كيفية السعي إلى الحق (11) الجزء الأول

إلى أين وصلنا في شركتنا في الاجتماع السابق؟ لقد قدمنا شركة حول موضوع "التخلي" فيما يتعلق بالزواج كجزء من "كيفية السعي إلى الحق". لقد قدمنا شركة حول موضوع الزواج عدة مرات، فما الذي قدمنا حوله شركة بشكل رئيسي في المرة السابقة؟ (لقد قدمنا شركة حول التخلي عن مختلف التخيلات بشأن الزواج وتصحيح بعض الأفكار وجوانب الفهم المحرَّفة الموجودة لدى المتزوجين بشأن الزواج، إضافةً إلى التعامل الصحيح مع الرغبة الجنسية. في النهاية، قدمنا شركة حول أن السعي إلى سعادة الزواج ليس إرساليتنا). لقد قدمنا شركة حول موضوع "التخلي عن مختلف التخيلات بشأن الزواج"، فكم فهمتم وكم يمكنكم أن تتذكروا؟ ألم نقدم شركة بالأساس حول مختلف الآراء والرغبات غير الواقعية وغير العملية والطفولية وغير العقلانية التي توجد لدى الناس تجاه الزواج؟ (بلى). الاستيعاب والفهم الصحيح للزواج واتخاذ النهج الصحيح تجاهه – هذا هو الموقف الذي يجب أن يتخذه الناس تجاه الزواج. لا ينبغي أن يؤخذ الزواج على أنه لعبة، ولا ينبغي أن يؤخذ على أنه شيء لإشباع كل خيالات المرء ومساعيه غير الواقعية. ما الذي تتضمنه مختلف التخيلات بشأن الزواج؟ ثمة علاقة معينة بين هذه التخيلات والمواقف المختلفة التي يتخذها الناس تجاه الحياة، والأهم من ذلك أنها ترتبط بمختلف الأقوال والتفسيرات والمواقف التي يتلقاها الناس من العالم والمجتمع حول الزواج. هذه الأقوال والتفسيرات والمواقف هي عدد لا يحصى من الأقوال والآراء غير الواقعية والكاذبة المستمدة من المجتمع وجميع شعوب البشرية. لماذا يحتاج الناس إلى التخلي عن هذه الأشياء؟ لأن هذه الأشياء تأتي من البشرية الفاسدة، لأنها كلها أنواع من الآراء والمواقف عن الزواج التي نشأت من العالم الشرير، وهذه الآراء والمواقف تنحرف تمامًا عن التعريف والمفهوم الصحيح للزواج الذي عينه الله للبشرية. إنَّ مفهوم الزواج وتعريفه اللذان عينهما الله للبشرية يركزان بدرجة أكبر على مسؤوليات الإنسان والتزاماته، وكذلك على الإنسانية والضمير والعقل التي يجب أن يجسدها الناس في الحياة. إن تعريف الله للزواج يحث الناس بشكل أساسي على كيفية الاضطلاع بمسؤولياتهم بشكل صحيح في إطار الزواج. إذا كنت غير متزوج ولست منخرطًا في تتميم مسؤوليات الزواج، فلا يزال ينبغي أن يكون لديك الفهم الصحيح لتعريف الله للزواج؛ هذا جانب. ثمة جانب آخر هو أن الله يحث الناس على الاستعداد لتحمل المسؤوليات التي يجب أن يضطلعوا بها في إطار الزواج. الزواج ليس لعبة تمارسها، أو مثل لعبة "المنزل" للأطفال. أول ما يجب أن يعرفه المرء في ذهنه، وأن يكون لديه مفهوم له، هو أن الزواج هو علامة على المسؤولية. والأهم من ذلك هو أن يُعِدَّ المرء نفسه أو يهيئها للمسؤوليات التي يجب أن يتممها المرء في إنسانيته الطبيعية. وما الذي تركز عليه بدرجة أكبر المفاهيم والأفهام والأقوال التي تأتي من الشيطان ومن العالم الشرير بشأن الزواج؟ إنها تركز أكثر على اللعب بالعواطف والرغبات الجنسية، وإشباع الرغبات الجسدية، وإشباع الفضول الجسدي تجاه الجنس الآخر، وإضافةً إلى ذلك، تركز بالطبع على إرضاء الغرور البشري. إنها لا تذكر أبدًا المسؤولية أو الإنسانية، وهي لا تذكر بالتأكيد الكيفية التي ينبغي بها على الطرفين المنخرطين في الزواج الذي عينه الله – وهما الذكر والأنثى – أن يتحملا مسؤولياتهما ويتمما التزاماتهما ويقوما بكل ما يجب أن يقوم به الذكر والأنثى بشكل جيد، في إطار الزواج. إنَّ مختلف التفسيرات والأقوال والمواقف التي يلقنها العالم للناس بشأن الزواج تركز على إشباع العاطفة والرغبة الإنسانية، واستكشاف العاطفة والرغبة، والسعي وراء العاطفة والرغبة. ولهذا، إذا قبلت هذه الأقوال أو المفاهيم أو المواقف المختلفة بشأن الزواج التي تأتي من المجتمع، فلن تتمكن من تجنب التأثر بهذه الأفكار الشريرة. بعبارة أكثر تحديدًا، لن تتمكن من تجنب أن تفسدك هذه الآراء التي تأتي من العالم بشأن الزواج. حالما تفسدك هذه الأفكار والآراء وتتأثر بها، لن تكون قادرًا على تجنب أن تسيطر هذه الأفكار عليك، وفي الوقت نفسه، ستقبل أيضًا أن تخدعك هذه الآراء وتتلاعب بك، تمامًا مثلما يحدث مع غير المؤمنين. حالما يقبل غير المؤمنين هذه الأفكار والآراء حول الزواج، يتحدثون عن الحب وعن إشباع رغباتهم الجنسية. وبالمثل، حالما تقبل هذه الأفكار والآراء دون تحفظ، ستتحدث أنت أيضًا عن الحب وعن إشباع رغباتك الجنسية. هذا أمر لا مفر منه ولا يمكنك الهرب منه. بينما لا يكون لديك التعريف الصحيح للزواج، ولا الاستيعاب والموقف الصحيحين تجاه الزواج، فإنك ستتقبل بطبيعة الحال جميع مختلف الآراء والأقوال التي تأتي من العالم ومن المجتمع ومن البشر بشأن الزواج. وما دمت تسمعها، وما دمت تراها، وما دمت تعرفها، وما دمت لا تملك حصانة لمحاربة هذه الأفكار، فإنك ستتأثر دون أن تدري بهذا النوع من المناخ الاجتماعي، وستقبل هذه الآراء والأقوال عن الزواج دون أن تدري. وعندما تتقبل هذه الأشياء في داخلك، فلن تستطيع بعد ذلك تجنب تأثير هذه الأفكار والآراء على موقفك من الزواج. لأنك لا تعيش في فراغ، فأنت عرضة لأن تتأثر بمختلف الأقوال التي تأتي من العالم والمجتمع والبشرية بشأن الزواج، بل إنك عرضة لتحكمها فيك. وبمجرد أن تتحكم فيك، ستجد صعوبة بالغة في التحرر منها، ولن يسعك سوى أن يكون لديك تخيلات بشأن ما ينبغي أن يكون عليه زواجك.

قدمنا شركة في المرة الماضية حول مختلف التخيلات بشأن الزواج، وهذه التخيلات تنبع من المفاهيم والآراء الخاطئة المتعددة الموجودة لدى البشر الأشرار بشأن الزواج. هذه المفاهيم والآراء، سواء كانت خاصة أو عامة، كلها أمور ينبغي للساعي إلى الحق أن يتخلى عنها. أولاً، يجب أن يتخلى عن جميع مختلف التعريفات والمفاهيم الخاطئة للزواج؛ وثانيًا، يجب أن يختار شريك الحياة اختيارًا صحيحًا؛ وثالثًا، يجب على المتزوجين بالفعل أن يسلكوا النهج الصحيح تجاه زواجهم. تشير كلمة "صحيح" هنا إلى الموقف والمسؤولية اللذين يجب أن يتحلى بهما الناس تجاه الزواج، واللذين أوصاهم الله وأمرهم بهما. يجب أن يفهم الناس أن الزواج ليس رمزًا للحب وأن الدخول في الزواج ليس دخول قصر الزواج، ولا دخول قبر، ولا هو بالتأكيد فستان زفاف، ولا خاتم ماسي، ولا كنيسة، ولا الحديث بنذور حب أبدي، ولا عشاء على ضوء الشموع، ولا رومانسية، ولا عالم من شخصين – لا شيء من هذه الأشياء يرمز إلى الزواج. لذا، عندما نتحدث عن الزواج، فإن أول شيء يجب أن تفعله هو إزالة التخيلات التي غُرست في قلبك بشأن الزواج إضافةً إلى الأشياء الرمزية التي تنشأ من تخيلاتك بشأن الزواج. من خلال تقديم شركة حول التفسير الصحيح للزواج وتشريح مختلف الأفكار المحرَّفة التي تأتي من عالم الشيطان الشرير بشأن الزواج، ألا تتوصلون إلى فهم أدق لتعريف الزواج؟ (نتوصل). وبالنسبة إلى أولئك الذين لم يتزوجوا، ألا يجعلكم قول هذه الأشياء تشعرون بثبات أكبر إلى حدٍ ما تجاه مسألة الزواج؟ وألا يساعدكم ذلك على النمو في البصيرة؟ (بلى). في أي جانب تنمو بصيرتكم؟ (كانت تخيلاتي السابقة عن الزواج تتضمن مجرد أشياء غامضة مثل الزهور والخواتم الماسية وفساتين الزفاف وقول نذور الحب الأبدي. والآن، بعد أن استمعتُ إلى الله يقدم شركة، أفهم أن الزواج في الواقع معيَّن من الله، وأنه عبارة عن شخصين معًا قادرين على أن يراعي كل منهما الآخر، وأن يعتني كل منهما بالآخر، وأن يتحمل كل منهما مسؤولية الآخر. إنه شعور بالمسؤولية، وهذه النظرة إلى الزواج أكثر عملية ولا تتضمن هذه الأشياء الغامضة). لقد نمت بصيرتكم، أليس كذلك؟ بشكل عام، لقد نمت بصيرتكم. ومن حيث التفاصيل المحددة، هل حدث تغير طفيف في معايير الأشياء التي أعجبتم وافتتنتم بها في السابق؟ (لقد حدث ذلك، نعم). كنتم تتحدثون دائمًا عن رغبتكم في العثور على رجل طويل القامة وغني ووسيم، أو امرأة بيضاء وغنية وجميلة؛ ما الذي تركزون عليه الآن؟ على أقل تقدير، تركزون على إنسانية الشخص، وعلى ما إذا كان الشخص يمكن الاعتماد عليه ولديه حس المسؤولية. أخبروني، إذا اختار شخص ما شريكًا وفقًا لهذا الاتجاه، وهذا الهدف، وهذه الطريقة، هل الأكثر ترجيحًا أن يكون زواجهما سعيدًا أم أن يكون تعيسًا ويقع الطلاق؟ (الأكثر ترجيحًا أن يكون سعيدًا). من المرجح بدرجة أكبر إلى حد ما أنهما سيكونان سعيدين. لماذا لا نقول إن سعادة هذا النوع من الزواج مضمونة مائة بالمائة؟ كم سببًا لذلك؟ على أقل تقدير، أحد الأسباب هو أن الناس يمكن أن يخطئوا ولا يروا الشخص بوضوح قبل الزواج به. والسبب الآخر هو أنه قبل أن يتزوجا قد يكون لدى الشخص تصورات رائعة عن الزواج، إذ يفكر: "طباعنا متوافقة ولدينا طريقة التفكير نفسها ونتبع الطريق نفسه، كما أنه قطع لي وعدًا بأنه على استعداد لتحمل المسؤولية وتتميم التزاماته تجاهي بعد أن نتزوج، وأنه لن يخذلني أبدًا". ولكن بعد الزواج، لا تسير كل الأمور في الحياة الزوجية كما يتمنيان، ولا تسير كل الأمور بسلاسة. إضافةً إلى ذلك، بعض الناس يحبون الحق ويحبون الأشياء الإيجابية، في حين أن بعض الناس قد تبدو إنسانيتهم غير سيئة أو شريرة، ولكن ليس لديهم محبة للأشياء الإيجابية ولا يسعون إلى الحق. وعندما يتزوجان ويعيشان معًا، فإن ذلك الشعور الضئيل بالمسؤولية أو الالتزام الذي لديه في إنسانيته يتلاشى تدريجيًا، ويتغير مع مرور الوقت، ويظهر على حقيقته. أخبريني، إذا كان أحد الزوجين يسعى إلى الحق والآخر لا يسعى إليه، إذا كنتِ تسعين من جانبك إلى الحق وهو لا يقبل الحق على الإطلاق، إلى متى ستستطيعين أن تتحمليه؟ (ليس طويلًا). يمكنكِ أن تتحملي بعض العادات الحياتية أو بعض العيوب أو النقائص البسيطة في إنسانيته على مضض وأن تقبليها، لكن مع مرور الوقت لن يكون بينكما لغة مشتركة أو سعي مشترك. إنه لا يسعى إلى الحق، ولا يحب الأشياء الإيجابية، ويحب دائمًا الأشياء التي تنتمي إلى الاتجاهات الشريرة في العالم. يقل حديثكما تدريجيًا على نحو متزايد وتتباعد طموحات كل منكما، وسرعان ما تتلاشى رغبته في تتميم مسؤولياته. هل هذا النوع من الزواج سعيد؟ (لا). ماذا يجب عليكما أن تفعلا إذا لم تكونا سعيدين؟ (إذا لم يستطع شخصان أن يستمرا معًا فعليهما أن ينفصلا في أقرب فرصة). صحيح. كم من الوقت يمر منذ بداية وجود هذه الفكرة إلى أن ينفصلا؟ في البداية، يتوافق الشخصان معًا بشكل جيد، وبعد توافقهما معًا بشكل جيد لفترة من الوقت، يبدآن في التصادم. بعد أن يتصادما، يتصالحان، وبمجرد أن يتصالحا، ترى المرأة أن الرجل لم يتغير، فتتحمل، وبعد فترة من تحملها لهذا، يبدآن في الشجار مرة أخرى. بعد أن يصل هذا الخلاف إلى ذروته، تهدأ الأمور مرة أخرى، وتفكر: "لسنا مناسبين، وليس هذا ما كنت أتخيله في البداية. العيش معًا مؤلم. هل ينبغي أن نتطلق؟ لكن كان من الصعب علينا أن نصل إلى هذه المرحلة وكنا قد انفصلنا وعدنا إلى بعضنا بعضًا مرات عديدة. لا يجب أن أطلقه بهذه السهولة. يجب أن أتحمل فحسب، فعيش المرء بمفرده لا يكون أبدًا بجودة عيش اثنين معًا". لذا تتحمل لمدة عام أو عامين، وكلما نظرت إليه زاد شعورها بعدم الرضا، وكلما طالت المدة زاد إحباطها. فالعيش معًا لا يجعلها سعيدة، ويقل تفاهمهما في الحديث معًا. وترى أخطاءه تتزايد أكثر فأكثر، وبدرجة متزايدة، يقل شعورها برغبتها في تحمله وتقبله. وبعد مرور خمس سنوات أو ست، لا يعود بإمكانها التحمل أكثر من ذلك، وتنفجر غضبًا وتريد الانفصال عنه تمامًا. قبل أن تقرر الانفصال الكامل، عليها أن تفكر في الأمر برمته من البداية إلى النهاية، وعليها أن تفكر بشكل واضح وشامل بشأن الطريقة التي ستعيش بها بعد الطلاق. وبعد أن تفكر في الأمر مليًا، لا تستطيع أن تستجمع عزيمتها، ولكن بعد أن تفكر في الأمر عدة مرات أخرى، تقرر كرهًا أن تترك زوجها قائلة: "سأطلقه. فعيش حياة هادئة بمفردي أفضل من هذا". إنهما يتجادلان دائمًا ولا يستطيعان التوافق معًا. ما كانت قادرة على تحمله أصبح الآن لا يُطاق، فرؤيتها له تشعرها بالانزعاج، وسماعها لحديثه يغضبها، وحتى سماع صوته ورؤية مظهره وملابسه والأشياء التي استخدمها، كل ذلك يثير اشمئزازها ويجعلها تشعر بالغثيان. لقد وصل الأمر إلى حد لا يطاق حيث أصبحا غريبين عن أحدهما الآخر وأصبح عليها أن تطلقه. ما الذي دفعها إلى ضرورة الطلاق منه؟ كان عيشهما معًا مؤلمًا جدًا، وعيشها بمفردها أفضل. عندما تصل الأمور إلى هذه النقطة، لن تظل مرتبطة به. لم تعد هناك أي مشاعر، لقد فكرت في الأمر وفهمت: من الأفضل أن تعيش بمفردها، تمامًا كما يقول غير المؤمنين كثيرًا: "عندما تعيش بمفردك، لا يكون عليك أن تقلق بشأن أي شخص آخر". لولا ذلك، ستُضطر دائمًا إلى التفكير فيه متسائلة: "هل أكل؟ هل يرتدي ملابس جيدة؟ هل ينام جيدًا؟ هل العمل بعيدًا عن المنزل مرهق له؟ هل يتعرض للضغط؟ كيف يشعر؟" سيكون عليها دائمًا أن تقلق بشأنه. لكنها الآن ترى أن معيشتها بمفردها تنطوي على درجة أكبر من السلام، إذ لا يوجد شخص آخر تفكر فيه أو تهتم بشأنه. لا يستحق مثل هذا الرجل العيش هكذا من أجله. إنه لا يستحق اهتمامها، ولا يستحق حبها، ولا يستحق أن تتحمل أي مسؤولية تجاهه، وليس فيه على الإطلاق أي شيء يُحَب. في النهاية، تطلب الطلاق، وينتهي زواجهما، ولا تنظر إلى الوراء أبدًا ولا تندم على قرارها أبدًا. توجد زيجات كهذه، أليس كذلك؟ (بلى). توجد أيضًا زيجات تحدث لأسباب مختلفة مثل جوانب اللطف والضغائن الماضية من حياة الشخص السابقة. كما ناقشنا من قبل، يتزوج بعض الأشخاص لأن أحدهما مدين للآخر بدين. بين الزوجين، إما المرأة مدينة للرجل، أو الرجل مدين للمرأة. في الحياة السابقة، قد يكون أحدهما قد استغل كثيرًا، أو كان مدينًا بالكثير، لذا يوضعان معًا في هذه الحياة حتى يتمكن ذلك الشخص من سداد دينه. العديد من الزيجات التي هي على هذا النحو زيجات غير سعيدة، لكن الزوجين لا يمكنهما الطلاق. سواء كانا مُضطرين إلى البقاء معًا لأن لديهما أسرة، أو بسبب أطفالهما، أو لسبب آخر، في كل الأحوال، لا يستطيع الزوجان أن يتوافقا أحدهما مع الآخر، فهما دائمًا ما يتشاجران، ودائمًا ما يتجادلان، وطباعهما الشخصية واهتماماتهما ومصالحهما وهواياتهما لا تتوافق على الإطلاق. لا يحبان أحدهما الآخر والعيش معًا لا يجلب السعادة لأي منهما، لكنهما لا يستطيعان الطلاق، لذا يبقيان معًا حتى الموت. عندما يقترب الموت، يظل الواحد منهم يستهزأ بشريك الحياة ويقول له: "لا أريد أن أراك في الحياة الأخرى!". إنهما يكرهان أحدهما الآخر كثيرًا، أليس كذلك؟ لكنهما في هذه الحياة لا يستطيعان الطلاق، وهذا أمر عيَّنه الله. كل هذه الأنواع المختلفة من الزواج، بغض النظر عن بنيتها وأساسها، سواء كنت متزوجًا أو غير متزوج، عليك في كل الأحوال أن تتخلى دائمًا عن مختلف التخيلات غير الواقعية والساذجة الموجودة لديك بشأن الزواج، عليك أن تواجه الزواج بشكل صحيح ولا تتلاعب بعواطف الناس ورغباتهم، وعليك بالطبع ألا تقع في فخ الآراء الخاطئة عن الزواج التي يلقنك المجتمع إياها، وتظل دائمًا تجترّ مشاعرك تجاه الزواج: هل يحبك شريك حياتك؟ هل تشعر بأن شريك حياتك يحبك؟ هل لا زلت تحب شريك حياتك؟ ما مقدار الحب الذي لا تزال تكنه لشريك حياتك؟ هل لا يزال شريك حياتك يكن لك أي مشاعر؟ هل ما تزال لديك أي مشاعر لشريك حياتك؟ ليست هناك حاجة للشعور بهذه الأمور أو إمعان التفكير فيها؛ كلها أفكار سخيفة ولا معنى لها. كلما أمعنت التفكير في هذه الأمور زاد شعورك بأن زواجك في أزمة، وكلما انزلقت في هذه الأفكار، يثبت بدرجة أكبر أنك وقعت في شِراك الزواج، ولن تكون سعيدًا بالطبع أو لديك أي شعور بالأمان. هذا لأنه عندما تنزلق في هذه الأفكار والآراء والخواطر، يصبح زواجك مشوهًا، وتصبح إنسانيتك محرّفة، وتصبح أيضًا تحت السيطرة الكاملة لأفكار وآراء مختلفة عن الزواج من المجتمع ومختطفًا من قِبَلِها. لذلك، فيما يتعلق بمختلف الآراء والأقوال التي تأتي من المجتمع ومن البشرية الشريرة بشأن الزواج، يجب أن تكون قادرًا على تمييزها بدقة، ويجب عليك أيضًا رفض هذه الآراء والأقوال. وبغض النظر عما يقوله الآخرون أو كيف تتغير أقوالهم عن الزواج، ففي نهاية المطاف، يجب ألا يتخلى الناس عن تعريف الله للزواج، ولا ينبغي أن يتأثر الناس بآراء العالم الشرير عن الزواج أو أن تغشِّي هذه الآراء أعينهم. بصراحة شديدة، الزواج هو بداية مرحلة مختلفة من حياة الإنسان من مرحلة المراهقة إلى مرحلة البلوغ؛ أي إنك بعد أن تصبح بالغًا تدخل مرحلة مختلفة من الحياة، وفي هذه المرحلة من الحياة تدخل في الزواج وتعيش مع شخص لا تربطك به صلة دم. منذ اليوم الذي تبدأ فيه العيش مع هذا الشخص، هذا يعني أنك كزوجة أو كزوج، عليك تحمل مسؤوليات والتزامات كل أمور الحياة الزوجية، وعلاوةً على ذلك، يجب أن تواجها معًا كل أمور الحياة الزوجية. أي إن الزواج يشير إلى أن الشخص قد ترك والديه وودع حياة العزوبية ودخل مع شخص آخر في حياة تتكون من شخصين. هذه هي المرحلة التي يواجه فيها شخصان الحياة معًا. تشير هذه المرحلة إلى أنك ستدخل مرحلة مختلفة في الحياة، وبالطبع ستواجه جميع أنواع امتحانات الحياة. من الممكن أن تكون كيفية تعاملك مع الحياة في إطار الزواج وكيفية مواجهتك أنت وشريك حياتك معًا لكل ما تقابلانه في إطار الزواج امتحانات لك، ومن الممكن أن تكون تكميلًا لك، ومن الممكن أن تكون كوارث. ويمكن أيضًا بالطبع أن تكون مصادر لمزيد من الاختبار في الحياة، وقد تكون مصادر تزودك بفهم وتقدير أعمق للحياة، أليس كذلك؟ (صحيح). سننهي ملخصنا هنا عن موضوع امتلاك الفهم الصحيح للزواج ومختلف التخيلات بشأن الزواج.

قدمنا شركة حول موضوع آخر في المرة السابقة، وهو أن السعي إلى السعادة الزوجية ليس إرساليتك. ما الذي أكدنا عليه في الشركة حول هذا الموضوع؟ (أننا لا يجب أن نأتمن شريك حياتنا على سعادة حياتنا، ولا يجب أن نفعل أشياء ترضي شريك حياتنا لمجرد جذبه أو حماية حبنا المزعوم. يجب ألا ننسى أننا كائنات مخلوقة وأن المسؤوليات والالتزامات التي يجب أن نتممها في الزواج لا تتعارض مع الواجبات والمسؤوليات التي يجب أن نتممها بوصفنا كائنات مخلوقة). كثير من الناس يجعلون سعادة حياتهم مرهونة بزواجهم، وهدفهم في السعي إلى السعادة هو السعي إلى سعادة الزواج وكماله. إنهم يعتقدون أنه إذا كان زواجهم سعيدًا وكانوا سعداء مع شريك حياتهم، فإنهم سيعيشون حياة سعيدة، ولذا فهم يعتبرون سعادة زواجهم إرسالية على مدار الحياة يجب تحقيقها من خلال بذل جهود متواصلة. لهذا السبب، عندما يدخل الكثير من الناس في الزواج، يجهدون عقولهم في التفكير في العديد من الأشياء التي يمكنهم القيام بها للحفاظ على زواجهم "نضرًا". ماذا تعني كلمة "نضِر"؟ تعني، كما يقولون، إنه مهما مرَّ من وقت على زواجهما، فإنهما يشعران دائمًا بأنهما مرتبطان بأحدهما الآخر ولا يمكنهما أبدًا أن يفترقا، تمامًا كما كانا يشعران بذلك عندما بدآ المواعدة، وهما يريدان دائمًا أن يكونا معًا وألا يفترقا أبدًا. وعلاوةً على ذلك، أينما كانا وفي كل الأوقات، يفكر الواحد منهم دائمًا في شريك الحياة ويفتقده، ويمتلئ قلبيهما بصوت الآخر وابتسامته وكلامه وسلوكه. إذا لم يسمع صوت شريك حياته ليوم واحد، يشعر بالوحشة في قلبه، وإذا لم ير شريك حياته ليوم واحد، يشعر وكأنه فقد نفسه. إنهم يعتقدون أن هذه هي رموز السعادة الزوجية وعلاماتها. لذا، فإن بعض من يُطلق عليهن ربات البيوت المتفرغات يبقين في المنزل ويشعرن أن انتظار عودة أزواجهن إلى المنزل هو قمة السعادة. إذا لم يعد أزواجهن إلى المنزل في الوقت المحدد، فإنهنَّ يتصلن بهم، وماذا يكون أول سؤال يخرج من أفواههن؟ (متى ستعود إلى المنزل؟) يبدو أنكم تسمعون هذا السؤال كثيرًا؛ هذا السؤال متجذر بعمق في قلوب الكثيرين. السؤال الأول هو "متى ستعود إلى المنزل؟" وبمجرد طرح هذا السؤال، وسواء تلقين إجابة دقيقة أم لا، ففي كل الأحوال تُكشَف حالة لوعة الحب التي تعيشها المرأة في الزواج السعيد. هذه حالة طبيعية في حياة أولئك الذين يسعون إلى سعادة الزواج. ينتظرن بهدوء في المنزل إلى أن يعود نصفهن الآخر من العمل. وإذا خرجن، فإنهنَّ لا يجرؤن على الذهاب بعيدًا أو البقاء في الخارج لفترة طويلة، خوفًا من أن يعود شريك حياتهن إلى المنزل ليجد المنزل خاويًا فيشعر بالألم وخيبة الأمل والانزعاج. هؤلاء الأشخاص ممتلئون بالأمل والإيمان في سعيهم إلى السعادة الزوجية، ولا يتراجعون عن دفع أي ثمن أو إجراء أي تغيير. يوجد حتى مَن يستمرون في السعي إلى السعادة الزوجية بعد أن يتحولوا إلى الإيمان بالله، تمامًا مثلما كانوا يفعلون من قبل، ويسعون إلى حب شريك حياتهم ويسألونه دائمًا عما إذا كان يحبهم أم لا. لذلك، في أثناء الاجتماعات قد تفكر امرأة ما: "هل وصل زوجي إلى المنزل بعد؟ إذا كان الأمر كذلك، فهل أكل أي شيء؟ هل هو متعب؟ ما أزال هنا في هذا الاجتماع وأشعر بشيء من عدم الارتياح. أشعر بأنني خذلته قليلاً". عندما تذهب لحضور الاجتماع التالي، تسأل زوجها: "في أي وقت تظن أنك ستعود؟ إذا عدت في أثناء وجودي بالخارج في اجتماع، ألن تشعر بالوحدة؟" فيرد زوجها: "كيف لا أشعر بالوحدة؟ المكان خاوٍ وأنا بمفردي. عادةً ما نكون هنا معًا دائمًا، والآن فجأة أصبحت هنا بمفردي. لماذا يجب عليك دائمًا حضور الاجتماعات؟ يمكنك حضورها، لكن سيكون من الرائع لو استطعتِ العودة إلى المنزل قبل أن أعود!" إنها تعرف في قلبها: "أواه، إنه لا يطلب مني الكثير، كل ما عليَّ هو أن أكون في المنزل قبل أن يعود". في الاجتماع التالي، تستمر في النظر إلى الساعة، وعندما ترى أن موعد انتهاء زوجها من العمل قد اقترب، لا تعود قادرة على الجلوس في مكانها وتقول: "استمروا أنتم في الاجتماع، لديَّ شيء في المنزل يجب أن أهتم به لذا يجب أن أذهب". تسرع إلى المنزل وتفكر: "رائع، لم يعد زوجي بعد! سأسرع بإعداد وجبة طعام وترتيب المنزل حتى يرى عندما يعود أن المكان نظيف، ويمكنه أن يشم رائحة الطعام، ويعرف أن هناك شخصًا ما هنا. من الرائع أن نكون معًا عندما يحين وقت تناول الطعام! على الرغم من أنني أضعت بعض الوقت في الاجتماع واستمعت إلى مقدار أقل وربحت أقل، فإن عودتي إلى المنزل قبل زوجي وتحضير وجبة ساخنة له هو أمر جيد جدًا، وهذا أمر أساسي للحفاظ على زواج سعيد". غالبًا ما تفعل ذلك في الاجتماعات بعد ذلك، وأحيانًا ما يطول أحد الاجتماعات، وعندما تعود مسرعة إلى المنزل تجد أن زوجها قد وصل بالفعل. يكون مستاءً وغير راضٍ عنها بعض الشيء، ويتذمر قائلاً: "ألا يمكنك تفويت اجتماع واحد فحسب؟ ألا تعرفين كيف أشعر عندما لا تكونين في المنزل وأعود إلى المنزل ولا أراكِ هنا؟ أشعر بالانزعاج!" تشعر بالتأثر الشديد عند سماع ذلك وتفكر: "ما يعنيه بهذا أنه يحبني حقًا ولا يستطيع العيش بدوني. إنه ينزعج عندما يرى أنني لست هنا. أنا سعيدة للغاية! على الرغم من أنه يبدو غاضبًا بعض الشيء، لا يزال بإمكاني أن أشعر بحبه لي. يجب أن أنتبه في المرة القادمة ومهما طالت ساعات الاجتماع، فيجب أن أعود إلى المنزل مبكرًا. لا يمكنني أن أخذل محبته لي. ليس من المهم إن ربحت أقل قليلًا أو استمعت إلى كلام أقل من كلام الله في الاجتماعات". عندما تحضر الاجتماعات بعدئذٍ، كل ما تفكر فيه هو العودة إلى المنزل لتكون جديرة بحب زوجها والحفاظ على السعادة التي تسعى إليها في زواجها. لديها شعور خافت بأنها إذا لم تصل إلى المنزل مبكرًا، فإنها ستخذل حب زوجها لها، وإذا استمرت في خذلانه بهذه الطريقة، فإنها تتساءل عما إذا كان سيتركها ويبحث عن أخرى ولا يحبها كما كان يحبها. إنها تؤمن بأن حبها له وحبه لها هو سعادة دائمة، وأن الحفاظ على هذه العلاقة من الحب المتبادل هو مسعاها في الحياة، وهو أمرٌ تصمِّم على السعي إليه، ولهذا تفعله دون تحفظ أو تردد. هناك أيضًا البعض اللاتي عندما يذهبن لأداء واجبهن خارج المنزل يقلن لقائدهن: "لا أستطيع المبيت خارج المنزل. أنا متزوجة، وإن لم أعد إلى المنزل فسيشعر زوجي بالوحدة. لن أكون هناك عندما يستيقظ في الليل وسيكون منزعجًا. لن أكون هناك عندما يفتح عينيه في الصباح وسيتألم. إذا لم أعد إلى المنزل في كثير من الأحيان، ألن يشك زوجي في إخلاصي وبراءتي؟ عندما تزوجنا، عقدنا اتفاقًا بأننا سنخلص أحدنا للآخر. يجب أن أفي بوعدي مهما حدث. أريد أن أكون جديرة به، إذ لا يوجد شخص آخر في هذا العالم يحبني بمقدار ما يحبني. لذا، ولكي أثبت براءتي وأنني مخلصة له تمامًا، لا يمكنني مطلقًا أن أبيت بعيدًا عن المنزل. مهما كان العمل في الكنيسة كثيرًا أو مهما كان واجبي ملحًا، فيجب أن أعود إلى المنزل ليلًا مهما تأخر الوقت". تقول إن هذا من أجل الحفاظ على براءتها وإخلاصها، لكن هذا مجرد إجراء شكلي، مجرد كلام، بينما هي في الواقع تخشى أن يصبح زواجها غير سعيد وأن ينفصلا. إنها تفضل أن تخسر واجبها وتنبذ الواجب الذي يُفترَض بها أن تؤديه من أجل الحفاظ على سعادتها الزوجية، وكأن السعادة الزوجية هي دافعها لكل ما تفعله ومصدره. فبدون زواج سعيد لا يمكنها أن تؤدي واجبها ككائن مخلوق، وبدون زواج سعيد لا يمكنها أن تكون كائنًا مخلوقًا صالحًا. فهي تعتبر عدم خذلان حب زوجها لها وبقائها محبوبة منه من علامات السعادة الزوجية، ومن أهداف حياتها التي تسعى إلى تحقيقها. إذا شعرت يومًا ما أنها لم تعد محبوبة جدًا، أو فعلت شيئًا خاطئًا وخذلت حب زوجها لها، وجعلته يشعر بخيبة الأمل فيها وعدم رضاه عنها، فستشعر أنها ستفقد عقلها، ولن تعود تحضر الاجتماعات أو تقرأ كلام الله، وحتى عندما تحتاج إليها الكنيسة لأداء واجب ما، ستختلق كل أنواع الأعذار للرفض. على سبيل المثال، ستقول إنها ليست على ما يرام أو إنَّ ثمة مشكلة طارئة في المنزل، بل ستختلق بعض الأعذار غير المنطقية والواهية للتهرب من أداء الواجب. يعتبر هؤلاء الأشخاص السعادة الزوجية أمرًا في غاية الأهمية في الحياة. بعض الأشخاص يبذلون حتى كل ما في وسعهم للحفاظ على سعادة زواجهم، ولا يترددون في دفع أي ثمن للاستحواذ على قلوب أزواجهم والسيطرة عليها حتى يظل أزواجهم يحبونهم، ولكي لا يفقدوا ذلك الشعور بالحب الذي كان لديهم في بداية الزواج، ولا يفقدوا ذلك الشعور الذي كان لديهم عن الزواج في البداية. يوجد حتى بعض النساء اللاتي يقدمن تضحيات أكبر: فبعضهن يقمن بعمليات تجميل في أنوفهن، وبعضهن يقمن بإعادة تشكيل ذقونهن، وبعضهن يخضعن لجراحة تكبير الثدي وشفط الدهون، ويتحملن أي ألم، بل إن بعض النساء يعتقدن أن سيقانهن سمينة للغاية، فيخضعن لعملية جراحية لجعل سيقانهن أنحف، وفي النهاية يعانين من تلف الأعصاب ولا يستطعن الوقوف بعد ذلك. عندما يرى زوج امرأة كهذه هذا الأمر، يقول: "كانت ساقاك سمينتين من قبل، لكنك كنتِ لا تزالين إنسانة طبيعية. أما الآن فلا يمكنك الوقوف، ولا تصلحين لأي شيء. أريد الطلاق!". كما ترين، لقد دفعت ثمنًا كبيرًا وهذا ما حصلت عليه في النهاية. كما أن هناك بعض النساء اللاتي يرتدين ملابس جميلة كل يوم، ويضعن العطور ويضعن المساحيق على وجوههن، ويضعن جميع أنواع مستحضرات التجميل مثل أحمر الشفاه وأحمر الخدود وظل الجفون على وجوههن ليحافظن على مظهرهن شابًا وجميلًا من أجل أن يكنَّ جذابات لشريك حياتهن وليجعلن شركاء حياتهن يحبهن كما كانوا يحبهن في البداية. وبالمثل، يقدم الرجال أيضًا العديد من التضحيات من أجل السعادة الزوجية. فيُقال لأحدهم: "أنت مؤمن معروف بإيمانك بالله. الكثير من الناس هنا يعرفونك، وهذا يجعلك عرضة للتبليغ عنك والقبض عليك، لذا عليك أن تغادر هذا المكان وتذهب لأداء واجبك في مكان آخر". عندئذ يشعر بالأسى ويفكر: "لكن إذا غادرت، فهل هذا يعني أن زواجي انتهى؟ هل سيبدأ كل شيء في الانهيار الآن؟ إذا غادرتُ المنزل، فهل سترتبط زوجتي بشخص آخر؟ هل سنفترق من الآن فصاعدًا؟ هل لن نكون معًا مرة أخرى؟" ينزعج من التفكير في هذه الأمور، ولذلك يبدأ في المساومة قائلاً: "هل يمكنني البقاء؟ لا بأس حتى لو ذهبت إلى المنزل مرة واحدة فقط في الأسبوع؛ يجب أن أعتني بأسرتي!". في الواقع، هو لا يفكر حقًا في الاعتناء بأسرته. إنه خائف من أن تهرب زوجته مع شخص آخر وأنه لن يحظى بالسعادة الزوجية مرة أخرى. يمتلئ قلبه بالقلق والخوف، فهو لا يريد أن تتلاشى سعادته الزوجية وتختفي هكذا. فالسعادة الزوجية في قلوب هؤلاء الأشخاص أهم من أي شيء آخر، وبدونها يشعرون وكأنهم بلا أي نفس. فهم يعتقدون أن: "الحب هو أهم شيء للحصول على زواج سعيد. فقط لأنني أحب زوجتي وهي تحبني، نحظى بزواج سعيد وتمكنا من الاستمرار كل هذه المدة الطويلة. فإذا فقدت هذا الحب وانتهى هذا الحب بسبب إيماني بالله وبسبب أدائي للواجب، ألن يعني ذلك أن سعادتي الزوجية قد انتهت وولت، وأنني لن أستطيع أن أستمتع بهذه السعادة الزوجية مرة أخرى؟ ماذا سيحدث لنا بدون السعادة الزوجية؟ كيف ستكون حياة زوجتي بدون حبي؟ ماذا سيحدث لي إذا فقدت حب زوجتي؟ هل يمكن لأداء واجب المخلوق وإنجاز إرسالية الإنسان أمام الله أن يعوضاني عن هذه الخسارة؟" إنهم لا يعرفون، وليست لديهم إجابة، ولا يفهمون هذا الجانب من الحق. ومن ثم، عندما يتطلب بيت الله من أولئك الذين يسعون إلى السعادة الزوجية قبل كل شيء أن يتركوا بيوتهم ويذهبوا إلى مكان بعيد لنشر الإنجيل وأداء واجبهم، فإنهم غالبًا ما يشعرون بالإحباط والعجز، وحتى عدم الارتياح تجاه حقيقة أنهم قد يفقدون سعادتهم الزوجية قريبًا. ينبذ البعض واجباتهم أو يرفضون أداء واجباتهم من أجل الحفاظ على سعادتهم الزوجية، بل إن البعض يرفضون حتى الترتيبات المهمة لبيت الله. وهناك أيضًا البعض الذين يحاولون، من أجل الحفاظ على سعادتهم الزوجية، أن يعرفوا مشاعر أزواجهم وزوجاتهم. فإذا ما شعر الزوج أو الزوجة بشيء من عدم الرضا أو أظهر ولو تلميحًا بالاستياء أو الضجر بإيمانهم وطريق الإيمان بالله الذي سلكوه، وبأدائهم لواجبهم، فإنهم يغيرون على الفور مسارهم ويقدمون التنازلات. ولكي يحافظوا على سعادتهم الزوجية، فإنهم غالبًا ما يقدمون التنازلات لأزواجهم، حتى لو كان ذلك يعني التخلي عن فرص أداء واجباتهم، والتخلي عن وقت الاجتماعات وقراءة كلام الله والقيام بالعبادات الروحية لكي يظهروا لأزواجهم أنهم موجودون معهم، ولكي لا يُشعروا أزواجهم بالوحدة والوحشة ولكي يُشعروا أزواجهم بحبهم؛ هم يفضلون أن يفعلوا ذلك على أن يخسروا حب أزواجهم أو أن يعيشوا بدونه. ذلك لأنهم يشعرون أنهم إذا تخلوا عن حب أزواجهم من أجل إيمانهم أو طريق الإيمان بالله الذي سلكوه، فهذا يعني أنهم نبذوا سعادتهم الزوجية ولن يستطيعوا أن يشعروا بتلك السعادة الزوجية بعد ذلك، وسيكونون حينئذٍ أشخاصًا وحيدين ومثيرين للشفقة والرثاء. ماذا يعني أن تكون شخصًا مثيرًا للشفقة والرثاء؟ إنه يعني أن تكون شخصًا لا يحبه أو يعشقه شخص آخر. على الرغم من أن هؤلاء الناس يفهمون بعض التعاليم وأهمية قيام الله بعمل الخلاص، وبالطبع يفهمون أنهم ككائن مخلوق يجب أن يؤدوا واجب الكائن المخلوق، فإنهم لا يزالون غير قادرين على التخلص من سعيهم إلى السعادة الزوجية لأنهم يعهدون إلى أزواجهم وزوجاتهم بسعادتهم، وبالطبع يجعلون سعادتهم متوقفة على سعادتهم الزوجية، على الرغم من أنهم يفهمون ويعرفون ما يجب عليهم فعله. إنهم ينظرون خطأً إلى السعي إلى السعادة الزوجية على أنه الإرسالية التي يجب أن يسعوا إليها في هذه الحياة، وينظرون خطأً إلى السعي إلى السعادة الزوجية على أنه الإرسالية التي يجب أن يسعى إليها الكائن المخلوق وينجزها. أليس هذا خطأ؟ (بلى إنه كذلك).

أين يكمن الخطأ في السعي إلى السعادة الزوجية؟ هل هو يتوافق مع تعريف الله للزواج وما يأتمن الله المتزوجين عليه؟ (لا، ليس كذلك). ما الخطأ فيه؟ يقول بعض الناس: "قال الله إنه ليس من الجيد أن يعيش الإنسان بمفرده، لذلك خلق له زوجة، وهذه الزوجة تؤنسه. أليس هذا هو تعريف الله للزواج؟ أليس هذا جزءًا من السعي إلى السعادة الزوجية؟ شخصان يرافقان أحدهما الآخر ويؤدِّيان مسؤولياتهما المتبادلة؛ ما العيب في ذلك؟". أثمة فرق بين أداء المرء لمسؤولياته في إطار الزواج وبين اعتبار السعي إلى السعادة الزوجية إرسالية المرء بلا هوادة؟ (نعم، ثمة فرق). ما المشكلة هنا؟ (إنهما يعتبران السعي إلى السعادة الزوجية أهم إرسالية لهما، في حين أن أداء الإنسان الحي لواجب الكائن المخلوق أمام الخالق هو في الحقيقة أعظم مسؤولياته. لقد أساءوا فهم الهدف الذي يجب السعي إليه في الحياة). هل يرغب أي شخص آخر في الإضافة إلى هذا؟ (عندما لا يستطيع شخص ما اتخاذ المنهج الصحيح نحو المسؤوليات والالتزامات التي يجب أن يتمها في الزواج، فإنه سينفق وقته وطاقته في الحفاظ على زواجه، لكن المنهج الصحيح تجاه مسؤوليات الزواج هو ألا ينسى المرء – أولًا وقبل كل شيء – أنه كائن مخلوق وأن عليه أن يقضي معظم وقته في أداء واجبه وإنجاز ما ائتمنه الله عليه والإرسالية التي أعطاه الله إياها. وبعدئذٍ، يجب أن يتمم مسؤولياته والتزاماته في إطار الزواج. هذان الأمران مختلفان). هل السعي إلى السعادة الزوجية هو الهدف الذي يجب أن يسعى إليه الناس في الحياة بمجرد الزواج؟ هل لهذا علاقة بالزواج الذي عيّنه الله؟ (لا). لقد منح الله الزواج للإنسان، وأعطاك بيئة يمكنك أن تتمِّم فيها مسؤوليات والتزامات الرجل أو المرأة في إطار الزواج. لقد أعطاك الله الزواج، وهو ما يعني أنه منحك شريك حياة. سيرافقك شريك الحياة هذا حتى نهاية هذه الحياة وسيرافقك في كل مرحلة من مراحل الحياة. ماذا أعني بـ "يرافقك"؟ أعني أن شريك حياتك سيساعدك ويعتني بك وسيشاركك كل ما تواجهه في الحياة. أي إنه مهما بلغ عدد ما تقابله من أشياء، فلن تعود تواجهها وحدك، بل ستواجهانها معًا. إن العيش بهذه الطريقة يجعل الحياة أسهل وأكثر راحة إلى حد ما، إذ يقوم كلا الشخصان بما يُفترض بهما أن يفعلاه، ويوظف كل منهما مهاراته ونقاط قوته، ويبدآن حياتهما. الأمر بهذه البساطة. رغم ذلك، لم يطلب الله قط من الناس قائلاً: "لقد وهبتك الزواج. أنت متزوج الآن، لذا يجب عليك أن تحب شريك حياتك حتمًا حتى النهاية وتطري عليه باستمرار؛ هذه إرساليتك". لقد منحك الله الزواج، وأعطاك شريك حياة، وأعطاك بيئة معيشية مختلفة. في هذا النوع من البيئة المعيشية والوضع المعيشي، يجعل الله شريكك يشاركك كل شيء معك ويواجه كل شيء معك، حتى تتمكن من العيش بحرية وسهولة أكبر، وفي الوقت نفسه يسمح لك بتقدير مرحلة مختلفة من الحياة، لكن الله لم يبعك للزواج. ماذا أعني بهذا؟ أعني أن الله لم يأخذ حياتك، وقَدَرك، وإرساليتك، والطريق الذي تتبعه في الحياة، والاتجاه الذي تختاره في الحياة، ونوع الإيمان الذي لديك وأعطى كل ذلك لشريك حياتك ليحدده لك. لم يقل الله إن زوج المرأة يجب أن يحدد لها نوع قَدَرها ومساعيها ومسار حياتها ونظرتها إلى الحياة، أو أن نوع قَدَر الرجل ومساعيه ونظرته إلى الحياة وحياته يجب أن تحددها زوجته. لم يقل الله قط مثل هذه الأشياء ولم يعيِّن الأمور بهذه الطريقة. كما ترى، هل قال الله شيئًا من هذا القبيل عندما أرسى الزواج للبشرية؟ (لا). لم يقل الله قط إن السعي إلى السعادة الزوجية هو إرسالية المرأة أو الرجل في الحياة، وإنك يجب أن تحافظ على سعادتك الزوجية بشكل جيد حتى تكون إرسالية حياتك قد أُنجِزَت وحتى تنجح في أن تسلك بوصفك كائنًا مخلوقًا؛ لم يقل الله قط شيئًا من هذا القبيل. ولم يقل الله أيضًا: "يجب عليك أن تختار مسار حياتك في إطار الزواج. ما إذا كنت ستنال الخلاص أم لا سيتقرر من خلال زواجك أو شريك حياتك. سيقرر شريك حياتك نظرتك إلى الحياة وقَدَرك". هل قال الله شيئاً كهذا من قبل؟ (لا). لقد عيّن الله الزواج لك وأعطاك شريك حياة. أنت تدخل في الزواج لكن هويتك ومكانتك أمام الله لا تتغير؛ أنت ما تزال أنت. إذا كنتِ امرأة، فأنت ما تزالين امرأة أمام الله؛ وإذا كنت رجلًا، فأنت ما تزال رجلًا أمام الله. لكن ثمة شيء واحد تشتركان فيه، وهو أنه بغض النظر عما إذا كنت رجلًا أو كنتِ امرأة، فأنتم جميعًا كائنات مخلوقة أمام الخالق. في إطار الزواج، أنتما تتحمّلان أحدكما الآخر وتحبان أحدكما الآخر، وتساعدان وتدعمان أحدكما الآخر، وهذا هو تتميم مسؤولياتكما. على الرغم من ذلك، أمام الله، لا يمكن أن تحل مسؤولياتك تجاه شريك حياتك محل المسؤوليات التي يجب أن تتممها والإرسالية التي يجب أن تنجزها. ولذلك، عندما يكون هناك تعارض بين مسؤولياتك تجاه شريك حياتك وبين الواجب الذي يجب أن يؤديه الكائن المخلوق أمام الله، فإن ما يجب أن تختاره أنت هو أداء واجب الكائن المخلوق وليس تتميم مسؤولياتك تجاه شريكك. هذا هو الاتجاه والهدف الذي ينبغي عليك اختياره، وبالطبع، هذه هي الإرسالية التي ينبغي أن تنجزها. لكن بعض الناس يخطئون في جعل السعي إلى السعادة الزوجية، أو تتميم مسؤولياتهم تجاه شريك حياتهم ورعايتهم له واهتمامهم به وحبهم له، هو إرساليتهم في الحياة، ويعتبرون شريكهم سماءهم وقدرهم؛ هذا خطأ. مصيرك تحت سيادة الله ولا يحكمه شريك حياتك. لا يمكن للزواج أن يغير قدرك، ولا يمكن أن يغير حقيقة أن الله يحكم قدرك. وفيما يتعلق بنوع النظرة إلى الحياة التي يجب أن تكون لديك والطريق الذي يجب أن تسلكه، فيجب أن تطلبهما في تعاليم الله ومتطلباته. هذه الأمور لا تعتمد على شريك حياتك وليس له أن يقرر ذلك. إلى جانب تتميم شريك حياتك لمسؤولياته تجاهك، فلا ينبغي أن يتحكم في مصيرك، ولا ينبغي أن يطالبك بتغيير اتجاهك في الحياة، ولا أن يقرر أي طريق تسلكه، ولا أن يقرر أي نظرة للحياة يجب أن تكون لديك، ويجب بالتأكيد ألا يقيّدك أو يعوقك عن السعي إلى الخلاص. فيما يتعلق بالزواج، فكل ما يمكن أن يفعله الناس هو أن يقبلوه من الله ويلتزموا بتعريف الزواج الذي عيّنه الله للإنسان، مع تتميم كل من الزوج والزوجة لمسؤولياته والتزاماته تجاه أحدهما الآخر. ما لا يمكنهم فعله هو تحديد قدر شريك حياتهم، أو الحياة السابقة أو الحياة الحالية أو الحياة القادمة، فضلًا عن الحياة الأبدية. الخالق وحده هو الذي يمكن أن يقرر غايتك وقدرك والطريق الذي تسلكه. لذلك، بوصفك كائنًا مخلوقًا، سواء كان دورك دور الزوجة أو الزوج، تأتي السعادة التي يجب أن تسعى إليها في هذه الحياة من أدائك لواجب الكائن المخلوق وإنجاز إرسالية الكائن المخلوق. إنها لا تأتي من الزواج نفسه، ولا تأتي بالطبع من تتميم مسؤوليات الزوجة أو الزوج في إطار الزواج. وبالطبع، لا ينبغي أن يكون الطريق الذي تختار اتباعه والنظرة إلى الحياة التي تتبناها مبنية على السعادة الزوجية، فضلًا عن أن يحددها أحد الزوجين؛ هذا أمر يجب أن تفهمه. لذا، يجب على الناس الذين يدخلون في الزواج ويسعون وراء السعادة الزوجية فحسب ويعتبرون هذا المسعى إرساليتهم، أن يتخلوا عن هذه الأفكار والآراء ويغيروا طريقة ممارستهم ويغيروا الاتجاه الذي يتخذونه في الحياة. أنت تدخل في الزواج وتعيش مع شريكك وفقًا لتعيين الله، هذا كل ما في الأمر، ويكفي أن تتمم مسؤوليات الزوج أو الزوجة فيه بينما تتشاركان حياتكما معًا. أما فيما يتعلق بالطريق الذي تسلكه والنظرة إلى الحياة التي تتبناها، فإن شريكك ليس ملزمًا بتقرير هذه الأمور وليس له الحق في ذلك. على الرغم من أنك متزوج بالفعل ولديك شريك حياة، فإن ما يُسمى بشريك حياتك لا يمكنه إلا أن يحمل معنى شريك الحياة الذي عيّنه الله. يمكنه فحسب تتميم مسؤوليات شريك الحياة، ويمكنك أن تختار وتقرر كل شيء آخر لا علاقة له بشريك الحياة. بالطبع، الأهم من ذلك هو أنه لا ينبغي أن تستند اختياراتك وقراراتك إلى تفضيلاتك وفهمك الشخصي، بل إلى كلام الله. هل تفهم الشركة حول هذا الأمر؟ (نعم). لذلك، لن يتذكر الله تصرفات أي شريك حياة يسعى في إطار الزواج إلى السعادة الزوجية بأي ثمن أو يقدم أي تضحية. مهما كنت تتمم التزاماتك ومسؤولياتك تجاه شريك حياتك جيدًا أو على نحو كامل، أو مهما بلغ ارتقاؤك إلى مستوى توقعات شريك حياتك – بعبارة أخرى، مهما كان مدى جودة أو كمال حفاظك على سعادتك الزوجية، أو إلى أي مدى تُحسد عليها – فهذا لا يعني أنك قد أنجزت إرسالية الكائن المخلوق، ولا يثبت أنك كائن مخلوق بالمعيار المطلوب. ربما تكونين زوجة مثالية أو تكون زوجًا مثاليًا، لكن ذلك يبقى محصورًا في إطار الزواج. يقيس الخالق نوع شخصيتك بناءً على كيفية أدائك لواجبك ككائن مخلوق أمامه، ونوع المسار الذي تتبعه، ونظرتك للحياة، وما تسعى إليه في الحياة، وكيف تنجز إرسالية الكائن المخلوق. بهذه الأشياء، يقيس الله المسار الذي تسلكه ككائن مخلوق وغايتك المستقبلية. إنه لا يقيس هذه الأشياء بناءً على كيفية تتميمك لمسؤولياتك والتزاماتك كزوج أو زوجة، ولا على ما إذا كان حبك لشريكك يسعده. وبخصوص أن السعي إلى السعادة الزوجية ليس إرساليتك، فقد قدمت اليوم هذه التفاصيل لأختتم هذا الموضوع. كما ترى، إذا لم أقدم شركة حول هذه المسائل، فقد يعتقد الناس أنهم يفهمون ويعرفون القليل عنها، ولكن عندما يحدث لهم فعليًا شيء ما، سيظلون عالقين ومتعثرين في العديد من المسائل الخادعة، يريدون تتميم التزامات الزوجة أو الزوج بينما يريدون أيضًا أن يحسنوا القيام بالأمور التي يجب أن يقوم بها الإنسان، الكائن المخلوق. ولكن عند تعارض هذين الأمرين أو تناقضهما أو تعطيلهما لأحدهما الآخر، فإنَّ الكيفية التي ينبغي أن يتعامل بها المرء مع الأمر لم تكن واضحة تمامًا. هل أصبح الأمر الآن واضحًا بعد تقديم شركة حوله على هذا النحو؟ (نعم). يوجد فرق بين الأمور التي يعتقد الناس أنها حسنة وصحيحة في مفاهيمهم من جهة، وبين الأمور التي هي حسنة وصحيحة وصالحة وفقًا للحق من جهة أخرى. عندما يُشرَح ذلك، يصبح الأمر واضحًا. فالأشياء التي يعتقد الناس أنها إيجابية وصالحة غالبًا ما تكون مليئة بالمفاهيم والتصورات ومشاعر الإنسان، وغير مرتبطة بالحق. ماذا أعني بعبارة "غير مرتبطة"؟ أعني أنها ليست الحق. إذا كنتم تعتبرون الأشياء المغلوطة والأشياء التي ليست هي الحق على أنها أشياء إيجابية وأنها الحق، وكنتم تتبعونها وتتشبثون بها بشدة معتقدين أنها الحق، فلن تتمكنوا من السير في طريق السعي إلى الحق، وسينتهي بكم الأمر بعيدًا جدًا عن الحق. ومن ذا الذي يتحمل مسؤولية ذلك؟

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.