كيفية السعي إلى الحق (16) الجزء الرابع

عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع توقعات الآباء، هل من الواضح ما هي المبادئ التي يجب اتباعها وما هي الأعباء التي يجب التخلي عنها؟ (نعم). إذًا، ما هي تحديدًا الأعباء التي يتحملها الناس هنا؟ يجب عليهم أن يستمعوا إلى والديهم وأن يجعلاهما يعيشان حياة جيدة؛ فكل ما يفعله الأبوين هو من أجل مصلحتهم؛ ويجب عليهم أن يفعلوا ما يقوله آباؤهم ليكونوا بارين بوالديهم. إضافة إلى ذلك، يجب عليهم كبالغين أن يفعلوا أشياء لوالديهم، وأن يردوا الجميل لوالديهم، وأن يكونوا بارين بهما، وأن يرافقوهما، وألا يشعروهما بالحزن أو خيبة الأمل، وألا يخذلوهما، وأن يفعلوا كل ما في وسعهم لتقليل معاناتهما أو حتى إنهاءها تمامًا. إذا لم تستطع تحقيق ذلك، فأنت جاحد وغير بار بوالديك، وتستحق أن تضربك صاعقة ويزدريك الآخرون، وأنت شخص سيئ. هل هذه أعباؤك؟ (نعم). بما أن هذه الأشياء هي أعباء الناس، فيجب على الناس أن يقبلوا الحق ويواجهونها بشكل صحيح. فقط من خلال قبول الحق يمكن التخلي عن هذه الأعباء والأفكار والآراء الخاطئة وتغييرها. وإذا لم تقبل الحق، فهل هناك طريق آخر لك لتسلكه؟ (كلا). وهكذا، سواء كان الأمر يتعلق بالتخلي عن أعباء العائلة أو الجسد، فالأمر كله يبدأ بقبول الأفكار والآراء الصحيحة وقبول الحق. عندما تبدأ في قبول الحق، ستتفكك هذه الأفكار والآراء الخاطئة في داخلك تدريجيًا وستميزها وتراها على حقيقتها، ثم تُرفض تدريجيًا. وخلال عملية التفكيك والتمييز، ثم التخلي عن هذه الأفكار والآراء الخاطئة ورفضها، ستغير تدريجيًا موقفك ونهجك تجاه هذه الأمور. ستضعف هذه الأفكار التي تأتي من ضميرك البشري أو مشاعرك البشرية تدريجيًا؛ ولن تعود تزعجك أو تقيدك في أعماق عقلك، أو تتحكم في حياتك أو تؤثر فيها، أو تتدخل في أدائك لواجبك. على سبيل المثال، إذا كنت قد قبلت الأفكار والآراء الصحيحة وقبلت هذا الجانب من الحق، فعندما تسمع خبر وفاة والديك، ستذرف الدموع فقط من أجلهما دون أن تفكر كيف أنك خلال هذه السنوات لم ترد لهما جميلهما في تربيتك، وكيف جعلتهما يعانيان كثيرًا، وكيف أنك لم تعوضهما بأدنى قدر، وكيف أنك لم تجعلهما يعيشان حياة طيبة. لن تلوم نفسك على هذه الأمور بعد الآن؛ بل ستظهر تعبيرات طبيعية نابعة من احتياجات المشاعر الإنسانية الطبيعية؛ ستذرف الدموع ثم تختبر بعض الاشتياق إليهما. وسرعان ما ستصبح هذه الأمور طبيعية وعادية، وسرعان ما ستنغمس في حياة طبيعية وفي أداء واجباتك؛ ولن تنزعج من هذا الأمر. ولكن إذا لم تتقبل هذه الحقائق، فعندما تسمع خبر وفاة والديك، ستبكي إلى ما لا نهاية. ستشعر بالشفقة على والديك، وأن طوال عمرهما لم تكن حياتهما سهلة، وأنهما ربيا ابنًا غير بار بوالديه مثلك؛ فعندما كانا مريضين لم تجلس إلى جوار فراشهما لخدمتهما، وعندما ماتا لم تنح في جنازتهما ولم تكن في حالة حداد؛ لقد خذلتهما، وخيَّبت آمالهما، ولم تجعلهما يعيشان حياة طيبة. ستعيش مع هذا الشعور بالذنب لفترة طويلة، وكلما فكرت في الأمر ستبكي وتشعر بألم غريب في قلبك. وكلما واجهت ظروفًا أو أشخاصًا وأحداثًا وأشياء ذات صلة، سيكون لديك رد فعل عاطفي؛ وقد يرافقك هذا الشعور بالذنب لبقية حياتك. ما سبب ذلك؟ السبب هو أنك لم تقبل أبدًا الحق أو الأفكار والآراء الصحيحة باعتبارها حياتك؛ وبدلًا من ذلك استمرت أفكارك وآراؤك القديمة في السيطرة عليك، والتأثير على حياتك. لذا، ستقضي ما تبقى من حياتك في ألم بسبب وفاة والديك. ستكون لهذه المعاناة المستمرة عواقب تتجاوز مجرد الانزعاج الجسدي البسيط؛ إذ ستؤثر على حياتك، وموقفك تجاه أداء واجباتك، وموقفك تجاه عمل الكنيسة، وموقفك تجاه الله، وكذلك موقفك تجاه أي شخص أو أمر يمس روحك. قد تصاب أيضًا بالإحباط والتثبيط تجاه المزيد من الأمور، وتصبح يائسًا وسلبيًا، وتفقد الإيمان بالحياة، وتفقد الحماس والتحفز لأي شيء، وما إلى ذلك. وبمرور الوقت، لن يقتصر التأثير على حياتك اليومية البسيطة، بل سيؤثر أيضًا على موقفك تجاه أداء واجباتك والمسار الذي تسلكه في الحياة. وهذا أمر خطير للغاية. قد تكون نتيجة هذا الخطر أنك لا تستطيع أداء واجباتك باعتبارك كائنًا مخلوقًا بشكل وافٍ، وقد تتوقف عن أداء واجباتك في منتصف الطريق، أو قد يكون لديك مزاج وموقف مقاوم تجاه الواجبات التي تؤديها. باختصار، سيزداد هذا النوع من المواقف سوءًا حتمًا بمرور الوقت ويتسبب في تطور مزاجك، وعواطفك، وعقليتك في اتجاه خبيث. هل تفهم؟ (نعم). إن الشركة حول هذه المواضيع اليوم تخبرك في جانب من جوانبها بتأسيس الأفكار والآراء الصحيحة، التي يستند مصدرها إلى جوهر هذه الأمور نفسها. ولأن الأصل والجوهر كذلك بالضبط، ينبغي على الناس أن يدركوها، ولا ينبغي أن ينخدعوا بهذه التمثيلات أو بالأفكار والآراء النابعة من المشاعر والتهور. هذا أحد الجوانب. والجانب الآخر هو أنه فقط عندما يفعل الناس ذلك يمكنهم تجنب الانعطافات والانحرافات، وبدلًا من ذلك يعيشون الحياة كما هي في بيئة يحكمها الله ويرتبها. باختصار، فقط من خلال قبول هذه الأفكار والآراء الصحيحة والاسترشاد بها، يمكن للناس أن يتخلصوا من هذه الأعباء التي تأتي من آبائهم، ويتخلوا عن هذه الأعباء، ويكونوا قادرين على الخضوع لتنظيمات الله وترتيباته. يمكن للمرء من خلال القيام بذلك أن يعيش بحرية أكبر وبلا قيود، بسلام وفرح، بدلًا من أن يكون مدفوعًا باستمرار بتأثيرات الاندفاع، أو المشاعر، أو الضمير. بعد أن ناقشنا الكثير، هل أصبح لديك الآن بعض الفهم للأعباء التي تخلقها توقعات الآباء؟ (نعم). والآن بعد أن أصبح لديك بعض الفهم الصحيح، ألا تشعر بأن روحك أكثر استرخاءً وتحررًا؟ (بلى). ستتحرر روحك عندما يكون لديك فهم حقيقي وقبول وخضوع حقيقيين. أما إذا واصلت المقاومة والرفض، أو تعاملت مع هذه الحقائق على أنها نظرية فحسب، بدلًا من النظر إلى هذه الأمور بناءً على الحقائق، فسيكون من الصعب عليك التخلي عنها. لن تكون قادرًا سوى على التصرف وفقًا لتنظيمات أفكار الجسد ومشاعره في التعامل مع هذه الأمور؛ وفي النهاية ستعيش في فخ هذه المشاعر، حيث لا يوجد سوى الألم والحزن، ولن يستطيع أحد أن يخلصك. عندما يواجه الناس هذه الأمور وهم متورطون في هذا الفخ العاطفي، لن يكون أمامهم مخرج. لا يمكنك أن تتحرر من فخاخ المشاعر وأغلالها إلا بقبول الحق، أليس كذلك؟ (بلى).

بالإضافة إلى التوقعات والتوجهات المختلفة للوالدين فيما يتعلق بدراسة أبنائهم واختياراتهم المهنية، فإن لديهم توقعات مختلفة فيما يتعلق بالزواج أيضًا، أليس كذلك؟ ما هي بعض هذه التوقعات؟ أرجوكم شاركوا آراءكم. (عادةً ما يقول الآباء لبناتهم إن زوج المستقبل يجب أن يكون على الأقل ثريًا ولديه منزل وسيارة وقادر على الاعتناء بهن. أي أنه يجب أن يكون قادرًا على تلبية احتياجات الابنة المادية وأن يكون لديه أيضًا شعور بالمسؤولية. هذه هي معايير اختيار الزوج). تأتي بعض الأشياء التي يقولها الآباء من تجاربهم الخاصة، وعلى الرغم من أنهم يضعون مصلحتك في الاعتبار، تظل هناك بعض المشكلات. للوالدين أيضًا آراؤهم وتفضيلاتهم الخاصة عندما يتعلق الأمر بتوقعاتهم لزواجك، فهما يطلبان من أبنائهما أن يجدوا شريك حياة يمتلك المال، والمكانة، والقدرة، على أقل تقدير، وأن يكون ذا شخصية قوية حتى لا يتعرضوا لتسلط الآخرين عليهم خارج المنزل. وإذا تنمر الآخرون عليك، يجب أن يكون هذا الشخص قادرًا على الوقوف في وجههم وحمايتك. قد تقولين: "أنا لا أهتم. أنا لست شخصًا ماديًا. أريد فقط أن أجد شخصًا يحبني وأحبّه أيضًا". فيرد والداك: "لماذا أنتِ غبية؟ لماذا أنتِ بهذه السذاجة؟ أنتِ صغيرة وعديمة الخبرة، ولا تفهمين مصاعب الحياة. هل سمعت من قبل مقولة: "كل شيء يسير بشكل خاطئ بالنسبة إلى الزوجين الفقيرين"؟ في الحياة، تحتاجين إلى المال من أجل هذا وذاك؛ هل تظنين أنك ستعيشين حياة جيدة إذا لم يكن لديك المال؟ عليك أن تجدي شخصًا غنيًا وقادرًا". فتجيبين: "لكن حتى الأغنياء والقادرين لا يمكن الاعتماد عليهم". يجيب والداك: "حتى لو لم يكن من الممكن الاعتماد عليهم، عليك أن تؤمني احتياجاتك الأساسية أولًا. ستحصلين على كل ما تريدين أن تأكليه وتلبسيه، وستكونين حسنة التغذية وحسنة الملبس، وهو أمر سيحسدك عليه الجميع". فتردين: "لكن روحي لن تكون سعيدة". فيقول والداك: "ما هي الروح أصلًا؟ أين هي؟ ماذا لو لم تكن روحك سعيدة؟ ما دمت مستريحة جسديًا، فهذا هو المهم!" بعض الأشخاص يرغبون في أن يظلوا عازبين، بناءً على ظروف حياتهم الحالية. وعلى الرغم من أنهم كبار، لا يرغبون في المواعدة، فضلًا عن الدخول في زواج. وهذا يجعل والديهم قلقين، لذلك يستمران في حثهم على الزواج. يرتبان مواعيد غرامية عشوائية ويقدمان شركاء محتملين. إنهما يفعلان كل ما في وسعهما لسرعة العثور على شخص مناسب ومحترم لأبنائهم للزواج؛ وحتى وإن لم يكن مناسبًا، فعلى الأقل يجب أن تكون مؤهلاته جيدة، كأن يكون خريجًا جامعيًا أو حاصلًا على الماجستير أو الدكتوراه، أو درس في الخارج. بعض الناس لا يتحملون إلحاح والديهم. يعتقدون في البداية أنه لأمر رائع أن يكونوا عازبين وأنه ليس عليهم سوى الاهتمام بأنفسهم. وبعد الإيمان بالله بصفة خاصة، يكونون مشغولين جدًا بأداء واجباتهم كل يوم، وليس لديهم وقت للتفكير في هذه الأمور، لذلك لا يواعدون ولن يتزوجوا في المستقبل. غير أنه لا يمكنهم تجاوز تدقيق الآباء؛ فآباؤهم لا يوافقون على ذلك، ودائمًا ما يحثونهم ويضغطون عليهم. وكلما رأوا أبناءهم، يبدؤون في الإلحاح عليهم: "هل تواعدين شخصًا ما؟ هل هناك أي شخص أعجبت به؟ أسرعي وأحضريه إلى المنزل حتى نتمكن من التعرف عليه من أجلك. إذا كان مناسبًا لك، سارعي بعقد قرانك؛ فأنت تكبرين في العمر! النساء لا يتزوجن بعد سن الثلاثين والرجال لا يبحثون عن شريكة حياة بعد سن الخامسة والثلاثين. ماذا تحاولين أن تفعلي، تقلبي العالم رأساً على عقب؟ من سيعتني بكِ عندما تكبرين في السن إذا لم تتزوجي؟" دائمًا ما يقلق الوالدان ويشغلان نفسيهما بهذا الأمر، ويريدان منك أن تبحثي عن هذا الشخص أو ذاك، ويدفعانك للزواج والعثور على شريك. وبعد أن تتزوجي، يستمر والداك في إزعاجك: "أسرعي وأنجبي طفلًا وأنا ما زلت صغيرة. سأعتني به من أجلك". فتقولين: "لا أحتاج إليك لرعاية أطفالي. لا تقلقي". فترد أمك: "ماذا تعنين بـ "لا تقلقي"؟ أسرعي وأنجبي طفلًا! بعد أن يولد، سأعتني به من أجلك، وبمجرد أن يكبر قليلًا، يمكنك أن تتولى رعايته". أيًا كانت توقعات الوالدين تجاه أبنائهم – بغض النظر عن مواقف الوالدين أو ما إذا كانت هذه التوقعات صحيحة أم لا – فإن ذلك دائمًا ما يبدو عبئًا على الأبناء. إذا استمعوا إلى والديهم، فسيشعرون بعدم الارتياح والتعاسة، وإذا لم يستمعوا إلى والديهم، فسيشعرون بتأنيب الضمير: "والداي ليسا مخطئين. إنهما كبيران جدًا في السن ولن يتسنى لهما رؤيتي أتزوج أو أنجب أطفالًا. إنهما يشعران بالحزن، لذلك يحثانني على الزواج وإنجاب الأطفال. هذه مسؤوليتهما أيضاً". لذا، عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع توقعات الوالدين في هذا الصدد، دائمًا ما يكون لدى الناس في أعماقهم شعور غامض بأن هذا عبء. يبدو الأمر خاطئًا سواء أطاعوا أو لم يطيعوا، وفي كلتا الحالتين يشعرون أن عصيانهم لمطالب والديهم أو رغباتهم أمر مشين وغير أخلاقي. إنها مسألة تؤرق ضمائرهم. بل إن بعض الآباء يتدخلون في حياة أبنائهم بقولهم: "أسرع بالزواج وإنجاب الأطفال. أعطني حفيدًا كبيرًا وبصحة جيدة أولًا". وبهذه الطريقة، يحاولون حتى التدخل في نوع الطفل. يقول بعض الآباء أيضًا: "لديك ابنة بالفعل، أسرع وأعطني حفيدًا، أريد حفيدًا وحفيدة معًا. أنت وزوجتك مشغولان بالإيمان بالله وأداء واجباتكما طوال اليوم. أنت لا تقوم بعملك كما ينبغي، إنجاب الأطفال أمرٌ مهم. ألا تعلم أن "الدرجة الأسوأ من حالات عقوق الوالدين الثلاث هي غياب وريث"؟ هل تعتقد أن مجرد إنجاب ابنة يكفي؟ من الأفضل لك أن تسرع وتنجب لي حفيدًا أيضًا! أنت الابن الوحيد في أسرتنا؛ إذا لم تنجب لي حفيدًا، ألن ينتهي نسل عائلتنا؟" فتفكر: "هذا صحيح، إذا انتهت سلالة العائلة معي، ألن أكون قد خذلت أجدادي؟". إذًا، عدم الزواج خطأ، والزواج دون إنجاب أطفال خطأ أيضًا، ولكن بعد ذلك لا يكفي أيضًا أن يكون لديك ابنة، بل يجب أن يكون لديك ابن أيضًا. بعض الناس ينجبون ابنًا أولًا، لكن آباءهم يقولون: "طفل واحد لا يكفي. ماذا لو حدث شيء ما؟ أنجب واحدًا آخر حتى يؤنس أحدهما الآخر". كلمة الوالدين هي القانون عندما يتعلق الأمر بأبنائهم، ويمكن أن يكونا غير منطقيين تمامًا، وقادرين على التعبير عن المنطق الأكثر انحرافًا؛ ويصبح أبناءهم في حيرة من أمرهم بشأن كيفية التعامل معهم. يتدخل الوالدان وينتقدان حياة أبنائهم، وعملهم، وزواجهم، ومواقفهم تجاه مختلف الأمور. لا يملك الأبناء سوى كتم غضبهم. لا يمكنهم الاختباء من والديهم أو التخلص منهما. لا يستطيعون توبيخ والديهم أو تثقيفهما، فماذا يمكنهم أن يفعلوا؟ إنهم يتحملون الأمر، ويحاولون تقليل رؤيتهما إلى أدنى قدر ممكن، ويتجنبون إثارة هذه الأمور إذا كان لا بد من اللقاء. وإذا أثيرت هذه المسائل، فإنهم يقاطعونها على الفور ويذهبون للاختباء في مكان ما. غير أن بعض الأشخاص يوافقون على طلبات والديهم من أجل تلبية توقعاتهما وعدم تخييب آمالهما. قد تتسرع على مضض في المواعدة والزواج وإنجاب الأطفال. ولكن لا يكفي أن يكون لديك طفل واحد؛ بل يجب أن يكون لديك العديد من الأطفال. أنت تفعل ذلك لتلبية طلبات والديك وإسعادهما وإبهاجهما. وبغض النظر عما إذا كان بإمكانك تلبية رغبات والديك أم لا، فإن مطالبهما ستكون مزعجة لأي ابن، فوالداك لا يقومان بأي شيء مخالف للقانون، ولا يمكنك انتقادهما أو التحدث مع أي شخص آخر حول هذا الموضوع أو التفاهم معهما بالمنطق. ومع ذهابك وإيابك على هذا النحو، يصبح الأمر عبئًا عليك. تشعر دائمًا بأنه ما دمت لا تستطيع تلبية مطالب والديك بالزواج والإنجاب، فلن تستطيع مواجهة والديك وأجدادك بضمير مستريح. إذا لم تلب مطالب والديك؛ أي لم تواعد، ولم تتزوج، ولم تنجب أطفالًا وتواصل نسب العائلة كما طلبوا، فستشعر بالضغط في داخلك. يمكنك أن تسترخي قليلًا فقط إذا قال والداك إنهما لن يتدخلا في هذه الأمور، مما يمنحك الحرية في التعامل مع الأمور كيفما تحدث. لكن إذا كانت ردود الفعل الاجتماعية القادمة من أقاربك، وأصدقائك، والطلاب في فصلك، وزملائك والآخرين جميعًا، هي إدانتك والحديث عنك من وراء ظهرك، فهذا أيضًا عبء عليك. عندما تكونين في الخامسة والعشرين من عمركِ وغير متزوجة، لا تعيرين الأمر اهتمامًا كبيرًا، ولكن عندما تصلين إلى الثلاثين، تبدئين في الشعور بأن الأمر ليس جيدًا، لذا تتجنبين هؤلاء الأقارب وأفراد العائلة ولا تذكرين الأمر. وإذا كنت لا تزالين غير متزوجة في سن الخامسة والثلاثين، سيقول الناس: "لماذا لم تتزوجي بعد؟ هل ثمة ما يعيبك؟ أنت غريبة الأطوار نوعًا ما، أليس كذلك؟" وإذا كنت متزوجة ولكنك لا تريدين أطفالًا، سيقولون: "لماذا لم تنجبي أطفالًا بعد الزواج؟ يتزوج الآخرون وينجبون بنتًا ثم ابنًا، أو ينجبون ابنًا ثم بنتًا. لماذا لا تريدين أطفالًا؟ ما خطبك؟ أليس لديك أي مشاعر إنسانية؟ هل أنتِ حتى شخص طبيعي؟" وسواء كان مصدر هذه المشكلات الوالدين أو المجتمع، تصبح عبئًا عليك في بيئات وخلفيات مختلفة. تشعرين بأنك على خطأ، خاصةً في عمرك. على سبيل المثال، إذا كان عمرك بين الثلاثين والخمسين وما زلت غير متزوجة، لا تجرؤين على مقابلة الناس. إنهم يقولون: "تلك المرأة لم تتزوج طوال حياتها، إنها عانس عجوز، لا أحد يريدها، لن يتزوجها أحد". "هذا الرجل لم يتزوج طوال حياته". "لماذا لم يتزوجا؟" "من يدري، ربما ثمة ما يعيبهما". أنت تتساءل: "ليس هناك ما يعيبني، فلماذا لم أتزوج إذًا؟ لم أستمع إلى والديّ وأنا أخذلهما". يقول الناس: "هذا الشاب لم يتزوج، وتلك الفتاة لم تتزوج. انظروا كم أصبح آباؤهم وأمهاتهم بائسين الآن. الآباء الآخرون لديهم أحفاد وأحفاد أحفاد، لكنهم ما زالوا عزابًا. لا بد أن أجدادهم فعلوا شيئًا فظيعًا، أليس كذلك؟ أليسوا بهذا يتركون العائلة بلا وريث؟ لن يكون لهم أي نسل لمواصلة سلالة العائلة. ما خطب هذه العائلة؟" ومهما كان موقفك الحالي صلبًا، فما دمت شخصًا عاديًا وفانيًا، وليس لديك ما يكفي من الحق لفهم هذا الأمر، فعاجلًا أو آجلًا، ستشعر بالقلق والانزعاج من هذا الأمر. في الوقت الحاضر، هناك العديد من الأشخاص الذين يبلغون من العمر 34 أو 35 عامًا في المجتمع ولا يزالون غير متزوجين، وهذا ليس بالأمر الجلل. ولكن في سن 35 أو 36 وأكثر، هناك عدد أقل من الأشخاص غير المتزوجين. استنادًا إلى الفئة العمرية الحالية للأشخاص غير المتزوجين، إذا كان عمرك أقل من 35 عامًا، فقد تعتقدين أنه: "من الطبيعي ألا أكون متزوجة، ولا أحد يقول شيئًا عن ذلك. إذا أراد والداي أن يقولا شيئًا، فليقولاه. أنا لست خائفة". ولكن بمجرد أن تتخطي سن الخامسة والثلاثين، سينظر الناس إليك نظرة مختلفة. سيقولون إنك عزباء أو غير متزوجة أو امرأة لا يريدها أحد، ولن تستطيعي تحمل ذلك. سيصبح هذا الأمر عبئًا عليك. إذا لم يكن لديك فهم واضح أو مبادئ ممارسة محددة فيما يتعلق بهذه المسألة، فعاجلًا أم آجلًا، ستصبح هذه المسألة مصدر إزعاج لك، أو ستعطل حياتك في وقت معين. ألا يتضمن هذا بعض الحقائق التي يجب أن يفهمها الناس؟ (بلى).

فيما يتعلق بالزواج وإنجاب الأطفال، ما هي الحقائق التي يجب أن يفهمها الناس لكي يتخلوا عن الأعباء التي تجلبها هذه الأمور؟ أولًا، هل اختيار شريك الحياة تحدده إرادة الإنسان؟ (كلا). ليس الأمر أنه يمكنك أن تذهب وتقابل أي نوع من الأشخاص تريد، وبالتأكيد ليس الأمر أن الله سيُعد لك نوع الشخص الذي تريده بالضبط، بل إن الله قدَّر بالفعل من سيكون شريكك في الزواج؛ وستتزوج الشخص المقدَّر لك أيًا كان. لا داعي لأن تتأثر بأي تدخل من جراء احتياجات والديك أو الشروط التي يضعاها. بالإضافة إلى ذلك، هل يمكن لشريك الحياة الذي يطلب منك والداك العثور عليه، الذي يتمتع بالثراء والمكانة العالية، أن يحدد ثروتك ومكانتك المستقبلية؟ (كلا). لا يمكنه ذلك. هناك عدد غير قليل من النساء اللاتي تزوجن من عائلات ثرية طُردن من المنزل وانتهى بهن الأمر في الشوارع يفتشن في القمامة. أولئك الذين يسعون باستمرار لتسلق السلم الاجتماعي من أجل الثراء والوجاهة ينتهي بهم المطاف إلى الخراب وضياع سمعتهم، وهم أسوأ حالًا حتى من الناس العاديين، فهم يقضون أيامهم في حمل حقيبة غسيل رخيصة لجمع الزجاجات البلاستيكية وعلب الألومنيوم، ثم يستبدلونها ببضعة دولارات، وأخيرًا يشترون فنجان قهوة في أحد المقاهي ليشعروا أنهم لا يزالون يعيشون حياة الأثرياء. يا للبؤس! الزواج حدث مهم في حياة المرء. تمامًا مثل نوع الوالدين المقدَّر أن يكون للمرء، لا يعتمد الزواج على احتياجات والديك أو عائلتك، ولا يعتمد على ذوقك الشخصي وتفضيلاتك؛ بل هو أمر منوط تمامًا بما يُقدره الله. ستلتقي في الوقت الصحيح بالشخص الصحيح؛ وفي الوقت المناسب، ستلتقي بالشخص الذي يناسبك. كل هذه الترتيبات الخاصة بالعالم الغيبي غير المرئي هي تحت سيطرة الله وسيادته. لا حاجة للناس في هذه المسألة أن يلتفتوا إلى ترتيبات الآخرين، أو أن يوجههم الآخرون، أو أن يتلاعبوا بهم ويؤثروا عليهم. لذا، عندما يتعلق الأمر بالزواج، أيًا كانت توقعات والديك، وأيًا كانت خططك، لا تحتاج إلى أن تتأثر بوالديك، ولا ينبغي أن تتأثر بخططك الخاصة. يجب أن يكون هذا الأمر كله قائمًا على كلمة الله. لا يهم ما إذا كنت تبحث عن شريك حياة أم لا؛ فحتى لو كنتِ تبحث عن شريك، فيجب أن يكون ذلك وفقًا لكلمة الله، وليس وفقًا لمطالب والديك أو احتياجاتهما، وليس وفقًا لتوقعاتهما. لذلك يجب ألا تصبح توقعات والديك عبئًا عليك عندما يتعلق الأمر بالزواج. إن العثور على شريك حياة معناه تحمل مسؤولية نفسك وشريك حياتك لما تبقى من عمرك؛ إنه يتعلق بالخضوع لتنظيمات الله وترتيباته. إنه لا يتعلق بتلبية مطالب والديك أو تحقيق توقعاتهما. لا ينبغي أن يعتمد بحثك عن شريك حياة ونوعية هذا الشريك الذي تبحث عنه على توقعات والديك. لا يحق لوالديك التحكم بك في هذا الأمر؛ فالله لم يعطهما الحق في ترتيب زواجك من البداية إلى النهاية. إذا كنت تبحث عن شريك حياة، فيجب أن يتم ذلك وفقًا لكلام الله؛ وإذا اخترت عدم طلب شريك، فلك الحرية في هذا. أنت تقول: "في حياتي كلها، أحب أن أكون أعزب، سواء كنت أؤدي واجباتي أم لا. كوني بمفردي يشعرني بالحرية كما لو كنت طائرًا، فبرفرفة واحدة من جناحي يمكنني التحليق ببساطة. أنا لست مثقلًا بأسرة وأذهب إلى أي مكان بمفردي. هذا رائع! أنا وحدي، ولكنني لست وحيدًا، فالله معي، يرافقني؛ ولست وحيدًا في كثير من الأحيان. أشعر أحيانًا برغبة في الانعزال تمامًا، وهذا ما يحتاج إليه الجسد. أخذ لحظة للانعزال التام ليس بالأمر السيئ. عندما أشعر بالفراغ أو الوحدة بين الحين والآخر، أقف أمام الله لأتحدث معه من القلب إلى القلب وأشاركه بعض الكلمات. سأقرأ كلماته، وأتعلم ترانيمه، وأشاهد مقاطع فيديو لشهادات عن اختبارات الحياة، وأشاهد أفلامًا من بيت الله. إنه لأمر رائع، ولا أشعر بالوحدة بعد ذلك. لا يهمني ما إذا كنت سأشعر بالوحدة فيما بعد أم لا. على أي حال، أنا لست وحيدًا الآن؛ فحولي العديد من الإخوة والأخوات الذين يمكنني أن أتحدث معهم حديثًا صادقًا. قد يكون البحث عن شريك حياة أمرًا مزعجًا للغاية. لا يوجد الكثير من الأشخاص الطبيعيين الذين يستطيعون أن يعيشوا حياة طيبة بجدية، لذلك لا أريد أن أبحث عن أحدهم. إذا وجدت شخصًا ما ولم نستطع إنجاح العلاقة الزوجية وتطلقنا، فماذا ستكون الفائدة من كل هذا العناء؟ من الأفضل لي ألا أبحث عن شريك بعد أن رأيت بالفعل هذه النقطة بوضوح الآن. إذا كان الغرض من العثور على شخص للزواج منه هو فقط من أجل السعادة والفرح لحظيًا، وينتهي بك الأمر بالطلاق على أي حال، فهذا مجرد إزعاج، وأنا لست على استعداد لتحمل مثل هذا الإزعاج. أما بالنسبة إلى مسألة إنجاب الأطفال، فأنا بوصفي إنسانًا – وليس مجرد أداة لإنجاب الورثة – ليس من مسؤوليتي ولا من واجبي أن أواصل نسل عائلتي. من يريد أن يواصله فليتفضل. لا يوجد لقب يخص شخصًا واحدًا فقط". ماذا يهم إذا انقطع نسل العائلة؟ أليست المسألة مجرد ألقاب جسدية؟ لا علاقة بين الأرواح وبعضها؛ ولا يوجد توارث أو استمرار فيما بينها يستحق الذكر. تشترك البشرية في سلف واحد؛ فالجميع من نسل ذلك السلف، لذا فإن انتهاء السلالة البشرية أمر مستحيل. استمرار النسل ليس مسؤوليتك. ما يجب أن يسعى إليه الناس هو السير في الطريق الصحيح في الحياة، وعيش حياة حرة ومتحررة، وأن يكونوا كائنات مخلوقة حقيقية. كونك آلة لتكاثر الجنس البشري ليس عبئًا يجب عليك أن تحمله، كما أن التكاثر واستمرار نسل العائلة من أجل عائلة ما ليس مسؤوليتك. لم يكلفك الله بهذه المسؤولية. من يريد أن ينجب فليتفضل وينجب؛ ومن يريد أن يستمر نسله فليفعل ذلك؛ ومن يرغب في تحمل هذه المسؤولية فليتحمّلها؛ لا علاقة لك بها. إذا لم تكن على استعداد لتحمل هذه المسؤولية ولا ترغب في تحمل هذا الالتزام، فلا بأس، هذا حقك. أليس هذا مناسبًا؟ (بلى). إذا استمر والداك في الإلحاح، يمكنك أن تقول لهما: "إذا كنتما مستائين من عدم إنجابي ومواصلة نسل العائلة من أجلكما، فابحثا عن طريقة لإنجاب طفل آخر ودعوه يكمل ذلك. على أي حال، هذا الأمر ليس من شأني؛ يمكنكما تفويضه إلى من تريدان". ألن يعجز والداك عن الرد بعد قولك هذا؟ عندما يتعلق الأمر بزواج الأبناء وإنجاب الأحفاد، يجب أن يعلم الوالدان، سواء كانا يؤمنان بالله أم لا، في سنهما المتقدم، أن غنى الشخص أو فقره، وعدد الأبناء، والحالة الزوجية في الحياة تحددها السماء؛ فكلها أمور محددة مسبقًا، وليست شيئًا يمكن لأي شخص أن يقرره. لذا، إذا طلب الأبوان الأشياء من أبنائهم بالقوة بهذه الطريقة، فهما بلا شك أبوان يفتقران إلى المعرفة، وهما أحمقان وجاهلان. عند التعامل مع أبوين أحمقين وجاهلين، تعامل مع ما يقولانه كنفخة هواء ودعه يدخل من أذن ويخرج من الأخرى، وهذه هي نهاية الأمر. وإذا أفرطا في الإلحاح، يمكنك أن تقول لهما: "حسنًا، أعدكما بأنني سأتزوج غدًا، وأنجب طفلًا بعد غد، وأسمح لكما بحمل حفيد الحفيد بعد بعد الغد. ما رأيكما في هذا؟" اخدعهما فحسب، ثم استدر وانصرف. أليست هذه طريقة هادئة للتعامل مع الأمر؟ على أي حال، عليك أن تدرك هذا الأمر جيدًا. فيما يتعلق بالزواج، دعنا أولًا ننحي جانبًا حقيقة أن الزواج مقدَّر من الله. إن موقف الله تجاه هذه المسألة هو أن يمنح الناس أنفسهم حق الاختيار. يمكنك أن تختار أن تكون عازبًا، أو يمكنك أن تختار الزواج؛ يمكنك أن تختار أن تعيش مع شريك حياة، أو يمكنك أن تختار أن تكون لك عائلة كبيرة كاملة. أنت حر في هذا. أيًا كان أساس اختيارك لهذه الاختيارات أو ما هو الغرض أو النتيجة التي تريد تحقيقها، باختصار، هذا الحق ممنوح لك من الله؛ لك الحق في الاختيار. إذا قلت: "أنا مشغول للغاية في أداء واجباتي، وما زلت شابًا ولا أريد الزواج. لا أريد أن أتزوج، وأريد أن أبذل نفسي لله بدوام كامل، وأن أؤدي واجباتي بشكل جيد. سأتعامل مع مسألة الزواج الكبيرة لاحقًا؛ عندما أبلغ الخمسين من عمري وأشعر بالوحدة، وعندما يكون لديَّ الكثير لأقوله، ولكن لا يوجد متنفس لثرثرتي، عندها سأجد شخصًا ما"، لا بأس بذلك أيضًا، ولن يدينك الله. وإذا قلت: "أشعر أن شبابي يتسرب مني، يجب أن أغتنم شبابي قبل أن يولّي. بينما لا أزال شابًا ولديّ بعض الوسامة والجاذبية، عليّ أن أسرع وأجد شريكة حياة ترافقني وتحادثني، شريكة حياة تعتز بي وتحبني، يمكنني أن أقضي معها أيامي وأتزوج منها"، فهذا أيضًا من حقك. وبطبيعة الحال، ثمة شيء واحد: إذا قررت الزواج، فعليك أولًا أن تفكر مليًا في الواجبات التي تتولاها حاليًا داخل الكنيسة، إذا كنت قائدًا أو عاملًا، إذا كنت قد اُخترت للتنمية داخل بيت الله، إذا كنت تقوم بأعمال أو واجبات مهمة، ما هي المهام التي تلقيتها في الوقت الحالي، وما هي ظروفك الحالية. إذا تزوجت، فهل سيؤثر ذلك على أدائك للواجبات؟ هل سيؤثر بعد ذلك أيضًا على سعيك إلى الحق؟ هل سيؤثر على عملك كقائد أو عامل؟ هل سيؤثر على نيلك الخلاص؟ هذه كلها أسئلة تحتاج إلى التفكير فيها. فعلى الرغم من أن الله قد منحك مثل هذا الحق، فعندما تمارس هذا الحق، عليك أن تفكر بعناية في الخيار الذي توشك على اتخاذه وما العواقب التي قد تترتب على هذا الاختيار. وأيًا كانت العواقب التي قد تنشأ، ينبغي ألا تلوم الآخرين وألا تلوم الله. عليك أن تتحمل مسؤولية عواقب اختياراتك. يقول البعض: "بالإضافة إلى الزواج، أريد أيضًا أن أنجب مجموعة من الأطفال. بعد إنجاب ولد، سأرزق بابنة، وسنعيش بسعادة كعائلة طوال العمر، ونؤنس بعضنا بعضًا في سعادة وانسجام. عندما أشيخ، سيلتف أبنائي حولي لرعايتي، وسأستمتع بنعيم الحياة الأسرية. كم سيكون ذلك رائعًا! أما بالنسبة إلى أداء واجباتي، والسعي إلى الحق، ونيل الخلاص، فهذه كلها أمور ثانوية. لا تشغلني هذه الأمور الآن. سأسوي مسألة إنجاب الأطفال أولًا". هذا أيضًا حقك. ولكن، أيًا كانت العواقب التي سيجلبها لك اختيارك في النهاية، سواء كانت مرّة أو حلوة، مزعجة أو مقبضة، فيجب أن تتحملها بنفسك. لا أحد سيتحمل تبعات اختياراتك أو يتحمل مسؤوليتها، بما في ذلك الله. مفهوم؟ (نعم). لقد شُرحت هذه الأمور بوضوح. فيما يتعلق بالزواج، يجب عليك أن تتخلى عن الأعباء التي يجب أن تتخلى عنها. أنت حر في ألا تتزوج، وأنت حر كذلك في الزواج، وحر في إنجاب العديد من الأطفال. أنت حر في اختيارك أيًا كان. فمن ناحية، لا يعني اختيارك الزواج أنك قد رددت بذلك إحسان والديك أو كنت بارًا بهما؛ وبالطبع، اختيار عدم الزواج لا يعني أنك تتحدى والديك أيضًا. ومن ناحية أخرى، اختيارك الزواج أو إنجاب العديد من الأطفال ليس تمردًا على الله، ولا تحديًا له. لن تُدان بسبب ذلك. كما أن اختيارك عدم الزواج لن يكون السبب في أن يمنحك الله الخلاص في نهاية الأمر. باختصار، سواء كنت عازبًا، أو متزوجًا، أو لديك العديد من الأبناء، فإن الله لن يحدد ما إذا كنت ستخلص في النهاية بناءً على هذه العوامل. لا ينظر الله إلى خلفيتك الزوجية أو حالتك الزوجية؛ إنه لا ينظر سوى إلى ما إذا كنت تسعى إلى الحق، وموقفك تجاه أداء واجباتك، ومقدار ما قبلته من الحق وخضعت له، وما إذا كنت تتصرف وفقًا لمبادئ الحق. وفي نهاية المطاف، سينحي الله أيضًا حالتك الزوجية جانبًا لفحص طريقك في الحياة، والمبادئ التي تعيش بها، والقواعد التي تحيا بها والتي اخترتها، لتحديد ما إذا كنت ستخلص. بالطبع، ثمة حقيقة واحدة يجب أن نذكرها. فالعزاب أو المطلقون، أي الذين لم يتزوجوا أو الذين تركوا الزواج، لديهم شيء واحد في صالحهم، وهو أنهم ليسوا بحاجة إلى أن يكونوا مسؤولين عن أي شخص أو أي شيء في إطار الزواج. ليس عليهم تحمل هذه المسؤوليات والالتزامات، لذا فهم أكثر حرية نسبيًا. لديهم المزيد من الحرية من حيث الوقت، والمزيد من الوفرة من حيث الطاقة، والمزيد من الحرية الشخصية إلى حد ما. على سبيل المثال، عندما تخرج لأداء واجباتك، لا يمكن لأحد أن يقيدك؛ حتى والديك لا يملكان هذا الحق. إذا صليت لله أنت نفسك، فسيرتب أمورك ويمكنك أن تحزم حقائبك وترحل. ولكن إذا كنت متزوجًا ولديك عائلة، فأنت لست حرًا بالقدر ذاته. عليك أن تكون مسؤولًا عنهم. أولًا وقبل كل شيء، من حيث الظروف المعيشية والموارد المالية، يجب عليك على أقل تقدير توفير الطعام والملبس لهم، وعندما يكون أطفالك صغارًا، يجب عليك توصيلهم إلى المدرسة. يجب أن تتحمل هذه المسؤوليات. في هذه الحالات، لا يكون المتزوجون أحرارًا لأن لديهم التزامات اجتماعية وعائلية يجب عليهم الوفاء بها. الأمر أسهل بالنسبة إلى غير المتزوجين والذين ليس لديهم أطفال. عندما يؤدون واجباتهم في بيت الله لن يشعروا بالجوع أو البرد، بل سيكون لديهم الطعام والمأوى. لا يحتاجون إلى الركض لكسب المال والعمل بسبب احتياجات الحياة الأسرية. هذا هو الفارق. في النهاية، عندما يتعلق الأمر بالزواج، تظل النقطة الأساسية هي نفسها: ينبغي ألا تتحمل أي أعباء. سواء كانت توقعات والديك، أو وجهات النظر التقليدية من المجتمع، أو رغباتك المترفة، ينبغي ألا تتحمل أي أعباء. من حقك أن تختار أن تكون أعزب أو أن تتزوج، ومن حقك أيضًا أن تقرر متى تترك العزوبية ومتى تتزوج. لا يصدر الله حكمًا قاطعًا في هذا الشأن. أما بالنسبة إلى عدد الأطفال الذين تنجبهم بعد الزواج، فهذا أمر مقدّر سلفًا من الله، ولكن يمكنك أيضًا أن تختار لنفسك بناءً على ظروفك الواقعية ومساعيك. لن يفرض الله عليك قواعد. لنفترض أنك مليونير أو صاحب ملايين كثيرة أو ملياردير، وتقول: "إنجاب ثمانية أو عشرة أطفال ليس مشكلة بالنسبة إليَّ، فتربية مجموعة كبيرة من الأطفال لن يؤثر على طاقتي في أداء واجباتي". إذا لم تكن خائفًا من المتاعب، فامضِ قدمًا وأنجبهم؛ لن يدينك الله. لن يغير الله موقفه من خلاصك بسبب موقفك من الزواج. هكذا هو الأمر. هل هذا واضح؟ (نعم). ثمة جانب آخر، وهو أنك إذا اخترت عدم الزواج في الوقت الحالي، فيجب ألا يكون لديك أي شعور بالتفوق لمجرد أنك أعزب، فتقول: "أنا واحد من الصفوة غير المتزوجة ولي الحق في أن تكون لي الأولوية للخلاص في حضرة الله". لم يمنحك الله هذا الامتياز، مفهوم؟ قد تقول: "أنا متزوج. هل هذا يجعلني أقل شأنًا؟". أنت لست أقل شأنًا. أنت لا تزال أحد أفراد البشرية الفاسدة؛ أنت لم تُهان أو تُداس لأنك تزوجت، ولم تصبح أكثر فسادًا أو أصعب في الخلاص أو أكثر إيذاءً لقلب الله من الآخرين، مما يجعل الله لا يريد أن يخلّصك. هذه كلها أفكار الناس وآراءهم الخاطئة. لا علاقة للحالة الاجتماعية للشخص بموقف الله تجاهه، ولا علاقة للحالة الاجتماعية للشخص بما إذا كان يمكن أن يخلص في النهاية. بماذا يرتبط تحقيق الخلاص إذًا؟ (إنه قائم على موقف الشخص من قبول الحق). هذا صحيح، إنه قائم على موقف الشخص من التعامل مع الحق وقبول الحق، وما إذا كان قادرًا على استخدام كلام الله بوصفه أساسًا والحق بوصفه معيارًا لرؤية الناس والأشياء ويتصرف ويفعل. هذا هو الأساس لقياس العاقبة النهائية للشخص. والآن بعد أن وصلنا إلى هذه المرحلة في شركتنا، هل أنت قادر في الأسَاسِ على التخلي عن الأعباء الناجمة عن مشكلة الزواج؟ (نعم). إن قدرتكم على التخلي عنها ستفيد سعيكم إلى الحق. إذا كنت لا تصدق هذا، فيمكنك أن تسأل أولئك الذين تزوجوا عن رجائهم في نيل الخلاص، وسيقولون: "لقد تزوجت لسنوات عديدة وطُلِّقت بسبب إيماني بالله. لن أجرؤ على القول إنني سأخلص". يمكنك أن تسأل هؤلاء الشباب الأكبر سنًا قليلًا في الثلاثينات من العمر الذين لم يتزوجوا، لكنهم لم يتبعوا الحق خلال السنوات العديدة التي آمنوا فيها وهم مثل غير المؤمنين. يمكنك أن تسألهم: "هل يمكنكم أن تخلصوا بالإيمان بالله بهذه الطريقة"؟ هم أيضًا لن يجرؤوا على القول بأنهم يمكن أن يخلصوا. أليس هذا هو الحال؟ (بلى).

هذه هي الحقائق التي يجب أن يفهمها الناس عن الزواج. لا يمكن شرح أي من الموضوعات التي عقدنا شركة حولها بوضوح في بضع كلمات فحسب. ثمة العديد من الحقائق المختلفة التي يجب أن تُشرح، وكذلك ظروف مختلف أنواع الناس. بناءً على هذه الظروف المختلفة، لا يمكن شرح الحقائق التي يجب أن يفهمها الناس بوضوح في بضع كلمات فحسب. لكل مشكلة، ثمة حقائق ينبغي أن يفهمها الناس، بالإضافة إلى الحقائق الواقعية التي ينبغي أن يفهمها الناس، وأكثر من ذلك الأفكار والآراء الخاطئة التي يحملها الناس والتي ينبغي فهمها أيضًا. بالطبع، هذه الأفكار والآراء الخاطئة هي الأشياء التي يجب أن يتخلى عنها الناس. ستكون أفكارك ووجهات نظرك حول مسألة ما إيجابية نسبيًا ودقيقة نسبيًا عندما تتخلى عن هذه الأشياء. حينئذ، عندما تواجه هذا النوع من الأمور مرة أخرى، لن تكون مقيدًا بها؛ لن تكون مقيدًا ومتأثرًا ببعض الأفكار والآراء الخاطئة والسخيفة. لن تلتزم بها أو تنزعج منها؛ بل ستكون قادرًا على مواجهة هذا الأمر بشكل صحيح، وسيكون تقييمك للآخرين أو لنفسك دقيقًا نسبيًا. هذه هي النتيجة الإيجابية التي يمكن أن تتجسد في الناس عندما يرون الناس والأشياء ويتصرفون ويفعلون وفقًا لكلام الله بحيث يكون الحق معيارًا لهم. حسنًا، دعونا ننهي شركتنا هنا لهذا اليوم. إلى اللقاء!

1أبريل 2023

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.