البند السابع: إنهم أشرارٌ وماكرون ومخادعون (الجزء الأول) القسم الرابع
ما المظهر الأساسي لخبث أضداد المسيح؟ هو أنهم يعرفون بوضوح ما الصّواب وما يتّفق مع الحقّ، ولكنهم حينما يفعلون شيئًا ما، فإنّهم لن يختاروا أبدًا إلّا ما ينتهك المبادئ ويتعارض مع الحقّ، وما يرضي مصالحهم الخاصة ومكانتهم – هذا هو المظهر الأساسي للشخصية الخبيثة لأضداد المسيح. مهما كان عدد الكلمات والتعاليم التي يفهمونها، ومهما كان مدى لطف اللغة التي يستعملونها في المواعظ، ومهما بَدَوا للآخرين أنهم يمتلكون فهمًا روحيًا، فإنهم عندما يفعلون الأشياء يختارون مبدأً واحدًا وطريقة واحدة فقط، وهي التعارض مع الحق، وحماية مصالحهم الخاصة، ومقاومة الحق حتى النهاية، مائة بالمائة – هذا هو المبدأ والطريقة التي يختارون التصرف بهما. إلى جانب ذلك، ما بالضبط الإله والحق اللذان يتخيلونهما في قلوبهم؟ موقفهم تجاه الحق هو مجرد الرغبة في أن يكونوا قادرين على التحدث والوعظ عنه، وعدم الرغبة في تطبيقه. إنهم يكتفون بالتحدث عنه، ويريدون أن يحظوا بتقدير كبير من قِبَل شعب الله المختار ثم يستغلوا هذا للاستيلاء على منصب قائد الكنيسة وتحقيق هدفهم في السيطرة على شعب الله المختار. يستخدمون الوعظ بالتعليم لتحقيق أهدافهم – أليس هذا إظهارًا لازدراء الحق، وتلاعبًا بالحق، وسَحقًا للحق؟ أليسوا يسيئون إلى شخصية الله بمعاملة الحق بهذه الطريقة؟ إنهم يستغلون الحق فقط. في قلوبهم، الحق هو شعار، بعض الكلمات النبيلة، كلماتٌ نبيلةٌ يمكنهم استخدامها لتضليل الناس وربحهم، ويمكن أن ترضي تَعَطُّشَ الناس للأشياء الرائعة. إنهم يعتقدون أنه لا يوجد أحد في هذا العالم يمكنه ممارسة الحق أو العيش بحسب الحق، وأن هذا لا ينجح، وأنه مستحيل، وأن ما يعترف به الجميع ويمكن تطبيقه فقط هو الحق. على الرغم من أنهم يتحدثون عن الحق، فإنهم لا يعترفون في قلوبهم بأنه الحق. كيف نمتحن هذا الأمر؟ (إنهم لا يمارسون الحق). إنهم لا يمارسون الحق أبدًا؛ هذا أحد الجوانب. وما الجانب المهم الآخر؟ عندما يواجهون الأشياء في الحياة الواقعية، لا تكون التعاليم التي يفهمونها قابلةً للتطبيق أبدًا. إنهم يبدون كما لو أن لديهم فهمًا روحيًا حقًا، فهم يبشرون بتعليمٍ بعد تعليم، ولكن عندما يواجهون المشكلات، تكون أساليبهم محرَّفة. على الرغم من أنهم غير قادرين على ممارسة الحق، فإن ما يفعلونه يجب أن يتماشى على الأقل مع المفاهيم والتصورات البشرية، ويتماشى مع المعايير والأذواق البشرية، ويجب على الأقل أن يحظى بالقبول من الآخرين. وبهذه الطريقة، يستمرُّ وضعهم مستقرًا. لكن في الحياة الواقعية تكون الأشياء التي يفعلونها محرَّفة بشكل لا يصدق، وتكفي نظرة واحدة لإدراك أنهم لا يفهمون الحق. لماذا لا يفهمون الحق؟ في قلوبهم، هم نافرون من الحق، ولا يعترفون بالحق، ويستمتعون بفعل الأشياء وفقًا للفلسفات الشيطانية، ويريدون دائمًا التعامل مع الأمور باستخدام الطرق البشرية، وإذا تمكنوا من إقناع الآخرين واكتساب الوجاهة من خلال تعاملهم مع هذه الأمور، فهذا يكفيهم. إذا سمع ضدٌ للمسيح شخصًا يُبشِّر بنظريات فارغة عندما يذهب إلى مكان ما، فإنه يتحمَّسُ بشدة، ولكن إذا كان هناك شخص ما يبشر بواقع الحق ويدخل في تفاصيل مثل الحالات المختلفة للناس، فإنه يشعر دائمًا بأن المتحدث ينتقده ويطعن في قلبه، وبالتالي يشمئز ولا يريد السماع. إذا طُلب منه عقد الشركة عن كيف كانت حالته مؤخرًا، وما إذا كان قد أحرز أي تقدم، وما إذا كان قد واجه أي صعوبات في أداء واجبه، لا يكون لديه شيءٌ يقوله. وإذا استمررتَ في عقد الشركة عن هذا الجانب من الحق، فإنه يستغرق في النوم؛ إذ لا يستمتع بسماع شيءٍ عنه. هناك أيضًا بعض الأشخاص الذين ينحنون إلى الأمام اهتمامًا حينما تنخرط معهم في القيل والقال، لكن وقتما يسمعون أحدًا يعقد الشركة عن الحق، يختبئون في الزاوية ليأخذوا غفوة – إنهم لا يحبون الحقَّ مطلقًا. إلى أي مدى ليس لديهم حب للحق؟ من الناحية البسيطة، فهم لا يهتمون بالحق ويكتفون بأن يكونوا عاملين؛ أما على الجانب الأشد خطورة، يكونون نافرين من الحق، ويشمئزون للغاية من الحق، ولا يمكنهم قبوله. إذا كان شخصٌ من هذا النوع قائدًا، يكون ضدًا للمسيح؛ وإذا كان تابعًا عاديًا، فهو لا يزال يسير في طريق أضداد المسيح، ويكون خَلَفًا لأضداد المسيح. من الخارج، يظهرون أذكياء وموهوبين، وذوي إمكانيات جيدة، لكن جوهر طبيعتهم هو جوهر طبيعة أضداد المسيح – هكذا هو الأمر. إلى ماذا تستند هذه الأحكام؟ إنها جميعًا تستند إلى موقف هؤلاء الأشخاص تجاه الحق وموقفهم تجاه الأشياء الإيجابية. هذا هو الجانب المتعلق بنهج الناس تجاه الحق. الجانب الآخر هو أنه في كثير من الأحيان لا يواجه الناس الحق مباشرة، وبعض الأشياء لا تنطوي على الحق، ولا يستطيع الناس تحديد جانب الحق الذي ينطوي عليه الأمر، وبالتالي، مَن الذي يواجهه الناس مباشرة؟ الواحد الذي يواجهونه مباشرة هو الله. وكيف يعامل هؤلاء الناس الله؟ بأي المظاهر يُظْهِرون شخصياتهم الخبيثة؟ هل ينخرطون في صلاة حقيقية وشركة حقيقية مع الله؟ هل لديهم موقف صادق؟ هل لديهم إيمان حقيقي؟ (كلا). هل يعتمدون حقًا على الله ويأتمنون الله على أنفسهم حقًا؟ هل يتقون الله حقًا؟ (كلا). هذه كلها مسائل عملية وليست مجاملات فارغة أو عبارات مبتذلة على الإطلاق. إذا لم تفهم أنّ هذه الكلمات عمليّة، فليس لديك فهم روحي. دعوني أقدم لكم مثالًا على مظاهر أمثال هؤلاء الناس. يقبض بعض الناس قبضاتهم ويقسمون اليمين في التجمعات، قائلين: "لن أتزوج طالما أنا على قيد الحياة، وسأستقيل من وظيفتي، وسأتخلى عن كل شيء وأتبع الله حتى النهاية!" وعندما ينتهون من الصياح ويوشكون على بذل أنفسهم من أجل الله، يفكّرون مليًا: "كيف يمكنني الحصول على المزيد من البركات من الله؟ يجب أن أفعل شيئًا ليراه الله". لكنهم حينما يسمعون الله يقول إنه لا يحب أمثالهم من الناس، يفكرون: "ماذا سأفعل الآن؟ سأبعد نفسي عن الله حتى لا يراني الله". أي حالة هذه؟ (الاحتراس). يحيدون عن الله احتراسًا منه. وما الشخصية الكامنة في احتراسهم؟ الخبث. إنهم يحترسون دائمًا من الله عندما يفعلون الأشياء، ويخشون أن يرى الله حقيقتهم، ولا يقبلون تمحيص الله – هل هذا إيمان بالله؟ أليسوا هكذا يقاومون الله؟ إن هذه لحالة سلبية، إنها ليست طبيعية. على الرغم من أنه لا يزال بإمكانهم مُسايرة أكل كلام الله وشربه، ففي اللحظة التي يسمعون فيها الله يتحدث بكلمات لدينونة الناس وكشفهم، يهربون، وإلا فإنهم يُسرعون بالتظاهر ويجدون طريقة ما كَحَلٍّ وسط لإخفاء أنفسهم. إنهم يحاولون جاهدين إخفاء أنفسهم، ويفعلون كل ما في وسعهم للمراوغة والاحتراس، بينما يقاتلون في الوقت نفسه باستمرار ضد الله في قلوبهم. إنهم لا يطلبون مقاصد الله ولا يطلبون الحق في الأشياء التي يفعلونها. وبدلًا من ذلك، يريدون أن يُظْهِروا أكثر أنه يمكنهم قبول الحق والخضوع لله دون شكوى، في محاولة لكسب استحسان الجميع من خلال التظاهر والزيف. أما بالنسبة إلى ما يقوله الله، وما يطلبه من أمثال هؤلاء الأشخاص، وكيفية تقييمه لهؤلاء الأشخاص وتعريفه لهم، فهم لا يهتمون بمثل هذه الأشياء ولا يريدون أن يعرفوا. مَن هو الله بالضبط ليس واضحًا حقًا في قلوبهم، وإنما بدلًا من ذلك لا شيء سوى التصورات والأحكام. عندما يفعل الله شيئًا يتعارض مع مفاهيمهم، فإنهم يدينون ذلك الشيء في قلوبهم. على الرغم من أنهم يقولون إنهم يؤمنون بالله، قلوبهم مليئة بالشك. هذه هي الشخصية الخبيثة لدى الناس.
غالبًا ما يحاول بعض أضداد المسيح امتحان الله. يتخذون خطوة إلى الأمام، ويحددون نطاق الموقف، ثم يتخذون خطوة أخرى؛ بعبارات بسيطة، يمكن القول إنهم يتخذون موقف "التريث والترقب". ما معنى "التريث والترقب"؟ اسمحوا لي أن أقدم لكم مثالًا. على سبيل المثال، يستقيل شخص ما من وظيفته ثم يصلي أمام الله قائلًا: "يا الإله، لم تعد لديَّ وظيفة. سأعتمد عليك لكي تدعمني في المستقبل. أئتمن كلَّ شيء في يديك. أكرس حياتي لك". وعندما ينتهي من الصلاة، ينتظر ليرى ما إذا كان الله سيباركه بأي شيء، سواء كان سيعطيه أي استعلان خارق للطبيعة أو نعمة أكبر، أو كان على الأقل سيحصل على المزيد ويتمتع بشكل أفضل مما كان يفعل في أثناء وظيفته في الدنيا. هكذا هو امتحانهم لله. ما هذه الصلاة وهذا التفاني؟ (إنها مقايضة). ألا تكمن في هذه المقايضة شخصيةٌ خبيثة؟ (بلى). نهجهم هو البدء بتقديم حافزٍ متواضعٍ من أجل جذب مساهمة أكثر قيمة، وطلب النعمة والبركات من الله – هذا هو هدفهم. يقول أحدهم: "الوضع في الصين فظيع للغاية. الوضع يزداد سوءًا باعتقال الناس على يد التنين العظيم الأحمر. حتى اجتماع شخصين فحسب خطيرٌ، وحتى اجتماع عائلة مكونة من أربعة أفراد خطير. إنه من الخطير للغاية الإيمان بالإله في الصين في هذا الوضع. إذا حدث حقًا خطأ ما، فهل سَنُخَلَّصُ أيضًا؟ ألن نكون قد آمنَّا سُدَى؟" ثم يبدؤون في التفكير: "يجب أن أفكر في طريقة لمغادرة البلاد. عندما كان الوضع جيدًا في السابق، كنت أشتهي السهولة والراحة ولم أرغب في مغادرة الصين. كان من الجيد جدًا أن ألتقي مع عائلتي، وكان يمكنني أيضًا أن أؤمن بالإله وأتلقى البركات؛ كان وضعًا مفيدًا للجميع. الآن ساءت الأمور، وحلَّت الكوارث، ويجب أن أسرع بمغادرة الصين. لا يزال بإمكاني القيام بواجبي بمجرد مغادرتي البلاد، ومن خلال القيام بواجبي، ستتاح لي الفرصة للحصول على البركات". وفي النهاية، يفرون من البلاد. ما هذا؟ هذه انتهازية. الجميع يمكنهم أن يكونوا حريصين على حساب مصلحتهم، والجميع لديهم عقلية المقايضة – أليس هذا خبثًا؟ هل بينكم أمثال هؤلاء الناس؟ إنهم يقولون في قلوبهم: "إذا تعرضت للتنمر في الدنيا، فيمكن لوالديّ وعائلتي حمايتي. لكن إذا اُعْتُقِلْتُ بسبب إيماني بالإله، فهل سيحفظني الإله؟ يبدو أنه من الصعب معرفة ذلك على وجه اليقين. إذًا ماذا ينبغي أن أفعل إذا لم أتمكن من معرفة ذلك على وجه اليقين؟ بالتأكيد لن يتمكن والداي من حمايتي. عندما يُعتقل شخص ما بسبب إيمانه بالإله، لا يستطيع النّاس العاديّون إنقاذه، وإذا لم أتمكّن من تحمّل التعذيب والعذاب القاسي على يد التنين العظيم الأحمر فأصبحت مثل يهوذا، أَلَن تُدَمَّر حياتي الصغيرة؟ من الأفضل أن أغادر البلاد وأذهب لأؤمن بالإله في الخارج". هل هناك من يفكر بهذه الطريقة؟ لا بدَّ أن هناك من يفكر بهذه الطريقة، أليس كذلك؟ إذًا، هل ثمة من يقول: "أنت تحطُّ من قدرنا، ونحن لم نفكِّر بهذه الطريقة؟" من المؤكد أن مثل هؤلاء الأشخاص ليسوا أقلية، ومع مرور الوقت سترى وتفهم.
ما السمات الرئيسية لخبث أضداد المسيح؟ السمة الأولى هي أنهم لا يعترفون بالأشياء الإيجابية، ولا يعترفون بوجود شيء مثل الحق، ويعتقدون أن مغالطاتهم الهرطوقية وأشياءهم السلبية الخبيثة هي الحق – هذا أحد مظاهر خبث أضداد المسيح. على سبيل المثال، يقول بعض الناس: "سعادة المرء في يديه" و"فقط بالسلطة يمكن للمرء أن يحصل على كل شيء" – هذا هو منطق أضداد المسيح. إنهم يعتقدون أنه بالسلطة يقترب منهم الأشخاص الذين يتملقونهم ويطرون عليهم، والأشخاص الذين يقدمون إليهم الهدايا ويداهنونهم، كما ينالون جميع أنواع منافع المكانة وجميع أنواع المتعة؛ ويعتقدون أنه لم يعد من الضروري أن يتحكَّم بهم أحد أو أن يقودهم أحدٌ، وأنهم يستطيعون قيادة الآخرين – هذه هي أولويتهم القصوى. ما رأيك في حسابهم للمصالح هكذا؟ أليس هذا خبثًا؟ (بلى). يستخدم أضداد المسيح منطقهم الشيطاني ومغالطاتهم الهرطوقية عوضًا عن الحق – هذا أحد جوانب خبثهم. بادئ ذي بدء، هم لا يعترفون بالحق، ولا يعترفون بوجود أشياء إيجابية، ولا يعترفون بصواب الأشياء الإيجابية. علاوة على ذلك، على الرغم من أن بعض الناس يعترفون بالفعل بوجود أشياء إيجابية وأشياء سلبية في هذا العالم، فكيف يتعاملون مع الأشياء الإيجابية ووجود الحق؟ يظلُّون لا يحبونه، والحياة التي يختارونها والطريق الذي يسلكونه في إيمانهم بالله يظلَّان سلبيَّيْن ويتعارضان مع الحق. إنهم يحمون مصالحهم الخاصة فقط. سواء كان شيئًا إيجابيًا أو سلبيًا، طالما أنه يمكن أن يحمي مصالحهم الخاصة، فلا بأس به، فهو الأهمّ. أليست هذه شخصيةً خبيثة؟ ثمة جانب آخر: أمثال هؤلاء الناس الذين يمتلكون جوهرًا خبيثًا يحتقرون بطبيعتهم تواضع الله وخفاءه، وأمانة الله وصلاحه؛ إنهم يحتقرون بطبيعتهم هذه الأشياء الإيجابية. على سبيل المثال، انظروا إليَّ: ألستُ عاديًا جدًا؟ أنا عاديٌّ، لماذا لا تجرؤون على قول هذا؟ أنا نفسي أعترف بأنني عادي. لم أعتبر نفسي قطُّ استثنائيًا أو عظيمًا. أنا مجرد شخص عادي؛ لطالما اعترفت دائمًا بهذه الحقيقة وأجرؤ على مواجهة هذه الحقيقة. لا أريد أن أكون شخصًا خارقًا أو شخصًا عظيمًا – كم سيكون ذلك مرهِقًا! بعض الناس يحتقرون هذا الشخص العادي الذي هو أنا ويُضْمِرون دائمًا مفاهيم عني. عندما يأتي أمامي أولئك الذين يؤمنون حقًا بالله، فإنهم لا يزالون يأتون ببعض الخشوع، بغض النظر عما أبدو عليه من الخارج. ثم هناك بعض الذين يُضمرون موقف الازدراء تجاهي في قلوبهم، وإن كانوا يتحدثون معي بأدب شديد، ويمكنني أن أدرك ذلك من نبرتهم ومن لغة أجسادهم. على الرغم من أنهم يبدون في بعض الأحيان محترمين للغاية، فمهما قلتُ لهم، فإنهم يردون دائمًا بقول "لا"، وينفون دائمًا ما أقوله. على سبيل المثال، أقول إن الطقس حار جدًا اليوم، فيقولون: "لا، ليس كذلك. كان يوم أمس حارًا حقًا". إنهم ينفون ما أقوله، أليس كذلك؟ مهما كان ما تقوله لهم، فإنهم ينفونه دائمًا. ألا يوجد أمثال هؤلاء الناس حولنا؟ (يوجد أمثالهم). أقول: "الطعام اليوم مالح. هل أُضِيفَ إليه الكثير من الملح أو الكثير من صلصة الصويا؟" فيقولون: "لا هذا ولا ذاك، بل أُضِيفَ إليه الكثير من السكر". مهما كان ما أقوله، فإنهم ينفونه، لذلك لا أقول أي شيء آخر، فنحن لا نتفق في الرأي، ونتحدث بلغات مختلفة. ثم هناك بعض الذين عندما يسمعونني أتحدث عن الإيمان بالله يقولون: "أنت خبير في التحدث عن هذا، لذلك سأستمع". لكن إذا تحدثتُ قليلًا عن أي شيء خارجي، فلن يرغبوا في الاستماع، كما لو أنني لا أعرف أي شيء عن الأشياء الخارجية. لا بأس أن لا يعيروني أي اهتمام، أريد أن أكون هادئًا. لا أحتاج إلى أن يعيرني أحدٌ اهتمامه، فأنا أفعل فقط ما يجب أن أفعله. لديَّ مسؤولياتي، ولديَّ طريقتي في الحياة. أخبروني، ما الذي توضِّحه هذه المواقف التي يتخذها الناس؟ إنهم يرون أنني لا أبدو شخصًا عظيمًا أو قادرًا، وأنني أتحدث وأتصرف كشخص عادي، ولذا يفكرون: "كيف يمكن ألا تبدو مثل الإله؟ انظر إليَّ. لو كنتُ الإله، لكنت أبدو مثله تمامًا". إنها ليست مسألة أن يبدو المرء مثل الله أو لا. أنت الذي تطلب مني أن أبدو مثل الله، وأنا لم أقل قَطُّ أنني أبدو مثله، ولم أرغب قَطُّ في أن أبدو مثله؛ فأنا أفعل فقط ما يجب أن أفعله. إذا ذهبتُ إلى مكان ما ولم يتعرف عليَّ بعض الناس، فهذا رائع، إذ يوفر عليَّ المتاعب. كما تعلم، تحدث الرب يسوع وعمل في اليهودية كثيرًا في ذلك الزمن، ومهما كانت الشخصيات الفاسدة التي كانت لدى التلاميذ الذين تبعوه، كان موقفهم تجاهه هو موقف الإنسان تجاه الله – كانت علاقتهم طبيعية. ومع ذلك، قال البعض عن الرب يسوع: "أليس هو ابن نجار؟" وحتى بعض الذين تبعوه لفترة طويلة كانوا يُضْمِرون هذا الموقف باستمرار. هذا شيءٌ يواجهه الله المتجسد كثيرًا في كونه إنسانًا طبيعيًا عاديًا، وهو أمرٌ شائعٌ. يكون بعض الناس متحمسين للغاية عندما يقابلونني لأول مرة، وعندما أغادر، يسجدون وينتحبون، لكن هذا لا يُفْلِح في أثناء التفاعل الحقيقي، وفي كثير من الأحيان أضطرُّ لتحمُّلِ ذلك. لماذا أضطرُّ لتحمُّل ذلك؟ لأن بعض الناس حمقى، وبعضهم لا يمكن تعليمه، وبعض الناس مطلوبون كمؤديين للخدمة، وبعضهم صمُّ عن أي عقل. لهذا السبب أضطرُّ للتحمُّل أحيانًا، وأحيانًا هناك أشخاصٌ بعينهم لا يمكنني السماح لهم بالتقرُّب مني؛ فهؤلاء الأشخاص بغيضون للغاية ولديهم شخصية معادية. إلى أيّ مدى هي معادية؟ على سبيل المثال، أرى كلبًا صغيرًا يبدو جميلًا جدًا فأقول: "دعنا نسميه هواماو". وما الموقف الذي يتخذه معظم الناس تجاه هذا الاسم؟ إنه مجرد اسم، وبما أنني مَنْ توصّل إليه أولًا، فهو الاسم الذي سيطلق على الكلب؛ إنها مجرد مسألة عادية للغاية. لكن بعض الأشخاص ذوي النزعة المعادية لن يطلقوا عليه هذا الاسم، وسيقولون: "أي اسمٍ هو هواماو؟ لم أسمع من قبل عن كلب يدعى هواماو. دعونا لا نُسَمِّه كذلك، يجب أن نعطيه اسمًا إنجليزيًا". فأقول: "أنا لست جيدًا جدًا في التوصل إلى أسماء إنجليزية، لذا سَمُّوه بما تشاؤون وسأذعِن لقراركم". لماذا أذعن لقرارهم؟ هذه مسألة بسيطة، لماذا نتجادل حولها؟ بعض الناس لا يذعنون، ويجب بدلًا من ذلك أن يتجادلوا حول مثل هذه الأشياء. كوني أذعنتُ لا يعني أنني أعتقد أنني ارتكبت خطأ؛ إنه مجرد المبدأ الذي أسلُك وأتصرف به. وكوني لا أجادلك لا يعني أنني خائف منك. أنا لا أجادل، لكنني أعرف في قلبي أنك عديم الإيمان، وأنني أفضل التعامل مع كلب على التعامل مع أمثالك. بصرف النظر عن الأشخاص القلائل الذين يجب أن أتفاعل معهم في نطاق دائرة معيشتي، فإن الأشخاص الذين سأتعامل معهم هم إخوة وأخوات، شعب بيت الله – هذا هو مبدئي. لا أتفاعل حتى مع شخصٍ واحدٍ غير مؤمن؛ لست بحاجة إلى فعل ذلك. ومع ذلك، إذا كان هناك عديمو إيمانٍ في بيت الله ودودون تجاه بيت الله، فيمكنهم أن يكونوا أصدقاء للكنيسة. سواء كانوا يساعدون الكنيسة أو يبذلون بعض الجهد ويتعاملون مع بعض الأمور لصالح الكنيسة، يمكن للكنيسة أن تستوعبهم، لكنني لن أتعامل معهم كما أتعامل مع الإخوة والأخوات؛ فأنا مشغول جدًا بعملي وليس لدي الوقت للتعامل مع مثل هذه الأمور. ينبغي لبعض الأشخاص الذين آمنوا بالله لعدة سنوات أن يكون لديهم قدر من التصوُّر عن عمل الله والله المتجسد وتخليص الله للناس، ومع ذلك ليس لديهم قلب يتقي الله على الإطلاق. إنهم مثل غير المؤمنين تمامًا ولم يتغيروا على الإطلاق. أخبروني، ما هؤلاء الناس؟ إنهم أبالسة بالفطرة، أعداء لله. عندما يتعمق ارتباط المرء بأشخاص شياطين وأبالسة، يصبح الأمر كله مصيبة وكارثة.
يمكنكم جميعًا أن تختبروا من حياتكم اليومية أنه أيًا كانت جماعة الناس التي تنضم إليها، سيكون هناك دائمًا شخص لا يحبك، وحتى بدون أن تستفزه أو تثير استياءه، سيقول أشياء سيئة عنك، ويحكم عليك، ويفتري عليك. لا تكون لديك أيُّ فكرةٍ عما حدث، ومع ذلك فهو لا يحبُّك، ولا ينسجم معك ويريد التنمر عليك – ما الوضع هنا؟ ليست لديك أيُّ فكرةٍ عمَّا فعلتَه ويثير استياءه، لكنّه يتنمَّر عليكَ لسبب غير معروف. هل هناك أناس أشرار مثل هذا؟ (نعم). إنهم خصومٌ لك، ولا يمكن تفسير الأمر إلا على هذا النحو. قبل حتى أن تتفاعل معهم، يكرهونك فورًا ويفكرون في طرقٍ لإيذائك – أليسوا خصومك الألِدَّة؟ (بلى، هم كذلك). هل يمكنك التعايش بشكل جيد مع خصمٍ لدودٍ؟ هل يمكنكما السير في الطريق نفسه؟ بالطبع لا. فهل ستتصادم وتتجادل مع مثل هؤلاء الناس؟ (لا، لن أتجادل معهم). لمَ لا؟ لأنَّهم صمُّ عن أي عقل. بعض الناس نافرون ومشمئزون بطبيعتهم من الأشياء الإيجابية والأشياء الصحيحة والأشياء الجيدة نسبيًا بين البشر، أي الأشياء الإيجابية التي يتوق إليها الناس ويحبونها؛ الشخصية الواضحة التي يمتلكها مثل هؤلاء الناس هي الخبث – إنهم أناس خبثاء. على سبيل المثال، عندما يبحث الرجل عن صديقة ويفكر: "سواء كانت قبيحة أو جميلة، طالما أنها فاضلة وصالحة، ويمكنها التعايش في الحياة، فهذا يكفي. خاصة حينما تكون امرأةً ذات إنسانية وإيمان، فسواءً كنت غنيًا أو فقيرًا، قبيحًا أو وسيمًا، أو أصبتُ بالمرض، فستكون ملتزمة تمامًا بالبقاء معي". عادة ما يكون هذا رأيَ الأشخاص المحترمين. ما نوع الناس الذين لا يحبون مثل هذا الرأي ولا يستحسنونه؟ (الأناس الخبثاء). أخبروني إذًا، ما الرأي الذي يمتلكه الأناس الخبثاء؟ كيف يكون رد فعلهم عندما يسمعون هذه الكلمات؟ إنهم يتهكَّمون منك، قائلين: "أحمق. في أي عصر نحن؟ وأنت تبحث عن امرأةٍ بهذه الصفات؟ ينبغي أن تبحث عن امرأة غنية وجميلة!" الرجال العاديون يتزوجون من نساء محترمات وفاضلات ويعيشون حياة لائقة ومناسبة مع عائلة مُوَحَّدَةٍ وسعيدة؛ إنهم يسلُكون في الحياة بنزاهةٍ. هل يفكر الأناس الخبثاء بهذه الطريقة؟ (كلا). إنهم يقولون: "في هذا العالم الآن، هل يمكن أن يُدعى الرجل رجلًا إذا لم تكن لديه 10 صديقات أو أكثر والعديد من الزوجات؟ إذا لم يفعل، فهو يهدر حياته!" هذا رأيهم جميعًا. أنت تقول لهم: "ابحثوا عن امرأة محترمة وفاضلة وصالحة، وبالأخص ذات إنسانية وإيمان"، ولكن هل هذا مقبول بالنسبة إليهم؟ (لا). يتهكَّمون منك ويقولون: "أنت غبيٌّ جدًّا! لا أحد يهتم بأمور الآخرين في العالم الآن، فالجميع يعيشون مُحَرَّرين وأحرارًا. خاصة عندما تغادر الصين وتذهب إلى الغرب، فالحياة أكثر حرية ولا أحد يحصي عليك أنفاسك. لماذا تقسو على نفسك؟ أنت سخيف للغاية!" هذا رأيهم. إذًا، كيف يشعرون عندما تتحدث معهم عن الأشياء الإيجابية، عن أروع الأشياء الإيجابية في الإنسان التي تتعلق بالحق والعدالة؟ يشعرون بالنفور ويلعنونك في قلوبهم. بمجرد أن يعرفوا أنك من هذا النوع من الناس، ستصبح قلوبهم محترسةً منك، وسيتجنبونك. الأشخاص الذين ليسوا من النوع نفسه من الناس لا يتبعون المسار نفسه. إنهم يعرفون أنك تشعر بالنفور تجاه أمثالهم من الناس، ويحتقرون أمثالك من الناس في قلوبهم. إنهم لا يرغبون في الحديث معك عن مدى تأنقهم في الملبس وعن عبثهم مع الآخرين. إنهم يخافون من أن تعقد الشركة معهم عن الحق وأن تحاول جعلهم يتبعون الطريق الصحيح، ويشمئزون اشمئزازًا تامًا؛ وبعبارة أخرى، يحتقرون كل الأشياء الإيجابية في أعماق قلوبهم. ومن ثَمَّ، إذا قابلت مثل هؤلاء الأشخاص عندما تبشر بالإنجيل، فلا تبشِّر به لهم. فحتى لو فعلت ذلك وتوصلوا إلى الإيمان، فإنهم لا يزالون أضدادًا للمسيح ولا يمكن تخليصهم. لماذا يمكنكم أن تجلسوا هنا وتستمعوا إلى موعظتي؟ أليس هذا لأن لديكم قلوبًا محبةً للحقِّ بعض الشيء؟ طالما أن الروح القدس يعمل عليك في أثناء حديثي معكم، فستتأثر وتتشجَّع في قلبك، وسترغب في أن تُكرِّس نفسك، وتعاني، وتبذل نفسك في السعي إلى العدالة والحق والخلاص. في اللحظة التي يسمع فيها أولئك الخبثاء شخصًا يتكلّم عن بذل النّفس من أجل العدالة والحق والله، يشعرون بأنّ هذه الكلمات فارغة، وأنّها شعارات، وأنّ استيعابها غير ممكنٍ، ويميّزون ضدّ مثل هؤلاء النّاس. لذلك، عندما تصادفون هؤلاء الأشخاص الخبثاء، لا تعقدوا الشركة معهم عن أي شيء، فأنتم لستم من نوع الناس نفسه مثلهم، لذا حافظوا على المسافة بينكم وبينهم. عندما أصادف مثل هؤلاء الأشخاص وأرى أنهم يتخذون هذا الموقف تجاهي ويتحدثون بنبرة الصوت هذه، هل ينبغي لي إذًا تهذيبهم وتوبيخهم؟ (لا، هذا ليس ضروريًا). ليس ضروريًا، لا حاجة للالتفات لهم، ولا حاجة للرد عليهم. هل يمكنك تغييرهم بالردِّ عليهم؟ لا يمكنك تغييرهم. فقط اتركهم جانبًا واترك الأمر عند هذا الحد؛ فأمثال هؤلاء الناس لن يدوموا طويلًا في إيمانهم بالله. أولًا: هم لا يحبون الحق؛ وثانيًا: ينفرون من الأشياء الإيجابية؛ وثالثًا: يميزون ضد الله، ويحتقرون شخصية الله وكل شيء محبوب من الله أشدَّ الاحتقار ويزدرونها أشدَّ الازدراء – هذه الأشياء تؤكِّد أن الله لن يخلِّصهم أبدًا. أينما يكون مثل هؤلاء الأشخاص، سواء كانوا أبرياء أو غادرين، فإن وجود هذه المظاهر فيهم يؤكِّد أن هناك بالتأكيد بعض الخبث في شخصياتهم.
أينما تسلَّط أضداد المسيح، فإن حياة الكنيسة والآثار التي يحققها شعب الله المختار في أداء واجباتهم لن تكون صالحة، وسيُعَرْقَلُ عمل بيت الله، لذلك إذا لم يُسْتَبْعَد أضداد المسيح ويُطْرَدُوا، فسيعاني عمل الكنيسة من خسارة كبيرة وسيتضرر الكثيرون من شعب الله المختار! لا يستطيع القادة الكاذبون أداء عمل حقيقي في المقام الأول، وعندما يتعاملون مع بعض الشؤون العامة، فإنهم يحرزون تقدمًا بطيئًا ويكونون غير فعالين. علاوة على ذلك، فهم لا يعرفون كيفية صقل الأشخاص الصالحين ذوي مستوى القدرات الجيد الذين يسعون إلى الحق واستخدامهم. وماذا عن أضداد المسيح؟ عندما يتسلَّط أضداد المسيح، فإنهم يفعلون الأشياء من أجل شهرتهم وربحهم ومكانتهم فحسب، ولا يقومون بعمل حقيقي على الإطلاق، ويعطلون عمل الكنيسة ويزعجونه بشكل مباشر – ينخرط أضداد المسيح على وجه التحديد في التدمير ولا يختلفون عن الشيطان على الإطلاق. إذا رأى أحد أضداد المسيح بعض الأشخاص الذين يحبون الحق ويسعون إليه، فإنه يشعر بعدم الارتياح. من أين يأتي هذا الشعور بعدم الارتياح؟ إنه يأتي من شخصيتهم الخبيثة، أي أنه داخل طبيعتهم ثمة شخصية خبيثة تكره العدالة، وتكره الأشياء الإيجابية، وتكره الحق، وتعارض الله. لهذا السبب، عندما يرون شخصًا يسعى إلى الحق، يقولون: "أنت لست متعلمًا تعليمًا جيدًا ولا تبدو جذابًا، لكنك لا تزال تسعى إلى الحق حقًا". ما الموقف الذي يتضِح هنا؟ إنه الازدراء. على سبيل المثال، بعض الإخوة والأخوات لديهم بعض المواهب أو المهارات الخاصة ويريدون أداء واجباتٍ ذات صلة بها. في الواقع، هذا مناسب لظروفهم المختلفة، ولكن كيف يعامل أضداد المسيح مثل هؤلاء الإخوة والأخوات؟ إنهم يفكرون في قلوبهم: "إذا كنت ترغب في أداء هذا الواجب، فعليك أولًا أن تتقرب مني وأن تكون جزءًا من عصابتي، وعندئذٍ فقط سأسمح لك بأداء هذا الواجب. وإن لم تفعل ذلك، فلن تنال مبتغاك!" أليست هذه هي الطريقة التي يتصرف بها أضداد المسيح؟ لماذا ينفر أضداد المسيح بشدة من أولئك الذين يؤمنون بالله بصدق، ولديهم بعضٌ من حس العدالة وبعض الإنسانية، ويبذلون بعض الجهد للسعي إلى الحق؟ لماذا هم دائمًا على خلاف مع مثل هؤلاء الناس؟ عندما يرون أشخاصًا يسعون إلى الحق ويتصرفون بشكل جيد، أشخاصًا ليسوا سلبيين أبدًا وذوي مقاصد طيبة، فإنهم يشعرون بعدم الارتياح. عندما يرى أضداد المسيح أشخاصًا يتصرفون بنزاهة، أشخاصًا يمكنهم أداء واجبهم وفقًا للمبادئ، ويمكنهم تطبيق الحق بمجرد فهمه، فإنهم يغضبون حقًا، ويجهدون أدمغتهم في محاولة التفكير في طريقة لتعذيب هؤلاء الأشخاص، ويحاولون جعل الأمور صعبة عليهم. إذا تبيَّن لشخص جوهر طبيعة أحد أضداد المسيح، وأبصر حقيقة مكر ضد المسيح وخبثه ورغب في كشفه والإبلاغ عنه، فماذا سيفعل ضد المسيح؟ سيفكر ضد المسيح بكل طريقة ممكنة لإزالة هذه الإبرة في عينه والشوكة في خاصرته، وسيحث الإخوة والأخوات على رفض هذا الشخص. الأخ العادي أو الأخت العادية ليس لأيٍّ منهما وجاهةٌ ولا مكانةٌ في الكنيسة؛ ليس لدى أيٍّ منهما سوى بعض التمييز لضد المسيح ذاك، ولا يشكل أيٌّ منهما أي تهديد لضد المسيح ذاك. إذًا لماذا يكرهه ضد المسيح دائمًا ويعامل هذا الشخص كما لو كان إبرةً في عينه وشوكة في خاصرته؟ كيف يشكِّل هذا الشخص عائقًا أمام ضد المسيح؟ لماذا لا يستطيع ضد المسيح أن يحتمل مثل هؤلاء الناس؟ هذا لأن ضد المسيح بداخله ثمة شخصية خبيثة. إنه لا يستطيع تحمل الأشخاص الذين يسعون إلى الحق أو يتبعون الطريق الصحيح. إنه يضع نفسه ضد كل من يريد اتباع الطريق الصحيح ويجعل الأمور صعبة عليك عمدًا، وسيجهد عقله في محاولة للتفكير في طريقة للتخلص منك، وإلا فإنه سيضطهدك حتى تصبح سلبيًا وضعيفًا، أو سيجد وسيلة ضغطٍ عليك ويستخدمها لتشويه سمعتك حتى يرفضك الآخرون، وحينها سيسعد. إذا لم تستمع إليه أو تتّبع ما يقوله، واستمررتَ في السعي إلى الحقّ واتباع الطريق الصّحيح وفي أن تكون شخصًا صالحًا، فإنه يشعر بعدم الارتياح في قلبه، ويشعر بالضيق والانزعاج من رؤيتك تؤدّي واجبك. عمَّ يدور هذا الأمر؟ هل أغضبته؟ لا، لم تفعل. لماذا يعاملك بهذه الطّريقة بينما أنت لم تفعَل أيّ شيءٍ له أو تؤذِ مصالحه بأيِّ شكلٍ من الأشكال؟ هذا يوضح فقط أن طبيعة هذا النوع من الأشياء – أضداد المسيح – خبيثة، وأنهم يعارضون العدالة والأشياء الإيجابية والحق بطبيعتهم. إذا سألتهم بالضّبط عمّا يحدث، فهم لا يعرفون أصلًا؛ إنّهم يجعلون الأمور صعبة عليك عمدًا فحسب. إذا قررتَ أن تفعل الأشياء بطريقة ما، فإنهم يفعلونها بطريقة أخرى؛ وإذا كنت تقول إن فلانًا ليسَ بهذه الأهمية، يقولون إن هذا الشخص رائع؛ وإذا كنت تقول إن هذه الطريقة رائعة للتبشير بالإنجيل، يقولون إنها سيئة؛ وإذا كنت تقول إن الأخت التي آمنت بالله منذ عام أو عامين فحسب أصبحت سلبية وضعيفة ويجب دعمها، يقولون: "لا داعي، إنها أقوى منك". باختصار، هم دائمًا على خلاف معك ويتصرفون على عكسك عمدًا. ما مبدأهم في كونهم على خلاف معك؟ أي شيء تقول إنه صحيح، يقولون إنه خطأ، وكل ما تقول إنه خطأ، يقولون إنه صحيح. هل توجد أيٌّ من مبادئ الحق في أفعالهم؟ كلا، مطلقًا. إنهم يريدون فحسب أن تظهر بمظهر الأحمق، وأن يكشفوا ضعفك، وأن يحطموك، وأن يهزموك حتى لا تقوم لك قائمة وتكف عن السعي إلى الحق بعدئذٍ، وتصبح ضعيفًا، وتكفَّ عن الإيمان، وحينها يتحقق هدفهم، ويشعرون بالفرح في قلوبهم. ما الذي يحدث هنا؟ هذا هو الجوهر الخبيث لهذا النوع من الناس الذين هم أضدادٌ للمسيح. إذا رأوا إخوة وأخوات يسبحون الله ويقدِّمون الشهادة لله ولا يعيرونهم أي اهتمام، فهل سيسعدون؟ كلا، لن يسعدوا. بماذا سيشعرون؟ سيشعرون بالغيرة. عادة، عندما يسمع الناس شخصًا يمدح شخصًا آخر، يكون رد فعلهم الطبيعي هو: "أنا عظيم جدًا أيضًا؛ فلماذا لا تمدحني أيضًا؟" لديهم هذه الفكرة الصغيرة، ولكن عندما يسمعون شخصًا يشهد لله، يفكرون: "لديه مثل هذا الاختبار ويقدم مثل هذه الشهادة، والجميع يستحسنونه. لديه هذا الفهم؛ فلماذا ليس لديّ هذا الفهم؟" إنهم يحسدون هذا الشخص ويعجبون به. يحمل أضداد المسيح سمة معينة، وهي أنهم عندما يسمعون شخصًا يشهد لله قائلًا: "هذا هو فعل الله، وهذا هو تأديب الله، وهذه هي أعمال الله، وترتيبات الله، وأنا على استعداد للخضوع"، يشعر أضداد المسيح بالتعاسة ويفكرون: "أنت تقول إن كل شيء هو فعل الإله. هل رأيت كيف يحكم الإله أي شيء؟ هل شعرت بكيفية ترتيب الإله لأي شيء؟ كيف لا أعرف شيئًا من ذلك؟" أحد جوانب ذلك هو أنهم يشبهون الشيطان تمامًا في تعامله مع استحسان الله لأيوب. يمتلك أضداد المسيح عقلية الشيطان نفسها عندما يربح الله شخصًا – لديهم شخصية الشيطان. جانب آخر هو أنه إذا كان شخص ما يفهم الحق ولديه تمييز لأضداد المسيح، ولا يتبع أضداد المسيح بل يرفضهم، تنشأ لدى أضداد المسيح عقلية محمومة، ويفكرون: "لا يمكنني كسب هذا الشخص على الإطلاق، لذلك سأبيده!" لذلك، عندما واجه أيوب التجارب، قال الله للشيطان: "هَا هُوَ فِي يَدِكَ، وَلَكِنِ ٱحْفَظْ نَفْسَهُ". لو لم يقل الله هذا، هل كان الشيطان سيرأف به؟ (لا). هذا أمر مؤكد؛ لم يكن ليرأف به على الإطلاق.
ما الموقف الذي يتخذه أضداد المسيح تجاه الإخوة والأخوات الذين يسعون إلى الحق ويحبونه، تجاه الأشخاص الذين لديهم بعض الإيمان والذين يؤدون واجبهم بشيء من الإخلاص؟ وما الموقف الذي يتخذونه تجاه بعض الأشخاص الذين يتحدثون عن اختبارات الحياة من أجل الشهادة لله والذين غالبًا ما يعقدون الشركة عن الحق مع الإخوة والأخوات؟ (يشعرون بالغيرة والكراهية). ما الذي يعتمد عليه موقفهم؟ يعتمد على شخصيتهم الخبيثة. ومن ثَمَّ، فحينما تراهم كثيرًا يضطهدون شخصًا ويكرهون شخصًا ويعرِّضون أشخاصًا بعينهم للمعاناة بدون سببٍ واضحٍ، ستعرف حينها أنه لا يمكن لأحدٍ تغيير الشخصية الخبيثة لأضداد المسيح، وأنها متجذّرةٌ بعمقٍ وفطريّةٌ. من هذه النقطة، يمكن ملاحظة أن هؤلاء الناس الذين هم أضدادٌ للمسيح لا يمكنهم نَيْلُ الخلاص بأيِّ حالٍ. إنهم لا يسمحون للإخوة والأخوات بتقديم الشهادة لله، فهل يمكنهم أن يقدموا الشهادة لله بأنفسهم؟ (كلا). إنهم يكرهون أن يقدِّم الآخرون الشهادة لله لدرجة أنهم يَصِرُّونَ على أسنانهم، لذلك أخبرني، هل يمكنهم أن يقدِّموا الشهادة لله؟ إنهم غير قادرين مطلقًا على تقديم الشهادة لله. يقول بعض الناس: "هذا ليس صحيحًا، فبعض أضداد المسيح يقدمون شهادة صالحة جدًا لله، والإخوة والأخوات ينتحبون عندما يسمعونها". أي شهادة هذه؟ يتعيَّن عليكم الاستماع إلى نوع "الشهادة" هذا لتحديد ما إذا كانت شهادة حقيقية أم لا. افترض أن شخصًا لديه وظيفة جيّدة وعائلة جيّدة، وبتأثيرٍ من الله، يتخلّى عن وظيفته وعائلته الجيدتين ويوجِّه جسمه وعقله إلى بذل نفسه من أجل الله؛ وعلى الرّغم من أنّه يشعر بالحزن في قلبه، فهو مع ذلك يتخلّى عن كلّ شيء. يقول له الإخوة والأخوات: "ألستَ تشعر بشيءٍ من الضّعف؟" فيجيب: "بلى، قليلًا، ولكن أن أكون قادرًا على التخلي عن عائلتي وعملي، أليس هذا كله من فعل الإله؟ كنت أكسب ألفين أو ثلاثة آلاف في اليوم، وعشرات الآلاف في الشهر، وكنت أمتلك العديد من الأصول. بعد أن آمنت بالإله، سلّمت الأصول الخاصة بي إلى شخص آخر يديرها، من أجل أن أؤدِّي واجبي"، فيسأله الآخرون: "ألم تقم بإدارة الأصول الخاصّة بك على الإطلاق بعد تسليمها إلى شخص آخر؟ أَلَم تعد تمتلك أي جزء منها الآن؟ كيف لك أن تتخلىَّ عن الأصول الخاصة بك؟" فيجيب: "لقد كان هذا فعل الإله". أليس هذا مبهمًا جدًا؟ (بلى). إنها مجرد كلمات فارغة. علاوة على ذلك، أليس قوله إن مكتسباته كانت وفيرةً تباهيًا منه فحسب؟ لماذا يقول هذا؟ إنه يقدِّم الشهادة على مقدار ما تخلى عنه. هل يقدم شهادةً لله؟ إنه يقدم الشهادة على ما لديه من تاريخٍ "مجيد" قليل، وعلى الثمن الذي دفعه وعلى ما بذله في الماضي، وعلى مقدار ما كَرَّسَهُ، وعلى عدم شكواه من الله. هل يمثِّل أيٌّ من هذا تقديم شهادةٍ لله؟ لم ترَ ما فعله الله في كل هذه الأشياء، أليس كذلك؟ ليس صحيحًا أنه يقدِّم الشهادة لله؛ فمن الواضح أنه يقدِّم الشهادة لنفسه، لكنه يقول إنه يشهد لله! أليس هذا خداعًا؟ يتظاهر بأنه يقدم الشهادة لله من أجل أن يقدِّم الشهادة لنفسه – أليس هذا نفاقًا؟ لماذا إذًا يتأثَّر بعض الناس بشدةٍ ويبكون باستمرار عندما يسمعون ذلك؟ نحن محاطون بكل أصناف الحمقى! عندما يذكر أي شخص أنه يقدِّم الشهادة لله، يضطر أضداد المسيح حينها إلى التحدث عن بعض الأشياء الصغيرة التي فعلوها، والأشياء الصغيرة التي كرسوها، والوقت القليل الذي قضوه في بذل أنفسهم، ومع مرور الوقت، يتوقف الناس عن الانتباه، وهكذا يبتدعون أشياء جديدة يقولونها، وبهذه الطريقة يقدمون الشهادة لأنفسهم. إذا كان أي شخص أفضل منهم ويمكنه عقد الشركة بشكل أفضل منهم، ما يأتي ببعضٍ من نور الحق، فإنهم يشعرون بعدم الارتياح. هل يشعرون بعدم الارتياح لأن جهودهم مع الحق أدنى من الآخرين ولأنهم حريصون على التفوق؟ لا، لن يسمحوا لأي شخص بأن يكون أفضل منهم، ولا يمكنهم تحمل أن يكون الآخرون أفضل منهم، ولا يسعدون إلا عندما يكونون أفضل من الآخرين. أليس هذا خبثًا؟ إذا كان ثمة شخص آخر أفضل منك ويفهم الحق أكثر منك، فينبغي لك أن تتعلم منه إذًا – أليس هذا شيئًا جيدًا؟ هذا شيء يجب أن يفرح به الجميع. على سبيل المثال، كان هناك أيوب، ذلك الرجل بين أتباع الله في تاريخ البشرية. هل كان هذا شيئًا مجيدًا حدث في عمل تدبير الله الذي مدته ستة آلاف عام، أم كان شيئًا مشينًا؟ (كان شيئًا مجيدًا). كان شيئًا مجيدًا. ما الموقف الذي ينبغي أن تتخذه تجاه هذا الأمر؟ ما المنظور الذي ينبغي أن يكون لديك؟ ينبغي أن تكون سعيدًا من أجل الله وأن تحتفل به، وأن تسبِّح بقدرة الله، وأن تسبِّح بِنَيْلِ الله للمجد – كان هذا شيئًا جيدًا. كان شيئًا جيدًا، ومع ذلك يشمئز بعض الناس منه ويكرهونه. أليسَ هذا خبثًا منهم؟ بصراحة، هذا خبثٌ منهم، وهذا ناتج عن شخصيتهم الخبيثة.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.