كيفية السعي إلى الحق (10) الجزء الرابع

الآن وقد انتهينا من عقد الشركة حول مشكلة المفاهيم والممارسات المحرفة لدى المتزوجين، دعونا نقدم شركة حول موضوع "السعي إلى السعادة الزوجية ليس رسالتك". إنَّ تخلي الناس عن مختلف التخيلات بشأن الزواج لا يعني سوى أنهم يتوصلوا إلى بعض المفاهيم والأفكار الصحيحة التي تتفق نسبيًا مع الحق من حيث مفهوم الزواج وتعريفه، لكن هذا لا يعني أنهم قادرون تمامًا على التخلي عن مساعيهم وتطلعاتهم ورغباتهم المتعلقة بالزواج. أما الذين دخلوا في الزواج، فكيف يحافظون على سعادتهم الزوجية؟ يمكن القول إن الكثير من الناس غير قادرين على مقاربة السعادة الزوجية مقاربة صحيحة، أو إنهم غير قادرين على مقاربة العلاقة بين السعادة الزوجية ورسالة الإنسان بالطريقة الصحيحة. أليست هذه مشكلة أيضًا؟ (بلى، إنها كذلك). دائمًا ما ينظر المتزوجون إلى الزواج باعتباره حدثًا رئيسيًا في الحياة ويولون الزواج اهتمامًا كبيرًا، ولذلك فهم يعهدون بكل سعادتهم في الحياة إلى حياتهم الزوجية وإلى شركائهم، معتقدين أن السعي إلى السعادة الزوجية هو الهدف الوحيد الذي يجب السعي إليه في هذه الحياة. لهذا السبب يبذل الكثيرون جهدًا كبيرًا، ويدفعون ثمنًا باهظًا، ويبذلون تضحيات كبيرة من أجل السعادة الزوجية. على سبيل المثال، يتزوج الشخص، ولكي يجذب شريكه ويحافظ على زواجهما وحبهما "يانعًا"، يقوم بأشياء كثيرة. تقول بعض النساء: "الطريق إلى قلب الرجل معدته"، ومن ثمَّ تتعلم المرأة من أمها أو من الكبار كيف تطهو، وكيف تصنع المأكولات والمعجنات الفاخرة، وتصنع كل ما يحب زوجها أن يأكله وتسعى جاهدة لتقديم طعام شهي ومقبول له. وعندما يجوع زوجها، يفكر في طهيها الفاخر، ثم يفكر في البيت، ثم يفكر فيها، ثم يسرع إلى البيت. وهي بهذه الطريقة لا تبقى وحدها في المنزل في كثير من الأحيان بل غالبًا ما يكون زوجها إلى جانبها، لذا فهي تشعر أن تعلمها إعداد بعض الأطباق الشهية التي تجعلها تصل إلى زوجها من خلال معدته أمر مهم جداً. ولأن هذه إحدى وسائل الحفاظ على السعادة الزوجية، ولأنه الثمن الذي يجب أن تدفعه المرأة والمسؤولية التي يجب أن تتممها من أجل سعادتها الزوجية، فإنها تعمل جاهدة على الحفاظ على زواجها بهذه الطريقة. توجد أيضًا بعض النساء اللاتي تشعرن بعدم الأمان في زواجهن، وغالباً ما يلجأن إلى طرق مختلفة لإرضاء أزواجهن وجذبهم وتحفيزهم. على سبيل المثال، غالباً ما ستسأل مثل هذه المرأة زوجها إذا كان يتذكر متى كان أول موعد غرامي لهما، ومتى التقيا لأول مرة، ومتى تحين الذكرى السنوية لزواجهما، وتسأله عن غير ذلك من التواريخ. إذا تذكر زوجها، فإنها تشعر أنه يحبها، وأنها في قلبه. وإذا لم يتذكر، فإنها تنزعج وتتذمر قائلة: "لا يمكنك حتى تذكر تاريخ مهم كهذا. ألم تعد تحبني". كما ترى، في محاولة مستمرة لجذب الشريك ولفت انتباهه والحفاظ على السعادة الزوجية، يستخدم كل من الرجل والمرأة طرقًا دنيوية لحث الشريك، وكلهم يفعلون أشياء لا معنى لها وصبيانية. توجد أيضًا بعض النساء اللاتي يدفعن أي ثمن للقيام بأشياء تضر بصحتهن. على سبيل المثال، بعض النساء اللاتي تجاوزن سن الثلاثين تلجأن إلى إجراء عملية شد للوجه أو الحقن بحمض الهيالورونيك، إذ ترين أن بشرتهن لم تعد جميلة ونضرة ووجوههن لم تعد مشرقة وجميلة. ثمة نساء أيضًا تخضعن لجراحة الجفن المزدوج، لكي يبدين أكثر جمالاً، ويرسمن حواجبهن بالوشم، وغالبًا ما يرتدين ملابس جميلة ومثيرة بشكل خاص لجذب أزواجهن، بل ويتعلمن القيام بالأشياء الرومانسية التي يقوم بها الآخرون من أجل سعادتهن الزوجية. على سبيل المثال، في يوم خاص، قد تقوم امرأة كهذه بإعداد عشاء فاخر مع الشموع والنبيذ الأحمر، ثم تطفئ الأنوار، وعندما يعود زوجها إلى المنزل، تجعله يغمض عينيه وتسأله: "أي يوم هذا اليوم؟" يحاول زوجها التخمين لفترة طويلة ولكنه لا يستطيع أن يخمن ما هو اليوم. تضيء الشموع وعندما يفتح زوجها عينيه وينظر، يتبين أنه عيد ميلاده ويقول: "ما أروع هذا! أحبك كثيرًا! لم أتذكر حتى عيد ميلادي. أنت تذكرت عيد ميلادي، أنت بديعة للغاية!" عندها تشعر المرأة بالسعادة والسرور. بهذه الكلمات القليلة فقط من زوجها، تشعر بالرضا والراحة. كل من الرجل والمرأة على حد سواء يمعنان التفكير في طرق للحفاظ على سعادتهما الزوجية؛ فالزوجة تقوم بتغييرات وتضحيات كبيرة، وتبذل الكثير من الوقت والجهد، والزوج يفعل الشيء نفسه، فيعمل بجد واجتهاد ويكسب المال في الدنيا ويملأ حافظة نقوده ويجلب المزيد والمزيد من المال إلى البيت، ويجعل حياة زوجته أفضل وأفضل لتنعم بها. ولكي يحافظ على سعادته الزوجية، عليه أيضًا أن يتعلم مما يفعله الآخرون فيشتري الورود وهدايا أعياد الميلاد وهدايا الكريسماس والشوكولا في عيد الحب وما إلى ذلك، ويمعن التفكير في طرق يحاول بها إسعاد زوجته، ويفعل كل ما بوسعه لفعل هذه الأشياء التي لا طائل من ورائها. بعد ذلك يفقد وظيفته ذات يوم ولا يجرؤ على إخبار زوجته، خوفًا من أن تطلقه أو ألا يصبح زواجهما سعيدًا كما كان. لهذا يستمر في التظاهر بالذهاب إلى العمل وإنهاء العمل في الوقت المحدد كل يوم، وفي الوقت نفسه يذهب إلى كل مكان للتقديم على وظائف، باحثًا عن عمل. ماذا يفعل عندما يأتي يوم الحصول على الراتب ولا يحصل على أي مال؟ يقترض من الجميع لإسعاد زوجته، ويقول لها: "انظري، لقد حصلت على مكافأة قدرها 2000 يوان هذا الشهر. اشتري لنفسك شيئًا لطيفًا". لا تدري زوجته أي شيء عما يحدث فعليًا، وتذهب بالفعل وتشتري بعض الأشياء الفاخرة، فيصبح ذهنه مشحونًا بالقلق ويشعر بأنه لا يوجد مكان يلجأ إليه، ويزداد قلقه. وسواء كان الشخص رجلًا أو امرأة، فكلهم يتخذون الكثير من الإجراءات ويبذلون الكثير من الوقت والجهد للحفاظ على سعادتهم الزوجية، حتى إنهم يذهبون إلى حد القيام بأشياء ضد تفكيرهم السليم. وعلى الرغم من إهدار الأشخاص المعنيين لكثير من الوقت والجهد، فإنهم لا يزالون يجهلون كيفية مواجهة هذه الأمور أو التعامل معها بشكل صحيح، حتى إنهم يمعنون التفكير للتعلم من الآخرين ودراستهم واستشارتهم من أجل الحفاظ على سعادتهم الزوجية. يوجد حتى بعض الناس الذين – بعد أن صاروا يؤمنون بالله – يتقبلون واجبهم والإرسالية التي كلفهم بها بيت الله، ولكنهم يقصرون كثيرًا فيما يتعلق بأداء واجبهم في سبيل الحفاظ على سعادتهم ورضاهم الزوجي. كان من المفترض بهم أصلًا أن يذهبوا إلى مكان بعيد للتبشير بالإنجيل، ويعودوا إلى البيت مرة كل أسبوع أو مرة كل فترة طويلة، أو أن يتركوا البيت ويؤدوا واجبهم بدوام كامل حسب مستويات قدراتهم وظروفهم المختلفة، لكنهم يخشون أن يسخط شريك حياتهم عليهم، أو ألا يكون زواجهم سعيدًا، أو أن يخسروا زواجهم تمامًا، ومن أجل الحفاظ على سعادتهم الزوجية يتخلون عن الكثير من الوقت الذي يجب قضاؤه في أداء واجبهم. ولا سيما عندما يسمعون شريك حياتهم يشكو أو يبدو عليه الاستياء أو يتذمر، يصبحون أكثر حذرًا في الحفاظ على زواجهم. إنهم يبذلون كل ما في وسعهم لإرضاء شريك حياتهم ويعملون جاهدين على أن يكون زواجهم سعيدًا حتى لا ينهار. والأدهى من هذا بالطبع أن بعض الناس يرفضون نداء بيت الله ويرفضون أداء واجبهم من أجل الحفاظ على سعادتهم الزوجية. عندما يجب عليهم أن يتركوا البيت لأداء واجبهم، فلأنهم لا يتحملون فراق أزواجهم أو لأن والديَّ أزواجهم يعارضون إيمانهم بالله ويعارضون تركهم لوظيفتهم وتركهم للبيت لأداء واجبهم، فإنهم يقدمون تنازلات وينبذون واجبهم، ويختارون بدلاً من ذلك الحفاظ على سعادتهم الزوجية وسلامة زواجهم. ولكي يحافظوا على سعادتهم الزوجية وسلامة زواجهم، ولكيلا يفشل زواجهم وينتهي، يختارون فقط الوفاء بمسؤولياتهم والتزاماتهم في الحياة الزوجية وينبذون مهمة الكائن المخلوق. أنت لا تدرك أنه أيًا كان دورك في الأسرة أو في المجتمع – سواء كان دور الزوجة أو الزوج أو الابن أو الابنة أو الوالد أو الوالدة أو الموظف أو أي شيء آخر – وأيًا كان دورك في الحياة الزوجية، سواء كان دورًا مهمًا أم لا؛ فأنت لديك هوية واحدة فقط أمام الله وهي أنك كائن مخلوق. ليست لك هوية ثانية أمام الله، ولهذا؛ عندما يستدعيك بيت الله، فذلك هو الوقت الذي يجب أن تتمِّم فيه مهمتك. معنى هذا أنك – بوصفك كائنًا مخلوقًا – لا ينبغي لك أن تؤدي رسالتك فقط عندما يتحقق شرط الحفاظ على سعادتك الزوجية وسلامة زواجك، بل إنك ما دمت كائنًا مخلوقًا فيجب أن تؤدي الرسالة التي منحك الله إياها وائتمنك عليها، وذلك دون قيد أو شرط، وأنه مهما كانت الظروف، فيجب عليك دائمًا أن تعطي الأولوية للرسالة التي ائتمنك الله عليها، بينما تكون الرسالة والمسؤوليات التي يمنحها إليك الزواج ثانوية. الرسالة التي يجب أن تتممها بوصفك كائنًا مخلوقًا والتي ائتمنك الله عليها، يجب أن تكون هي الأولوية القصوى دائمًا تحت أي ظرف من الظروف وفي كل الأوضاع. لذا، بغض النظر عن مدى رغبتك في الحفاظ على سعادة زواجك، أو أيًا كان وضعك في الزواج، أو مهما كان الثمن الذي يدفعه شريكك من أجل زواجكما عظيمًا، فإن أيًا من هذه الأمور لا يعد سببًا لرفض الرسالة التي ائتمنك الله عليها. وهذا يعني أنه مهما كان زواجك سعيدًا أو مهما كانت قوته، فإن هويتك ككائن مخلوق لا تتغير، وبالتالي فإن الرسالة التي ائتمنك الله عليها هي الواجب الذي أنت ملزم بتتميمه أولًا وقبل كل شيء، وهذا ليس مشروطًا. لذا، عندما يئتمنك الله على رسالتك، وعندما تضطلع بواجب الكائن المخلوق ورسالته، عليك أن تتخلى عن سعيك إلى الزواج السعيد، وتنبذ سعيك إلى الحفاظ على زواجك، وتجعل الله والرسالة التي ائتمنك بيت الله عليها أولويتك الأولى، وألا تتصرف بحماقة. إن الحفاظ على السعادة الزوجية هي مجرد مسؤولية تتحملها كزوج – أو تتحملينها كزوجة – في إطار الزواج، وليست مسؤولية أو رسالة الكائن المخلوق أمام الخالق، ومن ثم لا ينبغي لك أن تنبذ المهمة التي ائتمنك الخالق عليها من أجل الحفاظ على سعادتك الزوجية، ولا ينبغي لك أن تقوم بالكثير من الحماقات والأمور الصبيانية والطفولية التي لا علاقة لها بمسؤولياتك كزوجة أو زوج. كل ما عليك فعله هو الوفاء بمسؤولياتك والتزاماتك كزوجة أو زوج وفقًا لكلام الله ومتطلبات الله – أي وفقًا لتعليمات الله الأولى. على أقل تقدير، يجب أن تفي بمسؤوليات الزوجة أو الزوج بضمير وعقل الإنسانية الطبيعية، وهذا يكفي. أما ما يسمى "الطريق إلى قلب الرجل معدته"، أو الرومانسية، أو الاحتفال بجميع أنواع المناسبات السنوية باستمرار، أو عالم الفردين، أو السعي إلى "تشابك أيادينا والوصول إلى الشيخوخة معًا"، أو "سأحبك إلى الأبد كما أحبك اليوم"، وغيرها من هذه الأشياء التي لا معنى لها، فهذه ليست مسؤوليات الرجل والمرأة الطبيعيين. بالطبع، ولكي نكون أكثر دقة، فإن هذه الأمور ليست هي مسؤوليات الزواج والتزاماته بالنسبة إلى شخص يسعى إلى الحق. هذه الأساليب في العيش ومساعي الحياة ليست هي ما يجب أن ينخرط فيه من يسعى إلى الحق، ولذا يجب عليك أولاً وقبل كل شيء أن تتخلى من أعماق عقلك عن هذه الأقوال ووجهات النظر والممارسات التافهة والحمقاء والطفولية والسطحية والمثيرة للغثيان والمقرفة. لا تدع زواجك يتدهور، ولا تدع سعيك إلى السعادة الزوجية يقيّد يديك وقدميك وأفكارك وخطواتك، فيجعلك طفوليًا وأحمق ومبتذلًا وحتى شريرًا. إن هذه المساعي الدنيوية لزواج سعيد ليست هي الالتزامات التي يجب أن يفي بها الشخص ذو العقل الطبيعي، إنما قد تطورت من هذا العالم الشرير والإنسانية الفاسدة بشكل بحت، ولها تأثير تآكل على إنسانية جميع الناس وأفكارهم. سوف تتسبب في تدهور عقلك، وتحريف إنسانيتك، وسوف تتسبب في أن تصبح أفكارك شريرة ومعقدة وفوضوية وحتى متطرفة. على سبيل المثال، ترى بعض النساء أن بعض الرجال يتصرفون برومانسية مع زوجاتهم، فيقدمون الورود لزوجاتهم في ذكرى زواجهم، أو يصطحبون زوجاتهم للتسوق أو يحتضنونهن أو يقدمون لهن هدايا خاصة عندما يغضبن أو يحزنّ، أو حتى يفاجئونهن في محاولة لإسعادهن، وما إلى ذلك. حالما تقبل هذه المقولات والممارسات في داخلك، سترغب أنت أيضًا في أن يقوم شريكك بتلك الأمور، وسترغب أنت أيضًا في هذا النوع من الحياة وتلك الأنواع من المعاملات، وبالتالي سيصبح حس العقل لديك غير طبيعي وسيكون مضطربًا ومتآكلًا بفعل هذه المقولات والأفكار والممارسات. إذا كان شريك حياتك لا يشتري لك الورود، أو لا يحاول إسعادك، أو لا يفعل أي شيء رومانسي من أجلك، فحينئذٍ ستشعرين بالغضب والاستياء وعدم الرضا – ستشعرين بجميع أنواع الأشياء المختلفة. عندما تمتلئ حياتك بهذه الأمور، فإن الالتزامات التي يجب عليك أن تقومي بها كامرأة والواجبات والمسؤوليات التي يجب أن تتمميها في بيت الله بوصفك كائنًا مخلوقًا ستصبح كلها في حالة من الفوضى. ستعيشين في حالة من عدم الرضا، وسترتبك حياتك الطبيعية وروتينك بسبب مشاعر وأفكار عدم الرضا هذه. لذلك، ستؤثر مساعيك على التفكير المنطقي لإنسانيتك الطبيعية، وحكمك الطبيعي، وكذلك بالطبع المسؤوليات والالتزامات التي يجب أن تفي بها كشخص طبيعي. إذا كنت تسعين وراء الأمور الدنيوية والسعادة الزوجية، فإنك ستصبحين "علمانية" لا محالة. إذا كنتِ تسعين إلى السعادة الزوجية فقط، فأنتِ بالتأكيد ستحتاجين دائمًا إلى أن يقول زوجك أشياء مثل "أحبك"، وإذا كان زوجك لا يقول "أحبك" أبدًا، فستفكرين: "أواه، زواجي تعيس جدًا. زوجي فاقد الحس كاللوح الخشبي، مثل الأحمق. أكثر ما يفعله أنه يجلب القليل من المال إلى المنزل، ويبذل بعض الجهد، ويقوم ببعض الأعمال اليدوية. في أوقات الطعام يقول: "هيا نأكل"، وعندما يحين وقت النوم يقول: "حان وقت النوم، أحلام سعيدة، طابت ليلتك"، وهذا كل شيء. لماذا لا يمكنه أبدًا أن يقول "أحبك"؟ ألا يمكنه حتى أن يقول هذا الشيء الرومانسي الوحيد؟" هل يمكنكِ أن تكوني شخصًا طبيعيًا عندما يمتلئ قلبك بمثل هذه الأشياء؟ ألستِ دائمًا في حالة غير طبيعية وعاطفية؟ (بلى). بعض الناس ليس لديهم أي تمييز لاتجاهات العالم الشريرة هذه؛ ليس لديهم أي مقاومة أو مناعة. وامرأة كهذه تعتبر هذا الأمر، أي ظاهرة قول الأشياء الرومانسية هذه، علامة من علامات السعادة الزوجية، وتريد بعد ذلك أن تسعى إليها وتقلدها وتنالها، وعندما لا تستطيع نيلها ستغضب، وكثيراً ما ستسأل زوجها: "أخبرني هل تحبني أم لا؟" وبسبب أنها سألت زوجها مرات كثيرة، فإنه يغضب، ويحمرّ وجهه، ويندفع قائلًا: "أحبك يا حبيبتي". فتقول: "فلتقلها مرة أخرى". فيتمالك زوجها نفسه لدرجة أن وجهه ورقبته يحمران احمرارًا شديدًا، ثم يقول لها وهو يفكر: "حبيبتي، أنا أحبك". مثلما ترى، هذا الرجل المحترم يقول هذا الكلام المقزز، ولكنه لا ينبع من قلبه، ولذلك يشعر بعدم الارتياح. وعندما تسمعه زوجته وهو يقول هذا الكلام، تشعر بسعادة غامرة، وتقول: "هذا يكفيني!" وماذا يقول زوجها؟ "انظري إليك الآن. هل أنت سعيدة الآن؟ أنت فقط تبحثين عن المتاعب". أخبرني، عندما تعيش المرأة والرجل هذا النوع من الحياة الزوجية، هل هذه سعادة؟ (لا). هل تكونين سعيدة عندما تسمعين عبارة "أحبك"؟ هل هذا يفسر السعادة الزوجية؟ هل الأمر بهذه البساطة؟ (لا). بعض النساء يسألن أزواجهن دائماً: "أخبرني، هل تعتقد أنني أبدو كبيرة في السن؟" زوجها صادق، ولذا يقول لها بصراحة: "نعم، قليلاً. مَن لا يبدو كذلك بعد بلوغه الأربعين؟" فترد عليه: "أواه، ألا تحبني؟ لماذا لا تقول إنني أبدو شابة؟ هل تكره حقيقة أنني كبرت؟ هل تريد أن تجد عشيقة؟" فيقول زوجها: "يا له من أمر مزعج! لا أستطيع حتى أن أقول لكِ أي شيء بصدق. ما خطبك؟ كنت فقط أتحدث بصراحة. من ذا الذي لا يكبر؟ هل تريدين أن تكوني وحشاً ما؟" مثل هذا النوع من النساء غير عقلانيات. ماذا نسمي الأشخاص الذين يسعون وراء هذا النوع من السعادة الزوجية المزعومة؟ إذا تحدثنا بصيغة مبتذلة، فسنقول إنهم حثالة. وماذا يمكن أن نطلق عليهم إذا لم نكن مبتذلين؟ إنهم مختلين عقليًا. ما الذي أقصده بـ"مختلين عقلياً"؟ أعني أنهم فاقدون لتفكير الإنسانية الطبيعية. إنهم في سن الأربعين أو الخمسين يقتربون من سن الشيخوخة، ولا يزالون غير قادرين على رؤية ماهية الحياة بوضوح، وماهية الزواج، ويحبون دائمًا القيام بأشياء لا طائل منها ومثيرة للغثيان. إنهم يعتقدون أن هذه هي السعادة الزوجية، وأن هذه هي حريتهم وحقهم، وأنه من المفترض أن يسعوا بهذه الطريقة، ويعيشوا بهذه الطريقة، ويتعاملوا مع الزواج بهذه الطريقة. أليسوا هكذا لا يتصرفون بشكل صحيح؟ (بلى). هل هناك الكثير من الناس الذين لا يتصرفون بشكل صحيح؟ (نعم). يوجد كثيرون في عالم غير المؤمنين، لكن هل يوجد منهم في بيت الله؟ هل يوجد منهم الكثير؟ إن الرومانسية والهدايا والأحضان والمفاجآت وكلمة "أحبك" وما نحوها كلها من علامات السعادة الزوجية التي يسعون إليها، وهي ما يهدفون إليه من سعيهم إلى السعادة الزوجية. الذين لا يؤمنون بالله هم على هذه الشاكلة، وهناك حتماً كثيرون ممن يؤمنون بالله ينخرطون الآن في مثل هذا السعي ولهم مثل هذه الآراء. إذن، هناك الكثيرون ممن يؤمنون بالله منذ عشر سنوات أو أكثر، وقد استمعوا إلى بعض العظات وفهموا بعض الحق، ولكنهم، من أجل الحفاظ على سعادتهم الزوجية ومرافقة الزوج، والوفاء بالوعود التي قطعوها على أنفسهم فيما يتعلق بزواجهم وهدف السعادة الزوجية الذي تعهدوا بالسعي إليه، لم يتمموا قط مسؤولياتهم وواجباتهم أمام الخالق. وبدلًا من ذلك، لا يضعون أقدامهم خارج بيوتهم، ولا يتركون البيت مهما ازداد عمل بيت الله، ولا يتخلون عن أزواجهم أو زوجاتهم من أجل أداء الواجب، بل يعتبرون السعي إلى السعادة الزوجية والحفاظ عليها هدفًا حياتيًا يجاهدون من أجله ويبذلون في سبيله جهودًا لا تنقطع. هل هم بالانخراط في سعيهم هذا يسعون إلى الحق؟ بالطبع لا. لأنهم في أذهانهم، وفي أعماق قلوبهم، وحتى في تصرفاتهم، لم يتخلوا عن السعي إلى السعادة الزوجية ولا عن الفكرة والرأي ومنظور الحياة المتمثل في أن "السعي إلى السعادة الزوجية هي مهمة المرء في الحياة"، ولذلك فهم غير قادرين إطلاقًا على ربح الحق. أنتم لم تتزوجوا بعد ولم تدخلوا في الزواج بعد. إذا كنتم لا تزالون تحتفظون بهذا الرأي عندما تدخلون في الزواج، فأنتم أيضًا لن تتمكنوا من ربح الحق. حالما تكون قد ربحت السعادة الزوجية، فلن تكون قادرًا على ربح الحق. لأنك تعتبر السعي إلى السعادة الزوجية مهمتك في الحياة، فإنك ستتنازل حتمًا عن فرصة أداء رسالتك أمام الخالق وتتخلى عنها. إذا تخليت عن الفرصة والحق في تتميم رسالة الكائن المخلوق أمام الخالق، فإنك تتخلى عن السعي إلى الحق، وتتخلى أيضًا بالطبع عن نيل الخلاص، وهذا اختيارك.

لسنا نقدم شركة حول التخلي عن السعي إلى السعادة الزوجية لكي تتخلى عن شكل الزواج، ولا لكي نشجعك على الطلاق، وإنما لكي تتخلى عن تلك المساعي المتعلقة بالسعادة الزوجية. أولًا وقبل كل شيء، ينبغي لك أن تتخلى عن تلك الآراء التي تسيطر عليك في سعيك إلى السعادة الزوجية، ومن ثم ينبغي لك أن تتخلى عن ممارسة السعي إلى السعادة الزوجية وتكرس معظم وقتك وطاقتك لأداء واجب الكائن المخلوق والسعي إلى الحق. وبالنسبة إلى الزواج، ما دام أنه لا يتعارض أو يتصادم مع سعيك إلى الحق، فإنَّ الالتزامات التي يجب أن تتممها والرسالة التي يجب أن تنجزها والدور الذي يجب أن تلعبه في إطار الزواج، لن تتغير. لذلك، فإن طلب التخلي عن السعي إلى السعادة الزوجية لا يعني أن أطلب منك نبذ الزواج أو الطلاق شكليًا، بل يعني أن أطلب منك أن تتمِّم رسالتك ككائن مخلوق وأن تؤدي الواجب الذي يجب أن تؤديه بشكل سليم مع افتراض الوفاء بالمسؤوليات التي يجب أن تؤديها في الزواج. وبالطبع، إذا كان سعيك للسعادة الزوجية يؤثر في أدائك لواجبك ككائن مخلوق أو يعيقه أو حتى يفسده، فيجب عليك نبذ سعيك للسعادة الزوجية، إضافةً إلى زواجك بأكمله أيضًا. ما هو الغرض النهائي والمعنى النهائي من تقديم شركة حول هذه الأمور؟ ألا تعيق السعادة الزوجية خطاك، وتقيّد يديك، وتعمي بصيرتك، وتشوّه رؤيتك، وتزعج بالك وتشغله، وحتى لا يشغل السعي إلى السعادة الزوجية طريق حياتك، ويملأ حياتك، وحتى تتعامل بشكل صحيح تجاه المسؤوليات والالتزامات التي ينبغي لك تتميمها في الزواج، وأن تختار الاختيارات الصحيحة فيما يتعلق بالمسؤوليات والالتزامات التي عليك الوفاء بها. ثمة طريقة أفضل للممارسة تتمثل في تكريس المزيد من الوقت والطاقة لواجبك، وأداء الواجب الذي ينبغي عليك أداؤه، وإنجاز الرسالة التي ائتمنك الله عليها. يجب ألا تنسى أبدًا أنك كائن مخلوق، وأن الله هو الذي قادك في الحياة إلى هذه اللحظة، وأن الله هو الذي منحك الزواج، وهو الذي منحك الأسرة، وأن الله هو الذي أنعم عليك بالمسؤوليات التي يجب أن تتممها في إطار الزواج، وأنك لست من اخترت الزواج، وأنك لم تتزوج من فراغ، وأنك لا تستطيع الحفاظ على سعادتك الزوجية بالاعتماد على قدراتك وقوتك. هل شرحت هذا الأمر بوضوح الآن؟ (نعم). هل تفهم ما يجب عليك فعله؟ هل الطريق واضح لك الآن؟ (نعم). إذا لم يكن هناك تعارض أو تناقض بين المسؤوليات والالتزامات التي يجب أن تتممها في الزواج وبين واجبك ورسالتك ككائن مخلوق، ففي مثل هذه الظروف يجب أن تتمم مسؤولياتك في إطار الزواج كيفما يكن، ويجب أن تتمم مسؤولياتك على خير وجه، وأن تتحمل المسؤوليات التي يجب أن تتحملها، ولا تحاول التنصل منها. يجب أن تتحمل مسؤولياتك تجاه شريك حياتك، ويجب أن تتحمل مسؤولية شريك حياتك ومسؤولية حياته ومشاعره وكل ما يتعلق به. لكن عندما يوجد تعارض بين المسؤوليات والالتزامات التي تتحملها في إطار الزواج وبين رسالتك وواجبك ككائن مخلوق، فإن ما يجب أن تتخلى عنه ليس واجبك أو رسالتك بل مسؤولياتك في إطار الزواج. هذا هو ما يتوقعه الله منك، إنها إرسالية الله لك، وهذا بالطبع ما يطلبه الله من أي رجل أو امرأة. لن تكون قادرًا على السعي إلى الحق واتباع الله إلا عندما تكون قادرًا على ذلك. إذا لم تكن قادرًا على ذلك ولا يمكنك الممارسة بهذه الطريقة، فلست سوى مؤمن صوري، ولا تتبع الله بقلب صادق، ولست ساعيًا إلى الحق. لديك الآن الفرصة والظروف لمغادرة الصين لأداء واجبك، وبعض الناس يقولون: "إذا غادرت الصين لأداء واجبي، فسوف أضطر إلى ترك زوجتي أو زوجي في المنزل. ألن يرى أحدنا الآخر مرة أخرى؟ ألن يكون علينا أن نعيش منفصلين؟ ألن يكون لدينا زواج بعد الآن؟". يفكر بعض الأشخاص: "أواه، كيف سيعيش شريك حياتي بدوني؟ ألن ينهار زواجنا إذا لم أكن موجودًا؟ هل سينتهي زواجنا؟ ماذا سأفعل في المستقبل؟" هل يجب عليك التفكير في المستقبل؟ ما أكثر ما يجب أن تفكر فيه؟ إذا كنت تريد أن تكون شخصًا يسعى إلى الحق، فإن أكثر ما يجب أن تفكر فيه هو كيفية التخلي عما يطلب منك الله أن تَتَخَلَّى عنه، وكيفية إنجاز ما يطلب منك الله أن تنجزه. إذا كنت ستصبح بدون زواج وبدون وجود شريك حياتك إلى جانبك في المستقبل، في الأيام القادمة، فسيمكنك أن تعيش حتى الشيخوخة وتعيش جيدًا كما في الزواج تمامًا. أما إذا تخليت عن هذه الفرصة، فهذا بمثابة تخليك عن واجبك والمهمة التي ائتمنك الله عليها. لن تكون عندئذٍ في نظر الله شخصًا يسعى إلى الحق، أو شخصًا يريد الله حقًا، أو شخصًا يسعى إلى الخلاص. إذا رغبت بنشاط في نبذ فرصتك وحقك في نيل الخلاص ورسالتك واخترت بدلًا من ذلك الزواج، واخترت البقاء متحدين كزوج وزوجة، واخترت أن تبقى مع شريك حياتك وأن ترضيه، واخترت الحفاظ على زواجك، فستكسب في النهاية بعض الأشياء وتخسر بعض الأشياء. أنت تفهم ماذا ستخسر، أليس كذلك؟ فالزواج ليس كل شيء، ولا السعادة الزوجية كذلك؛ فهي لا يمكن أن تقرر قدَرَك، ولا يمكنها أن تقرر مستقبلك، وبالتأكيد لا يمكنها أن تقرر غايتك. إذن، أي الخيارات يجب على الناس أن يتخذوها، وما إذا كان عليهم أن يتخلوا عن السعي إلى السعادة الزوجية وأداء واجب المخلوق أم لا، فهذا أمر متروك لهم ليقرروه. هل قدمنا شركة واضحة الآن حول موضوع "السعي إلى السعادة الزوجية ليس رسالتك"؟ (نعم). هل هناك أي مسألة تجدونها صعبة ومقلقة ولا تعرفون بعد الاستماع إلى شركتي كيف تمارسونها؟ (لا). بعد الاستماع إلى هذه الشركة، هل تشعرون الآن أنَّ لديكم قدرًا أكبر من الوضوح، وأن لديكم طريقًا دقيقًا للممارسة، وأن لديكم هدفًا صحيحًا تمارسون في اتجاهه؟ هل تعرفون الآن كيف يجب أن تمارسوا من الآن فصاعدًا؟ (نعم). إذن دعونا ننهي هذه الشركة هنا. إلى اللقاء!

14 يناير 2023

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.