البند التاسع: لا يُؤدُّون واجبهم سوى لتمييز أنفسهم ولإرضاء مصالحهم وطموحاتهم؛ فهم لا يراعون أبدًا مصالح بيت الله، بل يخونون حتَّى تلك المصالح مقابل المجد الشخصيّ (الجزء الرابع) القسم الثاني

مهما يكن قدر المعاناة الّتي يختبرها أضداد المسيح أو أيًّا كان الثّمن الّذي يدفعونه في الكنيسة، فإنّهم لا يشعرون بأنّ هذا جزء من التزامهم، وأنّه الواجب الّذي يجب على الكائن المخلوق القيام به، بل يعتبرونه مساهمتهم الّتي يجب على الله أن يتذكّرها. يعتقدون أنه إذا تذكر الله مساهمتهم، فينبغي عليه أن يقدِّم المقابل لذلك على الفور، ويمنحهم البركات، والوعود، والعطايا المادية المميزة، ويسمح لهم بكسب المزايا والحصول على منافع مميزة معينة. حينها فقط سيرضى أضداد المسيح. ما هو فهم أضداد المسيح للواجب؟ إنهم لا يشعرون أن الواجب هو التزام ينبغي للكائنات المخلوقة القيام به، ولا أنه مسؤولية يلتزم أولئك الذين يتبعون الله بتتميمها. وبدلًا من ذلك، يشعرون أن أداء الواجب هو ورقة مساومة في صفقة مع الله، شيء يمكن تقديمه للحصول في المقابل على مكافآت الله، وطريقة لإرضاء طموحاتهم ورغباتهم والحصول على البركات مقابل إيمانهم بالله. إنهم يعتقدون أن نيل نعمة الله وبركته يجب أن يكون شرطًا مسبقًا لقيامهم بواجبهم، وأن هذا يمنح الناس إيمانًا حقيقيًا بالله، وأن الناس لا يمكن أن يقوموا بواجباتهم بارتياح إلا إذا ضمن الله تحررهم من هموم المستقبل. يعتقدون أيضًا أن الله يجب أن يوفر جميع وسائل الراحة والمعاملة التفضيلية لأولئك الذين يقومون بواجباتهم، وأن الناس يجب أن يتمتعوا بجميع المنافع التي يوفرها بيت الله في أثناء أدائهم لواجباتهم. هذه هي الأشياء التي ينبغي أن يتلقاها الناس. هكذا يفكّر أضداد المسيح في قلوبهم. طرق التفكير هذه هي على وجه التحديد منظور أضداد المسيح وشعارهم، وهي تمثل موقفهم تجاه الواجب. ومهما عقد بيت الله شركة عن الحق فيما يتعلق بقيام المرء بواجبه، فإن الأشياء التي يخفيها أضداد المسيح في قلوبهم لن تتغير أبدًا، وسوف يلتزمون إلى الأبد بوجهة نظرهم تجاه القيام بواجبهم. ثمة عبارة يمكننا استخدامها فيما يتعلق بهذا المظهر، فما هي؟ إنها وضع الأشياء المادية فوق كل شيء؛ أي إن الأشياء التي يمكنهم إمساكها في أيديهم هي فقط الأشياء الحقيقية، وتقديم الوعود لا طائل منه. جوهر مظاهر هؤلاء الناس مادي، أليس كذلك؟ (بلى). المادية إلحاد؛ فهم لا يستندون إلا على ما يمكنهم رؤيته ولمسه؛ ما يرونه هو فقط ما يُحسَب، وينكرون وجود أي شيء لا يمكنهم رؤيته. ومن ثَمَّ يمكن تحديد أن معرفة ضد المسيح بالواجب وفهمه له يتعارضان قطعًا مع مبادئ الحق، وأنهما يشبهان تمامًا وجهة نظر غير المؤمنين؛ فهم عديمو الإيمان حقًا. إنهم لا يؤمنون بوجود الله، ولا يؤمنون بأن كل كلام الله هو الحق، الطريق الحق. إنهم يعتقدون أن الشهرة والربح والمكانة هي وحدها الأشياء الحقيقية، وأن كل ما يسعون إليه ويستمتعون به لا يمكن الحصول عليه إلا من خلال الجهد والنضال البشريين، ومن خلال الثمن الذي يدفعونه. فيمَ يختلف ذلك عن وجهة النظر التي تقول: "يجب على الناس خلق السعادة بأيديهم؟" لا يوجد أي فارق بينهما. إنهم لا يعتقدون أن الناس يكسبون الحق والحياة في نهاية المطاف من خلال بذل أنفسهم ودفع الثمن للقيام بواجباتهم بشكل جيد من أجل الله، كما أنهم لا يعتقدون أن الأشخاص الذين يتصرفون وفقًا لمتطلبات الله ومن ثمَّ يقومون بواجبهم على نحو يفي بالمعايير يمكنهم كسب استحسان الخالق وبركاته. هذا يدل على أنهم لا يؤمنون بوعد الله للبشرية أو ببركات الله. إنهم لا يؤمنون بحقيقة سيادة الله على كل شيء، لذلك لا يمتلكون إيمانًا حقيقيًا. إنهم يعتقدون فقط: "أقوم بواجبي، لذا ينبغي أن أتمتع بمعاملة خاصة من بيت الإله وبالبركات المادية. ينبغي لبيت الإله أن يوفر لي جميع الامتيازات والمتع المادية. سيكون ذلك واقعيًا". هذه عقلية ضد المسيح ووجهة نظره. إنهم لا يؤمنون بأن وعود الله صادقة، أو بحقيقة أنه من خلال كسب الحق، يكسب المرء الحياة ويباركه الله. عندما يتعلق الأمر بقيامهم بواجبهم، فإنهم ببساطة لا يطلبون الحق ولا يقبلونه، وهم حتى لا يعترفون بهذه الحقيقة: أن قدرة الإنسان على أداء واجب الكائن المخلوق هي أعظم بركة من الله وهي أمرٌ سيتذكره الله، وخلال هذه العملية، يمكن للإنسان كسب الحق ويمكنه في النهاية أن يُخَلَّصَ من قِبَل الله؛ هذا هو أعظم وعد قطعه الله للإنسان. إذا كنت تؤمن بالوعود التي قطعها الله لك ويمكنك قبول هذه الوعود، فلديك إيمان حقيقي بالله. بمَ يشعر أضداد المسيح وعديمو الإيمان عندما يسمعون هذه الكلمات؟ (إنهم لا يؤمنون بما يقوله الله ويعتقدون أنه خداع). يعتقدون أن هذه الكلمات التي يتحدث بها الله هي مجرد تغذية منه لأوهام الناس من أجل جعل بعض الحمقى وبسطاء العقول يؤدون الخدمة لله، ثم طردهم عندما تنتهي خدمتهم. إنهم يفكرون: "كسب الحق؟ ها! من يستطيع أن يرى ما هو الحق؟ من يستطيع أن يلمس ماهية وعود الإله؟ مَنْ نالها؟ وعود الله ليست واقعية؛ فقط الحصول على الشهرة والمكاسب والتمتع بمنافع المكانة هو الواقعي؛ فقط السعي إلى الشهرة والمكاسب والتمتع بمنافع المكانة هو الحقيقي. إنني أسمع عن الوعود التي يهبها الإله للإنسان والحق الذي يمِد الإنسان به منذ سنوات، ولم أتغير على الإطلاق، ولم أحصل على أي منفعة، فضلًا عن أن تكون هذه الأشياء قد أتاحت لي أن أعيش حياة سامية متمتعًا بالمكانة. على الرغم من أن بعض الناس يقدمون الشهادة قائلين إنهم كسبوا الحق وتغيروا ونالوا بركات الإله، فهم لا يزالون يبدون عاديين للغاية، وهم جميعًا أناس طبيعيون، فكيف يمكنهم كسب بركات الإله ودخول ملكوت السماوات؟" إنهم يعتقدون أن الأشياء التي يمكن أن يمسكوها وينالوها بأيديهم هي وحدها الأكثر واقعية. أليست هذه وجهة نظر عديمي الإيمان؟ إنها كذلك بالتأكيد. لذا، فور دخول أضداد المسيح هؤلاء إلى الكنيسة، ينظرون إلى كل شيء بارتياب، ويتأملون دائمًا بشأن الجوانب التي يمكنهم فيها الحصول على بعض المنفعة، والفرصة التي يمكنهم استغلالها للاستفادة من بعض المزايا والحصول من إيمانهم بالله على منافعٍ عمليةٍ أكبر؛ غالبًا ما يحسبون هذه الأشياء في أذهانهم. إنهم يشعرون أنهم لا يستطيعون الحصول على جميع المنافع إلا بالحصول على الشهرة، والربح، والمكانة، ومن ثمَّ يختارون السعي إلى المكانة ويكرسون أنفسهم كليًا للسعي الحثيث نحو هذه الأشياء. إنهم لا يتأملون الحق أبدًا ولا يطلبون مقاصد الله، ولا يأكلون كلام الله ويشربونه إلا ليريحوا قلوبهم ويملؤوا الفراغ، وليس للسعي إلى الحق. إذا طلبتَ من أحد أضداد المسيح في أي وقتٍ أن يتخلى عن جشعه ورغباته، وأن يتخلى تمامًا عن سعيه إلى الشهرة والربح والمكانة، وأن يتخلى عن هذه المنافع التي يريدها من إيمانه بالله، فلن يتمكن من فعل ذلك. إن جعلهم يتخلون عن هذه الأشياء يجعلهم يشعرون وكأنك تحاول أن تسلخ جلدهم أو تنتزع أوتارهم؛ فبدون هذه الأشياء، يشعرون كما لو أن قلوبهم قد أُخِذَت منهم، وكما لو أنهم فقدوا نفوسهم، وبدون هذه الطموحات والرغبات يشعرون أنه لا أمل في إيمانهم بالله، وتفقد الحياة معناها. في نظرهم، أولئك الذين يبذلون أنفسهم ويكرسونها ويدفعون ثمنًا من أجل واجبهم فحسب، والذين لا يسعون إلى منافع شخصية، جميعهم حمقى. مبدأ التعاملات الدنيوية التي يتبناه أضداد المسيح هو: "اللهم نفسي، وليبحث كل امرء عن مصلحته فقط". إنهم يفكرون: "كيف يسع الناس ألا يفكروا في أنفسهم؟ كيف يسع الناس ألا يسعوا لمنفعتهم الخاصة؟" في قلوبهم، يحتقرون أولئك الذين يتخلون عن كل شيء ويبذلون أنفسهم بإخلاص من أجل الله، ويبغضون أولئك الذين يقومون بواجبهم بإخلاص والذين يعيشون حياتهم المادية بتقشُّفٍ وبساطةٍ شديدين، ويبغضون أولئك الذين يتعرضون للاضطهاد لأنهم يؤمنون بالله ويؤدون واجبًا وبالتالي لا يمكنهم العودة إلى ديارهم. إنهم غالبًا ما يسخرون في قلوبهم من هؤلاء الناس، قائلين: "لقد فقدتم بيوتكم بسبب إيمانكم بالإله. لا يمكنكم أن تعيشوا مع عائلاتكم، وتعيشون على الكفاف؛ أنتم أغبياء جدًا! يجب أن يتبنى المرء مبدأً للتعاملات الدنيوية في أي شيء يفعله، بما في ذلك إيمانه بالإله، وهو: يجب ألا يتعرض للخسارة على الإطلاق. يجب أن يكون قادرًا على رؤية وعود الإله وبركاته ولمسها، والموقف المناسب الوحيد الذي ينبغي تبنيه هو عدم إطلاق الصقر حتى رؤية الأرنب. أنتم أغبياء جدًّا! انظروا إليَّ. أنا أؤمن بالإله وأسعى إلى الشهرة والربح والمكانة في الوقت نفسه، وأتمتع بكل المعاملة الطيبة التي يقدمها بيت الإله ويمكنني كسب البركات في المستقبل أيضًا. لست بحاجة إلى تحمّل أي معاناة، وستكون البركات التي أنالها أكبر مما ستنالونه. أنا لا أدفع ثمنًا مثلكم، إذ تخليتم عن عائلاتكم ووظائفكم ولا يمكنكم العودة إلى دياركم، دون أي يقين بشأن ما إذا كنتم ستتمكنون من نَيْلِ أي بركات في المستقبل". ما ماهية هؤلاء الأشخاص؟ إنهم لا يسعون إلى الحق، ولا يقومون بواجبهم بصدق، ومع ذلك يحتقرون أولئك الذين يسعون إلى الحق والذين يتخلون عن عائلاتهم ووظائفهم، ويتحملون المعاناة ويدفعون ثمنًا من أجل القيام بواجبهم، وتحقيق إرسالية الله واتباع مشيئته. هل هناك الكثير من الناس هكذا؟ (نعم). يوجد بعض منهم في كل كنيسة. هل هؤلاء الناس مؤمنون حقيقيون بالله؟ هل يمكن تخليصهم؟ (كلا). إنهم ليسوا مؤمنين حقيقيين بالله، فضلًا عن أن يمكن تخليصهم.

أيًا كانت القضية التي يواجهها أضداد المسيح أو ما يفعلونه، فليس أول شيء يفكرون فيه هو ما إذا كان بإمكانهم كسب الحق وتحقيق الخلاص، بل يفكرون في جميع منافعهم الجسدية. في قلوبهم، تأخذ جميع الفوائد المتعلقة بأجسادهم المكان الأكثر أهمية، المكان الأعلى، المكان الأسمى. في قلوبهم، لا يراعون أبدًا مقاصد الله ولا يراعون أبدًا عمله، فضلًا عن أن يراعوا الواجب الذي يجب على الإنسان أداؤه. أيًا كانت الطريقة التي يطلب بها الله من الناس أداء واجبهم على نحو يفي بالمعايير، وأيًا كانت الطريقة التي يطلب بها الله من الناس أن يكونوا كائنات مخلوقة تفي بالمعايير، فإن أضداد المسيح غير مبالين تمامًا. أيًا كانت الأساليب التي يتبناها الله أو الكلمات التي يتحدث بها، فلا يمكنه أن يحرك هؤلاء الناس ومن ثمَّ يجعلهم يغيرون مخططاتهم الشخصية ويتخلون عن جشعهم ورغباتهم. إنَّ هؤلاء الناس – اسمًا وحقيقةً – ماديون وعديمو الإيمان من بين أضداد المسيح. إذًا، هل يمكن اعتبار هؤلاء الناس حثالة أضداد المسيح؟ (نعم، لأن بعض أضداد المسيح لا يزال بإمكانهم أداء بعض الخدمة من أجل المكانة، في حين أن هؤلاء الأشخاص ليسوا على استعداد حتى لأداء الخدمة). هذا صحيح. هؤلاء الناس يريدون المنافع، وكل ما يركزون نظرهم عليه ويفكرون فيه طوال الوقت هو المنافع، وكل ما يفعلونه يدور حول المنافع. بعض الناس يقومون بواجب الاستضافة وعندما ينفد البيض أو الأرز أو الدقيق، يطلبون من الكنيسة على الفور إرسال شخص ما لشراء هذه الأشياء. إنهم لا يشترون أي شيء بأنفسهم؛ وكأنهم لم يأكلوا هذه الأشياء في منازلهم قط قبل أن يبدأوا في القيام بواجب الاستضافة. قبل أن يبدأوا في القيام بهذا الواجب، كانوا يشترون كل هذه الأشياء بأنفسهم، لكن فور أن بدأوا القيام بهذا الواجب، بدأوا يأتون بأعذار، ويشعرون بأنهم على صواب وواثقون من أنفسهم، ويصبحون محصِّلي ديون؛ يصبحون دائنين لبيت الله، كما لو أن بيت الله مدين لهم بشيء؛ الأشخاص من هذا القبيل ليسوا صالحين.

لقد أقمتُ في بعض بيوت المضيفين في البر الرئيسي للصين، وكان بعض الإخوة والأخوات لديهم إنسانية رائعة. حتى وإن كانوا قد آمنوا منذ عامين أو ثلاثة فقط ولم يفهموا الكثير من الحق، فقد قاموا بواجب الاستضافة بإخلاص. إذا حاول بيت الله منحهم المال، يرفضونه؛ بل يدفعون المال مقابل أي شيء أعطاه لهم الإخوة والأخوات، ويحافظون باهتمام على أي شيء ينتمي إلى بيت الله؛ وإذا كان ثمة شيء اشتراه بيت الله لم ينفد، فإنهم حتى يدفعون لبيت الله ما يكافئ قيمته ماليًا. كان بعض ميسوري الحال ماليًا مضيفين راغبين، ولم يأخذوا ولو قرشًا واحدًا قدمه بيت الله. وبعض الناس لم يكونوا ميسوري الحال، ومع ذلك لم يأخذوا أي أموال قدمها بيت الله. مهما قدمت الكنيسة لمنازلهم لاستخدامه في الاستضافة أو قدمه الإخوة والأخوات، فإنهم ما كانوا ليختلسوا منه أي شيء. هل كان هذا لأنهم فهموا الحق؟ كلا، كانت مسألة خُلُقٍ. وعلاوة على ذلك والأهم منه، كانوا مؤمنين حقيقيين، ومع ما اتصفوا به من حسن الخُلُقِ تمكَّنوا من فعل هذا، ولولاه ما تمكنوا من فعل ذلك. لقد ذهبتُ إلى بعض بيوت الاستضافة حيث قدَّم المضيفون أفضل ألحفتهم وبطانياتهم لأستخدمها، فقلت: "هذه جديدة وغير مستخدمة. أعيدوها إلى أغلفتها، فلن أستخدمها". لكنهم أصروا على أن أستخدمها. وكان يوجد أيضًا بعض المضيفين الذين اشتروا أشياء جديدة تمامًا لأستخدمها، فقلت: "لا تشتروا أشياء جديدة، إنها مضيعة للمال. سأستخدم فقط ما لديكم هنا، فلا تنفقوا أي أموال. لا أقترح أن يشتري الناس مختلف الأشياء أينما ذهبت. ليس من الضروري دائمًا استخدام أشياء جديدة". لكن بعض الناس ظلوا مصرِّين على إنفاق هذا المال. كان هناك أيضًا بعض المضيفين الذين أعدوا العديد من الأطباق في أوقات الوجبات؛ لأنهم لم يعرفوا ما أحب تناوله، أعدوا الكثير من الأطباق حتى يتيحوا أمامي خيارات متعددة، لأنهم كانوا يخشون ألَّا آكل جيدًا إن أعدُّوا بضعة أطباق فحسب. الكثير من الناس هكذا أيضًا. مع ذلك، بعض المضيفين مختلفون. عندما أقمت مع هؤلاء المضيفين، جلبوا بشكل عشوائي بعض الضروريات اليومية لأتدبر أمري بها، ولم تكن المكونات التي استخدموها عند الطهي سوى أشياء أحضرها لهم الإخوة والأخوات، وعندما احتاجوا إلى شراء المزيد، مدوا أيديهم لي طلبًا للمال. يوجد أيضًا بعض المضيفين الآخرين الذين تَرَكْتُ في بيوتهم بعض المتعلقات لحفظها هناك. وعندما لم أعد لفترة من الوقت، فتح هؤلاء المضيفون الدرج عنوة وفُقِدَت بعض الأشياء. جميعهم يؤمنون بالله وجميعهم يقومون بواجب الاستضافة، ولكن هل الفرق بينهما جوهري؟ بعض الذين يؤمنون بالله قادرون على فعل مثل هذه الأشياء؛ فهل هذا شيء يفعله البشر؟ هذا ما يفعله اللصوص وقطاع الطرق والأشرار والأشقياء. هل المؤمنون الحقيقيون قادرون على فعل مثل هذه الأشياء؟ إذا كان المؤمن الحقيقي يحتفظ لك بشيءٍ يخصك، فمهما طالت المدة التي تقضيها بعيدًا، حتى لو كانت ثماني سنوات أو عشر، فسيحافظ لك عليه دائمًا؛ ولن يلمسه أو ينظر إليه أو يفتش فيه. مع ذلك، ثمة مضيفون إذا تَرَكْتَ شيئًا ما في بيوتهم، فسيفتحونه ويلقون عليه نظرة بمجرد خروجك من الباب. ما الذي يفتشون فيه؟ سيفتشون حقيبتك ليعرفوا ما إذا كان بها أي شيء ذو قيمة، مثل مجوهرات أو هاتف محمول أو مال؛ يفتشون عن كل هذه الأشياء. علامَ تفتش بعض النساء عادةً؟ يرغبن في معرفة ما إذا كانت لديك أي ملابس جميلة. بعد أن يفتشن الحقائب، يفكرن: "آه، هذه الملابس جميلة للغاية. سأجربها". أخبرني، ألا تحدث هذه الأشياء؟ (بلى). كيف عرفتَ ذلك؟ هل رأيتم هذا يحدث؟ لدي دليلٌ قويٌ يجعلني أقول إن هذه الأشياء تحدث. في إحدى السنوات، في نهاية الخريف، تَرَكتُ بعض الملابس في بيت أحد المضيفين. في يوم من الأيام، تذكرت فجأة بعض هذه الملابس التي يفترض بي أن أرتديها وخططت للذهاب لأخذها، لذلك ذهبت إلى منزل الاستضافة ذلك. خمنوا ما حدث. عندما دخلت المنزل، كانت السيدة المضيفة العجوز هناك تجرب معطفي الصوفي، وصادفَ أنني رأيتها. قلتُ: "ماذا تفعلين؟"، ففوجِئَت؛ إذ لم تتخيل قط مثل هذه المصادفة التي رأيتُ فيها ما كانت تفعله، وكانت محرجة للغاية. مع ذلك، فمثل هؤلاء الأشخاص وقحون، إذ قالت على الفور: "آه، ألا تعتقد أن معطفك الصوفي يناسبني تمامًا؟" فقلت: "هذا معطفي. لا يمكنني ارتدائه إذا كنتِ ترتدينه". قالت: "هاك، لا أريده". أجبتها: "لماذا تجربينه إن كنتِ لا تريدينه؟ ألم يكن باب الخزانة مقفلًا؟"، فقالت: "لقد تصادف أنه لم يكن لدي أي شيء أفعله اليوم، لذلك أخرجته لألقي نظرة". قلت: "إنه ليس ملككِ، لذا لم يكن يفترض بكِ لمسه". هذا مثال على شيء حدث بالفعل. لا أعرف ماذا كان قصدها من فعل ذلك. أخبرني، هل شخصٌ من هذا القبيل شخصٌ يؤمن بالله؟ هل يجب أن أعتبره مؤمنًا بالله وفردًا من عائلة الله؟ (كلا). إنه لا يستحق أن يكون من أتباع الله، فهو فردٌ من عصابة الشيطان، بلا خزي أو ضمير أو عقلانية، وبلا أي إنسانية على الإطلاق؛ إنه وغد. هل سيُخَلِّصُ الله مثل هؤلاء الناس؟ مثل هؤلاء الناس ليس لديهم حتى الحد الأدنى من الاستقامة والكرامة أو الحد الأدنى من الاحترام لله؛ لا يمكن مطلقًا أن يخلِّصهم الله. الحق الذي يقوله الله والحياة التي يزود الإنسان بها لا يُقدَّمان لمثل هؤلاء الناس؛ فهؤلاء الناس ليسوا أفرادًا من عائلة الله، بل هم عديمو إيمانٍ خارج بيت الله، وهم من الأبالسة. إلى جانب أن جوهر طبيعة أضداد المسيح هو جوهرٌ لا يحب الحق وينفر من الحق، فإن خُلُقَهُم أيضًا وضيع وحقيرٌ للغاية، ومثل هؤلاء الأشخاص مثيرون للاشمئزاز ومُحْتَقَرُون وكريهون. من خلال مظاهر هؤلاء الناس الذين يختلسون أصول بيت الله التي تحدثنا عنها للتو، هذا يكفي لإظهار أنه أيًا كان الواجب الذي يقوم به هؤلاء الناس، فإنهم لا يبذلون أنفسهم حقًا ولا يقومون به بإخلاص أبدًا. وبدلًا من ذلك، يأتون بمخططاتهم الخاصة بهم وجشعهم ورغباتهم، ويأتون راكضين من أجل المنافع، لا لكسب الحق. لذلك، كيفما نظرت إلى الأمر، فإن إنسانية مثل هؤلاء الناس – في نظر الله – لا تفي بالمعايير. لذا أخبروني، هل تعتبرون أن إنسانيّة مثل هؤلاء النّاس تفي بالمعايير، وهل تعتبرونهم أناسًا صالحين؟ (كلا). أنتم أيضًا تحتقرون مثل هؤلاء الناس، أليس كذلك؟ (صحيح). عندما يسمع بعض الناس أن بيت الله قد اشترى شيئًا ما، فإنهم يريدون نصيبهم منه، وعندما يرون إخوة وأخوات يتبرعون بالملابس، فإنهم يحاولون الحصول عليها ويبادرون إلى ذلك أكثر من أي شخصٍ آخر، بغض النظر عما إذا كان ينبغي لهم الحصول عليها أو ما إذا كان يجب عليهم الحصول عليها؛ وعندما يسمعون أن بيت الله لديه وظيفة يجب القيام بها أو أن هناك بعض الوظائف القذرة أو المتعبة التي يجب أداؤها، فإنهم يختبئون على الفور ولا يمكنك العثور عليهم في أي مكان. هؤلاء الناس ماكرون ودُهاة، ووضيعو الخُلُق؛ إنهم جديرون بالاحتقار وكريهون ومقززون!

إن استخدام المظاهر المختلفة لأضداد المسيح في اختلاسهم أصول بيت الله لتشريح اهتمامهم بمنافعهم الخاصة في كل جانب يسمح لنا برؤية أن هؤلاء الناس عديمو إيمان، وماديون، وأشخاص ذوو خُلُقٍ حقير ووضيع ودنيء، وهم كريهون، وليسوا كائناتٍ سيُخَلِّصُها الله. لا يلزم الذهاب بتعريف مثل هؤلاء الأشخاص إلى درجة وصفهم بأنهم ينفرون من الحق؛ إذ يمكننا بالفعل أن نراهم على حقيقتهم من حيث إنسانيتهم وخُلُقِهِم، لذلك ليست هناك حاجة لتصعيد الأمر إلى مثل هذا المستوى المرتفع المتمثل في جعله مرتبطًا بالحق. لذلك، سواء في بيت الله أو في أي جماعةٍ من الناس، ينبغي أن يكون هؤلاء الناس دائمًا هم الأكثر وضاعةً والأكثر افتقارًا إلى الخُلُق. وبالطبع، إذا قيسوا في بيت الله باستخدام الحق، فإنهم يبدون أكثر حقارة ووضاعة. هل لديكم أي أمثلة أخرى على هذا المظهر الذي يُظْهِره أضداد المسيح؟ (كان أحد أضداد المسيح يتعامل مع مسألة طباعة كتب لبيت الله، واختلس مئات الآلاف من اليوانات من تقدمات الله من خلال تزوير الحسابات. بعد التحقيق معه، تبين أنه قبل أن يبدأ في القيام بهذا الواجب، لم تكن أسرته تمتلك سوى القليل جدًا من المال، ولكن بعد أن بدأ في القيام بهذا الواجب، اشترى منزلًا وسيارة، لكن لم يكن من الممكن اكتشاف هذه الأشياء من خلال الحسابات. كانت أسرته كلها شرسة حقًا، وبالتالي لم يكن من الممكن استرداد التقدمات). ألم يكن القادة والعاملون يتحملون المسؤولية المباشرة عن هذه الواقعة؟ (بلى. في وقت لاحق، بمجرد ظهور المزيد من التفاصيل، تم اكتشاف أن القادة والعمال الذين كانوا يتولون المسؤولية في ذلك الوقت لم يتحققوا قَط من الحسابات التي كان يديرها ضد المسيح هذا. كانوا مهملين في مسؤوليتهم، وقد نتج هذا الوضع عن عدم تحملهم المسؤولية. كانوا بالتأكيد مسؤولين بشكل مباشر). إذًا، هل يجب تسجيل تعدياتهم في دفتر سجلات الله؟ (نعم). كيف تم التعامل مع هؤلاء الناس في أعقاب ذلك؟ (أُخْرِجَ بعضهم وطُرِدوا، وبعضهم يسددون التقدمات). هذه طريقة مناسبة للتعامل معهم. أهمل القادة والعاملون واجبهم وأخفقوا في تتميم مسؤولياتهم الإشرافية في هذا الأمر. وبالتحديد، استخدموا الشخص الخطأ ولم يبذلوا أي جهد لمراقبة هذا الشخص أو الإشراف عليه، ولم يتمكنوا من اكتشاف مشاكل هذا الشخص الذي كانوا يستخدمونه في الوقت المناسب، ولذا نشأت عواقب وخيمة، مما تسبب في تكبد تقدمات الله وأصول بيت الله خسارة كبيرة؛ كانت هذه مسؤولية كل هؤلاء الناس الذين كانوا مسؤولين بشكل مباشر، ويجب تسجيل جميع تعدياتهم. كانت هذه هي العاقبة السيئة التي جلبوها على أنفسهم بعدم استخدامهم الشخص المناسب للوظيفة، وتسبب هذا في تكبُّدِ بيت الله الخسارة، وفي نهاية المطاف كانت تقدمات الله هي الثمن الذي دُفِعَ. أخبرني، هل أضداد المسيح جشعون دائمًا، أم إن هذه الأفكار الشريرة لا تخطر ببالهم إلا عندما يرون شيئًا ذا قيمة؟ (إنهم دائمًا جشعون). لهذا يمكنك بالتأكيد اكتشاف جشع هؤلاء الأشخاص ورغباتهم عندما تخالطهم وتتفاعل معهم. وقد نجمت هذه النتيجة عن عدم تحمل القادة والعمال المسؤولية، وعدم تمييزهم للناس، وعدم رؤيتهم للناس بوضوح، وسوء استخدامهم للناس، وبالتالي وقع عبء المسؤولية عليهم واستحقوا الطرد.

لقد عقدنا شركةً سابقًا حول الجوانب الرئيسية لطبيعة أضداد المسيح وجوهرهم وشخصياتهم والمسار الذي يتبعونه. ما نعقد الشركة عنه ونشرِّحه اليوم هو المظاهر المتضمنة في نطاق إنسانية أضداد المسيح، وهذا فيما يتعلق بالحياة الواقعية. على الرغم من أن هذا جانب ثانوي، فلا يزال بإمكانه مساعدة الناس على تحديد مظاهر معينة لأضداد المسيح؛ هذه أيضًا خصائص وعلامات ورموز معينة وواضحة لأضداد المسيح. على سبيل المثال، يحب أحد أضداد المسيح المكانة والشهرة والربح والنفوذ، وهو أناني للغاية وحقير وشرس، ولا يحب الحق؛ فكيف هي إنسانيته وخُلُقُه؟ يقول البعض: "على الرغم من أن بعض أضداد المسيح يحبون السمعة والمكانة، فإن خُلُقهم شريف ونبيل، ويمتلكون الضمير والعقل". هل هذا صحيح؟ (كلا، غير صحيح). لمَ لا؟ دعونا لا نتحدث عن جوهر الشخصية الذي يمتلكه أضداد المسيح؛ لننظر أولًا إلى إنسانيتهم وخُلُقِهِم. إنهم بالتأكيد ليسوا أشخاصًا صالحين، وليسوا أشخاصًا يتمتعون بالكرامة أو الضمير أو الاستقامة النبيلة، فضلًا عن أن يكونوا أشخاصًا يحبون الحق. هل يمكن لأناس يتصفون بمثل هذه الإنسانية أن يتبعوا الطريق الصحيح؟ كلا بالطبع، لأنّ خُلُقَهُم لا يتمتع بالجوهر الّذي يتّبع الطّريق الصّحيح، ولذا فإن هؤلاء الأشخاص لا يمكن أن يحبّوا الحقَّ، فضلًا عن أن يمكنهم قبوله. طبقًا للنية والموقف اللذين يؤدي بهما أضداد المسيح واجبهم، فإن خُلُقَ أضداد المسيح وإنسانيتهم يجعلان الناس يرفضونهم ويشعرون بالنفور تجاههم، وعلاوةً على ذلك، يزدريهم الله. مهما كان الواجب الذي يقومون به، فإنهم يريدون دائمًا اختلاس أصول بيت الله، ويطلبون من الله المكافآت والمال والأغراض والمنافع. وأي نوع من الناس هم في نظر الله؟ هؤلاء الناس بالتأكيد ليسوا أشخاصًا صالحين. إذًا، في نظر الله، كيف يعرّف هؤلاء الأشخاص بالضبط؟ ما الاسم الذي يطلقه على مثل هؤلاء الناس؟ هناك قصّة مسجّلة في الكتاب المقدّس من عصر النّعمة: كثيرًا ما كان يهوذا يسرق من كيس المال، وفي النّهاية استخدمه الله لأداء خدمة، وهي بيع الرّبّ يسوع. سُمِّرَ الرب يسوع على الصليب، ومات يهوذا، الذي لعب دور بيع ربه وأصدقائه، بانفجار أحشائه إلى خارج بطنه. ومن ثَمَّ، فإن هؤلاء الناس الذين يختلسون أصول بيت الله ويسرقون التقدمات المقدمة إلى الله، كلهم يهوذا في نظر الله، وهذا يعني ضمنًا أن هؤلاء الناس يطلق عليهم الله اسم يهوذا. على الرغم من أن أضداد المسيح هؤلاء الذين أدينوا الآن بصفتهم يهوذا لا يفعلون أشياء مثل بيع ربهم وأصدقائهم كما فعل يهوذا، فإن جوهر طبيعتهم يتطابق تمامًا مع جوهر طبيعته. ما القواسم المشتركة بينه وبينهم؟ يستغلون منصبهم وفرصة قيامهم بواجبهم في سرقة أصول بيت الله واختلاسها. لهذا السبب يطلق الله على هؤلاء الناس اسم يهوذا، وهم على قدم المساواة مع من باع ربه وأصدقائه. أي إن أضداد المسيح هؤلاء الذين يختلسون أصول الله ويستولون عليها يعادلون يهوذا الذي باع ربه وأصدقائه، ولا يتطلب الأمر الكثير من التفكير لمعرفة العاقبة التي تنتظر مثل هؤلاء الناس.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.