تأملاتي قبل أن يتم طردي

2023 فبراير 5

في عام 2014، كنت أعمل على إنتاج الفيديو في الكنيسة. وسرعان ما تمت ترقيتي إلى قائدة مجموعة. لصنع مقاطع فيديو جيدة، فكرت في المبادئ، وصليت، وسعيت، وصوّرت كل لقطة بجدية. بعد فترة، تم اختيار معظم مقاطع الفيديو التي أنتجها لاستخدامها ونظر إليّ الإخوة والأخوات بإعجاب. لم يسعني سوى الاعتقاد أنني كنت من بين الأفضل في الكنيسة، وإلا لما تمت ترقيتي. بعد أسبوعين، جعلني المشرف أقود مجموعة إنتاج فيديو أخرى وتعمد أن يقول لي: "أرشدي الإخوة والأخوات لتجربة كلام الله واتباع المبادئ". لم يسعني سوى الشعور بالرضا عن نفسي. أظهر المشرف الذي جعلني أتولى توجيه الآخرين أن لدي بعض المهارات وأنني كنت ذات قدرة. بمجرد أن انضممت إلى المجموعة، علمت أن أخوين لم يمتلكا مهارات جيدة في إنتاج الفيديو. وإحدى الأخوات لم تكن سيئة، لكنها افتقرت إلى الخبرة في جميع النواحي بسبب صغر سنها. كان قائد المجموعة هو الوحيد القوي إلى حد ما في كل مجال. في أثناء الشركة عن كلام الله في الاجتماعات، لم يوجز قائد المجموعة أو ينظم مثلي، ولم يكن لديه منظور واسع مثلي عند مناقشة أفكار لإنتاج الفيديو. في معظم الأوقات، وافق الجميع على اقتراحاتي، لذلك اعتددت بنفسي أكثر. في بعض المناقشات، قدم قائد المجموعة فكرة مختلفة عن فكرتي فأبديت استخفافًا كبيرًا. قلت لنفسي، "بعد كل الوقت الذي قضيته في هذا الواجب، ألا أستطيع التمييز بين هذا وذاك؟" تمسكت بفكرتي الخاصة وشعرت بالانزعاج حقًا من قائد المجموعة. ذات مرة عندما كنا نناقش إنتاج الفيديو، شاركت بعض الأفكار، وقال قائد المجموعة إنه لم يعجب بأي منها. بدأ دمي يغلي، وشعرت أنه انتقد بشدة كل أفكاري ليجعلني أبدو سيئة فحسب. اشتكيت من وراء ظهره، "لا أعرف ما الذي يريد الوصول إليه، لم يكن هو نفسه لديه أي أفكار جيدة، لكنه انتقد بشدة كل واحدة من أفكاري، لذلك لم ننجز أي شيء طوال الصباح. ألا يعطل عملنا؟" اعتقد جميع الإخوة والأخوات أن هناك مشكلة مع قائد المجموعة بعد أن سمعوني أقول ذلك. قدم له أحد الأخوة شركة وانتقده لكونه متعجرفًا ويؤثر على العمل. شعر قائد المجموعة بالذنب وأراد أن يستقيل. شعرت إلى حد ما بالذنب عندما رأيت هذا وشعرت أنني تجاوزت الحد، لذا اسرعت لأعتذر إليه. لكني لم أتأمل في ذاتي بعدها.

في أحد الأيام، جاءت قائدة الكنيسة إلى اجتماع، وسألت عن إنتاجنا للفيديو. ذكرت بعض الأفكار التي وافقت عليها القائدة، واقترحت على الجميع اتباع اقتراحاتي وتحسينها في أثناء العمل عليها. قلت لنفسي، "كون أن القائدة وافقت على أفكاري يعني أنني أكثر قدرة من الآخرين لذا ينبغي أن يستمعوا إليّ جميعًا". بعد ذلك، نظّمت جميع أعمال مجموعتنا، وجاء الآخرون إليّ للتحدث حول جميع المشكلات التي واجهوها. لقد جعلت من نفسي العمود الفقري للمجموعة. شعرت أنني كنت القوة المحركة للمجموعة، وكانت قائدة المجموعة مجرد قائدة صوريّة. كانت لي الكلمة الأخيرة في كل شيء. عندما لا تخرج مقاطع الفيديو التي صنعوها بالشكل الذي أريده، كنت أغيرها مباشرة كيفما أردت. ذات مرة، لاحظ الأخ وانغ يي أنني أجريت تغييرات كثيرة على أحد مقاطع الفيديو الخاصة به وسألني، "لم أجريت عليه تعديلات كثيرة؟ إذا شعرت أن به مشكلة حقًا، فقد كان بإمكاننا مناقشته معًا. لماذا لم تطلبي رأيي قبل تعديله؟" لقد شعرت بالحرج من أسئلته، لكني فكرت بعدها "لدي مقدرة أفضل منك وفهم أفضل للمبادئ، لذا فإن كل التغييرات التي أجريتها هي تحسينات". أجبت غير مستسلمة، "ألم تكن كل تغييراتي من أجل نتائج أفضل؟ إذا كنت تشعر أنك لم توافق عليها، فسأناقشها معك أولاً في المرة القادمة". كان مقيدًا للغاية. أصبحت متعجرفة أكثر فأكثر في واجبي بعد ذلك. رفضت الاستماع إلى اقتراحات الأخوة والأخوات عندما ناقشنا العمل، ظنًا أنه لن يكون لديهم أي أفكار جيدة، وأننا في النهاية سنفعل ما أريد على أي حال. عندما أعربوا أحيانًا عن شكوكهم بشأن خططي، كنت أرد بثقة: "إذا لم تعجبكم فكرتي، فهل لدى أي منكم خطة أفضل؟" كانوا مقيدين، وكان عليهم أن يفعلوا ما قلته فحسب. بمرور الوقت، لم يعد أحد في المجموعة يواجه أيًا من أفكاري. أومأ الجميع برؤوسهم بالموافقة على أي شيء أقوله.

لفترة من الوقت، لم تنج مقاطع الفيديو التي قمنا بتصويرها من جولات متعددة من التدقيق واحتوت على بعض الانتهاكات الواضحة للمبادئ. لام الإخوة والأخوات أنفسهم، وشعروا أنهم لم يؤدوا واجباتهم جيدًا، لكنني لم أتفكر في نفسي. شعرت أنني بذلت قصارى جهدي ولكن مقدرتنا كانت محدودة، لذا كان عدم تلبية المعايير أمرًا طبيعيًا. بعد ذلك، بدأ واجبي يثقل علي أكثر وأكثر وبدأت أشعر بالنعاس كثيرًا. حذرتني أخت، "عليكِ أن تراجعي نفسك قليلًا، لقد أصبحت مؤخرًا تصرين أن يفعل الجميع ما تريدين – أليست هذه غطرسة؟" عندما علمت قائدتنا أنني كنت متعجرفة، واستبدادية، وأنني لم أستمع إلى شركة الآخرين، كشفتني بقسوة وتعاملت معي. ثم أعفتني عندما رأت أنه ليس لدي أي وعي ذاتي. كنت فاقدة الإحساس ولم أكن أعرف أن ألجأ إلى الله. شعرت أن لدي نقاط قوة، وأنني كنت مفكرة مرنة، وأن الكنيسة ستعطيني قريبًا واجبًا آخر. ظللت أدرس إنتاج الفيديو حتى لا أترك التدريب بمرور الوقت. لكن كلما كنت أستعد للعمل على مقطع فيديو، يصبح ذهني فارغًا. كنت أرهق عقلي بالتفكير، لكنني لم أستطع أن أتوصل إلى أي أفكار – كان ذهني مشوشًا. اعتقدت أنني مفكرة واسعة الأفق وسريعة البديهة. لمَ لا استطيع إنتاج أي شيء الآن؟ ثم تذكرت كلمات الله هذه: "يهب الله الإنسان مواهب ويمنحه مهارات مميزةً، بالإضافة إلى ذكاء وحكمة. كيف على الإنسان أن يستخدم هذه الأشياء؟ يجب أن تكرّس مهاراتك المميزة ومواهبك وذكاءك وحكمتك لواجبك. ويجب أن تستخدم قلبك وكل ما تعرفه، وكل ما تفهمه، وكل ما يمكنك تحقيقه في واجبك، فستبارَك عبر فعل هذا. ماذا يعني أن تكون مباركًا من الله؟ كيف يجعل هذا الناس يشعرون؟ وأن الله قد أنارهم وأرشدهم، وأن لديهم مسار حين يؤدون واجبهم. ... عندما يبارك الله أحدًا، يصبح ذكيًا وحكيمًا، ولديه رؤية واضحة في جميع الأمور، وكذلك حريصًا ويقظًا وماهرًا بشكل خاص. سيكون لديه الموهبة والإلهام في كل ما يفعله، وسيعتقد أن كل ما يفعل سهل للغاية ولا يمكن لأي صعوبة أن تعيقه، فهو مبارك من الله. إن وجد امرؤ صعوبة كبرى في كل شيء، وكان ضعيف العقل وسخيفًا وجاهلًا بغض النظر عما يفعله، فإنه لا يستوعبه ولا يفهمه مهما قيل له، فماذا يعني هذا؟ هذا يعني أنه ليس لديه إرشاد الله وليس لديه بركة الله" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن للمرء أن يحيا كإنسان حقيقي إلا بالصدق). كانت كلمات الله كجرس إنذار فوري بالنسبة لي. عندما نكون على الطريق الصحيح، فإن الله يباركنا ويسمح لمواهبنا وقوتنا أن تصبح فعالة. عندما نحيد عن الطريق الصحيح، لا يعمل الروح القدس فينا، بغض النظر عن مدى موهبتنا أو مهارتنا، فكل ذلك بلا جدوى. بدون إرشاد الله، تصبح مواهب الناس ونقاط قواتهم عديمة القيمة على الإطلاق. عندما بدأت إنتاج الفيديو لأول مرة، كان لدي الموقف الصحيح وركزت على طلب المبادئ، لذلك أنارني الله. لقد فتح عيني سواء كان ذلك لبناء المهارات أو تعلم المبادئ. الآن فقط أدركت أن الأمر كله نعمة من الله. لكنني لم أدرك عمل الروح القدس. لقد حصلت على بعض النتائج واعتقدت أنني كنت مميزة. لقد استخدمت مقدرتي وسرعة بديهتي كرأس مال، واستهنت بالآخرين، ورفضت الإصغاء إلى اقتراحاتهم. أدى ذلك إلى تخلي الروح القدس في النهاية عني – سقطت في الظلمة ولم أنجز أي شيء في واجبي. في السابق، كنت أشعر بأنني موهوبة لكن بعد ذلك رأيت أنني لم أكن أفضل من الآخرين. لقد تمكنت من صنع بعض مقاطع الفيديو بفضل استنارة الروح القدس وإرشاده. الآن، بدون عمل الروح القدس، ما كنت أستطيع إنتاج أي شيء. لم يكن لدي حتى أي أفكار. رأيت أخيرًا كم كنت بائسة ومثيرة للشفقة.

قرأت هذا المقطع من كلام الله في أثناء تأملي بعد ذلك: "التعجرف أساس شخصية الإنسان الفاسدة. وكلّما زاد تعجرف الناس، كانوا أقل عقلانيةً، وكلّما كانوا أقل عقلانيةً، صاروا أكثر قابليةً لمقاومة الله. كم مدى جدّية هذه المشكلة؟ لا ينظر أصحاب الشخصيات المتعجرفة إلى كل الآخرين بفوقية فحسب، بل أسوأ ما في الأمر هو أنّهم يتعالون حتّى على الله، ولا توجد خشية لله في قلوبهم. حتى على الرغم من أن الناس قد يظهر أنّهم يؤمنون بالله ويتبعونه، فإنهم لا يعاملونه على أنه الله على الإطلاق. يشعرون أنّهم يملكون الحق، ويظنون أنفسهم رائعين. هذا جوهر الشخصية المتعجرفة وأساسها، وهي نابعة من الشيطان. بالتالي، يجب حل مشكلة التعجرف. شعور المرء بأنّه أفضل من الآخرين هو مسألة تافهة. المسألة الحاسمة هي أنّ شخصية المرء المتعجرفة تمنعه من الخضوع لله ولحُكمه وترتيباته؛ إذ يشعر شخص كهذا دائمًا بالميل إلى منافسة الله لامتلاك سلطة على الآخرين. هذا النوع من الأشخاص لا يتّقي الله بتاتًا، ناهيك عن محبته لله أو خضوعه له. إن الأشخاص المُتكبِّرين والمغرورين، وخصوصًا أولئك المُتكبِّرين لدرجة أنهم فقدوا عقولهم، لا يمكنهم الخضوع لله في إيمانهم به، حتَّى إنهم يُمجِّدون أنفسهم ويشهدون لها. ومثل هؤلاء الناس يقاومون الله أكثر من غيرهم ولا يشعرون بخوف من الله مطلقًا" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). قارنت سلوكي بكلمات الله. لقد غمرني الكبرياء بعد أن ترقيت باستمرار. كنت أظن نفسي موهبة لا تستطيع الكنيسة الاستغناء عنها. عندما أسند إليّ المشرف مسؤولية إنتاج فيديو الإخوة والأخوات، أصبحت أكثر غطرسة وشعرت أنني أفضل من الجميع. عندما قدم قائد المجموعة ملاحظات على أفكاري، رفضت تمامًا قبولها. حتى أنني اعتقدت أنه عندما اختلف معي، كان يتعمد التقليل من شأني، ليجعلني أبدو سيئة، لذلك أدنته من وراء ظهره، مما تسبب في انتقاد الآخرين له والتعامل معه. ثم شعر بأنه مقيد ولم يجرؤ على الإشارة إلى مشكلاتي بعد ذلك. كنت أتصرف حسب هواي ولا يجرؤ أحد على الاختلاف معي. كنت متعجرفة لدرجة أنني عاملت الجميع باستهانة، كنت استبدادية ومغرورة، ولم أستمع إلى اقتراحات أي شخص آخر. أدى ذلك إلى حيادنا عن المبادئ في مقاطع الفيديو الخاصة بنا ولم ننجز أي شيء لأكثر من شهر. كان هذا عائقًا خطيرًا لعمل الكنيسة بالفيديو. لم تكن هذه هفوة، بل كانت ارتكابًا للشر ومقاومة لله! في تلك المرحلة، أدركت أن شخصيتي المتغطرسة كانت أصل مقاومتي لله. إن المعادين للمسيح الذين طُردوا من الكنيسة جميعهم متعجرفون لدرجة فقدان العقل وعدم الاستماع إلى أحد. إنهم يعطلون عمل الكنيسة بشدة ويرفضون التوبة تمامًا. وفي النهاية يُستبعدون. لم أتخيل أنني سأعيش بشخصية متعجرفة ومستبدة بشكل أعمى، وأن أعطل عمل الكنيسة المهم. كنت أسلك طريق عدو المسيح دون أن أعرف ذلك. لقد عشت في حالة من الرعب لبضعة أيام، مع شعور دائم بأنني بعد ارتكاب مثل هذا الشر العظيم، كنت متأكدة من أنني سأُستبعد. شعرت بالإحباط حقًا. قرأ لي والدي مقطعًا من كلمات الله كان مؤثرًا حقًا بالنسبة لي. يقول كلام الله، "لا أريد أن أرى أيّ شخصٍ يشعر كما لو أن الله قد تركه في البرد، أو أن الله قد تخلَّى عنه أو أدار ظهره له. كل ما أريده هو أن أرى كلّ شخصٍ على طريق السعي إلى الحقّ وطلب فهم الله، وأن يسير بجرأةٍ إلى الأمام بإرادةٍ لا تتزعزع دون أيّ شكوكٍ ودون تحمُّل أيّ أعباءٍ. بغضّ النظر عن الأخطاء التي قد ارتكبتها، وبغضّ النظر عن مدى ضلالتك أو مدى خطورة تَعدّيك، لا تدع هذه الأمور تصير أعباءًا أو أمتعةً زائدة عليك أن تحملها معك في سعيك إلى فهم الله: واصل السير إلى الأمام، ففي جميع الأوقات، يحمل الله خلاص الإنسان في قلبه، وهذا لا يتغير أبدًا. هذا هو الجزء الأكثر قيمة في جوهر الله" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (6)). عند سماع كلمات تعزية الله الصادقة التي تفيض بالرحمة، لم أستطع حبس دموعي بعد الآن. كنت أعيش بطبع متعجرف وأعطل عمل الفيديو، لكن الناس حولي قرأوا لي كلام الله، مما ساعدني على فهم مشيئته وإيجاد طريق للممارسة. كان هذا بمحبة الله. لكنني لم أفهم ما أراده الله أو التفت ناحيته. لقد أسأت فهم الله وألقيت باللوم عليه. لم يكن لدي أي ضمير. عندما فكرت في الشر الذي فعلته ملأني الشعور بالذنب ولوم الذات، لكنني لم أرغب في أن أظل مقيدة بانتهاكاتي وأعيش في سلبية وسوء فهم، لذلك صليت إلى الله، وأنا على استعداد لاتباع الحق، والتوبة، والتغيير. بعد ستة أشهر، أخبرني القائد لدهشتي أنه يمكنني استئناف إنتاج الفيديو. شعرت بامتنان كبير. أقسمت لنفسي أنني سأحرص على تأدية واجبي جيدًا للتعويض عن انتهاكاتي السابقة. لم أكن متعجرفة أو عنيدة في واجبي هذه المرة كما كنت من قبل. غالبًا ما ناقشت الأمور مع الآخرين وبحثت عن مبادئ الحق، وعندما يختلف أحد مع في الرأي، تعلمت أن أنكر ذاتي والاستماع إلى اقتراحاته. صرت أكثر نجاحًا في إنتاج الفيديو الخاص بي.

لكن الأشياء الحسنة لا تدوم. عندما رأيت أدائي يتحسن في عملي بالفيديو، اتقدت غطرستي مرة أخرى دون قصد. في ذلك الوقت اشتركت مع أخت لإنتاج الفيديو، لكنني وجدت تفكيرها قديمًا جدًا، لذلك تجاهلت اقتراحاتها ولم أكترث لها مطلقًا. في وقت لاحق، ذكرت أنها شعرت أنني لا أتعاون معها، لذا سمحت لها أخيرًا بأن تساهم في إنتاج الفيديو، لكن عندما رأيت أنها لا تقوم بعمل جيد، استخففت بها حقًا. أخبرتها بما يجب أن تفعله بطريقة قاسية حقًا، مما جعلها تشعر بأنها مقيدة حقًا. مرة أخرى، عندما قدمت قائدة المجموعة اقتراحًا لمقطع فيديو كنت قد أنتجته، فكرت، "فهمك للمبادئ ليس أفضل من فهمي، ولا مقدرتك أفضل مني. هل أحتاج حقًا إلى انتقادك لي؟" لذلك انتقدتها بشدة دون أن أفكر في الأمر. نظرًا لأنني لم أكن أتقبلها على الإطلاق، استخدمت قائدة المجموعة تجربتها لترشدني إلى فهم شخصيتي الفاسدة، لكنني كنت أقاومها حقًا ولم أقبلها. قدم لي قائد مجموعة آخر شركة واستدعاني بسبب سلوكي مؤخرًا المتمثل في كوني استبدادية ورفضي قبول اقتراحات الآخرين. لم أستطع قبول ذلك فحسب، "أنت تريد أن تجبرني على قبول أفكارك فحسب. كانت أفكاري جيدة، فلمَ علي أن أنكر ذاتي وأقبل اقتراحاتكم؟" عبس وجهي ولم أنطق بكلمة واحدة، مما خلق جوًا محرجًا حقًا، وبالتالي اختتم الاجتماع على عجل. كنت متعجرفة ومتصلبة للغاية، غير راغبة تمامًا في قبول اقتراحات الآخرين، لذلك لم أحقق شيئًا في واجبي وتم إعفائي مرة أخرى. شعرت بالاكتئاب حقًا بعد عودتي إلى المنزل. تساءلت، "لماذا عدت إلى طرقي القديمة؟ لم أرغب في أن أكون بهذه الغطرسة، لكنني لم أستطع مساعدة نفسي. يبدو أنها طبيعتي وجوهري فحسب ولا يمكنني تغييرهما". يئست من نفسي.

ذات يوم، عادت أمي التي كانت خارج المدينة لأداء واجب، وقدمت شركة لي، وسألتني عن تفكري في نفسي. سمعتني، ثم هزت رأسها وقالت، "إنكِ تعترفين بطبيعتك المتغطرسة فحسب، وأنكِ تفعلين الشر وتقاومين الله، لكن هل هذا يعني أنكِ تعرفين نفسك حقًا وتتوبين؟ كيف كنت تتعلمين عن نفسك طوال هذه السنوات، لكن غطرستك لم تتغير على الإطلاق؟ ذلك لأن معرفتك بذاتك سطحية للغاية، لذا لا يمكنك تحقيق أي تغيير في الشخصية! أنت بحاجة إلى دمج كلام الله ومراجعة نفسك من جذورها. هل راجعتِ طريق الإيمان الذي سلكتيه؟ على مدى عقد من الإيمان، لمن خضعتِ من قبل؟ من احترمت؟ لقد كنتِ قتالية في كل منعطف، راغبة في مواجهة الجميع وجهاً لوجه والتباهي بنفسك. بصرف النظر عن إعفائك لمرتين، وعندما خدمت كقائدة كنيسة، كنتِ دائمًا ترفعين من نفسك وتجعلين الآخرين يعجبون بكِ. منذ سنتين، عندما كنتِ تصنعين مقاطع فيديو، كنت تستهينين بقائد المجموعة وكنت تتشاجرين معه علنًا. وعليه، لم تحقق المجموعة أي شيء لأكثر من شهرين. هل تفكرت في نفسك؟ قدم لك الآخرون ملاحظات عدة مرات – هل قبلتها على الإطلاق؟" دخل السؤال تلو السؤال من أمي مباشرة إلى قلبي – كانت تخرقه حقًا. كنت أعلم أن كل هذا صحيح، لكنني لم أعرف كيف أرد في الوقت الحالي. ثم قالت وهى شاعرة بالإحباط، "لقد تم إعفاؤك منذ فترة طويلة، لمَ لم تراجعي نفسك فعلًا؟ لم تقبلي الحق. لا يحل سلام أينما تقومين بواجب. هذه مشكلة خطيرة! بناءً على سلوكك طوال هذه السنين كمؤمنة، وطبيعتك المتغطرسة، والشر الذي اقترفتيه، وفشلك في قبول الحق والتفكر في نفسك، فمن المحتمل جدًا أن تُطردي". عند ذكر طردي، انخرطت في البكاء. شعرت بألم لا يوصف: "هل حقًا سأُطرد؟ هل طريق إيماني يقترب حقًا من نهايته؟ هل سيتم فصلي تمامًا عن الكنيسة إلى الأبد؟ لقد اتبعت الله لسنوات عديدة وعانيت قليلاً، كيف يمكنني أن أُطرد هكذا؟" تزايد شعوري بالظلم والانزعاج. ظلت أمي تقدم لي شركة، لكني لم أصغِ إليها. ظللت أبكي وأبكي فحسب لبضعة أيام. كانت فكرة طرد الكنيسة لي مؤلمة للغاية. قضيت أيامي كجثة متحركة، غير قادرة على استجماع الطاقة لفعل أي شيء.

ذات مرة، عاد والدي من اجتماع وسألته، "هل طردي وشيك؟" قال لي بجدية، "ما يهم الآن هو كيفية التعامل مع هذا. إذا طُردت حقًا، فهل ستظلين تتبعين الله؟ إذا كنتِ نادمة حقًا، فابدأي في التوبة والسعي وراء الحق، وعندها سيكون الطرد خلاصًا لكِ. إذا تركت الإيمان بسبب طردك، ستُكشفين تمامًا وتُستبعدين. هل تخططين للاستسلام؟ ألا تريدين السعي وراء الحق، والتوبة حقًا، وإنقاذ نهايتك؟" أيقظتني كلمات والدي حقًا. كان على صواب. حتى لو طُردت، ألم أزل كائنًا مخلوقًا؟ لا أحد يستطيع أن يحرمني من حق قراءة كلام الله والسعي وراء الحق. كان علي التوبة إلى الله. سجدت أمام الله وصليت، "يا إلهي! لقد وصلت إلى هذه المرحلة اليوم بسبب خطئي وفشلي في السعي وراء الحق وحدهما". فكرت لاحقًا، "بعد كل هذه السنوات من الإيمان، لماذا لم أسعَ قط وراء الحق، لكني ظللت جاهلة حتى أصبح طردي وشيكًا؟ إذا بذلت القليل من الجهد للسعي وراء الحق، ما كانت الأمور لتصل إلى هذه المرحلة!" اعتصرني الشعور بالأسف والألم. ثم فكرت في أهل نينوى، الذين تابوا حقًا ونالوا رحمة الله. فتحت بسرعة كتاب كلام الله الخاص بي وقرأت هذا: "لا تُشير "الطريق الرديئة" هذه إلى مقدار ضئيل من الأفعال الشريرة، بل إلى مصدر الشر الذي ينبع منه سلوك الناس. "وَيَرْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَنْ طَرِيقِهِ ٱلرَّدِيئَةِ" تُعني أنَّ أولئك المُتحدَّث عنهم لن يرتكبوا مثل هذه الأفعال مرة أخرى. بمعنى آخر، إنهم لن يسلكوا أبدًا في هذه الطريق الشريرة مرةً أخرى؛ حيث تغير أسلوب أفعالهم ومصدرها وغايتها ومقصدها ومبدأها جميعًا؛ ولن يستخدموا مرةً أخرى مطلقًا تلك الطرائق والأساليب لجلب المُتعة والسعادة لقلوبهم. إنَّ كلمة "يَرْجِعُوا عن" الواردة في نص الآية "وَيَرْجِعُوا... وَعَنِ ٱلظُّلْمِ ٱلَّذِي فِي أَيْدِيهِمْ" تُعني أنْ يُلقوا، أو يُنحّوا جانبًا، وأنْ يتجردوا تمامًا من الماضي، وألَّا يعودوا إليه مرةً أخرى. عندما رجعَ أهل نينوي عن ٱلظُّلْمِ ٱلَّذِي فِي أَيْدِيهِمْ، برهنوا ودللوا على توبتهم الحقيقية. فالله يُراقب مظاهر الناس الخارجية كما يرى دواخل قلوبهم. فعندما رأى الله التوبة الحقيقة في قلوب أهل نينوى دون أي شك، ولاحظ أيضًا أنهم تركوا طرقهم الشريرة ورجعوا عن الظلم الذي في أيديهم، غيّر قلبه" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (2)). فعلًا لمستني أنا أيضًا. تاب أهل نينوى حقًا ونالوا رحمة الله. لم تكن توبتهم مجرد الاعتراف بخطاياهم بمجرد الكلام أو التركيز على السلوك الخارجي. علاوة على ذلك، لم تكن مجرد ندم مؤقت. لقد كان تحولًا في كيفية قيامهم بالأشياء، ونقطة انطلاقهم، ودوافعهم. لقد تخلوا حقًا عن مساعيهم السابقة. إنهم لم يغيروا سلوكهم فحسب، بل كان الأهم أنهم تابوا حقًا. هذا النوع من التوبة هو السبيل الوحيد لنيل رحمة الله وغفرانه. ثم، بالتفكير في نفسي، كنت أقول دائمًا إنني متعجرفة، لكنني لم أكبح شخصيتي المتغطرسة على الإطلاق. كنت أعرف أنني أفعل الشر وأعمل ضد الله، لكنني لم أتوقف عن سلوكي الشرير. لقد وصلت إلى مرحلة الطرد، ليس لأنني فعلت شيئًا سيئًا أو شيئين، ولكن لأنني كنت أركض على طريق الشر دون توبة. لم أمارس الحق ولم أتب إلى الله. كنت أعرف أن شخصيتي المتغطرسة خطيرة وأنني ارتكبت انتهاكات كثيرة، لكنني لم أبذل جهدًا في البحث عن الحق للتخلص منها. كيف يمكنني أن أتوب حقًا إذا لم أتخلص مطلقًا من شخصيتي المتغطرسة؟ إذا لم أُظهر توبة حقيقية، ألم تكن معرفتي بنفسي مجرد واجهة خادعة؟ كان علي أن أكون مثل أهل نينوى. كان علي أن أراجع نفسي من الجذور والدوافع والطرق والنوايا وراء أفعالي، وأتوب إلى الله.

فكرت كيف كشفتني أمي منذ أيام قليلة وكيف تم إعفائي مرتين. لقد انهمكت في التفكير في ذلك. "لماذا رأيت أن لدي شخصية متعجرفة، ولكن بمجرد حدوث شيء ما، لم أستطع سوى الاعتماد على شخصيتي المتغطرسة ومقاومة الله؟" قرأت هذا في كلام الله في عبادتي بعد ذلك: "هذا لأن كل الأفكار التي يقبلها الناس مشتقة من الشيطان، إلى أن يقبلوا الحق وخلاص الله. ما الذي تجلبه كل الأفكار ووجهات النظر والثقافات التقليدية التي تنشأ عن الشيطان للناس؟ إنها تجلب الخداع والفساد والعبودية والقيود، مما يجعل أفكار البشر الفاسدة ضيقة ومتطرفة، وتكون وجهات نظرهم حول الأشياء أحادية الجانب ومتحيزة، بل سخيفة وغير معقولة. هذه بالضبط هي نتيجة إفساد الشيطان للبشرية" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع (الجزء الأول)). "إذا فهمت الحق في قلبك حقًّا، فستعرف كيف تمارس الحق وتطيع الله، وسوف تشرع بطبيعة الحال في سبيل السعي للحق. إذا كان السبيل الذي تسلكه هو الصحيح، ويتوافق مع مشيئة الله، فلن يتركك عمل الروح القدس؛ وفي هذه الحالة ستقل فرصة خيانتك لله تدريجيًّا. من دون الحق، من السهل أن تفعل الشر، وسوف تفعل ذلك رغمًا عنك. على سبيل المثال، إذا كانت لديك شخصية متغطرسة ومغرورة، فإن نهيك عن معارضة الله لا يشكّل فرقًا، إذ تفعل هذا رغمًا عنك، وهو خارج عن إرادتك. لن تفعل ذلك عمدًا، بل ستفعله تحت سيطرة طبيعتك المتكبرة والمغرورة. إن تكبرك وغرورك سيجعلانك تنظر بازدراء إلى الله وتعتبره بدون أهمية وتمجّد نفسك وتُظهر نفسك باستمرار. سيجعلانك تحتقر الآخرين، ولن يتركا أحدًا في قلبك إلا نفسك. سينتزعان مكان الله من قلبك، وفي النهاية سيجعلانك تجلس في مكان الله وتطلب من الناس أن يخضعوا لك، ويجعلانك تعظّم خواطرك وأفكارك ومفاهيمك معتبرًا أنها الحق. ثمّةَ كثير من الشر يرتكبه الأشخاص الذين يقعون تحت سيطرة طبيعتهم المتكبرة والمتعجرفة! ولكي يحلّوا مشكلة فعل الشر، عليهم أولًا التعامل مع طبيعتهم؛ فبدون إحداث تغيير في الشخصيَّة، لا يُمكِن حلّ هذه المشكلة حلًا جذريًا" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. السعي وراء الحق وحده يمكنه إحداث تغيير في شخصيتك). عندما تأملت كلام الله، أدركت أنه قبل أن أربح الحق، فإن أي أفكار ووجهات نظر جاءت من الشيطان. منذ طفولتي، من واقع ما تعلمته في المدرسة، وما علمني إياه الشيوخ، وما تأثرت به اجتماعيًا، شعرت أنني يجب أن أكون مركز كل شيء. صار "أنا الأفضل" و"لي السيادة وحدي" مساعيّ، والكلمات التي أحيا بها. لقد تعاملت مع هذه الفلسفات الشيطانية على أنها أشياء إيجابية. أيا كانت مجموعتي، كنت أرغب في أن أكون مسؤولة وأن تكون لي الكلمة الأخيرة، لم يسعني سوى أن أرغب في توجيه الآخرين وجعل الجميع يستمعون إلي. عندما رأيت قائد المجموعة وهو لا يستمع إلي ويستمر في تقديم اقتراحات لي، انزعجت وأدنته أمام الإخوة والأخوات. ولأجعل الجميع يستمعون إليّ، استخدمت مقدرتي العالية ومؤهلاتي لقمعهم. كان الإخوة والأخوات مقيدين لدرجة أنهم لم يجرؤوا على التعبير عن آرائهم، وأطاعوني فحسب مثل الدمى. وعليه، تحول واجبي إلى فوضى. أجبرت الآخرين على فعل ما أردت والاستماع إلي. لم أكشف عن قدر ضئيل من الشخصية المتعجرفة فحسب؛ بل كنت متعجرفة فوق كل وصف. لا يمكن لله أبدًا أن يُبقِ شخصًا شيطانيًا مثلي في بيته. إذا طردتني الكنيسة، فسيكون ذلك برًا الله تمامًا! شعرت بالامتنان ولم أتذمر. كنت أعلم أنني ارتكبت العديد من الانتهاكات التي لا يمكنني التكفير عنها، وملأني الشعور بالندم.

لاحقًا، فكرت في أمي وهي تذكرني بألا أفكر في إعفائي لمرتين فحسب، ولكن أيضًا للتفكير في الطريق الذي سلكته طوال سنوات إيماني. وجدت بعض كلمات الله ذات الصلة. يقول الله القدير، "يُولد أضداد المسيح وهم يكرهون العيش وفقًا للقواعد أو عيش حياة عادية، أو الالتزام بموقفهم في هدوء، أو العيش بواقعية كأشخاص عاديين. إنهم لا يكتفون بكونهم مثل هؤلاء الأشخاص. ولذلك، بصرف النظر عما يُعبِّرون عنه من الخارج، فإنهم في أعماقهم لا يكتفون أبدًا ولا بد أن يفعلوا شيئًا. يفعلوا ماذا؟ الأشياء التي لا يمكن للشخص العادي تصورها. إنهم يحبون أن يتميزوا عن الآخرين هكذا، ولفعل ذلك يخضعون عن طيب خاطر لقليل من المشقة ويدفعون ثمنًا. فالمثل يقول: "يحرص المسؤولون الجدد على إبهار غيرهم": عليهم أن يصنعوا معجزة صغيرة أو يبدعوا إرثًا من نوع ما ليثبتوا أنهم ليسوا نكرات. ما المشكلة الأخطر في هذا؟ على الرغم من أنهم يعملون في الكنيسة، وعلى الرغم من أنهم يعملون تحت ستار أداء واجبهم، فإنهم لم يطلبوا قط من الله كيف يجب أن تتم الأمور، ولم يتحروا قط بجدية عما يأمر به بيت الله، أو مبادئ الحق، أو ما يجب فعله لفائدة عمل بيت الله، أو ما يمكن فعله لفائدة الإخوة والأخوات دون إهانة الله بل للشهادة له وتحقيق تقدم سلس في عمل الكنيسة بحيث يمضي دون متاعب ودون أي هفوات. إنهم لا يسألون أبدًا عن هذه الأشياء ولا يستفسرون عنها. لا يملكون هذه الأمور في قلوبهم؛ فقلوبهم لا تتسع لها. ما الذي يستفسرون عنه إذًا؟ وما الذي تتسع له قلوبهم؟ ما تتسع له قلوبهم هو كيفية إظهار مواهبهم في الكنيسة، وإظهار اختلافهم عن أي شخص آخر، واستعراض مهاراتهم القيادية، وإظهار أنهم أعمدة الكنيسة أمام الناس وأن الكنيسة لا غنى لها عنهم، وأن كل مشروع من عمل الكنيسة لا يمكن أن يتقدم بسلاسة إلا بفضل وجود أناس مثلهم في الكنيسة. بالنظر إلى تعبير أضداد المسيح وحافزهم ودافعهم لفعل الأشياء، في أي منصب يضعون أنفسهم؟ في منصب فوق كل شيء آخر. ... ما هدفهم؟ لا يكون هدفهم هو أداء واجبهم جيدًا ككائنات مخلوقة، ولا مراعاة المسؤولية التي يضعها الله على عاتقهم. ولكنه بالأحرى السيطرة على كل شيء أثناء الخدمة في الكنيسة وخدمة الإخوة والأخوات. لماذا نقول إنهم يريدون السيطرة على كل شيء؟ لأنهم أثناء تصرفهم، يحاولون أولًا اتخاذ مكان لأنفسهم وكسب شهرة لأنفسهم والحصول على سمعة جيدة مع القدرة على السيطرة على الموقف واتخاذ القرارات. إذا تمكنوا من فعل ذلك، فيمكنهم أن يحلوا محل الله ويُحوّلونه إلى شخصية صورية. وفي دائرة نفوذهم، يحاولون تحويل الله المُتجسِّد إلى ألعوبة. وهذا ما يُسمَّى بوضع الذات فوق كل شيء آخر. أليس هذا هو ما يفعله أضداد المسيح؟ هذا هو سلوك أضداد المسيح" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع (الجزء العاشر)). كشف كلام الله عن حالتي المحددة. كنت مؤمنة لأكثر من عقد، لكنني لم أكن أبدًا راضية عن كوني عادية. أينما ذهبت ومهما كان الواجب الذي أديته، أردت دائمًا أن أكون الأفضل على الإطلاق. في السنوات القليلة الأولى منذ أن صرت مؤمنة، قمت بسقاية الوافدين الجدد في الكنيسة. ولكي أثبت نفسي، لقد عملت بجد لأعد نفسي بحقيقة الرؤى لحل مشكلات الوافدين الجدد. مهما كان الحال أو مهما طال الطريق، لم أتذمر أبدًا من المشقة. بعد أن أصبحت قائدة للكنيسة، سعيت إلى التميز من بين الحشود. بعد ذلك، عندما كنت أنتج مقاطع فيديو، أحرقت زيت منتصف الليل في محاولة للتفوق، وبذلت الجهد في المبادئ والمهارات وانتهى بي الأمر بالترقية ومدح القادة والآخرين لي، وانسقت أكثر. شعرت وكأنني موهبة لا تستطيع الكنيسة الاستغناء عنها، حتى أني لم أخجل من تصور نفسي عمود المجموعة الفقري. كنت متعجرفة واستبدادية في المجموعة. بعد أن تم إعفائي، أقررت أنني كنت متعجرفة وفعلت الشر، لكني لم أتفكر في سلوكي أو الطريق الذي سلكته. ظهرت المشكلات نفسها عندما عدت إلى صناعة مقاطع الفيديو. لماذا كنت دائمًا متعجرفة جدًا ولم أخضع لأحد؟ لماذا لم أستمع لأفكار أي شخص آخر؟ لماذا أردت دائمًا في أن يكون لي القول الفصل وأن أجعل الجميع يستمعون إلي؟ كان ذلك لأنني كنت متعجرفة جدًا ولم أرغب في أن أكون شخصًا عاديًا. أردت أن أكون فوق الآخرين، وأن أجعل الناس يستمعون إلي. كيف اختلفت شخصيتي عن شخصية عدو المسيح المتمثلة في "وضع الذات فوق كل شيء آخر" التي يكشفها الله؟ في تلك المرحلة، رأيت على الرغم من أنني كنت مؤمنة طوال تلك السنوات، فإن شخصيتي الشيطانية لم تتغير، وكان لدي شخصية قوية عدوة للمسيح. عندما سمعت أن الكنيسة ستطردني شعرت بالظلم، وكأن الله لا ينبغي أن يرفضني لأنني كنت مؤمنة طوال تلك السنوات. لكن في الحقيقة، لم أكن شخصًا يبحث عن الحق. ما كنت أبحث عنه هو الاسم والربح – لقد اخترت الطريق الخطأ. لهذا السبب، ما زلت لم أكتسب أي حق حتى بعد مرور أكثر من عقد. من كان المُخطئ؟ لقد كان خطأي، لأنني لم أتبع الحق! أيضًا، بعد تفكيري في انتهاكاتي وأعمالي الشريرة خلال تلك السنوات، أدركت أن طرد الكنيسة لي هو بر الله! كنت أعيش بشخصيتي المتغطرسة. لم أعطل عملنا بشكل خطير فحسب، بل قيدت الآخرين أيضًا وأذيتهم. لم يكن لدي أي إنسانية على الإطلاق! بناءً على جوهري، وشخصيتي، وكل الشر الذي فعلته، كان يجب أن أُطرد. في تلك المرحلة، لم أفكر فيما إذا كانت الكنيسة ستطردني أم لا. كان علي أن أختار، أن أسعى وراء الحق وأتخلص من شخصيتي الفاسدة.

لاحقًا، رتبت لي الكنيسة اجتماعًا مع اثنين من الأشخاص الآخرين الذين عُزلوا للتفكير. لقد وجدت كلمات الله لتكشف فسادي وسلوكي الشرير وتحليلهما لأظهر لهم أنني سلكت طريق ضد المسيح، وأنني كنت مثل الشيطان، وأن طردي سيكون برًا لله! كما أخبرتهم أيضًا، "علينا أن نتوب حقًا، مهما كانت آخرتنا، علينا أن نتبع الله ونقوم بواجبنا". بعد ذلك، لم أعد متعجرفة مثلما كنت من قبل. في تفاعلاتي مع الآخرين لم أعد أرغب في أن يكون لي القول الفصل. عندما ظهرت المشكلات، طلبت اقتراحات الآخرين. كثيرًا ما حذرت نفسي من أنني يجب أن أنكر ذاتي وأن أنظر أكثر إلى نقاط قوة الآخرين، وبدون أن أدرك ذلك أصبحت أكثر تواضعًا. بعد أشهر قليلة، فكرت الكنيسة في سلوكي وقررت أن لدي شخصية خطيرة ضد المسيح، ولكن ليس جوهر ضد المسيح، لذا لم يتم طردي. لاحقًا، عندما رأت الكنيسة أن لدي بعض المعرفة الذاتية والتوبة، رتبت لي واجبات مرة أخرى. غلبتني المشاعر عندما سمعت ذلك وأغرورقت عيني بالدموع. فكرت في هذه الكلمات من الله: "فشخصية الله حيوية وظاهرة ظهورًا ملحوظًا، وهو يُغيّر أفكاره ومواقفه تبعًا لتطور الأمور. إنَّ التحول في موقفه تِجاه أهل نينوى يُخبر البشرية بأنه يملك آراءه وأفكاره؛ فهو ليس إنسانًا آليًا، أو تمثالًا حجريًا ولكنه الله الحيُّ بذاته. باستطاعته أنْ يكون غاضبًا من شعب نينوى، كما أنه يستطيع أنْ يَغفر لهم ماضيهم بسبب مواقفهم. يمكنه أن يقرر جلب البلاء على أهل نينوى، كما يمكنه أيضًا أنْ يُغيرَ قراره نتيجةً لتوبتهم. يحب الناس تطبيق القواعد بجمود، واستخدام مثل هذه القواعد لتحديد الله وتعريفه، تمامًا كما يحبون استخدام صيغٍ سعيًا منهم لفهم شخصية الله. ولذلك، عندما يتعلق الأمر بمجال الفكر الإنساني، فإن الله لا يُفكر، وليس لديه أي أفكار جوهرية. لكن في الواقع، أفكار الله في حالة من التغيير المستمر وفقًا للتغيرات في الأشياء وفي البيئات، وفي الوقت الذي تتغير فيه هذه الأفكار، تتكشف جوانب مُختلفة في جوهر الله. وأثناء عملية التغير هذه، وفي اللحظة الدقيقة التي يُغير فيها الله قلبه، ما يُعلنه للبشرية هو الوجود الواقعي لحياته، وأن شخصيته البارة مفعمة بالحيوية الديناميكية. في الوقت نفسه، يستخدم الله إعلاناته الحقيقية ليُثبت للبشرية حقيقة وجود نقمته ورحمته وحنانه وتسامحه" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (2)). شخصية الله البارة ديناميكية للغاية ومفعمة بالحيوية. سواء كان ذلك غضبًا، أو جلالة، أو رحمة، أو محبة، فكلها حقيقية. يعبر الله عن شخصيته شيئًا فشيئًا، بناءً على موقف الإنسان تجاه الله وتجاه الحق. عندما كنت أسلك طريقي، رتب الله لي مواقف مرارًا وتكرارًا لكشفي، ووجه لي الضربات، وأدبني، لكنني لم أتب، ولم أراجع ذاتي، وظللت عنيدة. لم أستيقظ أخيرًا وأبدأ في مراجعة نفسي إلا عندما وصلت إلى مرحلة طردي. بمجرد أن أصبح لدي بعض الفهم والاشمئزاز تجاه نفسي، كنت على استعداد للتخلي عن مساعي الخاطئة والعودة إلى الله، أظهر الله رحمة تجاهي وأعطاني فرصة أخرى للتوبة. سواء كان غضب الله أو لعننته أو رحمته، أو تسامحه، فقد كان كل هذا إظهارًا حقيقيًا لشخصيته البارة. يعبر الله عن شخصيته تجاهي بناءً على موقفي تجاه الله والحق. لقد اختبرت حقًا أن شخصية الله مفعمة بالحيوية الديناميكية. لقد كان الله دائمًا بجانبي، وملاحظًا كل كلامي وأفعالي. مهما كانت الأفكار التي تراودني، مهما تصرفت، كان لله رأي. إذا لم أتعرض للطرد في ذلك الوقت، فإن قلبي الفاقد للإحساس المتصلب لم يكن ليتراجع، وما كنت لأراجع نفسي حقًا لاحقًا. بدون تأديب الله وتوبيخه القاسي، كنت سأصبح أكثر غطرسة وأكثر مقاومة لله، وكنت سأنال العقاب في النهاية. أحدثت هذه التجربة تغييراً في حياتي كمؤمنة. رأيت مشيئة الله الصادقة وشعرت بحب الله وخلاصه.

في الصيف الماضي، رتبت لي الكنيسة العمل على مقاطع الفيديو مرة أخرى. ذات مرة، علقت بفكرة حول مقطع فيديو، وفي تلك اللحظة، جاءتني أخت. عندما علمت بالصعوبة التي أواجهها، شاركت رأيها. لقد استمعت إليها وشعرت أن ما قالته لم يكن ما أريده عن بعد، وشعرت بالاستخفاف قليلًا. وقلت لنفسي، "ما زلت لم أتوصل إلى فكرة بعد التفكير لفترة طويلة، لم تقومي حتى بهذا الواجب، فكيف سيكون لديك أي اقتراحات جيدة؟" لم أرغب في الاستمرار في الاستماع. في هذه المرحلة، أدركت أن طبعي المتغطرس كان يتقد مرة أخرى، لذلك صليت سريعًا إلى الله في قلبي، وفكرت في مقطع من كلام الله قرأته مؤخرًا: "يتحقق الوصول إلى طريق الكمال من خلال طاعتك لعمل الروح القدس. فأنت لا تعلم عبر أي نوع من الأشخاص سيكمِّلك الله، أو عبْر أي شخص أو حدث أو شيء، سيسمح لك الله بربح أشياء أو رؤيتها. إذا كنت قادرًا على السير في هذا المسار الصحيح، فإن ذلك يدل على أن لديك رجاءً كبيرًا في أن يمنحك الله الكمال. وإذا كنت غير قادر على القيام بذلك، فإن ذلك يدل على أن مستقبلك قاتم وخالٍ من النور" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. مَنْ يطيعون الله بقلب صادق يُربَحون من الله بالتأكيد). رأيت أنني أفتقر حقًا إلى المنطق. اعتقدت أن الأخت لم تستطع تقديم اقتراحات جيدة دون خبرة في هذا الواجب. كان هذا مجرد دينونتي الشخصية ولم يتماش مع كلام الله على الإطلاق. ظننت أني أمتلك عقلًا، أني أمتلك مواهب، لكن إذا لم يرشدني الله، مهما حاولت، فلن أستطيع الوصول إلى فكرة. فكرت في إخفاقاتي السابقة ولم أجرؤ على الإيمان بنفسي مرة أخرى. ربما يقود الروح القدس هذه الأخت أو ينيرها، لذلك لا يصح أن أتغطرس أو أحددها. بدأت في إنكار ذاتي، والاستماع إلى اقتراحات الأخت باهتمام، وبدون أن أدرك ذلك، جاءني إلهام من محادثتنا. وصار تفكيري أكثر وضوحًا. شكرت الله حقًا! كلما اختبرت ذلك، شعرت أنني كنت متعجرفة للغاية. رأيت أن الشيطان قد أفسدني بشدة، وأن جذور طبيعتي المتعجرفة كانت عميقة، وازداد كرهي لنفسي. لكنني علمت أنني لا أستطيع حل مشكلة الطبيعة المتعجرفة بين عشية وضحاها، وأنه يجب حلها من خلال تكرار دينونة الله وتهذيبه لي. كثيرًا ما صليت إلى الله، طالبة منه توبيخه وتأديبه، وأقسمت أنه مهما عانيت، سأستمر في السعي وراء الحق، والقيام بواجبي، وتعزية قلب الله.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

ما يكمن وراء الخوف من فتح قلبي

في مارس 2020 قبلت عمل الله القدير في الأيام الأخيرة، وسرعان ما بدأت أودي واجبًا. بعد فترة وجيزة، انتُخبت شماسة للإنجيل. لقد كنت متحمسة...

التحرر من الحسد

في بداية عام 2021، كنت أخدم كواعظ وتشاركت مع الأخ ماثيو رئاسة عمل الكنيسة. كنت مجرّد مبتدئ في هذا الواجب، وكان لا يزال يتعيّن علي فهم أمور...

أفكار بعد أن ضللت الطريق

ذات يومٍ في أغسطس 2019، أرسلت قائدتي رسالةً تطلب مني اصطحاب أختٍ من خارج المدينة. رأيت أن عنوان منزل الأخت داخل نطاق الكنيسة المجاورة....

كيف أصبح واجبي مساومة

في أبريل 2017، كنت أعاني من ارتفاع ضغط الدم لذلك أوقفتي القائدة عن القيام بواجبي حتى أتمكن من العودة إلى المنزل والراحة. كنت مستاءة حقًا...

اترك رد