البند الرابع عشر: يعاملون بيت الله وكأنه مجالهم الشخصي (القسم الأول)

عقدنا الشركة في الاجتماع الأخير عن حقيقة أن أضداد المسيح يتحكمون في الأمور المالية للكنيسة، بالإضافة إلى سيطرتهم على قلوب الناس. فما النقاط الرئيسية التي عقدنا الشركة عنها؟ (عقدنا الشركة عن نقطتين رئيسيتين: النقطة الأولى كانت إعطاء الأولوية لامتلاكهم ممتلكات الكنيسة واستخدامهم لها، بينما كانت النقطة الثانية هي التبذير والسلب والإقراض والسرقة والغش في استخدام التقدمات). لقد عقدنا الشركة عن هاتين النقطتين الرئيسيتين. واليوم سنعقد شركة عن البند الرابع عشر من مظاهر أضداد المسيح المختلفة: يعاملون بيت الله وكأنه مجالهم الشخصي. دعونا ننظر في هذا البند إلى مظاهر أضداد المسيح التي تثبت أن لهم جوهر ضد المسيح. إنهم يعاملون بيت الله وكأنه مجالهم الشخصي: ظاهريًا، لا يعطي هذان المصطلحان – "بيت الله" و"المجال الشخصي" – أي دلالة على الشر الذي يمكن أن يفعله أضداد المسيح. فقول إنّ "أضداد المسيح يعاملون بيت الله وكأنه بيتهم" لا يعطي أي دلالة خارجية إلى ما يشير إليه هذا "البيت" بالضبط، سواء كان شيئًا إيجابيًا أو سلبيًا، سواء كان يُستخدم كمجاملة أو ازدراء. ولكن هل استبدال "البيت" بـ "المجال الشخصي" يشير إلى وجود مشكلات معينة؟ ً أولًا وقبل كل شيء، ماذا يعني "المجال الشخصي"؟ (إن أضداد المسيح يريدون أن يكون لهم الكلمة الأخيرة). وماذا أيضًا؟ (إنهم يعاملون بيت الله كنطاق لنفوذهم الشخصي، عن طريق إدخال أصدقاءً وأفرادًا من أسرهم، ثم يكتسبون السيطرة على الكنيسة). فهذا أيضًا مظهر من مظاهر أضداد المسيح. أيوجد أي شيء آخر؟ هل يدل المعنى الظاهري لهذه العبارة على أنه نطاق نفوذ أضداد المسيح، وأن هذا هو المكان الذي يحكم فيه أضداد المسيح ويمارسون السلطة، وأنه المكان الذي يتم فيه التحكم في كل شيء واحتكاره وتقييده من قِبَل أضداد المسيح، والمكان الذي يتخذ فيه أضداد المسيح القرارات؟ (نعم). يمكننا استنتاج مثل هذا المعنى في هذه العبارة؛ لأنه عندما ناقشنا سابقًا المظاهر المختلفة لأضداد المسيح، عقدنا الشركة كثيرًا عن تمييز جوهر أضداد المسيح وكشفه. والمظهر الرئيسي من بين هذه المظاهر هو محاولات أضداد المسيح للسيطرة على الناس وممارسة السلطة – ولكن بالطبع توجد أيضًا مظاهر أخرى مختلفة.

والآن بعد أن عقدنا الشركة عن المعنى العام لممارسة أضداد المسيح "مجالهم الشخصي"، دعونا نعقد شركة عما يعنيه "بيت الله" على وجه الدقة. هل لديكم فكرة عن ماهية بيت الله – أيمكنكم أن تقدموا تعريفًا دقيقًا له؟ فهل يُعتَبَر لقاء مجموعة من الإخوة والأخوات معًا بيت الله؟ أم يُعتَبَر لقاء أناس يتبعون المسيح والله أو اجتماعهم معًا بيت الله؟ هل يُعتَبَر اللقاء الذي يشمل أيضًا قادة الكنيسة والشمامسة ومختلف قادة المجموعات بيت الله؟ (لا). إذًا، فما هو بيت الله بالتحديد؟ (فقط الكنيسة التي يحكم فيها المسيح هي بيت الله). (يمكن فقط اعتبار لقاء الأشخاص الذين يتخذون كلام الله مبدأً لممارستهم بيت الله). هل هذان التعريفان دقيقان؟ لا يمكنكم تفسيره! حتى بعد كل العظات التي سمعتموها، لا يمكنكم تقديم مثل هذا التعريف البسيط. من الواضح أنكم لستم معتادين على أخذ هذه المصطلحات والمفردات الروحية على محمل الجد وعلى إعطائها الاهتمام الواجب. كم انتم مهملون! لذا فكروا في الأمر: ما هو، بالتحديد، بيت الله؟ إذا تم تعريفه بشكل نظري، فإن بيت الله هو مكان يسود فيه الحق، وهو مجموعة الناس الذين تكون مبادئ ممارستهم هي كلام الله. وفي هذه الحالة، فإن معاملة أضداد المسيح لبيت الله على أنه مجالهم الشخصي تشكل مشكلة؛ فهم يعتبرون اجتماع الإخوة والأخوات الذين يتبعون الله نطاقًا لنفوذهم الشخصي، ومحلًا يمارسون فيه السلطة وهدفًا يمارسون عليه السلطة. وهذا هو المعنى الحرفي الذي يمكن أن نتبينه من معاملة أضداد المسيح لبيت الله على أنه مجالهم الشخصي. وأيًا كانت الزاوية التي تنظر بها للأمر، فمعاملة أضداد المسيح لبيت الله على أنه مجالهم الشخصي تُظهِر جوهر طبيعتهم التي تحاول أن تضلل الناس وتتحكم فيهم وأن تحظى بالسلطة المطلقة. فبيت الله هو المكان الذي يعمل فيه الله ويتكلم، وحيث يخلص الله الناس، وحيث يختبر شعب الله المختار عمله ويتطهرون وينالون الخلاص، وحيث يمكن تنفيذ إرادة الله ومقاصده بدون عوائق، وحيث يمكن تحقيق خطة تدبير الله وإتمامها. باختصار، فإن بيت الله هو مكان يمتلك فيه الله السلطان، ويسود عليه كلام الله والحق، وهو ليس مكانًا يمارس فيه أي فرد سلطته وينفذ مشروعه الشخصي لتحقيق رغباته أو مخططاته الكبرى. ولكن، ما يفعله أضداد المسيح يتعارض تمامًا مع ما يريده الله؛ فهم لا يبالون ولا يعطون أي اعتبار لما يريد الله أن يفعله، ولا يهتمون بأن تؤتي كلمة الله ثمارها بين الناس، ولا أن يتم فهم كلام الله والحق وممارستهما واختبارهما بين الناس، وهم يهتمون فقط بأن يحظوا على المكانة والسلطة والكلمة الأخيرة، وأن تتحقق مقاصدهم وأفكارهم ورغباتهم بين الناس. أي أنه في نطاق نفوذهم، كم من الناس يستمعون إلى كلماتهم ويطيعونهم، وما نوع الصورة والسمعة والسلطة التي يتمتعون بها – هذه هي بالتحديد الأمور الرئيسية التي يحاولون إدارتها، وهي أكثر ما يهتمون به في قلوبهم. فالله يتحدث ويعمل بين البشر، ويخلص الناس، ويقودهم، ويوفر لهم احتياجاتهم، ويرشدهم إلى مجيئهم أمام الله، وفهم مقاصده، ودخول واقع الحق خطوة بخطوة، وتحقيق الخضوع لله تدريجيًا. وكل ما يفعله أضداد المسيح يتعارض تمامًا مع هذا. يقود الله الناس في المجيء أمام الله، ولكن يتنافس أضداد المسيح ضد الله على هؤلاء الناس، ويحاولون إحضارهم أمام أنفسهم. يرشد الله الناس إلى دخول واقع الحق، وفهم مقاصد الله، والخضوع لسيادة الله خطوة بخطوة؛ أما أضداد المسيح، فيحاولون التحكم في الناس بالتدريج، والسيطرة على تحركاتهم، وإخضاعهم بإحكام لسلطتهم الخاصة. باختصار، كل ما يفعله أضداد المسيح هو من أجل تحويل أتباع الله إلى أتباع لأنفسهم؛ فبعد أن يفوزوا بهؤلاء الناس المشوشين الذين لا يسعون إلى الحق تحت سلطتهم، يذهبون خطوة أبعد ويحاولون بكل الوسائل الفوز بأولئك القادرين على اتباع الله والقيام بواجبهم بإخلاص تحت سلطتهم، فيجعلون كل شخص في الكنيسة يستمع إلى ما يقولونه، ويجعلونهم يعيشون ويتصرفون ويسلكون ويفعلون كل شيء وفقًا لرغبات أضداد المسيح، حتى ينتهي بهم الأمر إلى طاعة كل ما يقوله أضداد المسيح؛ أي طاعة رغباتهم وطاعة مطالبهم. وهذا يعني أن كل ما يريد الله أن يفعله، وأي تأثير يريد الله تحقيقه، هو أيضًا ما يرغب أضداد المسيح في تحقيقه. والنتيجة التي يرغبون في تحقيقها ليست حث الناس على المجيء أمام الله وعبادته، بل المجيء أمامهم وعبادتهم. وفي المجمل، بمجرد أن يمتلك أضداد المسيح السلطة، يحاولون السيطرة على كل شخص وكل شيء ضمن نطاق نفوذهم، ويحاولون السيطرة على أي نطاق يمكنهم السيطرة عليه، ويحاولون جعل الكنيسة، وبيت الله، وأولئك الذين يتبعون الله النطاق الذي يمارسون فيه سلطتهم ويكونون قادرين على الحكم. وهذا يعني أن الله يقود الناس إليه، في حين أن أضداد المسيح يضلون الناس ويريدون أيضًا أن يقودوا هؤلاء الناس إلى أنفسهم. إن هدف أضداد المسيح من القيام بكل هذا هو جعل أتباع الله أتباعًا لهم، وتحويل بيت الله والكنيسة إلى بيتهم الخاص. وبما أن أضداد المسيح يمتلكون هذه الدوافع وهذا الجوهر، فما المظاهر والسلوكيات المحددة التي لديهم وتدل على أن أضداد المسيح هؤلاء هم أضداد المسيح، وأنهم أعداء الله، وأنهم أشرار وشياطين معادون لله والحق؟ فيما يلي، سوف نشرِّح بشكل واقعي ما المظاهر والأساليب المحددة التي يتبناها أضداد المسيح وتثبت أنهم يعاملون بيت الله وكأنه مجالهم الشخصي.

أولًا: أضداد المسيح يحتكرون السلطة

إن المظهر الأول لكيفية معاملة أضداد المسيح لبيت الله كمجالهم الشخصي هو مظهر كثيرًا ما عقدنا الشركة عنه، وهو مظهر رئيسي مميِّز لأضداد المسيح: أضداد المسيح يحبون المكانة أكثر من أي شيء. لماذا المكانة هي أكثر ما يحبونه؟ ما الذي تمثله المكانة؟ (السلطة). هذا صحيح – هذا هو المفتاح. فقط بالمكانة يمكنهم الحصول على السلطة، وفقط بالسلطة يمكنهم إنجاز الأمور بسهولة؛ فقط بالسلطة يمكن أن تتحقق رغباتهم وطموحاتهم وأهدافهم المختلفة وتصبح واقعًا. لذلك، فإن أضداد المسيح ماكرون للغاية، ولديهم رؤية واضحة للغاية في مثل هذه الأمور؛ إذا أرادوا أن يجعلوا بيت الله مجالهم الشخصي، فيجب عليهم أولًا احتكار السلطة. هذا مظهر جليّ. من بين أضداد المسيح الذين قابلتموهم أو سمعتم عنهم أو شاهدتموهم بأعينكم، مَنْ منهم لم يحاول احتكار السلطة؟ بغض النظر عن الوسائل التي يستخدمونها، سواء من خلال المراوغة والمكر، أو من خلال الرزانة واللطف الظاهريين، أو من خلال استخدام وسائل أكثر شراسة وخبثًا بشكل خاص، أو من خلال العنف، فإن أضداد المسيح ليس لديهم سوى هدف واحد: امتلاك المكانة ثم ممارسة السلطة. وبالتالي، فإن أول شيء أريد عقد الشركة حوله قبل أي شيء آخر، هو أن أضداد المسيح يحاولون احتكار السلطة. تتجاوز رغبة أضداد المسيح في السلطة رغبة الأشخاص الطبيعيين؛ إنها تفوق رغبة الأشخاص العاديين ذوي الشخصية الفاسدة. يريد الأشخاص العاديون ذوو الشخصية الفاسدة فقط من الآخرين أن يرونهم جيدين، وأن يكون لديهم رأيًا جيدًا عنهم؛ إنهم يحبون أن يكتسبوا اليد العليا عندما يتحدثون، لكنهم لا يتألمون كثيرًا إذا لم تكن لديهم السلطة ولم يعبدهم الناس؛ إنهم يستطيعون أن يتدبروا أمورهم سواء كان لديهم ذلك أم لا؛ ولديهم بعض الإعجاب بالسلطة والرغبة فيها، ولكن ليس بالدرجة نفسها كأضداد المسيح. وما هذه الدرجة؟ بدون السلطة، هم في حالة دائمة من القلق، ولا يمكنهم أن يجدوا السلام، ولا يهنأ لهم طعام ولا نوم، ويبدو أن كل يوم يجلب لهم الملل والقلق فقط، وفي قلوبهم يشعرون وكأنهم فشلوا في تحقيق شيء، وأيضًا كما لو أنهم فقدوا شيء. إن البشر العاديين الفاسدين يسعدون بامتلاكهم للسلطة، ولكنهم لا يحزنون كثيرًا من عدم امتلاكها؛ قد يشعرون ببعض خيبة الأمل، لكنهم أيضًا راضون عن كونهم أشخاصًا عاديين. إذا كان على أضداد المسيح أن يكونوا عاديين، فلن يستطيعوا النجاة، ولن يستطيعوا الاستمرار، وكأنهم فقدوا اتجاه حياتهم وهدفها، ولا يعرفون كيف يواصلون المسيرة – والحياة – قُدمًا. فقط بالمكانة يشعرون أن حياتهم مليئة بالنور، وفقط بالمكانة والسلطة تصبح حياتهم مجيدة ومليئة بالسلام والسعادة. ألا يختلف هذا عن الناس العاديين؟ بمجرد حصولهم على المكانة، يتحمس أضداد المسيح بشكل غير عادي. يرى الآخرون هذا ويفكرون: لماذا هم مختلفون عن ذي قبل؟ لماذا هم مشرقون ومتألقون؟ لماذا هم سعداء للغاية؟ عند السؤال، يتضح أن هذا لأنهم يتمتعون بالمكانة؛ ولديهم السلطة؛ ولهم الكلمة الأخيرة؛ يمكنهم التسلط على الناس؛ يمكنهم ممارسة السلطة؛ لديهم الهيبة؛ ولديهم أتباع. عندما يتمتعون بالمكانة والسلطة، يتغير شيء ما في المنظور الذهني لأضداد المسيح.

تشير رغبة أضداد المسيح في السلطة إلى أن جوهرهم ليس جوهرًا عاديًا؛ إنها ليست شخصية فاسدة عادية. ولذلك، بغض النظر عن الوسط الذي هم فيه، سيحاول أضداد المسيح إيجاد طريقة للتميز، والتباهي، والإعلان عن أنفسهم، وجعل الجميع يرون مزاياهم وفضائلهم وينتبهون إليها، والحصول على منصب لأنفسهم في الكنيسة. عندما تُجرى انتخابات الكنيسة، يشعر أضداد المسيح بأن فرصتهم قد حانت: الفرصة للإعلان عن أنفسهم، ولتحقيق رغباتهم، ولإشباع أهوائهم قد أتت. يفعلون كل ما في وسعهم ليتم انتخابهم كقادة، ويبذلون قصارى جهدهم لكسب السلطة، معتقدين أن كسب السلطة سيجعل من السهل عليهم إنجاز الأمور. لماذا سيكون ذلك أسهل؟ عندما لا يكون لدى أضداد المسيح سلطة، قد يصعب عليك اكتشاف طموحاتهم ورغباتهم وجوهرهم من خلال مظهرهم الخارجي، لأنهم يخفونها ويتظاهرون، بحيث لا تتمكن من كشف حقيقتهم. ولكن ما أول شيء يفعلونه بمجرد أن يكسبوا المكانة ويحصلون على السلطة؟ يحاولون تعزيز مكانتهم وتوسيع السلطة وترسيخها في أيديهم. وما الطرق التي يستخدمونها لترسيخ سلطتهم وتعزيز مكانتهم؟ لدى أضداد المسيح وسائل كثيرة؛ لن يفوِّتوا مثل هذه الفرصة، ولن يقفوا مكتوفي الأيدي بعدما استولوا على السلطة بالفعل. بالنسبة إليهم، وصول هذه الفرصة هو وقت فرح عظيم، كما أنه الوقت لإظهار مكرهم واستخدام قدراتهم بشكل كامل. بعد انتخاب أحد أضداد المسيح، يقوم أولًا بفرز أفراد عائلته وأقاربه المباشرين، فيبحث عن أولئك الذين يرتبطون به بشكل وثيق، ومَن يتقربون منه، ومَن الأقرب له، ومَن ينسجمون معه ويتحدثون بلغته. وكذلك مَن هو مستقيم، ومَن لن يقف إلى جانبه، ومَن سيبلغ عنه إذا خالف قواعد بيت الله ومبادئه – وهؤلاء هم الأشخاص الذين سيعمل على إقصائهم. وبعد أن يقوم بفرزهم، يفكر قائلًا: "معظم أقاربي لديهم علاقة جيدة معي، فنحن ننسجم معًا، ونتحدث اللغة نفسها؛ إذا أصبحوا مرؤوسين لي واستطعت استخدامهم، ألن يزداد نفوذي؟ ألن يثبّت ذلك مكانتي داخل الكنيسة؟ كما يقول المثل، "ترقية الأكفاء دون تجنب الأقارب". كل المسؤولين غير المؤمنين يعتمدون على أصدقائهم ومعارفهم لمساعدتهم – والآن بعد أن أصبحت مسؤولًا، يجب أن أفعل الشيء نفسه، إنها فكرة صالحة. أولًا، يجب أن أُرقي أقاربي. زوجتي وأولادي بالطبع؛ أول شيء سأفعله هو ترتيب بعض المناصب لهم. ماذا ستفعل زوجتي؟ إن الاعتناء بالتبرعات في الكنيسة يُعد دورًا حيويًا ومهمًا – يجب أن تكون السلطة المالية في أيدينا، عندها فقط سأتمكن من إنفاق الأموال بحرية وسهولة. لا يمكن أن توضع هذه الأموال في أيدي شخص غريب؛ إذا حدث ذلك، فستكون الأموال لهم في النهاية، وسيتم مراقبة النفقات والسيطرة عليها، وهذا غير مريح. هل الشخص الذي يدير الحسابات حاليًا في صفي؟ يبدو لا بأس به في الظاهر، لكن مَن يدري ما يدور في ذهنه. لا، يجب أن أجد طريقة لاستبداله وأجعل زوجتي تدير الحسابات". يتحدث ضد المسيح مع زوجته، التي تقول: "هذا رائع! الآن بعد أن أصبحت قائد كنيسة، لديك القرار النهائي بشأن تبرعات الكنيسة، أليس كذلك؟ أنت من يقرر مَن سيكون مسؤولًا عنها". فيرد ضد المسيح: "على الرغم من ذلك، ففي الوقت الحالي، لا توجد طريقة جيدة للتخلص من الشخص الذي يدير الحسابات حاليًا". تفكر زوجته في الأمر، ثم تقول: "ألن يكون ذلك سهلًا؟ قل إنهم قاموا بهذا العمل لفترة طويلة جدًا. وهذا أمر سيئ؛ قد تكون هناك الكثير من الديون المعدومة، أو الحسابات غير المرتبة، أو حالات الكسب غير المشروع. من السهل أن تُرتَكَب الأخطاء عندما يُوكل شخص بأمر ما لفترة طويلة؛ فمع مرور الوقت، يشعرون بأنهم يملكون رأس مال ويتوقفون عن الاستماع للآخرين. بالإضافة إلى ذلك، فإن الشخص الذي يدير الحسابات كبير في السن للغاية، ويصبح مشوش الذهن بسهولة وغالبًا ما ينسى الأشياء. إذا حدث أي سهو، فسوف يؤدي ذلك إلى خسائر. إنه دور مهم جدًا – يجب استبداله". ولكن مَن الذي ينبغي أن يقول إنه يجب استبداله؟ لا يمكن أن يأتي الحديث عن استبدال هذا الشخص من فمه كقائد الكنيسة؛ يجب أن يترك الأمر للإخوة والأخوات ليقترحوا زوجة ضد المسيح بأنفسهم. بمجرد أن تقدِّم زوجته عرضها، تُسند تبرعات الكنيسة إليها. ولكن مبادئ الكنيسة تنص على أن حفظ التقدمات لا يمكن أن يتم بواسطة شخص واحد فقط، بل يجب أن يتم بشكل مشترك من قِبل شخصين أو ثلاثة، وذلك لتجنب استغلال شخص واحد للثغرات واختلاس المقدرات المالية لبيت الله. لذا، يوصي ضد المسيح بقريبته للانضمام إلى حفظ التبرعات، قائلًا أنها مؤمنة بالله منذ فترة طويلة، وقدمت العديد من التبرعات، وتتمتع بسمعة طيبة ويمكن الوثوق بها. يقول الجميع: "كلاهما من أقاربك. يجب أن يكون هناك شخص من خارج عائلتك أيضًا". لذا يوصي ضد المسيح بأخت مسنة مشوشة الذهن للمساعدة في إدارة الأموال والتحكم فيها. أولًا، يضع ضد المسيح أموال الكنيسة تحت سيطرة عائلته، وبعد ذلك، تتحكم عائلته في تحديد كيفية إنفاق هذه الأموال وفي أدق المدخلات والمخرجات – فتصبح السيطرة على كل ذلك في يديه.

بعد احتكار القوة المالية والسيطرة على الممتلكات، هل حقق ضد المسيح هدفه؟ ليس بعد. إن أكثر ما يهم هو السيطرة على المشرفين على مختلف أعمال الكنيسة، وجعلهم في صفه، واتخاذ القرارات. يشعر ضد المسيح بأن هذا هو أكثر ما يهم؛ إنه يتعلق بما إذا كان الأشخاص في كل فريق من الفرق الأدنى يفعلون ما يقوله، وبما إذا كانت سلطته تخترق كل المستويات وصولًا إلى أدناها. فكيف يفعل ذلك إذًا؟ يقوم بإدخال إصلاحات شاملة. أولًا، يعقد الشركة، ويقول إن عمل كل فريق أصلي كان به هذا الخطأ وذاك. على سبيل المثال، ظهرت مشكلات معينة في فريق الفيديو، فيقول ضد المسيح: "هذه المشكلات تسبب فيها المشرف. هذه السهوات الجسيمة في عمله والمشكلات الكبيرة التي تسبب فيها دليل على أن المشرف لا يفي بالمعايير، ويجب استبداله؛ وإذا لم يتم استبداله، فلا يمكن تنفيذ هذا العمل بشكل صحيح. مَنْ سيحل محله إذًا؟ هل في بالكم شخصٌ ما – هل هناك أي مرشحين؟ مَنْ الذي يقوم بعمله على النحو الأفضل في الفريق؟" يفكر الجميع في الأمر، ثم يقول أحدهم: "هناك أخ جيد جدًا، لكنني لا أعلم إذا كان مناسبًا". يرد ضد المسيح: "إذا كنت لا تعلم، فلا يمكن اختياره. سأوصي لكم بشخص. ابني – عمره 25 عامًا وتخرج في علوم الحاسوب، وتخصَّص في المؤثرات الخاصة وإنتاج الفيديو. إنه مؤمن جديد بالله، ولا يسعى إلى الحق كثيرًا، لكن مهاراته المهنية أفضل منكم جميعًا. هل أي منكم محترف؟" فيرد الجميع: "لسنا ما يمكن أن يُسمى محترفين، لكننا نقوم بواجبنا منذ وقت طويل ونفهم مبادئ هذا العمل الخاص ببيت الله. هل هو كذلك؟" "لا يهم إن لم يكن يفهم؛ يمكنه التعلم". يبدو هذا صحيحًا للجميع، فيتماشون مع ما يقوله، ويوافقون جميعًا على ترقية مَنْ يرغب به، وبهذا يسيطر ضد المسيح على دور مهم آخر. بعد ذلك، يتبادر إلى ذهن ضد المسيح أن عمل الإنجيل مهم بالنسبة إلى بيت الله – وأن المشرف عليه ليس شخصًا في صفه. يجب استبداله. كيف يتم استبداله؟ بالطريقة نفسها: إيجاد خطأ. يقول ضد المسيح: "كيف سارت الأمور مع المستهدف بالإنجيل في المرة الأخيرة؟" يرد أحدهم: "بعد أن آمن لشهر، سمع بعض الدعاية السلبية وآمن بها، فلم يعد يؤمن". يسأل ضد المسيح: "كيف يمكن أن يتوقف عن الإيمان هكذا؟ هل لأنكم لم تقدِّموا الشركة عن الحق في الرؤى بوضوح؟ أم لأنكم كنتم كسالى، أو خائفين من البيئة العدائية وخفتم من تعريض أنفسكم للخطر، فلم تقدِّموا الشركة عن الأشياء بوضوح؟ أم أنكم لم تهتموا به فورًا؟ أم أنكم فشلتم في مساعدته على حل صعوباته؟" يطرح عددًا كبيرًا من الأسئلة، واحدًا تلو الآخر. وبغض النظر عن كيفية رد الآخرين، أو ما التفسير الذي يقدمونه، فإن ذلك لا يشكِّل فارقًا؛ يُصر ضد المسيح على أن مشرف فريق الإنجيل لديه الكثير من المشكلات، وأن أخطاؤه جسيمة للغاية، وأنه غير مسؤول وغير مؤهل للوظيفة، فيعفيه بالقوة. وبعد إعفائه، يقول ضد المسيح: "الأخت فلانة قد بشرت بالإنجيل من قبل ولديها خبرة أيضًا – أعتقد أنها ستكون جيدة". عند سماع ذلك، يقول الناس: "إنها أختك الكبرى! قد تكون ماهرة بالكلام، لكن إنسانيتها ليست جيدة. لديها سمعة سيئة حقًا، لا يمكن استخدامها"، ويعترض الإخوة والأخوات. يقول ضد المسيح: "إذا لم توافقوا، فسوف يتم حل فريق الإنجيل. لن تبشروا بالإنجيل بعد الآن، إنكم غير قادرين على أداء هذا الواجب بشكل صحيح. إما هذا أو اختيار قائد فريق مناسب، وستكون أختي مساعدة قائد الفريق!" يختار الإخوة والأخوات شخصًا ما، ويوافق ضد المسيح على مضض، بشرط أن يُسمَح لأخته الكبرى أن تكون مساعدة قائد الفريق. وبالوصول إلى الإجماع هكذا، بالكاد يتمكن فريق الإنجيل من البقاء.

بغض النظر عن ما العمل الموجود أو مكانه، على أضداد المسيح أن يغرسوا أصدقائهم، أي الأشخاص الذين في صفهم. بمجرد أن يصبح أضداد المسيح قادة ويكتسبون المكانة، فإن أول ما يشغلهم ليس تفقُّد كيفية أداء أعضاء كل فريق في دخولهم الحياة، أو معرفة كيفية سير عملهم، أو كيف يمكن حل الصعوبات المختلفة التي واجهوها في عملهم، وإذا كانت هناك أي مشكلات أو تحديات عالقة؛ بدلًا من ذلك، فإنهم ينظرون في وضع الموظفين، ومَنْ رئيس كل فريق، ومَنْ ضدهم في كل فريق، ومَنْ الأشخاص الذين سيشكلون تهديدًا لمكانتهم في المستقبل. إنهم على علم واسع جدًا بهذه الأمور، لكنهم لا يسألون أبدًا عن الوضع في عمل الكنيسة. ولا يسألون أبدًا عن حال الإخوة والأخوات، أو دخولهم في الحياة، أو كيفية سير حياة الكنيسة، ويرغبون في أن يقل اهتمامهم أكثر. ولكنهم على دراية جيدة بالأشخاص المسؤولين عن كل فريق: إذا كانوا من أصدقائهم، إذا كانوا ينسجمون معهم، وإذا كانوا يشكلون تهديدًا لسلطتهم أو مكانتهم. إنهم يعرفون كل هذه التفاصيل وفهموها بوضوح شديد. بخصوص مَنْ يكون مستقيمًا نسبيًا في المجموعة ويتحدث بصدق، فإنهم يعتقدون أن مثل هذا الشخص يجب الحذر منه وعدم إعطائه أي مكانة؛ بينما يفضلون أولئك الذين يجيدون الإطراء، ومَنْ يعرفون كيفية التملق، ومَنْ يتحدثون بكلمات لطيفة تراعي الآخرين، ومَنْ يستطيعون اتباع التلميحات عند القيام بالأشياء. يشعر ضد المسيح بالميل الإيجابي نحوهم ويخطط لترقيتهم ووضعهم في مناصب مهمة. بل إنهم يفكرون في أخذهم معهم أينما يذهبون، والتأكد من استماعهم للمزيد من العظات ورعايتهم ليكونوا أصدقائهم. أما بالنسبة إلى أولئك الذين يسعون إلى الحق في الكنيسة، ولديهم حس العدالة، ويجرؤون على التكلم بصدق، ويمجدون الله باستمرار ويشهدون له، ولا ينحنون للقوى الخبيثة، أو للمكانة، أو للسلطة – فإنهم يحذرون منهم، ويبغضونهم، ويميزون ضدهم، ويستبعدونهم في قلوبهم. أما أولئك الذين يتملقونهم، وخاصة أفراد عائلاتهم وأقاربهم البعيدين – هؤلاء الذين يستطيعون أن يجعلوهم محور حياتهم، فيعتبرونهم خاصتهم ويعاملونهم كعائلتهم. كل الذين تحت سلطة ضد المسيح والقادرين على التمحور حوله، واتباع إشاراتهم وأخذ التوجيهات عند فعلهم للأمور، وتنفيذ الأشياء وفقًا لرغباتهم – هؤلاء الأشخاص يفتقرون إلى الضمير أو المنطق، والإنسانية، ولديهم الدرجة الأدنى لقلب يتقي الله. إنهم مجموعة من عديمي الإيمان. مهما كانت الأمور السيئة التي يقومون بها، فإن ضد المسيح ينميهم، ويحميهم، ويعتبرهم عائلته الخاصة، ويظلهم بسلطته – وبهذه الطريقة يتشكل مجال ضد المسيح.

ومَنْ يُشَكل المجال الشخصي لضد المسيح؟ أولًا وقبل كل شيء، ضد المسيح هو الرئيس، والقائد، والملك الذي يمتلك سلطة مطلقة، والذي لا جدال على كلمته في هذا المجال. إن الأشخاص المرتبطين به بصلة دم، وأفراد عائلته المباشرة، وأصدقائه، ورفقائه، ومعجبيه المتفانين، وآخرين مِمَّنْ يتبعونه بسرور ويأخذون الأوامر منه، وأيضًا آخرين مِمَّنْ يتعاملون معه بسعادة ويشاركون في أعماله الشريرة، والذين يكدّون بأنفسهم من أجله حتى النخاع بسرور، ويخاطرون بأنفسهم من أجله، ويكدحون من أجله، بدون أي اعتبار لكيفية تنظيم الترتيبات والمراسيم الإدارية لبيت الله، أو لما يقوله كلام الله ومبادئ الحق – هم أعضاء مجال ضد المسيح. بجمعهم معًا، هم أتباع ضد المسيح المخلصون. وماذا يفعل كل أعضاء مجال ضد المسيح هؤلاء؟ هل يقومون بواجبهم وكل عمل وفقًا للوائح بيت الله ومبادئه؟ هل يفعلون كما يطلب الله ويعاملون كلامه والحق على أنهم أسمى جميع المبادئ؟ (كلا). عندما يوجد مثل هؤلاء الأشخاص في الكنيسة، هل يمكن أن يتقدم كلام الله والحق دون عائق؟ ليس فقط أنه لا يمكن ذلك، بل بسبب إزعاج عصابة ضد المسيح وتضليلها وتخريبها، لا يقدر كلام الله، ولا الحق الذي يعبّر عنه، ولا متطلباته من الناس، أن يؤتوا بثمارٍ في الكنيسة؛ ولا يمكن تنفيذها. عندما يوجد مجال ضد المسيح، لا يستطيع مختارو الله أن يحظوا بحياة كنسية طبيعية، ولا يستطيعون أداء واجبهم بشكل طبيعي، فضلًا عن أنهم لا يستطيعون القيام بالأشياء وفقًا لمبادئ الحق؛ فكل عمل في الكنيسة يقع تحت سيطرة ضد المسيح. وعندما يحدث ذلك بدرجة أخف، فإن إزعاج ضد المسيح يسبب فوضى، ويكون الناس في حالة من القلق، ولا يحرز العمل أي تقدم، ولا يعرف الناس كيف يقومون بعملهم جيدًا أو يؤدون واجبهم بصورة صحيحة؛ ويؤول المطاف بكل شيء إلى الفوضى. وفي الحالات الخطيرة، يتوقف كل العمل، ولا يُظهِر أي شخص أي اهتمام أو عناية. وبالرغم من أن بعض الأشخاص يستطيعون ملاحظة وجود مشكلة، فهم لا يستطيعون تمييز أن هذا الاضطراب تَسبَب به ضد المسيح؛ فهم أيضًا مضطربون ومرتبكون بسبب ضد المسيح، ولا يعرفون مَنْ على صواب أو على خطأ؛ وحتى إذا كان هناك البعض مِمَّنْ يستطيعون رصد مشكلات معينة ويرغبون في التحدث بوضوح أو تولي زمام العمل، فإنهم لا يستطيعون مباشرة العمل. إن ضد المسيح يقمع كل مَنْ يحاول فضحه، أو مَن لديه حس العدالة ويحاول أن يضطلع بالعمل بنفسه. وإلى أي مدى يصل في قمعه له؟ إذا لم تجرؤ على أن تُحدِث صوتًا، وإذا توسلت من أجل الرحمة، وإذا لم تجرؤ على الإبلاغ عنه، وإذا لم تجرؤ على الإبلاغ عنه للمستويات الأعلى، أو إثارة المسائل المتعلقة بعمله، أو تقديم شركة عن الحق، أو نطق كلمة "الله"، فعندئذٍ سيعفو عنك ضد المسيح. أما إذا تمسكت بالمبادئ وفضحته، فسيفعل كل شيء ممكن لتعذيبك، وسيستخدم كل وسيلة لإدانتك وقمعك، حتى أنه سيحرض أعضاء مجاله، بالإضافة إلى الآخرين الواقفين على الحياد، وهؤلاء الأشخاص الجبناء، والوضعاء، والخائفين من قوى ضد المسيح، على رفضك وقمعك. في النهاية، سيُجبِر ضد المسيح بعضًا منْ ذوي الإيمان الضعيف والقامة الصغيرة على الركوع. وهذا يُسعِد ضد المسيح؛ فقد حقق هدفه. بمجرد أن يحصل على السلطة، ومن أجل أن يحتكر هذه السلطة ويؤَمِّن مكانته، فإنه لا يقوم فقط بإعطاء جميع الوظائف المهمة في الكنيسة لأقاربه، ولمَنْ لهم علاقة جيدة معه، بل يقوم في الوقت نفسه بتجنيد آخرين مِمَّنْ ليس لهم صلة به ليقدموا الخدمة ويكدّوا بأنفسهم في العمل من أجله حتى النخاع، والهدف هو التمسك بمكانته في المستقبل، وأن تكون السلطة دائمًا في يديه. ففي ذهنه، أنه كلما ازداد عدد الأشخاص في مجاله، ازدادت قواه، وبالتالي تزداد سلطته. وكلما ازدادت سلطته، ازداد خوف مَنْ يمكن أن يقاوموه، ومَنْ يمكن أن يقولوا له لا، ومَنْ يجرؤوا على فضحه. كما يصبح مثل هؤلاء الأشخاص أكثر ندرة من أيما وقت مضى. وكلما ازداد خوف الناس منه، ازداد رأس المال الذي يملكه لمنافسة بيت الله والله؛ فلم يَعُد يخاف الله، ولا يخشى أن يتعامل معه بيت الله. وانطلاقًا من رغبة ضد المسيح في السلطة، وما يفعله بها، وسلوكياته المختلفة، ففي الجوهر، ضد المسيح هو عدو لله؛ إنه شيطان وإبليس.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.