كيف يحكم الله العالم الروحيّ ويُديره: دورة حياة وموت الناس الذين يتبعون الله
دعونا نتحدَّث بعد ذلك عن دورة حياة وموت أولئك الذين يتبعون الله. هذا يهمّكم فانتبهوا. أوَّلاً، فكِّروا كيف يمكن تقسيم أتباع الله إلى فئات....
نرحّب بكل الساعين المشتاقين إلى ظهور الله!

من جهة العالم الماديّ، متى كان الناس لا يفهمون أشياءً أو ظواهرَ مُعيَّنة، فيمكنهم البحث عن معلومات ذات صلة، أو استخدام قنوات مُتنوِّعة لمعرفة أصول هذه الأشياء وخلفيتها. ولكن عندما يتعلَّق الأمر بالعالم الآخر الذي نتحدَّث عنه اليوم – أي العالم الروحيّ الموجود خارج العالم الماديّ – فلا توجد لدى الناس على الإطلاق أيَّة وسائل أو قنواتٍ يتعلمون من خلالها أيّ شيءٍ عنه. لماذا أقول هذا؟ أقول هذا لأنه في عالم البشر كُلّ شيءٍ في العالم الماديّ لا ينفصل عن الوجود الماديّ للإنسان، ولأن الناس يشعرون أن كُلّ ما يخص العالم الماديّ لا ينفصل عن معيشتهم الماديَّة وحياتهم الماديَّة، فإن معظم الناس لا يدركون أو يرون سوى الأشياء الماديَّة أمام أعينهم، التي تكون مرئيَّةً لهم. ومع ذلك، عندما يتعلَّق الأمر بالعالم الروحيّ – أي كُلّ شيءٍ يخص ذلك العالم الآخر – سيكون من المُنصِف القول إن معظم الناس لا يؤمنون. لأن الناس يعجزون عن رؤيته، ويعتقدون أنه لا حاجة لفهمه أو لمعرفة أيّ شيءٍ عنه أو للتعليق على مدى اختلاف هذا العالم الروحيّ عن العالم الماديّ تمامًا، ومن منظور الله، هذا أمرٌ مكشوف، على الرغم من أنه من ناحية البشر، مخفيٌّ وغير مكشوف، ولذلك يجد الناس صعوبةً في إيجاد سبيل يمكن من خلاله فهم الجوانب المُتنوِّعة لهذا العالم. لا تتعلَّق الجوانب المختلفة للعالم الروحي التي سوف أتحدَّث عنها إلَّا بإدارة الله وسيادته. إنني لا أكشف أي غموض، ولا أخبركم عن أيّ نوعٍ من الأسرار تريدون معرفته. لأن هذا يتعلَّق بسيادة الله وإدارة الله ورعاية الله، لن أتحدَّث إلَّا عن الجزء الذي من الضروري أن تعرفوه.
أوَّلاً، دعوني أسألكم سؤالاً: في رأيكم، ما هو العالم الروحيّ؟ عمومًا، إنه عالمٌ يقع خارج العالم الماديّ، وهو عالمٌ غير مرئيٍّ وغير ملموس للناس. ولكن بحسب خيالكم، أيّ نوعٍ من العالم ينبغي أن يكون عليه العالم الروحيّ؟ ربَّما لا يمكنكم التفكير فيه كنتيجةٍ لعدم قدرتكم على رؤيته. ولكن عندما تسمعون بعض الأساطير سوف تستمرّون في التفكير فيها، ولن تستطيعوا الكف عن التفكير فيها. ولماذا أقول هذا؟ ثمة شيءٌ يحدث للكثير من الناس عندما يكونون صغارًا: عندما يُخبِرهم أحدهم بقصَّةٍ مخيفة – مثلاً عن الأشباح أو الأرواح – فإنهم يخافون خوفًا مريعًا. ولماذا يخافون تحديدًا؟ السبب هو أنهم يتخيَّلون تلك الأشياء؛ فمع أنهم لا يمكنهم رؤيتها، فإنهم يشعرون أنها في جميع أنحاء غرفهم، في مكانٍ ما خفي أو في مكانٍ مظلم، ويخافون لدرجة أنهم لا يجرؤون على النوم. وفي الليل خصوصًا، يمنعهم خوفهم الشديد من البقاء وحدهم في غرفهم أو للمغامرة بالذهاب وحدهم إلى الفناء. ذلك هو العالم الروحي الذي ينسجه خيالكم، وهو عالمٌ يعتقد الناس أنه مخيفٌ. الواقع هو أن كُلّ شخصٍ يتخيله بقدر ما، ويمكن لأيّ شخصٍ أن يشعر به قليلًا.
لنبدأ بالحديث عن العالم الروحيّ. ما هو؟ دعني أقدِّم لك شرحًا قصيرًا وبسيطًا. العالم الروحيّ مكانٌ مُهمّ، وهو عالمٌ يختلف عن العالم الماديّ. لماذا أقول إنه مُهمٌّ؟ سوف نناقش هذا بالتفصيل. يرتبط وجود العالم الروحيّ ارتباطًا وثيقًا بالعالم الماديّ للبشر. يُؤدِّي دورًا رئيسيًّا في دورة حياة البشر وموتهم تحت سيادة الله على جميع الأشياء؛ هذا دوره، وهذا أحد أسباب أهميَّة وجوده. ولأنه مكانٌ لا يمكن تمييزه بالحواس الخمس، لا يمكن لأحدٍ أن يحكم بدقّةٍ ما إن كان العالم الروحي موجودًا أم لا. يرتبط ما يجري في العالم الروحيّ ارتباطًا وثيقًا بوجود البشر، ونتيجةً لذلك يتأثَّر نظام حياة البشر تأثُّرًا كبيرًا أيضًا بالعالم الروحيّ. هل يتضمن ذلك سيادة الله أم لا؟ نعم. عندما أقول هذا، فإنكم تفهمون سبب مناقشتي لهذا الموضوع: السبب هو أنه يتعلَّق بسيادة الله وبإدارته كلك. في عالمٍ مثل هذا – وهو عالمٌ غير مرئيٍّ للناس – يكون كُلّ قرارٍ ومرسومٍ ونظامٍ إداريّ له أعلى بكثيرٍ من قوانين وأنظمة أيَّة أمة في العالم الماديّ، ولا يجرؤ أيّ كائنٍ يعيش في هذا العالم على مخالفتها أو انتهاكها. هل يتعلَّق هذا بسيادة الله وبإدارته؟ توجد في العالم الروحي مراسيمٌ إداريَّة واضحة، وقرارات سماويَّة واضحة، وقوانين واضحة. يتقيَّد المرافقون على مستوياتٍ مختلفة وفي مناطق عديدة، بواجباتهم في صرامةٍ ويراقبون القواعد والأنظمة لأنهم يعرفون عاقبة انتهاك قرارٍ سماويّ، ويُدرِكون بوضوحٍ الكيفيَّة التي يعاقب بها الله الشرّ ويكافئ الخير، والكيفيَّة التي يدير بها جميع الأشياء ويحكمها، وبالإضافة إلى ذلك، يرون بوضوحٍ الكيفيَّة التي يُنفِّذ بها قراراته وقوانينه السماويَّة. هل تختلف هذه عن العالم الماديّ الذي يسكنه البشر؟ إنها تختلف بالفعل اختلافاً كبيرًا. العالمٌ الروحي مختلف تمام الاختلاف عن العالم الماديّ. بما أنه توجد قرارات وقوانين سماويَّة، تتعلَّق بسيادة الله وإدارته، وبالإضافة إلى ذلك، يتعلَّق بشخصيته وما لديه ومَنْ هو. بعد أن سمعتم هذا، ألا تشعرون أنه من الضروريّ للغاية لي التحدُّث عن هذا الموضوع؟ ألا ترغبون في تعلُّم أسراره الكامنة فيه؟ (بلى، نرغب في ذلك). هذا هو مفهوم العالم الروحيّ. مع أنه يتعايش مع العالم الماديّ ويخضع في الوقت نفسه لإدارة الله وسيادته، فإن إدارة الله لهذا العالم وسيادته عليه أكثر صرامةً من إدارته للعالم الماديّ وسيادته عليه. عندما يتعلَّق الأمر بالتفاصيل، يجب أن نبدأ بالكيفيَّة التي يكون بها العالم الروحيّ مسؤولاً عن عمل دورة حياة الإنسان وموته، لأن هذا جزءٌ أساسيّ من عمل كائنات العالم الروحيّ.
أُصنِّف جميع الناس بين البشر إلى ثلاثة أنواعٍ. الأوَّل هو غير المؤمنين، أي أولئك الذين ليست لديهم معتقداتٌ دينيَّة. إنهم يُدعون غير المؤمنين. لا تؤمن الغالبيَّة العظمى من غير المؤمنين إلَّا بالمال، ولا يهتمون إلَّا بمصالحهم الخاصَّة، وهم ماديّون ولا يؤمنون إلَّا بالعالم الماديّ ولا يؤمنون بدورة الحياة والموت أو بأي شيء يُقالٍ عن الآلهة والأشباح. أُصنِّف هؤلاء الناس باعتبارهم غير المؤمنين، وهم النوع الأوَّل. النوع الثاني يتضمن مختلف أهل الإيمان بعيدًا عن غير المؤمنين. أُقسِّم أهل الإيمان هؤلاء بين البشر إلى عدَّة مجموعات رئيسيَّة: النوع الأوَّل هم اليهود، والثاني الكاثوليك، والثالث المسيحيّون، والرابع المسلمون، والخامس البوذيّون؛ توجد خمسة أنواعٍ. هذه هي الأنواع المختلفة لأهل الإيمان. يتضمن النوع الثالث أولئك الذين يؤمنون بالله، ومن بينهم أنتم. مثل هؤلاء المؤمنين هم الذين يتبعون الله اليوم. ينقسم هؤلاء الناس إلى نوعين: شعب الله المختار وعاملو الخدمة. لقد تمَّت التفرقة الواضحة بين هذه الأنواع الرئيسيَّة. وبالتالي يمكنكم الآن في عقولكم التمييز بوضوحٍ بين أنواع البشر وتصنيفاتهم، أليس كذلك؟ يتكون النوع الأوَّل من غير المؤمنين – لقد قلتُ من هم. هل يُعد أولئك الذين يؤمنون بالرجل العجوز في السماء غير مؤمنين؟ لا يؤمن كثيرون من غير المؤمنين إلَّا بالرجل العجوز في السماء؛ يؤمنون أن الرياح والمطر والرعد وغيرها يتحكَّم بها جميعًا هذا الكيان الذي يعتمدون عليه في زراعة المحاصيل والحصاد – ولكنهم يصبحون غير راغبين في الإيمان بالله عندما تأتي الإشارة إلى الإيمان به. هل يمكن تسمية هذا إيمانًا؟ مثل هؤلاء الناس مدرجون ضمن غير المؤمنين. أنت تفهم هذا، أليس كذلك؟ لا تخلط بين هذه الفئات. يتضمن النوع الثاني أهل الإيمان، والنوع الثالث هو أولئك الذين يتبعون الله حاليًا. ولماذا إذًا قسَّمتُ جميع البشر إلى هذه الأنواع؟ (لأن الأنواع المختلفة من الناس لهم نهايات وغايات مختلفة). هذا جانبٌ واحد للأمر. لأنه عندما تعود هذه الأعراق والأنواع المتعددة من الناس إلى العالم الروحيّ، فسوف يكون لكُلٍّ منها مكانٌ مختلف للذهاب إليه، وسوف تخضع لقوانين عديدة لدورة الحياة والموت، ولهذا صنَّفتُ البشر في هذه الأنواع الرئيسيَّة.
دعونا نبدأ بدورة حياة وموت غير المؤمنين. بعد الموت، المرء يأخذه مرافق من العالم الروحيّ. ماذا يؤخذ تحديدًا من المرء بعيدًا؟ ليس جسد المرء ولكن نفسه. عندما تؤخَذ نفس المرء بعيدًا، يصل إلى مكانٍ يكون وكالةً للعالم الروحيّ، وهو يستقبل خصِّيصًا نفوس الناس الذين ماتوا للتوّ. هذا هو أوَّل مكانٍ يذهب إليه أي شخص بعدما يموت، وهو غريب على النفس. عندما يُؤخذ إلى هذا المكان يُجري أحد المسؤولين الفحوصات الأولى ويتأكَّد من اسمه وعنوانه وعمره وكافة خبراته. كما أن كُلّ ما فعله في حياته مُسجَّلٌ في سفرٍ ومُثبَتة دقَّته. بعد فحص كُلّ شيءٍ، يُستخدَم سلوك الشخص وأفعاله طوال حياته لتحديد ما إذا كان سوف يُعاقَب أم يستمرّ في تناسخه مرَّةً أخرى كإنسان، وهي المرحلة الأولى. هل هذه المرحلة الأولى مخيفة؟ إنها ليست مخيفة للغاية، لأن الشيء الوحيد الذي قد حدث هو أن الشخص قد وصل إلى مكانٍ مظلم وغير مألوفٍ.
في المرحلة الثانية، إن كان هذا الشخص قد فعل الكثير من الأشياء السيئة طوال حياته وارتكب الكثير من الأفعال الشرِّيرة، فسوف يُنقَل إلى مكان عقابٍ ليتم التعامل معه. سوف يكون هذا هو المكان المستخدم خصيصًا لعقاب الناس. تعتمد تفاصيل كيفيَّة عقابهم على الخطايا التي ارتكبوها، وكذلك على عدد الأشياء الشرِّيرة التي عملوها قبل موتهم – وهذا أوَّل موقفٍ يحدث في هذه المرحلة الثانية. بسبب الأشياء السيئة التي عملوها والشرّ الذي ارتكبوه قبل موتهم، عند تناسخهم بعد عقابهم – عندما يولدون مرَّةً أخرى في العالم الماديّ – سوف يظلّ بعض الناس بشرًا، بينما يصبح البعض حيوانات. يعني هذا أنه بعد عودة الشخص إلى العالم الروحيّ فإنه يُعاقَب بسبب الشرّ الذي ارتكبه؛ وبالإضافة إلى ذلك، بسبب الأشياء الشرِّيرة التي عملها، ففي تناسخه التالي لعله لا يعود بشرًا بل كحيوان. أمَّا نطاق الحيوانات التي قد يتحوَّل إليها المرء فيشمل الأبقار والخيول والخنازير والكلاب. قد يعود بعض الناس كطيور أو بطَّ أو إوزَّ...بعد تناسخه كحيوانٍ، عندما يموت ثانيةً يعود إلى العالم الروحيّ. وهناك، كما كان الأمر من قبل، بناءً على سلوكه قبل أن يموت سوف يُقرِّر العالم الروحيّ ما إذا كان سوف يتناسخ كإنسانٍ. يرتكب معظم الناس شرًّا كثيرًا وتكون خطاياهم شنيعةً جدًّا، وهكذا يجب أن يتناسخوا في هيئة حيوانات من سبع مرات إلى اثنتي عشرة مرَّةٍ. من سبع مرات إلى اثنتي عشرة مرَّةٍ – أليس هذا مخيفًا؟ (إنه مخيف). ماذا يخيفكم؟ من المخيف أن يصبح شخصٌ ما حيوانًا. ومن جهة الشخص، ما أكثر الأمور المؤلمة في أن يصبح حيوانًا؟ إنه غياب اللغة، ووجود أفكار بسيطة وحسب، وعدم القدرة سوى على عمل الأشياء التي تعملها الحيوانات وأكل الطعام الذي تأكله الحيوانات، ووجود العقليَّة البسيطة ولغة الجسد التي للحيوان، وعدم القدرة على المشي منتصبًا، وعدم القدرة على التواصل مع البشر، وحقيقة أن سلوك البشر وأنشطتهم ليس لها أيَّة علاقةٍ بالحيوانات. يعني هذا، من بين جميع الأشياء، أن تكون حيوانًا معناه أنك أدنى جميع الكائنات الحيَّة، ويتضمن ألمًا أكثر بكثيرٍ من أن تكون إنسانًا. هذا أحد مظاهر عقاب العالم الروحيّ لأولئك الذين قد فعلوا الكثير من الشرّ وارتكبوا خطايا كبيرة. عندما يتعلَّق الأمر بشدَّة عقابهم، يتحدَّد هذا بنوع الحيوان الذي يتحوَّل إليه الشخص. على سبيل المثال، هل تحوُّل الشخص إلى خنزيرٍ أفضل من تحوُّله إلى كلبٍ؟ هل يعيش الخنزير معيشةً أفضل أم أسوأ من الكلب؟ أسوأ، أليس كذلك؟ إن أصبح الناس أبقارًا أو خيولًا، هل سيعيشون أفضل أم أسوأ من الخنزير؟ (أفضل). هل سيكون الشخص أكثر ارتياحًا أن ولد مجددًا كقِطَّةً؟ سيكون حيوانًا في جميع الأحوال، وكونه قطة أسهل كثيرًأ من كونه بقرة أو حصانًا؛ لأن القطط تخلد إلى النوم معظم الوقت. أمَّا أن تصبح بقرةً أو حصانًا فأكثر إجهادًا. وبالتالي إن أعيد تناسخ الناس كبقرةٍ أو كحصانٍ، فعليهم العمل بجدٍّ – وهذا أقرب إلى العقوبة القاسية. أن تصبح كلبًا أفضل قليلاً من أن تصبح بقرةً أو حصانًا، لأن الكلب له علاقةٌ أوثق مع صاحبه. وبعض الكلاب – بعد أن تكون حيوانات أليفة عدة سنوات – تستطيع فهم الكثير مما يقوله أصحابها، وأحيانًا يستطيع الكلب التكيف مع مزاج صاحبه ومتطلباته، فيعامله صاحبه معاملة أفضل، ويأكل الكلب ويشرب أفضل وعندما يشعر بالألم يجد عنايةً أوفر. ألا يستمتع الكلب إذًا بحياةٍ سعيدة؟ وهكذا، أن تكون كلبًا أفضل من أن تكون بقرةً أو حصانًا. في هذا، تُحدِّد شدَّة عقاب المرء عدد مرَّات تناسخه كحيوانٍ، وكذلك أيّ نوعٍ من الحيوانات.
يُعاقَب بعض الناس بتناسخهم كحيوانات من سبع حيوات إلى اثنتي عشرة حياة لأنهم ارتكبوا الكثير جدًّا من الخطايا بينما كانوا أحياءً. وبعد عقابهم بمرَّات كافية، عند العودة إلى العالم الروحيّ يُنقَلون إلى مكانٍ آخر. مكان عُوقِبتْ بالفعل فيه النفوس المُتنوِّعة، وهم من نوع الناس الذين يستعدّون للتناسخ في صورة بشرٍ. في هذا الموقع، تصنِّف كُلّ نفسٍ إلى نوعٍ ما وفقًا لنوع العائلة التي سوف يولد فيها ونوع الدور الذي سوف يُؤدِّيه بمُجرَّد تناسخه، وما إلى ذلك. مثال ذلك، سوف يصبح بعض الناس مطربين عندما يأتون إلى هذا العالم، ولذلك يوضعون بين المطربين؛ وسوف يصبح البعض رجال أعمالٍ عندما يأتون إلى هذا العالم، ولذلك يوضعون بين رجال الأعمال؛ وإن تقرَّر أن أحدًا ما سوف يصبح باحثًا علميًّا بعد أن يصير بشرًا، سوف يوضع بين الباحثين العلميّين. وبعد تصنيفهم، يُرسَل كُلّ واحدٍ وفقًا لزمانٍ مختلف وتاريخ مُحدّد، تمامًا مثلما يرسل الأشخاص رسائل عبر البريد الإلكترونيّ اليوم. تكتمل في هذا دورةٌ واحدة من الحياة والموت. من اليوم الذي يصل فيه الشخص إلى العالم الروحيّ حتَّى ينتهي عقابه، أو حتى يتم تناسخه كحيوانٍ عدَّة مرَّاتٍ ثم يستعدّ للتناسخ كإنسانٍ؛ تكتمل هذه العمليَّةٌ.
بالنسبة لأولئك الذين أكملوا اجتياز العقاب ولم يتناسخوا كحيواناتٍ، هل سيرسلوا بسرعة إلى العالم الماديّ ليتجسدوا كبشر؟ أو كم سيستغرق الأمر قبل إمكانيَّة وصولهم بين البشر؟ ما معدل تكرار حدوثه؟ توجد قيودٌ زمنيَّة عليه. يخضع كُلّ ما يحدث في العالم الروحيّ للقيود الزمنيَّة المحددة والقواعد التي سوف تفهمونها إن شرحتها بالأرقام. من جهة أولئك الذين يتناسخون خلال فترةٍ قصيرة من الزمن، ستكون قد جرت بالفعل إعدادات تناسخهم كبشرٍ عندما يموتون. أقصر وقتٍ يمكن فيه حدوث ذلك هو ثلاثة أيَّامٍ. أما لبعض الناس يستغرق الأمر ثلاثة شهورٍ، وللبعض ثلاث سنواتٍ، وللبعض ثلاثين سنةٍ، وللبعض ثلاثمئة سنةٍ، وهكذا. ما الذي يمكن قوله إذًا عن هذه القواعد الزمنيَّة، وما تفاصيلها؟ إنها تقوم على ما يتطلبه العالم الماديّ، أي عالم الإنسان، من النفس، وعلى الدور الذي على النفس أن تؤديه في هذا العالم. عند تناسخ الناس كبشرٍ عاديّين، يتناسخ معظمهم سريعًا جدًّا لأن عالم الإنسان يكون في حاجةٌ مُلحّة لمثل هؤلاء الناس العاديّين، وبعد ثلاثة أيَّامٍ يُرسَلون مرَّةً أخرى إلى عائلةٍ مختلفة تمامًا عن العائلة التي كانوا فيها قبل موتهم. ولكن يوجد البعض ممَّن يُؤدّون دورًا خاصًّا في هذا العالم. وكلمة "خاصّ" تعني أنه لا يوجد طلبٌ كبير على هؤلاء الناس في عالم الإنسان؛ لا توجد حاجةٌ إلى العديد من الناس لأداء مثل هذا الدور، ولذلك قد يستغرق الأمر ثلاثمئة سنةٍ. بعبارة أخرى، هذه النفس سوف تأتي مرَّةً واحدة فقط كُلّ ثلاثمئة سنةٍ، أو حتَّى مرَّةً واحدة فقط كُلّ ثلاثة آلاف سنةٍ. ولماذا هذا؟ بسبب حقيقة انه لمدَّة ثلاثمئة سنةٍ أو ثلاثة آلاف سنةٍ، لا يكون مثل هذا الدور مطلوبًا في عالم الإنسان، فيجري الاحتفاظ بهذه النفس في مكانٍ ما في العالم الروحيّ. خذ على سبيل المثال كونفوشيوس. كان له تأثيرٌ عميق على الثقافة الصينيَّة التقليديَّة، وأثر وصوله تأثيرًا عميقًا على ثقافة الناس ومعرفتهم وتقليدهم وعقائدهم في ذلك الوقت. ومع ذلك، شخص مثل هذا ليس مطلوبًا في كُلّ عصرٍ، ولذلك كان عليه أن يبقى في العالم الروحيّ منتظرًا هناك لمدَّة ثلاثمئة سنةٍ أو ثلاثة آلاف سنةٍ قبل تناسخه. لأن عالم الإنسان لم يكن بحاجةٍ إلى شخصٍ كهذا، اضطَّر للانتظار بلا عمل لأنه لم يكن يوجد سوى عددٍ قليل من الأدوار مثل دوره ولم يكن أمامه الكثير ليعمله. ولذا كان يتعيَّن إبقاؤه في مكانٍ ما في العالم الروحيّ لمعظم هذا الوقت بلا عمل، ثم إرساله بمجرد أن يكون عالم الإنسان بحاجةٍ إليه. هذه هي القواعد الزمنيَّة للعالم الروحيّ بخصوص معدل تناسخ معظم الناس. سواء كان الشخص عاديًّا أو خاصَّا، فإن العالم الروحيّ لديه قواعد مناسبة وممارسات صحيحة لتجهيز تناسخهم، وهذه القواعد والممارسات تنزل من الله، ولا يُقرِّرها أو يتحكَّم بها أيّ مرافق أو كائنٍ في العالم الروحيّ. أنتم تفهمون هذا الآن، أليس كذلك؟
يرتبط تناسخ أيَّة نفسٍ والدور الذي تُؤدِّيه في هذه الحياة والعائلة التي تولد فيها وطبيعة حياتها ارتباطًا وثيقًا بحياة الروح الماضية. يأتي جميع أنواع الناس إلى عالم الإنسان، وتختلف الأدوار التي تُؤدِّيها، مثلما تختلف المهام التي تُنفِّذها. وما هذه المهام؟ جاء بعض الناس لسداد ديونٍ ما: إن كانوا يدينون لآخرين بمبالغ كبيرة في حيواتهم السابقة، فإنهم يأتون لسداد هذه الديونٍ في هذه الحياة. وفي الوقت نفسه، جاء بعض الناس لتحصيل ديونٍ ما: لقد تعرَّضوا للخديعة في أشياء كثيرة ومبالغ طائلة في حيواتهم السابقة، ونتيجة لذلك، بعد وصولهم إلى العالم الروحيّ يمنحهم العالم الروحيّ العدالة ويسمح لهم بتحصيل ديونهم في هذه الحياة. لقد أتى بعض الناس لسداد دين امتنانٍ: فخلال حياتهم السابقة – أي في تناسخهم السابق – تعامل شخصٌ ما بلطفٍ معهم، وبسبب أنه سُنِحَت لهم الفرصةٌ الكبيرة للتناسخ في هذه الحياة ومن ثمَّ يولدون من جديدٍ لسداد ديون الامتنان هذه. وفي الوقت نفسه، وُلِدَ آخرون في هذه الحياة للمطالبة بالحياة. وحياة مَنْ التي يطالبون بها؟ حياة الشخص الذي قتلهم في حياتهم السابقة. باختصارٍ، تحمل الحياة الحاضرة لكُلّ شخصٍ صلة قوّيَّة بحياته السابقة، وهي صلة لا تنقطع. يعني هذا أن الحياة الحاضرة لكُلّ شخصٍ تتأثَّر تأثُّرًا كبيرًا بحياته السابقة. مثال ذلك، قبل أن يموت "تشانغ" استولى من "لي" على مبلغٍ كبير من المال. هل يكون "تشانغ" مدينًا لـ"لي"؟ أنه يدين له بدينٍ، لذا هل من الطبيعيّ إذًا أن يُحصِّل "لي" دينه من "تشانغ"؟ نتيجةً لذلك، بعد أن يموتا، يوجد دينٌ فيما بينهما ينبغي تسويته. عندما يتناسخان ويصبح "تشانغ" إنسانًا، كيف يُحصِّل "لي" دينه منه؟ إحدى الوسائل هي أن يولد من جديدٍ كابنٍ لـ"تشانغ"، يربح "تشانغ" مبلغًا كبيرًا من المال و"لي" يهدره. مهما كان المبلغ الذي يربحه "تشانغ"، يهدره ابنه "لي". مهما كسب "تشانغ" من مال، فإنه لا يكفي أبدًا، وفي الوقت نفسه، فإن ابنه لسببٍ ما دائمًا ما ينفق أموال والده بوسائل مختلفة. يندهش "تشانغ" متسائلاً: "لماذا يجلب ابني النحس دائمًا؟ لماذا أبناء الناس الآخرين يتمتعون بحسن الأخلاق؟ لماذا لا يملك ابني طموحًا، ولماذا هو عديم الفائدة وغير قادرٍ على كسب أيَّة أموال، ولماذا يجب عليَّ دعمه دائمًا؟ سوف أدعمه طالما وجب عليَّ ذلك، ولكن لماذا يريد دائمًا المزيد من المال مهما أعطيته؟ لماذا لا يستطيع أن يعمل يومًا واحدًا بأمانةٍ، ولكنه يفعل كل الأشياء من تسكع وأكل وشرب ودعارة ومقامرة؟ ما الذي يحدث؟". ثم يُفكِّر "تشانغ" قليلاً متسائلاً: "ربَّما كان عليَّ دينٌ له في حياة ماضية. سوف أدفعه! لن ينتهي هذا ما لم أدفعه بالكامل!". قد يأتي اليوم الذي يكون فيه "لي" قد استردّ فيه دينه بالفعل، وعندما يكون في سنّ الأربعين أو الخمسين ربما يرجع فجأةً إلى رشده ويدرك: "إنني لم أعمل عملاً حسنًا واحدًا خلال النصف الأوَّل من حياتي بأكمله! لقد أهدرتُ جميع الأموال التي ربحها والدي، لذا يجب أن أبدأ في أن أكون شخصًا جيِّدًا! سوف أُقوِّي نفسي؛ سوف أكون شخصًا صادقًا وأعيش بطريقةٍ صحيحة ولن أُسبِّب الحزن لأبي مرَّةً أخرى!". لماذا يُفكِّر هكذا؟ لماذا يتغيَّر للأفضل فجأةً؟ هل يوجد سببٌ لهذا؟ ما السبب؟ (السبب أن "لي" حصَّل دينه؛ لقد سدَّد "تشانغ" الدين الذي كان يدين به). يوجد في هذا سببٌ وتأثير. بدأت القصَّة منذ وقتٍ طويل جدًّا، قبل حياة الاثنان الحالية؛ أُحضرت قصَّة حياتهما الماضية هذه إلى حياتهما الحاضرة، ولا يمكن لأحدٍ أن يلوم الآخر. بغضّ النظر عمَّا علَّمه "تشانغ" لابنه، فإن ابنه لم يستمع قطّ ولم يعمل يومًا واحدًا بأمانةٍ. ولكن في يوم سداد الدين لم تكن توجد حاجةٌ لتعليم ابنه؛ فلقد فهم بطريقة طبيعيّة. هذا مثالٌ بسيط. هل توجد العديد من الأمثلة الأخرى؟ (نعم، توجد). وماذا يُخبِر هذا الناس؟ (أنهم يجب أن يكونوا صالحين ويجب ألَّا يرتكبوا الشرّ). ألَّا يفعلوا أيّ شرٍّ وأنه سوف يوجد قصاصٌ لأفعالهم الخاطئة! يرتكب معظم غير المؤمنين الكثير من الشرّ، وتُقابل أفعالهم الخاطئة بالقصاص، أليس كذلك؟ ولكن هل مثل هذا القصاص تعسفيٌّ؟ لكل فعل خلفيَّةٌ وسببٌ وراء قصاصه. هل تعتقد أن شيئًا لن يحدث لك بعد أن تأخذ أموال شخص ما بالغش؟ وبعد أن تأخ1 منه هذا المال بالخديعة، هل تعتقد أنك لن تواجه أيَّة عواقب؟ سوف يكون ذلك مستحيلاً، وسوف توجد بالتأكيد عواقب! بغضّ النظر عن الشخص، أو ما إن كان يؤمن أو لا يؤمن بوجود إلهٍ، ينبغي على جميع الأفراد تحمُّل المسؤوليَّة عن سلوكهم وتحمُّل عواقب أفعالهم. فيما يتعلَّق بهذا المثال البسيط – أي معاقبة "تشانغ" واسترداد "لي" لماله – أوليس هذا بعدل؟ عندما يفعل الناس أشياء كهذه، تحدث مثل هذه النتيجة. إنها غير منفصلةٍ عن إدارة العالم الروحيّ. ومع كونهم غير مؤمنين، إلا أن وجود من لا يؤمنون بالله يخضع لهذه الأنواع من القراراتٍ والمراسيم السماويَّة. لا يمكن لأحدٍ أن يفلت منها ولا يمكن لأحدٍ أن يتجنَّب هذا الواقع.
غالبًا ما يعتقد أولئك الذين ليس لديهم إيمانٌ أن كُلّ ما هو مرئي للبشر موجودٌ، بينما كُلّ شيءٍ لا يمكن رؤيته، أو يكون بعيدًا جدًّا عن الناس، غير موجودٍ. إنهم يُفضِّلون الاعتقاد بأنه لا توجد "دورة حياةٍ وموت" وبأنه لا يوجد "عقابٌ"، وهكذا يخطئون ويرتكبون الشرّ بلا ندمٍ. وبعد ذلك يُعاقَبون أو يتناسخون مرَّةً أخرى كحيوانٍات. يندرج معظم الناس على تنوعهم بين غير المؤمنين في هذه الدائرة المُفرَغة. يرجع السبب إلى أنهم لا يعرفون أن العالم الروحيّ صارمٌ في إدارته لجميع الكائنات الحيَّة. سواء اعتقدت بهذا أم لا، فإن هذه الحقيقة موجودةٌ، لأنه لا يمكن أن يفلت شخصٌ واحد أو كائنٌ واحد من نطاق ما يلاحظه الله بعينيه، ولا يمكن أن يفلت شخصٌ واحد أو كائنٌ واحد من القواعد والقيود التي تضعها قراراته ومراسيمه السماويَّة. ومن ثمَّ، فإن هذا المثال البسيط يُخبِر الجميع أنه بغضّ النظر عمَّا إن كنت تؤمن بالله أم لا، من غير المقبول أن تخطئ وترتكب الشرّ وأن لكل الأفعال عواقب. عندما يُعاقَب شخصٌ ما أخذ من شخص آخر المال بالخديعة، يكون هذا العقاب عادلاً. يُعاقَب السلوك الشائع كهذا في العالم الروحيّ، ويُنزل هذ العقاب من خلال القرارات والمراسيم السماويَّة لله. وبالتالي، فإن السلوك الإجراميّ والشرِّير الفادح – كالاغتصاب والنهب، والغشّ والخداع، والسرقة والسلب، والقتل والحرق، وغيرها – يكون حتَّى عُرضَةً أكثر لمجموعةٍ من العقوبات تتفاوت في شدتها. ماذا تشمل هذه العقوبات التي تتفاوت في شدتها؟ يحدد بعضها مستوى الشدِّة باستخدام الوقت، في حين تستخدم بعضها الآخر منهجيَّاتٍ مختلفة، ولا يزال بعضها الآخر يفعل ذلك من خلال تحديد المكان الذي يذهب إليه الناس عند تناسخهم. مثال ذلك، بعض الناس سليطو اللسان. ما الذي يشير إليه تعبير "سليط اللسان"؟ إنه يعني الشتم المُتكرِّر للآخرين واستخدام لغة بذيئة تسبّ الناس. ماذا تعني اللغة البذيئة؟ إنها تدلّ على أن للشخص قلبٌ كريه. غالبًا ما تأتي اللغة البذيئة التي تسبّ الآخرين من أفواه أولئك الناس، وهذه اللغة البذيئة تجلب عواقب وخيمة. بعد أن يكون هؤلاء الأشخاص قد ماتوا وتلقّوا العقاب المناسب، يمكن أن يولدوا من جديدٍ وهم بُكمٌ. بعض الناس حريصون للغاية بينما لا يزالون أحياءً، وكثيرًا ما يستغلّون الآخرين، ومكائدهم الصغيرة جيِّدة التخطيط بطريقة خاصّة، ويفعلون الكثير ممَّا يضرّ بالناس. عندما يولدون من جديدٍ، يمكن أن يكونوا محدودي الذكاء أو معاقين ذهنيًّا. يتدخَّل بعض الناس كثيرًا في أمور الآخرين الخاصة؛ ترى عيونهم الكثير ممَّا يجب ألَّا تراه، ويعرفون الكثير ممَّا يجب ألَّا يعرفوه. ونتيجةً لذلك، عندما يولدون من جديدٍ قد يكونون عميانًا. بعض الناس فطنون جدًّا عندما يكونون أحياءً، وغالبًا ما يقاتلون ويفعلون الكثير من الشرّ. وبسبب هذا، ربما يولدون من جديدٍ معاقين أو كُسحان أو مقطوعي الذراع، أو ربما يتناسخون كحُدباء أو مصابين بالتواء العنق، وقد يعانون من عرجٍ أو قد يكون أحد سيقانهم أطول من الآخر، وما إلى ذلك. في هذه الحالات، يكونون قد خضعوا لعقوباتٍ مختلفة على أساس مستويات الشرّ الذي ارتكبوه وهم أحياءٌ. لماذا في رأيكم يعاني بعض الناس من حَوَلْ العين؟ هل يوجد الكثير من هؤلاء الناس؟ يوجد الكثير منهم اليوم. يعاني البعض من حَوَلْ العين لأنهم في حيواتهم الماضية بالغوا في استخدام عيونهم، وفعلوا الكثير من الأشياء السيِّئة، وهكذا وُلدوا في هذه الحياة بحول في عيونهم وفي الحالات الخطيرة ولدوا حتَّى عميانًا، هذا عقاب! يتعامل بعض الناس معاملةً جيِّدة مع الآخرين قبل أن يموتوا، ويفعلون الكثير من الأشياء الجيِّدة لأقربائهم أو لأصدقائهم أو لزملائهم أو للأشخاص المرتبطين بهم. يتصدَّقون ويرعون الآخرين أو يساعدونهم ماليًّا، والناس يحترمونهم أيما احترامٍ. عندما يعود مثل أولئك الناس إلى العالم الروحيّ لا يُعاقَبون. ومعنى أن غير المؤمن لا يُعاقَب بأيّ شكلٍ من الأشكال هو أنه كان شخصًا صالحًا جدًّا. فبدلاً من الإيمان بوجود الله لا يؤمنون سوى بالرجل العجوز في السماء. لا يؤمن هذا الشخص سوى بأنه توجد روحٌ فوقهم تراقب كُلّ شيءٍ يفعلونه – هذا كُلّ ما يؤمن به هذا الشخص. والنتيجة هي أن سلوك هذا الشخص أفضل كثيرًا. مثل هؤلاء الناس طيِّبوا القلب ومُحسِنون، وعندما يعودون في النهاية إلى العالم الروحيّ، سوف يعاملهم معاملةً جيِّدة جدًّا وسوف يتناسخون سريعًا. عندما يولدون، أيّ نوعٍ من العائلات يصلون إليها؟ مع أن مثل هذه العائلات لن تكون غنيَّة، فإنها ستكون خالية من الأذى، ويوجد انسجامٌ بين أفرادها، وهناك سوف يمضي هؤلاء المتناسخون أيَّامًا آمنة سعيدة، وسوف يكون الجميع فرحين ويعيشون حياةً هانئة. عندما يبلغ هؤلاء الناس سنّ الرشد، سوف تكون لهم عائلات كبيرة مُمتَّدة، وسوف يكون أطفالهم موهوبين ويتمتَّعون بالنجاح، وسوف تتمتَّع عائلاتهم بالحظ السعيد – وترتبط مثل هذه النتيجة ارتباطًا كبيرًا بالحياة الماضية لهؤلاء الناس. يعني هذا أنه أينما ذهب الناس بعد موتهم وتناسخهم، سواءً كانوا ذكورًا أو إناثًا، فإن مُهمَّتهم وما سوف يخوضونه في الحياة وما يكابدونه في حياتهم، والإخفاقات التي سيتحملونها والبركات التي سينعمون بها والأشخاص الذين سيتقابلون معهم وما سيحدث لهم – لا يمكن لأحدٍ التنبُّؤ بهذه الأمور أو تجنُّبها أو الاختباء منها. يعني هذا أنه بعد أن تكون حياتك قد تحدَّدت، فإنه مهما يحدث لك، مهما حاولت تجنُّبه، وبغضّ النظر عن الوسيلة التي تستخدمها، فليست لديك أيَّة طريقةٍ لانتهاك دورة الحياة التي حدَّدها لك الله في العالم الروحيّ. لأنه عند تناسخك يكون مصير حياتك قد تقرَّر بالفعل. سواء كان ذلك جيِّدًا أو سيِّئًا، يجب على الجميع مواجهة هذا، ويجب أن يستمرّوا في المُضيّ قُدِمًا. هذه مسألةٌ لا يمكن لأيّ شخصٍ يعيش في هذا العالم أن يتجنَّبها، ولا توجد مسألةٌ أشدّ منها واقعيَّةً. لقد فهمتَم جميعًا كل ما قلته، أليس كذلك؟
بعد أن فهمتم هذه الأمور، هل رأيتم الآن أن الله لديه مراجعاتٌ وإدارة شديدة وصارمة لدورة حياة غير المؤمنين وموتهم؟ أوَّلاً، وضع العديد من القرارات والمراسيم والأنظمة السماويَّة في العالم الروحيّ، وبمجرد إعلانها، فإنها تُنفَّذ بصرامةٍ شديدة، كما حدَّدها الله، من خلال كائناتٍ في مواقع رسميَّة مُتنوِّعة في العالم الروحيّ، ولا أحد سيجرؤ على انتهاكها. وبالتالي، في دورة حياة البشر وموتهم في عالم الإنسان، سواء تناسخ شخصٌ ما كحيوانٍ أو كإنسان، توجد قوانين لكليهما. وبما أن هذه النواميس تأتي من الله، لا يجرؤ أحدٌ على انتهاكها، ولا يمكن لأحدٍ انتهاكها. وبسبب سيادة الله هذه وحدها، ولأنه لوجود مثل هذه القوانين، فإن العالم الماديّ الذي يراه الناس منتظمٌ ومُرتَّب؛ وبسبب سيادة الله هذه وحدها، يمكن للبشر أن يتعايشوا بسلامٍ مع العالم الآخر غير المرئيّ تمامًا لهم، ويمكنهم العيش في انسجامٍ معه – وهذا كُلّه لا يمكن فصله عن سيادة الله. بعد أن تموت الحياة الجسديَّة للشخص، فإن النفس لا تزال تملك الحياة، ومن ثمَّ ماذا كان سيحدث لو لم تكن تحت إدارة الله؟ كانت النفس ستهيم في أنحاء المكان وتتطفَّل في كُلّ مكانٍ وتؤذي حتَّى الكائنات الحيَّة في عالم البشر. لن يصيب هذا الأذى البشر فحسب، بل يمكن أن يصيب كذلك النباتات والحيوانات – ومع ذلك أوَّل من سيُصاب سيكون البشر. إن حدث هذا – إن كانت مثل هذه النفس دون إدارةٍ وألحقت الأذى بالناس حقًّا وفعلت أشياء شرِّيرة بالفعل – فسوف تُعالج هذه النفس أيضًا معالجةٌ مناسبة في العالم الروحيّ: إن كانت الأمور جدّيِّة، سوف تتوقَّف النفس عن الوجود سريعًا وسوف تهلك. وإن أمكن، سوف توضع في مكانٍ ما ثم تتناسخ. يعني هذا أن إدارة العالم الروحيّ لنفوسٍ مُتنوِّعة تُنظَّم وتُنفَّذ وفقًا لخطواتٍ وقواعد. وبسبب مثل هذه الإدارة فحسب لم يسقط العالم الماديّ للإنسان في الفوضى، وبسببها يملك البشر في العالم الماديّ عقليَّة طبيعيَّة وعقلانيَّة طبيعيَّة وحياة جسديَّة مُرتَّبة. ولن يستطيع أولئك الذين يعيشون في الجسد مواصلة الازدهار والتكاثر عبر الأجيال إلا بعد أن تكون للبشر مثل هذه الحياة الطبيعيَّة.
ما رأيك في الكلمات التي سمعتها للتوّ؟ هل هي جديدةٌ عليك؟ وما نوع الانطباعات التي تركتها موضوعات شركة اليوم عليكم؟ بصرف النظر عن كونها جديدة، هل تشعر بأيّ شيءٍ آخر؟ (يجب أن يتَّسم الناس بحُسن السلوك، ويمكننا أن نرى أن الله عظيمٌ ويجب اتقاءه). (بعد أن سمعتُ للتوّ تواصل الله عن كيف يرتِّب الله نهايات أنواعٍ مختلفة من الناس، أشعرُ في أحد الجوانب أن شخصيَّته لا تسمح بأيَّة إساءةٍ، وأنني يجب أن أتقيه؛ وفي جانبٍ آخر، أعرفُ أيّ نوعٍ من الناس يُحبّه الله وأيٍ نوعٍ لا يُحبّه، ولذلك أريد أن أكون واحدًا من أولئك الذين يُحبّهم). هل ترون أن الله صاحب مبادئ في أعماله في هذا المجال؟ ما المبادئ التي يعمل بموجبها؟ (إنه يضع نهايات الناس وفقًا لكُلّ ما يفعلونه). يتعلَّق هذا بالنهايات المُتنوِّعة لغير المؤمنين الذين تكلمنا عنهم للتوّ. عندما يتعلَّق الأمر بغير المؤمنين، هل المبدأ وراء أعمال الله هو مكافأة الأبرار ومعاقبة الأشرار؟ هل توجد أيَّة استثناءاتٍ؟ (كلا). هل ترون أنه يوجد مبدأ خلف أعمال الله؟ لا يؤمن غير المؤمنين بالله حقًّا، ولا يخضعون لترتيباته. بالإضافة إلى هذا، هم لا يُدرِكون سيادته، فضلاً عن أنهم لا يعترفون به. والأخطر من ذلك، أنهم يُجدِّفون على الله ويسبّونه، ويعادون أولئك الذين يؤمنون بالله. على الرغم من موقفهم هذا تجاه الله، فإن إدارته لهم لا تزال لا تنحرف عن مبادئه؛ إنه يديرهم بطريقةٍ مُنظَّمة وفقًا لمبادئه وشخصيَّته. كيف ينظر إلى عدائهم؟ على أنه جهلٍ! ونتيجة لذلك، جعل هؤلاء الناس – أي الغالبية العظمى من غير المؤمنين – يتناسخون في صورة حيوانات في الماضي. لذا، في نظر الله، ما هم غير المؤمنين بالتحديد؟ إنهم جميعًا وحوش. يدير الله الوحوش وكذلك البشر، ولمثل هؤلاء الناس لديه المبادئ نفسها. وحتَّى في إدارته لهؤلاء الناس، لا يزال بالإمكان رؤية شخصيَّته وكذلك النواميس الكامنة وراء سيادته على جميع الأشياء. ومن ثمَّ، هل ترون سيادة الله في المبادئ التي يدير بها غير المؤمنين التي ذكرتها للتوّ؟ هل ترون شخصيَّة الله البارّة؟ (نعم، نراها). بتعبير آخر، أنه بغضّ النظر عن أيّ شيءٍ من بين الأشياء الأخرى التي يتعامل الله معها، فإنه يعمل وفقًا لمبادئه الخاصَّة وشخصيَّته. هذا جوهر الله؛ أنه مستحيل أن ينتهك عَرَضًا القرارات أَو المراسيم السماويَّة التي حدَّدها فقط لأنه يعتبر أن مثل هذا الشخص من الوحوش. يتصرَّف الله وفقًا لمبادئ، دون أدنى استهتار، ولا تتأثَّر أعماله تمامًا بأيّ عاملٍ. كل ما يفعله يتوافق مع مبادئه الخاصَّة. يرجع هذا إلى أن الله يملك جوهر الله نفسه، وهو جانبٌ من جوهره لا يملكه أيّ كائنٍ مخلوق. الله يقظ الضمير ومسؤولٌ في تعامله مع كُلّ كائنٍ وشخصٍ وكائنٍ حيّ بين جميع الأشياء التي خلقها وفي اقترابه منها وتدبيره لها وإدارته لها وحُكمه عليها، ولم يُهمِل على الإطلاق في هذا. من جهة أولئك الأخيار، فإنه شفوقٌ وعطوف؛ وأما على أولئك الأشرار، فإنه يصبّ عقابًا بلا رحمةٍ؛ ومن جهة الكائنات الحيَّة المُتنوِّعة، فإنه يتَّخذ الترتيبات المناسبة في الوقت المناسب وبطريقةٍ منتظمة وفقًا للمُتطلَّبات المتنوعة لعالم البشر في أوقاتٍ مختلفة، بحيث تتناسخ هذه الكائنات الحيَّة المُتنوِّعة وفقًا للأدوار التي تُؤدِّيها بطريقةٍ مُنظَّمة، وتتنقَّل بين العالم الماديّ والعالم الروحيّ بطريقةٍ منهجية.
يدلّ موت كائنٍ حيّ – أي إنهاء حياةٍ بالجسد – إلى أن الكائن الحيّ قد انتقل من العالم الماديّ إلى العالم الروحيّ، في حين أن ولادة حياة جسديَّة جديدة تدلّ على أن كائنًا حيَّا قد جاء من العالم الروحيّ إلى العالم الماديّ وبدأ يضطلع بدوره أو يُؤدِّيه. سواء كان رحيل كائنٍ أو وصوله، فكلاهما لا ينفصلان عن عمل العالم الروحيّ. بحلول الوقت الذي يأتي شخصٌ فيه إلى العالم الماديّ، يكون الله قد عمل ترتيبات وتحديدات مناسبة في العالم الروحيّ لأي عائلة يذهب إليها هذا الشخص، والحقبة التي يصل فيها، والساعة التي يصل فيها، والدور الذي يُؤدِّيه. وعليه، ستستمرّ حياة هذا الشخص بأكملها – الأشياء التي يفعلها والمسارات التي يسلكها – وفقًا للترتيبات الموضوعة في العالم الروحيّ دون أدنى انحراف. بالإضافة إلى ذلك، يكون وقت انتهاء حياةٍ بالجسد وطريقة ومكان انتهائها واضحًا ومُميَّزًا للعالم الروحيّ. يحكم الله العالم الماديّ ويحكم كذلك العالم الروحيّ، ولن يُؤجِّل دورة طبيعية لحياة وموت نفسٍ، ولا يمكن إطلاقًا أن يرتكب أيَّة أخطاءٍ في تلك الدورة. يُؤدِّي كُلّ واحدٍ من المرافقين في المناصب الرسميَّة للعالم الروحيّ مهامه الفردية، ويفعل ما يجب عليه فعله وفقًا لتعليمات الله وقواعده. ومن ثمَّ، في عالم البشر، كُلّ ظاهرةٍ ماديَّة يراها الإنسان تكون مُنظَّمة ولا تنطوي على فوضى. يرجع هذا كُلّه إلى حُكم الله المُنظِّم على جميع الأشياء، وكذلك بسبب حقيقة أن سلطان الله يحكم كُلّ شيءٍ. يشمل حكمه العالم الماديّ الذي يعيش فيه الإنسان بالإضافة إلى العالم الروحيّ غير المرئيّ وراء البشر. وبالتالي، إن رغب البشر في الحصول على حياةٍ جيِّدة ورغبوا في العيش في بيئةٍ لطيفة، بالإضافة إلى توفُّر العالم الماديّ المرئيّ بالكامل لهم، فيتعيَّن على الإنسان أيضًا أن يتوفَّر له العالم الروحيّ الذي لا يمكن أن يراه أحدٌ، والذي يحكم كُلّ كائنٍ حيّ بالنيابة عن البشر، والذي هو مُنظَّمٌ. ومن ثمَّ، عندما يقال إن الله مصدر الحياة لجميع الأشياء، ألم ترفع عبارة "جميع الأشياء" من وعينا وفهمنا؟ (بلى).
– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (10)
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.
دعونا نتحدَّث بعد ذلك عن دورة حياة وموت أولئك الذين يتبعون الله. هذا يهمّكم فانتبهوا. أوَّلاً، فكِّروا كيف يمكن تقسيم أتباع الله إلى فئات....
ناقشنا للتوّ دورة حياة وموت الناس من الفئة الأولى، أي غير المؤمنين. دعونا الآن نناقش ذلك للفئة الثانية، أي مختلف أهل الإيمان. "دورة حياة...