البند السابع: إنهم أشرارٌ وماكرون ومخادعون (الجزء الثاني) القسم الثالث

تشريح كيف أن أضداد المسيح خبثاء وغادرون ومخادعون

في المرة السابقة، عقدنا الشركة عن المظهر السابع لأضداد المسيح – إنهم خبثاء وماكرون ومخادعون. ما الجانب الذي عقدنا عنه الشركة في المقام الأول؟ تحدثنا عن كيف أن أضداد المسيح خبثاء. لماذا نقول إنهم خبثاء؟ ما الشخصيات والمظاهر والخصائص المميزة في جوهر طبيعتهم ويمكن توصيفها على أنهم خبثاء وماكرون ومخادعون؟ ما هي الصفات الواضحة التي تثبت وجود خبثهم، والتي تتطابق مع ظروفهم الحقيقية؟ ما هي الخصائص الرئيسية لجوهر طبيعتهم التي تبرر قولنا إن الأشخاص من هذا القبيل خبثاء؟ أرجو أن تشاركوا أفكاركم. (يفهم العديد من أضداد المسيح الحق، لكنهم يعارضونه بوقاحة، فَهُم يصرون بعناد على اختيار السير في طريقهم الخاص على الرغم من أنهم يعرفون بوضوح ما الصواب. يتجلى خبث أضداد المسيح أيضًا في عدوانيتهم التي لا أساس لها تجاه أولئك الذين يسعون بصدق إلى الحق وتجاه الأشخاص المستقيمين). (لا يريد أضداد المسيح رؤية الآخرين في حالة جيدة. عندما يرتب بيت الله أن يُزوَّد الإخوة والأخوات بمنافع، فإنَّ أضداد المسيح يرغبون فقط في أن يستمتعوا هم بهذه المنافع؛ لا يريدون أن يتمتع بها الإخوة والأخوات، لذلك لا ينفذون هذا العمل). (يا الله، تركت شركتك السابقة انطباعًا قويًا لديَّ فيما يتعلّق بكيفية استغلال أضداد المسيح الله والحق كأدوات لهم لحيازة المكانة، أشعر بأن هذا عملٌ خبيث على نحو خاص). يتذكر معظمكم بعض الأشياء، أي بعض الأمثلة التي قدمتها أثناء عَقْد الشركة عن الجوهر الخبيث لأضداد المسيح. أنتم تتذكرون الأمثلة فقط، لكنكم نسيتم محتوى شركتي وتشريح الجوهر الخبيث لأضداد المسيح. كم عدد الحقائق التي تطرقتُ إليها في أثناء عقد الشركة حول تشريح جوهر الطبيعة الخبيثة لأضداد المسيح وتمكنتم من فهمها في ذلك الحين؟ ألا يدل عدم قدرتكم على تذكر هذه الأشياء على أنكم لم تفهموا أيًا منها في ذلك الحين؟ لو كانت شركتي قد تركت انطباعًا قويًا لديكم، ألن تكونوا قادرين على تذكرها إلى حد ما؟ أليست الأشياء التي تثب إلى ذاكرتكم هي تلك التي تفهمونها؟ أليست الأشياء التي لا يمكنكم تذكرها هي تلك التي تجدون صعوبة كبيرة في فهمها، أو التي لا يمكنكم فهمها فحسب؟ عندما سمعتم تلك الحقائق في ذلك الحين، اعتقدتم أنها صحيحة، وتذكرتموها كتعاليم، وتطلب الأمر جهدًا كبيرًا منكم لفعل ذلك. ومع ذلك، نسيتموها بين ليلةٍ وضحاها. وبعد شهر، اختفت تمامًا. أليست الأمور تسير هكذا؟ لكي تتمكن من رؤية حقيقة أمر ما أو جوهر شخصٍ ما، عليك فهم الحقّ. إذا كنت لا تزال تتمسّك بوجهات نظر غير المؤمنين، وترى الأشياء وتفكّر فيها بناءً على أقوال غير المؤمنين، فهذا يثبت أنّك لا تفهم الحقّ. إذا لم تكسب شيئًا من السنوات العديدة التي قضيتها في الاستماع إلى العظات والشركة، وإذا كنت لا تستطيع أن تفهم عندما يعقد الناس الشركة معك عن الحق، مهما كانت طريقة شرحها، فهذا يشير إلى افتقارك إلى القدرة على فهم الحق، ويسمى هذا مستوى القدرات الضعيف. أليس هذا هو الحال؟ (بلى). فيما يتعلق بخبث أضداد المسيح، لم يذكر أي منكم العبارة الأكثر أهمية. لماذا لم تذكروها؟ من ناحية، لأنه مرَّ وقتٌ طويل منذ ذلك الحين، فنسيتموها. ومن ناحية أخرى، لأنكم لم تدركوا أهمية هذه العبارة؛ فلم تعرفوا أنها عبارةٌ رئيسية تُعرِّي الجوهر الخبيث لأضداد المسيح وتكشفه. ما هذه العبارة؟ هي أن خبث أضداد المسيح يتجلى في المقام الأول في عدوانيتهم وازدرائهم لكل الأشياء الإيجابية وكل ما يتعلق بالحق. لماذا يشعر أضداد المسيح بالعدوانية تجاه هذه الأشياء الإيجابية ويزدرونها؟ هل أضرتهم هذه الأشياء الإيجابية؟ كلا. هل تمس مصالحهم؟ ربما نعم أحيانًا، وأحيانًا لا على الإطلاق. إذًا، لماذا يشعر أضداد المسيح بالعدوانية تجاه الأشياء الإيجابية ويزدرونها بلا أساس؟ (إنها طبيعتهم). طبيعتهم من هذا النوع؛ فهم يشعرون بالعدوانية تجاه كل الأشياء والحقائق الإيجابية ويزدرونها. وهذا يؤكد الطبيعة الخبيثة لأضداد المسيح. هل هذه العبارة مهمة أم لا؟ أنتم لا تتذكرون عبارةً بهذه الأهمية؛ وإنما تتذكرون الأشياء غير المهمة فقط. لماذا طرحت عليكم تلك الأسئلة؟ حتى تتحدثوا، وحتى أتمكن من معرفة مدى استيعابكم لهذه الأشياء، ومقدار ما يمكنكم تذكره في قلوبكم، وإلى أي مدى كنتم قادرين على الفهم في ذلك الوقت. كما هو متوقع، أنتم لا تتذكرون سوى بعض الأشياء القليلة الأهمية. أنتم تعاملون كل الأشياء التي تحدثت عنها على أنها دردشة بلا هدف. لم آت إلى هنا للدردشة – جئت إلى هنا لأخبركم كيف تميزون الناس. العبارة التي أعربت عنها هي أعلى مبدأ للحق بشأن تمييز الطبيعة الخبيثة لأضداد المسيح. إذا لم تتمكن من تطبيق هذه العبارة، فلن تتمكن من تمييز الطبيعة الخبيثة لأضداد المسيح أو معرفتها. على سبيل المثال، عندما يُوَصَّف شخص ما على أنه ضدٌ للمسيح، قد يقول بعض الناس: "إنه جيد معنا، وهو محبٌ ويساعدنا. لماذا يُوَصَّف مثل هذا الشّخص الصالح على أنه ضدٌ للمسيح؟" إنهم لا يفهمون أنه على الرغم من أن أضداد المسيح قد يبدون محبين للآخرين ظاهريًا، فَهُمْ يعطِّلون عمل الله ويزعجونه، ويعارضون الله على وجه التحديد. هذا الجانب الماكر والخادع منهم هو شيء لا يستطيع معظم الناس رؤيته، ولا يمكنهم تمييزه على الإطلاق، ويسيئون فهم الله، ويطورون مفاهيم عن الله، بل يدينون الله ويشكون منه بسبب هذا. ببساطة، مثل هؤلاء الناس أوغاد ولا يمكن أن ينالوا خلاص الله. هذا لأنهم لا يرون سوى الأمور السطحية، مثل كيفية إيقاع أضداد المسيح الناسَ في شركهم وإغوائهم لهم وتودُّدهم إليهم، ولا يلاحظون الجوهر الخبيث لأضداد المسيح، ولا يرون الأساليب التي يستخدمها أضداد المسيح لمقاومة الله وإنشاء ممالك مستقلة. لماذا لا يستطيعون رؤية هذه الأشياء؟ لأنهم لا يفهمون الحق ولا يستطيعون تمييز الناس، وتضللهم دائمًا الظواهر الخارجية ولا يمكنهم رؤية حقيقة جوهر المشكلة وعواقبها. كما يستخدمون دائمًا المفاهيم الإنسانية التقليدية للأخلاق والطرق الدنيوية لقياس الناس وإصدار الأحكام عليهم. ونتيجة لذلك، يضللهم أضداد المسيح، ويقفون إلى جانب أضداد المسيح، وتنشأ صراعات واشتباكات بينهم وبين الله. خطأ مَنْ هذا؟ كيف حدث هذا الخطأ؟ إن ذلك نتيجة لعدم فهمهم للحق، وعدم معرفتهم لعمل الله، والنظر دائمًا إلى الناس والأشياء بناءً على مفاهيمهم وتصوراتهم.

ثانيًا: تشريحٌ لحبِّ أضداد المسيح للأشياء السلبية

اليوم، سنواصل عقد الشركة عن المظهر السابع لأضداد المسيح: إنهم خبثاء وماكرون ومخادعون. ينصب تركيز هذا المظهر على خبثهم، إذ يشمل الخبث كلًا من المكر والخداع. الخبث يمثِّل جوهر أضداد المسيح، في حين أن المكر والخداع تابعان له. في المرة السابقة، عقدنا الشركة عن الجوهر الخبيث لأضداد المسيح وكشفناه. عقدنا الشركة عن بعض المفاهيم العريضة وبعض المحتوى المُحَدَّدِ نسبيًا، وتطرقنا إلى بعض الكلمات حول كشف هذا الجانب من جوهر أضداد المسيح، وسنواصل اليوم شركتنا عن هذا الموضوع. قد يتساءل البعض: "هل في هذا الموضوع ما يستدعي الشركة؟" نعم، ثمة بعض التفاصيل التي لا تزال بحاجة إلى عقد الشركة عنها هنا. سوف نعقد الشركة حول هذا الموضوع بطريقة مختلفة ومن منظور مختلف اليوم. ما السمة والمظهر الرئيسيان للطبيعة الخبيثة لأضداد المسيح اللذان عقدنا عنهما الشركة في المرة السابقة؟ يشعر الأشخاص من أمثال أضداد المسيح بالعدوانية تجاه كل الأشياء الإيجابية والحق ويزدرونها. لا تتطلب عدوانيتهم تجاه الحق والأشياء الإيجابية وازدراؤهم لها سببًا، ولا يحدث ذلك نتيجة لتحريض أي شخص، وهو بالتأكيد ليس نتيجة لاستحواذ روحٍ شريرةٍ عليهم. بدلًا من ذلك، فإنهم بطبيعتهم لا يحبون هذه الأشياء. إنهم يشعرون بالعدوانية تجاه هذه الأشياء ويزدرونها؛ فَهُم يشعرون بالنفور في حياتهم وفي أعماقهم عندما يواجهون أشياء إيجابية. إذا كنت تقدم الشهادة لله أو تعقد الشركة معهم حول الحق، فسوف يطورون كراهية تجاهك، بل وقد تصل بهم الكراهية إلى حد التفكير في ضربك. لقد تناولنا هذا الجانب من عدوانية أضداد المسيح تجاه الأشياء الإيجابية وازدرائهم لها في شركتنا السابقة، لذلك لن نناقشه مجددًا هذه المرة. في هذه الشركة، سنستكشف جانبًا آخر. ما ذلك الجانب الآخر؟ يشعر أضداد المسيح بالعدوانية تجاه الأشياء الإيجابية ويزدرونها، فماذا يحبون؟ اليوم، سنحلل الطبيعة الخبيثة لأضداد المسيح ونُشَرِّحُها من هذا الجانب والمنظور. هل هذا ضروري؟ (نعم). هذا ضروري. هل كان بإمكانكم إدراك ذلك بأنفسكم؟ (كلا). إن عدم حب أضداد المسيح للأشياء الإيجابية والحق هي طبيعتهم الخبيثة. لذلك، على هذا الأساس، تفكَّرْ بعناية فيما يحب أضداد المسيح، وفي نوعية الأشياء التي يحبون فعلها، وكذلك طريقتهم ووسائلهم في فعل الأشياء، ونوع الأشخاص الذين يحبونهم – أليس هذا منظورًا وجانبًا أفضل يمكن من خلاله رؤية طبيعتهم الخبيثة؟ هذا يقدِّم وجهة نظر أكثر تحديدًا وموضوعية. أولًا، لا يحب أضداد المسيح الأشياء الإيجابية، ما يعني ضمنيًا أنهم عدوانيون تجاهها، ويحبون الأشياء السلبية. ما بعض أمثلة الأشياء السلبية؟ الأكاذيب والخداع – أليست هذه أشياء سلبية؟ بلى، الأكاذيب والخداع أشياء سلبية. إذًا، ما المقابل الإيجابي للأكاذيب والخداع؟ (الصدق). صحيح، إنه الصدق. هل يحب الشيطان الصدق؟ (كلا). إنه يحب الخداع. ما أول شيء يطلبه الله من البشر؟ يقول الله: "إذا كنت تريد أن تؤمن بي وتتبعني، فأي نوع من الأشخاص يجب أن تكون أولًا وقبل كل شيء؟" (شخصًا صادقًا). إذًا، ما أول شيء يُعَلِّمُ الشيطان الناسَ أن يفعلوه؟ الكذب. ما أول دليل على الطبيعة الخبيثة لأضداد المسيح؟ (الخداع). نعم، أضداد المسيح يحبون الخداع، ويحبون الأكاذيب، ويمقتون الصدق ويكرهونه. على الرغم من أن الصدق شيء إيجابي، فَهُم لا يُحِبّونه، وبدلًا من ذلك يشعرون بالنفور والكراهية تجاهه. وعلى النقيض من ذلك، فإنهم يحبون الخداع والأكاذيب. إذا تحدَّث شخصٌ ما بصدقٍ غالبًا أمام أضداد المسيح، قائلًا شيئًا على غرار: "أنت تحبّ التباهي بمكانتك في العمل، وأحيانًا تكون كسولًا"، فكيف يشعر أضداد المسيح حيال ذلك؟ (لا يقبلون ذلك). عدم قبول ذلك الكلام هو أحد المواقف التي لديهم، ولكن هل هذا كل شيء؟ ما موقفهم تجاه هذا الشخص الذي يتحدث بصدق؟ ينفرون منه ولا يحبونه. يقول بعض أضداد المسيح للإخوة والأخوات: "أنا أقودكم منذ بعض الوقت إلى الآن. من فضلكم أخبروني جميعًا بآرائكم عني". يفكّر الجميع: "نظرًا إلى كونك جديًا في طلبك، سنقدّم لك بعض الملاحظات". يقول البعض: "أنت جاد ومجتهد في كل ما تفعله، وقد تحملت الكثير من المعاناة. لا يمكننا تحمل مشاهدة ذلك، ونشعر بالكرب نيابة عنك. سيستفيد بيت الله من وجود المزيد من القادة مثلك! إذا كان علينا أن نشير إلى إحدى النقائص، فستكون أنك جاد ومجتهد أكثر من اللازم. إذا أرهقت نفسك واستهلكتها، فلن تتمكن من الاستمرار في العمل، وحينها ألن ينتهي أمرنا؟ من سيقودنا؟" عندما يسمع أضداد المسيح هذا، فإنهم يبتهجون. إنهم يعرفون أن هذا الكلام كذب، وأن هؤلاء الناس يتودَّدون إليهم، لكنهم على استعداد للاستماع إلى ذلك. في الواقع، الناس الذين يقولون هذا يتلاعبون بأضداد المسيح هؤلاء كأنهم حمقى، لكن أضداد المسيح هؤلاء يفضلون تقمص دور الحمقى بدلًا من الكشف عن الطبيعة الحقيقية لهذه الكلمات. أضداد المسيح يحبون الأشخاص الذين يتملقونهم هكذا، فهؤلاء الأفراد لا يذكرون أخطاء أضداد المسيح أو شخصياتهم الفاسدة أو نقائصهم، بل يمدحونهم ويمجدونهم سرًا. وعلى الرغم من وضوح أن كلامهم أكاذيب ومداهنة، فإن أضداد المسيح يقبلون هذه الكلمات بكل سعادة، ويجدونها باعثة على الراحة والسرور. بالنسبة إلى أضداد المسيح، هذه الكلمات أفضل من تذوق أشهى الأطباق. بعد سماع هذه الكلمات، فإنهم يشعرون بالرضا عن أنفسهم. ما الذي يوضحه هذا؟ يوضِّح أن هناك شخصيةً معينةً داخل أضداد المسيح تحب الأكاذيب. لنفترض أن شخصًا ما قال لهم: "أنت متغطرس للغاية، وتعامل الناس بظُلْمٍ. أنت تُحْسِنُ إلى أولئك الذين يدعمونك، ولكن إذا بَاعَدَ شخصٌ ما نفسه عنك أو لم يتزلَّف إليك، تستخفُّ به وتتجاهله". أليست هذه كلمات صادقة؟ (بلى). بمَ يشعر أضداد المسيح بعد سماع هذا؟ يصبحون غير سعداء، ولا يريدون سماع هذا الكلام، ولا يمكنهم قبوله، ويحاولون العثور على أعذار وأسباب لتسوية الأمر وتمريره. أما بالنسبة إلى أولئك الذين يتملقون أضداد المسيح شخصيًا باستمرار، والذين يتحدثون دائمًا بكلمات لطيفة الوقع للثناء عليهم سرًا، بل ويخدعونهم بكلماتهم بوضوح، فإن أضداد المسيح لا يحققون أبدًا في شأن هؤلاء الأشخاص. وبدلًا من ذلك، يستخدمهم أضداد المسيح كشخصيات مهمة. إنهم حتى يضعون الكاذبين الدائمين في مناصب مهمة، ويكلفونهم بالقيام ببعض الواجبات المهمة والكريمة، بينما يرتبون لأولئك الذين يتحدثون دائمًا بصدقٍ وغالبًا ما يبلغون عن المشكلات للقيام بواجباتهم في مناصب أقل بروزًا، ما يمنعهم من الوصول إلى القيادة العليا أو من أن يعرفهم أغلب الناس أو يكونوا مقربين لهم. من غير المهم مدى موهبة هؤلاء الناس أو ماهية الواجبات التي يمكنهم القيام بها في بيت الله – فأضداد المسيح يتجاهلون كل ذلك. إنهم يهتمون فقط بمن يمكنه الانخراط في الخداع ومن هو مفيد لهم؛ وهؤلاء هم الأفراد الذين يستعملونهم في مناصب مهمة، دون مراعاة مصالح بيت الله ولو قليلًا.

يحب أضداد المسيح الخداع والأكاذيب. على سبيل المثال، لنفترض أن الكنائس التي هم مسؤولون عنها لا تولي أي اهتمام لعمل الإنجيل، ولا تركز على تدريب الأشخاص على التبشير بالإنجيل، ونتيجة لذلك، يحصد عمل الإنجيل نتائج سيئة، ولا يُكْسَبُ إلا عدد قليل من الناس. لكن أضداد المسيح يتخوّفون من أن يُبْلِغَ الناسُ عن الوضع الفعليّ. إنهم يكرهون أي شخص يتحدث بصدق، ويحبون أولئك الذين يمكنهم الكذب، والانخراط في الخداع، والتكتم على جميع المعلومات غير المواتية. إذًا، ما نوع الكلام الذي يحب أضداد المسيح أن يسمعوه أكثر من غيره؟ "كل من يبشر بالإنجيل في كنيستنا قادر على الشهادة، وكل واحد منهم خبير في التبشير بالإنجيل". أليست هذه الكلمات تهدف إلى خداع الناس؟ لكن أضداد المسيح يستمتعون بسماع مثل هذه الأشياء. كيف يجيب أضداد المسيح بعد سماع هذا؟ يقولون: "عظيم، نتائج كنيستنا في عمل الإنجيل تتحسن باستمرار، فهي أفضل بكثير من نتائج الكنائس الأخرى. الأشخاص الذين يبشرون بالإنجيل في كنيستنا هم جميعًا أساتذة في هذا العمل". إن أضداد المسيح وأولئك الذين يمدحونهم يتبادلون المديح هكذا، ولا يكشف أضداد المسيح عن إطرائهم الوقح. يعمل أضداد المسيح على هذا النحو: عندما يخدعهم أتباعهم، فإنهم ينخدعون عن طيب خاطر. أضداد المسيح يعبثون بهذه الطريقة. إذا كان شخص ما يعرف الوضع الحقيقي ويتقدم ليقول: "هذا ليس دقيقًا. من بين الأفراد العشرة الذين بشرناهم بالإنجيل، وجدنا أن اثنين منهم لا يقبلان الحق، وقد تَخَلَّيا عن التحقيق بالفعل، وثلاثة فقط من الثمانية الآخرين يؤمنون بالله بصدق. دعونا نبذل قصارى جهدنا لجلب هؤلاء الثلاثة". عندما يتم الكشف عن واقع الوضع، كيف يكون رد فعل أضداد المسيح؟ إنهم يفكرون: "لم أكن أعرف بشأن هذه الأشياء!" عندما يتحدث شخص ما بصدق عن الوضع الحقيقي للأشياء الذي لم يكن أضداد المسيح على دراية به، هل يتفقون أم يختلفون معه، وهل يكونون سعداء أم غير سعداء؟ يكونون غير سعداء. لماذا يكونون غير سعداء؟ إنهم قادة، ومع ذلك فهم غير مدركين وليس لديهم إلمام بالتفاصيل والحقائق المتعلقة بعمل الكنيسة – حتى إنهم يحتاجون إلى شخص يفهم ما يحدث بالفعل ليشرح كل شيء لهم. عندما يقوم شخص يفهم الموقف ويتحدث بصدق بتوضيح هذه الأمور، بماذا يشعر أضداد المسيح بدايةً؟ يشعرون بأنهم فقدوا ماء وجههم تمامًا، وأن هيبتهم ستهبط. بالنظر إلى الطبيعة الخبيثة لأضداد المسيح، ماذا سيفعلون؟ ستنشأ الكراهية داخلهم، وسيفكرون: "أيها الثرثار! لو لم تتكلّم، لكان هذا قد مَرَّ دون أن يلاحظه أحد. بفضلك، صار الجميع يعرفون بالأمر، وقد يبدؤون في الإعجاب بك بدلًا مني. ألا يجعلني هذا أبدو عاجزًا، كأنني لا أقوم بأي عمل فعلي؟ سأتذكرك. أنت تقول الحق، وتتحداني وتعارضني في كل مناسبة. سأحرص على أن تندم على ذلك!" فكر في الأمر، كيف ينظرون إلى أولئك الذين يعملون بضمير، والذين يتحدثون بصدق، والذين يقومون بواجباتهم بإخلاص؟ ينظرون إليهم على أنهم خصوم. أليس هذا تحريفًا للحقائق؟ الأمر ليس أنهم يفشلون في التعاون الفوري والتعويض عن أخطائهم المتعلقة بالعمل فحسب، بل يستمرون أيضًا في إهمال واجباتهم. حتى أنهم يضمرون الكراهية تجاه أولئك الذين يتحدثون بصدق والذين يتوخون الحذر والمسؤولية في عملهم، بل قد يحاولون تعذيبهم. أليس هذا هو سلوك أضداد المسيح؟ (بلى). ما نوع هذه الشخصية؟ هذا خبثٌ. ينكشف خبث أضداد المسيح بهذه الطريقة. كلما ظهر شخص صادق، وكلما قال شخص ما كلمات أمينة وصادقة، وكلما التزم شخص ما بالمبادئ وتحقَّق في الطبيعة الحقيقية للأمر، ينفر أضداد المسيح منه ويزدرونه، وتندلع طبيعتهم الخبيثة وتكشف عن نفسها. كلما كان هناك خداع، وكلما قيلت الأكاذيب، يبتهج أضداد المسيح، ويستمتعون بها، بل وينسون أنفسهم. هل قرأ أي منكم قصة "ملابس الإمبراطور الجديدة"؟ سلوك أضداد المسيح مشابه لها إلى حد ما من حيث الطبيعة. في تلك القصة، خرج الإمبراطور عاريًا في موكبٍ في الشوارع، وهتف الآلاف من الناس: "ملابس الإمبراطور الجديدة جميلة حقًا! يبدو الإمبراطور رائعًا جدًا! الإمبراطور عظيم جدًا! ملابس الإمبراطور الجديدة سحريَّةٌ بالفعل!" كان الجميع يكذبون. هل كان الإمبراطور يعرف؟ كان عاريًا تمامًا، كيف يمكن ألا يكون مدركًا لحقيقة أنه لم يكن يرتدي أي ملابس؟ هذا ما يسمى بالحماقة. لذا، فإن أضداد المسيح الأشرار هؤلاء يفتقرون إلى الحكمة، على الرغم من كونهم ماكرين ومخادعين. لماذا أقول إنهم يفتقرون إلى الحكمة؟ لأنهم مثل ذلك الإمبراطور العاري، الذي لم يكن لديه تمييز للكلمات التي كان المقصود بها خداعه، حتى إنه كان قادرًا على التجول عاريًا، كاشفًا قبحه. أليست هذه حماقة؟ إذًا، ما الذي يكشفه خبث أضداد المسيح في كثير من الأحيان؟ يكشف حماقتهم.

نظرًا إلى أن أضداد المسيح ذوو طبيعة خبيثة، ولأنهم يحبون الخداع والأكاذيب ولكنهم لا يحبون الصدق، ولأنهم يمقتون الكلام الصادق، لذلك، في الكنائس التي تخضع لحكم أضداد المسيح، فإن أولئك الأفرادَ الصادقين أو الذين يسعون إلى أن يكونوا صادقين، أولئك الذين يمارسون الحق ولا يريدون الخداع أو الكذب، يتعرضون للتعذيب كثيرًا. أليس هذا هو الحال؟ كلما تحدثتَ بصدق، زاد تعذيب ضد المسيح لك، وكلما تحدثتَ بصدق، زاد عدم حبه لك. وعلى العكس من ذلك، فإن أولئك الذين يتملقونه ويخدعونه ينالون لديه الحظوة والقبول. أليس أضداد المسيح خبثاء؟ هل يوجد من حولكم أمثال أضداد المسيح الخبثاء هؤلاء؟ هل سبق لكم أن صادفتموهم؟ إنهم لا يسمحون للناس بالتحدث بصدق؛ فمن يتحدث بصدق يُكَمَّمُ فمه، لكن إذا تمكنت من الكذب والاتفاق مع ما يقولونه، بحيث تصير متواطئًا معهم، فلن يكونوا خصومًا لك بعدئذٍ. لكن إذا كنت تصر على التحدث بصدق والتعامل مع الأمور وفقًا لمبادئ الحق، فسوف يعذبونك عاجلًا أو آجلًا. هل تعذَّبَ أيٌّ منكم؟ فقط لأنّك فضحت أعمال القادة الكذبة وأضداد المسيح الشرّيرة، تعذَّبتَ، وفي النّهاية، تعذَّبتَ لدرجة أنّك لم تجرؤ على قول أيّ شيء حتّى إن أردت ذلك. هل حدث هذا من قبل؟ أدى تَحَدُّثُكَ بصدق وإبلاغك عن المشكلات إلى تعذيبك. هل تعرض أي منكم للتعذيب بسبب الإبلاغ عن المشكلات في مختلف الكنائس؟ إذا هُذِّبَ شخصٌ يروي الأكاذيب ويخدع الكنيسة، فهل هذا تعذيبٌ له؟ (كلا). هذا تأديب طبيعي؛ وليس كالتعذيب. يحدث هذا لأنَّك مهملٌ في مسؤوليتك، وتنتهك المبادئ، وتتصرَّف بمقاصد خطأ، وتكذب وتخدع، ما يؤدي إلى تهذيبك. لذلك، في حضور الله، لن تتحمل أبدًا أي عواقب لتحدُّثِكَ بصدق، لكن في حضور الشيطان وأضداد المسيح، يجب أن تكون أكثر حذرًا. هذا انعكاسٌ للقول المأثور: "الاقتراب من الملك بمثل خطورة الرقاد مع النمر"؛ فعندما تتحدث إليهم، عليك دائمًا أخذ مزاجهم بعين الاعتبار، ومراقبة تعابير وجههم وما إذا كانت ملامحهم متجهمة أو مرحةً، ثم تختار ما ستقوله ليوافق هواهم. على سبيل المثال، إذا قال أحد أضداد المسيح: "ألن تُمطِر السماء اليوم؟"، عليك أن تجيب: "تنبئ توقعات الطقس أنّها ستمطر اليوم". في الواقع، عندما يقول ضد المسيح إنها قد تمطر اليوم، فهذا لأنه لا يريد الخروج للقيام بواجبه. إذا قلت: "تنبئ توقعات الطقس أن الجو سيكون مشمسًا اليوم"، فسوف يغضب، وحينها سيتعيّن عليك أن تقول بسرعة: "آه، لقد أخطأتُ في الكلام. ستمطر اليوم". فيقول ضد المسيح: "أنت قلت للتو إنها لن تمطر. كيف تقول الآن أنها ستمطر؟"، وسيتعيّن عليك الرد: "لمجرد أن الجو مشمس الآن لا يعني أنه سيظلُّ على هذا النحو. كما قال القدماء: "للسماء عواصفها غير المتوقعة"، توقعات الطقس ليست دقيقة دائمًا، لكن حكمك عين الصواب!" عندما يسمع ضد المسيح هذا، سيُسَرُّ ويمدحك لكونك عاقلًا. هل يكون سلوككم الذاتي على هذا النحو؟ سبق لكم ذلك، أليس كذلك؟ هل أنتم قادرون على فعل ما يفعله أضداد المسيح في كثير من الأحيان، وهو عدم السماح للناس بالتحدث بصدق وتعذيب أي شخص يفعل ذلك؟ ألم تشاهدوا جميعًا دراما القصور؟ ما العلاقة بين الإمبراطور ووزرائه في البلاط؟ قد لا يكون من السهل التعبير عن علاقتهم بجملة واحدة، ولكن هناك ظاهرة واضحة فيما بينهم، وهي أن الإمبراطور لا يأخذ كلام أي أحدٍ على ظاهره، بل يحلل ويمحِّص كل ما يقوله وزراؤه، ولا يعتبره أبدًا كلامًا صادقًا. هذا هو مبدؤه في الاستماع إلى حديث وزرائه. أما بالنسبة إلى الوزراء، فيجب أن يكونوا ماهرين في الاستماع إلى المعاني غير المنطوق بها. على سبيل المثال، عندما يقول الإمبراطور: "ذكر رئيس الوزراء وانغ شيئًا اليوم"، وأشياء من هذا القبيل، يستمع الجميع إلى هذا ويفكرون: "يبدو أن الإمبراطور يريد ترقية رئيس الوزراء وانغ، لكنه يخشى أكثر ما يخشى أن يشكِّل الناس فصائل، ويسعوا لتحقيق مكاسب خاصة، ويتمرَّدوا، لذلك لا يمكنني دعم رئيس الوزراء وانغ علنًا. يجب أن أقف في المنتصف، لا أعارضه ولا أدعمه، حتى لا يتمكن الإمبراطور من تمييز نواياي الحقيقية – لكنني لا أعارض مشيئة الإمبراطور أيضًا". كما ترى، ففي أذهانهم حتى مجرد عبارة واحدة تنطوي على الكثير من التفكير، والكثير من التقلبات والمنعطفات الأكثر تعقيدًا من مسار الثعبان. يظلُّ المعنى الأساسي لما يقولونه بعيد المنال، يكتنفه الغموض. يستغرق الأمر سنوات من الخبرة المتراكمة لتحليل العبارات الصحيحة أو الخطأ، ويتعين عليك فك شفرة معناها المقصود بناءً على الطريقة التي يتصرفون ويتحدثون بها عادةً. باختصار، ليست في كلامهم عبارةٌ واحدةٌ صادقةٌ، وكل ما يقولونه أكاذيب. لكل شخصٍ في حواراته طريقته الخاصة في التحدث، سواءً كان من الرتب الدنيا أو الرتب العليا، وهم يتحدثون من وجهة نظرهم الخاصة، لكن ما يقولونه ليس له المعنى الحرفي الذي تسمعه أبدًا – إنه مجرد أكاذيب. كيف تنشأ الأكاذيب؟ نظرًا لأن الناس يضمرون مقاصد وأغراض ودوافع معينة في كلامهم وأفعالهم، فعندما يتحدثون، يتوخون الحذر في كلماتهم والمعاني المتضمنة في كلماتهم، ويُراوِغون في الحديث، ولديهم طريقتهم الخاصة في التحدث. هل يظلُّ كلامهم صادقًا لمجرد أن لديهم طريقتهم الخاصة في التحدث؟ كلا، ليس الأمر كذلك. تنطوي كلماتهم على معانٍ متراكبةٍ بعضها فوق بعض، وخليط من الحق والباطل – بعضه صحيح وبعضه خطأ – وبعضها يهدف إلى الخداع. وعلى أي حال، هم ليسوا صادقين. لنأخذ مثال رئيس الوزراء وانغ الذي ذُكِرَ توًا. شخص ما يعارض علنًا رئيس الوزراء وانغ في البلاط، ولا يتضح صواب معارضته أو خطؤها على الفور. عليك أن تنظر أبعد من ذلك. في المشهد التالي، يتناول ذلك الشخص الشراب في مكانٍ سريٍ للقاء في منزل رئيس الوزراء وانغ. يتضح أن الاثنين يعملان معًا. إذا اكتفيتَ بمشاهدة المشهد الذي يعارض فيه هذا الشخص رئيس الوزراء وانغ، فكيف يمكنك أن تعرف أن الاثنين يعملان معًا؟ لماذا عارضه؟ لتجنب الشك واستغلال هذا لحَمْل الإمبراطور على التخلي عن حذره، ما يمنعه من الشك في أنهما متواطئان. أليس هذا تكتيكًا؟ (بلى). هؤلاء الناس يعيشون في تلك الدائرة التي لا يجرؤون فيها على قول كلمة حق واحدة. ما دام قول الأكاذيب كلّ يوم أمرًا متعبًا إلى هذا الحد، فلماذا لا يُغادرون؟ إنهم حتى يزورون قبور خصومهم الذين ماتوا – ما خطب ذلك؟ إنهم ببساطة يحبون الصراع ضد الآخرين؛ فَهُم يَجدون الحياة مملة بدون صراع. إن لم يكن ثمة صراع، يعتقدون أن هذه الحياة رتيبة للغاية. لديهم كل هذا الكمّ من المخططات والمؤامرات في أذهانهم، لكن لا مجال لهم لاستخدامها، لذا يحتاجون إلى منافس للصراع ضده، لمعرفة من الأفضل، وحينها يشعرون أن لحياتهم قيمة. إذا مات خصومهم، يشعرون بفقدان المعنى في حياتهم. أخبرني، هل يمكن إصلاح مثل هؤلاء الناس؟ (كلا، لا يمكن). هذه هي طبيعتهم. هكذا هو نوع طبيعة أضداد المسيح: إنهم يتصارعون مع الآخرين ويتصارعون مع القادة والعاملين كل يوم. حتى إنهم يتصارعون مع الله، ويقولون الأكاذيب ويخدعون كل يوم، ويعطِّلون عمل بيت الله ويزعجونه، ولا يستطيعون الجلوس ساكنين للحظة. لا يمكنهم قبول الحق، مهما كانت كيفية عقد الشركة معهم عنه. مثل التنين العظيم الأحمر، لن يهدأ لهم بال حتى يُدَمَّروا تمامًا.

إن أضداد المسيح لا يحبون أولئك الذين يتحدثون بصدق، ولا يحبون الأشخاص الصادقين، ويستمتعون بالخداع والأكاذيب. إذًا، ما موقفهم تجاه الله؟ على سبيل المثال، ما موقفهم تجاه مطلب الله من الناس أن يكونوا صادقين؟ أولًا، يحتقرون هذه الحقيقة. إن قدرتهم على ازدراء الأشياء الإيجابية يُعد أمرًا بالغ الدلالة حقًا على مشكلتهم، ويثبت بالفعل أن طبيعتهم خبيثة. ومع ذلك، فإن هذه ليست الصورة الكاملة أو الكلية. تعمقًا في الأمر، كيف يفهم أضداد المسيح مطلب الله من الناس أن يكونوا صادقين؟ قد يقولون: "أن أكون شخصًا صادقًا، وأتحدث إلى الله عن كل شيء، وأخبره بكل شيء، وأشارك كل شيء علنًا مع الإخوة والأخوات – ألا يعني ذلك فقدان كرامتي؟ إن هذا يعني أن أكون بلا كرامة، وبلا ذات، ولا خصوصية بالتأكيد. هذا فظيع؛ أي نوع من الحق هذا؟" أليسوا ينظرون إلى الأمر على هذا النحو؟ لا يحتقر أضداد المسيح كلام الله ومطالبته بالصدق في أعماق قلوبهم فحسب، بل قد يدينونه أيضًا. إذا كان بإمكانهم إدانته، فهل يمكن أن يكونوا أشخاصًا صادقين؟ كلا، بالتأكيد، لا يمكن أن يكونوا صادقين على الإطلاق. ما رد فعل أضداد المسيح عندما يرون بعض الناس يعترفون بأنهم كذبوا؟ يحتقرون مثل هذا السلوك ويسخرون منه من أعماق قلوبهم. إنهم يعتقدون أن الأشخاص الذين يحاولون أن يكونوا صادقين هم حمقى للغاية. أليس خبثًا منهم أن يُعَرِّفوا الأشخاص الصادقين على أنهم حمقى؟ (بلى). هذا خبث. إنهم يفكرون: "مَنْ يقول الحقيقة في مجتمع اليوم؟ يطلب منك الله أن تكون صادقًا، وأنت تحاول فعلًا أن تكون صادقًا – حتى إنك تتحدث بصدق عن مثل هذه الأمور. أنت حقًا أحمق بشكل لا يصدق!" إن الاحتقار الذي يشعرون به في أعماق قلوبهم تجاه الأشخاص الصادقين يثبت أنهم يدينون هذا الحق ويبغضونه، وأنهم لا يقبلونه ولا يخضعون له. أليس هذا هو خبث أضداد المسيح؟ من الواضح أن هذا الحق شيء إيجابي، وجانب من جوانب العيش بحسب الإنسانية الطبيعية التي يفترض أن تكون لدى الناس في سلوكهم الذاتي، لكن أضداد المسيح يدينونها. هذا خبث. في الكنيسة، غالبًا ما ينتهي الأمر ببعض الأشخاص إلى "التهذيب" من قِبَل قادة معينين؛ لأنهم يُبلغون عن المشكلات أو يصفون الحالة الحقيقية للأمور إلى الأعلى – أي أنهم يتعرضون للتعذيب. في بعض الأحيان، عندما يسأل الأعلى عن الوضع في الكنيسة، يبلغ بعض القادة عن الأشياء الإيجابية فقط ويهملون ذِكر الأشياء السلبية. وعندما يسمع بعض الناس أن تقارير هؤلاء القادة ليست واقعية، ويطلبون منهم قول الحقيقة، ينحِّيهم هؤلاء القادة جانبًا، ويمنعونهم من قول الحق. بعض الناس لا يقبلون طريقة أضداد المسيح في فعل الأشياء، ويفكرون: "بما أنك لا تتحدث بصدق، فلن أعاملك كقائد، وسأبلغ الأعلى بالحقيقة. أنا لا أخشى من أن يهذِّبني". لذا، يُبلغون الأعلى بأمانةٍ عن الوضع الحقيقي. عندما يفعلون ذلك، يكونوا قد أحدثوا ضجة كبيرة في الكنيسة. كيف ذلك؟ لأن هؤلاء الأشخاص كشفوا الحقائق عن أضداد المسيح أولئك – كشفوا الحالة الحقيقية للأمور. هل يقبل أضداد المسيح هذا؟ هل يمكنهم تحمله؟ لن يرحموا مطلقًا الأشخاص الذين أبلغوا عن المشكلة. ماذا يفعل أضداد المسيح؟ بعد فترة وجيزة، يدعون إلى اجتماع حول هذه المسألة، ويطلبون من الناس مناقشتها ويراقبون ردود أفعالهم. ولأن معظم الناس يتأثرون بسهولة، يأخذون الأمر في اعتبارهم ويفكرون: "لقد أبلغ شخص ما عن الحقائق، والآن هذا القائد في خطر. نحن لم نبلغ عما كان يحدث – إذا قرر الأعلى معاقبة هذا القائد، ألن يعتبرونا متورطين معه؟" لذا، يجد هؤلاء الأشخاص طرقًا للدفاع عن القادة، ونتيجة لذلك، يصبح الأشخاص الذين أبلغوا عن الحقيقة معزولين. وبهذه الطريقة، يتمكن أضداد المسيح من أن يفعلوا ما يحلو لهم، لأنه مهما يفعلون من أشياء شريرة، لا يجرؤ أحد على إبلاغ الوضع إلى الأعلى، وهكذا يحققون أهدافهم. لذا، فإن إبلاغ الوضع إلى الأعلى يمثِّل العديد من الصعوبات الفعلية بالنسبة إلى بعض الناس. إنهم يعرفون الحقائق، لكن أضداد المسيح يريدون دائمًا إسكاتهم. وبدافع الخوف والجبن، فإنهم يتنازلون، وبفعلهم ذلك، ألا يقعون ضحية لإكراه أضداد المسيح؟ في النهاية، ماذا تظنُّه سيكون شعور الأشخاص المتنازلين، بمجرَّد أن ينكشف أضداد المسيح هؤلاء ويُعفوا؟ هل يندمون على ذلك؟ (نعم، يندمون على ذلك). يشعرون بالسعادة والندم في الوقت نفسه، ويفكّرون: "لو كنت أعرف أن الأمور ستنتهي بهذا الشكل، لما استسلمت. كان ينبغي عليَّ أن أستمر في كشفهم والإبلاغ عن مشكلاتهم إلى أن يُعفوا". لكن معظم الناس لا يستطيعون فعل ذلك؛ فَهُم جبناء للغاية.

يحب أضداد المسيح الخداع والأكاذيب ويزدرون الصدق؛ هذا هو أول مظهر واضح لطبيعتهم الخبيثة. كما ترى، يتحدث بعض الناس دائمًا بطريقة تجعل من الصعب على الناس استيعاب ما يقولون. أحيانًا تكون لجملهم بداية، ولكنها دون نهاية، وأحيانًا تجد لها نهاية ولكن لا بداية لها؛ فلا تدري مطلقًا ما يريدون قوله، ولا يحمل شيء مما يقولونه أي معنىً بالنسبة إليك. وإذا ما طلبت منهم تفسير كلامهم بوضوح فإنهم لا يفعلون ذلك. كثيرًا ما يستخدمون الضمائر في كلامهم. على سبيل المثال، ينقلون كلامًا ويقولون: "ذلك الشخص. امّْ، كان يفكر بأن، ثمَّ لم يكن الإخوة والأخوات..." وقد يمضون في هذا الكلام لساعات، ومع ذلك لا يعبرون عن مرادهم بوضوح، بل يتمتمون ويتلعثمون، ولا يُنهُون جُمَلَهم، وإنما يتفوهون ببعض الكلمات المنفردة غير المترابطة فيما بينها؛ بحيث يَدَعونك لا تدري شيئًا مما يقولون بعد سماعه، حتى إنك لتشعر بالقلق والعجز. والواقع أنهم درسوا كثيرًا، ويتمتعون بتعليم جيد؛ فلماذا إذًا يعجزون عن النطق بعبارة كاملة؟ تعتبر هذه مشكلةً في الشخصية؛ فهم مراوغون جدًا لدرجة أن قول الحق ولو قليلًا يتطلب مجهودًا كبيرًا، ولا يوجد تركيز في أي شيء يقوله أضداد المسيح؛ فهناك دائمًا نقطة بداية ولكن لا توجد نهاية؛ فهم يقذفون بنصف جملةٍ ويبتلعون نصفها الآخر، وهم دائمًا يستطلعون الموقف، لأنهم لا يريدونك أن تفهم قصدهم، بل يريدونك أن تخمّن. إن أخبروك مباشرةً فستدرك ما يقولون وتفهم قصدهم بالضبط، أليس كذلك؟ إنهم لا يريدون ذلك. فماذا يريدون؟ يريدون لك أن تحزر بنفسك، وهم سعداء إذْ يدَعونك تعتقد أن ما تخمّنه صحيح. وهم في تلك الحالة لم يقولوه، ومن ثم فإنهم لا يتحملون أي مسؤولية. وفضلًا عن ذلك، ما الذي يكسبونه عندما تخبرهم بتخمينك لمعنى كلامهم؟ تخمينك هو بالضبط ما يودّون سماعه، كما أنه يكشف لهم عن أفكارك وآرائك حول المسألة. ومن تلك النقطة، سيتحدثون على نحو انتقائي؛ حيث يختارون ما يقولون وما لا يقولون، وكيف يقولونه، ثم يُقْدِمون على الخطوة التالية في خطتهم. فكل جملة مختومة بفخ، وحينما تستمع إليهم، إنْ استمررتَ في إنهاء جُمَلِهِم فستكون قد وقعت في الفخ تمامًا. هل يُتعبهم أن يتحدثوا دائمًا على هذا النحو؟ شخصيتهم خبيثة؛ إنهم لا يشعرون بالتعب. إنه أمر طبيعي تمامًا بالنسبة إليهم. لماذا يريدون أن ينصبوا لك هذه الفخاخ؟ لأنهم لا يستطيعون معرفة آرائك بوضوح، كما يخشون أن تدرك قصدهم. وفي الوقت نفسه الذي يحاولون فيه منعك من فهمهم، يسعون هم إلى فهمك. إنهم يريدون أن يستخرجوا آراءك وأفكارك وأساليبك، وإذا ما نجحوا، تكون فخاخهم قد نجحت. يتلكأ بعض الناس بقولهم في كثير من الأحيان: "امّْ" و "آه"، وهم بذلك لا يعبرون عن وجهة نظر معيّنة، بينما يتباطأ آخرون بقولهم "أي" و"حسنًا..."، للتغطية على ما يفكرون به حقيقةً، وذلك باستخدامهم هذا بدلًا مما يودون قوله فعلًا. يَرِدُ في كل جملة العديد من الكلمات الوظيفية والظروف والأفعال المساعدة عديمة النفع. وإذا شئتَ أن تسجل كلماتهم وتدوِّنها، فستكتشف أن أيًّا منها لا يكشف آراءهم أو مواقفهم حول القضية؛ فكلماتهم جميعها تنطوي على مصايد وإغواءات وغوايات خفية. ما هذه الشخصية؟ (خبيثة). خبيثة جدًا! هل ينطوي ذلك على خداع؟ تسمّى هذه المصايد والغواية والإغراءات التي يصطنعونها بالخداع، وهذه صفة مشتركة في الجوهر الخبيث لأضداد المسيح. كيف تتجلّى هذه الصفة المشتركة؟ إنهم ينقلون الأخبار الجيدة وليست السيئة، ويتحدثون حصريًا بلغة مُرضية، وبتردد، ويخفون جزءًا من قصدهم الحقيقي، ويتكلمون بأسلوب مشوَّش ومبهم، وينطوي كلامهم على غواية. هذه جميعًا فخاخ ووسائل للخداع.

يُظهر غالبية أضداد المسيح هذه المظاهر ويتحدثون ويتصرفون بهذه الطريقة. هل يمكنكم تمييز هذا إذا تواصلتم معهم لفترة طويلة؟ هل يمكنكم رؤية حقيقتهم؟ أولًا، عليك أن تحدد ما إذا كانوا أشخاصاً صادقين أم لا. مهما طالبوا الآخرين بأن يكونوا أمناء ويتحدثوا بصدق، عليك أن ترى ما إذا كانوا هم أنفسهم أشخاصًا صادقين أم لا، وإذا كانوا يسعون جاهدين ليكونوا صادقين، وما وجهة نظرهم وموقفهم تجاه الأشخاص الصادقين. انظر ما إذا كانوا ينفرون من الأشخاص الصادقين ويزدرونهم ويميِّزون ضدهم في أعماق قلوبهم، أو إذا كانوا يريدون أيضًا أن يكونوا أشخاصًا صادقين في أعماقهم، لكن يجدون صعوبة وتحديًا في فعل ذلك، لذا لا يمكنهم تحقيقه. تحتاج إلى معرفة أي من هذه الأمور هو موقفهم. هل يمكنك تمييز هذا؟ قد لا تتمكن من فعل ذلك خلال فترةٍ قصيرةٍ من الزمن، لأنه إذا كانت أساليبهم المخادعة بارعة، فقد لا ترى حقيقتهم. لكن بمرور الوقت، سيتمكن الجميع من رؤية حقيقتهم؛ فلا يمكنهم إخفاء حقيقة أنفسهم إلى الأبد. هذا يشبه ما يقوله التنين العظيم الأحمر في كثير من الأحيان إنه "يخدم الشعب" و "يتصرف كخادمٍ للشعب". لكن مَنْ في الوقت الحاضر لا يزال يعتقد أنّه حزب الشّعب؟ من لا يزال يعتقد أنه يتخذ القرارات نيابة عن الناس؟ لم يعد أحد يصدق ذلك، أليس كذلك؟ في البداية، كانت لدى الشعب توقعات متفائلة، إذ اعتقدوا أنه مع الحزب الشيوعي ستتحسن مصائرهم وأنهم سيكونون سادةً، وأن الحزب سيخدم الشعب وسيعمل كموظف عام لهم. لكن في الوقت الحاضر، من لا يزال يصدق كلماته الشيطانية؟ وكيف يقيِّمه الناس الآن؟ لقد أصبح عدوًّا عامًا للشعب. إذًا، كيف تحول الحزب من خادم الشعب إلى عدو الشعب؟ من خلال أفعاله، وبمقارنة أفعاله بأقواله، اكتشف الناس أن جميع الأشياء التي قالها كانت مجرد أكاذيب خادعة وأباطيل وكلمات تهدف إلى التغطية على مساوئه. كان ينطق بألطف الكلمات وقعًا، لكن يفعل أسوأ الأشياء. أضداد المسيح هكذا أيضًا. على سبيل المثال، يقولون للإخوة والأخوات: "يجب أن تقوموا بواجباتكم بإخلاص – لا تسمحوا للخبائث الشخصية بإفسادها". لكن فكِّر في الأمر، هل يتصرفون هم أنفسهم بهذه الطريقة؟ عندما تقترح عليهم شيئًا ما، وبمجرد أن تكشف عن رأيك بعض الشيء، لن يوافقوا عليه أو يقبلوه. وعندما تتعارض مصالحهم الشخصية مع واجباتهم أو مع مصالح بيت الله، فإنهم يقاتلون من أجل كل شبر من المنفعة، ولا يتنازلون عن شبرٍ واحدٍ. فكر في سلوكهم، ثم قارنه بما يقولونه. ماذا تلاحظ؟ تبدو كلماتهم لطيفة ولكنها كلها أباطيل تهدف إلى خداع الناس. عندما يخططون ويقاتلون من أجل مصالحهم، فإن سلوكهم، وكذلك مقاصدهم ووسائلهم وطرق تصرفهم، تكون كلها حقيقية – ولا تكون مزيفة. بناءً على هذه الأشياء، يمكنك كسب بعض القدرة على تمييز أضداد المسيح.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.