كيفية السعي إلى الحق (11) الجزء الثالث
لقد قدمنا للتو شركة عن مشكلة "لا ينبغي أن يكون الناس عبيد الزواج"، قائلين للناس أن يتخلوا عن آرائهم المغلوطة حول الزواج، أي إن بعض الناس يعتقدون أنه يجب عليهم أن يحافظوا على استمرار زواجهم وأن يبذلوا كل ما في وسعهم للحفاظ على زواجهم من الانهيار والانتهاء. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، يقدمون تنازلات؛ فهم يفضلون التضحية بالكثير من مساعيهم الإيجابية للحفاظ على استمرار زواجهم، ويصبحون عبيدًا طوعيين لزواجهم. هؤلاء الناس يفسرون وجود الزواج وتعريفه تفسيراً خاطئاً، وموقفهم تجاه الزواج خاطئ، ولذلك ينبغي أن يتخلوا عن مثل هذه الأفكار والآراء الخاطئة، ويبتعدوا عن هذا النوع من الحالة الزوجية المحرّفة، ويتخذوا المنهج الصحيح للزواج، ويتعاملوا مع هذه المشكلات التي تطرأ على الزواج بشكل صحيح – هذه هي المشكلة الثالثة التي ينبغي أن يتخلى عنها الناس فيما يتعلق بالزواج. بعد ذلك، سنعقد الشركة عن المشكلة الرابعة المتعلقة بالزواج: الزواج ليس غايتك. هذه أيضًا مشكلة. بما أنه موضوع نقدم حوله شركة، فهو يمثل مشكلة بارزة في الأوضاع الحالية في الحياة الزوجية للناس. إنه موجود في جميع أنواع الظروف الزوجية، وهو أيضًا نوع من المواقف التي يتخذها الناس تجاه الزواج أو نوع من حالات العيش، لذا يجب أن نقدم شركة حول هذه المسألة ونوضحها. تعتقد بعض النساء بعد الزواج أنهن وجدن "الرجل المناسب"، وتعتقدن أن بإمكانهن الاعتماد على هذا الرجل والثقة به، وأنه يمكن أن يكون سندًا قويًا لهن في مسار حياتهن، وأنه سيكون راسخًا وموثوقًا به عندما يحتجن إلى الاعتماد عليه. ويعتقد بعض الرجال أنهم وجدوا المرأة المناسبة؛ فهي جميلة وكريمة ولطيفة ومراعية لشعور الآخرين وفاضلة ومتفهمة. يعتقدون أنهم سيحظون مع هذه المرأة بحياة مستقرة وبيت به سلام ودافئ. إنَّ جميع الناس عندما يتزوجون يظنون أنهم محظوظون وسعداء. فمعظم الناس يعتقدون عندما يتزوجون أن شريك حياتهم رمز لحياتهم المستقبلية التي اختاروها، وأن زواجهم هو الغاية التي يسعون إليها في هذه الحياة. ماذا يعني هذا؟ إنه يعني أن كل من يتزوج يعتقد أن الزواج غايته، وأنه حالما يكون لديه مثل هذا الزواج، فإن هذا الزواج غايته. ماذا تعني كلمة "غاية"؟ إنها تعني موطئ قدم. إنهم يأتمنون الزواج وكذلك شريك حياتهم الذي دخلوا معه في الزواج على آفاقهم ومستقبلهم وسعادتهم، ولذلك فهم يعتقدون أنهم بعد أن يتزوجوا لن يحتاجوا أبدًا مجددًا إلى أي شيء ولن يكون لديهم أي قلق. هذا لأنهم يشعرون أنهم قد وجدوا غايتهم بالفعل، وهذه الغاية هي شريك حياتهم وكذلك البيت الذي يبنونه مع ذلك الشخص. وبما أنهم وجدوا غايتهم، فلم يعودوا بحاجة إلى السعي إلى أي شيء أو أن يرجوا أي شيء. ومن مواقف الناس وآرائهم تجاه الزواج، فهذا مفيد بالطبع لاستقرار هيكل الزواج. على أقل تقدير، إذا كان للرجل أو المرأة شريك ثابت من الجنس الآخر بصفته زوجًا أو شريك حياة، فلن يعودا يغازلان أفرادًا من الجنس الآخر أو يقيما المزيد من العلاقات الغرامية. وهذا مفيد لمعظم الشركاء في الزواج؛ فعلى أقل تقدير، ستستقر قلوبهم فيما يتعلق بالعلاقات، وسينجذبون إلى شريك واحد ثابت من الجنس الآخر وسيستقرون في بيئة معيشية أساسية مع زوج ثابت من الجنس الآخر – وهذا أمر جيد. على الرغم من ذلك، إذا كان الشخص – عندما يدخل في الزواج – يعتبر أنَّ زواجه هو غايته، بينما يعتبر كل مساعيه ونظرته إلى الحياة والطريق الذي يتبعه في الحياة وما يطلبه الله منه أشياء زائدة عن الحاجة لوقت فراغه، فإن اعتباره للزواج – بشكل غير ملحوظ – على أنه غايته في الحياة ليس أمرًا جيدًا، بل إنه على العكس من ذلك يصبح عائقًا وحجر عثرة ومانعًا أمام سعيه لتحقيق الأهداف الصحيحة في الحياة، وتأسيس النظرة الصحيحة للحياة، وحتى أمام سعيه للخلاص. ذلك لأنه عندما يعتبر الشخص المتزوج أن شريكه هو غايته ومصيره في هذه الحياة، فإنه يعتقد أن مشاعر شريكه المختلفة وسعادته وتعاسته مرتبطة به، وأن سعادته وتعاسته ومشاعره المختلفة مرتبطة بشريكه، وهكذا فإنَّ حياة شريكه وموته وسعادته وفرحه ترتبط بحياته هو وموته وسعادته وفرحه. لذلك، فإن فكرة هؤلاء الناس المتمثلة في أن زواجهم هو غاية حياتهم تجعل سعيهم إلى مسار حياتهم والأمور الإيجابية والخلاص بطيئًا وسلبيًا للغاية. إذا اختار شريك الشخص الذي يتبع الله في زواجهما ألا يتبع الله واختار السعي إلى الأمور الدنيوية عوضًا عن ذلك، فإن الشخص الذي يتبع الله فعلًا سيتأثر بشدة بشريكه. على سبيل المثال، تعتقد الزوجة أن عليها أن تؤمن بالله وتسعى إلى الحق، وأن عليها أن تتخلى عن وظيفتها وتؤدي واجبها وتبذل نفسها وتكرِّس نفسها لبيت الله، بينما يعتقد الزوج أن "الإيمان بالله أمر جيد، لكن لا يزال علينا أن نعيش. إذا أدى كلانا واجبه، فمن سيكسب المال؟ من سيعول البيت؟ من سيحافظ على حياة أسرتنا"؟ وهو بهذا الرأي يختار أن يستمر في العمل وأن يستمر في السعي وراء الأمور الدنيوية، ولا يقول إنه لا يؤمن بالله، ولا يقول إنه يعارضه أيضًا. الزوجة التي تؤمن بالله تفكر دائمًا: "زوجي هو غايتي. لست بخير سوى عندما يكون هو بخير. إذا لم يكن بخير، فأنا أيضًا لا يمكن أن أكون بخير. نحن مثل جرادتين مربوطتين بحبل واحد. نتشارك الأفراح والأحزان نفسها، ونعيش ونموت معًا. أذهب أينما ذهب. الآن قد صارت لدينا خلافات في اختيار طريقنا وبدأت التصدعات تظهر، فكيف يمكن أن نتصالح؟ أريد أن أتبع الله، لكنه غير مهتم بالإيمان بالله. إذا لم يؤمن بالله، فلن أتمكن من التقدم في إيماني ولن أعود أشعر بالرغبة في اتباع الله. هذا لأنني منذ البداية كنت أعتبره سمائي وقدري. لا أستطيع أن أتركه. إذا لم يؤمن بالله، فلن يؤمن كلانا بالله، وإذا آمن بالله، فسيؤمن به كلانا. إذا لم يؤمن بالله، فسأشعر أنني ينقصني شيء ما، كما لو أن روحي قد سُلبت مني". إنها تشعر بالقلق والهم بشأن هذا الأمر طوال الوقت، وكثيرًا ما تصلي على أمل أن يستطيع زوجها الإيمان بالله. لكنها مهما صلت، فإن زوجها لا يتأثر ولا يؤمن بالله. إنها في ضيق؛ فما الذي يمكنها فعله؟ ما من شيء يمكنها فعله، لذلك تبذل أقصى جهدها، وما دام زوجها في البيت، فإنها تأخذه ليذهبا لقراءة كلام الله. يقرأ زوجها كلام الله ويستمع إليها وهي تقرأه دون نفور، لكنه لا يشارك في الشركة بنشاط. ولأنهما زوج وزوجة، فهو لا يجادلها. عندما يُطلب منه أن يتعلم قول الترانيم، فإنه يسايرها ويتعلم قولها، وبعد أن يتعلمها لا يقول ما إذا كان قد تعلمها بالكامل أو ما إذا كان يحبها. عندما يُطلب منه حضور الاجتماعات، يذهب مع زوجته إلى الاجتماع في بعض الأحيان عندما يكون لديه بعض وقت الفراغ، لكنه عادة ما يكون مشغولاً بالعمل وكسب المال. لا يذكر أبدًا أي شيء له علاقة بالإيمان بالله، ولا يبادر أبدًا بطلب حضور اجتماع أو أداء واجب. باختصار، هو فاتر تجاه الأمر بأكمله. إنه لا يعارض الإيمان بالله، لكنه لا يؤيده كذلك، ولا يظهر موقفه تجاهه. والزوجة المؤمنة بالله تتأثر بشدة بهذا كله وتتذكره وتقول: "بما أننا زوجان ونحن الاثنان أسرة واحدة، إذا دخلت أنا الملكوت فلا بد أن يدخل هو أيضًا. إن لم يتبعني في إيماني فلن يتمكن من دخول الملكوت أو نيل الخلاص، وعندها لن أرغب في الحياة أيضًا وسأرغب في الموت". على الرغم من أنها لم تمت بعد، فهي تشعر دائمًا في قلبها بالقلق والألم والعذاب بسبب هذا الأمر، وتفكر: "إذا جاءت الكوارث ذات يوم ومات في الكوارث، فماذا سأفعل؟ هناك الآن مثل هذا الطاعون الكبير. إذا أصيب بهذا الطاعون، فلن أعيش بعد ذلك. إنه لا يقول إنه يعارض إيماني بالله، لكن ماذا سأفعل إذا قال يومًا ما إنه يريدني ألا أعود أؤمن بالله؟" إنها قلقة من أن تتبع زوجها وتختار عدم الإيمان بالله وتخون الله عندما يحين ذلك الوقت. هذا لأن زوجها في قلبها هو روحها، وهو حياتها، وهو حتى سمائها، هو كل شيء بالنسبة إليها. الزوج الذي في قلبها هو أكثر من يحبها، وهي أكثر من تحب زوجها. لكنها الآن تصطدم بمشكلة: إذا عارض زوجها إيمانها بالله ولم تجدِ صلواتها، فما العمل؟ إنها تقلق بشأن هذا الأمر كثيرًا. عندما يُطلب منها أن تذهب لأداء واجبها بعيدًا عن البيت، تشعر بكرب شديد عندما تسمع أنها لكي تؤدي واجبها يجب أن تترك البيت وتسافر بعيدًا، وأنها يجب أن تبتعد عن البيت لفترة طويلة على الرغم من أنها تتمنى أيضًا أن تؤدي واجبها في بيت الله. ما السبب؟ إنها قلقة من أنها بمغادرتها المنزل لن يجد زوجها من يعتني به، وأنها ستفتقد زوجها ولن تستطيع التوقف عن القلق عليه. ستكون قلقة بشأنه وستشتاق إليه بل إنها ستشعر أنها لن تستطيع العيش بدون وجوده إلى جانبها، وأنها ستفقد الرجاء والاتجاه في الحياة، وأنها لن تستطيع أن تؤدي واجبها بإخلاص أيضًا. الآن، ليس عليها إلا أن تفكر في الأمر وها هو قلبها يتألم، فما بالك إن حدث هذا فعلًا! لذا، في الكنيسة، لا تجرؤ أبدًا على طلب الذهاب لأداء واجبها في مكان آخر، أو إذا كان هناك عمل ما يتطلب أن تبقى بعيدًا لفترة طويلة من الزمن وتبيت ليلتها بعيدًا عن المنزل، فإنها لا تجرؤ أبدًا على التقدم للمهمة أو تتجرأ على الموافقة على مثل هذا الطلب. إنها تفعل كل ما في وسعها لتوصيل الرسائل لإخوتها وأخواتها، أو تستضيفهم أحياناً في منزلها، ولكنها لا تجرؤ أبداً على فراق زوجها يوماً كاملاً. أما إذا كان هناك ظرف خاص فعلًا، وكان زوجها مضطرًا إلى الذهاب في رحلة عمل أو كان غائبًا لبضعة أيام، فإنها تبكي في المنزل لمدة يومين أو ثلاثة أيام قبل أن يغادر زوجها، وتبكي حتى تتورم عيناها وتصبح مثل الطماطم. لماذا تبكي؟ لأنها تخشى أن يموت زوجها في حادث تحطم طائرة وألا يُعثر حتى على جثته، فماذا ستفعل حينها؟ كيف ستعيش وتمضي أيامها؟ ستكون سماؤها قد اختفت، وستشعر وكأن قلبها قد سُرق منها. مجرد التفكير في ذلك يرعبها، ولهذا السبب تبكي عندما تفكر في ذلك. لم يغادر زوجها بعد وهي تبكي منذ يومين أو ثلاثة، وتظل تبكي حتى يعود زوجها، تبكي بكاءً شديدًا لدرجة أن زوجها ينزعج ويقول: "ما خطبها بحق السماء؟ إنني لم أمت حتى وها هي تبكي. هل تلعنني لأموت؟" لا يوجد شيء يمكنه أن يفعله، وهي تستمر في البكاء قائلة: "أنا فقط لا أريدك أن ترحل عني، لا أريدك أن تغيب عن ناظري". إنها ترهن قَدَرها وغايتها بزوجها الذي دخلت في الزواج معه، وبغض النظر عما إذا كانت هذه الطريقة في القيام بالأشياء حمقاء أو طفولية، فثمة أشخاص على هذه الشاكلة في كل الأحوال. هل يوجد رجال أكثر على هذه الشاكلة أم نساء؟ (نساء). يبدو أنه يوجد نساء أكثر على هذه الشاكلة، إذ يمكن أن تكون النساء ضعيفات بعض الشيء. بغض النظر عمن يفارق من بين الرجال والنساء، فهل يمكنهم الاستمرار في الحياة؟ (نعم). أيًا كان مَن يترك الآخر، فهل هذا شيء بوسعك اختياره؟ هل هذا شيء يمكنك التحكم به؟ (لا). لا، هذا شيء لا يمكنك التحكم به، ولذا تضيعين في خيالات حمقاء، وتبكين، وتشعرين بالاستياء والقلق والألم – هل هناك أي جدوى من كل هذا؟ (لا). هؤلاء الناس يشعرون أن قدرتهم على النظر إلى شريك حياتهم والإمساك بيده، والعيش معه يعني أن يكون لهم سندًا مدى الحياة، وأنه سيكون لهم سكينة وراحة. يعتقدون أنه لن يكون لديهم أي هموم بشأن المأكل أو الملبس ولا أي قلق، وأن شريك حياتهم هو غايتهم. ولدى غير المؤمنين مقولة تقول: "وجودك معي في هذه الحياة يغنيني عن أي شيء آخر". هذا هو ما يشعر به هؤلاء الناس تجاه زواجهم وشريك حياتهم في صميم قلوبهم؛ فهم يشعرون بالسعادة عندما يكون شريك حياتهم سعيدًا، ويقلقون عندما يكون شريك حياتهم قلقًا، ويعانون عندما يعاني شريك حياتهم. وإذا مات شريك حياتهم، فهم أيضًا لا يعودون يرغبون في أن يعيشوا بعد ذلك. وإذا هجرهم شريك حياتهم ووقع في حب شخص آخر، فماذا يفعلون؟ (لا يريدون أن يعيشوا). البعض لا يريدون أن يعيشوا بعد ذلك ولذا ينتحرون، والبعض الآخر يفقدون عقولهم. أخبروني، ما سبب كل هذا؟ أي نوع من الناس يفقدون عقولهم؟ فقدان المرء لعقله يدل على أنه مجنون. بعض النساء يعتقدن أن أزواجهن هم غايتهن في الحياة، وأنهن بمجرد أن يجدن مثل هذا الرجل، لن يعشقن أي رجل آخر – إنها حالة "وجوده معي في هذه الحياة يغنيني عن أي شيء آخر". لكن زوجها يخيب أملها ويهجرها ليحب أخرى ولا يعود يريدها. فماذا يحدث في النهاية؟ تكره بعدئذ جميع أفراد الجنس الآخر تمامًا. وعندما ترى رجلاً آخر، ترغب في البصق عليه وشتمه وضربه. وتنشأ لديها ميول عنيفة، ويتشوه إحساس العقل لديها. البعض يفقدن عقولهن حقًا. هذه هي العواقب عندما لا يفهم الناس الزواج بشكل صحيح.
هؤلاء الأشخاص يرون الزواج رمزًا لمسعاهم الناجح إلى السعادة، وغايةً في الحياة وهدفًا لطالما حلموا به وقد تحقق الآن. الزواج بالنسبة إليهم هو آخر أهداف حياتهم، ومساعيهم فيما يتعلق بالزواج هي مشاركة هذه الحياة مع شريك حياتهم، وأن يكبرا معًا، وأن يعيشا ويموتا معًا. وللتحقق من فكرة وخاطر أن زواجهم هو غايتهم، يقومون بأمور كثيرة في الحياة الزوجية تتجاوز العقلانية ونطاق مسؤوليات الشخص. ومن هذه الأشياء التي تتجاوز نطاق مسؤوليات الشخص، الأشياء المتطرفة التي يفقدون بموجبها نزاهتهم وكرامتهم والأهداف التي يسعون إليها. على سبيل المثال، غالبًا ما يراقب الواحد منهم مع مَن يقضي شريك حياتهم الوقت كل يوم، وما يفعله عندما يخرج من المنزل، وما إذا كان لديه أي اتصال مع أفراد آخرين من الجنس الآخر، وما إذا كان لديه أي تعاملات أو علاقات ودية مع أفراد آخرين من الجنس الآخر تتجاوز نطاق الصداقة. كما أن هناك بعض الأشخاص الذين يقضون الكثير من الوقت في مراقبة وتقصي موقف شريك حياتهم تجاه أنفسهم لمعرفة ما إذا كانوا يشغلون تفكير شريك حياتهم وما إذا كان شريك حياتهم لا يزال يحبهم. هناك أيضًا بعض النساء اللاتي يشتممن ملابس أزواجهن عند عودتهم إلى المنزل، ويتفقدن ملابسهم بحثًا عن أي شعر نسائي، ويتفقدن قمصانهم بحثًا عن آثار أحمر شفاه نساء أخريات. وهن أيضًا يتفقدن هواتف أزواجهن لمعرفة ما إذا كانت هناك أي أرقام لنساء غير معروفات لهن، وهن حتى يتحققن من عدد الهواتف التي يمتلكها أزواجهن والأشخاص الذين يتعامل أزواجهن معهم، وما إذا كان ما يقولونه عند اتصالهم كل يوم صحيحًا. على سبيل المثال، تتصل امرأة بزوجها وتسأله، "أين أنت؟ ماذا تفعل؟" فيرد زوجها: "أنا في العمل، أراجع بعض المستندات". فتقول: "التقط صورة للمستندات التي تراجعها وأرسلها لي". يفعل زوجها كما تقول، ثم تسأله: "من معك في المكتب؟" فيجيب، "أنا فقط". فتقول: "هل يمكنك الاتصال بي عبر الفيديو حتى أرى من في المكتب أيضًا؟" يتصل بها عبر الفيديو وترى أنه يبدو أن هناك امرأة تمشي بعيدًا، فتقول: "هذا ليس صحيحًا، من تلك المرأة؟" فيقول: "إنها عاملة النظافة". فتقول: "آه، حسناً". عندها فقط تهدأ. مثل هؤلاء النساء يتفقدن هواتف أزواجهن والأماكن التي يوجدون فيها وما يفعلونه في كل ساعات اليوم. لديهن توقعات كبيرة لزواجهن وأكبر من ذلك حتى شعورهن بعدم الأمان، بالطبع، لديهن رغبة هائلة في تملك أزواجهن والسيطرة عليهم. ولأن الواحدة منهن على يقين من أن زوجها هو غايتها وهو الشخص الذي يجب أن تكون معه طوال حياتها، فلا يمكن أن تسمح بحدوث أي هفوات أو ظهور أي تصدعات في الزواج، أو حتى أي عيوب أو مشكلات بسيطة – كل هذا لا يمكن أن تسمح به. ولذا فإنها تضع معظم طاقتها في مراقبة زوجها، وسبر أغواره، والاستفسار عن تحركاته وأماكن وجوده، والسيطرة عليه. ولا سيما عندما يكون للزوج علاقة غرامية، فهذا شيء لا يمكن لها تحمله، فتثير ضجة وتتلوى وتبكي وتسبب المشكلات وتهدد بالانتحار، بل إن البعض منهن يصطحبن مشكلاتهن معهن إلى الاجتماعات ويناقشن الخطط مع إخوتهن وأخواتهن قائلات: "إنه حبي الأول، أكثر رجل أحبه. طوال حياتي كلها لم أمسك يد رجل آخر أو ألمس بشرة رجل آخر. إنه الرجل الوحيد بالنسبة إليّ، إنه سمائي، وهو الرجل الوحيد بالنسبة إليّ في هذه الحياة. لقد ذهب مع امرأة أخرى وأنا لا أستطيع أن أتقبل ما فعله بي". يقول لها شخص ما: "ما الفائدة من عدم قدرتك على تقبل الأمر؟ هل تستطيعين تغيير ما حدث؟ كان بوسع الآخرين أن يروا أن زوجك لديه هذا الميل منذ فترة طويلة". تجيب: "سواء كان لديه هذا الميل أم لا، لا يمكنني تقبل ما حدث فحسب. من سيساعدني في التوصل إلى فكرة لمعاقبته ومحاولة منع عشيقته من أخذ مكاني؟". كما ترى، إنها منزعجة للغاية لدرجة أنها تحضر مشكلاتها إلى أحد الاجتماعات للشركة حولها. هل هذه شركة؟ هذا تنفيس بملاحظات غير لائقة وتنفيس عن رسائل سلبية ونشر معلومات سلبية. هذا شأنك، وإن كنتِ ستذهبين إلى البيت وتغلقين الباب وتضربينه وتتشاجرين معه، فهذا شأنك، لكن يجب ألا تحضري مشكلاتك وتتحدثي عنها في الاجتماعات. إذا أردت أن تطلبي الحق في أحد الاجتماعات، فيمكنك أن تقولي: "لقد حدث لي هذا الأمر، فكيف لي أن أنتشل نفسي من هذا الموقف ولا أتقيد به؟ كيف يمكنني ألا أدع هذا الأمر يؤثر في إيماني بالله وأداء واجبي؟" لا بأس بأن تطلبي الحق، لكن إذا ذهبت إلى اجتماع وتحدثت عن مشاجراتك، فهذا أمر ينبغي ألا تفعليه. لماذا ينبغي ألا تفعلي ذلك؟ لقد واجهتك هذه المشكلة وأنت تجدين نفسك الآن في ظروف حياتك الحالية بسبب فهمك الخاطئ للزواج. وبعد ذلك، تريدين أن تنقلي هذه الخلافات والعواقب إلى إخوتك وأخواتك لعقد الشركة حولها، وليس الأمر أنَّ هذا يؤثر في الآخرين فحسب، بل إنه أيضًا لا يفيدك. أنت تتحدثين عن نزاعاتكما، لكن معظم الناس لا يفهمون الحق وليس لديهم قامة، وكل ما يمكنهم فعله هو مساعدتك في التوصل إلى أفكار ومناقشة نزاعاتكما. ليس الأمر أنهم لا يستطيعون مساعدتك في الوصول إلى الدخول الإيجابي فحسب، بل هم على العكس من ذلك يزيدون الأمور سوءًا ويجعلون المشكلة أكثر خطورة وتعقيدًا. معظم الناس مشوشو الذهن ولا يفهمون الحق ولا مقاصد الله، فهل يمكن لمثل هؤلاء الناس أن يقدموا لكِ مساعدة مفيدة وقيمة؟ يقول أحدهم: "ستظلين دائمًا زوجته الشرعية. لا يمكن أبدًا للشر أن يغلب العدالة". هل هذا هو الحق؟ (لا). ويقول شخص آخر: "لا تفسحي المجال لعشيقته، وسنرى ما إذا كان بإمكانها أن تحل محلكِ!". هل هذا هو الحق؟ (لا). هل يسعدك سماع الناس يقولون هذه الأشياء، أم يغضبك؟ هل يقولون هذه الأشياء لإثارة غضبك أم لتفهمي الحق ويكون لديك طريق للممارسة؟ يقول شخص آخر: "أتفهم الأمر تمامًا. لا يوجد رجال صالحون هذه الأيام. أي رجل يملك المال يصبح سيئًا". هل هذا هو الحق؟ (لا). ثم يقول شخص آخر: "لا يجب أن تتحملي هذا. عليك أن تدعي تلك العشيقة تعرف أنك لن تُنَحَّي بهذه السهولة. أظهري لها من المتحكم. اذهبي إلى مكان عملها وأخبري الجميع وتسبّبي في فضيحة وقولي إنها عشيقة زوجك. أنتِ زوجته الشرعية وسيكون الجميع بالتأكيد في صفك وليس في صفها. اجعليها تبتعد وتتراجع". هل هذا هو الحق؟ (لا). أليست هذه الأقوال هي حالات الفهم المغلوط لدى غالبية الناس؟ (بلى). ويتحدث شخص آخر بطريقة متحفظة بعض الشيء، فيقول: "لقد كان معك طوال العمر، ألم تملّي منه بعد؟ إذا كان يريد أن يكون مع امرأة أخرى، فدعيه. وما دام يجلب المال للمنزل وأنتِ تحصلين على مأكلك وملبسك، أليس هذا كافيًا؟ يجب أن تكوني سعيدة، وعندها لن يكون معك ويزعجك دائمًا. ما دام يعود إلى المنزل ويعترف بأن هذا منزله، ألا يكفي هذا؟ ما الذي يغضبك؟ أنت في الواقع تستغلينه". يبدو هذا مريحًا، لكن هل هذا هو الحق؟ (لا). هل يمكن لشخص محترم أن يقول أيًا من هذه الأشياء؟ (لا). إذا لم يكن القصد منها إثارة الشقاق أو الحث على المواجهة، فالقصد منها تهدئة الأمور والتنازل بشكل بعيد عن المبادئ. هل ثمة كلمة هنا تعكس وجهة النظر التي ينبغي أن تكون لدى الزوجة في هذه المسألة؛ وجهة نظر صحيحة ومتوافقة مع الحق؟ (لا). ألا يقول معظم الناس مثل هذا الكلام؟ (بلى). ماذا يثبت هذا؟ (معظم الناس مشوشو الذهن والأفكار التي يأتون بها لا تساعد). معظم الناس مشوشو الذهن، ولا يسعون إلى الحق، ولا يفهمون الحق. على أي حال، هم لا يفهمون ما الحق، ولا يفهمون ما متطلبات الله من الإنسان. لنكون أكثر تحديدًا، فيما يتعلق بالزواج، الناس ببساطة لا يفهمون كيف ينبغي لهم – في ضوء كلام الله عن الزواج وتعريفه – أن يعالجوا المشكلات التي تنشأ في الزواج بطريقة تتفق مع مقاصد الله، وألا يتصرفوا بتهور.
أيًا كانت المشكلة التي تواجهك، سواء كبيرة أو صغيرة، يجب عليك أن تتعامل معها دائمًا آخذًا كلام الله كأساس لك، والحق كمعيار لك. إذًا، ما الأساس في كلام الله بخصوص هذه المشكلات التي تظهر في الزواج؟ ما معيار الحق؟ زوجك ليس مخلصًا لزواجكما، وهذه مشكلته. على الرغم من ذلك، لا يمكن أن تسمحي لمشكلته أن تؤثر على اتخاذك للموقف الصحيح وإحساسك بالمسؤولية تجاه الزواج. هو المذنب، لكن لا يمكنك أن تسمحي لذنوبه أن تؤثر في الموقف الذي يجب أن تتخذيه تجاه الزواج. أنتِ تعتقدين أنه هو غايتك، لكن هذا ما تعتقدينه فحسب، والأمر في الحقيقة ليس كذلك، كما أن الله لم يتطلب أو يعيّن أن يكون الأمر كذلك. كل ما في الأمر أنك تصرين على الاعتقاد بأنه غايتك، وتوأم روحك، وذلك بدافع من المودة وبدافع من الرغبة البشرية، وبعبارة أكثر تحديدًا، بدافع من التهور البشري. من الخطأ أن تصري على أن تعتقدي هذا. أيًا يكن ما كنتِ تعتقدينه من قبل، يجب عليكِ الآن على أي حال تغيير المسار ومعرفة ما هي الأفكار والمواقف الصحيحة التي يطلب الله من الناس أن يتحلوا بها. كيف يجب عليك التعامل مع الأمر عندما يكون زوجك غير مخلص؟ لا ينبغي أن تتشاجري وتثيري المتاعب، ولا ينبغي أن تثيري فضيحة وتتدحرجي على الأرض. يجب أن تفهمي أنَّ السماء لا تنهار عندما يحدث ذلك، ولا حلمك بشأن غايتك يتحطم، وهو لا يعني بالطبع أن زواجك يجب أن ينتهي وأن تنفصلا، ولا يعني بالتأكيد أن زواجك قد فشل أو أنه وصل إلى نهاية الطريق. كل ما في الأمر أنه لأن كل إنسان لديه شخصيات فاسدة، ولأن الناس يتأثرون بالاتجاهات الشريرة والممارسات الشائعة في العالم وليس لديهم مناعة ليحموا أنفسهم من الاتجاهات الشريرة، فإن الناس لا يستطيعون تجنب الوقوع في الأخطاء والخيانة والانحراف في زواجهم وخذلان شريك حياتهم. إذا نظرتم إلى هذه المشكلة من هذا المنظور، فهي ليست مشكلة كبيرة. فجميع الأسر من المتزوجين تتأثر بالبيئة العامة في العالم وبالاتجاهات الشريرة والممارسات الشائعة في المجتمع. أيضًا، من منظور الفرد، فالناس لديهم رغبات جنسية، وإضافةً إلى ذلك يتأثرون بظواهر مثل العلاقات الغرامية بين الرجال والنساء في الأفلام والمسلسلات التلفزيونية واتجاه الإباحية في المجتمع. من الصعب على الناس الالتزام بالمبادئ التي ينبغي عليهم التمسك بها. وبعبارة أخرى، من الصعب على الناس أن يحافظوا على خط أساس أخلاقي. من السهل كسر حدود الرغبة الجنسية؛ الرغبة الجنسية في حد ذاتها ليست فاسدة، لكن لأن الناس لديهم شخصيات فاسدة، إضافة إلى حقيقة أن الناس يعيشون في هذا النوع من البيئة العامة، فإنهم يرتكبون الأخطاء بسهولة فيما يتعلق بالعلاقات بين الذكور والإناث، وهذا شيء يجب أن تفهموه بوضوح. لا يمكن لأي شخص ذي شخصية فاسدة أن يصمد أمام الإغراء أو الغواية في هذا النوع من البيئة العامة. يمكن للرغبة الجنسية البشرية أن تفيض في أي وقت وفي أي مكان، وسينخرط الناس في الخيانة الزوجية في أي وقت وفي أي مكان. هذا ليس بسبب مشكلة في الرغبة الجنسية في حد ذاتها، لكن بسبب وجود مشكلة في الناس أنفسهم، فالناس يستغلون رغباتهم الجنسية للقيام بأشياء تجعلهم يفقدون أخلاقهم وقيمهم ونزاهتهم، مثل الانخراط في الخيانة الزوجية وإقامة العلاقات الغرامية واتخاذ العشيقات وما إلى ذلك. لذا، بصفتك شخصًا مؤمنًا بالله، إذا كنت تستطيعين أن تنظري إلى هذه الأمور بشكل صحيح، فعليك أن تتعاملي معها بعقلانية. أنت إنسانة فاسدة، وهو إنسان فاسد أيضًا، ولذلك لا يجب أن تطالبيه بأن يكون مثلك ويبقى مخلصًا لمجرد أنك قادرة على البقاء مخلصة لزواجك، مطالبةً إياه بألا يكون خائنًا أبدًا. عندما يحدث شيء من هذا القبيل، يجب عليك أن تواجهي الأمر بالطريقة الصحيحة. لماذا؟ كل شخص لديه الفرصة لمواجهة مثل هذه البيئة أو هذه الغواية. يمكنك أن تراقبي زوجك كصقر لكن هذا لن يهم، وكلما راقبته عن كثب، حدث ذلك بشكل أسرع، ذلك لأن كل شخص لديه شخصيات فاسدة، وكل شخص يعيش في هذه البيئة العامة لمجتمع شرير، وقليلون جدًا ليسوا فاسقين، ولا يحول بينهم وبين أن يكونوا كذلك إلا وضعهم أو ظروفهم. ليس ثمة أشياء كثيرة يتفوق فيها الإنسان على البهائم. على أقل تقدير، يتفاعل البهيم بشكل طبيعي مع غرائزه الجنسية، لكن ليس هذا هو الحال مع البشر. يمكن للبشر الانخراط بوعي في العلاقات الماجنة والعلاقات المحرمة؛ وحدهم البشر هم الذين يمكنهم الانخراط في العلاقات الماجنة. لذلك، في البيئة العامة لهذا المجتمع الشرير، جميع الناس تقريبًا، وليس فقط أولئك الذين لا يؤمنون بالله، قادرون على فعل مثل هذه الأشياء. هذه حقيقة لا جدال فيها، ولا يمكن للمرء أن يهرب من هذه المشكلة. إذًا، بما أن هذا النوع من الأمور يمكن أن يحدث مع أي شخص، فلماذا لا تسمحين بحدوثه مع زوجك؟ هذا في الواقع شيء من الطبيعي جدًا أن يحدث. فقط لأنك مشتبكة عاطفيًا معه، عندما ينبذك ويتخلى عنك لا تستطيعين التغلب على ذلك ولا تستطيعين تحمله. إذا حدث شيء من هذا القبيل لشخص آخر، كنتِ ستبتسمين ابتسامة ساخرة وتفكرين: "هذا أمر طبيعي. أليس الجميع هكذا في المجتمع؟" ماذا تقول تلك المقولة؟ شيء عن "الانخراط في علاقات متعددة؟ (يريدون أن يبقوا باب المنزل مغلقًا وأن ينخرطوا في الوقت نفسه في علاقات متعددة بالخارج). هذه كلها كلمات وأشياء مشهورة من اتجاهات العالم الشرير. هذا شيء يستحق الثناء بالنسبة إلى الرجل. إذا لم يكن الرجل قادرًا على إبقاء باب منزله مغلقًا ولم يكن قادرًا على الانخراط في علاقات متعددة بالخارج، فهذا يدل على أن الرجل يفتقر إلى القدرة وسيسخر الناس منه. لذلك عندما يحدث مثل هذا الأمر للمرأة، يمكن أن تثير ضجة وتتدحرج على الأرض وتنفِّس عن تهورها وتبكي وتثير المتاعب وألا تأكل لأنَّ هذا قد حدث، وترغب في طلب الموت وأن تشنق نفسها وتنتحر. بعض النساء يغضبن لدرجة أنهن يفقدن عقولهن. وهذا يرتبط بشكل غير محسوس بموقفها من الزواج، وبالطبع يرتبط هذا أيضًا بشكل مباشر بفكرتها أن "زوجها هو غايتها". تعتقد المرأة أن زوجها إذ يفسخ زواجهما، فإنه قد دمر الثقة والرغبة الرائعة لغاية حياتها، لأن زوجها هو أول من أفسد توازن زواجهما، وأول من كسر القواعد، لأنه هجرها وانتهك عهود الزواج، وحوّل حلمها الجميل إلى كابوس، فإنَّ هذا يجعلها تعبر عن نفسها بهذه الطرق، وتنخرط في هذه السلوكيات المتطرفة. إذا قبل الناس الفهم الصحيح للزواج من الله، فسوف يتصرفون بدرجة أكبر من العقلانية إلى حد ما. عندما يحدث للناس الطبيعيين هذا النوع من الأشياء، فإنهم سيشعرون بالألم، وسيبكون، وسيعانون. لكنهم عندما يهدؤون ويفكرون في كلام الله، ويفكرون في البيئة العامة في المجتمع، ثم يفكرون في الوضع الفعلي، وأن كل شخص لديه شخصيات فاسدة، فإنهم سيتعاملون مع الأمر بعقلانية وبشكل صحيح، وسيدعون الأمر يمضي بدلًا من التشبث به مثل كلب يتشبث بعظمة. ما الذي أعنيه بـ "يدعون الأمر يمضي"؟ أعني أنه بما أن زوجك قد فعل هذا الشيء ولم يكن مخلصًا لزواجكما، فيجب أن تتقبلي هذه الحقيقة وتجلسي معه وتتحدثا معًا وتسأليه: "ما هي خططك؟ ماذا سنفعل الآن؟ هل نستمر في الإبقاء على زواجنا أم ننهي زواجنا ونختار العيش منفصلين؟" فقط اجلسا وتحدثا؛ لا داعي للشجار أو إثارة المتاعب. إذا أصر زوجك على إنهاء الزواج، فهذا ليس بالأمر المهم. غالبًا ما يقول غير المؤمنين: "ثمة الكثير من الأسماك في البحر"، و"الرجال مثل الحافلات؛ دائمًا ما ستكون ثمة حافلة أخرى ستأتي قريبًا"، وما هو القول الآخر؟ "لا تتخلى عن الغابة بأكملها من أجل شجرة واحدة". وليست هذه الشجرة قبيحة فحسب، بل هي أيضًا عفنة من الداخل. هل هذه الأقوال صحيحة؟ هذه أشياء يستخدمها غير المؤمنين ليريحوا أنفسهم، ولكن هل لها علاقة بالحق؟ (كلا). إذًا كيف يجب أن يكون التفكير والرأي الصحيحين؟ عندما تواجهين مثل هذا الحدث، أولًا وقبل كل شيء يجب ألا تتهوري، ويجب أن تحتوي غضبك وتقولين: "دعنا نهدأ ونتحدث. ما الذي تخطط لفعله؟" فيقول: "أخطط لمواصلة المحاولة معك". فتقولين: "إذا كان الأمر كذلك، فلنستمر في المحاولة. لا تقم المزيد من العلاقات الغرامية، وأدِ مسؤولياتك كزوج، ويمكننا أن نضع هذا الأمر وراءنا. إذا لم تستطع فعل ذلك، فسننفصل ويذهب كل منا إلى حال سبيله. ربما عيَّن الله أن ينتهي زواجنا هنا. إذا كان الأمر كذلك، فأنا على استعداد للخضوع لترتيباته. يمكنك اتباع الطريق الواسع، وأنا سأتبع طريق الإيمان بالله، ولن يؤثر أحدنا على الآخر. لن أتدخل في أمورك، ولا ينبغي لك أن تقيدني. قَدَري ليس متوقفًا عليك، وأنت لست غايتي. الله يقرر قَدَري وغايتي. يجب أن أسأل الله أي محطة أصل إليها في هذه الحياة ستكون محطتي الأخيرة، وستكون وصولي إلى غايتي؛ فهو يعلم، وهو له السيادة، وأود أن أخضع لتنظيماته وترتيباته. على أي حال، إذا لم ترغب في مواصلة هذا الزواج معي، فسنفترق في سلام. على الرغم من أنني لا أملك مهارة معينة وهذه الأسرة تعتمد عليك ماليًا، لا يزال بإمكاني الاستمرار في الحياة بدونك، وسأعيش حياة جيدة. لن يدع الله عصفورًا يموت جوعًا، فما أكثر ما سيفعله من أجلي، أنا الإنسان الحي. لديّ يدان وقدمان وأستطيع أن أعتني بنفسي. لا داعي لأن تقلق. إذا كان الله قد عيَّن لي أن أعيش وحيدة لبقية حياتي دون وجودك إلى جانبي، فأنا على استعداد للخضوع لذلك، وأنا على استعداد لقبول هذه الحقيقة دون تذمر". أليس هذا شيء من الجيد القيام به؟ (بلى، هو كذلك). إنه رائع، أليس كذلك؟ ليس هناك داعي للجدال والشجار، فضلًا عن إثارة متاعب لا نهاية لها حول هذا الموضوع مما يؤدي إلى أن يعرف به الجميع في النهاية؛ لا داعي لأي من ذلك. فالزواج ليس من شأن أحد غيرك أنتِ وزوجك. إذا نشب خلاف في الزواج، فعليكما علاجه وتحمّل العواقب. وكشخص مؤمن بالله، يجب عليك الخضوع لتنظيمات الله وترتيباته بغض النظر عن العاقبة. وبالطبع، عندما يتعلق الأمر بالزواج، مهما كانت التصدعات التي تظهر أو العواقب التي تلوح، سواء استمر الزواج أم لم يستمر، سواء بدأت حياة جديدة في زواجك أو انتهى زواجك في ذلك التو واللحظة، فإن زواجك ليس غايتك، ولا زوجك بغايتك. لقد عيَّن الله له أن يظهر في حياتك ووجودك ليلعب دورًا يرافقك فيه في طريقك في الحياة. إذا استطاع مرافقتك حتى نهاية الطريق والوصول معك إلى آخره، فلا شيء أفضل من ذلك، وعليك أن تشكري الله على نعمته. إذا كانت ثمة مشكلة خلال الزواج، سواء ظهرت تصدعات أو حدث شيء لا يعجبك، وانتهى زواجك في نهاية الأمر، فهذا لا يعني أنه لم تعد لك وجهة، أو أن حياتك الآن قد أُلقيَ بها في الظلام، أو أنه لا يوجد نور، وليس لك مستقبل. قد تكون نهاية زواجك هي بداية لحياة أكثر روعة. هذا كله بيد الله، وهو الذي ينظمه ويرتبه. قد يكون انتهاء زواجك هو ما يمنحك استيعابًا أعمق وتقديرًا أعمق للزواج، وفهمًا أعمق. وبالطبع، يمكن أن تكون نهاية زواجك نقطة تحول مهمة في أهداف حياتك واتجاهها وفي الطريق الذي تسلكينه. لن تكون ذكرياتك ذكريات كئيبة، فضلًا عن أن تكون ذكريات مؤلمة، ولن تكون كلها تجارب ونتائج سلبية، بل إنَّ هذا سيجلب لك اختبارات إيجابية وفعّالة لم تكوني لتحظي بها لو كنت ما تزالين متزوجة. لو استمر زواجك، لربما كنت ستعيشين دائمًا هذه الحياة العادية والمتواضعة والمملة حتى نهاية أيامك. لكن إذا انتهى زواجكما وانفصلتما، فليس هذا بالضرورة أمرًا سيئًا. لقد كنتِ مقيدة في السابق بسعادة زواجك ومسؤولياته، وكذلك بمشاعرك أو طريقة عيشك المتمثلة في اهتمامك بزوجك ورعايتك له ومراعاتك له وقلقك عليه. لكن بدءًا من اليوم الذي ينتهي فيه زواجك، فإن كل ظروف حياتك، وأهدافك في الحياة ومساعيك في الحياة تمر بتغيير شامل وكامل، ويجب القول إن هذا التغيير قد أحدثه انتهاء زواجك. قد تكون هذه النتيجة والتغيير والانتقال هو ما يقصد الله لك أن تربحيه من الزواج الذي عينه لك، وهو ما يقصد الله لك أن تربحيه من خلال قيادتك لإنهاء زواجك. على الرغم من أنكِ قد تأذيتِ وسلكتِ طريقًا عويصًا، وعلى الرغم من أنكِ قد قدمتِ بعض التضحيات والتنازلات غير الضرورية في إطار الزواج، فإن ما تحصلين عليه في النهاية لا يمكن الحصول عليه في الحياة الزوجية. لذلك، مهما كانت الحالة، من الصحيح أن تتخلى عن الفكرة والرأي المتمثلين في أن "الزواج هو غايتك". فسواء كان زواجك مستمرًا أو يواجه أزمة، أو كان زواجك يواجه انفصالًا أو انتهى بالفعل، أيًا كان الوضع، فإن الزواج في حد ذاته ليس غايتك. هذا أمر يجب أن يفهمه الناس.
يجب ألا يتبنى الناس الفكرة والرأي القائلين بأن "الزواج هو غاية الإنسان"؛ هذه الفكرة وهذا الرأي يشكلان تهديدًا كبيرًا على حريتك وحقك في اختيار طريقك في الحياة. ماذا أعني بكلمة "تهديد"؟ لماذا أستخدم هذه الكلمة؟ أعني أنك متى اتخذت أي خيار، أو متى قلت أي شيء أو تقبلت أي رأي، إذا كان هذا يتعلق بسعادتك الزوجية أو سلامة زواجك، أو يتعلق حتى بفكرة أنَّ شريكك هو غايتك وسندك النهائي، فإنك ستكون مقيد اليدين والقدمين، بل إنك ستكون حذرًا وحريصًا للغاية. وبهذه الطريقة، فإن إرادتك الحرة وحقك في اختيار طريقك في الحياة وكذلك حقك في السعي إلى الأشياء الإيجابية والسعي وراء الحق، ستكون – على نحو غير محسوس – مقيدة كلها، بل إن هذه الفكرة وهذا الرأي سيجردانك منها، ومن ثمَّ فإن وتيرة قدومك أمام الله ستتضاءل تدريجيًا. إلام يشير تضاؤل تواتر قدومك أمام الله؟ ستتقلص آمالك في نوال الخلاص تدريجيًا وستصبح ظروف حياتك بائسة ومثيرة للشفقة ومظلمة ودنيئة. لماذا؟ لأنك قد علَّقت كل آمالك وتوقعاتك وأهداف حياتك واتجاهها على الشريك الذي دخلت في الزواج معه، وتعتبره كل شيء في حياتك. إنه على وجه التحديد لأنك تعتبر شريكك هو كل شيء في حياتك، فهو يجردك من كل حقوقك، ويربك رؤيتك ويعرقلها، ويجردك من نزاهتك وكرامتك، ومن تفكيرك الطبيعي وعقلانيتك، ويحرمك من حق الإيمان بالله واتباع الطريق الصحيح في الحياة، ومن حقك في تأسيس النظرة الصحيحة، ومن حقك في السعي إلى الخلاص. وفي الوقت نفسه، فإن حقوقك هذه كلها يحكمها شريك حياتك ويسيطر عليها، ولهذا أقول إن مثل هؤلاء الناس يعيشون حياة تستحق الشفقة ودنيئة ووضيعة. في اللحظة التي يشعر فيها شريك حياة شخص ما بهذه التعاسة بشأن شيء ما أو بعدم الارتياح بطريقة ما، إلى درجة أن يقول إن قلبه غير مطمئن، فإنه يشعر بالخوف الشديد لدرجة أنه لا يستطيع أن يأكل أو ينام لأيام، بل إنه يأتي إلى الله ليصلي باكيًا بفيض من الدموع – لم يشعر قط بهذا القدر من الانزعاج والقلق بشأن أي شيء في حياته من قبل، وهو قلق حقًا – في اللحظة التي يحدث فيها شيء كهذا، يبدو الأمر كما لو كان على وشك الموت. لماذا؟ إنه يعتقد أن السماء على وشك الانهيار، وأن دعامته الرئيسية ستُسحب من تحته، وهذا يعني أنَّه سينتهي هو أيضًا. إنه لا يؤمن بأن حياة الإنسان وموته بيد الخالق، ويخاف بشدة من أن يأخذ الله زوجه منه، ويجعله يفقد شريك حياته، ويفقد سنده، ويفقد سماءه، ويفقد نفسه؛ هذا أسلوب متمرد للغاية. أعطاك الله زواجًا، وبمجرد أن تحصل على دعمك وشريكك، تنسى كل شيء عن الله، ولا تعود تريده. لقد أصبح شريك حياتك هو إلهك، وربك، وسندك. هذه خيانة وهي أكثر عمل تمرد يمكن أن يقترفه المرء ضد الله. توجد حتى بعض النساء اللاتي عندما يغضب أزواجهن أو يمرضون قليلًا يخفن لدرجة أنهن لا يحضرن الاجتماعات لأيام عديدة. إنهن لا يخبرن أحدًا، ولا يسلمن واجبهن إلى شخص آخر ليقوم به، بل يختفين وكأنهن تبخرن فحسب. حياة الزوج أو مماته هو أكثر ما يشغلهن، وأكثر ما يهتممن به في الحياة، ولا شيء يمكن أن يكون أكثر أهمية من هذا؛ إنه بالنسبة إليهن أهم من الله وإرسالية الله وواجبهن. مثل هؤلاء الناس يفقدون هويتهم وقيمتهم ومعناهم الذي يجب أن يكون لهم ككائنات مخلوقة أمام الله، والله يمقتهم. لم يعطك الله حياة مستقرة وشريكًا إلا لكي تعيش حياة أفضل ويكون لك من يعتني بك، ويكون لك شخصًا يؤازرك، لا لكي تنسى الله وتنسى كلامه أو تنبذ التزامك بأداء واجبك وهدف حياتك في السعي إلى الخلاص بمجرد أن يكون لك شريك حياة، ثم تعيش من أجل شريك حياتك. إذا تصرفت فعلًا بهذه الطريقة، إذا عشت فعلًا بهذه الطريقة، فآمل أن تغير مسارك في أقرب وقت ممكن. مهما كانت أهمية شخص ما بالنسبة إليك، أو مدى أهميته في حياتك، أو معيشتك، أو مسار حياتك، فهو ليس غايتك لأنه مجرد إنسان فاسد. لقد رتب الله لك شريك حياتك الحالي، ويمكنك أن تعيش معه. إذا غيَّر الله مزاجه ورتَّب لك شخصًا آخر، فسيظل بإمكانك أن تعيش حياة بذات الجودة، وهكذا فإن زوجك الحالي ليس هو زوجك الأوحد، ولا هو غايتك. الله وحده هو المؤتمن على غايتك، والله وحده هو المؤتمن على غاية البشر. لا يزال بإمكانك البقاء على قيد الحياة والعيش إذا تركت والديك، وبالطبع لا يزال بإمكانك العيش بالجودة نفسها إذا تركت شريك حياتك. فوالداك ليسا غايتك، ولا شريكك غايتك. فقط لأن لديك شريكًا، شخصًا تأتمنه على روحك، ونفسك وجسدك، لا تنسى أهم الأشياء في الحياة. إذا نسيت الله، ونسيت ما ائتمنك عليه، ونسيت الواجب الذي يجب أن يؤديه الكائن المخلوق، ونسيت ما هي هويتك، فستكون قد فقدت كل ضمير وعقل. بغض النظر عما تكون عليه حياتك الآن، سواء كنت متزوجًا أم لا، فإن هويتك أمام الخالق لن تتغير أبدًا. لا يمكن لأحد أن يكون غايتك، ولا يمكنك أن تأتمن أي شخص على نفسك. الله وحده هو الذي يستطيع أن يمنحك غاية مناسبة، الله وحده هو الذي يؤتمن على بقاء البشر، وسيظل الأمر كذلك دائمًا. هل هذا واضح؟ (نعم).
سوف ننهي شركتنا حول الزواج هنا. إذا كنتم ترغبون في التعبير عن أفكاركم أو آرائكم أو التعبير عن مشاعركم، فأرجو أن تفعلوا ذلك الآن. (كانت لدي في السابق تلك الآراء والأفكار التي تقول إن الزواج هو غاية الإنسان. لو انخرط زوجي في علاقة غرامية، لشعرت باليأس وبأنني لا أستطيع الاستمرار في الحياة. سمعتُ من بعض الإخوة والأخوات أنهم مروا أيضًا باختبارات من هذا القبيل، وكان المرور بشيء من هذا القبيل مؤلمًا للغاية. لكن اليوم، بعد الاستماع إلى شركة الله، يمكنني أن أتخذ المنهج الصحيح في هذا الأمر. أولًا، ذكر الله أنه في هذا المجتمع الشرير، يمكن أن يُغوى الناس بأشخاص العالم الخارجي وأحداثه وأشيائه، ومن السهل جدًا أن يرتكبوا أخطاءً، لذلك يمكنني الآن أن أفهم هذا النوع من الأمور. ثانيًا، يجب علينا أيضًا أن نتخذ المنهج الصحيح تجاه أزواجنا. شريكنا في الزواج ليس غايتنا في الحياة. الله وحده هو غايتنا، وفقط من خلال الاتكال على الله يمكننا أن نستمر في الحياة حقًا. أشعر أن لديَّ الآن بعض الفهم الجديد لهذا الأمر). ممتاز. إن جميع الآراء والمواقف المتعلقة بالحق التي نعقد الشركة عنها يُقصَد بها تمكين الناس من التخلص من جميع أنواع الأفكار والآراء المحرَّفة وغير الصحيحة والسلبية؛ ومن ثم، تُقدم حولها شركة حتى يكون الناس – عندما يواجهون مثل هذا الأمر – محصَّنين بالأفكار والآراء الصحيحة، ويتمكنوا من أن يكون لديهم الطريق الصحيح للممارسة، حتى لا يعود الشيطان يضلهم ويضللهم ويسيطر عليهم؛ تُقدم حولها شركة حتى لا يقوم الناس بأشياء متطرفة، حتى يتمكنوا من قبول كل الأشياء من الله، ويخضعوا لترتيبات الله في كل شيء، ويكونوا كائنات مخلوقة حقيقية. هذه هي الطريقة الصحيحة التي يجب أن نكون عليها. حسنًا، لنتوقف هنا عن شركتنا اليوم. وداعًا!
4 فبراي2023
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.