كيفية السعي إلى الحق (12) الجزء الأول
في الاجتماعات القليلة الماضية، قدمنا شركة حول موضوعات متعلقة بالزواج في "التخلي عن مساعي الناس وتطلُّعاتهم ورغباتهم"، ألم نفعل؟ (بلى). لقد انتهينا في الأساس من الشركة حول الموضوعات المتعلقة بالزواج. يجب هذه المرة أن نقدم شركة حول الموضوعات المتعلقة بالعائلة. لننظر أولاً إلى ما تتضمنه العائلة من جوانب تنطوي على مساعي الناس وتطلُّعاتهم ورغباتهم. ليس مفهوم العائلة غريبًا على الناس. أول ما يتبادر إلى أذهان الناس متى ما طُرح هذا الموضوع يتضمن أشياءً مثل تكوين العائلة وأفرادها، وما تتضمنه العائلة من بعض الشؤون والأشخاص. ثمة العديد من هذه الموضوعات التي تدخل فيها العائلة. هل للصور والأفكار الموجودة في ذهنك – أيًا كان عددها – علاقة بـ"التخلي عن مساعي الناس وتطلُّعاتهم ورغباتهم"، وهو ما سنقدم شركة حوله اليوم؟ قبل أن نبدأ شركتنا، أنت لا تعرف حقًا ما إذا كان ثمة رابط بين هذه الأمور. لذا، قبل أن ننتقل إلى الشركة، هل يمكنكم أن تخبروني ما هي العائلة في أذهان الناس، أو أي شيء يمكنكم التفكير فيه مما يجب التخلي عنه عندما يتعلق الأمر بالعائلة؟ لقد تحدثنا سابقًا عن عدة جوانب تتعلق بمساعي الناس وتطلُّعاتهم ورغباتهم، فهل حددتم ما يتضمنه كل جانب من جوانب هذا الموضوع الذي قدمنا حوله شركة؟ أيًا كانت الجوانب التي ينطوي عليها هذا الموضوع، فما يحتاج الناس إلى التخلي عنه ليس هو الأمر في حد ذاته، بل الأفكار والآراء الخاطئة التي يتناولونه بها، وكذلك مختلف المشكلات التي يعاني منها الناس فيما يتعلق بهذا الأمر. هذه المشكلات المختلفة هي صُلب ما يجب أن نقدم شركة حوله فيما يتعلق بهذه الجوانب. هذه المشكلات المختلفة هي المشكلات التي تؤثر في سعي الناس إلى الحق، أو بالأحرى بتعبير أدق، هي كل المشكلات التي تحول بين سعي الناس إلى الحق والدخول فيه. وهذا يعني أنه إذا كانت هناك انحرافات أو مشكلات في معرفتك بمسألة ما، فستوجد أيضًا مشكلات مقابلة في موقفك أو نهجك أو تعاملك مع هذه المسألة، وهذه المشكلات المقابلة هي الموضوعات التي نحتاج إلى عقد شركة حولها. لماذا نحتاج إلى عقد شركة حولها؟ لأن هذه المشكلات لها تأثير كبير أو طاغٍ على سعيك إلى الحق وعلى وجهات نظرك الصحيحة المستندة إلى المبادئ فيما يتعلق بمسألة ما، وهي تؤثر بطبيعة الحال أيضًا على نقاء أسلوب ممارستك فيما يتعلق بهذه المسألة، وكذلك على مبادئك في التعامل معها. مثلما قدمنا شركة حول موضوعات الاهتمامات الشخصية والهوايات والزواج، فإننا نقدم شركة حول موضوع العائلة لأن لدى الناس العديد من الأفكار والآراء والمواقف الخاطئة حول العائلة، أو لأن العائلة نفسها تمارس العديد من التأثيرات السلبية على الناس، وهذه التأثيرات السلبية ستقودهم بطبيعة الحال إلى تبني أفكار وآراء غير صحيحة. هذه الأفكار والآراء غير الصحيحة ستؤثر في سعيك إلى الحق، وستقودك إلى التطرف، فمتى ما واجهت أمورًا متعلقة بالعائلة، أو واجهت مشكلات متعلقة بالعائلة، لن تكون لديك الآراء الصحيحة أو الطريق الصحيح للاقتراب من هذه الأمور والمشكلات أو التعامل معها، أو لعلاج مختلف المشكلات التي تؤدي إلى ظهورها. هذا هو مبدأ شركاتنا حول كل موضوع، وأيضًا المشكلة الرئيسية التي لا بد من علاجها. إذن، فيما يتعلق بموضوع العائلة، هل يمكنكم أن تفكروا في التأثيرات السلبية التي تمارسها العائلة عليكم، وما الطرق التي تعيق العائلة سعيكم إلى الحق من خلالها؟ في سياق إيمانك، وأداء واجبك، وبينما أنت تسعى إلى الحق أو تطلب مبادئ الحق، وتمارس الحق، ما الطرق التي تؤثر بها العائلة في تفكيرك، ومبادئ سلوكك، وقيمك، ونظرتك إلى الحياة، وتعيق ذلك من خلال هذه الطرق؟ بعبارة أخرى، لقد وُلدتَ في عائلة، فما المؤثرات والأفكار والآراء الخاطئة، وما هي العوائق والعقبات التي تجلبها هذه العائلة إلى حياتك اليومية بصفتك مؤمنًا، وإلى سعيك إلى الحق ومعرفتك به؟ مثلما أنَّ الشركة حول موضوع الزواج تتبع مبدأ ما، ينطبق الأمر نفسه على الشركة حول موضوع العائلة. إنها لا تتطلب أن تتخلى عن مفهوم العائلة بالمعنى الرسمي، أو من حيث تفكيرك وآرائك، ولا أن تتخلى عن عائلتك الفعلية والجسدية، أو أي فرد من أفراد عائلتك الجسدية. ما تتطلبه هو أن تتخلص من مختلف المؤثرات السلبية التي تمارسها العائلة نفسها عليك، وأن تتخلى عن العوائق والتعطيلات التي تسببها العائلة نفسها لسعيك إلى الحق. وبشكل أكثر تحديدًا، يمكن القول إن عائلتك تسبب تعقيدات ومتاعب محددة ودقيقة يمكن أن تشعر بها وتختبرها في سياق سعيك للحق وأداء واجبك، وهي تقيّدك بحيث لا تستطيع أن تجد الانطلاق أو تؤدي واجباتك بفعالية وتسعى إلى الحق. هذه التشابكات والمتاعب تصعِّب عليك التخلص من القيود والتأثيرات التي تسببها كلمة "العائلة" أو ما تنطوي عليه من الأشخاص أو الشؤون، وتشعِرك بالقهر في مسار إيمانك وأداء واجبك بسبب وجود العائلة أو بسبب أي مؤثرات سلبية تمارسها العائلة عليك. كذلك، غالبًا ما تصيب هذه التشابكات والمتاعب ضميرك وتمنع جسدك وعقلك من أن يجدا الانطلاق، وكثيرًا ما تدفعك إلى الشعور بأنك إذا خالفت الأفكار والآراء التي اكتسبتها من عائلتك فلن تكون لديك إنسانية وستفقد أخلاقك والحد الأدنى من معايير السلوك ومبادئه. عندما يتعلق الأمر بالمشكلات العائلية، فإنك غالبًا ما تحوم بين الخط الأحمر للأخلاق وبين ممارسة الحق، وغالبًا ما تكون غير قادر على إيجاد الانطلاق وانتشال نفسك. ما المشكلات الموجودة تحديدًا؛ هل يمكنكم التفكير في أي منها؟ هل تشعرون في حياتكم اليومية في أي وقت من الأوقات ببعض الأشياء التي ذكرتها للتو؟ (من خلال شركة الله، أتذكر أنه بسبب بعض الآراء الخاطئة بشأن عائلتي، لم أستطع ممارسة الحق، وشعرت بتأنيب الضمير حيال ممارسته. في السابق، عندما كنت قد انتهيت للتو من دراستي وأردت أن أكرس نفسي لأداء واجبي، كنت أشعر بتضارب في داخلي. شعرت أنه نظرًا لأن أسرتي قامت بتربيتي وتمويل دراستي طوال هذا الوقت، إذا لم أكسب المال وأعيل أسرتي بعد أن تخرجت من الجامعة، فسأكون ابنًا عاقًا وأفتقر إلى الإنسانية، مما أثقل ضميري. في ذلك الوقت، عانيت مع هذا الأمر لعدة أشهر، حتى وجدت في النهاية مخرجًا في كلام الله، وقررت أن أبذل قصارى جهدي لأداء واجبي. أشعر أن هذه الآراء الخاطئة عن العائلة تؤثر في الناس بالفعل). هذا مثال نموذجي. هذه هي الأغلال غير المرئية التي تضعها العائلة على الناس، وكذلك المتاعب التي تسببها مشاعر الناس أو أفكارهم أو آراؤهم حول عائلاتهم فيما يتعلق بحياتهم ومساعيهم وإيمانهم. إنَّ هذه المشكلات تخلق ضغطًا وعبئًا في أعماق قلبك إلى حد ما، مما يولِّد في أعماقك بعض المشاعر السيئة من حين لآخر. من يستطيع أن يضيف أي شيء آخر؟ (يا الله، أنا أرى أنني – كابن قد صار الآن بالغًا – يجب أن أظهر بر الوالدين وأهتم بكل هموم والديّ ومشكلاتهما. لكن لأنني أقوم بواجبي بدوام كامل، لا أستطيع أن أكون بارًا بوالديّ أو أن أقوم ببعض الأشياء من أجلهما. عندما أرى أنَّ والداي لا يزالان يعافران لكسب لقمة العيش، أشعر في قلبي أنني مدين لهما. كدت في بداية إيماني بالله أن أخونه بسبب هذا). هذا أيضًا أحد الآثار السلبية للتكيف الثقافي الناتج عن عائلة المرء، والتي يتركها على تفكير المرء وأفكاره. كدت أن تخون الله، لكن بعض الناس خانوا الله بالفعل. بعض الناس لم يستطيعوا التخلي عن عائلاتهم بسبب مفاهيمهم العائلية القوية. وفي النهاية اختاروا الاستمرار في العيش من أجل عائلاتهم وتخلوا عن أداء واجباتهم.
كل شخص له عائلة، وكل شخص ينشأ في عائلة مميزة، وينحدر من بيئة عائلية مميزة. العائلة مهمة جدًا بالنسبة إلى الجميع، وهي شيء يترك أكبر الأثر في حياة الإنسان، هي شيء من أعماقه يصعب تركه والتخلي عنه. ليس ما لا يستطيع الناس التخلي عنه وما يجدون صعوبة في التخلي عنه هو منزل العائلة أو كل ما فيه من أجهزة وأوانٍ وأغراض، بل أفرادها الذين يشكلون تلك العائلة، أو الأجواء والمودة التي تسري فيها. هذا هو مفهوم العائلة في أذهان الناس. على سبيل المثال، الأفراد الأكبر سنًا في العائلة (الأجداد والوالدان)، ومَن هم في عمرك (الإخوة والأخوات والزوج أو الزوجة)، والجيل الأصغر سنًا (أولادك): هؤلاء هم الأفراد المهمون في مفهوم الناس للعائلة، وهم أيضًا عناصر مهمة في كل عائلة. ماذا تعني العائلة للناس؟ إنها تعني للناس سندًا عاطفيًا ومرتكزًا روحيًا. ماذا تعني العائلة أيضًا؟ مكان ما يمكن للمرء أن يجد فيه الدفء، حيث يمكن للمرء أن يفصح عن كل مكنونات قلبه، أو أن يكون متساهلًا ومتقلب المزاج. يقول البعض إن العائلة هي ملاذ آمن؛ مكان يمكن للمرء أن يستمد منه السند العاطفي، وهي حيث تبدأ حياة الإنسان. ماذا أيضًا؟ صفوها أنتم لي. (يا الله، أعتقد أن بيت العائلة هو المكان الذي يكبر فيه الناس، وهو المكان الذي يؤنس فيه أفراد العائلة بعضهم بعضًا ويعتمد بعضهم على بعض). جميل جدًا. ماذا أيضًا؟ (كنت أعتقد أن العائلة ملاذ مريح، فمهما عانيت من ظلم في العالم الخارجي، متى ما عدت إلى البيت، كان يمكن لعودتي أن تريح مزاجي وروحي من كل النواحي بسبب دعم عائلتي وتفهمها، لذلك شعرت أن العائلة ملاذ آمن بهذا المعنى). بيت العائلة هو مكان مليء بالراحة والدفء، أليس كذلك؟ العائلة مهمة في أذهان الناس. فكلما شعر الشخص بالسعادة، يأمل أن يشارك عائلته فرحته؛ وكلما شعر الشخص بالضيق والحزن، يأمل بالمثل أن يبوح بمشكلاته لعائلته. متى ما اختبر الناس أي مشاعر فرح أو غضب أو حزن أو سعادة، فإنهم يميلون إلى مشاركتها مع عائلاتهم، دون الشعور بأي ضغط أو عبء على الإطلاق. فالعائلة بالنسبة إلى كل شخص هي شيء دافئ وجميل، وهي نوع من القوت للروح لا يمكن للناس التخلي عنه أو الاستغناء عنه في أي مرحلة من مراحل حياتهم، وبيت العائلة هو المكان الذي يوفر دعمًا هائلًا لعقل الإنسان وجسده وروحه. لذلك، فإن العائلة جزء لا غنى عنه في حياة كل شخص. ولكن ما هو نوع التأثيرات السلبية التي يضعها هذا المكان، الذي هو مهم جدًا لوجود الناس وحياتهم، على سعيهم إلى الحق؟ بادئ ذي بدء، يمكن القول بكل تأكيد إنه مهما كانت أهمية العائلة في وجود الناس وحياتهم، ومهما كان دورها ووظيفتها في وجودهم وحياتهم، فإنها لا تزال تخلق للناس في طريق سعيهم إلى الحق مشكلات كبيرة وصغيرة على حدٍ سواء. في حين أنَّ العائلة لها دور مهم في مسار سعي الناس إلى الحق، فإنها أيضًا تخلق جميع أنواع الاضطرابات والمشكلات التي يصعب تجنبها. معنى هذا أنه في سياق سعي الناس للحق وممارستهم له، فإن مختلف المشكلات النفسية والأيديولوجية التي تخلقها العائلة، إضافة إلى المشكلات المتعلقة بالجوانب الرسمية، تسبب للناس الكثير من المشكلات. إذن ما الذي تنطوي عليه هذه المشكلات تحديدًا؟ في أثناء سعيهم إلى الحقّ، اختبر الناس هذه المشكلات فعلًا بالطبع بتفاوت في العدد والحجم، لكنّهم لم يفكروا فيها ويتأملوا فيها بعناية لمعرفة ما المشكلات الكامنة فيها بالضبط. وعلاوةً على ذلك، هم لم يدركوا جوهر هذه المشكلات، ناهيك عن مبادئ الحق التي يجب أن يفهمها الناس ويلتزموا بها. لذا، دعونا اليوم نقدم شركة حول موضوع العائلة، والمشكلات والعوائق التي تضعها العائلة في طريق سعي الناس إلى الحق، وما هي المساعي والتطلُّعات والرغبات التي يجب على الناس أن يتخلوا عنها عندما يتعلق الأمر بمسألة العائلة. هذه مشكلة حقيقية جدًا.
رغم أن موضوع العائلة موضوع كبير، فإنه يطرح مشكلات محددة. والمشكلة التي سنقدم شركة حولها اليوم هي التأثير السلبي والتدخلات والعوائق التي يواجهها الناس الذين هم على طريق السعي للحق، نتيجة العائلة. ما أول مشكلة يجب على المرء أن يتخلص منها فيما يتعلق بالعائلة؟ إنها الهوية التي يرثها المرء من الأسرة. هذه مسألة مهمة. لنتحدث تحديدًا عن مدى أهمية هذه المسألة. كل شخص ينحدر من عائلة مميزة، لكل منها خلفيتها وبيئتها المعيشية المميزة، ونوعية حياتها الخاصة، وطريقتها المحددة للعيش وعادات حياتها. وكل شخص يرث هوية متميزة من البيئة المعيشية لعائلته وخلفيتها. هذه الهوية المميزة لا تمثل فقط القيمة الخاصة لكل شخص في المجتمع وبين الآخرين، بل هي أيضًا رمز وعلامة مميزة. فما الذي تدل عليه هذه العلامة؟ إنها تدل على ما إذا كان الشخص يُعتبر متميزًا في المجموعة التي ينتمي إليها أم متواضعًا. وتحدد هذه الهوية المميزة مكانة الشخص في المجتمع وبين الأشخاص الآخرين، وهذه المكانة موروثة من العائلة التي وُلد فيها. لذا، فإنَّ خلفيتك العائلية ونوع الأسرة التي تعيش فيها مهمان للغاية، لأن لهما تأثير على هويتك ومكانتك بين الآخرين وفي المجتمع. إذن، هويتك ومكانتك تحددان ما إذا كانت مكانتك في المجتمع متميزة أم متواضعة، وما إذا كنت محترمًا ومبجلًا وموضع تقدير من قبل الآخرين، أو ما إذا كنت محتقرًا ومُعرَّضًا للتمييز ضدك وتدوسك أقدام الآخرين. وتحديدًا لأن الهوية التي يرثها الناس من عائلاتهم تؤثر في وضعهم ومستقبلهم في المجتمع، فإن هذه الهوية الموروثة بالغة الحيوية والأهمية بالنسبة إلى كل شخص. وتحديدًا لأنها تؤثر في هيبتك ومكانتك وقيمتك في المجتمع، وإحساسك بالتشريف أو الإذلال في هذه الحياة، فأنت نفسك تميل أيضًا إلى إيلاء أهمية كبيرة لخلفيتك العائلية والهوية التي ترثها من عائلتك. هذا أمر مهم ومميز للغاية لك في مسار وجودك لما له من تأثير هائل عليك. تحتل هذه المسألة مكانًا شديد الأهمية في أعماق نفسك لأنها مسألة مهمة ومتميزة للغاية، وهي مهمة جدًا في نظرك. ليست الهوية التي ترثها من عائلتك عظيمة الأهمية بالنسبة إليك فحسب، بل إنك أيضًا تنظر إلى هوية أي شخص تعرفه أو لا تعرفه من المنظور نفسه، وبالعينين نفسهما وبالطريقة نفسها، وتستخدم هذه النظرة لتقييم هوية كل شخص تتواصل معه. أنت تستخدم هويته للحكم على شخصيته، وتحديد كيفية التعامل والتواصل معه – ما إذا كنت ستتواصل معه على أساس ودّي وندِّي، أم أنك ستكون تابعًا له وتنفذ كل كلمة من كلامه، أم أن تتفاعل معه ببساطة وتنظر إليه بعين الاحتقار والتمييز، أو حتى أن ترتبط به وتتفاعل معه بطريقة غير إنسانية وعلى نحو يفتقر إلى الندية. هذه الطرق في رؤية الناس والتعامل مع الأشياء تتحدد بدرجة كبيرة بناءً على الهوية التي يكتسبها المرء من عائلته. إنَّ خلفية عائلتك ومكانتها تحدد نوع المكانة الاجتماعية التي ستحظى بها، ونوع المكانة التي ستحظى بها تحدد الطرق التي ترى بها الناس والأشياء والمبادئ التي تتعامل معهم على أساسها. ولذلك، فإنَّ الموقف والطرق التي يتبناها الشخص في التعامل مع الأشياء، يعتمد إلى حد كبير على الهوية التي ورثها من عائلته. لماذا أقول "إلى حد كبير"؟ هناك بعض الحالات الخاصة التي لن نتحدث عنها. الوضع بالنسبة إلى الغالبية العظمى من الناس هو كما وصفته للتو. يميل الجميع إلى التأثر بالهوية والمكانة الاجتماعية التي يكتسبها من عائلته، ويميلون أيضًا إلى تبني طرق مقابلة لرؤية الناس والأشياء والتعامل معهم وفقًا لهذه الهوية والمكانة الاجتماعية؛ وهذا أمر طبيعي جدًا. ولأنه أمر حتمي ولأن نظرة المرء للوجود تأتي بشكل طبيعي من عائلته، تعتمد أصل نظرة الشخص للوجود وطريقة حياته على الهوية التي يرثها من عائلته. تحدد الهوية التي يرثها الإنسان من عائلته الطرق والمبادئ التي يرى بها الناس والأشياء ويتعامل بها معهم، كما تحدد موقفه عند الاختيار واتخاذ القرارات في سياق رؤية الناس والأشياء والتعامل معهم. وهذا يؤدي حتماً إلى ظهور مشكلة خطيرة جدًا لدى الناس. إنَّ منشأ أفكار الناس ووجهات نظرهم في رؤية الناس والأشياء والتعامل معهم يتأثر حتمًا بالعائلة من ناحية، ويتأثر، من ناحية أخرى، بالهوية التي يرثها الشخص من عائلته، ومن الصعب جدًا على الناس الابتعاد عن هذا التأثير. ونتيجة لذلك، لا يستطيع الناس أن يعاملوا أنفسهم بشكل صحيح وعقلاني ومنصف، أو أن يعاملوا الآخرين بإنصاف، ولا يستطيعون أيضًا أن يعاملوا الناس وكل شيء بطريقة تتفق مع مبادئ الحق التي علّمهم الله إياها. عوضًا عن ذلك، هم مرنون في طريقة تعاملهم مع الأمور وتطبيقهم للمبادئ واتخاذهم للخيارات، بناءً على الاختلافات بين هويتهم وهوية الآخرين. وبما أن طرق الناس في رؤية الأشياء والتعامل معها في المجتمع وبين الناس الآخرين تتأثر بمكانة عائلتهم، فلا بد أن هذه الطرق تتعارض مع المبادئ والطرق التي تواصل بها الله مع الناس بخصوص التعامل مع الأشياء. ولكي نكون أكثر دقة، لا بد أن هذه الطرق معادية للمبادئ والطرق التي علَّمها الله للناس، ولا بد أنها تتضارب معها وتخالفها. إذا كانت طرق الناس في القيام بالأشياء مبنية على الهوية والمكانة الاجتماعية التي يرثونها من عائلاتهم، فمن الحتمي أنهم سيتبنون طرقًا ومبادئ مختلفة أو خاصة للقيام بالأشياء، بسبب هوياتهم المميزة أو الخاصة وهويات الآخرين المميزة والخاصة. هذه المبادئ التي يتبنونها ليست الحق، ولا تتفق مع الحق. إنها لا تخالف الإنسانية والضمير والعقل فحسب، بل الأخطر من ذلك أنها تنتهك الحق، لأنها تحدد ما يجب أن يقبله الإنسان أو يرفضه بناءً على تفضيلاته ومصالحه، وإلى أي مدى يضع الناس مطالب بعضهم على بعض. ولذلك، في هذا السياق، فإن المبادئ التي يرى بها الناس الأشياء ويتعاملون بها معها، غير عادلة ولا تتفق مع الحق، وهي مبنية بالكامل على احتياجات الناس العاطفية وحاجتهم إلى الربح. وبغض النظر عما إذا كنت قد ورثت هوية متميزة أو وضيعة من عائلتك، فإن هذه الهوية تحتل مكانة في قلبك، بل إنها تحتل مكانة مهمة جدًا في حالة بعض الناس. لذا، إن كنت تريد أن تسعى إلى الحق، فإنَّ هذه الهوية ستؤثر حتمًا في سعيك إلى الحق وتتداخل معه؛ وهذا يعني أنك في عملية السعي إلى الحق ستواجه حتمًا مشكلات مثل كيفية التعامل مع الناس وكيفية التعامل مع الأشياء. عندما يتعلق الأمر بهذه المشكلات والمسائل المهمة، ستنظر حتمًا إلى الناس والأشياء من خلال تبني وجهات النظر أو الآراء المرتبطة بالهوية التي ورثتها من عائلتك، ولا يسعك إلا أن تستخدم هذه الطريقة البدائية أو الاجتماعية في رؤية الناس والتعامل مع الأشياء. وسواء أكانت الهوية التي تكتسبها من عائلتك تجعلك تشعر بأن مكانتك في المجتمع متميزة أو متدنية، فسيكون لهذه الهوية تأثير في سعيك للحق، وفي نظرتك الصحيحة للحياة، وطريقك الصحيح في السعي إلى الحق. وبشكل أدق، سيكون لها تأثير في مبادئك للتعامل مع الأشياء. هل تفهم؟
إنَّ العائلات المختلفة تجلب للناس هويات وأوضاع اجتماعية مختلفة. يستمتع الناس ويتلذذون بالحصول على مكانة اجتماعية جيدة وهوية متميزة، في حين يشعر أولئك الذين يرثون هويتهم من أسرة متواضعة ومتدنية بالدونية والإحراج في مواجهة الآخرين، ويشعرون أيضًا بأنهم لا يؤخذون على محمل الجد أو لا يحظون بتقدير كبير. غالبًا ما يتعرض مثل هؤلاء الأشخاص أيضًا للتمييز ضدهم، مما يشعرهم في أعماق قلوبهم بالكرب وتدني التقدير للذات. على سبيل المثال، قد يكون آباء بعض الأشخاص وأمهاتهم من صغار ملاك الأراضي الذين يعملون في الأرض ويبيعون الخضروات؛ وقد يكون آباء بعض الأشخاص وأمهاتهم تجارًا لديهم أعمال تجارية صغيرة، مثل إدارة كشك في الشارع أو أن يكونوا باعة متجولين؛ وربما يعمل آباء بعض الأشخاص وأمهاتهم في المجال الحرفي يصنعون الملابس ويصلحونها أو يعتمدون على الحرف اليدوية لكسب الرزق وإعالة أسرهم بالكامل. قد يعمل بعض الآباء والأمهات في مجال الخدمات كعمال نظافة أو مربيات؛ وقد يعمل بعض الآباء والأمهات في مجال نقل النفايات أو النقل؛ وقد يعمل بعضهم مدلكين أو خبراء تجميل أو حلاقين، وقد يقوم بعض الآباء والأمهات بإصلاح الأشياء للناس مثل الأحذية والدراجات والنظارات وما إلى ذلك. وقد يتمتع بعض الآباء بمهارات حرفية أكثر تقدمًا ويقومون بإصلاح أشياء مثل المجوهرات أو الساعات، بينما قد يكون لبعض الآباء والأمهات وضع اجتماعي أدنى ويعتمدون على جمع النفايات وبيعها لإعالة أطفالهم وتربية أسرتهم. جميع هؤلاء الآباء والأمهات لديهم مكانة مهنية منخفضة نسبيًا في المجتمع، ومن الواضح أن المكانة الاجتماعية لجميع أفراد الأسرة ستكون منخفضة أيضًا نتيجة لذلك. لذا، فإنَّ الأشخاص الذين ينحدرون من هذه العائلات هم في نظر العالم من ذوي المكانة والهوية المتدنية. وتحديدًا لأن المجتمع يتبنى هذه الطريقة في رؤية هوية الشخص وقياس قيمته؛ إذا كان والداك من صغار ملاك الأراضي وسألك أحدهم: "ماذا يعمل والداك؟ ما وضع أسرتك؟"، فستجيب: "والداي... حسنًا، إنهما... الأمر لا يستحق الذكر"، ولن تجرؤ على قول ما يعملانه، لأنك تشعر بالحرج الشديد من ذكر ذلك. عندما يلتقي الناس بزملاء الدراسة والأصدقاء أو يخرجوا لتناول العشاء، فإنهم يقدمون أنفسهم ويتحدثون عن خلفيتهم العائلية اللطيفة أو مكانتهم الاجتماعية العالية. ولكن إذا كنت تنحدر من أسرة من صغار ملاك الأراضي أو التجار الصغار أو الباعة المتجولين، فلن ترغب في قول ذلك وستشعر بالخجل. ثمة مثل شائع في المجتمع يقول: "لا تسأل البطل عن أصوله". لهذه المقولة وقع نبيل جدًا، وهي تقدم لذوي المكانة الاجتماعية المتدنية بصيصًا من الأمل وبصيصًا من النور، كما توفر لهم شيئًا من الراحة. ولكن لماذا تحظى مثل هذه الجملة بشعبية كبيرة في المجتمع؟ هل لأن الناس في المجتمع يولون اهتمامًا كبيرًا لهويتهم وقيمتهم ومكانتهم الاجتماعية؟ (نعم). إن أولئك الذين ينحدرون من خلفيات متواضعة يفتقرون باستمرار إلى الثقة، لذلك يستخدمون هذه المقولة ليريحوا أنفسهم، وكذلك لطمأنة الآخرين، معتقدين أنه على الرغم من تواضع مكانتهم وهويتهم، فإنهم يتمتعون بتفوق ذهني، وهو أمر لا يمكن تعلمه. مهما كانت هويتك متواضعة، إذا كنت متفوقًا ذهنيًا، فهذا يثبت أنك شخص نبيل، وأنبل حتى من أصحاب الهوية والمكانة المتميزتين. ما المشكلة التي يشير إليها هذا الأمر؟ كلما زاد الناس من قول: "لا تسأل البطل عن أصوله"، أثبت ذلك بدرجة أكبر مدى اهتمامهم بهويتهم ومكانتهم الاجتماعية. ولا سيما عندما تكون هوية الشخص ومكانته الاجتماعية في غاية التواضع والتدني، فإنه يستخدم هذه المقولة ليواسي نفسه وليعوض عما في قلبه من فراغ وعدم رضا. بعض الناس يكون والداهم أسوأ حالًا حتى من التجار الصغار والباعة المتجولين، وصغار ملاك الأراضي والحرفيين، أو حتى أسوأ حالًا من الوالدين الذين يعملون في أي من تلك الوظائف التافهة والمتواضعة وخاصةً ذات الدخل المنخفض في المجتمع، لذا فإن الهوية والمكانة الاجتماعية التي يرثونها من آبائهم أكثر تدنيًا. على سبيل المثال، بعض الآباء والأمهات لديهم سمعة سيئة للغاية في المجتمع، فهم لا يقومون بالأعمال التي يجب أن يقوموا بها، وليس لديهم مهنة مقبولة اجتماعيًا أو دخل ثابت، لذلك يكافحون من أجل توفير نفقات المعيشة لأسرهم. وكثيراً ما يقامر بعض الآباء والأمهات ويخسرون المال مع كل مقامرة. وفي النهاية، تُترك الأسرة مفلسة ومعدمة وغير قادرة على تحمل النفقات اليومية. الأطفال الذين يولَدون في هذه الأسرة يرتدون ملابس رثة ويعانون من الجوع ويعيشون في فقر. ومتى ما عقدت المدرسة اجتماعات أولياء الأمور والمعلمين، فإنَّ أولياء أمورهم لا يحضرون أبدًا، ويعلم المعلمون أنهم ذهبوا للمقامرة. وغني عن القول أي نوع من الهوية والمكانة يحظى به هؤلاء الأطفال في نظر المعلمين وبين زملائهم في الفصل. محكوم على الأطفال الذين يولدون في هذا النوع من الأسر أن يشعروا أنهم لا يستطيعون رفع رؤوسهم عاليًا أمام الآخرين. حتى لو كانوا يستذكرون جيدًا ويعملون بجد، وحتى لو كانوا يتمتعون بالذكاء ومتميزين عن الآخرين، فإنَّ الهوية التي يرثونها عن هذه الأسرة قد حددت بالفعل مكانتهم وقيمتهم في أعين الآخرين؛ ويمكن لهذا أن يُشعِر الشخص بكبت وعذاب شديدين. من أين يأتي هذا العذاب والكبت؟ يأتي من المدرسة، ومن المدرسين، ومن المجتمع، وخاصةً من آراء البشر الخاطئة تجاه التعامل مع الناس. أليس كذلك؟ (بلى). بعض الآباء ليس لديهم سمعة سيئة للغاية في المجتمع لكنهم قاموا ببعض الأشياء البغيضة. خذ على سبيل المثال حالة الآباء الذين سُجنوا وحُكم عليهم بسبب اختلاسهم وتلقيهم رشاوى، أو لأنهم خالفوا القانون بالإتيان بعمل غير قانوني أو انخرطوا في المضاربة والاستغلال. والنتيجة هي أن لهم تأثير سلبي ومعاكس على أسرهم، من خلال إجبار أفراد أسرهم على تحمل هذا العار إلى جانبهم. لذا، الانتماء إلى هذا النوع من العائلات له تأثير أكبر على هوية الشخص. ولا يقتصر الأمر على تدني هويتهم ومكانتهم الاجتماعية فحسب، بل يُنظر إليهم نظرة دونية، ويوصفون بألقاب مثل "مختلس" و"ينتمي إلى أسرة من اللصوص". وبمجرد أن يوصف الشخص بمثل هذه الألقاب، سيكون لذلك تأثير أكبر على هويته ومكانته الاجتماعية، وسيزيد من تفاقم مأزقه في المجتمع، مما يزيد من شعوره بأنه غير قادر على رفع رأسه عاليًا. مهما حاولت بجد ومهما كنت ودودًا، فلن تستطيع تغيير هويتك ووضعك الاجتماعي. وبالطبع، هذه العواقب هي أيضًا بسبب تأثير الأسرة على هوية الشخص. ثم إنه توجد أيضًا بنى عائلية معقدة نسبيًا. على سبيل المثال، بعض الأشخاص ليس لديهم أم بيولوجية بل زوجة أب فقط، وهي ليست عطوفة جدًا أو مراعية لهم ولم تمنحهم الكثير من الرعاية أو الحب الأمومي في صغرهم. لذا، فإنَّ الانتماء إلى أسرة كهذه يمنحهم بالفعل هوية معينة، وهي أنهم غير مرغوب فيهم. في سياق هذه الهوية الخاصة، ينشأ في قلوبهم المزيد من الظلال ويشعرون أن مكانتهم بين الآخرين أقل من أي شخص آخر. ليس لديهم أي شعور بالسعادة، ولا إحساس بالوجود، ناهيك عن هدف يعيشون من أجله، وهم يشعرون بالدونية وسوء الحظ بشكل خاص. وهناك أناس آخرون بنية عائلتهم معقدة لأن والدتهم، بسبب بعض الظروف الخاصة، مرت بزيجات متعاقبة، لذلك فإنَّ الأبناء لديهم عدة أزواج أم ولا يعرفون من هو والدهم الحقيقي. وغني عن القول أي نوع من الهوية التي ستنشأ لمثل هذا الشخص من انتمائه إلى هذه الأسرة بالذات. ستكون مكانته الاجتماعية منخفضة في نظر الآخرين، ومن وقت لآخر سيكون هناك أشخاص يستغلون هذه المشكلات أو بعض الآراء المتعلقة بالأسرة لإذلال هذا الشخص، والافتراء عليه واستفزازه. لن يقلل هذا من هوية الشخص ومكانته في المجتمع فحسب، بل سيشعره أيضًا بالخجل وأنه لا يستطيع إظهار وجهه أمام الآخرين. وخلاصة القول، إن الهوية الخاصة والمكانة الاجتماعية التي يرثها الناس من كونهم جزءًا من عائلة معينة مثل تلك التي ذكرتها، أو الهوية العادية الشائعة والمكانة الاجتماعية التي يرثها الناس من انتمائهم إلى عائلة عادية شائعة، هي نوع من الألم الخافت في أعماق قلوبهم. إنه قيد وعبء في الوقت نفسه، لكن الناس لا يستطيعون تحمل التخلص منه، ولا يرغبون في تركه وراءهم. بيت العائلة بالنسبة إلى كل شخص هو المكان الذي وُلد ونشأ فيه، وهو أيضًا مكان مليء بالقوت. أما بالنسبة إلى أولئك الذين تُلزمهم الأسرة بمكانة وهوية اجتماعية متواضعة ومتدنية فإن العائلة بالنسبة إليهم هي في الوقت نفسه جيدة وسيئة، لأن الإنسان من الناحية النفسية لا يستطيع العيش بدون العائلة، لكن من حيث حاجاته الفعلية والموضوعية، فإن العائلة قد جلبت له درجات متفاوتة من الخزي، وحالت دون حصوله على الاحترام والتفهم الذي يستحقه بين الناس الآخرين وفي المجتمع. لذلك فإن بيت العائلة بالنسبة إلى هذه الشريحة من السكان هو مكان يحبونه ويكرهونه في آن واحد. هذا النوع من العائلات لا يحظى بتقدير أو احترام كبير من أي شخص في المجتمع، بل يميّز الآخرون ضدهم وينظرون إليهم بازدراء. ولهذا السبب بالتحديد، فإنَّ الأشخاص الذين يولدون في هذا النوع من العائلات يرثون نفس الهوية والمكانة والقيمة. وغالبًا ما يؤثر الخزي الذي يشعرون به بسبب انتمائهم إلى هذه العائلة في أعمق مشاعرهم وآرائهم في الأشياء، وكذلك في الطرق التي يتعاملون بها مع الأشياء. وهذا يؤثر حتمًا على سعيهم للحق إلى حد كبير، وأيضًا على ممارستهم للحق في أثناء سعيهم إليه. وتحديدًا لأن هذه الأشياء يمكن أن تؤثر في سعي الناس إلى الحق وممارستهم له، يجب أن تتخلى عن الهوية التي ورثتها من عائلتك، أيًا كانت هذه الهوية.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.