كيفية السعي إلى الحق (10) الجزء الثاني
كيف يجب أن يتخلى الناس عن هذه التخيلات غير الواقعية بشأن الزواج؟ يجب عليهم تصحيح أفكارهم وآرائهم حول الرومانسية والزواج. أولًا، يجب على الناس أن يتخلوا عما يُسمَّى بنظرتهم عن الحب، وأن يتخلوا عن الأشياء والأقوال الوهمية مثل حب شخص ما حتى تجف البحار وتتحول الصخور إلى تراب، والحب الذي لا يتزعزع حتى الممات، والحب الذي يدوم من حياة إلى حياة. لا يعرف الناس ما إن كانوا سيحظون بهذا الحب طوال حياتهم، فضلًا عما إن كان سيستمر في الحيوات المستقبلية أو حتى تجف البحار وتتحول الصخور إلى تراب. كم سنة سيستغرقها جفاف البحار وتحول الصخور إلى تراب؟ ألن يكون الناس وحوشًا إذا استطاعوا أن يعيشوا كل هذه المدة؟ يكفي أن تعيش هذه الحياة بشكل جيد، وأن تعيشها بوعي ووضوح. يكفي فقط أن تؤدي دورك جيدًا في الزواج، وأن تفعل ما يجب أن يفعله الرجل أو المرأة، وأن تؤدي الالتزامات والمسؤوليات التي يجب أن يؤديها الرجل أو المرأة، وأن تتمِّما مسؤولياتكما المتبادلة، وأن يدعم كل منكما الآخر، ويساعد كل منكما الآخر، وأن يلازم كل منكما الآخر مدى الحياة. هذا هو الزواج المثالي والسليم، وكل تلك الأمور الأخرى، ما يسمى بالحب، وما يسمى بتعهدات الحب الرسمية، والحب الذي يدوم من حياة إلى حياة – هذه كلها أمور لا فائدة منها، ولا علاقة لها بالزواج الذي عيّنه الله، ولا علاقة لها بتعليمات الله ومواعظه للرجل والمرأة. هذا لأنه بغض النظر عن مقدمة أي زواج، وبغض النظر عن الظروف الفردية للزوج أو الزوجة، سواء أكانا فقيرين أم غنيين، أو ما هي مواهبهما أو وضعهما الاجتماعي وخلفيتهما الاجتماعية، أو ما إذا كانا متناسبين تمامًا أو زوجين مثاليين، بغض النظر عما إذا كان الزواج قد تم بسبب حب من النظرة الأولى أو ما إذا كان بترتيب من الوالدين، سواء حدث هذا الزواج بالصدفة أو عن طريق الحب من خلال الارتباط الطويل – أيًا كان نوع هذا الزواج، مادام الشخصان قد تزوجا ودخلا في الزواج، فلا بد أن يعود هذا الزواج بالضرورة إلى أرض الواقع، إلى الحياة الواقعية للضرورات اليومية. لا يمكن لأحد أن يهرب من الحياة الواقعية، وكل زواج، سواء كان يتضمن حبًا أم لا، لا بد أن يعود في النهاية إلى الحياة اليومية. على سبيل المثال، ينبغي دفع فواتير المرافق وتشتكي الزوجة: "يا إلهي، لقد ارتفعت الفواتير مرة أخرى. كل شيء يرتفع، كل شيء ما عدا الأجور. كيف يمكن للناس أن يعيشوا وأسعار الأشياء ترتفع بهذا الشكل؟" ولكن على الرغم من شكواها، فإنها لا تزال مضطرة إلى استخدام الماء والكهرباء، فليس لديها خيار آخر. لذا فهي تسدد الفواتير، وبمجرد سدادها عليها أن تدخر من مال الطعام والنفقات، وتحاول توفير المال الذي اضطُرت إلى دفعه مقابل فرق ارتفاع الفواتير. عندما يرى الزوج أن ثمة خضروات مخفَّضة في السوق، يقول: "الفاصوليا اليوم معروضة للبيع بتخفيض. اشترِي المزيد، اشتريِ ما يكفي لأسبوعين". تقول الزوجة: "كم يجب أن نشتري؟ إذا اشترينا الكثير ولم نتمكن من أكله كله، فستفسد. وإذا اشترينا هذه الكمية الكبيرة، فلن نتمكن من وضعها كلها في المجمِد!" فيرد الزوج: "إذا لم نتمكن من وضعها كلها في المجمد، ألا يمكننا أن نأكل منها أكثر؟ يمكننا تناول الفاصوليا مرتين في اليوم. لا تقلقي دائمًا بشأن شراء أشياء باهظة الثمن لنأكلها!" يتلقى الزوج راتبه ويقول: "لقد حصلت على علاوة مرة أخرى هذا الشهر. إذا حصلت على علاوة كبيرة في نهاية العام، فيمكننا الذهاب في عطلة. الجميع يذهبون في عطلة إلى جزر المالديف أو بالي. سآخذك إلى هناك في عطلة أيضًا، كي يتسنى لك أن تقضي وقتًا طيبًا". تثمر أشجار الفاكهة حول منزلهما محصولًا وفيرًا من الفاكهة، ويتناقش الزوج والزوجة: "لم نحصل على محصول جيد العام الماضي. ثمار هذا العام ضخمة، لذا يمكننا بيع بعضها وجني بعض المال. وبمجرد أن نجني بعض المال، ربما يمكننا تجديد منزلنا؟ يمكننا تركيب نوافذ أكبر مصنوعة من الألومنيوم وتركيب باب حديدي جديد كبير". عندما يأتي طقس الشتاء البارد، تقول الزوجة: "أنا أرتدي هذه السترة القطنية منذ سبع سنوات أو ثمانٍ، وهي تغدو أرقَّ فأرقَّ. عندما تحصل على راتبك، يمكنك أن تنفق أقل قليلًا وتخصص لي المال لشراء سترة شتوية. يتراوح سعر السترة المبطَّنة بين ثلاثمائة إلى أربعمائة يوان على الأقل، أو ربما بين خمسمائة إلى ستمائة يوان". يقول الزوج: "حسنًا. سأدخر بعض المال وأشتري لك سترة جيدة وثقيلة محشوَّة بريش البط". فتقول الزوجة: "أنت تريد أن تشتري لي واحدة، لكن أنت أيضًا لا تملك واحدة. اشترِ واحدة لنفسك أيضًا". يرد الزوج: "إذا كان لدي ما يكفي من المال، فسأشتريها. وإذا لم يكن لدي، فسأتدبر أمري بسترتي لعام آخر". يقول زوج آخر لزوجته: "سمعت أن هناك مطعمًا كبيرًا افتُتح بالقرب من هنا يقدم جميع أنواع المأكولات البحرية. هل نذهب؟" تقول الزوجة: "لنذهب. لدينا ما يكفي من المال، يمكننا تحمل التكلفة". يذهبان لتناول المأكولات البحرية ويعودان إلى المنزل مبتهجين ويشعران بسعادة كبيرة. تفكر الزوجة: "انظروا كم أصبحت حياتي مريحة الآن. لقد تزوجت الرجل المناسب. يمكنني تناول المأكولات البحرية الطازجة. جيراننا لا يملكون تكلفة تناول المأكولات البحرية الطازجة. لدي حياة رائعة!" أليست هذه هي الحياة الزوجية؟ (بلى). يقضيان حياتهما في الحساب والجدال. إنهما يعملان كل يوم من الفجر حتى الغسق، ويذهبان إلى العمل في الساعة الثامنة فيُضطران إلى الاستيقاظ في الخامسة صباحًا. عندما يدق المنبه، يفكران: "أواه، أنا حقًا لا أريد الاستيقاظ، لكن ليس لدي خيار آخر. يجب أن أستيقظ لكي أوفر احتياجاتنا الأساسية ولكي نعيش"، ولذا فهما يكافحان من أجل النهوض من الفراش. "لحسن الحظ أنني لم أتأخر اليوم، لذا لن يقللوا من مكافأتي". ينتهيان من العمل ويعودان إلى المنزل، ويقولان: "يا له من يوم شاق، صعب للغاية! متى لن أُضطر إلى العمل؟" عليهما أن يظلا مشغولان للغاية لكسب الراتب وتوفير الطعام، عليهما أن يعيشا هكذا من أجل أن يعيشا حياة جيدة، أو حتى يحافظا على حياة شخصين في إطار الزواج، أو حتى يتمكنا من الحصول على حياة مستقرة. يقضيان حياتهما على هذا المنوال إلى أن يتقدم بهما العمر ويصلان إلى سن متقدمة، فتقول الزوجة العجوز: "يا إلهي، انظر يا زوجي، لقد شاب شعري! لقد أصبح لديَّ تجاعيد حول عينيَّ وظهرت خطوط حول فمي. هل أنا الآن عجوز؟ هل ستكره أنني أبدو عجوزًا وتذهب للبحث عن امرأة أخرى؟" يرد زوجها: "مستحيل أيتها العجوز السخيفة. لقد قضيت حياتي كلها معك ولا زلت لا تعرفينني. هل تعتقدين حقًا أنني من هذا النوع من الرجال؟" تشعر زوجته بالقلق المستمر من أنه لن يحبها بعد أن كبرت في السن، وتخشى ألا يعود راغبًا فيها. تلح عليه أكثر فأكثر، ويقل حديث زوجها أكثر فأكثر، ويقل حديثهما أحدهما مع الآخر، ويشاهدان برامجهما الخاصة على التلفزيون، ولا يعير أحدهما الآخر أي اهتمام. ذات يوم، تقول الزوجة: "يا زوجي، لقد تجادلنا كثيرًا في حياتنا. لقد كان من الصعب جدًا العيش معك طوال هذه السنوات. لن أقضي حياتي القادمة مع رجل مثلك. أنت لا تعرض عليَّ أبدًا مساعدتي في التنظيف بعد تناول الطعام، بل تجلس فحسب ولا تفعل شيئًا. أنت لم تعالج عيبك هذا طوال حياتك. عندما تغيِّر ملابسك، فإنك لا تغسلها بنفسك أبدًا، بل أُضطر دائمًا إلى غسلها وترتيبها لك. إذا متُّ، فمن سيساعدك حينها؟" يقول زوجها: "حسنًا، هل سأكون عاجزًا عن العيش بدونك؟ ثمة الكثير من الشابات تلاحقنني حتى إنني لا أستطيع التخلص منهن". ترد زوجته: "يا له من كلام فارغ! انظر كم يبدو مظهرك مهمَلًا. أنت لا يمكن أن تكون مع أحد غيري". يقول زوجها: "اغضبي إن شئت، لكن ثمة الكثير من الناس الذين يحبونني. أنتِ الوحيدة التي تنظر إليَّ بازدراء ولا تأخذني على محمل الجد". أي نوع من الزواج زواجهما؟ تقول الزوجة: "على الرغم من أنه ليس لديَّ ما يسعدني ولا ذكريات مفرحة بعد عمرٍ طويلٍ معك، فإنني الآن وقد كبرت في السن أفكر: إذا لم تكن معي، فسأشعر بأنني أفتقد شيئًا ما. إذا رحلت قبلي، فسأحزن ولن يكون لديَّ أحد لألح عليه. لا أريد أن أكون وحيدة. يجب أن أموت قبلك حتى تعيش الحياة وحيدًا ولا تجد من يغسل لك ملابسك أو يطبخ لك طعامك، ولا أحد يعتني بحياتك اليومية، كي تتذكر طيبتي. ألم تقل إن الكثير من النساء الشابات تلاحقنك؟ عندما أموت يمكنك أن تذهب وتحصل على واحدة على الفور". يقول زوجها: "اهدأي، سأحرص على أن تموتي قبلي. عندما تموتين، سأجد بالتأكيد شريكة حياة أفضل منك". لكن ما الذي يعتقده حقًا في قلبه؟ "ارحلي أنت أولًا، وعندما ترحلين، سأتحمل الوحدة. أفضِّل أن أتحمل هذه المشقة والمعاناة هكذا على أن تعانيها أنتِ". أما الزوجة العجوز، فهي دائمة الشكوى من زوجها، وأنه يفعل هذا الخطأ وذاك الخطأ، ولديه هذا العيب أو ذاك العيب، ورغم أن زوجها لا يصحح عيوبه فإنهما يستمران في العيش بهذه الطريقة، ومع مرور الوقت تعتاد على ذلك. في النهاية، تتقبل المرأة ذلك، ويتحمل الرجل ذلك، وبهذه الطريقة يعيشان معًا طوال حياتهما. هذه هي الحياة الزوجية.
على الرغم من أن هناك الكثير من الأمور التي لا تعجب المرء في الزواج، وهناك الكثير من الشجار، ويختبر الزوجان المرض والفقر والصعوبات المالية في الحياة، ويواجهان أيضًا أحداثًا مفرحة للغاية وأخرى حزينة للغاية، وأحداثًا أخرى من هذا القبيل، فإنهما يجتازان كل أنواع العقبات معًا، ويكون شريك الحياة شخصًا لا يمكن تركه أبدًا، شخصًا لا يمكن التخلي عنه أبدًا قبل أن يغمضا عينيهما للمرة الأخيرة. ما هو شريك الحياة؟ إنه الزوج أو الزوجة. الرجل يتمِّم تجاه المرأة مسؤوليات مدى الحياة، وبالمثل تتمِّم المرأة تجاه الرجل مسؤوليات مدى الحياة؛ فالمرأة تؤنس الرجل في حياته، والرجل يؤنس المرأة في حياتها. لا يستطيع أي منهما أن يقول بوضوح أيهما أكثر ونسًا للآخر، كما لا يستطيع أي منهما أن يقول بوضوح أيهما أكثر إسهامًا أو أيهما أكثر أخطاءً أو أيهما أكثر عيوبًا؛ ولا يستطيع أي منهما أن يقول بوضوح أيهما هو المعيل الأساسي أو مصدر الدخل لحياتهما معًا، لا يمكن لأي منهما أن يقول بوضوح من هو رب الأسرة أو من هو المسؤول ومن هو المساعد؛ لا يمكن لأي منهما أن يقول بوضوح أيهما غير قادر على ترك الآخر، ما إذا كان الرجل هو الذي لا يستطيع ترك المرأة، أو ما إذا كانت المرأة هي التي لا تستطيع ترك الرجل؛ ولا يمكن لأي منهما أن يقول بوضوح من على حق ومن مخطئ عندما يتجادلان: هذه هي الحياة، هذه هي الحياة الطبيعية للرجل والمرأة في إطار الزواج، وهو الوضع المعيشي الأكثر طبيعية وشيوعًا بين البشر. هكذا هي الحياة، لا يمكن فصلها عن كل أنواع الأخطاء والتحيزات الإنسانية، وعلاوةً على ذلك، لا يمكن فصلها عن كل أنواع الاحتياجات البشرية، ولا يمكن بالطبع فصلها عن كل اختيارات البشرية التي تُتَّخَذ بموجب سلطان الضمير والعقل، صحيحة أم خاطئة، وعقلانية أم غير عقلانية. هذه هي الحياة، هذه هي الحياة الأكثر طبيعية. لا دخل فيها للصواب والخطأ، إنها محض وضع معيشي ملائم وتقليدي نسبيًا، وهي واقعية الحياة. والآن، ما الحقيقة التي توضحها للناس واقعية الحياة والوضع المعيشي في إطار الزواج؟ إنها أن على الناس أن يتخلوا عن جميع مختلف تخيلاتهم غير الواقعية بشأن الزواج، وأن يتخلوا عن كل الأفكار التي لا علاقة لها بالتعريف الصحيح للزواج وتعيين الله وترتيباته. هذه كلها أمور يجب على الناس أن يتخلوا عنها لأنها لا علاقة لها بالحياة الإنسانية الطبيعية ولا بالالتزامات والمسؤوليات التي يتمِّمها الإنسان الطبيعي في الحياة. لذلك يجب على الناس أن يتخلوا عن تلك التعريفات والأقوال المختلفة عن الزواج التي تأتي من المجتمع ومن البشر الأشرار، وخاصة ما يسمى بالحب الذي لا علاقة له على الإطلاق بالحياة الزوجية الحقيقية. الزواج ليس التزامًا مدى الحياة، ولا هو تعهد رسمي بالحب مدى الحياة، وهو بالتأكيد ليس وفاءً بالعهود مدى الحياة، بل هو الحياة الحقيقية للرجل والمرأة في الزواج، هو ما يحتاجان إليه في الحياة الحقيقية وتعبيرهما في الحياة الحقيقية. يقول البعض: "إن كنت تقدم شركة حول موضوع الزواج ولا تتكلم عن الحب، ولا تتكلم عن التعهدات الرسمية بالحب، أو الحب الذي يدوم حتى تجف البحار وتتحول الصخور إلى تراب، أو العهود التي يقطعها المتزوجون بعضهم إلى بعض، فعن أي شيء تتكلم إذن؟" أنا أتكلم عن الإنسانية، وعن المسؤولية، وعن القيام بما يجب أن يقوم به الرجل والمرأة وفقًا لمواعظ الله وتعليماته، وعن تتميم الالتزامات والمسؤوليات التي يجب أن يقوم بها الرجل والمرأة، عن تحمل الالتزامات والمسؤوليات التي يجب أن يتحملها الرجل والمرأة؛ بهذه الطريقة ستُتَمم التزاماتك أو مسؤولياتك، أو إرساليتك. على أي حال، ما هي الطريقة الصحيحة للممارسة فيما يتعلق بالتخلي عن مختلف التخيلات بشأن الزواج التي نحتاج إلى تقديم شركة حولها؟ هي أنه يجب ألا تبني أفكارك أو تصرفاتك على مختلف الأفكار التي تأتي من البشر الأشرار والاتجاهات الشريرة، بل يجب أن تبنيها على كلام الله. كيفما تحدث الله عن مسألة الزواج، فيجب أن تستندوا في أفكاركم وأفعالكم على كلام الله. هذا المبدأ صحيح، أليس كذلك؟ (بلى). هل انتهينا الآن إلى حد كبير من الشركة حول موضوع التخلي عن مختلف التخيلات بشأن الزواج؟ هل الأمر واضح الآن بشكل أساسي بالنسبة إليكم؟ (نعم، إنه واضح الآن).
لقد قدمنا شركة للتو حول التخلي عن مختلف التخيلات بشأن الزواج، وقال بعض الناس: "إذا كنت لا أريد أن أكون أعزب وأخطط لمواعدة شخص ما والعثور على شخص للزواج، فكيف إذن يجب أن أمارس كلام الله حتى أتمكن من التخلي عن مختلف تخيلاتي بشأن الزواج؟ كيف ينبغي لي أن أمارس هذا المبدأ؟" ألا يرتبط هذا بالمبادئ المتعلقة باختيار الزوج أو الزوجة، المبادئ المتعلقة باختيار شريك الحياة؟ ما هي المبادئ المتعلقة باختيار الزوج أو الزوجة التي غرسها العالم فيك؟ أمير الأحلام، الجميلة بيضاء البشرة، الرجل الوسيم والثري، والمرأة الجميلة والغنية، والأفضل أن يكونوا من الجيل الثاني لعائلة ثرية. بزواجك من شخص كهذا، تختصر 20 عامًا من الكفاح من حياتك. لا بد أن يكون الرجل شخصًا يستطيع تحمل تكاليف خاتم من الماس وفستان زفاف وحفل زفاف فاخرًا لكِ. يجب أن يكون شخصًا لديه طموح مهني، أو شخصًا يستطيع تكوين ثروة، أو شخصًا يمتلك بالفعل قدرًا معينًا من الثروة. أليست هذه هي الأفكار والآراء التي غرسها العالم فيك؟ (بلى). يوجد أيضًا من يقول: "يجب أن يكون شريك حياتي شخصًا أحبه". وثمة من يقول: "هذا ليس صحيحًا. فالشخص الذي تحبه ليس بالضرورة أن يحبك. يجب أن يكون الحب متبادلًا؛ فالشخص الذي تحبه يجب أن يحبك أيضًا. إذا كان يحبك فلن يختار أبدًا أن ينبذك أو يتخلى عنك. إذا لم يكن الشخص الذي تحبه يحبك، فسيأتي يوم وينبذك". هل هذه الآراء صحيحة؟ (لا). إذن أخبروني ما المبدأ الذي يستند إلى كلام الله ويتخذ الحق معيارًا له ويجب أن تتبعوه عند اختيار الزوج أو الزوجة؟ تحدثوا عن هذا الموضوع وفقًا للأفكار والآراء الصحيحة التي تمتلكونها الآن. (إذا أردت أن أجد شريكًا لي، فيجب أن يكون على الأقل شخصًا يؤمن بالله، وشخصًا يستطيع أن يسعى إلى الحق، وشخصًا له نفس مساعيَّ في الحياة، وله طريقة تفكيري نفسها، ويتبع نفس الطريق الذي أتبعه). شخص يشاركك طريقة تفكيرك ويتبع الطريق نفسه الذي تتبعه ويؤمن بالله؛ أنت تذكر بعض المعايير المحددة لاختيار الزوج. من يود التحدث أيضًا؟ (يجب أن ننظر أيضًا إلى ما إذا كان شخصًا ذا إنسانية وما إذا كان قادرًا على تتميم مسؤولياته والتزاماته في الأسرة الزوجية. ثمة شيء آخر أيضًا: ليس الحال أن الشخص سيجد حتمًا شريكًا للزواج لمجرد أنه يريد الآن أن يجد شريكًا. إنَّ ترتيب ذلك يرجع إلى الله، وعلى المرء أن يخضع وينتظر). توجد ممارسة محددة ويوجد أيضًا أساس محدد من الفكر والنظرية. عليك أن تخضع وتنتظر، وأن تأتمن الله على هذا الأمر وتدعه يرتبه لك، وفي الوقت نفسه عليك أيضًا أن تتعامل مع هذا الأمر بمبادئ. من أيضًا يريد أن يتكلم؟ (يا الله، إن وجهة نظري هي نفسها وجهة نظرهم، وهي أنه يجب على المرء أن يجد شخصًا يشاركه طريقة التفكير نفسها ويسير على نفس الطريق، شخصًا يتمتع بالإنسانية ويستطيع تحمل المسؤولية. على المرء أن يتخلى عن الآراء الخاطئة التي يغرسها الشيطان في نفسه عن الزواج، وأن يقوم بواجبه من قلبه بإخلاص، وأن يخضع لسيادة الله وينتظر ترتيبات الله). إذا كان لا يستطيع أن يشتري لك خاتمًا من الماس، فهل ستظلين موافقةً على أن تتزوجيه؟ (لو كان رجلًا ذا إنسانية لقبلت به حتى لو لم يستطع أن يشتري لي خاتمًا ماسيًا). لنفترض أنه يملك بعض المال وكان بإمكانه أن يشتري لكِ خاتمًا ماسيًا من قيراط واحد، لكنه بدلًا من ذلك اشترى لكِ خاتمًا ماسيًا حجمه 0.3 قيراط فقط، فهل ستكونين على استعداد للزواج منه عندئذٍ؟ (ما كنت لأطلب منه مثل هذا الشيء). لا بأس بعدم طلب مثل هذا الشيء. من خلال ادخار المال، يمكنك بعد ذلك إنفاقه مع مرور الوقت، وهذا تَبَنٍّ لنظرة طويلة الأجل. قبل حتى أن تعثري على شريك، لديكِ بالفعل عقلية للعيش بشكل جيد؛ ذلك واقعي إلى حد كبير! من أيضًا؟ (يا الله، أعتقد أنه يجب أولًا وقبل كل شيء أن أتخلى عن تلك المعايير الدنيوية لاختيار الزوج. أي إنني لا يجب أن أتخيل دائمًا أن أجد أمير الأحلام، أو رجلًا وسيمًا وثريًا، أو شخصًا رومانسيًا. بمجرد أن أتخلى عن هذه الأمور، يجب أن أتعامل مع الزواج بالمنظور الصحيح، ثم أخضع وأنتظر توقيت الله. حتى لو ظهر شخص كهذا، يجب أن يكون شخصًا يشاركني طريقة تفكيري نفسها ويتبع طريقي نفسه. لا يجب أن أعتمد على آرائي الدنيوية المتمثلة في أن أطالب الرجل بأن يكون مراعيًا لي. الأهم هو أن يكون قادرًا على السعي إلى الحق وأن يكون مراعيًا لمقاصد الله). إذا كان يسعى إلى الحق، ويراعي مقاصد الله، ويخرج لأداء واجبه بحيث لا يكون في المنزل أبدًا وتُضطرين إلى تحمل أعباء الحياة الأسرية وحدك، وتنفد أسطوانة الغاز فتُضطرين إلى حملها وحدك إلى أعلى، فماذا ستفعلين إذن؟ (سأحملها بنفسي فحسب). وإذا لم تستطيعي حملها بمفردك، فيمكنك استئجار شخص ما للمساعدة. (أو يمكنني العثور على أخ أو أخت للمساعدة). نعم، هذه كلها طرق للتعامل مع هذا الوضع. إذن، هل ستغضبين إذا غاب سنة أو سنتين، أو ثلاث سنوات أو خمس سنوات؟ "أليس هذا مثل العيش كأرملة؟ ماذا كانت فائدة الزواج منه؟ أليس الأمر كما كنت أعيش بمفردي قبل الزواج؟ يجب أن أتعامل مع كل شيء بمفردي. كم هو مؤسف أنني تزوجته!" ألن تفكري هكذا؟ (لا، لا ينبغي أن أفكر هكذا، لأنه سيكون يؤدي واجبه ويعمل من أجل قضية عادلة. لا ينبغي أن أغضب من هذا). هذه أفكار ممتازة، لكن هل ستتمكنين من التغلب على كل هذا في الحياة الواقعية؟ إذا كان هذا الرجل الذي عثرت عليه مستقيمًا بشكل استثنائي، متحفظًا في كلامه وأسلوبه عادةً، وليس رومانسيًا، ولم يشترِ لكِ ملابس لائقة قط، ولم يهدكِ زهورًا أبدًا، وهو على وجه التحديد، لم يقل لكِ "أحبك" أو أي شيء من هذا القبيل قط، بحيث لم يكن لديكِ في قلبكِ أي فكرة عما إذا كان يحبكِ أم لا، ورغم ذلك كان رجلًا طيبًا حقًا، وكان يراعيك ويعتني بكِ في الحياة، لكنه لم يقل لكِ مثل هذه الأشياء ولم يفعل أي شيء رومانسي، وهو لا يحاول حتى أن يتودد إليك أو يسترضيك عندما تكونين في مزاج سيئ؛ ألن تحملي في قلبك أي استياء تجاهه؟ (من المرجح أنني كنت سأشعر بالاستياء إن كنت لا أؤمن بالله ولا أفهم الحق، لكن بعد الاستماع إلى شركة الله، أعلم أنه لن يهم ما إذا كان يقول تلك الأشياء ويفعل تلك الأمور الرومانسية أم لا. هذه آراء الناس الدنيويين وليست ما يجب أن يسعى إليه الناس ذوو الإنسانية الطبيعية. يجب أن أتخلى عن هذه الأشياء، وعندها لن أتذمر). لا ينبغي أن تتذمري، أليس كذلك؟ (صحيح). في الوقت الحالي، أنت لست في هذا الوضع، ولا تعرفين كيف سيكون شعورك في هذا الظرف، أو كيف ستجيش حالتك المزاجية وتتغير. على الرغم من ذلك، في الوقت الحالي، فإنكن جميعًا تعرفن من الناحية النظرية أنه بما أنكن تؤمنَّ بالله، فلا ينبغي أن تطلبن من شركائكن مثل هذه المطالب غير المعقولة، ولا ينبغي أن تتذمرن منهم عندما تحدث هذه الأشياء، لأن هذه ليست الأشياء التي ترغبن فيها. لديكن هذه الأفكار الآن، لكن هل أنتن قادرات على تحقيقها؟ هل من السهل تحقيقها؟ (لا بد أن نتمرد على تفضيلاتنا وآرائنا الدنيوية؛ ومن ثم ينبغي أن يكون من السهل نسبيًا أن نتخلى عن هذه الأشياء). سأخبرك كيف تتعاملين مع هذا الأمر. سيواجه الرجال والنساء جميعًا هذه المشكلات وستراودهم جميعًا هذه الأفكار والحالات المزاجية في الحياة الزوجية وسيكون لديهم جميعًا هذه الاحتياجات. على الرغم من ذلك، فإن النقطة الأساسية التي يجب أن تفهميها هي أنه إذا كان الشريك الذي اخترته هو ما يرغبه قلبك – بخلاف حقيقة أن هذا كان بترتيب من الله – وهو من اختيارك وترضين عن كل شيء فيه، وهو على وجه الخصوص، يشاركك طريقة التفكير نفسها ويسلك الطريق نفسه الذي تسلكينه، ويمكنه أن يؤدي واجبه في بيت الله، وكل ما يفعله عادل، فعليك أن تتخذي نهجًا عقلانيًا وتسمحي له بعمل ذلك، وتسمحي له بتجاهل مشاعرك، وتسمحي له حتى بتجاهل وجودك؛ نظريًا، هذا شيء يجب أن تحققيه. علاوة على ذلك، إذا طرأ عليك احتياج أو نشأت فيك حالة مزاجية بفعل وضع خاص أو حدث معين، فيجب أن تأتي أمام الله للصلاة. هل ستكونين قادرة على التخلي عن هذه الأشياء تمامًا بعد أن تصلي؟ مستحيل. فالناس يعيشون في إطار إنسانيتهم الطبيعية على الرغم من كل شيء، ولهم عقول، وعقولهم ستثير فيهم كل أنواع الحالات المزاجية. لن نناقش الآن ما إذا كانت هذه الحالات المزاجية صحيحة أم خاطئة. في الوقت الراهن، المشكلة الأكثر عملية هي أنكن تجدن صعوبة في التخلي عن هذه الحالات المزاجية. حتى لو تخليت عنها هذه المرة، فقد تظهر مرة أخرى في موقف موضوعي ما. إذن، ماذا يجب أن تفعلي؟ ليس عليكِ أن تزعجي نفسك بها، لأنك من الناحية النظرية، ومن حيث الشكل والعقلانية، فقد تخليت بالفعل عن هذا السعي أو الحاجة. كل ما في الأمر أن الناس من مختلف الأعمار – بسبب إنسانيتهم – ستكون لديهم هذه الاحتياجات وسيختبرون هذه الحالات المزاجية بدرجات متفاوتة وبمقدار أكبر أو أقل. أنتِ على دراية بهذه المواقف الحقيقية وقد صليت إلى الله، وتجاوزتِ هذه الحالة المزاجية هذه المرة، أو أن الحالة المزاجية التي تختبرينها بها ليست شديدة ولا تأخذينها على محمل الجد. رغم ذلك، من المؤكد أنك ستختبرين هذه الحالة المزاجية مجددًا في المرة القادمة. فما هي ممارستك المحددة حينئذٍ؟ هي أنه ليس عليكِ أن تعيري هذا الأمر أي اهتمام أو تأخذيه على محمل الجد، قائلة: "أواه، هذا الجانب من شخصيتي لم يتغير بعد". ليس هذا بأي نوع من الشخصيات؛ بل محض حالة مزاجية مؤقت ليس له علاقة بشخصياتك. وليس عليكِ أن تضخمي الأمر قائلة: "أواه، لماذا لا أزال هكذا؟ ألست أسعى إلى الحق؟ لماذا أتصرف بهذه الطريقة؟ هذا فظيع!" لا داعي لتضخيم الأمر؛ إنه مجرد تعبير عن حالة مزاجية تنتمي إلى المشاعر المختلفة لإنسانيتك الطبيعية. لا تعيريها اهتمامًا. هذا موقف يتعلق بالتعامل مع الحالات المزاجية. وعلاوة على ذلك، ما دامت لا تؤثر في نظام حياتك الطبيعية، أو حياتك الروحية، أو أدائك لواجبك، ولا تؤثر في انتظام ذلك، فلا بأس. على سبيل المثال، لأن زوجك (أو زوجتك) مشغول بأداء واجبه، فقد مر وقت طويل منذ أن رأيتما أحدكما الآخر، وليس لديكما وقت للتحدث معًا. وذات يوم ترين فجأة إحدى الأخوات مع زوجها يتحدثان معًا، فتنشأ في قلبك حالة مزاجية، وتفكرين: "انظري، يمكنها أن تؤدي واجبها مع زوجها. إنهما سعيدان ومبتهجان للغاية. لماذا زوجي عديم الشعور؟ لماذا لا يسألني: "كيف حالك مؤخرًا؟ هل أنتِ بخير؟" لماذا لا يهتم بي؟ لماذا لا يعزني أو يحبني؟". تختبرين هذا النوع من الحالة المزاجية، وبعد فترة من الوقت تفكرين: "أواه، ليس من الجيد أن أتجهم". أنتِ تعلمين أنه ليس من الجيد أن تشعري بهذا الشعور، لكنك ما زلتِ تشعرين بالغضب قليلًا وتتجادلين مع نفسك قائلة: "لن أهتم به، سأنتظر فحسب أن يبادر بالاهتمام بي. إذا لم يفعل، فسأغضب منه. نحن متزوجان منذ كل هذه السنوات، ولم نرَ بعضنا بعضًا طوال هذه المدة ولم يقل لي إنه يفتقدني. هل يفتقدني أم لا؟ إنه لا يهتم بي، لذا لن أهتم به!" أنت تتجادلين مع نفسك وتعيشين في هذه الحالة المزاجية. بلحظة واحدة تنشأ موجة من الغضب والمزاج المتقلب. ما دام بإمكانك النوم والأكل بشكل طبيعي، وقراءة كلام الله، وحضور الاجتماعات، وأداء واجبك بشكل طبيعي، والتعايش مع إخوتك وأخواتك بشكل طبيعي، فلا داعي للقلق بشأن مثل هذه الحالات المزاجية، ويمكنك أن تفكري في كل ما تريدين في قلبك. أيًا كان ما تفكرين فيه، ما دام حسك العقلي طبيعي وتؤدين واجبك بشكل طبيعي، فلا بأس بذلك. لا تحتاجين إلى قمعه بالقوة، ولا تحتاجين إلى أن تصلي إلى الله قسرًا وتطلبي منه أن يؤدبك أو يؤنبك أو أن تشعري بأنك آثمة. لا داعي لتضخيم الأمر، لأن هذه الحالة المزاجية سرعان ما ستزول. إذا كنتِ تفتقدين زوجك إلى هذا الحد، فيمكنك الاتصال به والسؤال عن حاله، ويمكنكما أن تفتحا قلبيكما أحدكما إلى الآخر وتتحدثا، ألن تزول عندئذ تلك الحالات المزاجية المؤقتة وسوء التفاهم؟ في الواقع، أنتِ لست بحاجة إلى أن يفعل أي شيء. في بعض الأحيان قد ينتابك شعور لحظي وتريدين سماع صوته، أو قد تشعرين بوحدة مؤقتة، أو تشعرين بالسخط لفترة قصيرة، أو قد تشعرين بالتعاسة ثم تتصلين به وتسمعينه يتحدث. ستدركين حينئذ أنه بخير، وأنه يحبك بشدة كما كان يحبك من قبل، وأنك في فكره. كل ما في الأمر أنه مشغول بالعمل، أو لأن الرجال قد يكونون مهملين بعض الشيء في التفاصيل الدقيقة وهو مشغول بواجبه ولا يظن أنه قد مر وقت طويل، ولهذا لم يتصل بكِ. أليس من الجيد أنه مشغول ويؤدي واجبه بشكل طبيعي؟ أليس هذا ما أردته؟ إذا كان يرتكب الشر ويسبب الإزعاج والاضطرابات، وتم إخراجه، ألم تكوني لتقلقي عليه؟ كل شيء طبيعي معه الآن، وكل شيء كما كان من قبل؛ ألا يطمئن بالك حينئذٍ؟ ماذا تريدين أكثر من ذلك؟ أليس هذا هو الحال؟ (بلى، إنه كذلك). الاتصال بهذه الطريقة وقول بعض الكلمات لأحدكما الآخر يخفف من الوحشة في القلب ومشاعر الاشتياق كما يقول غير المؤمنين، ألم تُحل هذه المشكلة إذن؟ هل هناك أي صعوبة؟ اتصالك بزوجك وإظهار الاهتمام أحدكما بالآخر – أخبريني، هل الله يدين مثل هذا الأمر؟ (لا). أنتما زوج وزوجة بحكم القانون، واتصالك به وحديثكما وتعبير كل منكما عن شوقه للآخر، كلها أمور لائقة، وهو شعور إنساني طبيعي، وهو أمر يجب أن تفعلاه في نطاق الإنسانية. علاوةً على ذلك، هذا من ضمن ما عيَّنه الله للبشرية في الزواج: أن يرافق كل منكما الآخر، وأن يواسي كل منكما الآخر، وأن يعين كل منكما الآخر. إذا لم يتمم هذه المسؤوليات، ألا يمكنكِ فحسب أن تساعديه في تتميمها؟ هذه مسألة بسيطة للغاية ويسهل التعامل معها. ألم تُحل هذه المشكلة بالممارسة بهذه الطريقة؟ هل من الضروري أن تنشأ كل أنواع الحالات المزاجية في قلبك؟ لا، ليس من الضروري. من السهل تطبيق ذلك.
دعونا نعود إلى السؤال الذي طرحته للتو: "كيف يجب للناس أن يتخلوا عن مختلف تخيلاتهم بشأن الزواج؟" لقد قلتم جميعًا بعض الأفكار ردًا على هذا السؤال. إذا أراد الناس أن يتخلوا عن مختلف تخيلاتهم بشأن الزواج، فعليهم أولًا أن يتحلوا بالإيمان ويخضعوا لترتيبات الله وتعيينه. لا ينبغي أن يكون لديك أي تخيلات ذاتية أو غير واقعية عن الزواج، أو عمن هو شريكك أو عن أي نوع من الأشخاص يكون شريكك؛ يجب أن يكون لديك موقف الخضوع لله، يجب أن تخضع لترتيبات الله وتعيينه، وتثق بأن الله سيهيئ لك الشخص الأنسب. أليس من الضروري أن يكون لديك موقف الخضوع؟ (بلى). ثانيًا: يجب أن تتخلى عن معايير اختيار الشريك التي غرستها فيك الاتجاهات الشريرة في المجتمع، ثم تؤسس المعايير الصحيحة لاختيار الشريك، وهي أنه – على أقل تقدير – يجب أن يكون شريكك شخصًا يؤمن بالله كما تؤمن أنت، ويسير على نفس طريقك؛ هذا من منظور عام. وعلاوةً على ذلك، يجب أن يكون شريكك قادرًا على الوفاء بمسؤوليات الرجل أو المرأة في الزواج؛ يجب أن يكون قادرًا على الوفاء بمسؤوليات شريك الحياة. كيف يمكنك الحكم على هذا الجانب؟ يجب أن تنظر إلى جودة إنسانيته، وما إذا كان لديه إحساس بالمسؤولية، وما إذا كان لديه ضمير. وكيف تحكم على ما إذا كان شخص ما لديه ضمير وإنسانية؟ ما من طريقة لديك لمعرفة ماهية إنسانيته إذا لم تخالطه، وحتى إذا خالطته، فقد لا تتمكن من اكتشاف ما هو عليه إن كان ذلك لفترة قصيرة فقط. فكيف تحكم إذن على ما إذا كان شخص ما يتمتع بالإنسانية؟ تنظر إلى ما إذا كان يتحمل المسؤولية عن واجبه وعن إرسالية الله وعن عمل بيت الله، وتنظر ما إذا كان قادرًا على الحفاظ على مصالح بيت الله وما إذا كان أمينًا على واجبه؛ فهذه هي الطريقة الأفضل للحكم على جودة إنسانية شخص ما. لنفترض أن شخصية هذا الشخص مستقيمة جدًا، وعندما يتعلق الأمر بالعمل الذي يفوضه إليه بيت الله، فهو شخص متفانٍ للغاية ومسؤول وجاد ومخلص، ودقيق للغاية، ولا يتغافل على الإطلاق، ولا يهمل أبدًا، ويسعى إلى الحق، ويصغي بعناية وضمير لكل ما يقوله الله؛ وحالما يصبح واضحًا له ويفهمه، يطبقه على الفور. على الرغم من أن مثل هذا الشخص قد لا يكون مستوى قدراته عاليًا، لكنه على الأقل ليس بشخص لا مبالٍ تجاه واجبه وعمل الكنيسة، ويمكنه تحمل المسؤولية بجدية. إذا كان يقظ الضمير ويتحمل المسؤولية تجاه واجبه، فمن المؤكد أنه سيعيش حياته بكل إخلاص معك، وسيتحمل المسؤولية تجاهك حتى النهاية؛ فشخصية مثل هذا الشخص يمكنها أن تصمد أمام الامتحانات. حتى لو مرضت أو كبرتِ في السن، أو أصبحت قبيحة، أو كان لك عيوب ونقائص، فإن هذا الشخص سيعاملك دائمًا معاملة حسنة ويتحملك وسيبذل قصارى جهده دائمًا ليحافظ عليك وعلى أسرتك ويحميك ويمنحك حياة مستقرة لتعيشي في راحة بال. هذا هو أسعد شيء في الحياة الزوجية لرجل أو امرأة. لن يستطيع بالضرورة أن يوفر لك حياة ثرية أو مترفة أو رومانسية، ولن يستطيع بالضرورة أن يقدم لك أي شيء مختلف من حيث العاطفة أو أي جانب آخر، لكنه على أقل تقدير، سيجعلك تشعرين بالراحة وأن حياتك ستكون مستقرة معه، ولن يكون ثمة خطر أو شعور بعدم الارتياح. عندما تنظرين إلى هذا الشخص، ستتمكنين من رؤية كيف ستكون حياته بعد عشرين عامًا من الآن أو ثلاثين وحتى في سن الشيخوخة. يجب أن يكون هذا النوع من الأشخاص هو معيارك لاختيار الشريك. وبالطبع، هذا المعيار لاختيار الشريك مرتفع بعض الشيء، وليس من السهل العثور على شخص كهذا بين البشر المعاصرين، أليس كذلك؟ للحكم على شخصية شخص ما وما إذا كان قادرًا على الوفاء بمسؤولياته في الزواج، يجب أن تنظري إلى موقفه تجاه واجباته؛ هذا أحد الجوانب. ثمة جانب آخر يتمثل في أنه يجب أن تنظري إلى ما إذا كان لديه قلب يتقي الله، وإن كان لديه، فإنه على أقل تقدير لن يفعل أي شيء غير إنساني أو غير أخلاقي، ومن ثمَّ سيعاملك معاملة حسنة بالتأكيد. أما إذا لم يكن لديه قلب يتقي الله، وكان وقحًا أو عنيدًا أو كانت إنسانيته شريرة ومخادعة ومتغطرسة؛ إذا لم يكن الله في قلبه وكان يعتبر نفسه أسمى من الآخرين، وإن كان يتعامل مع العمل والواجبات وحتى إرسالية الله وأي أمر كبير من أمور بيت الله باستهتار وفقًا لإرادته، ويتصرف بتهور، ولا يتوخى الحذر أبدًا، ولا يطلب المبادئ، ولاسيما عند التعامل مع التقدمات، يأخذها بطيش ويسيء استخدامها، ولا يخشى شيئًا، فيجب ألا تبحثي عن شخص كهذا مطلقًا. فبدون قلب يتقي الله، هو قادر على عمل أي شيء. الآن، ربما يتحدث إليك مثل هذا الرجل بكلام معسول ويتعهد بحبه الأبدي، لكن عندما يأتي اليوم الذي لا يكون فيه سعيدًا، عندما لا تكونين قادرة على إشباع احتياجاته ولا تعودين حبيبته، عندها سيقول إنه لا يحبك وإنه لم يعد يكن لك أي مشاعر، وسيقوم ويتركك متى شاء. حتى لو لم تُطلقا بعد، فإنه سيبحث عن أخرى رغم ذلك؛ كل هذا ممكن. يمكنه أن ينبذك في أي وقت وفي أي مكان، وهو قادر على فعل أي شيء. مثل هؤلاء الرجال خطيرون للغاية ولا يستحقون أن تأتمنيهم على حياتك بأكملها. إذا وجدت رجلًا كهذا ليكون حبيبك، ومعشوقك، وشريكك الذي اخترته، فستكونين في ورطة. حتى لو كان طويل القامة وغنيًا ووسيمًا وموهوبًا بشكل لا يصدق، ويعتني بك ويراعيك جيدًا، ومن الناحية الظاهرية يملك بشكل خاص المواصفات المطلوبة سواء ليكون حبيبك أو زوجك، لكنه لا يملك قلبًا يتقي الله، فلا يمكن لهذا الشخص أن يكون شريكك المختار. إذا افتتنت به وبدأتِ في مواعدته ثم تزوجتما، فسيكون كابوسًا وكارثة لك طوال حياتك. أنت تقولين: "أنا لست خائفة، أنا أسعى إلى الحق". لقد وقعت بين يدي إبليس، وهو يكره الله ويتحدى الله ويستخدم جميع الطرق ليربك إيمانك بالله، فهل أنت قادرة على التغلب على هذا؟ لا يمكن لقامتك القليلة وإيمانك أن تتحملا عذابه، وبعد بضعة أيام ستتعذبين لدرجة أنك ستتوسلين منه الرحمة وتكونين غير قادرة على الاستمرار في الثقة بالله. تفقدين ثقتك بالله ويمتلئ عقلك بهذا التناحر ذهابًا وإيابًا. الأمر أشبه ما يكون بإلقائك في مفرمة لحم وتمزيقك إلى أشلاء، بلا شبه الإنسان، وستكونين غارقة في ذلك تمامًا، حتى ينتهي بك الأمر في النهاية إلى نفس مصير ذلك الإبليس الذي تزوجتيه، وستنتهي حياتك.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.