كلمات حول موضوعات أخرى (اقتباس 82)
(الإجابة على أسئلة الإخوة والأخوات)
(ما زلت مقيدًا بمشاعري تجاه عائلتي أثناء تأدية واجبي. إنني غالبًا ما أفتقدهم، وهذا يؤثر على أداء واجبي. تحسّنت حالتي قليلًا في الآونة الأخيرة، ولكنني ما زلت أشعر بالقلق أحيانًا خشية أن يأسر التنين العظيم الأحمر أفراد عائلتي بهدف تهديدي وأخشى ألّا أتمكن من الصمود حينها). تلك مخاوف لا أساس لها من الصحة. عندما تفكر في هذه الأمور، عليك أن تطلب الحق من أجل انحلال العقدة. يجب أن تفهم أنه أيًا تكن الظروف التي تواجهها، فإن الله هو من رتّبها ودبّرها. يجب عليك أن تتعلم الخضوع لله وأن تكون قادرًا على طلب الحق والثبات في مواجهة المواقف. هذا درس يجب أن يتعلمه الناس. ينبغي عليك أن تتأمل كثيرًا بشأن: كيف تختبر سقاية الله ورعايته خلال هذه الفترة من الزمن؟ كم تبلغ قامتك الحقيقية؟ كيف ينبغي لك أن تؤدي واجبك ككائن مخلوق؟ يتعين عليك فهم هذه الأشياء! وإذا كان بوسعك التفكير في تهديد التنين العظيم الأحمر لك، فلماذا لا تفكر في كيفية الدخول إلى الحق؟ لماذا لا تتأمل في الحق؟ (عندما تخطر هذه الأفكار على بالي فإنني أدعو الله وأتعهد أنني إذا واجهت هذه الظروف يومًا ما، فسأظل مخلصًا لله حتى الموت. ولكنني أخشى حقًا ألا أتمكن من تحقيق ذلك بقامتي القصيرة). لذا فإنك تدعو الله: "ربي إني أخشى ألا أتمكن من فعل ذلك بسبب قامتي القصيرة. إنني في شدة الفزع. يا إلهي لا تفعل بي ذلك حتى أمتلك القامة المناسبة." أهذه طريقة صحيحة للدعاء؟ (كلا). بل ينبغي أن تدعو بهذه الطريقة: "اللهم إن قامتي قصيرة وإيماني ضعيف الآن، وأخشى من الاضطرار لمواجهة شيء ما؛ بل في الواقع، أنا لا أومن حقًا أن كل الأمور وكل الأشياء بين يديك. لم أضع نفسي حقًا بين يديك؛ يا لهذا التمرد! أنا مستعد للخضوع لتدابيرك وترتيباتك. مهما تفعل، فإن قلبي مستعد لأن يشهد لك. أنا مستعد للتمسك بشهادتي دون أن أسيء إليك. أرجوك أن تفعل ما تشاء." عليك أن تضع تطلعاتك وما تريد قوله أمام الله؛ وبهذه الطريقة تُنتج الإيمان الحقيقي. فإذا كنت مترددًا حتى في الدعاء بهذه الطريقة، فلا بد أن إيمانك ضعيف للغاية حقًا! عليك الدعاء بهذه الطريقة كثيرًا. وحتى إذا دعوت بهذه الطريقة، فلن يستجيب الله بالضرورة. إن الله لا يُحمّل الناس أكثر مما يطيقون حمله، ولكن إذا أوضحت توجهك وعزيمتك، فسوف يرضى الله. وعندما يرضى الله، فلن يكون قلبك مضطربًا ومقيدًا بهذا الأمر. "إن أشياء مثل الزوج، والأطفال، والأسرة، والممتلكات؛ كلها بين يديّ الله. إنها لا تعني له شيئًا. إن الكون كله بين يديّ الله، أليست عائلتي بين يديه أيضًا؟ ما جدوى قلقي عليهم؟ ليس لي من الأمر شيء، ولست ذا قدرة، ولا أستطيع حمايتهم. إن مصيرهم وكل شيء يخصّهم بين يديّ الله!" يجب أن يكون لديك الإيمان اللازم للمجيء أمام الله والدعاء، وأن تعقد العزم بحزم وتعقد النية على الخضوع لترتيبات الله. من ثم ستتغير الحالة التي بداخلك. لن يعود لديك أي مصادر للقلق، ولن تشعر بالقلق بعد الآن. لن تكون حذرًا بإفراط ومليئًا بالخوف في كل ما تفعله. وبينما يتقدم الجميع إلى الأمام بخطوات سريعة، فإنك تتراجع للخلف وتريد دائمًا الهرب؛ أليس هذا ما يفعله الجبان؟ عندما يؤدي شعب الله واجبهم في الملكوت وتؤدي المخلوقات واجبها أمام الخالق، ينبغي عليهم أن يتقدموا بهدوء وبقلوب تتقي الله. يجب ألّا يتحسسوا الطريق أو يتراجعوا إلى الوراء أو يسيروا بحذر بالغ. إذا كنت تعلم أن هذه الحالة خاطئة وكنت تقلق بشأنها باستمرار بدلًا من طلب الحق لحلها، فستصبح مقيدًا بها ومرتبطًا بها، ولن تتمكن من إتمام واجبك. أنت ترغب في أداء واجبك ككائن مخلوق بكل قلبك، وكل تفكيرك، وكل قوتك، لكن هل تستطيع تحقيق هذا؟ إنك لا تستطيع الوصول إلى مستوى العمل بكل قلبك لأن قلبك ليس مُعلّق بواجبك؛ لقد التزمت بالعمل بعُشر قلبك فحسب في أفضل الأحوال. ومن دون العمل بكل قلبك، كيف يمكنك أن تعطي كل تفكيرك وقوتك؟ إن قلبك ليس مُعلّقًا بواجبك، وكل ما لديك هو القليل من الرغبة لأداء هذا الواجب. هل تستطيع فعلًا أن تتمم واجبك بكل قلبك وعقلك؟ ليس لديك العزم على ممارسة الحق، لذلك فإنك مُلزم بالتقيد بعائلتك وبمشاعرك تجاههم. سوف يقيّدون تصرفاتك تمامًا؛ وسوف يستحوذون على تفكيرك وقلبك، وسوف تفشل في بلوغ الحق وتحقيق متطلبات الله – سيكون لديك الرغبة لكنك ستفتقر إلى القوة. لذا، ينبغي عليك أن تصلي أمام الله، وأن تكون متفهمًا لمقاصد الله، ومدركًا أيضًا لموقفك ككائن مخلوق؛ ينبغي عليك أن تمتلك العزم والموقف اللذان ينبغي أن تتمتع بهما وتضعهما أمام الله. هذا هو الموقف الذي يجب أن تتحلى به. لماذا لا يعاني بعض الأشخاص الآخرين من مثل هذه المخاوف؟ هل تظنّ أن الآخرين ليس لديهم عائلات أو صعوبات مثل هذه؟ في الواقع، كل شخص لديه بعض العوائق الجسدية والعائلية، ولكن بعض الناس قادرون على حلها من خلال الدعاء لله وطلب الحق. وبعد فترة من الطلب، يدركون حقيقة هذه المشاعر الجسدية ويخرجوها من قلوبهم؛ ومن ثم فإن هذه الأمور لا تعود تمثل لهم مصاعب، ولا يمكن أن تتحكم بهم أو تقيّدهم، ولا تؤثر على أدائهم لواجباتهم، وبالتالي يصبحون أحرارًا. ثمة سطر من كلام الله في الكتاب المقدس يقول: "فَكَذلِكَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ لاَ يَتْرُكُ جَمِيعَ أَمْوَالِهِ، لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا" (لوقا 33: 14). ما معنى أن يتخلى المرء عن جميع أمواله؟ ما المقصود بكلمة "جميع"؟ إن أشياء مثل المكانة، والشهرة، والمكاسب، والأسرة، والأصدقاء، والممتلكات، كلها تدخل ضمن معنى كلمة "جميع". فما هي الأشياء التي تحتل مكانة مهمة في قلبك؟ بالنسبة للبعض، هم الأطفال، وبالنسبة للبعض الآخر، الوالدان، وبالنسبة لآخرين، هي الثروة، وعند آخرين المكانة والشهرة والمكاسب. إذا كنت تقدّر هذه الأشياء، فإنها سوف تسيطر عليك. وإذا كنت لا تقدّرها ويمكنك أن تتخلى عنها تمامًا، فلا يمكنها التحكم بك. يعتمد الأمر على موقفك تجاه هذه الأشياء وكيفية تعاملك معها.
يجب أن تفهموا أنّه أيًا كان الوقت أو المرحلة التي يباشر الله فيها عمله، فهو يحتاج دائمًا إلى طائفة من الناس للعمل معه. وتعاون هؤلاء الناس مع عمل الله أو تعاونهم في نشر الإنجيل هو أمر قدّره الله مسبقًا. فهل لدى الله إرسالية لكل شخص قرر الله قدره مسبقًا؟ إن كل شخص لديه مهمة ومسؤولية؛ كل شخص لديه إرسالية. وعندما يعطيك الله إرسالية، فإنها تصبح مسؤوليتك. عليك أن تتحمل هذه المسؤولية؛ فهي واجبك. ما هو الواجب؟ إنه المهمة التي كلّفك الله بها. وما هي المهمة؟ (إرسالية الله هي مهمة الإنسان. ويجب أن يعيش الإنسان حياته ليتمّ إرسالية الله. لا يشغل قلبه سوى هذه الإرسالية، ولا ينبغي أن يعيش حياته من أجل أي شيء آخر). إن إرسالية الله هي مهمة الإنسان؛ هذا هو الفهم الصحيح للمسألة. إن الذين يؤمنون بالله خُلقوا على الأرض لإتمام إرسالية الله. إذا كان كل ما تسعى إليه في هذه الحياة هو تسلّق السلم الاجتماعي، وجمع الثروة، وعيش حياة طيبة، والاستمتاع بالتواجد بالقرب من العائلة، والاستمتاع بالشهرة والمكاسب والمكانة – فإذا اكتسبت مكانة اجتماعية، وأصبحت عائلتك مرموقة، وكل أفراد عائلتك بخير وعافية – ولكنك تتجاهل المهمة التي كلّفك الله بها، فهل لهذه الحياة التي تعيشها أي قيمة؟ كيف سيكون جوابك أمام الله بعد موتك؟ لن تستطيع الإجابة، وهذا هو التمرد الأعظم؛ هذه هي الخطيئة العظمى! من منكم يؤدي واجبه في بيت الله حاليًا عن طريق الصدفة؟ أيًا كانت الخلفية التي أتيت منها لأداء واجبك، لم يكن ذلك عن طريق الصدفة. لا يمكن أداء هذا الواجب فقط من خلال العثور على البعض القليل من المؤمنين عشوائيًا؛ لقد كان هذا أمرًا مقدرًا من الله قبل بداية الزمن. وما معنى أن يكون الشيء مُقدّرًا سلفًا؟ ما المقصود على وجه التحديد؟ هذا يعني أن الله، في خطة تدبيره الشاملة، خطّط منذ زمن بعيد لعدد المرات التي ستكون فيها على الأرض، وأي نسب وأي عائلة ستولد فيها خلال الأيام الأخيرة، و ظروف هذه العائلة، وما إذا كنت ستكون ذكرًا أم أنثى، وما ستكون نقاط قوتك، وما هو مستوى التعليم الذي ستحصل عليه، وما مدى فصاحتك، وكيف سيكون مستوى قدراتك، وكيف سيكون شكلك. لقد حدّد العمر الذي ستأتي فيه إلى بيت الله وتبدأ في أداء واجبك، والواجب الذي ستؤديه وفي أي وقت ستؤديه. لقد قدّر الله مسبقًا بالفعل كل خطوة ستخطوها. عندما لم تكن قد ولدت بعد، وعندما أتيت إلى الأرض في حيواتك العديدة الأخيرة، كان الله قد رتّب لك بالفعل الواجب الذي ستؤديه في هذه المرحلة النهائية من العمل. هذه ليست مزحة بالتأكيد! إن حقيقة أنك قادر على سماع عظة هنا هو أمر قد قدّره الله مسبقًا. لا ينبغي الاستخفاف بهذا الأمر! وبالإضافة إلى ذلك، فإن طولك، ومظهرك، وشكل عينيك، وشكل جسمك وحالتك الصحية، و تجاربك الحياتية، و الواجبات التي يمكنك تأديتها في سن معينة، ومستوى قدراتك والمواهب التي ستمتلكها؛ كلها أمور قدّرها الله لك مسبقًا منذ زمن بعيد، ولا يجري ترتيبها الآن بكل تأكيد. لقد قدّر الله هذه الأمور لك منذ زمن بعيد، وهذا يعني أنه إذا كان ينوي أن يستخدمك، فإنه سيكون قد أعدّك بالفعل قبل أن يعطيك هذه الإرسالية وهذه المهمة. لذا هل يجوز لك أن تهرب منها؟ هل يجوز لك أن تتعامل معها بفتور؟ لا يجوز كلا الأمران، فهذا معناه خذلان الله! إن أسوأ أنواع التمرد من جانب البشر هو التخلي عن الواجب؛ إنه عمل شنيع. لقد عمل الله بتمعّن وجدّية، وقدّر لك منذ الأزل أن تصل إلى هذا اليوم وتُعطى هذه المهمة. أليست هذه المهمة مسؤوليتك إذن؟ أليست هي التي تعطي قيمة لعيش حياتك؟ إذا لم تكمل المهمة التي كلّفك الله بها، فإنك تفقد قيمة الحياة ومعناها؛ وكأنك عشت حياتك عبثًا من غير جدوى. لقد رتّب الله الظروف والبيئة والخلفية المناسبة لك، ووهبك المستوى الذي لديك من القدرات والمهارات، وأعدّك للعيش إلى هذا العمر، وأعدّك لتمتلك كل المؤهلات التي ستحتاجها لأداء واجبك، لقد رتّب لك كل هذا، ومع ذلك فأنت لا تؤدي هذا الواجب بجد واجتهاد. أنت لا تستطيع مقاومة الإغراء وتختار الهروب، وتبحث دائمًا عن حياة طيبة وتلاحق الأشياء الدنيوية. أنت تأخذ الهبة والقدرة اللتان أعطاك إياهما الله وتخدم بهما الشيطان، وتهب حياتك للشيطان. ما الذي سيشعر به الله تجاه هذا؟ ألن يزدريك بعد أن خيّبت آماله فيك بهذا الشكل؟ ألن يكرهك؟ بل سيصبّ عليك جام غضبه. وهل يمكن اعتبار الأمر منتهيًا حينها؟ هل يمكن أن يكون الأمر بسيطًا كما تتخيل؟ أتظن أن عدم إكمال مهمتك في هذه الحياة سينتهي بموتك؟ لا ينتهي الأمر عند هذا الحد؛ فحينها ستكون روحك في خطر. أنت لم تؤد واجبك، ولم تقبل إرسالية الله، وهربت من حضرة الله. لقد أصبحت الأمور صعبة جدًا. إلى أين يمكنك الفرار؟ هل يمكنك الهرب من يديّ الله؟ كيف يصنّف الله هذا النوع من الأشخاص؟ (أولئك أناس خانوه). كيف يحدد الله الأشخاص الذين خانوه؟ كيف يصنّف الله الأشخاص الذين هربوا من كرسي دينونته؟ أولئك أناس سيعانون الهلاك والتدمير. لن يمنحك الله حياة أخرى أو يبعثك مجددًا أبدًا، ولن يعطيك الله أي إرسالية أخرى. أنت لم تعد مُكلّفًا بأي مهام وليس أمامك أي فرصة لنيل الخلاص. تلك مشكلة خطيرة! سيقول الله: "لقد فر هذا الإنسان من أمام عينيّ مرّة، هاربًا من كرسي دينونتي وحضرتي. لم ينفّذ مهمته ولم يكمل إرساليته. تنتهي حياته هنا. قُضي الأمر وانتهى." يا لها من مأساة! بالنسبة إليكم، أن تتمكنوا من أداء واجبكم في بيت الله اليوم، سواء كان كبيرًا أو صغيرًا، وسواء كان جسديًا أو ذهنيًا، وسواء كان التعامل مع قضايا خارجية أو عمل داخلي، فلا أحد يؤدي واجبه بمحض الصدفة. كيف يمكن أن يكون الأمر رهنًا باختيارك؟ كل هذا بقيادة الله. أنت مدفوع بهذه الطريقة، ولديك هذا الشعور بالرسالة والمسؤولية، وتستطيع أداء هذا الواجب فقط بسبب تكليف الله لك بإرسالية. يوجد الكثير جدًا من بين غير المؤمنين ممن يتمتعون بالمظهر الجيد، أو المعرفة، أو الموهبة، ولكن هل يفضّلهم الله؟ كلا، لا يفضّلهم. لم يختارهم الله، ولا يفضّل سواكم. أنتم لديه تتولون كل أنواع الأدوار، وتؤدون كل أنواع الواجبات، وتتحملون أنواعًا مختلفة من المسؤوليات في عمله التدبيري. وعندما تصل خطة تدبير الله أخيرًا إلى نهايتها وتتحقق، فيا له من مجد وحظوة يحظى بهما المرء! لذا، عندما يعاني الناس اليوم القليل من المشقة أثناء أداء واجبهم؛ عندما يتعين عليهم التخلي عن بعض الأشياء، وبذل أنفسهم قليلًا، ودفع ثمن معين؛ عندما يفقدون مكانتهم وشهرتهم ومكاسبهم في الدنيا؛ وعندما تزول كل هذه الأشياء، يبدو الأمر وكأن الله قد سلبهم كل شيء، لكنهم يكونون قد ربحوا شيئًا أثمن وأكثر قيمة. ماذا ربح الناس من الله؟ لقد ربحوا الحق والحياة من خلال أداء واجبهم. فعندما تتم أداء واجبك، وتكمل إرسالية الله، وتهب حياتك كلها لمهمتك والإرسالية التي كلّفك الله بها، وتقدّم شهادة طيبة لله، وتحيا حياة ذات قيمة – حينها فقط تصبح شخصًا حقيقيًا! ولماذا أقول شخص حقيقي؟ لأن الله اختارك وجعلك تؤدي واجبك ككائن مخلوق تحت تدبيره. وهذا هو الشيء الأعظم قيمة والأعظم معنى في حياتك.
إن الله لا يطلب من الناس الكثير. فعندما يعطيك الله إرسالية ومسؤولية، إذا قلت إن إيمانك ضعيف وأن هذا هو أقصى جهد يمكنك بذله، وأن هذا هو أقصى ما يمكنك تقديمه، وأن هذه هي الأشياء التي يمكنك تحمّلها، فإن الله لن يجبرك. ليس الأمر كما لو أنه سيطلب منك بذل مائة بالمائة وتبذل أنت خمسًا وتسعين بالمائة، فيصير هو غير راضٍ عنك، ولا يتركك لحالك، ويحركك باستمرار ويحثّك لتتمكن من الوصول إلى المائة بالمائة التي يطلبها. لن يفعل الله ذلك؛ بل سيجعلك تسعى تدريجيًا إلى التقدم خطوة بخطوة وفقًا لقامتك وطاقتك وما أنت قادر عليه. إن الله عادل وعقلاني في عمله. إنه لا يجبر الناس؛ بل يجعلك تشعر بالراحة والطمأنينة؛ يجعلك تشعر أنه في كل ما يفعله لك، يمكنه أن يفهمك ويراعيك. يجب على الناس أن يكونوا على دراية بجهد الله الدؤوب إلى جانب رحمته، ولطفه، وتسامحه مع البشرية. وما الذي ينبغي على الناس فعله إذن؟ وكيف ينبغي لهم أن يتعاونوا؟ ينبغي عليهم أن يتعاونوا بهذه الطريقة: "لا بد أن أسعى نحو إرضاء مقاصد الله. يريدني الله أن أبذل مائة بالمائة؛ لن أبذل ثلاثين بالمائة فقط إذا كنت قادرًا على بذل ستين. سأبذل كل قوتي، ولن أكون مخادعًا. لن أقصّر في عملي، ولن أسمح لنفسي بامتلاك عقلية تعتمد على الحظ." سيفي هذا بالغرض. ينظر الله إلى قلب الإنسان. إن الله لا يضع متطلبات موحّدة لجميع الناس؛ فليس عليك أن تهجر أطفالك وعائلتك أو تتخلى عن وظيفتك لأن شخصًا آخر فعل ذلك. لا يوجد لدى الله نهج واحد يناسب الجميع، بل هو يطلب منك وفقًا لقامتك وما يمكنك تحقيقه. لذا، لا داعي لأن تشعر بأي قلق أو ضغط. ادع الله فقط بناءً على ما أنت قادر على تحقيقه. وأيًا تكن الصعوبات أو القيود التي تواجهك، فلا تتراجع أمامها. لا تدعها تؤثر عليك. هذا هو الطريق الصحيح. فبمجرد أن تتأثر بها، ستظل تفكر: "لم أبل بلاءً حسنًا. إن الله غير راضٍ عني، أليس كذلك؟ يجب أن أتوخى الحذر الشديد. يجب ألا أقسو على نفسي أكثر مما ينبغي؛ أحتاج لإفساح بعض المجال لالتقاط أنفاسي." هذا خطأ؛ هذا سوء فهم لله. إنّ كل خطوة تدريجية من هذا النوع من التجارب تجعل الناس يشعرون أكثر فأكثر أن إيمانهم ضعيف جدًا لدرجة أنهم قد يشكّون في الله بناءً على مفاهيمهم وتصوراتهم، كما يقول المثل تمامًا "تقييم النبيل بمقاييس الرذيل." إنهم يؤمنون بالله، ولكنهم يخشون الاعتماد عليه؛ إنهم يؤمنون بسيادة الله، ولكنهم يخشون تسليم كل شيء إليه. كثيرًا ما يقول الناس: "الله يملك السيادة على كل شيء" و" كل شيء بين يديّ الله،" ولكن عندما يواجهون موقفًا ما، فإنهم يفكرون: "هل يستطيع الله حقًا أن يملك السيادة على هذا؟ هل يمكن الاعتماد عليه حقًا؟ من الأفضل أن أعتمد على أشخاص آخرين، وإذا لم ينجح ذلك، فسوف أتوصّل إلى حل ما بنفسي." ومن ثم يدركون مدى عدم نضجهم، وسخافتهم، وقِصر قامتهم. ويعودون مرة أخرى، يريدون الاعتماد على الله، ولكنهم يجدون أنهم ما زالوا غير قادرين على إيجاد الطريق. ولكنهم يعرفون في قرارة أنفسهم أن الله جدير بالثقة ويمكن الاعتماد عليه؛ وكل ما في الأمر أن إيمانهم ضعيف وأنهم دائمًا متشككون للغاية. كيف تحل هذه المشكلة؟ يجب عليك الاعتماد على خبرتك وعلى السعي إلى الحق وفهم الحق؛ وحينها فقط يمكنك أن تنتج إيمانًا حقيقيًا. وكلّما زادت خبرتك وزاد اعتمادك على الله، زاد شعورك بأنه يمكن الاعتماد عليه. وبينما تختبر المزيد من الأمور، وترى كيف يحميك الله مرارًا وتكرارًا، ويساعدك على التغلب على الصعوبات وتجنب الخطر، سينشأ لديك لا شعوريًا الإيمان الحقيقي والاعتماد على الله. ستشعر أن الله جدير بالثقة ويمكن الاعتماد عليه. عليك أولًا أن تتحلى بهذا الإيمان في قلبك.
لكل إنسان قدَره، والقدر كله قرره الله مسبقًا؛ ولا يستطيع أحد أن يتحكم في مصير شخص آخر. يجب أن تتوقف عن القلق بشأن عائلتك وأن تتعلم أن تصرف كل شيء عن ذهنك وأن تتخلى عن كل شيء. كيف تفعل هذا؟ إحدى الطرق هي الصلاة إلى الله. ويجب عليك أيضًا أن تتأمل كيف أن أقاربك الذين لا يؤمنون بالله يسعون وراء الأشياء الدنيوية، والثروة، وأسباب الراحة المادية. إنهم ينتمون إلى الشيطان، وهم نوع مختلف من البشر عنك. سوف تعيش حياة مليئة بالمعاناة إذا لم تؤد واجبك وانغمست في العيش بينهم. نظرًا لأنك تنظر إلى الأمور بشكل مختلف عنهم، فإنك لن تنسجم معهم، ولكن ستتعذب بدلًا من ذلك. لن تنال سوى الألم ولن تنعم بالسعادة. هل يمكن للمشاعر أن تجلب لك السلام والفرح؟ إن إرضاء الجسد لن يجلب لك سوى المعاناة، والفراغ، والندم مدى الحياة. هذا أمر يجب أن تدركه تمامًا. لذا، فإن اشتياقك لعائلتك هو شعور أحادي الجانب؛ إنه يصبح أمرًا عاطفيًا من دون داع. أنت تسير في طريق مختلف عنهم. منظورك للحياة، ونظرتك للعالم، ومسارك في الحياة، وأهدافك التي تسعى إليها كلها مختلفة. أنت لست مع عائلتك الآن، لكن نظرًا لصلة الدم التي تجمعكم، فإنك تشعر دائمًا أنك قريب منهم وأنكم عائلة واحدة. ومع ذلك، عندما تعيش معهم فعليًا، فإن التعامل معهم لبضعة أيام فقط سيجعلك منزعجًا تمامًا. إنهم مليئون بالأكاذيب؛ كل ما يقولونه هو مُزيّف، وكلام معسول، ومخادع. إن طريقتهم في التصرف والتعامل مع العالم كلها مبنية على فلسفة شيطانية وقواعد حياتية. إن أفكارهم وآراؤهم كلها خاطئة وسخيفة، ولا يُطاق سماعها ببساطة. ثم ستفكر في قرارة نفسك: "لقد اعتدت أن أفكر فيهم طوال الوقت، وكنت خائفًا باستمرار من أنهم لا يعيشون حياة طيبة. لكن العيش مع هؤلاء الناس الآن هو أمر لا يُطاق حقًا!" سوف ينفرون منك. إنك لم تدرك بعد أي نوع من الأشخاص هم، لذلك فأنت لا تزال تعتقد أن الروابط العائلية أكثر أهمية وأكثر واقعية من أي شيء آخر. لا تزال مُقيدًا بالمشاعر. حاول أن تتخلى عن تلك الأشياء المتعلقة بالمشاعر بأي طريقة ممكنة. وإذا لم تستطع، فضع واجبك في المقام الأول. إن إرسالية الله ومهمتك هما الأكثر أهمية. إن إتمام واجبك أولًا يأتي قبل أي شيء آخر، ولا تهتم في الوقت الحالي بهذه الأمور التي تخص أقاربك من لحمك ودمك. وعندما تنجز إرساليتك وواجبك، يصبح الحق أكثر وضوحًا لك، وتصبح علاقتك مع الله طبيعية أكثر فأكثر، وينمو قلبك الخاضع لله أكثر، وينمو قلبك الذي يتقي الله أكثر وأكثر ويصبح أكثر سطوعًا، وعندئذ ستتغير الحالة التي بداخلك. وبمجرد أن تتغير حالتك، ستتلاشى وجهات نظرك الدنيوية ومشاعرك الدنيوية، ولن تسعى وراء تلك الأشياء بعد الآن، ولن يرغب قلبك سوى في طلب كيفية محبة الله، وكيفية إرضائه، وكيفية العيش بطريقة ترضيه، وكيفية العيش مع الحق. بمجرد أن يسعى قلبك نحو هذا، فإن الأمور المتعلقة بالمشاعر الجسدية سوف تتلاشى تدريجيًا ببطء، ولن تكون قادرة على تقييدك أو السيطرة عليك بعد الآن.
يقول بعض الناس: "أنا لا أتقيد بمشاعري نحو عائلتي عندما أؤدي واجباتي، لكن عندما يكون لدي لحظة فراغ، أبدأ في الاشتياق إليهم." حسنًا، ما هي عواقب اشتياقك إلى عائلتك؟ إذا كان من الممكن أن يؤدي ذلك إلى أن تصبح سلبيًا وغير مستعد لأداء واجباتك، فعليك أن تطلب الحق من أجل انحلال العقدة. وبمجرد أن تحل هذه المشكلة، لن تشتاق إلى عائلتك باستمرار في المرة القادمة التي يكون لديك فيها لحظة فراغ، ولن يؤدي ذلك إلى أي عواقب. لذا، مهما تكن المشاكل التي تطرأ، عليك دائمًا طلب الحق لحلها؛ هذا هو الأمر الأكثر أهمية على الإطلاق. إن اشتياقك لعائلتك ليس هو الأمر المثير للقلق؛ فالمهم هو أنك بحاجة إلى التفكير في العواقب التي سوف تترتب على الشعور المستمر بالحنين إلى الوطن، وكيف ينبغي حل هذه المسألة. ينبغي عليك أن تفكر مليًا: "كيف وصلت إلى هذه الحالة؟ لماذا أشتاق إلى عائلتي دائمًا؟ ما هي أجزاء الحق التي ليست واضحة لي؟ ما هي الحقائق التي ينبغي الدخول فيها؟" تدرّب بهذه الطريقة، وسوف تتمكن من الدخول إلى الحق بسرعة. يجب عليك دائمًا أن تتأمل الحق في عقلك؛ فكلّما فعلت ذلك أكثر، أصبح فهمك للحق أوضح، وزادت طرق الممارسة في عقلك. سيؤدي هذا إلى فهم حقيقي للحق، وليس مجرد معرفة سطحية به. في هذه المرحلة، سوف ترغب في العثور على أشخاص لعقد شركة معهم. ما الغرض من عقد الشركة؟ الهدف هو اكتساب التأكيد، وفهم الحق بشكل أكثر دقة دون أي تحريفات. وبهذه الطريقة، لن تواجه أي صعوبات، وسيجني عقلك التحرر والحرية، ولن يكون تحت أي قيود بعد الآن. لن تشتاق إلى عائلتك باستمرار بعد الآن، وستتمكن من التحرر من الارتباطات الدنيوية. ستصبح حالتك طبيعية أكثر فأكثر. يجب عليكم جميعًا أن تتعلموا التأمل في الحق. كيف تفعلون ذلك؟ على سبيل المثال، لنفترض أنك فعلت شيئًا اليوم لا تشعر أنه صحيح تمامًا ويبدو أنه يتعارض مع المبادئ، لكنك لا تعرف أين تكمن المشكلة بالضبط. هذا هو الوقت الذي يجب أن تصلي فيه لله وتطلب الحق، وتفكر: "ما الحق الذي تتعلق به هذه القضية؟ ما المبدأ الذي تتعلق به؟" ينبغي عليك أن تجد شخصًا لتعقد معه شركة حول الحق، وتفكر فيما مضى، وتتأمل. وعندما تكتشف أخيرًا مصدر المشكلة وتحلها من خلال طلب الحق، سيزيد إيمانك بالله، وستشعر بأنك أحرزت تقدمًا أكبر فيما يتعلق بالحق. ستكون قادرًا على إدراك حقيقة بعض الأمور وفهم بعض الكلمات الروحية؛ أو سوف تكون قادرًا على فهم ما تشير إليه بعض التعاليم أو الشعارات التي تتكرر باستمرار وما تعنيه. يعني هذا أن يكون لديك بعض الفهم للحق ومعرفة كيفية ممارسته. ثم ستمضي قدمًا وتعقد شركة مع الآخرين، وتعقدوا شركة حول هذا الشعار حتى تفهموه بوضوح، وتحوّلوه إلى طريق للممارسة. أليس هذا أمرًا جيدًا؟ هذه طريقة أخرى للمضي قدمًا. سترى أحيانًا شخصًا في حالة معينة، وقد تتأمل قائلًا: "لماذا هذا الشخص في هذه الحالة؟ كيف وصل إلى هذه الحالة؟ لماذا لست في مثل هذه الحالة؟ إن هذا الذي قاله يمثّل حالة معينة وعقلية معينة. كيف نشأت هذه العقلية؟ أين طرأت المشكلة؟ ما هو جانب الحق الذي يتعلق به هذا الأمر؟ ألا ينبغي لي أن أطلب الحق أيضًا؟" من خلال عقد الشركة والطلب، تجد المشكلة وتدرك أنك تمتلك حالة مثل حالته أيضًا. لقد قارنت موقفه بموقفك، أليس كذلك؟ ألم يكن هذا الجهد يستحق أن يُبذل؟ (أجل). فبعد اكتشاف المشكلة، تجد شخصًا لعقد شركة معه. عندما تجد الإجابة في النهاية وتدرك ما هي المشكلة، ستُحل المشكلة. يسهل حل المشكلة عندما تتمكن من اكتشافها. أما إذا لم تتمكن من اكتشافها، فلن تُحل أبدًا. في بعض الأحيان، عندما يهدأ عقلك، يمكن أن يكون هذا هو أفضل وقت للتأمل في الحق وكلام الله. فلا تُضيع أبدًا هذه الفرصة على تعزيز الروابط العاطفية، والتفكير المستمر في إعادة لم شملك بعائلتك؛ فهذا أمر مزعج. إذا كنت تشعر بالقلق الدائم بشأن عائلتك، وتستغل أي فرصة تتاح لك للتواصل معهم عاطفيًا، سيكون عقلك دائمًا مليئًا بهذه العوائق العاطفية؛ لن تتمكن من قطع هذه الروابط، ولن تتمكن من التخلي عنها. ينبغي عليك أن تصلي أكثر، وتقرأ المزيد من كلام الله، وتعقد شركة كثيرًا مع إخوتك وأخواتك. وعندما تفهم الحق، فعلى الأقل لن تكون مقيدًا بالعائلة، أو الجسد، أو المشاعر. سيكون من السهل التخلي عن هذه الأشياء؛ هذا هو طريق التقدم للأمام. في الواقع، إن خبرات العديد من الناس تشبه هذا. إن حل القضايا العاطفية دائمًا ما يتطلب فترة من الخبرة؛ وبمجرد أن تفهم الحق، يصبح من السهل حل تلك القضايا.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.