البند الخامس: يضللون الناس ويستميلونهم ويُهدِّدونهم ويتحكَّمون بهم (القسم الثاني)

تشريح كيفية تضليل أضداد المسيح للناس، واستمالتهم، وتهديدهم، والتحكم بهم

أولًا: تشريح كيفية تضليل أضداد المسيح للناس

في الاجتماع الأخير، أكملنا شركتنا حول البند الرابع المتعلق بالمظاهر المختلفة لأضداد المسيح. واليوم سنبدأ عقد شركة عن البند الخامس: كيفية تضليل أضداد المسيح للناس، واستمالتهم، وتهديدهم، والتحكم بهم. ثمة أربعة أفعال متضمنة في هذا الجانب من مظاهر أضداد المسيح، ومن خلال هذه الأفعال الأربعة وسلوك أضداد المسيح، يمكننا أن نرى شخصياتهم. الفعل الأول هو "التضليل". ما نوع الشخصية المتضمنة في هذا الفعل؟ إنها شخصية الخبث. والآن، ماذا عن "الاستمالة"؟ هل تستخدم الاستمالة عادةً كلمات سارة أم بغيضة؟ (كلمات سارة). إذن، ما نوع الشخصية التي تحكم هذا السلوك؟ الخبث. وماذا عن "التهديد" و"التحكم"؛ ما الشخصية التي تحكم هذين السلوكين؟ (الشراسة). هذا صحيح، الشراسة. من خلال البند الخامس، يمكننا أن نرى شخصيات أضداد المسيح. ما المظاهر الأساسية الخاصة بأضداد المسيح في هذا البند؟ (الخبث والشراسة). إن هاتين الشخصيتين للخبث والشراسة كلتاهما بارزتان وواضحتان للغاية. لنناقش هذه السلوكيات، واحدًا تلو الآخر، بدءًا بسلوك "التضليل". ماذا يعني مصطلح "التضليل" بشكل عام؟ هل يتضمن أي مظاهر للصدق؟ هل ينطوي على أي كلمات صادقة؟ (كلا). لا ينطوي على كلمات صادقة؛ إنه زائف تمامًا، إنه يستخدم انطباعات خاطئة، وتصريحات كاذبة، وكلمات خادعة لجعل الآخرين يعتقدون أن ما يقوله المرء صحيح، ومن ثم جعل الآخرين يعترفون به ويثقون فيه. هذا هو المقصود بمصطلح "التضليل". هل أولئك المضلَّلون ينالون الحق أو يمضون في الطريق الصحيح؟ إنهم لا يحققون أيًا من هذين الأمرين. إن سلوك وممارسة تضليل الناس أمران سلبيان بالتأكيد وليسا إيجابيين. وأولئك المضلَّلون هم في الأساس مخدوعون؛ إنهم لا يفهمون الحقائق الفعلية، أو الموقف الحقيقي، أو السياق الحقيقي، ثم يختارون الطريق والاتجاه الخطأ، والشخص الخطأ ليتبعوه. هذا هو التأثير الذي يخلفه التضليل على أولئك الذين يقعون في شركه. الأمر أشبه بالإعلانات في مركز تسوق: إنها مكتوبة بشكل جيد للغاية، وعندما يراها الناس، يأخذونها على ظاهرها دون تمحيص، لكن بعد إتمام عمليات الشراء، يجدون أن المنتجات عديمة الفائدة. هذا هو الخداع. ما الغرض من تصرفات أضداد المسيح على نحو يضلل الناس إذن؟ ما الأساليب التي يستخدمونها، وما الكلمات التي يقولونها، وما الأشياء التي يفعلونها لتضليل الناس؟ دعونا نتحدث أولًا عن غرضهم. إذا لم يكن لديهم أي غرض على الإطلاق، فهل يحتاجون إلى بذل جهد أو قول أشياء سارة لاستمالة الناس وتضليلهم؟ ثمة مقولة بين غير المؤمنين مفادها: "لا يوجد شيء مجاني". إذا لم تتمكن من إدراك هذه الحقيقة، فستتعرض للخداع. العالم خبيث للغاية، الناس يتآمرون ضد بعضهم بعضًا، ويسيئون إلى بعضهم بعضًا. هذه هي حياة البشرية الفاسدة. لماذا يبذل أضداد المسيح جهدًا في التحدث بطريقة ملتوية لتضليل الناس؟ إنهم يتكلمون ويتصرفون بغرض واضح، وهو التنافس على السلطة والسيطرة على الناس؛ هذا أمر لا شك فيه. أهدافهم لا تختلف عن أهداف السياسيين. ما الاستراتيجيات التي يستخدمها أضداد المسيح لتضليل الناس إذن؟ كيف يفعلون ذلك؟ أولًا، يجعلونك تحبهم. وما إن يكون لديك انطباع إيجابي عنهم، فلن تحذر منهم بعد ذلك: ستثق بهم، ثم تقبل قيادتهم وتطيعهم عن طيب خاطر. ستكون على استعداد للإنصات إلى أي شيء يقولونه وأي شيء يطلبون منك فعله. ما معنى الاستعداد للإنصات؟ معناه عدم ممارسة التمييز، والإنصات والطاعة دون مبادئ. هل يمكن لأضداد المسيح تحقيق تأثير تضليل الناس باستخدام كلمات الإدانة أو أساليبها؟ كلا بالتأكيد. إذن ما الأساليب التي يستخدمونها عادةً لتحقيق هذا التأثير؟ في معظم الأحيان، يستخدمون كلمات تتوافق مع المفاهيم البشرية وكذلك تعاليم العواطف البشرية. في بعض الأحيان، يتحدثون أيضًا ببعض الكلمات والتعاليم التي تتوافق مع الحق. هذا يجعل من السهل عليهم تحقيق هدفهم المتمثل في تضليل الناس، ومن المرجح أيضًا أن يقبلهم الناس. على سبيل المثال، عندما يرتكب الإخوة والأخوات خطأً ما، مما يتسبب في خسائر لعمل الكنيسة، ويشعرون بالسلبية والضعف، فإن أضداد المسيح لا يقدمون شركة عن الحق لدعمهم ومساعدتهم. وبدلًا من ذلك يقولون: "من الشائع أن يكون الناس ضعفاء؛ إنه أمر طبيعي. أنا أيضًا أكون ضعيفًا في كثير من الأحيان. الله لا يتذكر هذه الأشياء". في الواقع، هل يعرفون ما إذا كان الله يتذكر هذه الأشياء أم لا؟ كلا، لا يعرفون. إنهم يقولون: "لا يهم أن هذا الأمر لم يتم التعامل معه بشكل صحيح. فقط صحِّحه في المرة القادمة. إن بيت الله لا يعرف، ولا أحد يحقق في الأمر. ما دمت لن أبلغ عن الأمر إلى أعلى، فلن تعرف القيادة العليا عنه، وبالتأكيد لن يعرف الأعلى، ومن ثم لن يعرف الإله أيضًا؛ لذا، لن ينتبه الإله إلى هذا الأمر. نحن جميعًا أشخاص فاسدون؛ لديك فساد، وأنا أيضًا لديَّ. وباعتباري قائدًا، فأنا مثل الوالد: إن أي أخطاء ترتكبونها هي مسؤوليتي. إنني أتحمل المسؤولية عن صغر قامتي وعدم قدرتي على دعمكم ومساعدتكم، الأمر الذي أدى إلى ارتكابكم أخطاء. ولو كان لديَّ قامة أكبر، لاستطعت مساعدتكم، ولما ارتكبتم أي خطأ. إن المسؤولية عن هذا الأمر تقع على عاتقي. وعلى الرغم من أن هذا الأمر ربما قد تسبب في بعض الخسائر لعمل الكنيسة، فإننا نستطيع أن نعالجه بأنفسنا، وستكون تلك هي نهاية الأمر. ينبغي ألا يستفسر أحد عن هذا الأمر، وينبغي ألا يبلغ عنه أحد إلى مستوى أعلى؛ دعنا نبقي الأمر بيني وبينك. إذا لم أذكره للإخوة والأخوات الآخرين، فلن يبلِّغ أحد بهذا الأمر إلى المستويات العليا، وسينتهي الأمر. كل ما نحتاجه هو أن نصلي ونحلف يمينًا أمام الإله أننا لن نفعل شيئًا كهذا أو نرتكب خطأً كهذا مرة أخرى. بصفتي قائدًا، عليَّ مسؤولية حمايتكم. إن الله عالٍ جدًا؛ فهل من الواقعي أن نطلب منه الحماية؟ إضافة إلى ذلك، لا يزعج الإله نفسه بهذه الأمور التافهة في حياة الناس، لذا فإن مسؤولية حمايتكم تقع ضمنًا على عاتقي بصفتي قائدًا. لديكم قامة صغيرة، لذا سأتحمل المسؤولية إذا ارتكبتم خطأً. لا تقلقوا، إذا جاء الوقت الذي يحدث فيه خطأ ما حقًا، واكتشف الأعلى هذا الخطأ أو علم به، فسوف أدافع عنكم". عندما يسمع الناس هذا، يفكرون قائلين: "هذا رائع! كنت قلقًا جدًا بشأن تحمل المسؤولية؛ هذا القائد رائع جدًا!" ألم يتعرضوا للتضليل؟ هل يوجد أي شيء يتماشى مع الحق فيما قاله أضداد المسيح؟ هل يوجد أي شيء مفيد للناس أو تنويري لهم؟ هل يوجد أي شيء يتعامل مع الأمور على أساس المبادئ؟ (كلا). إذن ما نوع هذه الكلمات؟ إنها كلمات تستخدم المشاعر الإنسانية، والتعاطف، والتسامح لبناء الروابط، مع التأكيد على المشاعر والصداقة، لأخذ العلاقة إلى مستوى معين، ما يجعل الناس يشعرون بأن أضداد المسيح متفهمون للغاية، ومتسامحون ومتساهلون للغاية مع الناس. لكن لا توجد مبادئ أو حقائق في هذا. ما هذا الفهم السطحي؟ إنه مجرد تمويه للأمور، يبدو مثل إقناع طفل. ما الاستراتيجيات المستخدمة هنا؟ الإقناع بالملاطفة، والخداع، وبناء الروابط، وتجميل الأشياء، والتظاهر بأنهم أشخاص صالحون، كل ذلك على حساب مصالح الإخوة والأخوات، وخيانة مصالح بيت الله، لتحقيق هدفهم في خداع الناس وتضليلهم. وما النتيجة النهائية لهذا؟ إنه يجعل الناس يبعدون أنفسهم عن الله، ويحذرون منه، ويتقرَّبون من أضداد المسيح. حتى بعد تضليلهم، يقول هؤلاء الناس: "بعد أن ارتكبت هذا الخطأ، كنت قلقًا للغاية. صليت إلى الله مرات عديدة، لكنه لم يواسني. شعرت بعدم الاستقرار وعدم الارتياح في قلبي، ولم أستطع العثور على حل من الله. لكن لا بأس الآن؛ طالما أنني أذهب إلى القائد، فإن جميع مشكلاتي تُحل. أنا محظوظ حقًا لأن لدي مثل هذا القائد. قائدنا أفضل من أي شخص آخر!" في هذه المرحلة، تكون قلوبهم ووجهات نظرهم قد تحولت بالفعل نحو أضداد المسيح، ويتم التحكم فيهم من قِبل أضداد المسيح. كيف يمكن أن يتحكم أضداد المسيح في هؤلاء الناس؟ يرجع ذلك إلى أنهم يجدون شعورًا بالأمان لدى أضداد المسيح هؤلاء. إنهم يتلقون التعاطف، وفي أعماق قلوبهم يحصلون على الرضا والسلوان. ويدل هذا على أنهم قد ضُلِّلوا.

في الماضي، اكتشف الأعلى أنه كان هناك شخص سيئ في كنيسة معينة، وكان يفعل أشياء مزعجة ومعرقلة باستمرار دون أي علامة على التوبة، لذلك طلب من قائد الكنيسة المحلية تصفية الكنيسة من هذا الشخص. وعندما سمع قائد الكنيسة المحلية هذا، فكَّر متسائلًا: "أصفي الكنيسة منه؟ أحتاج إلى التفكير في الأمر. إنه أحد أتباعي – لا يمكنكم تصفيته بهذه البساطة. يجب أن أدافع عنه. إن الأعلى لا يفهم الحالة الحقيقية للأمور. محاولة تصفية الكنيسة منه بهذه البساطة أمر مبالغ فيه حقًا. سيكون شديد الحزن!" وافق شفهيًا على تصفية الكنيسة من الشخص، لكن في قلبه، لم يكن لديه أي نية للقيام بذلك. هل يمكنك أن تخمِّن كيف تعامل مع الأمر؟ لقد تأمل الأمر قائلًا: "كيف يمكنني التعامل مع هذا الموقف بطريقة تجعل الناس في الأدنى راضين عني كقائد لهم ودون أن يكرهني الأعلى؟" وبعد أن فكَّر في الأمر مليًّا، توصل إلى خطة. لقد دعا الجميع إلى اجتماع وقال: "اليوم لدينا أمر خاص للتعامل معه. ما هو؟ هناك شخص ما الأعلى غير راضٍ عنه تمامًا، ويريد تصفية الكنيسة منه. إذن ماذا يجب أن نفعل حيال الأمر؟ دعونا جميعًا نقرر ما إذا كنا سنصفي الكنيسة منه أم لا من خلال إجراء تصويت". أُحصيت نتائج التصويت، ووافق نحو 80 إلى 90% من الناس على تصفية ذلك الشخص، لكن كان هناك عدد قليل من الأصوات المعارضة. لن نتحدث عما إذا كان هؤلاء المعارضون أتباعًا متعصبين للشخص الشرير أو ما إذا كانوا فعلوا ذلك لأسباب أخرى، فعلى أي حال، بعض الناس لم يوافقوا، ولم يكن الرأي بالإجماع. ثم قال القائد: "لقد لاحظت من خلال التصويت أن هناك أصواتًا معارضة. هذا أمر مهم، ويجب أن نحترم هذه الأصوات. نحن بحاجة إلى ممارسة الديمقراطية. انظروا إلى مدى عظمة النظام الديمقراطي الغربي: يجب أن نمارس بهذه الطريقة أيضًا في الكنيسة، يجب أن نسعى جاهدين بأفضل ما في وسعنا لتحقيق الديمقراطية وحقوق الإنسان. والآن، بما أن هناك القليل من الأصوات المعارضة، فلا يمكننا تصفية الكنيسة من هذا الشخص. يجب أن نحترم آراء إخوتنا وأخواتنا. من هم الإخوة والأخوات؟ إنهم شعب الله المختار! لا يمكننا تجاهل آرائهم. حتى لو رفض شخص واحد فقط من شعب الله المختار، فلا يمكننا المضي قدمًا في التطهير". في الواقع، ما قاله لم يكن له أساس، لم يقل الله مثل هذه الأشياء أبدًا. ما كان قوله سوى ترّهات. ولاحقًا، عندما اكتشف الأعلى أن الشخص الشرير لم يتم تصفية الكنيسة منه بعد، طلب من القائد المحلي أن يسارع في الأمر. فوعده قائلًا: "حسنًا، سيتم الأمر قريبًا". ماذا كان يعني وعده؟ كان يعني أنه سيماطل. لقد فكر قائلًا: "تطلبون مني تصفية الكنيسة منه، لكنني لا أستطيع القيام بذلك على الفور. من يدري، إذا مر وقت كافٍ، فربما تنسون الأمر، ولن أضطر إلى تصفية الكنيسة منه". ولاحقًا، دعا الجميع معًا لتجمع آخر وتصويت آخر. من خلال الشركة والتمييز، أصبح من الواضح للجميع أن الشخص بالفعل ينبغي تصفيته. تضاءلت الأصوات المعارضة، لكن لا يزال هناك صوت واحد ضد تطهير الكنيسة منه. مرة أخرى لم يقم القائد بتصفية الكنيسة منه قائلًا: "ما دام ثمة صوتًا واحدًا ضد الأمر، فلا يمكننا تصفية الكنيسة منه". فكر معظم الناس قائلين: "إذا أمر الأعلى بالتصفية، فإذن صفِّ الكنيسة منه. بالتأكيد يستطيع الأعلى أن يدرك حقيقة الأمر؟ بالتأكيد لم يرتكب خطأً؟" هل الخضوع لترتيبات الأعلى مبدأ؟ هل هو الحق؟ (نعم). لم يكن هذا القائد يعرف أن هذا هو الحق. ماذا فعل؟ قال: "لا يزال هناك صوت معارض، لذلك لا يمكننا تصفية الكنيسة منه. بالتأكيد يجب أن نحترم آراء إخواننا وأخواتنا. هذا ما يسمى أسمى الحقوق الإنسانية". لاحقًا، عندما استفسر الأعلى عن الأمر مرة أخرى، استمر القائد في التعامل معه بطريقة لا مبالية واستمر في المماطلة. وفي النهاية، عندما رأى الأعلى أنه لم يصفِّ الكنيسة من الشخص الشرير، قام بإعفائه وتصفية الكنيسة منه أيضًا. لقد جعله الأعلى قائدًا، ولم يصغِ إليه؛ والأعلى لديه السلطة لاستخدامه وإعفائه؛ هذا مرسوم إداري. بعد ذلك، تم تصفية الكنيسة من حلفائه أيضًا. هل تحتاج ترتيبات الأعلى إلى التصويت بالموافقة عليها من قِبل الجميع؟ (كلا). لم لا؟ لا يمكنكم شرح السبب؛ يبدو أنكم تشبهون إلى حد كبير ذلك القائد المشوش، أليس الحال كذلك؟ أخبروني، هل هذه الكلمات التي أقدِّم شركة عنها معكم تمثل تعاليم أم وقائع؟ (وقائع). إذا مارسها الناس ونفَّذوها، فهل ستكون صحيحة؟ (نعم). وإذا كانت صحيحة، فهل من الضروري أن يدلي الجميع بأصواتهم ويصوتون عليها؟ (كلا). هل يمكن للأعلى أن يظلم شخصًا ما من خلال الأمر بتصفية المكان منه؟ كلا بالتأكيد. إذن، عندما أمر الأعلى بتطهير المكان من هذا الشخص الشرير، ورفض هذا القائد تنفيذ الأمر، فماذا كانت المشكلة هنا؟ (التحدي العلني). إنه أكثر من مجرد تحدٍّ علني، إنه خلق مملكة مستقلة. عندما أمر الأعلى بتطهير الكنيسة من الشخص الشرير، ماطل هذا القائد الكاذب، ولم ينفِّذ الأمر، بل إنه أجرى تصويتًا، واستطلع الرأي العام. ما الرأي العام الذي كان يستطلعه؟ ما هو الرأي العام؟ ما هي الأغلبية؟ هل أغلبية الناس يفهمون أو يمتلكون الحق؟ (كلا). إن أغلبية الناس لا يمتلكون حتى التمييز، فهل يمكن أن يكونوا أشخاصًا يفهمون الحق؟ هذا القائد استطلع الرأي العام؛ فهل يمكن أن يحل ذلك أي مشكلة حقًا؟ هل هو ضروري؟ إن غالبية الناس يفتقرون إلى التمييز، والأعلى أشرف شخصيًا على تصفية الكنيسة من الشخص الشرير وأمر بذلك، لكن ضِدّ المسيح هذا ماطل، ولم يصفِّ الكنيسة من ذلك الشخص، وقام بإيواء شخص شرير وحمايته، سامحًا له بالبقاء في الكنيسة وإحداث اضطرابات. أينما يوجد الأشرار، توجد فوضى وافتقار إلى النظام. لا يستطيع شعب الله المختار القيام بواجباته بشكل طبيعي، ولا يمكن لعمل الكنيسة أن يتقدم بشكل طبيعي. إن تطهير الكنيسة من الأشرار فورًا هو فقط ما يضمن سير عمل الكنيسة بشكل طبيعي. لكن في الأماكن التي يمسك فيها أضداد المسيح بالسلطة، لا يمكن تصفية المكان من أولئك الذين يضرون بمصالح بيت الله، ويسببون الاضطرابات، ويتصرفون بطريقة غير عقلانية، ويقومون بواجباتهم دون أدنى قدر من الإخلاص. إن أضداد المسيح يتصرفون بطريقة خارجة عن السيطرة ويفعلون أشياء سيئة في الكنيسة، ويقومون بإيواء هؤلاء الأشرار وعديمي الإيمان ويحمونهم. تحت أي ذريعة يفعلون هذا؟ تحت ذريعة أنهم مسؤولون، ولذلك يجب أن يكونوا سادة الآخرين. إنهم يظهرون أنفسهم باعتبارهم مسؤولين في بيت الله، ويريدون أن يكونوا سادة الآخرين. أخبروني، من هو سيد الإنسان؟ (إنه الله). الله والحق هما سيد الإنسان. أضداد المسيح هؤلاء لا شيء! إنهم يريدون أن يكونوا سادة هؤلاء الناس، لكنهم لا يعرفون حتى من هو سيدهم! أليسوا أوغادًا؟ يستخدم أضداد المسيح هذه الطريقة لكي يقولوا للناس: "أستطيع أن أكون سيدكم. إذا كان لديكم أي مظالم، أو أي استياء، أو إذا عانيتم من أي ظلم أو مشقة، فأنا – بصفتي قائدكم – يمكنني تسوية الأمر من أجلكم". أولئك الذين لا يفهمون الحق أو الحقائق الفعلية يَضِلُّون على يد أضداد المسيح هؤلاء. إنهم يعاملونهم كأسلاف والله من يجب اتباعه وعبادته. كيف يشعر أولئك الذين يفهمون الحق عندما يواجهون أضداد المسيح هؤلاء؟ يشعرون بالاشمئزاز والنفور منهم قائلين: "إذن تريد أن تكون سيدنا وتتحكم بنا؟ هذا مستحيل بالطبع! لقد اخترناك قائدًا لنا حتى تقودنا أمام الله، وليس أمام نفسك". إن هذا يعني أنهم مدركون لمخططات أضداد المسيح. يقوم أضداد المسيح بتضليل الناس بذريعة كونهم أسيادهم، مما يجعل الناس يعتقدون أن هذا يتماشى مع احتياجاتهم، سواء كانت احتياجات عاطفية، أو نفسية، أو روحية، أو غيرها. إن أولئك الذين لا يفهمون الحق أو الحقائق الفعلية كثيرًا ما يقعون ضحية لتضليل أضداد المسيح، إلى الحد الذي قد يجعلهم بعد تضليلهم ليسوا فقط غير قادرين على الرجوع والتأمل، وإنما أيضًا قد يناصرون أضداد المسيح هؤلاء ويدافعون عنهم. إن حقيقة أنهم يمكن أن يناصروا أضداد المسيح ويدافعوا عنهم كافية لإثبات أنهم قد ضُلِّلوا حقًا؛ أليس هذا هو الحال؟ (بلى). لماذا يؤمن الناس بالله؟ أليس ذلك من أجل نيل الخلاص؟ إذا اتبعت أضداد المسيح، ألست بذلك تقاوم الله وتخونه؟ ألست تقف إلى جانب القوى المعادية لله؟ في تلك الحالة، هل سيظل الله يريدك؟ إذا كنت تتبع الله شكليًا، لكنك تتبع شخصًا ما، فكيف سينظر الله إليك وكيف سيعاملك؟ إذا رفضت الله، أفلن يزدريك؟ إذا كان الناس لا يفهمون حتى هذا الجزء الصغير من التعليم، فهل يمكنهم فهم الحق؟ أليس هؤلاء الناس مشوشي الذهن؟

إن تضليل أضداد المسيح للناس ليس مظهرًا عرضيًا، فهم يفعلون ذلك كثيرًا، إنه مبدأ تصرفهم الثابت، أو ربما يستطيع المرء القول إنه أساسهم، وأسلوبهم، وطريقة قيامهم بالأشياء؛ إنه النمط الثابت في أفعالهم. وإلا فمن الذي سيبجِّلهم؟ أولًا، إنهم لا يفهمون الحق. ثانيًا، لديهم إنسانية سيئة. ثالثًا، يفتقرون أيضًا إلى قلب يتقي الله. إذن كيف يستطيعون أن يجعلوا الناس يذعنون تمامًا لهم، ويبجِّلونهم، ويعجبون بهم؟ إنهم يعتمدون على وسائل وأساليب مختلفة للتباهي، ما يجعل الناس يبجِّلونهم ويعبدونهم. إنهم يستخدمون هذه الأساليب لتضليل الناس، وإعطائهم انطباعات خاطئة معينة، وإقناعهم بأنهم روحانيون، وأنهم يحبون الله، وأنهم يدفعون الثمن، وأنهم غالبًا ما يقولون الكلام الصحيح، ويطرحون النظريات الصحيحة، ويحافظون على مصالح الإخوة والأخوات. ثم يستخدمون هذه الانطباعات الخاطئة لتوليد شعور بالاحترام والإعجاب لدى الناس، مما يحقق هدفهم المتمثل في القدرة على تضليل الناس وجعلهم يتبعونهم. عندما يضللون الناس بهذه الطريقة، فهل تتماشى الأشياء التي يفعلونها مع الحق؟ على الرغم من أنهم يقولون كل شيء بطريقة صحيحة، فإن الأشياء التي يفعلونها بالتأكيد لا تتوافق مع الحق. وأولئك الذين ليس لديهم تمييز لا يمكنهم رؤية المشكلة. بالنظر إلى جوهر تضليل الناس، فإن أفعالهم تجعل من الصعب على الناس أن يروا أنهم لا يتماشون مع الحق. إذا أمكن رؤية هذا، أفلن يكتشف الناس احتيالهم؟ في الواقع، ما يفعلونه وما يظهرونه هو روحانية زائفة. إذن، ما مظهر الروحانية الزائفة؟ العديد من السلوكيات، والأفعال، والأقوال التي تنتمي إلى الروحانية الزائفة تبدو صحيحة، لكنها في الواقع مجرد أفعال ظاهرية، ولا علاقة لها بممارسة الحق. تمامًا مثل الفَرِّيسِيين الذين قاوموا الرب يسوع: لقد حملوا الكتب المقدسة بأياديهم وصلَّوا بصوت عالٍ في زوايا الشوارع، قائلين "يا ربي..."، لإظهار تقواهم للناس. ونتيجة لذلك، أصبح "الفَرِّيسِي" في الوقت الحاضر مصطلحًا بديلًا يشير إلى الأشخاص المنافقين. ما الصفة التي تأتي بعد الفَرِّيسِي؟ المنافق. في الواقع، دون أن نقول كلمة "منافق"، إذا ذُكرت كلمة "فَرِّيسِي"، فستعرف أنها ليست كلمة إيجابية؛ إنها لا تختلف عن كلمة "وغد" أو "شيطان"، وتحمل المعنى نفسه. وبالحديث عن الروحانية الزائفة، ففي الوقت الحاضر، لا يتحدث الكثير من الناس عن الروحانية، وكلما ذكر شخص ما الروحانية، فبمَ يصفها؟ (زائفة). نعم، زائفة. في معظم الحالات، تكون مظاهر تضليل أضداد المسيح للناس هي في الواقع مظاهر للروحانية الزائفة. تبدو الكلمات، والأفعال، والسلوكيات المرتبطة بالروحانية الزائفة صالحة جدًا، وشديدة الورع، وتتماشى مع الحق. عندما يرون شخصًا ضعيفًا، ينسون الوجبة التي يتناولونها ويهرعون لدعمه. عندما يرون شخصًا لديه مشكلة في المنزل، يهملون شؤونهم الخاصة ويسرعون لمساعدته. لكن مساعدتهم تتكون من قول بعض الكلمات الصحيحة أو الكلمات المتعاطفة التي تبدو سارة، لكن بعد الكثير من الحديث، فإن المشكلات الفعلية لدى الشخص الآخر لا يتم حلها على الإطلاق. ما الغرض من تصرفهم على هذا النحو إذن؟ إن الناس يتأثرون بشدة بسلوكهم، ويشعرون أن وجود قائد مثل هذا يمكنهم الاعتماد عليه في أوقات الحاجة أمر رائع؛ إنهم سعداء حقًا. لذلك يمكن القول إن أضداد المسيح لا يستخدمون الكلمات لتضليل الناس فحسب، بل إنهم في الوقت نفسه يستخدمون أيضًا سلوكيات مختلفة لتضليلهم، من أجل جعل الناس يعتقدون أنهم روحانيون للغاية، ومميزون، ويستحقون ثقتهم والاعتماد عليهم. حتى أن البعض قد يفكرون قائلين: "إن الإيمان بالله يبدو مجردًا بعض الشيء، لكن الإيمان بقائدنا إيمان عملي. إنه حقيقي وصادق: يمكنك لمسه ورؤيته، وعندما تتعامل مع أشياء، يمكنك أن تسأله وتتحدث إليه مباشرة. يا له من أمر رائع!" وبتحقيق مثل هذه النتائج، يكون أضداد المسيح قد وصلوا إلى أهدافهم، لكن أولئك الذين أضلوهم ينتهي بهم الأمر تعساء. فبعد أن يضلهم أضداد المسيح لفترة من الوقت، عندما يأتي هؤلاء الأشخاص أمام الله مرة أخرى، فإنهم لم يعودوا يعرفون كيف يصلُّون أو يفتحون قلوبهم له. فضلًا عن ذلك، عندما يجتمع هؤلاء الناس معًا، فإنهم يتملقون بعضهم بعضًا، ويتظاهرون بأنهم روحانيون، ويخدعون ويضلون بعضهم بعضًا. وفي نهاية المطاف، يزعم أضداد المسيح أن: "كل أخ وأخت في كنيستنا يحب الإله. وعندما يواجهون مشكلات، فإن كل واحد منهم يرتقي إلى مستوى التحدي؛ وحتى لو وقعوا في أسر التنين العظيم الأحمر، يمكنهم جميعًا التمسك بشهادتهم. لن يكون بيننا يهوذا واحد؛ أنا أضمن ذلك!" ويتبين فيما بعد أنه عندما يتم أسرهم، يتحول معظمهم إلى يهوذا. أليسوا زمرة من الأوغاد؟ يستخدم أضداد المسيح هذه الكلمات والشعارات الجوفاء لخداع الإخوة والأخوات، وتضليلهم، وغشهم. معظم الناس حمقى وجهلاء، يفتقرون إلى التمييز، ويسمحون لأضداد المسيح بالتصرف باستهتار. لطالما أكدت ترتيبات العمل من الأعلى على كيفية التعامل مع الظروف عندما تنشأ وما العمل الذي يجب القيام به، بهدف ضمان أن يستطيع جميع أفراد شعب الله المختار القيام بواجباتهم في بيئة آمنة. وفي حالة الأسر والاضطهاد، يجب تقليل الخسائر قدر الإمكان. إذا تم أسر جميع أفراد شعب الله المختار وسجنهم، وفقدوا حياتهم الكنسية بالكامل، أفلا يؤدي هذا إلى عجز في دخولهم إلى الحياة؟ وبدون القدرة على أكل وشرب كلمات الله في السجن، هل يمكن أن تنضج حياة المرء؟ لا يسعه سوى تذكر بضع كلمات من الترانيم، وتعتمد حياته في كل يوم على تلك الكلمات القليلة. وعندما يصلي في الليل، لا يستطيع فعل ذلك إلا بصمت في قلبه، ولا يجرؤ على تحريك شفتيه. الشيء الوحيد المتبقي في قلبه هو أفكار مثل: "لا تخن، لا تكن يهوذا، تمسك بالشهادة لله ومجِّده، ولا تخزِه"، ولا شيء غير ذلك؛ الناس ليس لديهم سوى هذا القدر الضئيل من القامة. لا يفكر أضداد المسيح في هذه الأشياء. لماذا يُطلَق عليهم أضداد المسيح؟ إنهم يسيئون معاملة الآخرين ويؤذون الإخوة والأخوات دون أن يرفَّ لهم جفن! تتطلب ترتيبات العمل من الأعلى أن يؤدي الناس واجباتهم في سياق آمن، وأن يتجنبوا الحوادث قدر الإمكان، لكن أضداد المسيح لا يتبعون ترتيبات العمل هذه عندما يقومون بوظائفهم. إنهم يصرخون ويتصرفون بشكل جزافي وفقًا لإرادتهم الخاصة، متجاهلين السلامة. يفتقر بعض الأفراد الحمقى إلى التمييز ويفكرون قائلين: "لماذا يثير الأعلى دائمًا مسألة السلامة؟ لماذا يخاف هكذا من الحوادث؟ ما الذي يخشاه؟ كل شيء في يد الله!" أليس من الحماقة قول مثل هذه الأشياء؟ قد تكون قامتك ضئيلة، وقد تفتقر إلى الفهم، وقد لا تكون قادرًا على إدراك الأمور بوضوح، لكن لا يمكنك التصرف بحماقة! لقد رتب الأعلى كيف ينبغي أن يتجمع الناس في ظل ظروف معينة، وما المبادئ التي يجب أن يتبعوها؛ لماذا كل هذه الترتيبات التفصيلية؟ إنها تحديدًا لحماية شعب الله المختار، حتى يتمكنوا من التجمع وأداء واجباتهم بطريقة طبيعية وآمنة. إن السلامة تسمح لك بالاستمرار في الإيمان بالله، وعيش حياتك الكنسية، وأكل وشرب كلمات الله بشكل طبيعي. إذا فقدت حتى سلامتك، وإذا تم أسرك من قِبل التنين العظيم الأحمر، وفي السجن لا يمكنك سماع أو قراءة كلام الله، ولا يمكنك إنشاد الترانيم، وليس لديك تجمعات؛ فكيف يمكنك أن تظل مؤمنًا بالله؟ قد تصبح مؤمنًا بالاسم فقط. إن أضداد المسيح لا يهتمون بهذه الأمور؛ فهم لا يهتمون بحياة الناس وموتهم. من أجل إرضاء طموحاتهم ورغباتهم الخاصة، يشجعون الجميع على النهوض والصراخ دون تبصر قائلين: "نحن لا نخشى الظروف؛ فلدينا الإله!" أولئك الذين هم حمقى لا يفهمون أي شيء وتضلِّلهم هذه الكلمات. الجميع لديه أفكار مبهمة وجوفاء، ويفكرون قائلين: "نحن نؤمن بالله، والله يحمينا؛ إذا حدث لنا شيء، فهو بإذن الله". أليست هذه كلمات فارغة؟ هكذا يتصرف أضداد المسيح وأولئك الذين لا يفهمون الحق. وبينما قد لا يفهم الإخوة والأخوات، فبصفتك قائدًا كثيرًا ما يقدم شركة عن ترتيبات العمل، ينبغي عليك ألا تجهل هذه الأمور. يجب أن تقوم بالعمل وفقًا لترتيبات العمل، ويجب ألا ترغب دائمًا في التحدث كثيرًا من أجل إرضاء طموحاتك ورغباتك، حتى لو كنت تعتقد أنه كلما زاد عدد الأشخاص الذين يستمعون إليك، كان ذلك أفضل، وأنه كلما زاد عددهم، أصبح حديثك أكثر حماسًا. إن أضداد المسيح هؤلاء يجمعون الناس معًا في أوقات فراغهم، دون أي اعتبار لسلامة البيئة المحيطة، من أجل كسب من هم أدنى منهم وجعلهم يستمعون إلى توجيهاتهم، مما يؤدي في النهاية إلى سقوط هؤلاء الناس.

أضداد المسيح ماهرون في قول أشياء عظيمة واستخدام بعض الأسس الفارغة، والروحية الزائفة، والنظرية لتضليل الناس. والكثيرون ممن يفتقرون إلى التمييز ينصتون تمامًا إلى أضداد المسيح، ويطيعونهم كيفما تلاعبوا بهم، مما يؤدي إلى المتاعب والأسر. كيف تنشأ هذه المتاعب؟ قد يقول البعض إن السبب هو أن الله لم يحمِهم. لكن أليست هذه شكوى ضد الله؟ لا يمكن إلقاء اللوم على الله في هذا الأمر. يسمح الله للناس باختبار عمله في ظروف مختلفة. إذا قمت بممارستك وفقًا للمبادئ القائمة على ترتيبات العمل، وعندما تسمح البيئة، أيًّا كان عدد الأشخاص الذين يجتمعون معًا، وإذا كنت تستطيع أن تأكل وتشرب كلمات الله بشكل طبيعي، وتختبر عمل الله، وتؤدي الواجبات التي ينبغي عليك أداؤها، فإن الله سيقودك وينفِّذ عمله فيك. وإذا خالفت المتطلبات الواردة من الأعلى وتصرفت دون تبصر وفقًا لإرادتك الخاصة، وحدث شيء ما، فهذا ليس إلا حماقة وجهل. إن الله لا يقصد أن يضع الجميع في السجن لينقيهم. وإنما مقصده هو أن يأكل كل شخص ويشرب كلمات الله وأن يختبر عمله. لكن أضداد المسيح لا يفهمون هذا. إنهم يؤمنون بمنطقهم الخاص، معتقدين أنه في ظل حماية الله، لا يوجد ما يخشونه. ليس لديهم فهم لمبادئ حماية الله، ويتبعون القواعد دون تبصر، ودائمًا ما يحددون الله. كثير من الناس يضلون بسببهم ويتصرفون معهم بلا تبصر، ويتجاهلون الترتيبات من قِبل الأعلى، ونتيجة لذلك، يحدث شيء ما؛ يتم أسرهم ويتحملون التعذيب في السجن. ما نوع القامة التي يتمتع بها هؤلاء الناس عندما تنشأ المشكلات؟ يتمتعون بشيء من الحماس، ويفهمون قليلًا من التعليم، ويمكنهم الهتاف ببعض الشعارات، لكن ليس لديهم معرفة بالله على الإطلاق، وليس لديهم فهم، أو معرفة، أو اختبار حقيقي للحق، وليس لديهم فهم لكيفية عمل الله لتخليص الناس. إنهم يعتمدون فقط على الحماس لاتباع الله ولديهم قليل من العزيمة. هل يمكن لأشخاص لديهم هذا النوع من القامة أن يؤدوا شهادة عندما يتم أسرهم ووضعهم في السجن؟ كلا بالتأكيد. وحالما يخونوا، ماذا تكون العواقب؟ يبدأون بالتفكير قائلين: "أليس إلهًا قديرًا؟ كل شيء بين يديه، فلماذا لا يخلصني؟ لماذا يسمح بمعاناتي هكذا؟ هل هناك إله حتى؟ هل يحتمل أننا كنا مخطئين في أن كان لدينا هذا القدر من الحماس؟ إذا كان قادتنا قد أضلونا، فلماذا لا يؤدبهم الإله؟ لماذا أحضرنا الإله إلى هنا؟ لماذا سمح لنا بمواجهة مثل هذا الظرف؟" تبدأ الشكاوى في الظهور، ويتبعها بوقت قصير إنكار الله: "لا تتوافق أفعال الله مع إرادة الإنسان. قد لا تكون أفعاله صحيحة دائمًا، وقد لا يكون هو الحق بالضرورة". وفي نهاية المطاف، بعد أن عانوا كثيرًا وتحملوا ذلك لفترة من الوقت، اختفى حتى التعليم القليل الذي عرفوه، والحماس الضئيل الذي كان لديهم. إنهم ينكرون الله ويفقدون إيمانهم، حتى أنهم أصبحوا يهوذا. حتى بعد إطلاق سراحهم من السجن يفكرون قائلين: "الآن لست بحاجة أبدًا للقلق بشأن الظروف مرة أخرى. انظر كم هم جيدون أولئك الذين لا يؤمنون بالإله: لديهم الكثير من الحرية هناك في الخارج. ماذا نفعل بالإيمان سرًا؟ إذا كانت الدولة تحظر الإيمان، فما علينا إلا أن نتوقف عن الإيمان". هل لا يزال بإمكان مثل هؤلاء الناس أن يؤمنوا بالله لاحقًا؟ (كلا، لا يمكنهم ذلك). لماذا لا يمكنهم؟ إن الله لم يعد يريدهم بعد الآن. الله يختارك مرة واحدة فقط، وقد فقدت فرصتك بالفعل، لذلك لن يريدك الله مرة ثانية. ما أمل مثل هؤلاء الناس في نيل الخلاص؟ إنه صفر، لم يعد ثمة أمل. هذه هي العاقبة التي يجلبها أضداد المسيح في نهاية المطاف من خلال التصرف باستهتار واستخدام بعض النظريات الروحية الزائفة لتضليل الناس، مما يجعلهم يسعون إلى الحماس والروحانية الظاهرية. وما العاقبة؟ (لقد هلكوا). ما إذا كان الله سيخلِّصهم أم لا، فهذا شأن الله، لكن على الأقل في الوقت الحالي، يبدو أنه عندما يصل طريق إيمان الناس بالله إلى هذه النقطة، فإن آفاقهم المستقبلية وغايتهم تكون قد دُمرت في الأساس. وبإرجاع الأمر إلى أصله، فمن المتسبب في هذا؟ إنهم أضداد المسيح الذين تسببوا فيه. لو لم يتصرفوا بهذه الطريقة الجزافية، وإنما تصرفوا وفقًا لترتيبات العمل، وقادوا الإخوة والأخوات وفقًا للمتطلبات الواردة من الأعلى، وأحضروا الجميع أمام الله، لما حدثت هذه الأشياء. هل كان سيظل هناك أمل لهؤلاء الناس في أن يُخلصوا؟ (نعم). كان سيظل لدى هؤلاء الناس أمل في الخلاص. ونظرًا لأن طموحات ورغبات أضداد المسيح توسعت بشكل كبير، فإذا لم يكن هناك من يدعمهم ويستمع إليهم، فإنهم يشعرون أن الحياة مملة ومضجرة. إنهم يعاملون هؤلاء المشوشين الذين يتبعونهم كوقود للمدافع ولُعب يتلاعبون بها، فيجعلونهم جميعًا يتبعون قيادتهم. إنهم يشعرون أنهم قادرون ويمتلكون الملذات، وأن هذه الحياة تستحق أن تُعاش. ومن أجل إرضاء طموحاتهم ورغباتهم، يستخدمون هذه الكلمات الروحية المزعومة والتي تبدو سارة بهدف تضليل أولئك الذين يتبعونهم، وبعد أن يتم تضليلهم، يجعلونهم ينحرفون عن الطريق الصحيح وعن كلام الله، ويبعدون أنفسهم عن الله لكي يتبعوا أضداد المسيح ويسلكون طريقهم. وما النتيجة النهائية؟ تتدمر آفاق الناس المستقبلية وغايتهم، ويفقدون فرصتهم في الخلاص. ما العواقب التي تنشأ عندما لا يؤمن الناس بالله إيمانًا صحيحًا وإنما يتبعون أشخاصًا آخرين؟ هل لا تزالون تحسدون أي شخص يبدو روحانيًا؟ (كلا، لم نعد نحسدهم). ماذا عن المصطلح "روحاني"؟ إنه مصطلح أجوف. الناس من الجسد؛ إنهم كائنات مخلوقة. إذا كنت روحانيًا حقًا، فإن جسدك لم يعد موجودًا، فإلى أي مدى ستكون روحانيًا حينها؟ أليس ذلك مجرد كلام فارغ؟ لذا – كما ترى – فإن مصطلح "روحاني" في حد ذاته لا يستقيم؛ إنه مجرد كلام فارغ. في المستقبل، إذا سمعت شخصًا يقول إنه يسعى إلى الروحانية، فقل له: "يجب أن تسعى إلى أن تكون شخصًا صادقًا، وأن تعيش أمام الله؛ ذلك أكثر واقعية. إذا كنت تسعى إلى الروحانية، فهذا طريق مسدود! لا تسع أبدًا إلى الروحانية؛ إنها ليست شيئًا يسعى إليه الناس، إنها ببساطة أمر لا يستقيم". أخبروني، من أصبح شخصًا روحانيًا بعد الإيمان بالله لسنوات عديدة؟ تلك الشخصيات الشهيرة والمفسِّرون الدينيون للكتاب المقدس، هل هم روحانيون؟ إنهم جميعًا منافقون، وليس من بينهم شخص روحاني. يستخدم الأشخاص الذين اخترعوا مصطلح "روحاني" هذه الكلمة الفارغة لتضليل الآخرين. إنهم أوغاد وأبالسة. أي نوع من الأشخاص يمكنه أن يقول مثل هذه الأشياء الفارغة؟ هل لديه فهم روحي؟ (كلا، ليس لديه). إذا لم تستطع حتى فهم ما ينبغي على الناس أن يسعوا إليه عندما يؤمنون بالله، أو ما يجب أن يكونوا منه، فهل يمكنك فهم الحق؟ أنت كائن مخلوق بطبيعتك، وعضو في البشرية التي أفسدها الشيطان. من حيث كونك من شيء ما، فأنت من الجسد؛ وهذه هي سمة البشر. بالطبع إذا كنت تسعى إلى أن تكون منتميًا إلى الجسد، فأنت من الشيطان: ذلك هو سلوك طريق العالم. ينبغي على الأشخاص الذين يؤمنون بالله أن يسعوا إلى الحق؛ هذا صحيح. إذا سعى الناس إلى أن يكونوا روحانيين أو أن يكونوا ذو سمت إلهي، فهل هذا شيء هم على قدره؟ أيًّا كانت كيفية سعيهم إليه، فالأمر عديم الفائدة. هذا ليس الطريق الصحيح للإيمان بالله. لذلك فإن السعي إلى أن تكون روحانيًا أو أن تكون ذا سمت إلهي ليس إلا شعارًا، ونظرية روحية زائفة، لا علاقة لها بالحق. إذا كنت تؤمن بالله وتتبع الله، فينبغي عليك أن تتمِّم واجبك بشكل صحيح باعتبارك كائنًا مخلوقًا، وأن تكون قادرًا على الخضوع لله وإرضائه. هذا هو واقع الحق.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.