كيفية السعي إلى الحق (15) الجزء الرابع

يقول بعض الناس: "إذا كانت هذه التقاليد والخرافات تنتمي إلى أفكار وخرافات تقليدية معينة من خارج المسيحية، فعلينا أن ننتقدها ونتخلى عنها. ولكن عندما يتعلق الأمر بأفكار أو وجهات نظر أو تقاليد أو خرافات معينة من الديانات الأرثوذكسية، ألا يحتاج الناس إلى أن يتخلوا عنها؟ ألا ينبغي أن نعتبرها أعيادًا أو أسلوب حياة نحتفي به ونتمسك به في حياتنا اليومية؟". (لا، يجب أن نتخلى عن كليهما لأنهما ليسا من عند الله). على سبيل المثال، أكبر الأعياد التي تأتي من المسيحية هو عيد الميلاد؛ هل تعرفون أي شيء عنه؟ في الوقت الحاضر، تحتفل بعض المدن الكبرى في الشرق أيضًا بعيد الميلاد، وتخطط لحفلات عيد الميلاد، وتحتفل بليلة عيد الميلاد. وبالإضافة إلى عيد الميلاد، هناك أيضًا عيد القيامة وعيد الفصح، وكلاهما من الأعياد الدينية الرئيسية. تتضمن بعض الأعياد أكل الديك الرومي والشواء، بينما تتضمن أعياد أخرى أكل أعواد الحلوى التي يرمز لونها الأحمر والأبيض إلى دم الرب يسوع الثمين باعتباره ذبيحة خطيئة عن الناس، مما يجعلهم مقدسين. يمثل اللون الأحمر دم الرب يسوع الثمين، ويمثل اللون الأبيض القداسة، ويأكل الناس هذا النوع من الحلوى. هناك أيضًا تقليد أكل البيض في عيد القيامة. هذه الأعياد كلها مرتبطة بالمسيحية. هناك أيضًا أيقونات مسيحية معينة، مثل صور مريم، والمسيح، والصليب. لقد نشأت هذه الأشياء من المسيحية، وفي رأيي، هي أيضًا نوع من التقاليد. لا بد من وجود بعض الخرافات وراء هذه التقاليد. وبغض النظر عن محتوى هذه الأقوال المتعلقة بالخرافات، فباختصار، ما دامت لا تنطوي على الحق، أو الطريق الذي يسلكه الناس، أو متطلبات الله من الكائنات المخلوقة، فلا علاقة لها بما ينبغي أن تدخلوا فيه الآن، ويجب أن تتخلوا عنها. لا ينبغي اعتبارها مقدسة وغير قابلة للانتهاك، وبالطبع لا داعي أيضًا لازدرائها؛ بل يجب التعامل معها بشكل صحيح فحسب. هل لهذه الأعياد علاقة بنا؟ (كلا). ليست لها علاقة بنا. سألني أحد الأجانب ذات مرة: "هل تحتفلون بعيد الميلاد؟" فقلت: "كلا". فسأل: "إذن هل تحتفلون بالسنة الصينية الجديدة أو بعيد الربيع؟" فقلت له: "كلا". فقال: "ما هي الأعياد التي تحتفلون بها إذن؟" فقلت له: "ليس لدينا أعياد. كل الأيام متشابهة بالنسبة إلينا. نحن نأكل ما نريد في أي يوم، وليس بسبب الأعياد. ليس لدي تقاليد"، فسألني: "لماذا؟" فقلت له، "لا يوجد سبب معين. هذه الطريقة في الحياة حرة للغاية، دون أي قيود. نحن نعيش دون أي شكليات، فقط نتبع القواعد، ونأكل، ونستريح، ونعمل، ونتحرك وفقًا للوقت والمقاييس التي منحنا الله إياها، بشكل طبيعي وحر، دون أي شكليات". بالطبع، عندما يتعلق الأمر بعنصر ديني خاص، أي الصليب، يعتقد بعض الناس أنه مقدس. هل الصليب مقدس؟ هل يمكن وصفه بأنه مقدس؟ هل صورة مريم مقدسة؟ (كلا، ليست مقدسة). هل صورة يسوع مقدسة؟ أنتم لا تجرؤون على قول ذلك. لماذا صورة يسوع ليست مقدسة؟ لأنها من رسم بشر، فهي ليست صورة الله الحقيقية ولا علاقة لها بالله. إنها مجرد لوحة. فما بالكم بصورة مريم. لا أحد يعرف كيف يبدو يسوع، لذلك يرسمونه بلا تبصر، وعندما تنتهي اللوحة يطلبون منك أن تتعبد أمامها. ألن تكونوا حمقى إن تعبدتم لها؟ الله هو الذي ينبغي أن تعبدوه. لا ينبغي أن تسجدوا شكليًا لصنم ما، أو لوحة أو صورة ما، فالأمر لا يتعلق بالسجود أمام شيء ما. ينبغي عليكم أن تعبدوا الله وتتطلعوا إليه في قلوبكم. يجب على الناس أن يسجدوا أمام كلام الله وشخصه الحقيقي، وليس أمام الصليب أو صورة مريم أو يسوع، التي هي جميعًا أصنام. الصليب هو مجرد رمز للخطوة الثانية في عمل الله، لا علاقة له بشخصية الله، أو جوهره، أو متطلباته من البشرية. إنه لا يمثل صورة الله، فضلًا عن جوهره. ومن ثم، فإن ارتداء الصليب لا يمثل تقواك لله، أو أن لديك تميمة تحفظك. لم أضع الصليب أبدًا. ليس لديَّ أي رمز صليب في بيتي، ولا أي من هذه الأشياء. لذا، عندما يتعلق الأمر بعدم الاحتفال بعيد الميلاد وعيد القيامة، قد يتخلى الناس بسهولة عن هذه الأشياء، ولكن إذا كانت تتعلق بجوانب دينية، مثل الصليب، أو صور مريم ويسوع، أو حتى الكتاب المقدس، فعندما تقول لهم أن يتخلصوا من صليب أو صورة لمريم أو يسوع، سيفكرون: "رباه، هذا منتهى عدم الاحترام، منتهى عدم الاحترام. اطلب المغفرة من الله بسرعة، اطلب المغفرة...". يشعر الناس أنه ستكون هناك عواقب. بالطبع، أنت لست بحاجة إلى أن تفعل أي شيء مدمّر لهذه الأشياء عن عمد، ولا تحتاج إلى أن تُكن لها أي احترام. إنها مجرد أشياء ولا علاقة لها بجوهر الله أو هويته. هذا شيء يجب أن تعرفه. بالطبع، عندما يتعلق الأمر بمناسبات عيد الميلاد وعيد القيامة التي عيّنها البشر، فهذه لا علاقة لها بهوية الله، أو جوهره، أو عمله، أو متطلباته من الناس. حتى لو احتفلت بمائة أو عشرة آلاف عيد ميلاد، ومهما كان عدد الأعمار التي تحتفل فيها بعيد الميلاد أو عيد القيامة، فهذا ليس بديلًا عن فهم الحق. ليس عليك أن تعجب بهذه الأشياء وتقول: "يجب أن أسافر إلى الغرب. في الغرب يمكنني الاحتفال بعيد الميلاد. عيد الميلاد مقدس. عيد الميلاد هو يوم لإحياء ذكرى عمل الله. إنه يوم يجب أن نحيي ذكراه كذلك. يجب أن نكون مهيبين في ذلك اليوم. وعيد القيامة هو أيضًا يوم يجذب انتباه الجميع. إنه يوم لإحياء ذكرى قيامة الله المتجسد من بين الأموات. ينبغي أن نفرح معًا ونحتفل ونهنئ أحدنا الآخر في يوم كهذا، ونحيي ذكرى هذا اليوم إلى الأبد". هذه كلها تصورات بشرية لا يحتاج الله إليها. لو كان الله في حاجة إلى أن يحيي الناس ذكرى هذه الأيام، لأخبرك بالسنة، والشهر، واليوم، والساعة، والدقيقة، والثانية بالضبط. إذا لم يخبرك بالسنة، والشهر، واليوم بالضبط، فهذا يخبرك أن الله لا يحتاج إلى أن يحيي الناس ذكرى هذه الأيام. إذا أحييت ذكراها بالفعل، فستنتهك قيود الله وهو لن يحب ذلك. الله لا يحب ذلك ولكنك تصر على القيام به، وتزعم أنك تعبد الله. عندها يصبح الله أكثر اشمئزازًا منك، وتستحق الموت. هل تفهم؟ (أفهم). إذا أردت الاحتفال بهذه الأعياد الآن، فلن يلتفت الله إليك، وعاجلًا أو آجلًا، ستدفع الثمن وتتحمل مسؤولية أفعالك الخاطئة. لذلك، أقول لك، من الأهم بالنسبة إليك أن تفهم حقًا كلمة من كلام الله وتتبع كلامه، عن أن تسجد وتحني رأسك أيًا كان عدد المرات التي تفعل فيها ذلك أمام الصليب. أيًا كان عدد المرات التي تفعل فيها هذا، فإنه لا طائل منه ولا يعني أنك تتبع طريق الله، أو تقبل كلامه، أو تفعل الأشياء وفقًا للمبادئ التي يطلبها. لن يتذكر الله ذلك. لذا، إذا كنت تشعر بأن الصليب مقدس للغاية، فمن الآن فصاعدًا، يجب أن تتخلى عن هذه الفكرة ووجهة النظر هذه، وأن تلقي من أعماق قلبك صليبك الذي تعتز به. إنه لا يمثل الله، وعبادتك له لا تعني أنك متدين. إن تقديره، أو الاعتزاز به، أو حتى حمله على كتفيك طوال اليوم لا يعني أنك تعبد الله. كان الصليب مجرد أداة استُخدمت في واحدة من خطوات عمل الله، ولا علاقة له بجوهر الله، أو شخصيته، أو هويته. إذا كنت تصر على عبادة الصليب كما لو كان هو الله، فهذا ما يبغضه الله. لن يقتصر الأمر على أنك لن تنال ذكر الله، بل سيزدريك أيضًا. إذا أصررت على ذلك وقلت: "لن أستمع إليك. الصليب مقدس ولا يجب انتهاكه في نظري. أنا لا أؤمن بكلامك بأن الصليب ليس مهمًا ولا يمثل الله ولا أقبله"، عندها يمكنك أن تتصرف كما يتراءى لك وترى إلى ماذا سيؤدي بك ذلك في النهاية. لقد نزل الله عن الصليب منذ فترة طويلة. لقد كان أكثر الأدوات غير المميزة المستخدمة في واحدة من خطوات عمل الله. إنه مجرد غرض وليس له قيمة في نظر الله ليحتفظ به. وبالطبع، لا حاجة لك أن تعتز به، أو تحبه، أو حتى تتطلع إليه أو تحترمه. هذا كله غير ضروري. الكتاب المقدس أيضًا مقدر جدًا في قلوب الناس. فعلى الرغم من أنهم لم يعودوا يقرأون الكتاب المقدس، فهو يظل يحتل مكانة محددة في قلوبهم. لا يزالون لا يستطيعون التخلي تمامًا عن آرائهم في الكتاب المقدس التي توارثوها عن طريق عائلاتهم أو أسلافهم. على سبيل المثال، في بعض الأحيان، عندما تضع الكتاب المقدس جانبًا، قد تفكر: "رباه، ماذا أفعل؟ هذا هو الكتاب المقدس. يجب أن يعتز الناس به! الكتاب المقدس مقدس ولا ينبغي التعامل معه بلا مبالاة كما لو كان مجرد كتاب عادي. لقد علاه الكثير من الغبار ولم يكلف أحد نفسه عناء تنظيفه. انثنت زوايا الكتاب ولم يقوّمها أحد". يجب على الناس أن يتخلوا عن هذا النوع من التفكير ووجهة النظر في التعامل مع الكتاب المقدس كما لو كان شيئًا مقدسًا لا يمكن انتهاكه.

هذه التقاليد والخرافات المستمدة من العائلة التي تحدثنا عنها للتو، وكذلك الأفكار، ووجهات النظر، وأنماط الحياة المختلفة المتعلقة بالدين، وكذلك الأشياء التي يتوهم الناس بشأنها خرافات، أو يعجبون بها، أو يعتزون بها، كلها تغرس في الناس بعض أنماط الحياة، والأفكار، ووجهات النظر غير الصحيحة، وتضللهم بشكل غير ملموس في حياتهم، ومعيشتهم، ونجاتهم. سيؤدي هذا التضليل الناتج عن ذلك في الحياة اليومية إلى تعطيل الناس عن غير قصد في محاولاتهم لتقبل الأشياء الصحيحة، والأفكار الإيجابية، والأمور الإيجابية، ومن ثم سيقومون عن غير قصد ببعض الأشياء الحمقاء، وغير العقلانية، والطفولية. ولهذا السبب بالتحديد، من الضروري أن يكون لدى الأفراد نظرة صحيحة، وأفكار ووجهات نظر صحيحة حول هذه الأمور. إذا كان ثمة شيء ينطوي على الحق ويتماشى معه، فعليك أن تقبله، وتمارسه، وتخضع له بوصفه مبدأ تتبعه من أجل حياتك ونجاتك. أما إذا كان الأمر لا ينطوي على الحق، وكان مجرد تقليد أو خرافة، أو كان مصدره الدين فحسب، فعليك أن تتخلى عنه. وأخيرًا، هناك خصوصية للموضوع الذي تحدثنا عنه اليوم: عندما يتعلق الأمر بالتقاليد، والخرافات، والدين، بغض النظر عن كونك تعترف بها أو لا، أو أنك قد جربتها أو لا، أو مدى قوة إدراكك لها، باختصار، ثمة بعض المقولات في التقاليد والخرافات موجودة موضوعيًا وواقعيًا، وعلى مستوى معين تؤثر على الحياة اليومية لجميع الناس وتزعجها. فكيف يجب أن تنظروا إلى هذا الأمر؟ يقول بعض الناس: "عليك أن تؤمن به. وإذا لم تتبع ما يقوله فستكون هناك عواقب، فماذا ستفعل حينئذٍ؟" هل تعرف الفارق الأكبر بين المؤمنين وعديمي الإيمان؟ (الفارق الأكبر هو أن المؤمنين يثقون بأن كل شيء بيد الله، بينما يحاول عديمو الإيمان دائمًا تغيير مصيرهم بأنفسهم). نقطة أخرى هي أن المؤمنين يتمتعون بحضور الله وحمايته، لذا فإن هذه الظواهر المختلفة المتعلقة بالخرافات الموجودة في الحياة الواقعية لن تؤثر عليهم. أما عديمو الإيمان، فتسيطر عليهم مختلف الشياطين النجسة والأرواح الشريرة في حياتهم اليومية لأنهم يفتقرون إلى حماية الله ولا يؤمنون بحمايته أو سيادته. لذلك، عليهم أن ينتبهوا إلى المحظورات في كل ما يفعلونه. من أين تأتي هذه المحظورات؟ هل هي من الله؟ (لا، ليست من الله). لماذا يجب عليهم الامتناع عن هذه الأشياء؟ كيف يعرفون أن عليهم الامتناع عنها؟ لأن بعض الناس قد اختبروا هذه الأشياء، واكتسبوا منها خبرات ودروسًا معينة، ثم نشروها بين الناس. ثم تُعمم هذه الخبرات والدروس على نطاق واسع، مما يخلق اتجاهًا ما بين الناس، ويبدأ الجميع في العيش والتصرف وفقًا لذلك. كيف ظهر هذا الاتجاه؟ إذا لم تلتزم بالقواعد التي وضعتها الأرواح الشريرة والشياطين النجسة، فإنها ستزعجك وتعطل حياتك الطبيعية وتربكها، مما يجبرك على الاعتقاد بوجود هذه المحظورات وأنه ستكون هناك عواقب إذا انتهكتها. على مدار آلاف السنين، راكم الناس هذه الخبرات في حياتهم اليومية، وتوارثوها من جيل إلى جيل، وأصبحوا يعرفون أن هناك قوة خفية تتحكم بهم في الخلفية، وعليهم أن يستمعوا إليها. على سبيل المثال، إذا لم تشعلوا المفرقعات النارية خلال السنة الصينية الجديدة، فلن تسير أعمالكم بسلاسة هذا العام. مثال آخر هو أنك إذا أشعلت أول عود بخور خلال العام الجديد، فسوف يسير كل شيء بسلاسة طوال العام بأكمله. تخبر هذه التجارب الناس أن عليهم أن يؤمنوا بهذه الخرافات وهذه الأقوال التي تأتي من الثقافة الشعبية، ويعيش الناس جيلًا بعد جيل على هذا النحو. بماذا تخبر هذه الظواهر الناس؟ إنها تخبر الناس أن هذه المحظورات والممنوعات كلها خبرات تراكمت لدى الناس في الحياة على مر الزمن، وأنها أشياء يجب على الناس القيام بها، أشياء يتحتم عليهم القيام بها لأن ثمة قوى خفية معينة تتحكم في كل شيء وراء الكواليس. في النهاية يتبع الناس هذه القواعد من جيل إلى جيل. يجب على الناس الذين لا يؤمنون بالله أن يتبعوا هذه الخرافات والتقاليد لكي يعيشوا حياة سلسة نسبيًا في الفئات الاجتماعية. إنهم يعيشون باحثين عن السلام، والراحة، والبهجة. فلماذا لا يضطر الناس الذين يؤمنون بالله إلى اتباع هذه الخرافات والتقاليد؟ (لأنهم في حماية الله). إنهم في حماية الله. الناس الذين يؤمنون بالله يتبعونه، والله يجلب هؤلاء الناس إلى حضرته وبيته. لا يجرؤ الشيطان على إيذائك بدون سماح من الله. لن يجرؤ على المساس بك حتى لو لم تلتزم بقواعده. ولكن يمكن للشيطان أن يتلاعب كما يشاء بأولئك الذين لا يؤمنون بالله ولا يتبعونه. إن طريقة الشيطان في التلاعب بالناس هي أن يضع لك أقوالًا مختلفة وقواعد عجيبة لتتبعها، وإذا لم تتبعها، فسيعاقبك. على سبيل المثال، إذا لم تعبد إله المطبخ في اليوم الثالث والعشرين من الشهر القمري الثاني عشر، ألن تكون هناك عواقب؟ (بلى). ستكون هناك عواقب، ولا يجرؤ غير المؤمنين على تخطي هذا الطقس. في ذلك اليوم، يجب عليهم أيضًا أن يأكلوا حلوى السمسم لإغلاق فم إله المطبخ ومنعه من التكلم عليهم في السماء. كيف ظهرت هذه القواعد والأقوال المتعلقة بالخرافات؟ الشيطان هو الذي يفعل بعض الأشياء المعينة التي تتناقلها التقاليد الشفهية. إنها تنشأ في الأصل من الشيطان، والعديد من الشياطين النجسة، والأرواح الشريرة، وقادة الشياطين. إنهم ينشئون هذه القواعد ويسيطرون على الناس باستخدام هذه الأقوال والقواعد المتعلقة بالخرافات، ويجعلون الناس يستمعون إليها. وإذا لم تستمع إليها، فإنهم يضربونك بشيء عنيف؛ أي يعاقبونك. بعض الناس لا يؤمنون بهذه المقولات الخرافية، ودائمًا ما تكون بيوتهم في حالة من الفوضى. وعندما يذهبون إلى أحد المعابد البوذية لقراءة الطالع، يُقال لهم: "يا إلهي، لقد انتهكت المحظور كذا وكذا. عليك أن تحفر التربة تحت منزلك، وتعدل المدخنة، وتغير الأثاث في منزلك، وتضع تعويذة على عتبة الباب. عندها لن تجرؤ تلك الشياطين الصغيرة على الاقتراب". الأمر في الواقع أن شيطانًا أكبر أخضع الشيطان الأصغر، لذلك لن يزعجك الشيطان الأصغر بعد ذلك. بهذه الطريقة، تصبح الحياة أكثر سلامًا بكثير. لم يصدق هذا الشخص ذلك في البداية، ولكن الآن عندما يراه يقول: "يا إلهي، لقد كان هناك حقًا شيطان صغير يسبب الكثير من المتاعب!" ليس لديه خيار سوى الإيمان بالأمر. أما أولئك الذين لا يؤمنون بالله ويحاولون تدبر أمورهم والبقاء على قيد الحياة في هذا العالم فيسيطر عليهم الأشرار سيطرة كاملة، دون أن يكون لهم الحق أو أي مجال للاختيار لأنفسهم؛ فهم مضطرون إلى الإيمان. من ناحية أخرى، لمن يؤمنون بالله من بينكم، إذا كنت تصر على هذه الأفكار، أو وجهات النظر، أو الأمور الدينية المتعلقة بالخرافات أو التقاليد، وإذا كنت تحتفل بأعيادهم، وتؤمن بأقوالهم، وتواصل تقاليدهم وطرق حياتهم ومواقفهم من الحياة، ومصدر سعادتك في الحياة قائم على هذه الأقوال، فأنت تقول لله بلسان الحال: "أنا لا أؤمن بترتيباتك، ولا أريد أن أقبلها"، وأنت أيضًا تقول للأرواح الشريرة والشياطين النجسة والشيطان بلسان الحال: "حسنًا، أنا أؤمن بأقوالكم، وأنا على استعداد للتعاون معكم". ولأنك من حيث المواقف المختلفة التي تتمسك بها، وأفكارك ووجهات نظرك وممارساتك، لا تقبل الحق، بل تتوافق مع أفكار الأرواح الشريرة والشياطين النجسة والشيطان ووجهات نظرهم، وتنفذ أفكارهم ووجهات نظرهم بينما تتصرف وتعمل، فأنت بالتالي تعيش تحت سلطتهم، وبما أنك على استعداد للعيش تحت سلطتهم، وصنع الجياوزي عندما تخرج وأكل المعكرونة عندما تعود إلى المنزل، وتضطر إلى أكل كعك الأرز والسمك خلال السنة الصينية الجديدة، إذن سايرهم. أنت لا تحتاج إلى الإيمان بالله، ولا تحتاج إلى إعلان أنك تؤمن بالله. في كل مكان وفي كل أمر، أنت ترى الناس والأشياء، وتتصرف وتعمل، وتعيش وتحيا وفقًا لطريقة الحياة، والأفكار، ووجهات النظر التي غرسها الشيطان فيك، أو وفقًا للمفاهيم الدينية، ولا علاقة بما تفعله بما علَّمك الله إياه أو بالحق. هذا يعني أنك حقًا من أتباع الشيطان. وبما أنك تتبع الشيطان في قلبك، فلماذا لا تزال جالسًا هنا؟ لماذا لا تزال تستمع إلى العظة؟ أليس هذا انخراطًا في الخداع؟ أليس هذا تجديفًا على الله؟ بما أنك مهووس بالتقاليد، والخرافات، والمفاهيم الدينية التي غرسها الشيطان، ومتورط فيها، ولا تزال لديك روابط عالقة بها، ينبغي لك ألا تؤمن بالله بعد الآن. ينبغي عليك البقاء في المعبد البوذي، وإشعال البخور، والسجود، وإجراء القرعة، وترديد النصوص المقدسة. ينبغي عليك ألا تبقى في بيت الله، فأنت لا تستحق الاستماع إلى كلام الله أو قبول إرشاده. لذا، بما أنك تعلن أنك من أتباع الله، فعليك التخلي عن هذه التقاليد العائلية، والخرافات، والمفاهيم الدينية. حتى طرق حياتك الأساسية: ما دامت تنطوي على تقاليد وخرافات، ينبغي عليك التخلي عنها وعدم التمسك بها. إن أكثر ما يزدريه الله هو التقاليد البشرية، وأيام الأعياد، والعادات، وقواعد العيش المعينة المستمدة من الثقافة الشعبية ومن العائلة، والتي وراءها تفسيرات معينة. على سبيل المثال، بعض الناس يضعون مرآة على عتبة الباب عند بناء المنزل، قائلين إنها تستخدم لطرد الأرواح الشريرة. أنت تؤمن بالله، ومع ذلك لا تزال تخاف الشياطين؟ أنت تؤمن بالله، فكيف لا تزال الشياطين قادرة على إزعاجك بهذه السهولة؟ هل أنت مؤمن حقيقي بالله؟ خلال السنة الصينية الجديدة، إذا قال أحد الأطفال شيئًا سيئ الحظ مثل: "إذا مت"، أو "إذا ماتت أمي"، فإنهم سرعان ما يتبعون ذلك بقولهم: "كلام طفل لا يمكن أن يكسر المحظورات، كلام طفل لا يمكن أن يكسر المحظورات". إنهم يرتعبون خوفًا، خشية أن يتحقق كلامه. ما الذي تخشاه أنت؟ حتى لو تحقق، هل يمكنك ألا تتقبل هذا الواقع؟ هل يمكنك مقاومته؟ ألا ينبغي عليك قبوله من الله؟ لا توجد محظورات عند الله، فقط توجد أشياء تتفق مع الحق أو لا تتفق معه. لا ينبغي عليك بوصفك مؤمنًا بالله أن تلتزم بأي محظورات، بل يجب أن تتعامل مع هذه الأمور وفقًا لكلام الله ومبادئ الحق.

تتضمن شركة اليوم موضوعات تتعلق بكيفية تكييف العائلات للتقاليد، والخرافات، والدين في الناس. على الرغم من أننا قد لا نعرف الكثير عن هذه الموضوعات، إلا أنه يكفي أن أخبرك من خلال الشركة بنوع السلوك الذي يجب أن تتمسك به، وكيف يجب أن تتعامل معها وفقًا لكلام الله والمبادئ. الممارسة التي يجب أن تتمسك بها على أقل تقدير هي التخلي عما يتعلق بهذه الموضوعات، وعدم الاحتفاظ بها في قلبك أو الحفاظ عليها كأسلوب حياة طبيعي. ما ينبغي عليك فعله أكثر هو التخلي عنها وعدم الانزعاج منها أو التقيّد بها. لا ينبغي أن تحكم على حياتك وموتك، وحظك ومصائبك بناءً عليها، وبالطبع لا ينبغي لك أن تواجه طريقك المستقبلي أو تختاره بناءً عليها. إذا رأيت قطة سوداء عندما تخرج، وقلت: "هل سيكون اليوم مشؤومًا؟ هل سيحدث أمر سيئ؟" كيف تكون وجهة النظر هذه؟ (إنها غير صحيحة). ما الذي يمكن أن تفعله القطة لك؟ حتى لو كانت هناك أقوال متعلقة بالخرافات حول هذا الموضوع، فهذه لا علاقة لها بك، لذا لا داعي للخوف. لا تخف حتى من نمر أسود، فما بالك بقطة سوداء. كل شيء بيد الله، وينبغي عليك ألا تخاف من الشيطان أو أي أرواح شريرة، فضلًا عن قطة سوداء. إذا لم يكن في قلبك أي محظورات، ولا تسعى سوى إلى الحق، وتؤمن بأن كل شيء بيد الله، حتى لو كانت هناك أقوال معينة حول هذا الأمر أو أنه قد يجلب لك سوء الحظ، فلا داعي للقلق. على سبيل المثال، تسمع فجأة في أحد الأيام بومة تنعق بجانب سريرك. يقال في الفولكلور الصيني: "لا تخف من نعيق البومة، بل خف من ضحكها". هذه البومة تنعق وتضحك في آن واحد، مما يصيبك بالرعب ويؤثر قليلًا في قلبك. ولكن فكِّر للحظة: "ما قُدِّر له أن يحدث سيحدث، وما لم يُقدَّر له أن يحدث لن يسمح الله بحدوثه. أنا بين يدي الله، وكذلك كل شيء آخر. أنا لست خائفًا أو متأثرًا بهذا. سأعيش كما ينبغي أن أعيش، وسأسعى إلى الحق، وأمارس كلام الله، وأخضع لكل ترتيبات الله. هذا لا يمكن أن يتغير أبدًا!" عندما لا يمكن أن يزعجك أي شيء، فهذا أمر صحيح. إذا راودك حلم سيئ ذات يوم، وفقدت أسنانك، وسقط شعرك، وكسرت إناءً، ورأيت نفسك ميتًا، وكل الأشياء السيئة الأخرى تحدث في وقت واحد في حلم ما، فلا شيء من هذه المشاهد يبشرك بالخير؛ فكيف سيكون رد فعلك؟ هل ستشعر بالاكتئاب؟ هل ستشعر بالضيق؟ هل ستتأثر؟ ربما كنت قد شعرت في الماضي بالضيق لمدة شهر أو شهرين، وفي النهاية لم يحدث شيء، لذا يمكنك أن تتنفس الصعداء. لكنك الآن لا تشعر سوى بقليل من الانزعاج، وبمجرد أن تفكر أن كل شيء في يد الله، سرعان ما يهدأ قلبك. تأتي أمام الله بموقف خاضع، وهذا صحيح. حتى لو كانت هذه الأمور المنذرة بالشؤم تؤدي حقًا إلى حدوث شيء سيئ، فثمة طريقة لعلاجها. كيف يمكنك علاجها؟ أليست الأمور السيئة أيضًا بيد الله؟ بدون سماح من الله، لا يمكن للشيطان والأبالسة أن يؤذوا حتى شعرة واحدة من جسدك، لا سيما في الأمور التي تتعلق بالحياة والموت، فالأمر ليس بيدها. بدون سماح من الله لن تحدث هذه الأمور الكبيرة والصغيرة. لذا، مهما كانت الظواهر السيئة التي تشاهدها في حلم ذات ليلة، أو أي شيء غير عادي قد تشعر به في جسدك، لا تقلق ولا تشعر بالاضطراب، وبالتأكيد لا تفكر في التجنب، أو الرفض، أو المقاومة. لا تحاول استخدام أساليب بشرية مثل دمى الشعوذة، أو عقد جلسات تحضير الأرواح، أو إجراء القرعة، أو قراءة الطالع، أو البحث عن معلومات على الإنترنت لتجنب هذه المخاطر. ليست هناك حاجة لأي من ذلك. من الممكن أن يشير حلمك إلى أن شيئًا سيئًا سيحدث بالفعل، مثل الإفلاس، أو انخفاض أسهمك، أو استيلاء آخرين على تجارتك، أو إلقاء الحكومة القبض عليك أثناء أحد الاجتماعات، أو الإبلاغ عنك أثناء التبشير بالإنجيل، وما إلى ذلك. وإن يكن؟ كل شيء في يد الله؛ لا تخف، ولا تقلق، ولا تحزن، ولا تخشى أي أمور سيئة لم تحدث بعد، وبالطبع لا تقاوم حدوث أي أمور سيئة أو تعارضها. افعل ما يجب أن يفعله الكائن المخلوق، وقم بمسؤولياتك والتزاماتك ككائن مخلوق، واتخذ الموقف والمنظور الذي يجب أن يتبناه الكائن المخلوق؛ هذا هو الموقف الذي يجب أن يتبناه الجميع عند مواجهة الأمور؛ أي القبول والتسليم، وترك الأمور لترتيبات الله دون شكوى. بهذه الطريقة، لن تكون أي أقوال، أو عواقب دينية أو تقليدية أو تتعلق بالخرافات مشكلة لك، ولن تسبب أي إزعاج؛ إذ ستخرج حقًا من تحت سلطة الشيطان ومن التأثير الظلامي، ولن يسيطر عليك التأثير الظلامي أو أي أفكار للشيطان. إن أفكارك، وروحك، وكيانك كله، ستُخضع وتُربح بكلام الله. أليست هذه حرية؟ (بلى). هذه هي الحرية الكاملة، والعيش في تحرر وحرية، وامتلاك شبه الإنسان. ما أعظم هذا!

هذا هو في الأساس المحتوى المتضمن في شركة اليوم. أما فيما يتعلق ببعض المحظورات في عادات الحياة اليومية، على سبيل المثال، ما الطعام الذي لا يجب تناوله عند الإصابة بأمراض معينة، وبعض الناس لا يستطيعون تناول الطعام الحار لأنهم يعانون من حرارة داخلية مفرطة، فهذه لا تتعلق بكيفية تصرف المرء أو بأي أفكار ووجهات نظر، فضلًا عن أنها لا تتعلق بالطريق الذي يسلكه المرء. هذه ليست ضمن نطاق شركتنا. يتعلق موضوع شركتنا الذي يتضمن التكييف العائلي بأفكار الناس ووجهات نظرهم، وطريقة حياتهم العادية، وقواعد حياتهم، بالإضافة إلى أفكارهم، ووجهات نظرهم، ومواقفهم، ومنظوراتهم تجاه مختلف الأشياء. من خلال معالجة هذه الأفكار، ووجهات النظر، والمواقف غير الصحيحة من كل النواحي، فإن الأمر التالي الذي يجب أن يدخل فيه الأفراد هو طلب الأفكار، ووجهات النظر، والمواقف، والمنظورات الصحيحة تجاه الأشياء وقبولها. حسنًا، هذا كل شيء بالنسبة إلى الشركة حول موضوع اليوم. إلى اللقاء!

25 مارس 2023

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.