يجب عليك أن تعرف كيف تطوَّرت البشرية حتى يومنا هذا (الجزء الثاني )

في البداية خلق الله آدم وحواء، وخلق حية أيضًا. من بين هذه المخلوقات، كانت الحية الأكثر سُمًا؛ حيث يحتوي جسمها على السم، ووظّف الشيطان هذا السم للانتفاع به. كانت الحية هي التي أغوت حواء بالخطيَّة. وقع آدم في الخطيَّة بعد حواء، وكان الاثنان قادرين على معرفة الخير من الشر. لو كان يهوه يعرف أن الحية ستغوي حواء، وأن حواء ستغوي آدم، فلِمَ أدخلهم جميعًا الجنة؟ ولو كان قادرًا على التنبؤ بهذه الأشياء، فلِمَ خلق حية وأدخلها جنة عدن؟ لمَ احتوت جنة عدن على ثمرة شجرة معرفة الخير والشر؟ هل أراد لهما أن يأكلا من الثمرة؟ عندما جاء يهوه، لم يجرؤ آدم ولم تجرؤ حواء على مواجهته، وعندها فقط علم يهوه أنهما أكلا من ثمرة شجرة معرفة الخير والشر وسقطا فريسة لخداع الحية. وفي النهاية لعن الحية ولعن آدم وحواء. لم يكن يهوه على دراية عندما أكل الاثنان من ثمرة الشجرة. أصبحت البشرية فاسدة إلى حد كونها شريرة ومختلة جنسيًا، لدرجة أن الأشياء التي كانت تُخفيها القلوب كانت شريرة وآثمة؛ كانت جميعها دنسة. ومن ثمَّ ندم يهوه على خلق البشرية. بعد ذلك قام بعمله في تدمير العالم بالفيضان، الذي نجا منه نوح وأبناؤه. بعض الأمور ليست في الواقع متطورة وخارقة للطبيعة كما قد يتصور الناس. البعض يسأل: "بما أن الله كان يعلم أن رئيس الملائكة سيخونه، فلِمَ خلقه؟" هذه هي الحقائق: لما كانت الأرض غير موجودة بعد، كان رئيس الملائكة أعظم ملائكة السماء. كان له سلطة على جميع الملائكة في السماء؛ كان هذا هو السلطان الذي منحه الله. باستثناء الله، كان أعظم ملائكة السماء. عندما خلق الله البشرية في وقت لاحق، نفَّذ رئيس الملائكة خيانة أكبر تجاه الله على الأرض. وأقول بأنه خان الله لأنه أراد أن يُدَبِّرُ البشرية ويتخطى سلطان الله. إنه كان رئيس الملائكة الذي أغوى حواء بالوقوع في الخطيَّة؛ وكان ذلك لأنه أراد أن يقيم مملكته على الأرض ويجعل البشرية تخون الله وتطيعه هو بدلاً منه. لقد رأى أن العديد من المخلوقات قد أطاعته؛ فالملائكة أطاعته، كما فعل الناس على الأرض. كانت الطيور والوحوش والأشجار والغابات والجبال والأنهار وكل شيء على الأرض تحت رعاية الإنسان – أي آدم وحواء – في حين أن آدم وحواء أطاعاه. ومن ثمَّ أراد رئيس الملائكة أن يتخطى سلطان الله ويخون الله. بعدها دفع العديد من الملائكة لخيانة الله، فأصبحت بعد ذلك أرواح نجسة مختلفة. ألم يكن تطور البشرية حتى يومنا هذا سببه فساد رئيس الملائكة؟ فما تسير البشرية في طريقها الذي تسلكه اليوم إلا لأن رئيس الملائكة خان الله وأفسد البشرية. إن هذا العمل التدريجي لا يقترب من مجرد التجريد والبساطة كما يتصور الناس. نفَّذ الشيطان خيانته لسبب ما، لكن الناس غير قادرين على فهم أمر بسيط كهذا. لِمَ خلق الله السماوات والأرض وكل شيء ولِمَ خلق الشيطان أيضًا؟ بما أن الله يحتقر الشيطان كثيرًا جدًا، والشيطان عدو له، فلِمَ خلق الشيطان؟ من خلال خلق الشيطان، ألم يخلق عدوًا؟ لم يخلق الله بالفعل عدوًا؛ بل بالحريِّ، خلق ملاكًا، وخانه هذا الملاك فيما بعد. كان شأنه عظيمًا لدرجة أنه أراد خيانة الله. ربما يقول أحدهم إن هذا كان مصادفة، لكنه كان أيضًا أمرًا حتميًا. إنه شبيه بكيفية موت المرء حتمًا في سن معينة؛ فالأمور قد تطورت بالفعل إلى مرحلة معينة. يوجد بعض السفهاء الذين يقولون: "بما أن الشيطان عدوك، فلِمَ خلقته؟ ألم تعلم أن رئيس الملائكة سيخونك؟ ألا تستطيع أن تكون مُطّلعًا من الأزل إلى الأبد؟ ألا تعلم طبيعته؟ بما أنك علمت أنه سيخونك، فلِمَ جعلت منه رئيسًا للملائكة؟ حتى إذا تجاهل المرء أمر خيانته، فسيظل يدفع العديد من الملائكة وينزل إلى عالم البشر ليفسد البشرية؛ حتى يومنا هذا، فأنت غير قادر على إكمال خطة التدبير التي تبلغ ستة آلاف عام". هل هذا صحيح؟ ألا تُقحم نفسك في مشاكل أكثر مما هو ضروري؟ لا يزال البعض يقول: "لو لم يفسد الشيطان البشرية حتى يومنا هذا، لما كان الله قد خلّص البشرية بهذه الطريقة. وفي هذه الحالة ستكون حكمة الله وقدرته غير مرئيتين؛ فأين تظهر حكمته؟ وهكذا خلق الله جنسًا بشريًا للشيطان؛ وفي المستقبل سيُظهر الله قدرته – وإلا، فكيف يكتشف الإنسان حكمة الله؟ إذا لم يقم الإنسان بمقاومته والتصرف بتمرد تجاهه، فلن يكون من الضروري أن تظهر أفعاله. إذا كانت كل الخليقة تعبده وتطيعه، فلن يكون لديه عمل ليقوم به". هذا أبعد ما يكون عن حقيقة الأمور، لأنه لا يوجد شيء دنس عن الله ولا يستطيع أن يخلق الدنس. إنه لا يعلن عن أفعاله الآن إلا ليهزم عدوه وليخلّص البشرية التي خلقها، وليقضي على الشياطين والشيطان، الذي يكرهه، والذي خانه وقاومه، والذي كان تحت سيادته وينتمي إليه منذ البدء؛ إنه يريد أن يهزم هذه الشياطين، ومن أجل ذلك يعلن قدرته على كل شيء. البشرية وكل ما على الأرض الآن تحت مُلك الشيطان وتحت مُلك الأشرار، ويريد الله أن يعلن عن أفعاله للجميع حتى يعرفه الناس، ومن ثمَّ يهزم الشيطان ويقهر أعداءه نهائيًا. إنه يُكمِّل هذا العمل تمامًا بالكشف عن أفعاله. جميع خلائقه تحت مُلك الشيطان، ولذا فهو يرغب في إظهار قدرته لهم، وبذلك يهزم الشيطان. إذا لم يوجد شيطان، فلن يحتاج إلى الكشف عن أفعاله. لولا مضايقات الشيطان، لكان قد خلق البشرية وأرشدها إلى الحياة في جنة عدن. لِمَ لمْ يكشف عن أفعاله للملائكة أو لرئيس الملائكة قبل خيانة الشيطان؟ ولو عرفه الملائكة ورئيس الملائكة، وأطاعوه أيضًا من البداية، فلم يكن ليقوم بتلك الأفعال التي لا معنى لها في العمل. وبسبب وجود الشيطان والشياطين، يقاومه الناس ممتلئين بالشخصية المتمردة، ولذلك يريد الله أن يكشف عن أفعاله. ولأنه يرغب في خوض الحرب مع الشيطان، يجب أن يستخدم سلطانه لهزيمة الشيطان ويستخدم جميع أفعاله لهزيمة الشيطان؛ وبهذه الطريقة، سوف يرشد عمل خلاصه الذي يقوم به بين البشرية الناس لرؤية حكمته وقدرته؛ فالعمل الذي يقوم به الله اليوم له معنى ولا يشبه بأي حال من الأحوال ما يردده بعض الناس قائلين: "أليس العمل الذي تقوم به متناقض؟ أليست هذه السلسلة من العمل مجرد ترويض لنفسك على المتاعب؟ إنك خلقت الشيطان، ثم سمحت له بخيانتك ومقاومتك. إنك خلقت البشرية، ثم أسلمتها إلى الشيطان، وسمحت لآدم وحواء أن يتعرضا للإغواء. بما أنك فعلت كل هذه الأمور عن قصد، فِلمَ تُبغض البشرية؟ لِمَ تُبغض الشيطان؟ أليست هذه الأمور من صنعك؟ فما الذي يجعلك تكره؟" سيقول كثير من السفهاء هذا. إنهم يرغبون في محبة الله، لكنهم يضمرون في قلوبهم الشكوى من الله – فيا له من تناقض! إنك لا تفهم الحقيقة، فلديك الكثير من الأفكار الخارقة للطبيعة، وتدّعي أن هذا خطأ الله – فيا لك من سفيه! أنت مَنْ يعزف عن الحقيقة؛ وليس خطأ الله! سيشكو بعض الناس مرارًا وتكرارًا قائلين: "أنت مَنْ خلق الشيطان، وأنت مَنْ سلَّم البشرية إلى الشيطان. تملك البشرية شخصية شيطانية؛ وبدلاً من أن تغفر لها، إذا بك تبغضها لدرجة كبيرة. أحببت البشرية في البداية لدرجة كبيرة. إنك أقحمت الشيطان في عالم الإنسان، وها أنت الآن تبغض البشرية. أنت مَنْ يكره البشرية ويحبها – فما تفسير هذا؟ أليس هذا بتناقض؟" بغض النظر عن الكيفية التي تنظرون بها إلى الأمر، فهذا هو ما حدث في السماء؛ خان رئيسُ الملائكة اللهَ بهذه الطريقة، وفسدت البشرية بهذه الطريقة واستمرت حتى اليوم بهذه الطريقة. بغض النظر عن الطريقة التي تعبرون بها، هذه هي القصة بأكملها. ومع ذلك، عليكم أن تفهموا أن الله يقوم بعمل اليوم من أجل خلاصكم، ومن أجل هزيمة الشيطان.

لأن الملاك كان ضعيفًا بدرجة واضحة وليست لديه أية قدرات، أصبح مغرورًا عندما أُعطي السلطان، خاصة رئيس الملائكة، الذي كانت مكانته أعلى من مكانة أي ملاك آخر. كان رئيس الملائكة ملكًا على جميع الملائكة. قاد الملايين من الملائكة، وفي ظل رعاية يهوه، تفوّق سلطانه على سلطان أي من الملائكة الأخرى. فأراد أن يفعل هذا وذاك، وأن يقود الملائكة إلى عالم الإنسان ليدير العالم. قال الله بأنه هو مَنْ يدير الكون، وقال رئيس الملائكة أن الكون كان ملكًا له ليديره، ومنذ ذلك الحين خان الله. خلق الله في السماء عالمًا آخر، لكن أراد رئيس الملائكة أن يدير هذا العالم وينزل أيضًا إلى عالم الإنسان. فهل يسمح له الله أن يقوم بذلك؟ ولهذا، طرحه أرضًا وأطاح به في الهواء. منذ أن أفسد البشرية، شَنَّ الله الحرب ضده لخلاص البشرية؛ لقد استخدم هذه الستة آلاف سنة لإلحاق الهزيمة به. إن مفهومكم عن إله قدير يتعارض مع عمل الله الذي يقوم به الآن؛ إنه لا ينطبق على الواقع وهو مفهوم سخيف للغاية! في الواقع، اتخذ الله وحده رئيس الملائكة عدوًا له بعد أن خانه. وبسبب خيانته فحسب تسلّط على البشرية بعد وصوله إلى عالم الإنسان، وكان هذا هو السبب فيما وصلت إليه البشرية حتى هذه المرحلة. بعد هذا، أقسم الله على الشيطان قائلاً: "سأهزمك وأخلِّص البشرية، خليقتي". لم يكن الشيطان مقتنعًا في البداية وقال: "ماذا يمكنك أن تفعل بصدق معي؟ هل يمكنك حقًا أن تطيح بي في الهواء؟ هل يمكنك حقًا أن تهزمني؟" بعد أن أطاح الله به في الهواء، لم يعُد يأبه به، ثم بدأ في خلاص البشرية وبدأ يقوم بعمله الخاص، مع استمرار مضايقات الشيطان. كل ما استطاع الشيطان فعله كان بفضل القوة التي منحه الله إياها؛ أخذ كل هذه الأشياء معه في الهواء واحتفظ بها حتى يومنا هذا. أطاح الله به في الهواء لكنه لم يسترد سلطانه، وهكذا استمر في إفساد البشرية. من ناحية أخرى، بدأ الله في خلاص البشرية التي أفسدها الشيطان بعد خلقها. لم يعلن الله عن أفعاله في السماء؛ ومع ذلك، فقبل خلق الأرض، سمح للناس في العالم الذي خلقه في السماء بأن يروا أفعاله وبذلك قاد الناس فوق السماء. لقد منحهم الحكمة والذكاء، وأرشد أولئك الناس إلى الحياة في ذلك العالم. بطبيعة الحال، لم يسمع أحد منكم عن هذا من قبل. لاحقًا، بعد أن خلق الله البشرية، بدأ رئيس الملائكة في إفساد البشرية؛ وهكذا أمست البشرية جميعها غارقة في الفوضى على الأرض. كان هذا هو الوقت عينه الذي بدأ فيه حربه ضد الشيطان، وكان هذا عينه هو الوقت الذي رأى فيه الناس أفعاله. كانت أفعاله في البداية خافية عن البشرية. بعد أن أُطيح بالشيطان في الهواء، اهتم بأمر نفسه، واهتم الله بعمله الخاص، يشن الحرب ضده باستمرار، وبكل الطرق حتى الأيام الأخيرة. والآن حان وقت إهلاك الشيطان. في البداية أعطاه الله سلطانًا، وفيما بعد أطاح الله به في الهواء، لكنه بقي ميّالاً إلى التمرد. وقد أفسد البشرية على الأرض فيما بعد، لكن الله كان بالفعل يدبّر البشرية على الأرض. استخدم الله تدبيره للناس ليهزم الشيطان. بإفساد الناس، يضع الشيطان مصير الناس في نهايته ويرهق عمل الله. من ناحية أخرى، عمل الله هو خلاص البشرية. أي خطوة من عمل الله لا تهدف إلى خلاص البشرية؟ أي خطوة لا تهدف إلى تطهير الناس وجعلهم يفعلون البر ويحيون بالطريقة التي ترسم صورة يمكن محبتها؟ ومع ذلك، فالشيطان لا يفعل هذا. إنه يفسد البشرية، ويستمر في القيام بعمله في إفساد البشرية في الكون بأسره. وبالطبع، يقوم الله أيضًا بعمله الخاص. إنه لا يأبه بالشيطان. مهما كان مقدار السلطان الذي يمتلكه الشيطان، فسلطانه كان عطية من الله له؛ ولم يعطه الله في الواقع سلطانه بالكامل، لذا فلا يهم ما يقوم به، فلن يستطيع التفوق على الله وسيكون دومًا في قبضة الله. لم يُظهر الله أيًا من أفعاله بينما هو في السماء. إنه أعطى الشيطان جزءًا صغيرًا فقط من السلطان ليسمح له بممارسة سلطته على الملائكة. لذا، فلا يهم ما يقوم به، فلن يتفوّق على سلطان الله، لأن السلطان الذي أعطاه الله له في الأصل محدود. بينما يعمل الله، يستمر الشيطان في مضايقاته. في الأيام الأخيرة، سينتهي من مضايقاته، وبالمثل سينتهي الله من عمله، وسيكتمل نوع الناس الذين يريد الله لهم أن يكتملوا. يرشد الله الناس على نحو إيجابي؛ فحياته هي الماء الحي، لا حد ولا حدود لها. لقد أفسد الشيطان الإنسان لدرجة معينة؛ وفي النهاية، سيكمِّل ماء الحياة الحي الإنسان، وسيكون من غير الممكن أن يتدخل الشيطان وينفِّذ عمله. وهكذا، سيقتني الله هؤلاء الناس بالكامل. لا يزال الشيطان يرفض التسليم بهذا الآن؛ إنه يعترض باستمرار على الله، لكن الله لا يأبه به. لقد قال، سأنتصر على جميع قوى الشيطان المظلمة وعلى كل تأثيرات الظلام. هذا هو العمل الذي يجب القيام به الآن في الجسد، وهذا أيضًا هو معنى التجسُّد. إنه يكمِّل مرحلة عمل هزيمة الشيطان في الأيام الأخيرة، للقضاء على كل ما ينتمي للشيطان. إن انتصار الله على الشيطان أمر حتمي! أخفق الشيطان بالفعل منذ فترة طويلة. عندما بدأ الإنجيل ينتشر في جميع أنحاء أرض التنين العظيم الأحمر، أي عندما بدأ الله المُتجسّد في العمل وبدأ هذا العمل في الحركة، كان الشيطان منهزمًا تمامًا، لأن التجسُّد كان يهدف إلى هزيمة الشيطان. رأى الشيطان أن الله قد صار جسدًا مرة أخرى وبدأ أيضًا في القيام بعمله، ورأى أنه لا توجد قوة يمكنها أن توقف العمل. لذلك، صُعق عندما شاهد هذا العمل ولم يجرؤ على القيام بأي عمل آخر. في البداية ظن الشيطان أنه يمتلك أيضًا الكثير من الحكمة، وقاطع عمل الله وأرهقه، ومع ذلك، لم يكن يتوقع أن الله قد صار جسدًا مرة أخرى، وأنه يقوم بعمله، واستخدم الله تمرده ليكون إعلانًا ودينونةً للبشرية، وبذلك يُخضِع البشرية ويُلحق به الهزيمة. الله أكثر حكمة منه، وعمله يفوقه بكثير. ولذا، ذكرت سابقًا ما يلي: العمل الذي أقوم به يُنفَّذ ردًا على خُدَع الشيطان. في النهاية سأظهر قدرتي وضعف الشيطان. عندما يقوم الله بعمله، يتعقبه الشيطان من الخلف، حتى يُلحِق به الهلاك في النهاية – ولن يعرف حتى ما أصابه! سيدرك الحقيقة فقط عندما يتحطم ويُسحق بالفعل؛ وفي ذلك الوقت سيكون محترقًا بالفعل في بحيرة النار. ألن يكون مقتنعًا تمامًا عندها؟ لأنه ليس لديه المزيد من الخطط ليستخدمها!

إنه هذا العمل الواقعي التدريجي كثيرًا ما يجعل قلب الله يعتصر حزنًا على البشرية، فتستمر حربه مع الشيطان لمدة ستة آلاف عام. وهكذا يقول الله: "لن أخلق البشرية مرة أخرى، ولن أمنح سلطانًا للملائكة مرة أخرى". ومنذ ذلك الحين، عندما جاءت الملائكة للعمل على الأرض، كانت تتبع الله فقط للقيام ببعض الأعمال. فهو لم يمنح الملائكة سلطانًا قط. كيف قامت الملائكة التي رآها بنو إسرائيل بعملها؟ إنهم ظهروا بأنفسهم في الأحلام ونقلوا كلام يهوه. عندما قام يسوع من بين الأموات بعد صلبه بثلاثة أيام، كانت الملائكة هي مَنْ أزاحت الحجر جانبًا؛ فلم يقم روح الله بهذا العمل شخصيًا. الملائكة فقط هي التي قامت بهذا النوع من العمل؛ وأدت دورًا داعمًا دون أن يكون لها سلطان، لأن الله لم يكن ليمنحها سلطانًا مرة أخرى. بعد العمل لبعض الوقت، اتخذ الناس الذين استخدمهم الله على الأرض منصب الله وقالوا: "أريد أن أتجاوز حدود الكون! أريد أن أقف في السماء الثالثة! نريد أن نمسك بمقاليد السيادة!" إنهم سيصبحون مغرورين بعد عدة أيام من العمل؛ يريدون مقاليد السيادة على الأرض، ويريدون إقامة أمة أخرى، ويريدون كل شيء تحت أقدامهم ويريدون أن يقفوا في السماء الثالثة. ألا تعلم أنك مجرد إنسان يستخدمه الله؟ كيف يمكنك الصعود إلى السماء الثالثة؟ جاء الله إلى الأرض ليعمل في صمت وبدون صراخ وليرحل سرًا بعد أن يكمل عمله. إنه لم يصرخ قط كما يفعل البشر، لكن بالحريِّ يقوم بعمله بواقعية. إنه لا يدخل كنيسة أبدًا ويصرخ قائلاً: "سأمحيكم جميعًا! سألعنكم وأوبخكم!" إنه يقوم بعمله الخاص فحسب ويرحل بمجرد أن يفرغ منه. إن أولئك الرعاة الدينيين الذين يشفون المرضى ويخرجون الشياطين، ويعتلون المنبر لوعظ الآخرين ويلقون الخطب الطويلة والرنَّانة، ويناقشون الأمور غير الواقعية متكبرون حتى النخاع! إنهم أحفاد رئيس الملائكة!

بعد أن نفَّذ الله عمله الذي استغرق ستة آلاف عام حتى يومنا هذا، كشف الله بالفعل عن العديد من أفعاله، لهزيمة الشيطان وخلاص البشرية جمعاء في المقام الأول. وانتهز هذه الفرصة ليسمح لكل ما في السماء، وكل ما على الأرض، وكل ما في البحار، بالإضافة إلى كل كائن من خليقة الله على الأرض برؤية قدرة الله ورؤية كل أفعاله. إنه يغتنم فرصة إلحاق الهزيمة بالشيطان ليظهر كل أفعاله للبشرية ويتيح للناس القدرة على تسبيحه وتعظيم حكمته في هزيمة الشيطان. كل ما على الأرض وما في السماء وما في البحار يمجده ويسبح له على قدرته وعلى جميع أفعاله ويهتف باسمه القدوس. إن هذا دليل على إلحاقه الهزيمة بالشيطان؛ ودليل على إخضاعه للشيطان؛ والأهم من ذلك أن هذا دليل على خلاصه للبشرية. إن خليقة الله كلها تمجّده وتسبّحه على إلحاقه الهزيمة بعدوه وتسبّحه عند عودته منتصرًا كالملك المنتصر العظيم. إن هدفه ليس فقط هزيمة الشيطان، ولهذا استمر عمله لمدة ستة آلاف عام. إنه يستخدم هزيمة الشيطان ليخلِّص البشرية؛ وهو يستخدم هزيمة الشيطان ليظهر أفعاله ويعلن عن كل مجده. إنه سينال المجد، وسترى كل حشود الملائكة أيضًا مجده. سترى الرسل في السماء والبشر على الأرض وكل الخليقة على الأرض مجد الخالق. هذا هو العمل الذي يقوم به. سترى كل خليقته في السماء وعلى الأرض مجده، وسيعود منتصرًا بعد إلحاقه الهزيمة بالشيطان نهائيًا ويدع البشر يسبِّحونه. وبذلك سيحقق كل هذه الجوانب بنجاح. وفي النهاية ستخضع له البشرية جميعها، وسيتخلّص من كل مَنْ يقاوم أو يتمرد، وهذا يعني أن يتخلّص من كل أولئك الذين ينتمون إلى الشيطان. إنك ترى الآن جميع أفعال الله الآن، لكنك لا تزال تقاوم وتتمرد ولا تستسلم؛ إنك تُضمر الكثير من الأمور في نفسك وتفعل كل ما يحلو لك؛ إنك تتبع شهواتك ومشتهياتك الخاصة – هذا هو التمرد؛ وهذه هي المقاومة. إن الإيمان بالله الذي ينبع من أجل الجسد ومن أجل شهوات المرء ومن أجل مشتهياته ومن أجل العالم ومن أجل الشيطان ليس بإيمان نقي؛ وإنما هو مقاومة وتمرّد. توجد العديد من أنماط الإيمان الآن: البعض يبحث عن ملاذ من الضيقة، والبعض الآخر يسعى للحصول على البركات، وفي حين يرغب البعض في فهم الأسرار، ولا يزال البعض الآخر يحاول الحصول على بعض المال. هذه كلها صور للمقاومة؛ إنها جميعًا تجديف! فلنقل بأن أحدهم يقاوم أو يتمرد – أليس في هذا القول إشارة إلى هذه الأمور؟ كثير من الناس الآن يتذمرون أو يشتكون أو يصدرون الأحكام. هذه كلها أمور قام بها الأشرار؛ هم مقاومون ومتمردون من الجنس البشري؛ إن هؤلاء الناس يستحوذ عليهم الشيطان. إن الذين يقتنيهم الله هم أولئك الذين يخضعون له خضوعًا تامًا، وأولئك الذين أفسدهم الشيطان إلا أنهم خلصوا وخضعوا لعمله الآن، ومَنْ تجرعوا المِحَنْ وفي النهاية اقتناهم الله تمامًا ولم يعودوا تحت مُلك الشيطان وتحرروا من الإثم، ومَنْ يحيون حياة القداسة – هؤلاء هم أقدس الناس؛ وهؤلاء هم القديسون. إذا كانت أفعالك الحالية لا تتطابق مع جزء واحد من متطلبات الله، فستُستبعد. هذا لا جدال فيه. كل شيء يتم وفق اليوم؛ ومع أنه قد اختارك منذ الأزل، إلا أن أفعالك اليوم ستحدد عاقبتك. إذا لم تستطع الثبات الآن، فستُستبعد. إذا لم تستطع الثبات الآن، فكيف ترجو أن تثبت في وقت لاحق؟ والآن وقد ظهرت أمامك معجزة عظيمة، فإنك لا تزال غير مؤمن. فقل لي، كيف تؤمن به في وقت لاحق، عندما ينتهي من عمله ولا يوجد أي عمل آخر؟ عندها سيكون من غير الممكن لك أن تتبعه! حينها سيعتمد الله على موقفك ومعرفتك تجاه عمل الله المتجسد وخبرتك في تحديد ما إذا كنت خاطئًا أم مستقيمًا، أو تحديد ما إذا كنت إنسانًا مكتملاً أم مستَبعدًا. يجب عليك أن ترى الآن بوضوح. يعمل الروح القدس على هذا النحو: إنه يحدد عاقبتك وفقًا لسلوكك اليوم. مَنْ يتحدث بكلام اليوم؟ مَنْ يقوم بعمل اليوم؟ مَنْ يقرر أنك ستُستبعد اليوم؟ مَنْ يقرر أن يُكمِّلك؟ أليس هذا ما أقوم به بنفسي؟ أنا مَنْ يتحدث بهذا الكلام؛ وأنا مَنْ يقوم بهذا العمل. إن لعنة الناس وتوبيخهم ودينونتهم كل هذا جزء من عملي الخاص. في النهاية، سيكون استبعادك أيضًا عملي الخاص. الكل هو عملي الخاص! جعْلك إنسانًا كاملاً هو عملي الخاص، وجعْلك تستمتع بالبركات هو أيضًا عملي الخاص. هذا كله عملي الخاص. لم يُعيِّن يهوه عاقبتك سلفًا؛ وإنما يحددها الله اليوم. إنها تتحدد الآن؛ فلم تكن محددة قبل أن يُخلَق العالم. يقول بعض السفهاء: "ربما يكون في عينيك خطأ ما، وأنت لا تراني بالطريقة التي ينبغي عليك أن تراني بها. في النهاية سترى كيف يُظهر الروح كل شيء!" اختار يسوع في الأصل يهوذا ليكون تلميذه. يتساءل الناس: كيف يختار تلميذا سيسلمه؟ في البداية لم يكن يهوذا ينوي تسليم يسوع. لم يحدث هذا إلا في وقت لاحق. في ذلك الوقت، كان يسوع ينظر إلى يهوذا بعين الاستحسان؛ وجعله يتبعه وجعله مسؤولاً عن الأمور المالية. لو كان يعلم أن يهوذا سيختلس المال، لما أوكل إليه مسؤولية المال. يمكن لأحدهم أن يقول إن يسوع لم يكن يعرف أن هذا الرجل كان ملتويًا ومخادعًا في الأصل وأنه خدع إخوته وأخواته. فيما بعد، وبعد أن تبعه يهوذا لبعض الوقت، رآه يسوع يخدع إخوته وأخواته ويخدع الله. اكتشف الناس أيضًا أنه كان ينفق المال دومًا من صندوق النقود، ثم أخبروا يسوع. أصبح يسوع مدركًا لكل هذا في هذا الوقت فقط. ولأن يسوع كان ينفِّذ عمل الصلب ويحتاج إلى شخص ما ليسلِّمه، وكان يهوذا مناسبًا للقيام بهذا الدور، قال يسوع: "سيوجد واحد بيننا سيخونني. سيستخدم ابن الإنسان هذه الخيانة ليُصلَب ويقوم من بين الأموات بعد ثلاثة أيام". في ذلك الوقت، لم يختر يسوع في الواقع يهوذا ليخونه؛ بل على العكس، تمنى أن يكون يهوذا تلميذًا مخلصًا. ولدهشته، تحوَّل يهوذا إلى إنسان فاسد جشع خان الرب، واستغل يسوع هذا الموقف في اختيار يهوذا من أجل هذا العمل. لو كان جميع تلاميذ يسوع الاثنى عشر مخلصين، فلن يكون من بينهم مثل يهوذا، الشخص الذي سيسلِّم يسوع سيكون في النهاية واحدًا ليس من بين التلاميذ. ومع ذلك، ففي الوقت الذي حدث فيه ذلك، كان هناك مَنْ استفاد من تلقي الرشوة – وهو يهوذا. وهكذا استخدم يسوع هذا الرجل لإكمال عمله. فكم كان الأمر بسيطًا! لم يحدد يسوع هذا في بداية عمله؛ إنه لم يتخذ قراره إلا عندما وصلت الأحداث إلى مرحلة معينة. كان هذا قرار يسوع؛ أي قرار روح الله نفسه. في ذلك الوقت كان يسوع هو من اختار يهوذا؛ عندما سلَّم يهوذا يسوع لاحقًا، كان هذا هو عمل الروح القدس ليخدم غاياته الخاصة؛ إنه كان عمل الروح القدس في ذلك الوقت. عندما اختار يسوع يهوذا، لم تكن لديه أي فكرة بأنه سيسلِّمه. كان يعلم فقط أنه يهوذا الإسخريوطي. وكذلك تتحدد عاقبتكم أيضًا وفقًا لمستوى خضوعكم اليوم ووفقًا لمستوى نمو حياتكم، وليس وفقًا للأفكار السائدة بين الناس التي تقول بأن العاقبة مُعيَّنة سلفًا عند خلق العالم. عليك أن تدرك هذه الأمور بوضوح. لا ينفَّذ هذا العمل بالكامل وفقًا لتصوراتك.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.