ترنيمة – ينبغي أن تهمل كلّ شيء من أجل الحق – ترنيمة فردية
يجب أن تعاني المشقّات في طريقك للحق. يجب أن تسلّم نفسك بالكامل، تحتمل الذلّ، وتجتاز المزيد من المعاناة. تفعل هذا من أجل ربح المزيد من...
نرحّب بكل الساعين المشتاقين إلى ظهور الله!
بغض النظر عن مدى غضب الله على أهل نينوى، فبمجرد إعلانهم عن الصوم وارتدائهم المُسوح والرماد، بدأ قلبه يرق، وبدأ يُغيّر رأيه. في لحظة ما قبل إعلانه لهم أنه سيدمر مدينتهم، في اللحظة التي سبقت اعترافهم وتوبتهم عن خطاياهم، كان الله لا يزال غاضبًا منهم. ولكن عندما أجروا سلسلة من أعمال تُظهر توبتهم، تحول تدريجيًا غضب الله تجاه أهل نينوى إلى رحمةٍ لهم وتسامح. ليس ثمة تعارض في تزامن الإعلان عن هذين الجانبين من شخصية الله في الحدث نفسه. إذًا، كيف ينبغي أن يفهم الإنسان ويعرف عدم التعارض هذا؟ عبّر الله وكشف عن كل واحد من هذين الجوهرين اللذين يتسمان بقطبين متضادين قبل توبة أهل نينوى وبعدها، ليسمح للناس أنْ يروا واقعية جوهر الله وتنزه جوهره عن الإساءة. استخدم الله موقفه ليُخبر الناس بما يلي: ليس الأمر هو أن الله لا يسامح الناس، أو أنه لا يريد أن يُريهم رحمتَه؛ وإنما أنهم نادرًا ما يتوبون إلى الله بحق، وأنه لمن النادر أنْ يتحول الناس عن طرقهم الشريرة ويهجروا العنف الذي في أيديهم. بعبارة أخرى، عندما يغضب الله من الإنسان، فهو يأمل أن يتمكن الإنسان من التوبة بِحَقٍّ، ويرجو أن يَرى توبة الإنسان الحَقَّة، وعندها يستمر بسخاء في منح رحمته وتسامحه للإنسان. وهذا يعني أنَّ سلوك الإنسان الشرير يستجلب غضب الله، بينما تُمنح رحمة الله وتسامحه للذين يستمعون إلى الله ويتوبون بِحَقٍّ أمامه، ولأولئك الذين يستطيعون التحوُّل عن طرقهم الشريرة والتخلي عن العنف الذي في أيديهم. كان موقف الله مُعلنًا بوضوح شديد في تعامله مع أهل نينوى: إنَّ رحمة الله وتسامحه ليسا صَعْبيْ المنال على الإطلاق، وما يطلبه هو توبة المرء الحَقَّة وما دامَ الناس يتحولون عن طرقهم الشريرة ويتخلون عن العنف الذي في أيديهم؛ فَسيغيّر الله قلبه وموقفه تجاههم.

عندما غيّر الله قلبه تجاه أهل نينوى، هل كانت رحمتُه وتسامحه تُعدان واجهة زائفة؟ بالطبع لا! إذًا، ما الذي أظهره التحول بين هذين الجانبين في شخصية الله أثناء تعامل الله مع هذا الموقف نفسه؟ إنَّ شخصية الله هي كلٌّ كاملٌ – إنها لا تتجزّأ مطلقًا. وبغض النظر عما إذا كان يعبّر عن غضبِه أو رحمته وتسامُحِه تِجاه الناس، فهذه كُلها ما هي إلّا تعبيرات عن شخصيته البارّة، فشخصية الله حيوية وظاهرة ظهورًا ملحوظًا، وهو يُغيّر أفكاره ومواقفه تبعًا لتطور الأمور. إنَّ التحول في موقفه تِجاه أهل نينوى يُخبر البشرية بأنه يملك آراءه وأفكاره؛ فهو ليس إنسانًا آليًا، أو تمثالًا حجريًا ولكنه الله الحيُّ بذاته. باستطاعته أنْ يكون غاضبًا من شعب نينوى، كما أنه يستطيع أنْ يَغفر لهم ماضيهم بسبب مواقفهم. يمكنه أن يقرر جلب البلاء على أهل نينوى، كما يمكنه أيضًا أنْ يُغيرَ قراره نتيجةً لتوبتهم. يحب الناس تطبيق القواعد بجمود، واستخدام مثل هذه القواعد لتحديد الله وتعريفه، تمامًا كما يحبون استخدام صيغٍ سعيًا منهم لفهم شخصية الله. ولذلك، عندما يتعلق الأمر بمجال الفكر الإنساني، فإن الله لا يُفكر، وليس لديه أي أفكار جوهرية. لكن في الواقع، أفكار الله في حالة من التغيير المستمر وفقًا للتغيرات في الأشياء وفي البيئات، وفي الوقت الذي تتغير فيه هذه الأفكار، تتكشف جوانب مُختلفة في جوهر الله. وأثناء عملية التغير هذه، وفي اللحظة الدقيقة التي يُغير فيها الله قلبه، ما يُعلنه للبشرية هو الوجود الواقعي لحياته، وأن شخصيته البارة مفعمة بالحيوية الديناميكية. في الوقت نفسه، يستخدم الله إعلاناته الحقيقية ليُثبت للبشرية حقيقة وجود نقمته ورحمته وحنانه وتسامحه. سيستعلن جوهره في أي وقت وفي أي مكان وفقًا لتطور الأشياء؛ فهو يَملُك غضب الأسد ورحمة الأم وتسامحها. لا تسمح شخصيته البارة لأي أحد بالتشكيك فيها أو انتهاكها أو تغييرها أو تشويهها. من بين جميع الأمور وجميع الأشياء، يمكن أن تستعلن شخصية الله البارة – أي غضب الله ورحمته – في أي وقتٍ وفي أي مكانٍ. إنه يعطي تعبيرًا حيًا لهذه الجوانب في كل جانب من جوانب الطبيعة، وينفذها بحيوية في كل لحظة تمر. شخصية الله البارة غير محدودة لا بالزمان ولا بالمكان، أو بمعنى آخر، إنَّ شخصية الله لا يُعبر عنها بطريقة آلية أو يُكشف عنها حسب حدود الزمان أو المكان، بل بالأحرى يُعَبَّرُ ويعلن عنها بسهولة تامة في كل زمان ومكان. عندما ترى قلب الله يعتريه تغيير ويوقف التعبير عن غضبه، ويكف عن تدمير مدينة نينوى، هل يمكنك القول إنَّ الله رحيم ومُحب فقط؟ هل يمكنك القول إنَّ غضب الله يتكون من كلام فارغ؟ عندما يغضب الله بشدة ويتراجع عن رحمته، هل تستطيع أن تقول إنه لا يشعُر بحب حقيقي تِجاه البشرية؟ يُعبر الله عن هذا الغضب الشديد ردًا على أفعال الناس الشريرة، وغضبه هذا لا يكون مَعيبًا. يتأثر قلب الله بتوبة الناس؛ وهذه التوبة هي التي تُحدث تغييرًا في قلبه. عندما يتأثر، وعندما يتغير قلبه، وعندما يُظهر رحمته وتسامحه تجاه الإنسان، تكون كُلها تامة دون أي نقصٍ؛ فهي طاهرة ونقية وخالصة لا تشوبها شائبة. إنَّ تسامح الله هو بالضبط: تسامح، مثلما أن رحمته هي رحمة محضة. تُظهر شخصيته غضبًا أو رحمةً وتسامحًا وفقًا لتوبة الإنسان ومظاهر سلوكه المتنوعة. وبغض النظر عما يُعلنه الله ويُعبر عنه، فهذه جميعُها مستقيمة ومباشرة، وجوهرها متميز عن جوهر أي شيء في الخليقة. عندما يعبر الله عن المبادئ التي تقوم عليها أفعاله، تكون خالية من أي عيوب أو شوائب، وكذلك أيضًا أفكاره وآراؤه وكل قرار يتخذه وكل فعل يفعله. فبما أن الله قرر هكذا وتصرف هكذا، كذلك يُكَمل تعهداته. إن نتائج تعهداته صحيحة وبلا عيب تحديدًا بسبب أنَّ مصدرها بلا عيب، ولا تشوبه شائبة. إن غضب الله بلا عيب، وكذلك رحمة الله وتسامحه، اللذان لا يمتلكهما أي مخلوق، ويتصفان بالقدسية والكمال، ويمكنهما الصمود في وجه المناقشة والاختبار العميقين.
من خلال فهمكم لقصة نينوى، هل ترون الآن الجانب الآخر لجوهر شخصية الله البارة؟ هل ترون الجانب الآخر من شخصية الله البارة الفريدة؟ هل يمتلك أي شخص من البشر هذا النوع من الشخصية؟ هل يَملُك أي أحد هذا النوع من غضب الله؟ هل يمتلك أي أحد رحمة وتسامحًا مثل هذين اللذين لدى الله؟ مَنْ مِن بين المخلوقات يستطيع أن يستدعي مثل تلك قوة النقمة الشديدة ويُقرر أنْ يُدمر أو يجلب كارثة على البشرية؟ ومَنْ هو مؤهل كي يمنح الرحمة للإنسان، ومسامحته والعفو عنه؛ وبذلك يغير قراره السابق في تدمير الإنسان؟ يُعبر الخالق عن شخصيته البارة من خلال طرائقه ومبادئه الفريدة، وهو لا يخضع للسيطرة أو القيود التي يفرضها أي أناس، أو أحداث، أو أشياء. وبشخصيته الفريدة، لا يقدر أحد أنْ يُغير خواطره وأفكاره، ولا يقدر أحد أنْ يُقنعه أن يُغير أيًا من قراراته. كل تصرفات الكائنات المخلوقة وأفكارهم تقع تحت دينونة شخصية الله البارة. لا أحد يستطيع أنْ يتحكم فيما إذا كان الله يمارس الغضب أم الرحمة؛ إن جوهر الخالق وحده، أو بتعبير آخر، شخصية الخالق البارة، قادر على تقرير ذلك. تلك هي الطبيعة الفريدة لشخصية الخالق البارة!
من تحليل وفهم تحول موقف الله تِجاه أهل نينوى، هل تقدرون أن تستخدموا كلمة "فريد" لوصف الرحمة الموجودة داخل شخصية الله البارة؟ قلنا قبلًا إن غضب الله هو جانب من جوهر شخصيته البارة الفريدة. يتعين عليّ الآن أن أعرّف جانبين، غضب الله ورحمة الله، على أنهما شخصيته البارة. شخصية الله البارة مُقدسة، ولا تتسامح مع الإساءة ولا تتسامح مع التشكيك فيها من جانب أي أحد؛ فهي شيء لا يمتلكه أحد من الكائنات المخلوقة أو غير المخلوقة. إنها فريدة وحصرية لله وحده. وهذا معناه أنَّ غضب الله مُقدس، وغير قابل للإساءة، وبالطريقة نفسها، يعتبر الجانب الآخر من شخصية الله البارة – رحمة الله – مُقدسًا ولا يمكن الإساءة إليه. لا يمكن لأي أحد من الكائنات المخلوقة أو غير المخلوقة أن يحل محل الله أو أن يُمثل الله في القيام بما ينوي إنجازه، كما أنه لم يمكن لأي أحد أن يحل محله أو يمثله في تدمير سدوم أو في خلاص نينوى. هذا هو التعبير الحقيقي عن شخصية الله البارة الفريدة.
– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (2)
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.
يجب أن تعاني المشقّات في طريقك للحق. يجب أن تسلّم نفسك بالكامل، تحتمل الذلّ، وتجتاز المزيد من المعاناة. تفعل هذا من أجل ربح المزيد من...
الخالق بين البشر في كل الأوقات. يُحادث البشر دائمًا وكل الخليقة. أعمالًا جديدةً كلَّ يوم يقدم. جوهره وشخصيته عنْهُما يُعبِّر، في حديثه مع...
توبة ملك نينوى تحظى بالثناء من يهوه الله عندما سمع ملك نينوى هذا الخبر، نهض من عرشه، وخلع ثوبه، وألبس نفسه المسوح، وجلس في الرماد، ثم...
فيما يلي رواية الكتاب المقدس عن "خلاص الله لنينوى". (يونان 1: 1-2) "وَصَارَ قَوْلُ يَهْوَه إِلَى يُونَانَ بْنِ أَمِتَّايَ قَائِلًا: "قُمِ...