلك أنه يطلب الموت؟" لا، هذا غير صحيح. طلب الموت هو نوع من المواقف السلبيّة، وهو موقف مراوغ، بينما ما قُلتُه آنفًا حول عدم التفكير في الموت هو موقف موضوعي وإيجابي؛ أي النظر إلى الموت بعدم اكتراث، وعدم رؤيته على أنه أمر شديد الأهميّة، وعدم التفكير فيه على أنه حدث مؤسف مثير للقلق؛ وعدم الشعور بالهمّ بشأنه بعد الآن، وعدم الانشغال به بعد الآن، وعدم التقيُّد بالموت، وتركه ورائك؛ الأشخاص الذين يستطيعون القيام بهذا لديهم بعض المعرفة الشخصية والاختبار مع الموت. إذا كان الشخص دائمًا مكبَّلًا ومُقيّدًا بالمرض والموت، وغارقًا دائمًا في المشاعر السلبيّة من الضيق والقلق والهمّ، وغير قادر على أداء واجبه بشكل طبيعي أو العيش بشكل طبيعي، فينبغي عليه أن يستمع أكثر إلى شهادات اختبارية تتعلَّق بالموت، ويرى كيف يختبره أولئك القادرون على النظر إلى الموت بعدم اكتراث، وكيف يفهمون الموت في اختبارهم، وعندئذٍ سيتمكّن من اكتساب شيء ثمين.
الموت ليس مشكلةً سهلة الحلّ، وهو أكبر مصاعب الإنسان. إذا قال لك شخص ما: "شخصياتك الفاسدة عميقة جدًا وإنسانيتك أيضًا ليست جيدةً. إذا لم تسعَ إلى الحق بجديّة وارتكبت العديد من الأعمال الشريرة في المستقبل، فستهبط إلى الجحيم وتُعاقَب!". قد تشعرُ بالحزن لبعض الوقت فيما بعد. قد تتأمَّل في الأمر، وتشعرُ بتحسّن كبير بعد أن تنام ليلتك، ثُمّ لا تشعرُ بالحزن كثيرًا. ولكن إذا أُصبتَ بمرض قاتل، ولم يعد لديك وقت كثير باقٍ لتعيشه، فإن هذا شيء لا يُمكِن علاجه بأن تنام ليلتك، ولا يُمكن التخلي عنه بسهولة كبيرة. مطلوب منك أن تُصقَل في هذا لفترة من الوقت. أولئك الذين يسعون بصدق إلى الحق يُمكِنهم تجاوز الأمر، وطلب الحق في كل شيء، واستخدام الحق لعلاجه؛ ليس ثمّة مشكلة لا يمكنهم علاجها. أما إذا استخدم الناس طُرُق البشر، فلن يمكنهم في نهاية المطاف سوى أن يشعروا بالضيق والقلق والهمّ الدائم من الموت. عندما تكون الأمور لا يمكن حلها، يلجؤون إلى تدابير مُتطرّفة لمحاولة علاجها. بعض الناس يتبعون نهجًا مكتئبًا وسلبيًا، قائلين: "سأموت إذن فحسب. من يخاف من الموت؟ بعد الموت سأتجسّد مجددًا وأعيش من جديد!". هل يُمكِنك التأكّد من هذا؟ أنت تبحث فقط عن بعض كلمات التعزية، وهذا لا يحل المشكلة. جميع الأشياء وكل شيء، مرئيةً وغير مرئية، ماديةً أو غير مادية، هي تحت سيطرة الخالق ومحكومة في يديه. ليس بوسع أحد التحكّم في مصيره الخاص، والموقف الوحيد الذي يجب على الإنسان أن يتّخذه، سواءً تجاه المرض أو الموت، هو الفهم والقبول والخضوع؛ لا ينبغي على الناس أن يعتمدوا على تصوّراتهم أو مفاهيمهم، ينبغي عليهم ألا يطلبوا مخرجًا من هذه الأمور، وينبغي عليهم من باب أولى ألا يرفضوها أو يُقاوموها. إذا حاولتَ على نحو أعمى علاج مشكلات المرض والموت باستخدام طُرُقك الخاصة، فكلما عشت لفترة أطول، عانيت أكثر، أصبحت أكثر اكتئابًا، وازداد شعورك بأنك عالِق. في النهاية، سيظلّ عليك أن تسير في طريق الموت، وستكون نهايتك حقًا مثل موتك؛ ستموتُ بالفعل. إذا كنت قادرًا على طلب الحق بشكل فعّال، سواءً فيما يخصّ فهم المرض الذي رتّبه الله لك أو في مواجهة الموت، وكنتَ قادرًا على طلب الحق بفعالية وإيجابية، وطلب تنظيمات الخالق وسيادته وترتيباته بخصوص هذا الحدث الكبير، وتحقيق الخضوع الحقيقي، فإن هذا يتوافق مع مقاصد الله. إذا اعتمدتَ على قوة الإنسان وطُرُقه لمسايرة كل هذه الأمور، وحاولتَ جاهدًا علاجها أو الهرب منها، فحتى لو لم تمُت، وتمكّنت مؤقتًا من تجنّب الصعوبة المتمثلة في الموت، فلأنك لا تملك تجاه الله والحق الفهم الحقيقي والقبول والخضوع، سيقودك هذا إلى عدم تقديم الشهادة في هذا الأمر، ثُم ستكون النتيجة النهائية أنك عندما تواجه هذه المشكلة مجددًا، فإنها ستظل امتحانًا عظيمًا لك. ستظل لديك احتمالية خيانة الله والسقوط، وهذا سيكون دون شك أمرًا خطيرًا لك. لذلك، إذا كنتَ حقًا تواجه المرض أو الموت الآن، فدعني أخبرك أنه من الأفضل أن تستغل هذا الوضع العملي حالًا لطلب الحق وعلاج هذه المسألة من جذورها، بدلاً من انتظار أن يأتي الموت حقًا فتُؤخَذ على حين غرّة، وتشعر بالضياع والحيرة والعجز، ما يجعلك تفعل أشياءً ستندم عليها ما دُمتَ على قيد الحياة. إذا فعلتَ أشياءً تندم عليها وتأسف عليها، فقد يؤدي هذا إلى هلاكك. بالتالي، أيًا كانت المشكلة، يجب دائمًا أن تبدأ دخولك بالفهم الذي ينبغي أن يكون لديك حول المسألة، وبالحقائق التي ينبغي أن تفهمها. إذا كنتَ تشعر بالضيق والقلق والهمّ الدائم بشأن أشياء مثل المرض وتعيش مُحاطًا بأنواع هذه المشاعر السلبيّة، فيجب عليك أن تبدأ بطلب الحق حالاً وعلاج هذه المشكلات في أقرب وقت ممكن.
المشاعر السلبيّة مثل الضيق والقلق والهمّ لها الطبيعة نفسها التي لدى أنواع مختلفة أخرى من المشاعر السلبيّة. كلها أنواع من المشاعر السلبيّة التي تنشأ في الناس لأنهم لا يفهمون الحق ويعيشون مكبَّلين بشخصياتهم الفاسدة الشيطانية المُتشعّبة، أو مُحاصَرين ومتأثّرين بكل أنواع الأفكار الشيطانية. هذه المشاعر السلبيّة تجعل الناس يعيشون بشكل دائم وهم لديهم كل أنواع الأفكار والآراء غير الصحيحة، إضافةً إلى أن كل أنواع الأفكار والآراء غير الصحيحة تسيطر عليهم بشكل مستمر، ما يُؤثِّر في سعيهم إلى الحق ويُعرقِله. بالطبع هذه الأنواع من المشاعر السلبيّة من قبيل الضيق والهمّ والقلق تُعطّل حياة الناس، وتوجّهها، وتُؤثّر في سعيهم إلى الحق، وتمنعهم من السعي إلى الحق. لذا، رغم أن هذه المشاعر السلبيّة هي مشاعر بمعناها البسيط، فإنه لا يجب التقليل من شأن وظيفتها؛ فالأثر الذي تتركه على الناس والعواقب التي تجلبها على سعي الناس والطريق الذي يسلكونه، خطيرة. في أي حال، عندما تكون لدى الشخص جميع أنواع المشاعر السلبيّة في كثير من الأحيان تجيش فيه لتربكه، ينبغي عليه فورًا أن يكتشف السبب في أنَّ هذه المشاعر السلبيّة تظهر غالبًا وأن يشرِّحه، وكذلك السبب في أنَّ هذه المشاعر السلبيّة غالبًا ما تكدِّره. كما أنه في بيئة مُعيّنة خاصة، ستُكدّر هذه المشاعر السلبيّة ذلك الشخص باستمرار وستربك سعيه إلى الحق بدرجة كبيرة؛ هذه هي الأمور التي ينبغي على الناس فهمها. حالما يفهموا هذه الأمور، فإنَّ الخطوة التالية بالنسبة لهم هي التفكير في كيفيّة طلب الحق وفهمه في هذه المسألة، وأن يسعوا إلى ألا يظلوا مُكدَّرين ومتأثرين بهذه الأفكار والآراء غير الصحيحة، وأن يستبدلوا بها بمبادئ الحق التي علَّمهم الله إياها. حالما يفهموا مبادئ الحق، فإن الخطوة التالية بالنسبة لهم هي الممارسة في توافق مع مبادئ الحق التي علَّمهم الله إياها. وفي أثناء قيامهم بذلك، ستظهر بالتدريج كل مشاعرهم السلبيّة لإزعاجهم، فقط لتُعالج ويُتمرَّد عليها تدريجيًا واحدةً تلو الأخرى، إلى أن يحدث أنهم سيتركون كل هذه المشاعر السلبيّة ورائهم دون أن يكونوا على وعيٍ بذلك. إذن، علامَ يعتمد حل المشاعر السلبيّة المختلفة؟ يعتمد على تشريح الناس وفهمهم لها، ويعتمد على قبول الناس للحق، والأهم من ذلك، يعتمد على سعي الناس إلى الحق وممارستهم له. أليس كذلك؟ (بلى). مع سعي الناس التدريجي للحق وممارستهم له، تُعالج جميع مشاعرهم السلبيّة المختلفة تدريجيًا ويُتخلَّى عنها. إذن، بالنظر إلى الأمر الآن، ما رأيكم، أيهما أسهل في التخلي عنه وعلاجه، هذه المشاعر السلبيّة المختلفة أم الشخصيات الفاسدة؟ (المشاعر السلبيّة أسهل في علاجها). تعتقدون أن المشاعر السلبيّة أسهل في علاجها. يختلف الأمر من شخص لآخر. ليس أحدها أصعب من الأخرى أو أسهل، هذا يعتمد فقط على الشخص. في أي حال، بالبدء في عقد شركة عن التخلي عن المشاعر السلبيّة، أضفنا بعض المحتوى إلى سعي الناس إلى التغيّر في الشخصية، وهو التخلي عن مختلف المشاعر السلبيّة. يتمّ التخلي عن المشاعر السلبيّة بشكل رئيسي لعلاج بعض الأفكار والآراء غير الصحيحة، بينما علاج شخصيات المرء الفاسدة يتطلّب فهمًا لجوهر الشخصيات الفاسدة. أخبروني. أيهما أسهل: علاج المشاعر السلبية أم علاج الشخصيات الفاسدة؟ في الواقع، كلتا المشكلتين علاجهما ليس سهلًا. إذا كنتَ مُصمّمًا حقًا ويمكنك طلب الحق، فإن أي مشكلة تحاول حلها لن تكون مشكلةً على الإطلاق. لكن إذا لم تسعَ إلى الحق وكنتَ غير قادر على الشعور بمدى خطورة هاتين المشكلتين، فلن يكون الأمر سهلاً بغض النظر عن أي المشكلتين تحاول حلها. عندما يتعلّق الأمر بهذه الأمور السلبيّة المعاكسة، ينبغي عليك قبول الحق، وممارسة الحق، والخضوع للحق من أجل علاجها، وأن تستبدل بها الأمور الإيجابية. هذه هي العملية دائمًا، وهي تتطلب دائمًا أن يتمرد الناس على الأمور السلبية، وقبول الأمور الإيجابية والفعّالة، والأمور التي تتوافق مع الحق. أحد الجوانب هو العمل على أفكارك وآرائك، والآخر هو العمل على شخصياتك؛ أحدهما هو علاج أفكارك وآرائك، والآخر هو علاج شخصياتك الفاسدة. في بعض الأحيان بالطبع يظهر هذان الأمران معًا ويتضمن أحدهما الآخر. في أي حال، التخلي عن المشاعر السلبيّة هو شيء ينبغي على الناس ممارسته عند السعي إلى الحق. حسنًا، فلنُنهِ شركة اليوم هنا.
29 أكتوبر 2022
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.