كلمات حول كيفية مقاربة الحق والله (اقتباس 8)
ما طبيعة مشكلة التلاعب بكلمات الله؟ إذا غيَّرتَ كلمات الله وتلاعبت بكلامه، فهذا يساوي أشدَّ درجات المعارضة لله والتجديف عليه. إن مَنْ على شاكلة الشيطان هم وحدهم القادرون على فعل مثل هذا العمل الشرير، وهم مماثلون تمامًا لرئيس الملائكة. قال رئيس الملائكة: "يا الله، أنت تستطيع خلق السماوات والأرض وكل الأشياء، وأن تقوم بآيات وعجائب – وأنا ايضًا أستطيع أن أفعل هذا. أنت اعتليتَ العرش، وأنا أيضًا سأفعل ذلك. أنت تتسلط على كل الأمم، وأنا أيضًا. أنت خلقت البشر، وأنا أدبِّرهم!". هذا هو مدى غطرسة رئيس الملائكة؛ لا عقل لديه مطلقًا. إن طبيعة التلاعب بكلمات الله هي نفسها طبيعة رئيس الملائكة، بمعنى أنها مظهر معارضة مباشرة لله والتجديف عليه. إن الأناس الذين يتلاعبون بكلمات الله هم الأشدُّ معارضةً له، وهم يسيئون مباشرةً إلى شخصيته. لا يكره الله أكثر ممن يتلاعبون بكلماته. يمكن القول إن التلاعب بكلمات الله تجديفٌ على الله وعلى الروح القدس، وخطيئةٌ لا تُغْفَر. وبخلاف تلاعب الناس بكلمات الله، ثمة شيء آخر يسيء إلى شخصية الله، وهو عندما يجرؤ الناس بإهمال على إحداث تغييرات في ترتيبات العمل، ثم تمريرها إلى الكنيسة لتضليل مختاري الله، مما يُعَرْقِل ويزعج عمل الكنيسة. هذا أيضًا مظهر للمعارضة المباشرة لله، وشيٌء يسيء إلى شخصية الله. بعض الناس ليس لديهم قلوبٌ تتقي الله على الإطلاق. إنهم يعتقدون أن ترتيبات العمل يكتبها الإنسان، وأنها تأتي من الإنسان، وحيثما لم تتوافق مع مفاهيم هؤلاء الناس، فإنهم يغيّرونها كما يشاؤون. هل تعرفون أيَّ من مراسيم الله الإدارية ينتهكُ هذا الفعل؟ [7. "في عمل وشؤون الكنيسة، إلى جانب طاعة الله، يجب عليك أن تتبع إرشادات الإنسان الذي يستخدمه الروح القدس في كل شيء، إذْ لا تُقبَل حتى أدنى مخالفة. يجب أن تقدم امتثالك المطلق، ولا تحلل ما هو صواب أو خطأ؛ فالصواب والخطأ لا علاقة لهما بك. عليك فقط أن تهتم بالخضوع الكامل" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. المراسيم الإدارية العشرة التي يجب على شعب الله المختار طاعتها في عصر الملكوت)]. إن الأشياء التي تنتهك المراسيم الإدارية هي أشياء تسيء إلى شخصية الله. ألا تستطيعون رؤية ذلك بوضوح؟ بعض الأناس مستهترون للغاية في مواقفهم تجاه ترتيبات عمل الأعلى. إنهم يعتقدون: "الأعلى يضع ترتيبات العمل، ونحن نقوم بالعمل في الكنيسة. بعض الكلمات والأمور يمكن تطبيقها بمرونةٍ، والأمر يرجع إلينا في كيفية فعلها على وجه التحديد. الأعلى يتكلَّم ويضع ترتيبات العمل فقط؛ ونحن من نتولى الفعل العملي. لذا، بعد أن يُسَلِّمَ الأعلى العمل إلينا، يمكننا القيام به كما نشاء. ولا بأس بإنجازه بأي طريقةٍ كانت. لا أحد له الحق في التدخل". إن المبادئ التي يعملون بها هي كما يلي: يستمعون إلى ما يعتقدون أنه صوابٌ ويتجاهلون ما يعتقدون أنه خطأٌ، ويعتبرون أن معتقداتهم هي الحق والمبادئ، ويقاومون كل ما لا يتوافق مع مشيئتهم، ويكونون معادين للغاية تجاهك فيما يتعلق بتلك الأشياء. وحينما لا تتوافق كلمات الأعلى مع مشيئتهم، فإنهم يمضون قُدُمًا ويغيِّرونها، ولا يمررونها إلا في حالة أنها تحظى بموافقتهم. وبدون موافقتهم، لا يسمحون بتمريرها. وبينما تُمرَّر ترتيبات عمل الأعلى كما هي في مناطق أخرى، فإن هؤلاء الناس يمررون نُسَخَهُم المُبَدَّلة من ترتيبات العمل إلى الكنائس المناطة بعهدتهم. مثل هؤلاء الناس يرغبون دائمًا في أن يُنحوا الله جانبًا؛ فهم متلهفون إلى حمل الجميع على الإيمان بهم واتباعهم والخضوع لهم. ففي أذهانهم، ثمة بعض الجوانب التي لا يرقى الله إليهم فيها – يتعين عليهم أن يكونوا هم أنفسهم الله، ويتعين على الآخرين أن يؤمنوا بهم. هذه هي طبيعة المشكلة. إذا فهمتم هذا، فهل ستظلون تبكون حينما يُعْفَوَن من مناصبهم؟ هل ستظلون تشعرون بالأسف لأجلهم؟ هل ستظلون تفكرون: "تصرَّف الأعلى على نحو غير مناسب. إنه يُعامل الناس بظلمٍ. كيف يُعْفي مثل هذا الشخص الجاد في العمل؟". إن أولئك الذين يقولون هذا ليس لديهم تمييزٌ. فمن أجل مَنْ يَعمل هؤلاء بِجِدٍّ؟ أَمِنْ أجل الله؟ أَمِنْ أجل عمل الكنيسة؟ إنهم يعملون بِجِدٍّ من أجل تعزيز مكانتهم؛ يعملون بِجِدٍّ من أجل تأسيس ممالكهم المستقلة. هل يخدمون الله؟ هل يؤدون واجباتهم؟ هل هم مخلصون لله وخاضعون له؟ إنهم خدام للشيطان على نحو خالص، وحينما يعملون، فإن إبليس هو من يسود. إنهم يخرِّبون خطة تدبير الله ويزعجون عمل الله. إنهم فعلًا أضداد المسيح! يقول بعض الناس: "انظروا كَمْ يعملون بِجِدٍّ؛ فكتابة تلك الأشياء كلها وتمريرها إلى الكنائس تحتاج إلى جهدٍ كبيرٍ". إذن دعوني أسألكم: هل الأشياء التي يكتبونها تهذيبية للناس؟ ما الهدف الذي يريدون تحقيقه بالضبط؟ هل لديكَ تمييزٌ لهذه الأمور؟ ماذا ستكون العواقب إذا ضللك هؤلاء الناس؟ هل فكرت في ذلك؟ البعض يشعرون بالشفقة تجاه مثل هؤلاء الأناس، فيقولون: "إنهم يعملون بِجِدٍّ شديدٍ، وليس من السهل كتابة تلك الأشياء كلها، ولذلك ينبغي لبيت الله أن يغفر لهم إن كانت ثمة انحرافات فيما كتبوه أو تحريفات". ما المشكلة في أنهم يقولون هذا؟ أيستطيع المرء حقًا أن يربح استحسان الله بالعمل الجاد وحده؟ لأجل مَنْ يعمل أولئك الناس بِجِدٍّ؟ إذا كانوا لا يعملون بِجِدٍّ لإرضاء الله ولتمجيده، وإنما ليتمكنوا من كسب المكانة، فهل لعملهم أيُّ أهميةٍ أو قيمةٍ مهما عملوا بِجِدٍّ؟ إن هذا النوع من العمل الجاد أنانيٌّ ودنيء، وشريرٌ ووقحٌ! ماذا ستكون العواقب إذا لم يُعْفَ هذا النوع من أضداد المسيح من مناصبهم؟ سيزعج الناس عمل الكنيسة مثلما يشاؤون وسيصبحون معارِضين لله قبل حتى أن يُدركوا ذلك. أليس هذا تعطيلًا وإزعاجًا لعمل الله؟ إذا كانوا يعملون بِجِدٍّ من أجل تحقيق أهدافهم الخاصة، فهل هذا يعطيهم الحقَّ في معارضة الله؟ هل ينبغي لهم حينئذٍ معارضته والتمرد عليه؟ هل ينبغي لهم أن يكونوا متعسِّفين ومتهورين وأن يرفضوا الخضوع لله؟ هل يمكنهم أن يفعلوا ما يريدون فحسب؟ إن أولئك الذين لا يمتلكون الحق، والذين لا يخضعون لله، والذين يريدون التصرَّف بتهورٍ فحسب، معتقدينَ أن كلَّ شيٍء يفعلونه معقولٌ وصوابٌ، أبالسةٌ خالصون وخُدَّامٌ للشيطان يأتون لعرقلة عمل الكنيسة وإزعاجه! إذا لم تكن فحسب غير قادر على تمييز مثل هؤلاء الناس، بل تتعاطف معهم أيضًا وتذرف الدموع لأجلهم وتدافع عنهم، فأنت أيضًا لا فائدة منك، شخصٌ مشوَّشٌ وخفيف العقل. وربما لا تزال تفكِّر: "الأعلى ليس مراعيًا لمشاعرهم. ذلك الشخص عَمِلَ بِجدٍّ شديدٍ لكن الأعلى أعفاه ببساطة شديدة". إذا كنت تقول هذا، فأنت أيضًا خادمٌ للشيطان ومن شاكلة إبليس. ثمة الكثير من الناس الذين يعيشون وفقًا لفلسفاتٍ شيطانية، لا يفضحون القادة الكاذبين وأضداد المسيح أبدًا أو يبلغون عنهم، حتى يأتي يوم يفعل فيه أحد أضداد المسيح شيئًا كارثيًا، فيُدْرِكون أخيرًا أنَّ ما كان يجري حقًا هو أن ثمة ضد للمسيح كان يُضِلُّ الناس. بعض الأناس لا تزال لديهم مفاهيم بشأن هذا الأمر، إذ يفكرون: "الله قديرٌ، والله المتجسد بالتأكيد يعرف عدد أضداد المسيح الموجودين في الكنيسة. هل ثمة داعٍ لأن نبلغ عنهم؟". أليس الناس الذين يقولون هذا من الأنواع السخيفة؟ في الوقت الحالي، يعمل الله وسط الجنس البشري، والرجل الذي يستخدمه الله هو إنسانٌ عادي، فإذا لم يكن له اتصالٌ مباشرٌ بأمور الكنيسة، فكيف له أن يعلم بهذه الأشياء؟ في مرات كثيرةٍ، حينما كانت ثمة حالات من ظهور أضداد المسيح، لم تُعالَج المشاكل إلا بعد أن أبلغ عنهم بعض الناس وفضحوهم، وأمر الأعلى بإجراء تحقيق. ففي أثناء العمل في الإنسانية الطبيعية وقيادة الناس، لا يكون الله خارقًا للطبيعة إطلاقًا، ويكون عمليًا للغاية، لكنه يُخْضِع الشيطان ويهزمه ويُذِلُّه. إنما بهذه الطريقة وحدها يمكن أن تُعْلَن قدرة الله وحكمته. هذه هي كيفية عمل الله الفعلي: يرتب الله كل هؤلاء الناس وكل هذه الأحداث والأشياء حتى يتعلَّم مُختاروه الدروس، ويكتسبوا التمييز، ويوسِّعوا معارفهم. وبمجرد أن يكتسب مُختاروه التمييز، لن يتمكَّن القادة الكَذَبَة وأضداد المسيح والأناس الأشرار من الإفلات من "ذراع القانون الطويلة". وسيستخدم الله الحقائق ليكشفهم ويمكِّن جميع مُختاريه من أن يروا بوضوحٍ وأن يفهموا. ألم يُكشف في الماضي كثير من الأناس الأشرار وأضداد المسيح ويُسْتَبْعَدوا؟ أليسَ منكم أحدٌ يرى هذا الأمر بوضوحٍ؟ إذن فأنتمٌ مُشَوَّشون للغاية!
رغم أنَّ بعض الأشخاص لا يفهمون بضعة أجزاء من ترتيبات بيت الله، فإنهم يظلون قادرين على الخضوع، قائلين: "إن كلَّ ما يفعله الله صوابٌ وله معنى. إذا لم نفهم ترتيبات العمل تمامًا، فيجب علينا أولًا الخضوع لها. ليس لنا أن نحكم على الله! لا يزال يجب علينا الاستماع إلى ترتيبات العمل، حتى وإن كانت لا تتماشى مع مفاهيمنا، ذلك لأننا بشر، وماذا يستطيع عقل الإنسان أن يرى؟ يجب علينا فقط الخضوع لترتيبات الله؛ فسوف يأتي اليوم الذي نفهمها فيه. حتى إذا بلغنا ذلك اليوم، وكنا لم نزل غير قادرين على فهمها تمامًا، فسيظل علينا الخضوع راضين. نحن أناس، ويجب علينا الخضوع لله. هذا هو ما يجب علينا فعله". لكن بعض الناس مختلفون، وعندما يرون ترتيبات بيت الله، فإنهم يدرسونها أولًا، قائلين: "هذا ما يقوله الله، وهذه هي مطالبه. البند الأول يبدو حسنًا، لكن البند الثاني غير ملائمٍ تمامًا. سأمضي قدمًا وأغيِّره". هل لدى هؤلاء الأشخاص قلوب تتقي الله؟ إذا غيرت ترتيبات العمل مثلما تشاء، فما طبيعة هذه المشكلة؟ أليس هذا عرقلةً وإزعاجًا لعمل بيت الله؟ هل هذه الأشياء التي تمتلكها هي الحق؟ إذا كان لديك الحق فعلًا، فلماذا لا تعبِّر عنه؟ لماذا تبدِّل كلمات الله؟ أيُّ شخصيةٍ تكشف عنها بفعلك هذا؟ إنها شخصيةٌ متغطرسةٌ بارَّةٌ في عينيَّ ذاتها؛ شخصيةٌ لا تطيع أحدًا. إذا جرؤتَ على أن تنتقي وتختار فيما يتعلق بترتيبات الله، فثمة مشكلة جسيمة في عقليتك وشخصيتك. ويجب على مختاري الله أن يكون لديهم تمييز لمثل هؤلاء الناس. أولًا، لا يستطيع مثل هؤلاء الناس عَقْد شركةٍ حول الحق لحلّ المشكلات، ومع ذلك يعتقدون أنهم يفهمون الحق ولن يطيعوا أحدًا. ثانيًا، عندما تكون لديهم مفاهيم عن ترتيبات العمل، فإنهم لا يذكرونها لبيت الله، وإنما ينشرونها حولهم. ثالثًا، عندما تكون لديهم مفاهيم عن الله وعن عمل بيت الله، فإنهم ليسوا فقط لا يعالجونها، بل إنهم أيضًا يحرِّضون مختاري الله على تكوين مفاهيم عنه، وعلى النهوض لمحاربته، ليُجبروه على العمل وفقًا لتمنياتهم ليُخْضِعوه في النهاية. بناءً على هذه السلوكيات الثلاثة، يمكن للمرء أن يتيقَّن من نوع هؤلاء الأشخاص. هل هم أشخاصٌ يطلبون الحقَّ ويخضعون لله؟ بالطبع لا. إنهم لا يطلبون الحق البَتَّة وهم أيضًا غير راضين عن الله. لديهم مفاهيم عن الله، وهم ينشرون هذه المفاهيم؛ ليحملوا الجميع على تكوين مفاهيم عن الله وعلى النهوض لمحاربته ومعارضته. بناءً على هذا، يمكن وصفهم بأنهم أضداد مسيح حقيقيين مكتملين. كيف يجب التعامل مع مثل هؤلاء الناس؟ هل يجب مساعدتهم على نحو مُحِب؟ لا نفع من هذا؛ لأنهم لا يقبلون الحق. ماذا عن تهذيبهم؟ هذا أيضًا لا نفع منه؛ لأنهم لا يقبلون الحق. إن كان أولئك الذين يؤمنون بالله غير قادرين على قبول الحق، فهذه مشكلةٌ خطيرة وشيٌء فظيع! إذا نظرتَ إلى هذا الأمر باستخفاف وظننتَ أنه ليس بالأمر الجلَل، فسيأتي اليوم الذي تسيءُ فيه إلى الله. ولقد رأيتُ بعض الناس مثل هؤلاء، وعلى الرغم من أنهم لم يُخْرَجُوا بعد، فإن عاقبتهم قد تحددت بالفعل؛ وهي أنهم سَيُسْتَبْعَدون.
إن أولئك الذين يؤمنون بالله يجب أن تكون لديهم، على أقل تقدير، قلوب تتقي الله. وما معنى اتقاء الله؟ يجب على الناس أن يخافوا من اللهَ، ويتعيَّن عليهم أن يفعلوا كلَّ شَيءٍ بحذرٍ وعناية، تاركين لأنفسهم مجالًا محدودًا للمناورة، لا أن يفعلوا كل ما يريدونه فحسب. فمثلًا، عندما يُعْفِي بيت الله بعض القادة الكَذَبَة من مناصبهم، يقول بعض الأناس: "لستُ متأكدًا بشأن هذا الأمر. لا نعلم بالضبط ما فعلوه، وحتى لو عرفنا، ما استطعنا فهم طبيعة الأشياء التي فعلوها على نحو دقيق. كلُّ شَيْءٍ يفعله الله صوابٌ، ودائمًا ما سيأتي يوم يوضِّح الله فيه الأمور ويسمح لنا بفهم مقصده". إذا كنتَ لا تفهم السبب في قيام بيت الله بالأمور بهذه الطريقة، لكنك لا تزال قادرًا على الخضوع، فأنت شخصٌ تقيٌّ إلى حدٍ ما يمكن أن يُقال عنه إن لديه قلبًا يتقي الله إلى حدٍ ما. إذا كنتَ لا تفهم، لكنك لا تزال تعاند الله وتزعج عمل الكنيسة، فهذا يعني مشكلة. متى ما أعفت الكنيسة بعض القادة الكَذَبَة وطردت بعض أضداد المسيح، دائمًا ما يهب بعضٌ من أتباعهم المتعصبين ويتقدَّمون للدفاع عنهم، فيحكمون على الله علانيةً بسبب هذا، قائلين إنه غير بار وطالبين من الروح القُدُس أن يكشف هذا الأمر. بالنسبة إلى مثل هؤلاء الأناس، فحتى إن كانوا يقدمون خدمةً استثنائيةً عند نشرهم الإنجيلَ وتأدية واجباتهم، فإن أيًا من هذا لا يهم. خيانةٌ واحدةٌ ستُحَدِّدُ مصيرك إلى الأبد. لا بد أن ترى جوهر الخيانة بوضوحٍ؛ لا تظنّ أنها ليست بالأمر الجلل. يمكن القول إنكم جميعًا قد عارضتم الله، وإنكم جميعًا قد تعديتم، لكن طبيعة معارضتكم وتعدياتكم مختلفة. إن طبيعة الأمر الذي تحدثتُ عنه للتوِّ جسيمة للغاية وتشكِّلُ دينونةً علنيةً لله ومعارضةً له. بعض الناس يحبون دائمًا كتابة بعض الأشياء، وبعض الخطابات التي ينشرونها في الكنيسة باستهتارٍ. هل يتماشى هذا مع المبادئ؟ هل الأشياء التي يكتبونها شهادة حقة؟ أهي من اختبارات الحياة؟ هل هي تهذيبية لمختاري الله؟ إن لم تكن كذلك، وكان هؤلاء الأناس لا يزالون ينشرونها باستهتارٍ في الكنيسة، فَهُم أناسٌ مُضَلِّلون، ينشرون البِدَع والمغالطات، ويحرِّفون الحقائق، ويخلطون الصواب بالخطأ، ويتحدثون بالكثير من الهراء المحض. بعض الأناس يرغبون حتى في كتابة كتبهم الخاصة، ثم إرسالها إلى الكنيسة ليصبحوا مشاهير. ألم يتعلَّم الناس درسًا عميقًا من مثال بولس؟ لا تزالُ تريدُ كتابةَ كتابٍ، كتابة "سيرةٍ ذاتيةٍ لأحد المشاهير" وتدوين "تلخيصٍ للحقّ". لا عقل لديكَ على الإطلاق! إن كانت لديكَ القدرة على ذلك، فاكتب عددًا من الشهادات الاختبارية. ألم تُدَنْ وتُعَانِ بما يكفي خلال هذه السنوات القليلة التي آمنتَ فيها بالله؟ أيمكن أن تظل لا ترى هذا الأمر بوضوحٍ؟ ما الذي يفهمه الناس؟ إن الكلمات والتعاليم التي تتحدث بها لا يمكنها حتى علاج مشكلاتك الخاصة، لكنك لا تزال تريد تقديمها إلى الآخرين. ليست لديك معرفةٌ بذاتك مطلقًا! لماذا يطبعُ بيت الله الكتب ويوزِّعها على نحو مُوَحَّد؟ لأن أغلب هذه الكتب مؤَلَّفةٌ من كلمات الله، والباقي مؤَلَّفٌ من الشهادات الاختبارية لمختاري الله. هذه كلها أشياء إيجابيةٌ يحتاج إليها شعب الله المختار، ولذلك فالكتب التي يُصدرها بيت الله بصورةٍ موحدة كلها ضروريةٌ لعمل الكنيسة ولدخول الحياة لشعب الله المُختار. طريقة العمل هذه تنبع من إرشاد الروح القُدُس. جميعكم تُدركون أن الكتب التي يُصدرها بيت الله على نحو موحد هي في غاية الأهمية والضرورة. تُدركون جيدًا المنافع التي يمكنكم اكتسابها من الاستماع إلى المواعظ، ولذلك إذا كان لديكم تمييزٌ للأشياء التي ينشرها القادة الكَذَبَة وأضداد المسيح، فستقدرون حقًا على أن تُمَيِّزوا القادة الكَذَبَة وأضداد المسيح. لكن بِقَامَتِكم الحالية، أنتم تفهمون فقط الكثير من التعاليم عن الإيمان بالله، لكن الحقَّ لا يزال غير واضحٍ لكم. ثمة بعض الأمور المهمة التي لا تزالون لا تفهمونها كليًا، والتي تبدو مبهمةً وغائمةً بالنسبة إليكم، ولهذا فإنكم لا تزالون لا تملكون أيًا من وقائع الحق ولستم تملكون بعد درجة كبيرة جدًا من التمييز. بِغَضِّ النظرِ عن الكيفية التي يتصرف بها أي أحدٍ في الكنيسة أو يتحدث، فأنتم تفتقرون إلى التمييز الواضح لها. بعض الناس يعتقدون أنه مادام المرءُ يتحدث بفصاحةٍ فإنه قادرٌ على أن يشهد لله، وأن أولئك الذين لا يتحدثون بفصاحةٍ لا يمكنهم الحديث عن شهادة اختبارية حتى وإن كانت لديهم. هل هم على صوابٍ في هذا؟ إنهم مخطئون على نحو فادح؛ فالشهادة الاختبارية عمليةٌ مهما كانت طريقة الحديث عنها، وإذا لم تكن لدى المرء شهادةٌ اختبارية، فإن ما يقوله غير عمليٍّ، مهما بلغت جودة حديثه عن التعاليم. لماذا؟ إن حديث شخصٍ ما عن الكلمات والتعاليم لا يمثل أنه يمتلك واقع الحق، وحتى إن حاول ذلك الشخص فهم قدر من الحق، فإن ذلك الفهم يظلُّ سطحيًا ومحدودًا إلى حد كبير، ولن يستطيع الكتابة عن الشهادة الاختبارية على الإطلاق. وإذا كان شخصٌ ما ليس لديه شهادةٌ اختبارية، لكنه يظل يتحدث بوقاحة بكلماتٍ وتعاليم ويعظُ الناس، فإنه قد صار فريسيًا منافقًا. لا يمكنه إلا أن يختلق شهادةً زائفةً لتضليل الناس. وأولئك الذين يفعلون هذا سيلعنهم الله. إن قدرة شخصٍ ما على الشهادة الحقة من عدمها لا تعتمد على فصاحته. انظر كم كان بطرس ممتلكًا للشهادة الاختبارية – لكن كم رسالةً كتبها؟ كم عدد مقالات الشهادة التي كتبها؟ ربما لم يكتب سوى القليل، لكن الله استحسن بطرس بصفته أفضل شخصٍ عرف الله، وبصفته شخصًا أحب الله بصدقٍ. إن كانت لديك حقًا شهادةٌ اختبارية، فستكون قد تغيَّرت بالتأكيد وأصبحت تتصرف على نحو أفضل كثيرًا. لن تعود تفعل تلك الأشياء الحماسية، تلك الأشياء التي كنت تظن أنها صالحة. حينما تُدرك مدى تفاهة الإنسان وفقره وبؤسه، لن تجرؤَ على التصرف اعتباطيًا أو على تأليف كتابٍ أو سيرةٍ ذاتيةٍ. إن كل أولئك الذين يرغبون في تأليف الكتب أو السير الذاتية، أو في تعزيز سمعتهم باسم تقديم شكلٍ ما من المساهمة، هم جميعًا أناسٌ متغطرسون، ومغرورون وطموحون يبالغون في تقدير قدرات أنفسهم، وليست لديهم قلوبٌ تتقي الله، ويرغبون في اتباع مشيئتهم الخاصة في أفعالهم. إن الأشخاص الذين يسعون حقًا إلى الحق جميعهم يركزون على أداء واجباتهم جيدًا، وعلى فهم الحق، وعلى العمل في توافقٍ مع المبادئ. إنهم يعتقدون أن أداء المرء واجباته جيدًا، والتغيير المتعلق بالشخصية، والدخول في وقائع الحق، وامتلاك شهادةٍ اختباريةٍ حقيقيةٍ، أفضلُ من أيِّ شَيْءٍ آخر. أولئك القادرين على السعي بهذه الطريقة هم الأذكى، والأكثر تمتعًا بالعقل.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.