البند العاشر: يحتقرون الحقَّ، وينتهكون المبادئ بشكل صارخ، ويتجاهلون ترتيبات بيت الله (الجزء السادس) القسم الثاني

2. التطفل على كلام الله المتعلق باللعنات والعقاب للإنسان

البند الثاني هو أن أضداد المسيح يتطفلون على كلام الله المعني باللعنات والعقاب للإنسان. إن أضداد المسيح لديهم النظرة والموقف نفسهما تجاه اللعنات والعقاب المذكورين في كلام الله مثل نظرتهم وموقفهم تجاه البند الأول. كيف يتطفلون على هذا النوع من الكلام؟ عندما يرون أي نوع من الناس يُقصد بكلام الله لعنه وأي نوع منهم يُقصد معاقبته، وما الكلام الذي قاله الله لكي يلعن هؤلاء الناس، والطريقة التي يستخدمها الله لمعاقبتهم، وكذلك الأسلوب والكلام الذي يستخدمه الله لكي يلعن نوع محدد من الناس، حينها يبدأون المراقبة في حياتهم اليومية، مترقبين بتوجس كيف يتحقق كلام الله هذا، وما إذا كان قد تحقق بالفعل. على سبيل المثال، يوجد قائد كنيسة يختلس أموال بيت الله، ويُعذِّب الإخوة والأخوات ويقمعهم بشكل تعسفي، ويتصرف باستبداد وتهور في الكنيسة، ويدير العمل دون مبادئ، ولا يطلب مقاصد الله، ولا يتعاون بانسجام مع الآخرين. ينص كلام الله على أن ثمة لعنات وعقاب لهذا النوع من الأشخاص. يراقب ضد المسيح قائلًا: "الله لا يحب مثل هؤلاء الناس، بل يزدريهم. لكن كيف يزدري هذا الشخص؟ إنه يعيش حياةً هانئةً كل يوم، ويقمع الإخوة والأخوات دون أن يُلام؛ وما على الإخوة والأخوات سوى أن يتحملوا ذلك. فكيف يتحقق كلام الإله هذا؟ لا أرى كيف يمكن أن يتحقق؛ ربما لعن الإله لهؤلاء الأشخاص ليس إلا كلامًا. إن كلام الإله ينبغي أن يحمل سلطانًا، وبعد أن يتكلم الإله، ينبغي أن تشعر قلوب الناس بعدم الارتياح واللوم. يجب أن أراقب ذلك الشخص وأرى إن كان يشعر بانزعاج في قلبه، وأن أتحدث معه وأستطلع مكنونات قلبه". فسأل ضد المسيح الشخص: "كيف كنت تختبر الأمور مؤخرًا؟" "الأمور جيدة جدًا. إن الإله يقودنا. وحياة الكنيسة ليست سيئة، فجميع الإخوة والأخوات سلكوا الطريق الصحيح، وكلهم يحبون قراءة كلام الإله، وعمل الإنجيل يتقدم بشكل جيد أيضًا". "عندما لا يتقدم العمل بسلاسة، ألا تشعر بالضيق؟ ألا تكون سلبيًا؟ هل يؤدِّبك الإله؟ هل تشعر باللوم في داخلك؟" "كلا، لماذا أشعر بأي لوم عندما يُنجز العمل على نحو جيد جدًا؟ إن كان ثمة شيء، فإن الإله يباركني". يفكر ضد المسيح قائلًا: "لم يلعن الإله مثل هذا الشخص، لذا فإن كلام الإله عن لعن الأشرار، ولعن أولئك الذين يقاومون الإله، لم يتحقق! لقد ارتكب هذا القائد أفعالًا واضحة في مقاومة الإله وتعطيل عمل الكنيسة؛ كان ينبغي أن تحل عليه لعنات الإله. كيف لم يحدث ذلك؟ من الصعب القول ما إذا كان كلام الإله المتعلق باللعنات على الناس يتحقق أم لا، لذا سأستمر في المراقبة". توجد عبارة في كلام الله: "المقاومة تؤدي إلى الموت!" في نظر ضد المسيح، هناك الكثير من الناس الذين يقاومون الله. على سبيل المثال، بعض الناس عندما تعاملوا لأول مرة مع هذه المرحلة من عمل الله ولم يفهموا الحق، تكلموا بكلمات تجديفية وتشهيرية ضد الله، رافضين هذه المرحلة من عمله. يفكر ضد المسيح في نفسه قائلًا: "أهؤلاء الناس هم من يقاومون الإله؟ إن كانوا كذلك، فوفقًا لكلام الإله، المقاومة تؤدي إلى الموت. لكن بعد كل هذه السنين، يبدو أن أحدًا منهم لم يمت؛ ولم يتحقق كلام الإله! حتى لو لم يموتوا، فعلى الأقل، ينبغي أن تُكسَر أذرعهم أو تُقطَع أرجلهم، أو أن يُعانوا من بعض المصائب في منازلهم، كموت أحد أفراد أسرهم، أو انهيار منزلهم، أو التعرض لحادث سيارة. لم تحدث أي من هذه المصائب، فكيف يمكن القول إن المقاومة تؤدي إلى الموت؟ ربما تكون قدرتنا على الفهم ضعيفة، ولا نزال نجهل كيف يتحقق كلام الإله ويُدرَك. إن الناس لا يعرفون ما إذا كان كلام الإله سيتحقق أم لا؛ من الصعب الجزم بذلك". يرى ضد المسيح، من خلال هذه الحقائق الملحوظة وتحليله العقلي الخاص، ومن خلال منظوره "الفريد"، ما إذا كان كلام الله هذا يتحقق أم لا، وكيف يتحقق. إنه يضع دائمًا علامة استفهام كبيرة على هذا الأمر؛ فهو لا يعرف النتيجة النهائية له، ولا كيفية تفسير هذه الأحداث، ولا كيفية إدراك هذه الظواهر. وبالطبع، كثيرًا ما يصلي بهذا الشأن: "يا إلهي، أنرني، وفهمني كيف تلعن الناس وتعاقبهم، وكيف يتحقق كلامك، لكي أُنمِّيَ قلبًا يتقيك، فأخشاك ولا أفعل أشياء تقاومك". هل هذه الصلاة نافعة؟ هل سيصغي الله إليها؟ (كلا). إن الله حتى لا يكترث لها؛ فهو يعتبر هذه الصلوات أشبه بأزيز الذباب والحشرات التي ليس لها معنى. لماذا لا يصغي الله لمثل هذه الصلوات؟ لأن كل جملة يتفوه بها ضد المسيح مليئة بالامتحان والاستفزاز والافتراء والتجديف. بالنسبة إلى مثل هذا الشخص، فإن كل ما يفعله، وأفكاره، وآراءه، وموقفه، مُدانة في نظر الله على الرغم من أن الله لم يُصرِعه أو يُدنه علنًا. هذه المظاهر التي يبديها ضد المسيح كلها مخفية في القلب؛ فهو يفعل هذه الأشياء سرًا ويتطفل عليها سرًا. وبالطبع، فإن الله أيضًا يُدينه ويلعنه في قلبه.

فيما يتعلق بكلام الله المعني باللعنات والعقاب للإنسان، فإن أضداد المسيح لا يُصدقونه ولا يفهمونه؛ وكثيرًا ما يُمحصون هذا الكلام ويُحللونه متسائلين: "كيف يتحقق هذا الكلام على وجه التحديد؟ هل يُمكن أن يتحقق فعلًا؟ ولمن سيتحقق؟ هل أولئك الأشخاص الذين لعنهم الإله وعاقبهم ينالون اللعنات والعقاب حقًا؟ هل يُمكن رؤية ذلك بالعين البشرية؟ ألا ينبغي أن يجعل الإله كل ذلك مرئيًا للعين البشرية؟" إنهم يتأملون هذه الأمور باستمرار في قلوبهم، ويتعاملون معها باعتبارها مسائل جسيمة ومهمة في حياتهم اليومية. كلما سمح لهم الوقت أو سنحت لهم الفرصة، فإنهم يتأملونها. ما دامت البيئة مناسبة وتقع مثل هذه الأحداث، أو ما دامت هذه الموضوعات مطروحة، فإن مواقفهم ووجهات نظرهم تنكشف بوضوح. إنهم يمحِّصون كلام الله هذا ويفترون عليه، محاولين فهمه من منظور بشري وبطريقة بشرية، وفي الوقت نفسه يمتحنون ما إذا كان يمكن تحقيقه، وما إذا كان قد تحقق في الحياة اليومية وله آثار عملية. لماذا يفعلون هذا؟ لماذا يشغلون فكرهم بهذه الأمور ويتأملونها بلا كلل في قلوبهم؟ لأنه في قلوب أضداد المسيح، مهما تكثر الحقائق التي يُعبّر عنها الله، فإنها لا تكفي لإثبات هوية الله أو جوهره. الشيء الوحيد الذي يُمكنه إثبات هوية الله وجوهره هو ما إذا كان كلام الله يتحقق ويُدرَك. بعبارة أخرى، إن تحقق كلام الله وإدراكه أم لا هو معيارهم الوحيد لامتحان هوية الله وجوهره. وبالمثل، أصبح أيضًا تحقق كلام الله المعني باللعنات والعقاب للإنسان أم لا هي معيارهم لامتحان هوية الله وجوهره. هذه هي أهم فكرة ووجهة نظر لدى أضداد المسيح في قياس الله. أضداد المسيح، مستخدمين وجهات النظر وأساليب الفهم البشرية، معتمدين على التفكير البشري، يمتحنون كلام الله المعني باللعنات والعقاب للإنسان ويقيّمونه. وأيًّا كان الأمر، عندما يعجزون عن رؤية الحقائق، ويعجزون عن رؤية المشهد الذي يتمنون رؤيته، فإنهم ينكرون هوية الله وجوهره مرارًا وتكرارًا في قلوبهم. كلما قلّت قدرتهم على الرؤية، زادوا من إنكارهم لله، وزاد شكهم في جدوى ما استثمروه وبذلوه. لكن عندما يشهد أضداد المسيح بعض الأشرار في بيت الله الذين يفترون على الله أو يُزعجون عمل بيت الله، أو أولئك الذين يجدفون على الله ويقاومونه، يتلقون درجات متفاوتة من العقاب أو اللعنات، ويرون ما يحدث لهؤلاء الناس، فإنهم يُبجِّلون الله، وفجأة يفكرون قائلين: "إن الإله جبار حقًا. كل ما يقوله ينفذ. كانت تلك المرأة بخير قبل ذلك وماتت فجأة، لأنها كانت بالأمس فقط تُسيء إلى الإله لفظيًا! شخص آخر كان قويًّا كالثور، مرض فجأة لأنه تسبب في خسائر فادحة لعمل بيت الإله ولم يعترف حتى بذلك، فاستحق لعنات الإله. امرأة أخرى بسبب ارتكابها بعض الأخطاء وبعض الأعمال الشريرة في الكنيسة، حلت مصائب على أسرتها، ومنذ ذلك الحين، لم ينعم بيتها بالسلام. شخص آخر، كان دائمًا يتحدث تجديفًا على الإله، أصيب الآن بالجنون، ويدّعي أنه الإله. هذا مسٌّ من الأبالسة؛ لقد سلمه الإله إلى الشيطان، واضعًا إياه في مسكن للأبالسة النجسة. إن جعله يعاني من مسِّ الأرواح الشريرة ليس أمرًا يمكن للبشر فعله؛ فالإله وحده يملك السلطان لفعل ذلك. الله هو صاحب السيادة على كل شيء – لقد سلَّم ذلك الشخص للأرواح الشريرة، فتلبَّسته، ما جعله يفقد عقله وإحساسه بالخزي، وجعله يركض عاريًا في الشوارع. انظروا إلى ما حل بهؤلاء الناس، والعقوبات واللعنات التي عانوا منها؛ ماذا فعلوا جميعًا؟" بعد هذا الموجز، تخفق قلوب أضداد المسيح باضطراب قائلين: "إن هؤلاء الناس يشملون أولئك الذين يسيئون إلى الإله لفظيًا علنًا، وأولئك الذين جدفوا وحكموا عليه علنًا، وأولئك الذين تسببوا عمدًا في عرقلة وإزعاج في بيت الإله. يبدو أن معارضة الإله لا تأتي بأي خير! الإله جبار حقًا! إذا أسأتَ إلى الآخرين، فلن يستطيعوا فعل الكثير لك، لكن إذا أسأتَ إلى الإله، فهذا أمرٌ خطير. يجب أن تتحمل مسؤولية سلوكك؛ فالتكلفة باهظة للغاية! على أقل تقدير، قد تصاب بالجنون، وسيُسلمك الإله إلى الأبالسة النجسة، ما يعني حتمًا الذهاب إلى الجحيم؛ وفي أسوأ الأحوال، سيُلغي الإله وجودك الجسدي في هذه الحياة، مُدمرًا إياك، وفي العالم الآخر – وهو غني عن القول – لن تكون لديك غاية، ولن تتمكن من دخول الملكوت، ولن تنال البركات. وبناءً على الطرق المختلفة التي قاوموا بها الإله، عليّ أن أكون أكثر حذرًا وأن أضع بعض المبادئ لنفسي. أولًا، ينبغي ألا أسيء إلى الإله لفظيًّا علنًا؛ وإذا كان لا بد من ذلك، فينبغي لي أن أفعل ذلك بصمت في قلبي. ثانيًا، حتى لو كانت لديّ الرغبة والطموح لأن أكون إلهًا، فلا يمكنني البوح بذلك أو إخبار الآخرين به. ثالثًا، يجب أن أكبح جماح سلوكي وحركاتي، وأتجنب القيام بأي شيء يُسبب تعطيلًا. إذا تسببتُ في خسائر لعمل بيت الإله وأغضبته، فسيكون ذلك فظيعًا! في أخف الحالات وطأة، قد أفقد حياتي؛ وفي أشدها وطأة، سوف أُلعن وأسقط في الهاوية، وستكون تلك نهايتي". عندما يرى أضداد المسيح هذه الأشياء تحدث، يشعرون بأن كلام الله قد تحقق، وأن الله عظيم وجبار للغاية. فيدركون عظمة الله وجبروته ويعترفون بهما من خلال هذه الأحداث. أليست كل هذه العمليات الفكرية في قلوب أضداد المسيح، وكذلك مبادئ العمل التي لخصوها بعد رؤية هذه الأشياء، هي أنشطة عوالمهم الداخلية؟ إن كل ما يفعلونه في قلوبهم تجاه الله هو ما يُعرف بالتطفل.

إن أضداد المسيح لا يقولون صراحةً: "إن الإله لا يلعن الناس، وإن كلام الإله لم يتحقق"، ولا يقولون صراحةً: "لقد عاقب الإله فلانًا، لقد لعن الإله فلانًا. لقد تحقق كلام الإله، إن الإله عظيم حقًا". فهم، بدلًا من ذلك، يدبرون ويخططون ويتأملون في هذه الأمور في أعماق قلوبهم. ما غايتهم من التأمل؟ إنهم يفكرون فيما يفعلونه إذا تحقق كلام الله، وماذا يفعلون إذا لم يتحقق أو لم يدرَك. إن الغرض من تطفلهم ليس فهم أفعال الله، ولا فهم شخصية الله، ولا حتى اكتساب الحق وأن يكونوا كائنات مخلوقة يُلبُّون المعايير – بل هو التعامل مع كل هذه الأمور، ومواجهة لعنات الله وعقوبته، باستخدام أساليب واستراتيجيات بشرية. هذا ما يدبره أضداد المسيح في قلوبهم. هل يُمكن لهذه السلسلة من الأفكار تجاه كلام الله أن تُثبت أنهم عدوانيون تجاه الله؟ هل يُمكنها أن تُثبت أنهم كانوا يفترون على الله ويُجدّفون عليه باستمرار؟ (نعم). بالتأكيد! هذا ما يفعله أضداد المسيح. إذا تحقق كلام الله، فلديهم تدابير مُضادة جاهزة؛ وإذا لم يتحقق، فلديهم تدابير مُضادة لذلك أيضًا – وتتغير تدابيرهم المُضادة بناءً على ما إذا كان كلام الله يتحقق أم لا. إذا تحقق كلام الله، فإن أضداد المسيح يسلكون بشكل لائق، وينخرطون بحذر في مهام داخل بيت الله، ولا يلفتون الأنظار إليهم، ولا يتصرفون بغرور أو وقاحة، ويحرصون على عدم ارتكاب أي خطأ. إذا لم يتحقق كلام الله، فسيتصرفون بشكل سافر لا مبالٍ. على أي حال، سواءً بدا في أعينهم كلام الله مُتحققًا أم لا، فإن قلوبهم لن تنظر إلى الله باعتباره هو الله حقًا، ولن يسلموا قلوبهم بالكامل إلى الله أبدًا. إنهم لا يُؤدّون واجباتهم وأفعالهم بإخلاص، وإنما يُؤدّونها باستخدام المكائد والحيل والتظاهر، إلى جانب الخداع والتمويه والكتمان. ما يفكرون فيه ويتأملونه ويشكُّون فيه في أعماق قلوبهم لا يُشاركونه مع الآخرين أو مع الله علنًا. بدلًا من ذلك، يعتبرون بعناد أن أفكارهم وخواطرهم هي الحق، وأنها الاتجاه الصحيح والصالح، والغاية التي يجب تنفيذها وممارستها. في نظر أضداد المسيح، فإن تحقق كلام الله المعني باللعنات والعقاب للإنسان أمرٌ بالغ الأهمية، لأنه يُحدد كيفية تصرفهم وسلوكهم في الحياة اليومية، وكيفية تعاملهم مع العمل، وكيفية تعاملهم مع الإخوة والأخوات؛ كما يُحدد السلوكيات التي يُظهرونها، وكذلك الأفعال والمظاهر التي يبدونها. عندما يتحقق كلام الله، فإن أضداد المسيح يسلكون بشكلٍ لائق وبَرِيء، كابحين جماح أنشطتهم، مُحاولين تجنب فعل أي شيء يُسبب عرقلة أو إزعاجًا، ومُحاولين ألا يقولوا كلام يُسبب عرقلة أو إزعاجًا، أو يفتري على كلام الله أو عمله. إذا لم يتحقق كلام الله هذا، فإنهم يشعرون بالحرية للحكم على عمل الله وإدانته دون وازع. وبهذه الطريقة، يعارض أضداد المسيح الله، ويصيحون ضده باستمرار في أعماق قلوبهم – فهل من الممكن ألا يُكشفوا ويُستبعدوا؟ إن هذا الموقف وهذه الشخصية وهذا الجوهر لديهم هي سمات العدو الحقيقي لله. على الرغم من أن أضداد المسيح لا يستطيعون فعل ما يشاؤون، فإنهم لا يُخفون إطلاقًا ما يفكرون فيه، وما يُخططون له، وما يتأملونه، وما وجهات النظر الكامنة في أعماق قلوبهم، لأنهم لا يخشون الله. ما سبب عدم خشيتهم من الله؟ إنهم لا يؤمنون بوجود الله، ولا يعتقدون أن الله يراقب أعماق قلب الإنسان. لذلك فإنه في منطق أضداد المسيح، ما يعتبرونه أذكى استراتيجية للبقاء هو: "ما أفعله وأنفِّذه، وما يراه الآخرون، يمكن أن يصبح معيارًا لقياس أي نوع من الأشخاص أنا. لكن ما أفكر به في قلبي، وكيف أخطط وأنوي، وكيف يبدو عالمي الداخلي، سواء كنت أفتري على الإله وأجدف عليه، أو أحكم عليه، أو أؤمن به وأسبحه – إن لم أقله، فلن يعلمه أيٌّ منكم. هيهات لكم أن تدينوني! إن لم أتكلم، فلن يستطيع أيٌّ منكم حتى أن يتمنى معرفة ما أفكر به أو أخطط له في قلبي، أو ما موقفي ووجهة نظري تجاه الإله، ولن يستطيع أي شخص أن يتهمني بأي خطيئة". هذه هي خطة أضداد المسيح. إنهم يعتقدون أن هذا هو المبدأ الأسمى للسلوك في الحياة وفعل الأشياء بين الناس. ما دام سلوكهم ليس خطأً وأن أفعالهم خالية من أي زلل، فلا أحد يستطيع التدخل فيما يعتقدونه في قلوبهم. أليس أضداد المسيح أذكياء جدًا؟ (نعم، ليسوا أذكياء). كيف أنهم ليسوا أذكياء؟ إنهم يتنكرون ببراعة. عندما يُصلُّون، فإنهم يُصلُّون في زوايا الشوارع، والكلام الذي يقولونه أمام الآخرين كله صحيح، لا يمكن العثور على أخطاء فيه. كلما طالت مدة إيمانهم، ازدادوا روحانية. ما يعتقدونه حقًا في قلوبهم، لا يقولونه إلا خلف الأبواب المغلقة مع أسرهم، وبعضهم لا يُخبر حتى أسرهم، فلا أحد يستطيع أن يكشف حقيقتهم. لكنهم ينسون أمرًا واحدًا: ما فائدة أن يكشف البشر حقيقتهم أو لا يكشفونها؟ إنه أمر غير مهم؛ لا يمكن لأي إنسان أن يُحدد قدر شخص آخر. ليس مهمًا أن يكشف البشر حقيقتهم أو لا يكشفونها؛ فهو أمر غير مهم ولا يُقرر أي شيء. الأمر المهم هو أن الله لا ينظر إلى سلوك الناس الخارجي فقط، بل يراقب أيضًا أعماق قلوبهم. وتحديدًا لأن أضداد المسيح لا يؤمنون بأن الله يراقب أقصى أعماق قلب الإنسان ولا يعلمون ذلك، فإنهم يفكرون بحماقة وعبث قائلين: "لا أحد يستطيع التدخل فيما أفكر فيه، لا البشر ولا الإله". يستطيع الله أن يراقب أقصى أعماق قلب الإنسان، لذا فإن أفكارك مرتبطة بتعريف الله لك. إن الله لا يدين الناس بناءً على سلوكهم الخارجي فحسب، وإنما أيضًا على أفكارهم الداخلية وهي الأهم. وهنا تكمن حماقة أضداد المسيح؛ فبينما يتطفلون على كلام الله، ينسون أمرًا مهمًا: أن الله يراقب أفكارهم سرًا أيضًا. يتطفلون على ما إذا كان كلام الله يتحقق، ويخلصون إلى أنه ينبغي لهم إنكار كلام الله ووجوده. والله، إذ يراقبهم سرًا، يرى موقفهم من الله وكلامه في أعماق قلوبهم؛ ويرى الدليل على افتراءهم وتجديفهم عليه كله، وإنكارهم وإدانتهم له، ويراقب أيضًا سلوكهم الخارجي الناتج عن سيطرة كل هذه الأفكار ووجهات النظر. وبناءً على أفكارهم وسلوكهم، ماذا يُقرر الله في النهاية بشأن كينونة مثل هذا الشخص؟ إنه ضد للمسيح، وعدو لله، والذي لا خلاص له أبدًا. هذه هي النتيجة. هل أضداد المسيح أذكياء؟ إنهم أبعد ما يكونون عن الذكاء؛ لقد قادوا أنفسهم إلى الهلاك. يعتقدون أنهم قادرون على التفكير بشكل مميز، وأن تفكيرهم منطقي للغاية، وأنهم بارعون للغاية في تدبير المكائد. وبعد التدبير، لديهم تدابير مضادة وأساليب لمختلف الأحداث غير المتوقعة ولجميع أنواع الأشياء التي يفعلها الله، والتي تؤدي دائمًا إلى أفضل النتائج والمكاسب. غالبًا ما يشعرون بالرضا عن أنفسهم والإعجاب بها، مُقدّرين مهاراتهم وقدراتهم. يعتقدون أنهم أذكى الناس في العالم: يستطيعون فهم مصدر كلام الله، وإلى مَن يُوجّه، وسياق كلام الله، والموقف الذي ينبغي أن يتخذوه بعد أن يتحقق كلام الله، والتدابير المضادة التي ينبغي أن يتخذوها إذا لم يتحقق كلام الله. إنهم كثيرًا ما يُهنئون أنفسهم على ذكائهم وكمالهم، وعلى كونهم أذكى من الشخص العادي. فعلامَ يُهنئون أنفسهم؟ يشعرون بأن تمحيص الله وتحليله ومنافسته والتطفل على كلامه في أعماق قلوبهم أمرٌ مُثيرٌ للغاية، وهو شيء يمنحهم شعورًا عظيمًا بالإنجاز. لذلك فإنهم يعجبون بأنفسهم ويُهنئون أنفسهم لكونهم مثل هذا النوع من الناس. أليس أضداد المسيح حمقى؟ قد يُمكّنك التنافس مع الآخرين من تحديد مَن منكما يتفوق على الآخر، وقد يجعلك حتى تشعر بالميزة التي لديك وإحساسك بالوجود. لكن عندما تصارع الله، وتتطفل على كلامه، وأفعاله، وكل ما يعمله، فماذا يُسمى ذلك؟ وما العواقب المترتبة على ذلك؟ هذا سعي إلى الموت! يمكنك التطفل على نجوم السينما، والمغنين، والمشاهير، والشخصيات العظيمة – أي شخص، لكن مَن يجب عليك تجنّب التطفل عليه تمامًا هو الله. إذا فعلتَ ذلك، فإنك تختار الهدف الخطأ للتطفل. في عالم اليوم الذي يتميز بالمعلومات المتطورة والأدوات المُتنوعة التي تُسهّل تدفق المعلومات، قد لا يُعتبر التطفل على مكان وجود شخص آخر، وأفكاره، ووجهات نظره، وحياته اليومية أمرًا مخزيًا. لكن بالنسبة إلى شخص يؤمن بالله ويتبعه، ويتمسك بكلامه ويأكله ويشربه كل يوم، فعندما يتطفل باستمرار في أعماق قلبه على جميع أفعال الله، وكلامه، وعمله، فإن هذا تحدٍّ صارخ! إن البشر لديهم شخصيات فاسدة؛ عندما تكشف فسادك أمام الله، يمكن أن يقدم لك الله الحق لتفهمه وتعرفه، ما يمنحك الوقت لتحقيق التحول. يستطيع الله أن يغفر، ولن يتذكر فساد الناس وتعدياتهم وخطاياهم. الشيء الوحيد الذي لا يغفره الله أو يتسامح معه هو أن أضداد المسيح لا يملكون قلبًا خاضعًا على الإطلاق، وأنهم يمحِّصون الله دائمًا، إضافة إلى تطفلهم المستمر والمتكرر على عمل الله وكلامه في كل زمان ومكان. ما الذي تحاول فعله؟ هل تريد امتحان صوابية الله؟ تظن أنك تُدقِّق لصالح مَن؟ هل تريد تحليل المصدر والدوافع الخاصة بالله وراء هذه الأفعال؟ مَن تظن نفسك؟ كل هذا، ولا تعتبر نفسك دخيلًا؟ هل يمكن أن يكون الله موضع تطفلك؟ هل يمكن أن يكون الله موضع تمحيصك؟ إن قبولك تمحيص الله، وإرشاده، ودينونته وتوبيخه، وتهذيبه لك، وكل هذه الممارسات الإيجابية التي تنطوي على تغيير في الشخصية – هذه أمور مشروعة. حتى عندما تسيء فهم الله أحيانًا، وعندما تكون ضعيفًا وسلبيًا وتشتكي من الله، فإن الله لا يأخذ عليك ذلك، ولا يدينك. لكن هناك أمرًا واحدًا: إنك تتطفل دائمًا على الله، وتحاول دائمًا تمييز صحة كلامه وعمله – وهذا شيء لن يغفره الله أو يتسامح معه إطلاقًا؛ هذه هي شخصية الله. إن البشر الفاسدين حقًا ليسوا بهائم؛ فهم لا يعارضون الله بهذه الطريقة، ولا يحملون مثل هذه الآراء والمواقف، ولا يعاملون الله بهذه الطريقة. هناك شيء واحد فقط، كيان واحد، يمكنه معارضة الله بوقاحة وعلنًا، وهو الشيطان. إن الله لا يذكر تعديات البشر وفسادهم، لكن معارضة الشيطان، ومواجهته، وتجديفه، وافتراءه على الله لن يغفره الله أبدًا. فالله لا يخلص سوى البشر الفاسدين، وليس الشيطان. إن أضداد المسيح، بطبيعتهم التي لا تتغير، وبامتلاكهم لجوهر أضداد المسيح، يمكن أن يمثلوا الشيطان، ويقفون في معارضة الله نيابةً عنه، ويتطفلون على كلام الله. فما موقف الله منهم؟ إنه موقف اللعنات والإدانة. ولا يسع أضداد المسيح إلا أن يتصرفوا بهذه الطريقة، ساعين إلى الموت.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.